السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التدوين الرسمي في عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز:
قبل أن استعرض التدوين الرسمي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، بودي ان أنبه الى انه كانت هناك جهودا فردية علمية من أجل جمع الحديث النبوي الشريف ( استقيتها من :مذكرة في علم التخريج للشيخ الدكتور طارق الطواري المدرس في كلية الشريعة في الكويت) ومنها:
(1) سليمان بن قيس اليشكري 80 هـ لازم جابر بن عبد الله في البصرة وكتب صحيفة حتى أشتهرت بصحيفة جابر ونقلها لتلاميذه فكان ممن حدث عنه الحسن البصري ، مجاهد بن جبر ، ومعمربن الراشد . وقتادة السدوسي.
(2) عروة بن الزبير أخو عبد الله بن الزبير و ولد أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم أخذ الحديث عن عائشة رضي الله عنها وألف كتاب المغازي ونقل هذا العلم الليث بن سعد إلى مصر وتتلمذ على يديه 300 تلميذ وشيخ .
(3) محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ينسب لأمه وعبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ومحمد بن علي ابن أبي طالب فهؤلاء كانوا يطلبون العلم ويقيدونه .
(4) سعيد بن جبير ت 95 هـ رحل وجمع الحديث النبوي ولازم ابن عباس ، قال رضي الله عنه : ( ربما كنت عند أبن عباس وكتبت صحيفة ) .
(5) كريب مولى ابن عباس ت 98 هـ كتب عن أبن عباس رضي الله عنه وغيره حمل بعير وعن صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضعها عند موسى بن عقبة .
(6) عامر الشعبي ت 106 في الكوفة جمع أحاديث الفرائض والجراحات .
(7) ابن سيرين 110هـ لازم أنس بن مالك وأبو هريرة رضي الله عنهما وجمع ما عندهم من أحاديث .
(8)الحسن البصري ت 110 هـ لازم عدداً من الصحابة رضي الله عنهم و كتب عنهم .
(9) معاوية بن قرة ت 113 هـ تتلمذ على يد جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهم وكتب عنهم وله صحيفة جمع فيها تفسير ابن عباس وكان يقول (لاتعد من لم يكتب العلم علماً).
(10) مكحول الشامي ت 116هـ ألف كتابا في الفقه و الحج.
(11) قتادة بن دعامة السدوسي ت117هـ لازم بن عباس و أنس بن مالك وجابر رضي الله عنهم وأخذ مما عندهم من الحديث.
(12) نافع مولى ابن عمر ت 117هـ لازم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ملازمة شديدة وكان يكتب عنه كل شيء ولذلك لم يقع في روايته عنه خطأ. قال البخاري رحمه الله
أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر.).
(13) أبو اسحاق السبيعي ت 127هـ كتب أحاديث الحارث الأعور وهو ثقة وغيرهم كثير.
ثم جاء أمر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه – [ولد سنة ثلاث وستين 63 ، وكانت مبايعته بالخلافة في صفر سنة تسع وتسعين ( 99 هـ ، ووفاته لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومئة 101 هـ .وعاش أربعين سنة (سير أعلام النبلاء – الذهبي 114:5) ] بتدوين الحديث فكان التدوين الرسمي بأمر الخليفة على رأس المائة الهجرية الأولى ، حينما رأى اتساع الفتوحات الإسلامية وانتشار الصحابة – رضي الله عنه - في الاقطار وموت أكثرهم.
روى البخاري في «صحيحه 1: 27 ،في أبواب العِلْم »: (( وكتب عُمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كانَ من حديث رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبهُ, فإنِّي خفتُ دُروس العلم, وذهاب العُلماء)).
وأخرجه الامام مالك – رضي الله عنه - في الموطأ رواية محمد بن الحسن (( أخبرنا يحيى بن سعيد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم أن أنظر ما كان من حديث رسول الله {صلى الله عليه وسلم} أو سنته فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء))
وأخرجه أيضا أبو نُعيم في «تاريخ أصْبهان ص 108 » بلفظ
( كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: انظروا حديث رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - فاجمعُوه.))
ولم يقتصر الأمر على أهل المدينة فقط ، بل لقد كتب عمر بن عبد العزيز مثل ذلك إلى عماله في كل المدن الإسلامية التي نزل بها الصحابة والتابعين كما ذكر ذلك الإمام الدرامي ( انظر سنن الدرامي (1/137).
وكان أول من دون الحديث بناءا لأمر عمر بن عبد العزيز رحمه الله محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري (ت 124 هـ) عالم أهل الشام والحجاز ، وهو أحد الأئمة الأعلام."....
وقد أخذ الحديث عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم الذين طال بهم العمر إلى عهده فرآهم وسمعهم ، وعن جماعة من كبار التابعين.... فكان كما قال أبو الزناد : " يطوف على العلماء ، ومعه الالواح والصحف ، يكتب كل ما يسمع "" ( مسند الحارث ابن أبي شيبة 6:1)
فقد ذكر ابن عبد البر عن ابن شهاب قال: "أمرنا عمر بن عبد العزيز، بجمع السنن، فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً ( انظر ابن عبد البر، جامع بيان العلم (1/91 ـ 92) .
" وروى أبو عبيد أن عمر أمر ابن شهاب أن يكتب له السنّة في مصارف الزكاة الثمانية، فلبى الزهري أمره، وكتب له كتاباً مطولاً يوضح ذلك بالتفصيل "(الأموال ص 231 ـ 232).
ومن هنا قال ابن حجر (فتح الباري (1/208): "....وأول من دون الحديث ابن شهاب الزهري على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز، ثم كثر التدوين ثم التصنيف، وحصل بذلك خير كثير، فلله الحمد ".
وأبو بكر بن حزم هو عامله وقاضيه على المدينة المنورة و هو من رواة الحديث قال عنه ابن سعد في الطبقات ج2 : الصفحة 387 : روي عن السائب بن يزيد وعباد بن تميم وعمرو بن سليم الزرقي وروى عن خالته عمرة وعن خالدة ابنة أنس ولها صحبة [ رضي الله عنهم ] ، كما وأوصاه أيضا أن يكتب ما عند عمرة بنت عبد الرحمن الأنصاري، والقاسم بن محمد بن أبي بكر المتوفى (120هـ).
، وطلب عمر بن عبد العزيز كذلك من سالم بن عبد الله بن عمر: (يا سالم أكتب لنا أحكام الزكاة والجباية برواية جدي عمر بن الخطاب ) . ( طبقات ابن سعد 387:2 )