السلام عليكم ورحمة الله
لكم تنتابني رغبة جامحة في التحدث عن شيئ طالما جذبتني روعة جماله وحيرتني شدة اختلافه وزلزلتني قوة ائتلافه وخافتني واسعدتني الاظطرابات العاطفية الحسية التي يغرسها في الواحد منا غرسا
اي نعم هو كذلك انا اتكلم الان عن تلك المواقف الاشد تناقضا والاعظم اختلافا
عن تلك الاشياء التي نؤديهافي حياتنا اليومية وكاننا نؤمن بها اقوى الايمان ونقتنع بها اشد الاقتناع
تصرفات لا تخلوا من لذة ومتاع فيها مدح الشيئ الواحد وذمه وفيها مدح النقيضين وذمهما
تجعل الواحد منا بين ارتحال وتطواف داخل دغل نفسه ....
فما الانسان الا دغل كثيف مليئ بالكنوز والالئ النادرة قد يكتشفها يوما فينعم بها وقد يقضي حياته كلها يفتش عنها فيفقد معها ويصبح على راي احدهم ...مفقود مفقود مفقود
موقفا ا واحدا يثير الضحك ويثير الرثاء
يثير الشماتة ويثير الرحمة
يبعث في النفوس مرحا وابتهاجا ويملا القلوب كابة وحزنا وهو على ذلك كله واحد لا يتغير
وانما يتغير وجه النظر اليه ونحو التفكير فيه
فالاشياء مهما تتحد فهي متباينة ومهما تاتلف فهي مختلفة وان الشيئ الواحد قد يخالف نفسه ويباينها باختلاف الجهات التي تنظر اليه
جميل كل ذلك ...غير اني اتساءل عن دور كل هذا في خضم حياتنا كبشر ومدى تاثيره على مسارها سواءا كان عرضيا ام ثابتا
هل تؤثر هاته الاحوال المظطربة والاهواء المختلفة المؤتلفة بحسب البيئة ودرجة حظوظ العلم والتربية لدى المرء فتاخر بدل ان تقدم وتقدم عوض ان تاخر ...ام اننا وبكل بساطة نعيش
أزمة مفاهيم وقيم وخلط للحقائق بالأباطيل، وغشاوة تغطي العقول والعيون، وعدم قدرة على تمييز الحق من الباطل، والصح من الخطأ. وعليه فلا بد من البحث عن المخرج المناسب من تلك الأزمات التي قد تبدو لاحدنا خطيرة متفشية بينما ينظر اليها اخر على انها شيئ طبيعي لابد ان يمر به الفرد وسرعان ما ينتهي ام ان المخارج الاساسية من هذه الأزمات يقتضي أن نعيد ونكرر التأكيد على بعض الحقائق والمفاهيم الأساسية، على أمل أن تكون واضحة وجلية في أذهان الجميع، وفعالة دائماً في توجيه المواقف والسلوك، وإحلال الائتلاف مكان الاختلاف!!
ام اننا حين نفسح لكل الأصوات أن تتحدث ولكل الأنواع أن تتنفس فسوف تطرد العملة الصحيحة كل عملة مزيفة، وسوف تبقى أجواء الاقتراب والألفة ترسل ظلالها للجميع، وسوف يكون ذلك خيراً لنا جميعاً، فإننا حين نخنق أصوات الآخرين فسوف نختنق بهم, والسفينة حين تغرق لا تستثني أحداً، فعلى العقلاء وأصحاب الرأي أن يتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة