أسس الحوار البناء

[أبوإبراهيــم]

بإسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

إن المرجع في معرفة أي شيء هو الأسس و القواعد التي يبنى عليها فلا يمكن أن نعرف ضابط الشيء المعين إلا بأصوله وقواعده بحيث يمكن لنا أن نرجع لهذه الأصول عند أي إختلاف ، فتثبيث الأسس والقواعد يخرجنا من هلامية التعريفات العامة ويخرجنا من تحريف معنى الشيء عن موضعه لأنه من المعلوم أن كل شخص له تعريفات خاصة به لأمور معينة إما على حسب علمه وفهمه أو على حسب هواه .

ولطالما يأمل كل محاور أو كاتب أو صاحب مقال في الحوار البناء ولا يوجد من يتنكر لهذا ويقول عكس ذلك ولكن هذه النية وحدها لا تكفي ، إذ يلزم منا أن نعرف ما هي أسس الحوار البناء التي إذا خالفناها صار الحوار هداما ، فلا ينبغي لأي شخص أن يزكي نفسه ويجعل من نفسه صاحب حوار بناء وغيره يهدم ما يبنيه دون الرجوع إلى هذه الأسس .

أسس الحوار البناء :

الأساس الأول : أن لا يكون بين المتحاورين سوابق تجعل أحدهما يحمل غلا في صدره ولا يركز في الحوار وإنما ينطلق من سوابقه لينفجر في الحوار لأتفه الأسباب أو أن ينطلق من خصومة دينية أو فكرية فيفرغ مرضه في ذلك الحوار .

الأساس الثاني : الإلتزام بموضوع الحوار دون أن يحيد أي أحد عنه طرفة عين وذلك لأن تغيير موضوع الحوار دليل على أن شخص يريد أن يخاصم لا أن يحاور .

الأساس الثالث : الجدّية في بناء الحوار ، لا أن يقفز مثل الضفدع هنا وهناك ، فيترك تعليقا تارة وتعليقا تارة أخرى ، بحيث يترك تعليقا ويذهب ولا يبحث عن رد صاحب الموضوع ولا يهمه ، فهذا ليس بحوار وإنما هو يرمي سهامه هنا وهناك .

الأساس الرابع : الحوار يكون مبنيا على الحجة والبرهان لا على عنزة ولو طارت ، إذ من المفروض أن المحاور واثق من ما يملكه من أفكار ،فالواجب عليه أن يدلي بحجته بدل الكلام التافه الذي لا ينفع ولا يضر

مثال ذلك : يقول أنا لا أوافقك على كذا ودليلي هو كذا ويستدل على كلامه بتأصيل علمي وبدون سفسطة.

الأساس الخامس : عدم تقديس الأخبار أو الأفكار المنتشرة بحجة أن الناس كلهم يقولون كذا والناس كلهم يفعلون كذا ، ويجب أن يضع كل شخص أفكاره أو الأخبار التي يعرفها في الطاولة ويبرهن عليها ولا يتعامل معها وكأنها مقدسة وكأن الشخص الذي يخالفه فيها هو شخص غريب ولا يعيش معنا في المجتمع وذلك لأن هناك الكثير من الأكاذيب والإشاعات المنتشرة في الأمة والكثير من يصدقها .

الأساس السادس : إذا كان الإختلاف في الدين ، فإنه يلزم كل من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أن يتحاكم إلى الكتاب والسنة دون أي مرجع آخر مسترشدين بفهم سلف الأمة .

الأساس السابع : الذي يعرف أنه لن يلتزم بالأسس المذكورة فمن الأفضل له أن يبتعد عن الحوار ، والذي لديه قناعات مبنية على غير الكتاب والسنة ويعرف أنه لن يتخلى عنها لأي سبب كان فيجب عليه أن يبتعد عن الحوار لأن أمثال هؤلاء هم سبب الهدم .

الأساس الثامن : الحوار يكون بين شخصين وليس شخص ضد مئة شخص

الأساس التاسع : الصدق في الحديث وإجتناب الكذب والبهتان

هذه هي الأسس التي يجب على كل من يريد حوارا بناءا بصدق أن يتبعها أما غير ذلك فأنت تنفخ في رماد .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

[Elwawy]

أتفق مع كل ذكرته, (أظن) أنه لا يوجد حوار بناء في هذا الوجود, يوجد صراع و من يربح الأخر و يصفق عليه الجميع, إذا كان عندك أي مناسبة مسجلة فيها حوار بناء يحضر فيها كل الأسس المذكورة, أنا مهتم بإستهلاكه.

النقطة 6 و الشطر الثاني من النقطة 7 (قناعات مبنية على غير الكتاب و السنة) , أظنها نقطة مهمة في النقاشات, بالخصوص في هذا المنتدى أين يتم أحيانا أو ربما دائما إقحام الدين في كل شيء و أي شيء.

فشخص عنده قناعات مبنية على الكتاب و السنة فقط و يعرف أنه لن يتخلى عنها, هو نفس الشيء أيضا و سيحقق بعض النقاط السابقة :

1- السوابق : لا يوجد من يتقن تقزيم الأخرين في كلمة واحدة كهذه الفئة (أشرح إن كان هذا غير مفهوم)
4- الغيبيات نؤمن بها و لا يمكن دوما تقديم حجج أو براهين لإثباتها, فيصبح في خانة عنزة و لو طارت (سأعطي أمثلة)

أظن مهما كانت القناعات التي لن يتخلى عنها الفرد (دينية علمية خرافية...), لابد أن نتجب النقاش لأنه لا فائدة منها, أما إذا كان الحوار فقط لسماع ما تنتجه الأحبال الصوتية للشخص الأخر لا حرج.

[أبوإبراهيــم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

أتفق مع كل ذكرته, (أظن) أنه لا يوجد حوار بناء في هذا الوجود, يوجد صراع و من يربح الأخر و يصفق عليه الجميع, إذا كان عندك أي مناسبة مسجلة فيها حوار بناء يحضر فيها كل الأسس المذكورة, أنا مهتم بإستهلاكه.

النقطة 6 و الشطر الثاني من النقطة 7 (قناعات مبنية على غير الكتاب و السنة) , أظنها نقطة مهمة في النقاشات, بالخصوص في هذا المنتدى أين يتم أحيانا أو ربما دائما إقحام الدين في كل شيء و أي شيء.

فشخص عنده قناعات مبنية على الكتاب و السنة فقط و يعرف أنه لن يتخلى عنها, هو نفس الشيء أيضا و سيحقق بعض النقاط السابقة :

1- السوابق : لا يوجد من يتقن تقزيم الأخرين في كلمة واحدة كهذه الفئة (أشرح إن كان هذا غير مفهوم)
4- الغيبيات نؤمن بها و لا يمكن دوما تقديم حجج أو براهين لإثباتها, فيصبح في خانة عنزة و لو طارت (سأعطي أمثلة)

أظن مهما كانت القناعات التي لن يتخلى عنها الفرد (دينية علمية خرافية...), لابد أن نتجب النقاش لأنه لا فائدة منها, أما إذا كان الحوار فقط لسماع ما تنتجه الأحبال الصوتية للشخص الأخر لا حرج.

شكرا لك أخي على مرورك الطيّب

بالنسبة لهل يوجد حوار بناء أو لا يوجد فليس هذا هو الذي نبحث عنه وإنما البحث هو لمن يريد أو يسعى بصدق لحوار بناء

أما الذي عنده قناعات مبنية على الكتاب والسنة فمن الواجب أن يتمسك بها ولا يتخلى عنها أخي الكريم إلّا أن تبين له أن السنة خلاف ذلك ، مثال : الحجاب فرض ، فمهما جادلك المجادلون فإنه يجب عليك أن تتمسك بهذا القول .

أما بالنسبة للنقاط المذكورة فلم أفهمها

[Elwawy]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإبراهيــم

شكرا لك أخي على مرورك الطيّب

بالنسبة لهل يوجد حوار بناء أو لا يوجد فليس هذا هو الذي نبحث عنه وإنما البحث هو لمن يريد أو يسعى بصدق لحوار بناء

أما الذي عنده قناعات مبنية على الكتاب والسنة فمن الواجب أن يتمسك بها ولا يتخلى عنها أخي الكريم إلّا أن تبين له أن السنة خلاف ذلك ، مثال : الحجاب فرض ، فمهما جادلك المجادلون فإنه يجب عليك أن تتمسك بهذا القول .

أما بالنسبة للنقاط المذكورة فلم أفهمها

العفو, نعم أوافقك لابد أن نسعى جميعا لذلك.

السوابق : جميع من عنده قناعات لا يتخلى عنها يتقن و يتفنن في تقزيم الأخرين في كلمة أو جملة , ملحد يرى مسلم >> إرهابي, سني يرى شيعي > > تسب الصحابة , مسلم يرى ملحد >> حفيد القردة, الخ... ما الفائدة من الحوار هنا؟

الحجة و البرهان, في مثال من يقحم الدين في كل شيء و أي شيء, قد يأتي شخص يتحدث عن الرعد كظاهرة طبيعية فزيائية و عن تفسيرها العلمي بالحجج و البراهين, و يأتي من يقحم الدين (في كل شيء و أي شيء) و يتكلم عن الرعد بصفة أخرى غيبية لا يتمكن من إثباتها و إيجاد حجة و برهان لتبريرها, و من هنا تبدأ المشاكل و يبدأ العراك و القفز من نقطة لأخرى و كل ما ذكرته في الأسس.

يحدث نفس الأمر مع أي شخص لا يتخلى عن قناعاته مهما كان نوعها.

[أبوإبراهيــم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

العفو, نعم أوافقك لابد أن نسعى جميعا لذلك.

السوابق : جميع من عنده قناعات لا يتخلى عنها يتقن و يتفنن في تقزيم الأخرين في كلمة أو جملة , ملحد يرى مسلم >> إرهابي, سني يرى شيعي > > تسب الصحابة , مسلم يرى ملحد >> حفيد القردة, الخ... ما الفائدة من الحوار هنا؟

الحجة و البرهان, في مثال من يقحم الدين في كل شيء و أي شيء, قد يأتي شخص يتحدث عن الرعد كظاهرة طبيعية فزيائية و عن تفسيرها العلمي بالحجج و البراهين, و يأتي من يقحم الدين (في كل شيء و أي شيء) و يتكلم عن الرعد بصفة أخرى غيبية لا يتمكن من إثباتها و إيجاد حجة و برهان لتبريرها, و من هنا تبدأ المشاكل و يبدأ العراك و القفز من نقطة لأخرى و كل ما ذكرته في الأسس.

يحدث نفس الأمر مع أي شخص لا يتخلى عن قناعاته مهما كان نوعها.

هذا الأمر الذي ذكرته أسهل بكثير يا أخي الكريم

بالنسبة للدين : ما رأيك في من يرى درسا منشورا من كتاب التوحيد فيضطرب وجدانه ويقع كالمغشي عليه ولا يقوم إلا كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ ؟

[Elwawy]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإبراهيــم

هذا الأمر الذي ذكرته أسهل بكثير يا أخي الكريم

بالنسبة للدين : ما رأيك في من يرى درسا منشورا من كتاب التوحيد فيضطرب وجدانه ويقع كالمغشي عليه ولا يقوم إلا كالذي يتخبطه الشيطان من المسّ ؟

لم أفهم ما السهل, إشرح من فضلك,

لم أفهم المثال الذي طرحته, إشرح و سأعطيك رأي.

الدين ذكرته كمثال فقط عن قناعة تُدرج في كل شيء و أي شيء من طرف بعض الأشخاص وبطريقتهم الخاصة, كما أنه يوجد نفس الظاهرة بقناعات أخرى غير الدين.

[أبوإبراهيــم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

لم أفهم ما السهل, إشرح من فضلك,

لم أفهم المثال الذي طرحته, إشرح و سأعطيك رأي.

الدين ذكرته كمثال فقط عن قناعة تُدرج في كل شيء و أي شيء من طرف بعض الأشخاص وبطريقتهم الخاصة, كما أنه يوجد نفس الظاهرة بقناعات أخرى غير الدين.

يعني لو كان الخلاف على الرعد أو البرق فإن هذا أسهل من الخلاف على مسائل أكبر

[Elwawy]

نوعا ما, كل شيء أصعب من الأخر و أي خلاف صغير يتطور و يتعمق إلى قصة أخرى.

أظن أنه لابد للحوار أن يبقى في شكل حرب, عدا إن كان كل طرف مستعد لوضع أرجله في أحذية الأخرين مؤقتا لرؤية ما يراه الأخرون...

تتذكر موضوع "النساء شقائق الرجال" حاولت في ذلك الموضوع المشاركة و الحوار, لكني تَعرضتُ لكل النقاط التي ذكرتها أنت هنا, و جميع من كان مع الفكرة المطروحة في الموضوع و بتلك الطريقة كان يريد إبادتي (أو إلقاء دروس من دون مناسة) أكثر من محاولة الإنصات.

[أبوإبراهيــم]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

نوعا ما, كل شيء أصعب من الأخر و أي خلاف صغير يتطور و يتعمق إلى قصة أخرى.

أظن أنه لابد للحوار أن يبقى في شكل حرب, عدا إن كان كل طرف مستعد لوضع أرجله في أحذية الأخرين مؤقتا لرؤية ما يراه الأخرون...

تتذكر موضوع "النساء شقائق الرجال" حاولت في ذلك الموضوع المشاركة و الحوار, لكني تَعرضتُ لكل النقاط التي ذكرتها أنت هنا, و جميع من كان مع الفكرة المطروحة في الموضوع و بتلك الطريقة كان يريد إبادتي (أو إلقاء دروس من دون مناسة) أكثر من محاولة الإنصات.

أخي ، الأمر يختلف على حسب طبيعة الأقسام

فمثلا في منتدى الأسرة والمجتمع ، فهذه الأمور متوقعة لأنها تخضع لمعايير إجتماعية واقعية ورؤية شخصية فكل شخص يعبّر على حسب الظروف التي عاشها

ولكن إذا كان النقاش حول أمور تتضمن مبادئ وقيم كالصدق والشرف في الخصومة والعدل فإنه لا يمكن السكوت عن المخالفة أبدا ولا يجب المداهنة كما يفعل البعض

[يوغرهن زيري]

بارك الله فيك شكرا

[أبوإبراهيــم]

و فيك باراك الله أخي*

[mallali2000]

الحوار هو الطريق الأوحد لإنهاء عمر الأزمة أو الحرب أو الخلاف في جميع مناحي الحياة.