★ ★حدث لي ذات مرة... مواقف لا تنسى★ ‏★

[أنور الزناتي]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جلست أنبش في أدراج ذاكرتي مما علق بها من حوادث و أحداث جرت لي عندما كنت يافعا. فاستوقفني لتوي موقف عصيب مررت به عند أعمامي في البادية...
ففي إحدى الليالي الحالكات ذات صيف حار، وبينما كنت أسير قافلا إلى البيت رفقة أبناء عمومتي، بعد أن قضينا شطر اللّيل الأول في عرس ريفي بالقصبة و "الرقّاصات"، إذ بصوت غريب يتعقبّنا دون انقطاع دون أن نتمكّن من تبيّن مصدره... كنا كلما توقفنا يتوقف الصوت أيضا. فلا ندري أ حقا كنا نسمع صوتا؟! أم أنه مجرد أضغاث أحلام و محض خيال؟! فكنا نصرخ ملء أشداقنا و كنا نتطلّع لمعرفة مصدر الصوت... و لكن لا حياة لمن تنادي. فانقبضت سرائرنا و ارتعشت فرائسنا. و تبادر إلى أذهاننا أن نهرب بأقصى سرعتنا... أطلقنا العنان لأرجلنا، نسابق الريح. لا نلوي على شيء رغم الأشواك و الأحجار التي كانت تعترض طريقنا.
وصلنا إلى المنزل أخيرا و نحن نتصبّب عرقا من الجري. فتسوّرنا أسوار المنزل من الخوف و قفزنا إلى داخل الدار ... و أخيرا أصبحنا بمأمن من ذلك الصوت الذي أخافنا. و بينما نحن نحدّث أهلنا و نروي في القصة ، إذ بنا نكتشف أن أحدنا تدلّى من جيبه خيط كان يحتفظ به من قبل، فعلقت به رزمة من الأشواك... فأدركنا حينها أن الرزمة هي من كانت تصدر ذلك الصوت... انفجر الجميع ضاحكا إلاّي. فقد كان خوفي من ذلك الصوت أهون عليّ من ازدراء الأهل و نظراتهم الساخرة... موقف لا أنساه ما حييت.
هذا موقف عشته بكل جوارحي... فهل عشتم مثله؟
إذن نحن هنا نستمع إليكم، فارووا لنا حكاياكم.
دامت أخوتنا