الفتح الاسلامي ... لشمال افريقيا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأنساب ، القبائل و البطون > منتدى القبائل العربية و البربرية

منتدى القبائل العربية و البربرية دردشة حول أنساب، فروع، و مشجرات قبائل المغرب الأقصى، تونس، ليبيا، مصر، موريتانيا و كذا باقي الدول العربية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفتح الاسلامي ... لشمال افريقيا

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2017-12-14, 23:54   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Dinho
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي الفتح الاسلامي ... لشمال افريقيا

الفتح الإسلامي لبلاد المغرب

تفيد المصادر الإسلامية بأن الفتح الإسلامي لبلاد المغرب قد استغرق مدة طويلة تكاد تقرب من السبعين عاما، وهذا يرجع لعدة عوامل أهمها: صعوبة البلاد من الناحية الجغرافية اشتداد حركة المقاومة البربرية، تدخل بعض العناصر الأجنبية كالروم (البيزنطيين) في الحرب ضد المسلمين الفاتحين.

ويتضح من المصادر التاريخية الإسلامية والمسيحية (البيزنطية) أن الفتوحات الإسلامية التي قام بها الأمويون في بلاد المغرب كان هدفها الرئيسي هو غزو صقلية وجنوب إيطاليا أو بمعنى آخر غزو الإمبراطورية البيزنطية من ناحية الغرب إلى جانب الحملات الإسلامية التي توجه إليها من ناحية الشام وأسيا الصغرى من جهة الشرق، وبذلك يتم للمسلمين تطويق العاصمة القسطنطينية من جهة الشرق والغرب مما يساعد على فتحها وإخضاعها للمسلمي ــ ن.

وإذا تتبعنا أدوار أو مراحل الفتح العربي الإسلامي للمغرب نجده قد مرّ بمرحلتين رئيستين هما:

أولا: مرحلة الاستكشافات ( الإرهاصات) وثانيا: مرحلة الفتح المنظم.

أولا: مرحلة الإرهاصات (21-49هـ):

1-جهود عمرو بن العاص:
بدأ المسلمون في فتح بلاد المغرب منذ سنة 21هـ /642م في ولاية عمرو بن العاص على مصر وذلك لتأمين حدود مصر الغربية من خطر الر وم (أو البيزنطيين) الذين كانوا يحكمون المغرب الأدنى (إفريقية)، إذ كان يخشى أن يحاولوا استعادة مصر من يد المسلمين من هذا الطريق الغربي.

فعقب انتهاء القائد الإسلامي عمرو بن العاص من فتح مصر بدأ يتجه وأسرع إلى المغرب بإرسال عقبة بن نافع الفهري على رأس حملة استطلاعية إلى إقليم برقة ويبدو أن عمرو بن العاص اطمأن إلى تقرير عقبة عن منطقة برقة الذي أوضح فيه سهولة فتحها بإرسال جيوشه إليها، وسار عمرو بن العاص على رأس الجيش متجها نحو الغرب حتى وصل إلى برقة التي كان يسكنها قبيلة لواته البربرية (من البربر البتر)، والتي أسرعت إلى تقديم فروض الطاعة والولاء للجيش الإسلامي وصالحهم عمرو على نظير جزية يؤدونها إليه وهي دينار عن كل بالغ، وهكذا ضمن عمرو بن العاص بمعاهدته مع قبيلة لواته أن يكسبهم إلى جانب المسلمين ونجح في إدخال بعضهم في الإسلام، وبعد ذلك اتجه عمرو بن العاص إلى إقليم طرابلس وفتحه وفي نفس الوقت تمكن أحد قواده وهو بسر بن أرطأة من فتح ودّان ، كما قام عقبة بفتح منطقة فزّان وذلك سنة 23هـ /644م .

وبيّنت الرواية الإسلامية أنّ عمرو بن العاص أراد بعد فتح طرابلس أن يواصل فتوحاته ويغزو ما وراءها من بلاد إفريقية ( التابعة للبيزنطيين) وأنّه أرسل يستأذن الخليفة عمر بن الخطاب في ذلك ولكن الخليفة رفض أن يجيبه على طلبه ومنعه من تنفيذه، وذلك لأنّ الخليفة عمر كان يخشى على جيوش المسلمين من الانتشار والتبعثر في تلك المناطق الشاسعة المترامية الأطراف كما أنّ نفوذ المسلمين لم يكن قد توّطد بعد في البلاد التي فتحوها واستقروا فيها حديثا مثل بلاد الشام والعراق ومصر، مما يدل على سلامة تفكير الخليفة عمر بن الخطاب كقائد إسلامي بعيد النظر وسديد الرأي.

2- حملة عبد الله بن سعد بن أبي سرح
بعد مقتل عمر بن الخطّاب سنة 23هـ /644م توّلى عثمان بن عفّان الخلافة فأمر بعزل عمرو بن العاص من ولاية مصر وأسندها إلى عبد الله بن أبي سرح. وقرر الخليفة عثمان مواصلة الحملات الإسلامية لفتح بلاد المغرب. انتقل عبد الله بن سعد على رأس حملة قوّية سنة 27هـ /648م وعبر به منطقة طرابلس وواصل زحفه نحو إفريقية ( المغرب الأدنى) التي كانت تحت حكم بطريق الروم ( البيزنطيين) ويسّمى جريجوريوس ويعرف بجرجير ، يعرض عليه إمّا الإسلام وإمّا الجزية أو القتال، فرفض جريجوريوس الذي خرج من قرطاجنة ، لكن المسلم ين لحقوا به إلى موضع يسّمى سبيطلة( جنوب غرب القيروان) وعسكروا هناك، وجددوا طلبهم إلى جرجير فرفض مجددا فبدأت المناوشات بين المسلمين والبيزنطيين.

وكان جرجير حاكم إفريقية يخشى أن يشتبك مع المسلمين في معركة حاسمة فيتعرض جيشه للهزيمة خاصة وأنّ أنباء انتصارات المسلمين في العراق وفارس والشام ومصر وبرقة قد وصلته، ولهذا فقد كان القتال بادئ الأمر عبارة عن مناوشات بسيطة امتدت بضعة أيّام كان القتال أثنائها يستمر من الصباح حتّى الظهر، ويبدو أنّ جيش الروم كان متفوقا على جيش المسلمين من الناحية العددية مما دفع أحد قادة المسلمين وهو عبد الله بن الزبير بن العوّام إلى التفكير في طريقة تحقق النصر للمسلمين، فأتفق مع ابن سعد على أن يباغت ابن الزبير الروم بالهجوم بعد انتهاء القتال اليومي عندما يكون التعب قد أحّل بالروم، وقد نجحت تلك الخطة وتمكّن ابن الزبير وأصحابه من اختراق معسكر الروم ،واستطاع أن يصل بسهولة إلى مخيّم البطريق جرجير وقتله مما أدّى إلى ارتباك جيش الروم وهزيمته عقب مقتل قائده وذلك سنة 28هـ /649م ، وتعرف تلك الموقعة بموقعة سبيـطلة.


ومن نتائج تلك الموقعة تمّكن ابن سعد من الاستيلاء على حصن سبيطلة بعد حصاره عدة أيّام. ولمّا رأى البيزنطيون وحكام المدن في إفريقية انتصارات المسلمين طلبوا من ابن سعد أن يرحل عنها مقابل جزية سنوية يدفعونها للمسلمين ووافق ابن سعد على ذلك خاصة أن أهل النوبة بدا خطرهم يزداد على مصر من الناحية الجنوبية واستعد للعودة إلى مصر دون أن يستغل انتصاره في موقعة سيبطلة ويتخذ قاعدة للمسلمين في إفريقية (المغرب الأدنى) ومع ذلك فإنّ حملة عبد الله بن سعد كانت تجربة مفيدة للمسلمين إذ أوضحت لهم أحوال تلك البلاد ومدى أهميتها بالنسبة لهم.

3-حملة معاوية بن حديج على إفريقية سنة45هـ:
توقفت الفتوحات الإسلامية في إفريقية عدّة سنوات بسبب فتنة مقتل الخليفة عثمان بن عفّان ثم الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان حول الخلافة، ولم تتجدد الفتوحات مرّة أخرى إلاّ بعد استقرار الأمر لمعاوية سنة 41هـ /662م الذي يسّمى بعام الجماعة.
وعلى أيّة حال بعد أن توّلى معاوية بن أبي سفيان الخلافة الأموية قرر إعادة فتح إفريقية ومواصلة حركة الفتوحات الإسلامية في بلاد المغرب، وعهد بتلك المهمة إلى قائده معاوية بن حديج سنة 45هـ /666م ، وتقدم ابن حديج بجيوشه واتّخذ من موضع يسّمى قمونية ( جنوب قرطاجنة) معسكرا ثابتا له، ومن هناك أخذ يوّجه السرايا إلى مراكز البيزنطيين بإفريقية، ومنها تلك السرية التي قادها عبد الله بن الزبير إلى المدن الساحلية واستولى فيها على قابس وبنزرت وسوسة وفي هذا الميناء الأخير (سوسة) كان الأسطول البيزنطي قد أنزل جيشا بقيادة بطريق يدعى نقفور لمهاجمة المسلمين، فقام ابن الزبير بمهاجمتهم بمن معه فتراجع الروم مهزومين إلى سفنهم ، وسرية أخرى أرسلها ابن حديج بقيادة الأمير الأموي عبد الملك بن مروان إلى حصن جلولاء-وهو من الحصون البيزنطية الهامة- فحاصره عبد الملك واستولى عليه بعد قتال عنيف.

استقر معاوية بن حديج في جبل القرن، وجعله مقرا له مدّة ثلاثة سنوات، فبنى بناحية القرن مساكن سمّاها قيروان واحتفر بها آبار تسّمى آبار حديج .ويعتبر معاوية بن حديج أوّل من فكّر في إقامة حاميات ومناطق دائمة للمسلمين بإفريقية وهذا طبعا بعد داهية العرب عمرو بن العاص وما شيّده في مصر (الفسطاط) وبعد معاوية بن حديج أخذت الفتوحات تأخذ منحى أخر أكثر تنظيما.
ولم يلبث أن أمر الخليفة معاوية بن أبي سفيان بعزل ابن حديج عن ولاية إفريقية وول عليها القائد التابعي المشهور عقبة بن نافع الفهري، وبتوليته تبدأ مرحلة الفتح المنظم لبلاد المغرب.

يتبع ان شاء الله










 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc