الجزائر تواجه خطر ''أفغنة'' الساحل عن طريق ''الوهابية''

[tarek22]

حذّر المشاور الدولي وخبير القضايا الاستراتيجية، الفرنسي ريشار لابيفيير، الجزائر من ''مخطط'' لـ''أفغنة'' منطقة الساحل، قصد هدم ''الدولة الوطنية'' في الجزائر، كرهان إسرائيلي، تعمل من أجله الولايات المتحدة الأمريكية، عن طريق قطر والسعودية.
قال الخبير لابيفيير، في محاضرة قدمها أمس، ضمن سلسلة اللقاءات التي ينظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، بمسمى ''قواسم دولية'' بالعاصمة، إن أهم تحد تواجهه الجزائر، على حدودها الجنوبية، يكمن في ''السعي لإسقاط مخطط أفغنة منطقة الساحل''، كمشروع استراتيجي إسرائيلي -أمريكي، تتدخل فيه كل من السعودية وقطر، من خلال ''استعمال السلفية الوهابية'' في تدمير ''الدولة الوطنية'' في الجزائر. وأكد صاحب الكتاب الذي نشر حديثا بعنوان ''حين تستيقظ سوريا''، أن الجزائر أهم دولة تنطبق عليها مواصفات ''الدولة الوطنية''، وتعتبرها إسرائيل آخر دولة ''استعصى عليها هدم سقفها الوطني''. وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل على المشروع، تستخدم كل من السعودية وقطر في توظيف ''السلفية الوهابية'' لتحقيق هذا المسعى. ويقول المشاور الدولي، الذي يكتب للمجلة الفرنسية ''أفريك آزي''، أن ''الأمريكيين كانوا يستعملون الإخوان ضد الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر''، ونفس الأسلوب يستعمل حاليا مع سوريا، في معرض حديثه عن ''خطر نقل السيناريو السوري إلى الدولة الوطنية في الجزائر، من خلال تدخلات دول خليجية في منطقة الساحل لخدمة أجندة أمريكية''. لكنه يرى أن منتهى أغراض الأجندة يؤول إلى خدمة استقرار إسرائيل، التي تعتقد أن ''استقرارها لا يمكن له التوطيد إلا بتفكيك الدول العربية''. لذلك يؤكد ''تجاوب دول الخليج مع مسعى غربي لقهر إيران، موازاة مع خطة تنتهج لتدمير سوريا على الشاكلة التي دمر بها العراق''.
وقدم المحاضر مقاربات حيال الحاصل ''الإرهابي'' في منطقة الساحل، وبالأخص في مالي، قدمه في مشهد ''تشابك المصالح'' بين الحركات الجهادية، المتفرعة عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من حركة التوحيد والجهاد، وحركة أنصار الدين، في محيط صحراوي يسوده مطلب انفصالي ترفعه ''حركة تحرير الأزواد''. وشبّه لابيفيير المشهد بـ''تشتت'' التنظيمات الإرهابية في الجزائر مطلع التسعينيات، في صور ''الجيا'' و''الميا''، ثم الجماعة السلفية للدعوى والقتال، التي انخرطت في تنظيم القاعدة الأم في جانفي .2007
وأفاد الخبير الفرنسي: ''تحدثت مع أصدقائي الدبلوماسيين الجزائريين أمس، وأخطرتهم بوجهة نظري، وقلت لهم إن رهان الجزائريين إفشال هذه المساعي''. وتابع ''الخطر المقلق فعلا يكمن في السلفية الوهابية على الجزائر، بفعل عمل تقوم بها دبلوماسيات بعض الدول العربية''. ولما سئل لابيفيير، على الهامش، بشأن خلفية محاولة الاستثمار الغربي في الساحل والمساس بالجزائر، من خلال الصحراء، رد: ''طبعا هناك الغاز واليورانيوم والبترول، كما أن نفوذ سوناطراك أصبح يقلق العديد من الدول''. ويتحدث المحاضر عن امتدادات هذا الخطر إلى النيجر ونيجيريا، من خلال نشاط تنظيم ''بوكوحرام''، الذي يمتد في إيديولوجيته إلى السنغال، في مقابل أظهر التعامل معه هشاشة تعود إلى ضعف إمكانيات هذه الدول في مكافحة الإرهاب، والجريمة المنظمة والامتدادات الفكرية السلفية، يضاف إليها هشاشة الاندماج المغاربي، بسبب القضية الصحراوية. بينما قدّم أهم مشكل أمني، بالنسبة للجزائر، وهو مطروح في مالي، ويرى أن حله الوحيد يكمن في ''التطبيق الفعلي لاتفاق الجزائر، مارس 2006، بين تحالف 23 ماي سابقا، وحكومة باماكو''.
ويوافق رزاق بارة، مستشار الرئيس بوتفليقة لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، على ما ساقه الخبير الفرنسي في شق أهمية ''الدولة الوطنية'' لدى الآخرين، وقال، في الشأن المالي، إن ''عوامل التأزم بهذا البلد متشعبة، وهناك أزمة شرعية في باماكو. وترى الجزائر أن النظام المالي يجب أن يتأسس على قاعدة مدنية ديمقراطية''.

محمد شراق : جريدة الخبر