【!!】النّصب باسم مرضى السّرطان【!!】

[صَمْـتْــــ~]

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحديث عن ظاهرة النّصب والاحتيال لا ينتهي، لكثرة ما نراه من تعدٍّ على الحقوق العامّة والخاصّة، ومع ذلك لا يجب أن نستهين بهذه
الظّاهرة الخطيرة أو نساهِم في التستّر عليها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، على الأقلّ لنبرّئ ذمّتنا أو نكون سببا في تحفيزِ غيرِنا لمحاربتها كلٌّ بما أمكنَه.
وعلى هذا الأساس روّاد منتدانا الأفاضل، أودّ إطلاعكم على حادثةٍ أربكتني، وأنطقت حرْفي!
------------------------------
فمنذ حوالي خمسة أشهر انتبهتُ لشابٍّ يصعد الحافلة مرّة في الأسبوع وبالمحطّة نفسها، يُردّد كلاما محفوظا عن ظهر قلب:

[اخوتي، نحن جمعيّة كذا..لمساعدة مرضى السّرطان، من مدينة بوسعادة، جئناكم بوجه البراءة هذا الذي ينام بمستشفى العاصمة، والذي يحلم مثلكم في أن يتعلّم ويعمل وما إلى ذلك..ويطلب مساعدتكم ليتمكّن من السّفر للعلاج خارج الوطن.. (ويعرض علينا صورة طفلٍ صغيرٍ مصابٍ بمرض السّرطان، يرتدي قناعاً، لا يُظهر إلاّ عينيه)]
في بادئ الأمرِ تأثّرتُ كباقي الحضور وفعلنا ما أمكننا، لكن صادف أن تكرّر المشهد مرّة واثنتان، وثلاث ..بل وتواصل لأشهُرٍ أُخَر..
ففكّرتُ يوما في البحث عن تلك الجمعيّة على مواقع التّواصُل، لكن ظهر أنّ نشاطها متوقّف منذ 6 سنوات ..مثلما انتابني شعورٌ
بأنّ المعني يستغلّ اسم الجمعيّة وصورة الطّفل الذي يكون ربّما قد توفّي..أو غير موجود في الأصل بالجزائر !
حيث صعد يوما بالمحطّةِ نفسِها، وردّدَ الكلام المعهود، فلم أحتمل الوضعَ، فسألته عن حالِ الطّفل (بحكم خطورتِها التي تستدعي الإسراع في علاجه)، وكيف لجمعيّةٍ يفترض أن تعمل ضمن شروطٍ معيّنة يخرج ممثّلٌ عنها ليطلب الإعانات لصالح أحد المرضى؟
فارتبكَ، وتلعثم لسانُه ونزل فور توقّف الحافلة..حتّى أنّه يومها لم ينجح في النّصبِ على ركّاب الحافلة..والطامّة الكبرى أنّ سائقها قال: [خلّوه يسترزق]!!


سبحان الله كيف أصبح بعضهم يستهينون بأفعالِ المكْرِ، ويعذرون القائمين بها، متناسينَ أنّ الله يعلم خائنة الأعيُن وما تُخفي الصّدور.
إلى هنا ظننتُ أنّ ذلك الشابّ قد ابتعد نهائيّا، أو غيّر مكان ممارستِه الدّنيئة، لكنّي فوجئت به هذا الصّباح يصعد بحافلةٍ لإلقاءِ طقوسِه،
هذا وقد بدا جادّا في مسعاه المتمثّل في ممارسة مهنة المتاجرة بأسماء مرضى السّرطان، غير مبالٍ بأنّ عقاب اللهِ قد ينزل عليه
فيذيقه من ألم ذلك الطّفل الذي استغلّ صورتَه لتحقيق غرضِه الخبيث البعيد كلّ البُعد عن المشاعر الإنسانيّة.

فكيف لنا أن نوقفَ هؤلاء؟