حسين بن غنام تاريخ نجد( لسنا خوارج) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حسين بن غنام تاريخ نجد( لسنا خوارج)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-06, 20:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي حسين بن غنام تاريخ نجد( لسنا خوارج)

يقول ابن غنام :
(( و في أواخر هذه السنة – 1166 هـ - ارتد أهل منفوحة , و نبذوا عهد المسلمين و طردوا إمامهم ( محمد بن صالح ) فخرج معه في يوم واحد نحو سبعين رجلاً ثم تلاحق الناس بعد ذلك فارين بدينهم )
) تاريخ نجد ( ص 106 ) .

(( و في هذه السنة طلب أهل – المحمل – من الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الأمير محمد بن سعود الدخول في الإسلام , و عاهدوهما على التوحيد , فقبلا منهم على أن يعطوا نصف زرعهم و ريع ثمارهم فالتزموا بذلك ))

(( و قد غزا المسلمون ثرمدا مرة ثانية في السنة نفسها و الأمير عليهم عثمان , و لم يقع قتال إذ لم يخرج من أهل المدينة أحد لقتالهم .. فدمر المسلمون المزارع و انقلبوا راجعين )) - ص 102 -
و يقول في سنة 1161 هـ:
(( ثم غزا المسلمون ثادقاً فلم اقتربوا منها ليلاً غبأوا الجيوش و أعدوا الكمين فلما ظهر مقاتلة البلد عاجلهم الكمين فولوا هاربين و قتل منهم – محمد بن سلامة - و ستة آخرون .. و أخذ المسلمون أغنامهم ))
- ص120

(( غزا المسلمون أهل الخرج و أميرهم مشاري بن معمر فأغاروا على أهل – الدلم – و أخذوا أغنامهم ثم انقلبوا راجعين ..فلحقهم أهل الخرج و التقوا بهم في – عفجة الحاير – و لم يكن عدد المسلمين يزيد على الأربعين و كان أهل الخرج أكثر من مائة ..فصبر المسلمون فبدأ القتال بالترامي بالبنادق من بعيد .. ثم نهض عليهم المسلمون .. فلما عاين أهل الخرج الموت انهزموا بعد أن قتل منهم المسلمون نحو ثلاثين رجلا )) – ص 107 - .

(( و في سنة 1165 هـ اجتمع أهل سدير و الوشم و جردوا معهم آل الظفير و اتجهوا إلى – رغبة – و كان أهلها اهتدوا إلى التوحيد فحاصرتهم تلك الجموع في البلد أياماً فجنح بعض أهلها إلى الضلال فأدخلوا تلك الأجناد , فنهبوا جميع الأموال , و لكن الله حق دماء المسلمين )) – ص 105
(( و أغار المسلمون في تلك الغزوة على أهل منفوحة فأخذوا بعض الأغنام و رجع المسلمون سالمين بغنائمهم و أسلابهم و قسموها في الدرعية بين الغزاة بالعدل و التساوي )) ..(( ثم فتح المسلمون حريملا عنوة .... إلى قوله .. فتفرقوا في الشعاب و الجبال و قتل المسلمون منهم مائة رجل و غنموا كثيرا من الذخائر و الأموال .. و قتل من المسلمين سبعة ..

و دخل المسلمون البلدة و أعطى عبدالعزيز --- عبدالعزيز بن محمد بن سعود --- بقية الناس الأمان , و صارت البلدة فيئاً من الله , و دورها و نخيلها غنيمة للمسلمين .. )) – ص 109 - .









 


قديم 2013-07-07, 01:58   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
يرجى قراءة قوانين المنتدى ادناه.
........................
........................
ـ يمنع التسجيل في المنتدى بأكثر من عضوية واحدة مادام الغرض الإساءة للآخرين، أو إثارة الأعضاء والبلبلة في المنتدى... وفي حال ثبوت التعدد في مثل هذه الحالات للمدير حرية التصرف في حذف جميع العضويات، ولو ترقى العضو لأعلى الرتب و الألقاب .


....................


https://www.saaid.net/monawein/sh/15.htm

شبه خصوم الإمام محمد بن عبد الوهاب حول شرعية قتاله لأهل الضلال

أبوحميد الفلاسي

تنبيه: نقلت هذا الموضوع بشيء من التصرف من كتاب دحر افتراءات أهل الزيغ والارتياب عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لفضيلة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله [ص137-153]
شبه خصوم الإمام محمد حول شرعية قتاله لأهل الضلال مع بيان القتال المشروع والقتال الممنوع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

يدعي المالكي أن الإمام محمداً بن عبد الوهاب قاتل مسلمين موحدين أبرياء.

وأنَّ قتاله يشبه قتال الخوارج في قتلهم لأهل الإسلام وتركهم لأهل الأوثان، وأنه الوحيد في هذا القتل والقتال منهجاً وعملاً.

لقد علم القارئ الفطن منهج الإمام محمد الإسلامي الصحيح في التكفير، وأنه لم يخرج عن المنهج الإسلامي الحق منهج أهل السنة والجماعة.

وأن أعلام الأمة الإسلامية يشاركونه في هذا المنهج سواء من سبقه في الأعصر السابقة قبله أو عاصره أو جاء بعده.

وعرف سقوط دعاوى المالكي وتلبيساته وإيهامه البسطاء أن الإمام محمداً قد شذّ عن علماء هذه الأمة في منهجه ودعوته.

والآن نريد أن نبين من سبق الإمام محمداً بقتال من يستحق القتال من المسلمين بل ومن قاتل المسلمين بغير حق لأغراض سياسية وغير سياسية ممن أسدل المالكي الستار على قتالهم سواء المحقين منهم أو المبطلين.

وسأذكر الأمور المشهورة دون تكلف في سرد الأحداث وملابساتها لأن شهرتها تغني عن تكلف ذلك.

أولها- قتال الصحابة الكرام لأهل الردة ومن بينهم بعض المسلمين الذين كانوا يصلون ويصومون ويزكون ولكنهم امتنعوا عن أداء الزكاة لخليفة رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- الصديــق- رضي الله عنه-.

فقال: " والله لو منعوني عقالا أو عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليها والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ".

وقد قرر علماء الإسلام أن أي قوم امتنعوا عن القيام بأي شعيرة من شعائر الإسلام فإنه يجب على المسلمين قتالهم حتى يقوموا بأداء هذه الشعيرة.

وثانيها- قتال الخليفة الراشد علي -رضي الله عنه- أهل الجمل وأهل صفين وهم مسلمون وفيهم من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- ومنهم من هو معدود من العشرة المبشرين بالجنة مثل طلحة والزبير -رضي الله عنهما- وهذا قتال فتنة بين أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلّم-.

وكلهم مجتهدون المصيب منهم والمخطيء وكلهم مأجورون ومن أهل الجنة- رضي الله عنهم- أجمعين ويجب على المسلمين احترامهم والسكوت عما جرى بينهم.

وثالثها- قتال علي والصحابة معه للخوارج وبأمر رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- وتحريضه على قتلهم ووصفهم بأنهم شر الخلق وبأن لمن قتلهم أجراً عند الله.

رابعها- قتال العباسيين للأمويين وهو قتال للمسلمين وكم ذهب فيها من الألوف المؤلفة على يد أبي مسلم الرافضي الباطني.

خامسها- تفرق المسلمين إلى دويلات يقاتل بعضهم بعضاً في مشارق الأرض الإسلامية ومغاربها وكم ذهب في هذا القتال من ألوف مؤلفة.

سادسها- خروج القرامطة وهم نوع من غلاة الروافض وزنادقتهم على المسلمين فكم لهم من المذابح في المسلمين بما في ذلك حجاج بيت الله الحرام واقتلاع الحجر الأسود فلم يعيدوه إلا بعد سنين.

سابعها- قتال الزنادقة من الروافض للمسلمين وقتلهم الذريع في بلاد المغرب ومصر والشام.

ثامنها- قتال البويهيين وقتلهم للمسلمين وتسلطهم على خلفاء المسلمين ونشرهم للشرك والبدع الرافضية في بلاد الإسلام وتشييد القبور والغلو في أهل البيت إلى درجة التأليه.

تاسعها- قتال الصفويين الروافض للمسلمين وإجبارهم على اعتناق الرفض.

عاشرها- قتال أئمة الزيدية في اليمن الذي استمر قروناً من حدود سنة ثمانين ومائتين إلى آخر إمام منهم في حدود سنة (1340هـ) وكان قتالهم كله في هذه القرون إنما هو على الملك وقد يكون لنشر البدع والضلال.

الحادي عشر- قتال الروافض وعلى رأسهم الخميني للشعب العراقي الذي امتد سنوات ذهب ضحيته ألوف أو ملايين لا من أجل الإسلام بل من أجل أهداف رافضية وطموحات ظالمة لا علاقة لها بالإسلام.

وقد عايشها – المالكي – الذي لعله ممن يؤيد هذه الحرب ولا ينكرها.

كل هذه الفتن العريضة ما عدا قتال الصحابة يسدل عليها الستار هذا- المالكي- الحاقد ويصور الإمام محمداً كأنه هو الوحيد الذي قاتل المسلمين.

والحق أن الإمام محمداً ما قاتل إلا من يستحق القتال من عباد القبور وأعداء التوحيد ممن ضرب الشرك فيهم أطنابه فدعاهم الإمام محمد إلى إخلاص الدين لله ونبذ هذا الشرك وأقام عليهم الحجج والبراهين بدعوته الواضحة ومؤلفاته العظيمة النافعة التي وضحت قضايا التوحيد والشرك بطريقة جلية يعرفها العالم والمتعلم والجاهل.

ولكن هؤلاء القبوريين عاندوا وكابروا وشمروا عن ساعد الجد لقتال أئمة التوحيد ودعاته وعلى رأسهم الإمام محمد -رحمه الله- والإمام محمد بن سعود وأنصاره.

فما وسع هذا الإمام وأنصاره إلا أن يقاتل هذه الأصناف المستكبرة المعاندة والمصممين على عبادة القبور والأشجار والأحجار وعلى سائر الشركيات والضلالات.

فلسان حال الشيخ محمد ومن معه:

إذا لم تكن إلا الأسنة مركب ** فما حيلة المضطر إلا ركوبها

فلم يسع أهل الضلال والبدع الشركية إلا محاربة هذا الإمام ودعوته بالأكاذيب والافتراءات الشنيعة.

بمثل قولهم الوهابية يبغضون النبي ويبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم ويقاتلون المسلمين إلى آخر الدعاوى الأثيمة التي أشاعها أهل الضلال في العالم من مثل ابن سحيم والقباني والحداد ودحلان والنبهاني وأسلافهم وأتباعهم.

وقد تصدى أعلام التوحيد والسنة لنقد هذه الافتراءات فبينوا أكاذيب هؤلاء الأفاكين المحاربين لتوحيد المرسلين ورسالات النبيين.

ومن تلك الردود ردود أعلام التوحيد من أبناء وأحفاد الإمام محمد وتلاميذه في عدد من الكتب والرسائل ومنها ما دون في الكتاب الجامع " الدرر السنية " وهو متوفر فمن شاء فليرجع إليه ليعرف حقيقة دعوة الإمام محمد وأنها قائمة على كتاب الله وسنة رسوله ومنهج السلف الصالح،وهذه الأمور هي منطلقات هؤلاء الأئمة في بيان أحقية هذه الدعوة وبيان ضلال وأباطيل خصومها (1).

ومن أعجب العجب أن المالكي يعرف كذب هؤلاء على الإمام محمد وأنصاره ثم يدافع عنهم بأكاذيبهم ويحارب الإمام محمد بن عبد الوهاب وأنصاره بهذه الأكاذيب ويزيد عليها من خيالاته الفاسدة ووساوسه الكاسدة ومن يهن الله فماله من مكرم.

هذا وقد بين علماء الإسلام القتال المشروع من الممنوع في الإسلام

ومن هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية حيث سئل عن قتال التتار الذين يدعون التمسك بالشهادتين وقد فعلوا الأفاعيل بالمسلمين من قتل ونهب للأموال ويدعي مع ذلك بعض الناس تحريم قتالهم.

فأجاب بقوله:
" الحمد لله كل طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم وغيرهم، فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين وملتزمين بعض شرائعه كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة- رضي الله عنهم- ما نعى الزكاة وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم بعد سابقة مناظرة عمر لأبي بكر - رضي الله عنهما- فاتفق الصحابة - رضي الله عنهم- على القتال على حقوق الإسلام عملاً بالكتاب والسنة وكذلك ثبت عن النبي من عشرة أوجه الحديث عن الخوارج وأخبر أنهم شر الخلق والخليقة مع قوله تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم فعلم أن مجرد الاعتصام بالإسلام مع عدم التزام شرائعه ليس بمسقط للقتال فالقتال واجب حتى يكون الدين كله لله وحتى لا تكون فتنة فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب فأيما طائفة امتنعت من بعض الصلوات المفروضات أو الصيام أو الحج أو عن التزام تحريم الدماء والأموال والخمر والزنا والميسر أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب وغير ذلك من واجبات الدين ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها وتركها التي يكفر الجاحد لوجوبها فإن الطائفة الممتنعة تقاتل عليها وإن كانت مقرة بها وهذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء (2). وإنما اختلف الفقهاء في الطائفة الممتنعة إذا أصرت على ترك بعض السنن كركعتي الفجر، والأذان والإقامة عند من لا يقول بوجوبها ونحو ذلك من الشعائر، هل تقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا ؟

1- فأما الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها (3)".

2- قال الإمام البخاري - رحمه الله- في كتاب استتابه المرتدين والمعاندين وقتالهم باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة "6924 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال: لما توفى النبي - صلى الله عليه وسلم- واستخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر:" يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله فمن قال: لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله).

قال أبو بكر:" والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة،فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها"، قال عمر:" فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق".

قال الحافظ:قوله: (باب قتل من أبى قبول الفرائض) أي جواز قتل من امتنع من التزام الأحكام الواجبة والعمل بها.

قال المهلب: من امتنع من قبول الفرائض نظر فان أقر بوجوب الزكاة مثلا أخذت منه قهراً ولا يقتل، فإن أضاف إلى امتناعه نصب القتال قوتل إلى أن يرجع.

قال مالك في الموطأ: الأمر عندنا فيمن منع فريضة من فرائض الله تعالى،فلم يستطع المسلمون أخذها منه كان حقاً عليهم جهاده، قال ابن بطال: مراده إذا أقر بوجوبها لا خلاف في ذلك. قوله: (وما نسبوا إلى الردة) أي أطلق عليهم اسم المرتدين، قال الكرماني: "ما" في قوله (وما نسبوا) نافية كذا قال، والذي يظهر لي أنها مصدرية أي ونسبتهم إلى الردة وأشار بذلك إلى ما ورد في بعض طرق الحديث الذي أورده كما سأبينه، قال القاضي عياض وغيره: كان أهل الردة ثلاثة أصناف: صنف عادوا إلى عبادة الأوثان، وصنف تبعوا مسيلمة والأسود العنسي وكان كل منهما ادعى النبوة قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم- فصدق مسيلمة أهل اليمامة وجماعة غيرهم، وصدق الأسود أهل صنعاء وجماعة غيرهم، فقتل الأسود قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم- بقليل وبقي بعض من آمن به فقاتلهم عمال النبي - صلى الله عليه وسلم- في خلافة أبي بكر،وأما مسيلمة فجهز إليه أبو بكر الجيش وعليهم خالد بن الوليد فقتلوه. وصنف ثالث استمروا على الإسلام، لكنهم جحدوا الزكاة وتأولوا بأنها خاصة بزمن النبي - صلى الله عليه وسلم- وهم الذين ناظر عمر أبا بكر في قتالهم كما وقع في حديث الباب.

وقال البخاري - رحمه الله- باب لا يعذب بعذاب الله ثم روى بإسناده إلى أبي هريرة أنه قال: بعثنا رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- في بعث فقال: إن وجدتم فلاناً وفلانً فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- حين أردنا الخروج: "إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً، وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما " ثم روى بإسناده عن أيوب عن عكرمة " أن علياً رضي الله عنه حرق قوماً فبلغ ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي –صلى الله عليه وسلّم- قال: لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم كما قال النبي –صلى الله عليه وسلّم-: من بدل دينه فاقتلوه ".

قال الحافظ ابن حجر في شرح هذين الحديثين:" قوله عن أيوب صرح الحميدي عن سفيان بتحديث أيوب له به، قوله أن علياً حرق قوما في رواية الحميدي المذكورة أن علياً أحرق المرتدين يعني الزنادقة وفي رواية بن أبي عمر ومحمد بن عباد عند الإسماعيلي جميعاً عن سفيان قال رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي فقال أيوب فذكر الحديث فقال عمار لم يحرقهم، ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم فقال عمرو بن دينار قال الشاعر:
لترم بي المنايا حيث شاءت ** إذا لم ترم بي في الحفرتين
إذا ما أججوا حطبا ونـارا **هناك الموت نقداً غير دين
انتهى، وكأن عمرو بن دينار أراد بذلك الرد على عمار الدهني في إنكاره أصل التحريق، ثم وجدت في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص حدثنا لوين حدثنا سفيان بن عيينة، فذكره عن أيوب وحده، ثم أورده عن عمار وحده قال ابن عيينة فذكرته لعمرو بن دينار، فأنكره وقال فأين قوله:

"......................... أوقدت ناري ودعوت قنبرا "

فظهر بهذا صحة ما كنت ظننته، وسيأتي للمصنف في استتابة المرتدين في آخر الحدود من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال: أتي علي بزنادقة فأحرقهم، ولأحمد من هذا الوجه أن علياً أتي بقوم من هؤلاء الزنادقة، ومعهم كتب فأمر بنار فأججت، ثم أحرقهم وكتبهم، وروى ابن أبي شيبة من طريق عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال كان ناس يعبدون الأصنام في السر ويأخذون العطاء فأتي بهم عليّ فوضعهم في السجن واستشار الناس، فقالوا اقتلهم فقال لا بل أصنع بهم كما صنع بأبينا إبراهيم، فحرقهم بالنار.

قوله لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال لا تعذبوا بعذاب الله هذا أصرح في النهي من الذي قبله، وزاد أحمد وأبو داود والنسائي من وجه آخر عن أيوب في آخره فبلغ ذلك علياً فقال ويح ابن عباس وسيأتي الكلام على قوله من بدل دينه فاقتلوه في استتابة المرتدين إن شاء الله تعالى"(4).

وقال الحافظ أيضاً في كتاب "استتابة المرتدين والمعاندين وقتلهم": "قوله(أتي علي) هو ابن أبي طالب تقدم في باب "لا يعذب بعذاب الله" من كتاب الجهاد من طريق سفيان بن عيينة عن أيوب بهذا السند أن علياً حرق قوماً، وذكرت هناك أن الحميدي رواه عن سفيان بلفظ "حرق المرتدين" ومن وجه آخر عند ابن أبي شيبة "كان أناس يعبدون الأصنام في السر" وعند الطبراني في الأوسط من طريق سويد بن غفلة "أن علياً بلغه أن قوماً ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا فحفر حفيرة ثم أتي بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال: "صدق الله ورسوله ".

وزعم أبو المظفر الاسفرايني في "الملل والنحل" أن الذين أحرقهم علي طائفة من الروافض ادعوا فيه الإلهية وهم السبائية وكان كبيرهم عبد الله بن سبأ يهودياً ثم أظهر الإسلام وابتدع هذه المقالة، وهذا يمكن أن يكون أصله ما رويناه في الجزء الثالث من حديث أبي طاهر المخلص من طريق عبد الله بن شريك العامري عن أبيه قال: قيل لعلي: إن هنا قوماً على باب المسجد يدّعون أنك ربهم فدعاهم فقال لهم: "ويلكم ما تقولون؟ قالوا:أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون وأشرب كما تشربون، إن أطعت الله أثابني إن شاء، وإن عصيته خشيت أن يعذبني فاتقوا الله وارجعوا، فأبوا فلما كان الغد غدوا عليه فجاء قنبر، فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام فقال: أدخلهم، فقالوا كذلك، فلما كان الثالث قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة، فأبوا إلا ذلك، فقال يا قنبر: ائتني بفعلة معهم مرورهم، فخد لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر، وقال: "احفروا فأبعدوا في الأرض وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود" وقال: "إني طارحكم فيها أو ترجعوا"، فأبوا أن يرجعوا فقذف بهم فيها حتى إذا احترقوا قال:

إني إذا رأيت أمراً منكراً أوقدت ناري ودعوت قنبراً

وهذا سند حسن. وأما ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق قتادة "أن علياً أتي بناس من الزط يعبدون وثناً فأحرقهم" فسنده منقطع فإن ثبت حمل على قصة أخرى" (5)
.

وقال أيضاً في نفس الكتاب – باب قتل من أبى قبول الفرائض وما نسبوا إلى الردة-:
قوله: (وكفر من كفر من العرب) في حديث أنس عند ابن خزيمة لما توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ارتد عامة العرب. قوله: (يا أبا بكر كيف تقاتل الناس) في حديث أنس: "أتريد أن تقاتل العرب". قوله: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) كذا ساقه الأكثر، وفي رواية طارق عند مسلم: "من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم دمه وماله"، وأخرجه الطبراني من حديثه كرواية الجمهور، وفي حديث ابن عمر "حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" ونحوه في حديث أبي العنبس وفي حديث أنس عند أبي داود: "حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن يستقبلوا قبلتنا ويأكلوا ذبيحتنا ويصلوا صلاتنا " وفي رواية العلاء ابن عبد الرحمن: "حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ويؤمنوا بي وبما جئت به " قال الخطابي: زعم الروافض أن حديث الباب متناقض لأن في أوله أنهم كفروا وفي آخره أنهم ثبتوا على الإسلام إلا أنهم منعوا الزكاة، فان كانوا مسلمين فكيف استحل قتالهم وسبي ذراريهم وإن كانوا كفاراً فكيف احتج على عمر بالتفرقة بين الصلاة والزكاة فإن في جوابه إشارة إلى أنهم كانوا مقرين بالصلاة قال والجواب عن ذلك أن الذين نسبوا إلى الردة كانوا صنفين: صنف رجعوا إلى عبادة الأوثان، وصنف منعوا الزكاة وتأولوا قوله تعالى: )خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم( فزعموا أن دفع الزكاة خاص به - صلى الله عليه وسلم- لأن غيره لا يطهرهم ولا يصلي عليهم فكيف تكون صلاته سكنا لهم، وإنما أراد عمر بقوله: " تقاتل الناس " الصنف الثاني لأنه لا يتردد في جواز قتل الصنف الأول كما أنه لا يتردد في قتال غيرهم من عباد الأوثان والنيران واليهود والنصارى، قال: وكأنه لم يستحضر من الحديث إلا القدر الذي ذكره وقد حفظ غيره في الصلاة والزكاة معاً،وقد رواه عبد الرحمن بن يعقوب بلفظ يعم جميع الشريعة حيث قال فيها: "ويؤمنوا بي وبما جئت به " فان مقتضى ذلك أن من جحد شيئا مما جاء به - صلى الله عليه وسلم- ودعي إليه فامتنع ونصب القتال أنه يجب قتاله وقتله إذا أصر، قال: وإنما عرضت الشبهة لما دخله من الاختصار، وكأن راويه لم يقصد سياق الحديث على وجهه وإنما أراد سياق مناظرة أبي بكر وعمر واعتمد على معرفة السامعين بأصل الحديث انتهى ملخصا.

قلت: وفي هذا الجواب نظر، لأنه لو كان عند عمر في الحديث: " حتى يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة " ما استشكل قتالهم للتسوية في كون غاية القتال ترك كل من التلفظ بالشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة. قال عياض: حديث ابن عمر نص في قتال من لم يصل و لم يزك كمن لم يقر بالشهادتين، واحتجاج عمر على أبي بكر وجواب أبي بكر دل على أنهما لم يسمعا في الحديث الصلاة والزكاة، إذ لو سمعه عمر لم يحتج على أبي بكر ولو سمعه أبو بكر لرد به على عمر ولم يحتج إلى الاحتجاج بعموم قوله: " إلا بحقه".

قلت:إن كان الضمير في قوله: "بحقه" للإسلام فمهما ثبت أنه من حق الإسلام تناوله ولذلك اتفق الصحابة على قتال من جحد الزكاة.

قوله: (لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة) يجوز تشديد فرق وتخفيفه والمراد بالفرق من أقر بالصلاة وأنكر الزكاة جاحداً أو مانعاً مع الاعتراف، وإنما أطلق في أول القصة الكفر ليشمل الصنفين، فهو في حق من جحد حقيقة وفي حق الآخرين مجاز تغليباً وإنما قاتلهم الصديق ولم يعذرهم بالجهل لأنهم نصبوا القتال فجهز إليهم من دعاهم إلى الرجوع، فلما أصروا قاتلهم.

قال المازري: ظاهر السياق أن عمر كان موافقا على قتال من جحد الصلاة فألزمه الصديق بمثله في الزكاة لورودهما في الكتاب والسنة مورداً واحداً.

قوله: (فإن الزكاة حق المال) يشير إلى دليل منع التفرقة التي ذكرها أن حق النفس الصلاة وحق المال الزكاة، فمن صلى عصم نفسه ومن زكى عصم ماله فإن لم يصل قوتل على ترك الصلاة ومن لم يزك أخذت الزكاة من ماله قهراً، وإن نصب الحرب لذلك قوتل، وهذا يوضح أنه لو كان سمع في الحديث "ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة" لما احتاج إلى هذا الاستنباط لكنه يحتمل أن يكون سمعه واستظهر بهذا الدليل النظري" (6).

3- قال العلامة الصنعاني:"فإن قلت: فإن كانوا مشركين وجب جهادهم والسلوك فيهم مسلك رسول الله –صلى الله عليه وسلّم- في المشركين.

قلت: إلى هذا ذهب طائفة من أئمة العلم فقالوا يجب أولا دعاؤهم إلى التوحيد وإبانة أن ما يعتقدونه لا ينفع ولا يضر ولا يغني عنهم من الله شيئاً... وأن هذا الاعتقاد منهم فيهم شرك لا يتم الإيمان بما جاءت به الرسل إلا بتركه والتوبة منه وإفراد التوحيد اعتقاداً وعملاً لله وحده، وهذا واجب على العلماء أي بيان ذلك الاعتقاد الذي تفرعت منه النذور والنحائر والطواف بالقبور شرك محرم، وأنه عين ما كان يفعله المشركون لأصنامهم، فإذا أبان العلماء ذلك للأئمة والملوك وجب على الأئمة والملوك بعث الدعاة إلى الناس يدعونهم إلى إخلاص التوحيد لله فمن رجع وأقر حقن عليه دمه وماله وذراريه، ومن أصر فقد أباح الله منه ما أباح لرسوله –صلى الله عليه وسلّم- من المشركين" تطهير الاعتقاد (ص31 – 32).

4- وقال العلامة صديق حسن في كتابه قطف الثمر (ص106):
"وأما إثبات التصرف في العالم للأولياء، وسقوط التكليف عنهم، وإثبات ما يختص بالله، فإسقاط لحق الربوبية والألوهية، ودعوى مجردة عن الدليل، بل من العقائد الفاسدة الضعيفة، والأباطيل الشركية السخيفة(7).والاستدلال بأمثال قوله تعالى: (لهم ما يشاءون) (الزمر: 34)، حجة فاسدة فإن ذلك وعد لهم، والله لا يخلف الميعاد، وهذا لهم في الآخرة، كما صرحت به الآيات والأحاديث. ودعوى العموم، بعيدة محالة، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والله المستعان. وكفى بالله شهيداً على الضمائر، وحكماً بين العادل والجائر، وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون، ما أكثر هذا اليوم في الأحزاب المتحزبة، والجموع المجتمعة من فرق الشيعة، والمتصوفة، وطوائف المبتدعة، يسيرون قواعد لم تتأسس على علم، ولا هدى، ولا كتاب منير، ثم يبنون عليها قناطير علمهم وما لم يشهد له دليل من الافتراء. والشبهة التي نشأت عن الهوى والإلف والتقليد، ساقطة في البين فتبقى الدعوى مجردة، وحجج الله سبحانه أكبر وأكثر وفي قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (آل عمران: 31) أوضح دليل على المدعى لأن الخير مقصور على اتباعه فيا حسرة الجهلة البطلة الزاعمين بأن اتباعهم لمن قلدوه ينجيهم من دون اقتصاص واقتصار على الآثار النبوية (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه).(آل عمران: 85).

والإسلام ما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين –صلى الله عليه وسلّم- (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) آل عمران: 101. فمن لم يخص الله بالاعتصام وهو أغنى الشركاء عن الشرك، لم يعتصم عن الضلالة، ومن أخلص لله سلم من الضلالة، ومثله قوله تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون).(الأعراف: 3).

ولقد أربى ضلال المتصوفة، واتبعهم الرعاع والجهلة، واستحوذ عليهم الشيطان، فأنساهم ذكر الله، فلا تسمع إلا يا سيدي أحمد البدوي، ويا سيدي الزيلعي، ويا عيدروس، ويا جيلاني، ولا تسمع من يذكر الله، ويلجأ إليه في البحر والبر إلا قليلاً، ولفقوا كذبات لا أصل لها فقد عمت جهالاتهم اليوم عامة أهل وقتنا وخاصتهم (8)، إلا ما شاء الله فيضيفون إليهم من القدرة والعلم بالمغيبات، والتصرف في الكائنات، ما يختص بالله سبحانه، حتى قالوا فلان يتصرف في العالم، وكل عبارة أخبث من أختها.اللهم إنا نبرأ إليك من صنيع هؤلاء، ونسألك أن تكتبنا من الناهين لضلالاتهم، والمنادين لهم، ونستغفرك في التقصير وقد علمت عجزنا عن السيف والقنا (9)، أن نفضي به إليهم، وعن اللسان أن ننصحهم، أو ننادي به عليهم، إلا في الصحف والكتابة، والحمد لله على كل حال ". انتهى.


-------------------------------
(1) وبعد كل هذا يأتي حسن المالكي الذي نشأ في قلب بلاد التوحيد ودرس مناهج الدعوة السلفية يأتي ليرفع راية أعداء دعوة التوحيد والسنة ويرفع راية النبهاني ودحلان وابن جرجيس وأمثالهم من عتاة الضلال وخصوم التوحيد.
ثم لا يخجل من الدعاوى الكاذبة من أنه سلفي وأنه يريد الحق ويريد الدفاع عن هذه الدعوة ويمجد نفسه ويظن- المسكين -أنه من فرسان النقد والتصحيح والتوجيه فلم يعرف قدر نفسه ولا مقدار ضلاله وجهله.
ومن هنا يرفع نفسه إلى مقام المصلحين ويرى نفسه من أنداد الإمام محمد وأمثاله.
(2) هذا هو فقه علماء الأمة وهذه هي أحكامهم وهذا هو إجماعهم على قتال من يمتنع من الناس عن أداء شعيرة من شعائر الإسلام أو يرتكب محرماً معلوماً من الدين بالضرورة مستحلاً له كشرب الخمر أو الزنا والميسر فكيف بمن يرتكب نواقض لا إله إلا الله من الشركيات ويحارب من نهى عنها ويدعو إلى إخلاص العبادة لله رب العالمين.
(3) مجموع الفتاوى (28/502) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(4) الفتح(6/151) كتاب الجهاد حديث رقم (3017).
(5) الفتح (12/270) حديث رقم (6923).
(6) فتح الباري(12/275-278)، وانظر في المصادر التالية في إثبات تحريق علي –رضي الله عنه- للخوارج: التنبيه والرد على أهل البدع والأهواء للإمام أبي الحسين محمد بن أحمد الملطي(ص18) الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي (ص232)، التبصر في الدين للإسفراييني(ص108)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي(ص57) بواسطة كتاب: (عبد الله بن سبأ وأثره في إحداث الفتنة في صدر الإسلام) لسليمان بن حمد العودة (ص217).
(7) هذا كلام حق موافق لما دل عليه القرآن والسنة وما عليه علماء الأمة.
(8) في موقف هذا الإمام ما يؤيد موقف الإمام محمد من هذه الشركيات وتأكيد منه أن هذا البلاء الماحق منتشر في بلاد الإسلام وشمل الخاص والعام إلا من سلم الله.
(9) فيه أنه يرى قتال هؤلاء الذين بدلوا دين الله – واستعاضوا من توحيد الله بهذا الشرك والإلحاد ولا أدري هل يشترط قيام الحجة أو لا ؟! وأما أئمة الدعوة فقد علمت أنهم يشترطون قيام الحجة.











قديم 2013-07-07, 02:11   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

رد أخينا الحبيب
جمال البليدي جزاه الله خيرا
على هذه الشبهة الرافضية الصوفية العلمانية
قال حفظه الله.

( ............................
ثانيا:ما ذكرته عن المؤرخ ابن غانم حجة عليك لا لك لأنه يؤكد أن خصوم محمد ابن عبد الوهاب هم من بدأوا القتال
لهذا جاء في الكتاب الذي نسخت منه ما نصه(((فأقام في ذالك المنزل مدة أشهر يقتُل من أراد قتله ، و يجلي من أراد جلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، و يأخذ الأموال ، و يهدم المَحَالِّ ، و يبني ثغوراً و يهدم دوراً ، و ذالك لما تكرَّر منهم نقض العهد و منابذة المسلمين )
فالشيخ المؤرخ يبين لنا سبب قتال ما تسميهم بالوهابيين لأهل الأحساء ألا هو نقض العهد ومنابذة المسلمين
ومعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يقاتل إلا من قاتله
قال الشيخ رحمه الله "وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام. " الرسائل الشخصية 5/37
ويقول الشيخ (فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا و بين الناس حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا و قاتلونا و استحلوا دماءنا و أموالنا)الرسائل الشخصية، ص 114 .
ويقول أيضاً (وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا)الرسائل الشخصية، ص 38
وقال الشيخ العقل : ( 1-إن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها، بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان ،حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر –أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنـزي. ( انظر : حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، لخزعل ، ص 142).

أما الوقائع التاريخية فقد جاءت في تاريخي ابن غنام وابن بشر تؤكد أن الخصوم هم الذي بدأوا القتال كما يلي :
في عام (1159) هـ هجم دهام بن دواس أمير الرياض على بلدة منفوحة التي أعلنت الإستجابة لدعوة التوحيد. ومقتضى الاستجابة للدعوة أن يقوم ولاة الأمر في الدرعية بالدفاع عن البلدان التي استجابت للدعوة إذا تعرضت إلى هجوم من أعداء الدعوة. وفي المقابل يقوم
أهل تلك بالبلدان بالسمع والطاعة في حالة الأمر بالجهاد للدفاع عن الدعوة. وكان دهام بن دواس قد اتضح له أن هذا هو الدين الصحيح ثم أظهر العداوة.
في عام (1160هـ) فارق أمير ثرمداء منهج الحق وبادر بالحرب وابتدأ.
في عام (1163هـ) اجتمع أهل ثرمداء مع أهل وثيثا ومرات وحاربوا الموحدين.
في عام (1164هـ) نقض العهد أمير ضرماء وقتل بعض دعاة التوحيد في بلده.
في عام (1165هـ) خيانة جمع من أهل بلدة رغبه لأهلها الموحدين. وكذلك تحزب أهل الضلال من الوشم وسدير والخرج والحريق والدلم وآل ظفير وجلوية ضرماء وهجموا على بلدة ضرماء. وفيها نفس العام نقض العهد أهل بلدة حريملاء ومعهم الشيخ سليمان بن عبدالوهاب وحاربوا الموحدين. وكان الشيخ محمد قد أرسلة كتاباً إلى أخيه يحذره من الفتنة وبث الشبهات ولكن أخاه الشيخ سليمان أجابه بأنه لا يزال على العهد حتى جرى منه نقض العهد.
في عام (1166هـ) نقض العهد أهل بلدة منفوحة وحاربوا الموحدين.
في عام (1167هـ) ضجر دهام بن دواس من الحرب بينه وبين الموحدين وطلب من الشيخ محمد أن يرسل له معلماً يحقق لهم التوحيد ويقيم شرائع الإسلام فأرسل إليهم الشيخ عيسى بن قاسم. واستمر دهام مدة عام ثم نقض العهد وحارب الموحدين مرة أخرى.

مما تقدم يتضح أن الأعداء هم الذين بدأوا القتال ثم ألبوا الخصوم في البلدان الأخرى مثل الأحساء والحجاز والعراق ومصر فجاؤا محاربين كما يلي :
في عام (1172هـ) سار أمير الأحساء بجموع كثيرة لحرب الموحدين فحاصر بلدة الجبيلة وأمطر عليها وابل من القذائف ولم يحصل على طائل.
في عام (1205هـ) أرسل شريف مكة العساكر الكثيفة التي بلغ عددها أكثر من عشرة آلاف لحرب التوحيد فحاصروا قصر البسام في السر وعادوا مهزومين.
في عام (1211هـ) سار رئيس المنتفق بدعم من والي العراق وقصد الأحساء ولكنه قُتل وألقى الله الرعب في قلوب المحاربين فارتحلوا منهزمين.
في عام (1213هـ) سار علي الكيخيا وزير والي العراق بجموع كثيرة زادت عن ثمانية عشر ألف وحاصروا الموحدين ثم انهزموا وتركوا أمتعتهم وأسلحتهم.
في عام (1226هـ) أرسل محمد علي باشا والي مصر عساكر الترك البالغ عددهم أربعة عشر ألف أو يزيدون وعلى رأسهم طوسون وهاجموا بلدة ينبع التي استجاب أهلها لدعوة التوحيد.

كانت هذه نماذج تؤكد أن الخصوم هم الذين بدأوا القتال ضد الموحدين. أما الإعداد للجهاد من تربية النشء و تعليم الناس أمور دينهم و البحث عن مكان تأمن فيه الدعوة فهذا من أمر الله الشرعي الذي يجب القيام به كما قام بذلك الشيخ.
)









قديم 2013-07-07, 08:32   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي رضا بارك الله فيك انا ايضا عندما قرأت اسم العضوية واسلوبه عرفت من هو وهل يخفى ذلك العضو المتعدد العضويات والفتنويات ..










قديم 2013-07-07, 20:55   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو الفداء الجلفي
محظور
 
إحصائية العضو










Mh51

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
رد أخينا الحبيب
جمال البليدي جزاه الله خيرا
على هذه الشبهة الرافضية الصوفية العلمانية
قال حفظه الله.

( ............................
ثانيا:ما ذكرته عن المؤرخ ابن غانم حجة عليك لا لك لأنه يؤكد أن خصوم محمد ابن عبد الوهاب هم من بدأوا القتال
لهذا جاء في الكتاب الذي نسخت منه ما نصه(((فأقام في ذالك المنزل مدة أشهر يقتُل من أراد قتله ، و يجلي من أراد جلاءه ، ويحبس من أراد حبسه ، و يأخذ الأموال ، و يهدم المَحَالِّ ، و يبني ثغوراً و يهدم دوراً ، و ذالك لما تكرَّر منهم نقض العهد و منابذة المسلمين )
فالشيخ المؤرخ يبين لنا سبب قتال ما تسميهم بالوهابيين لأهل الأحساء ألا هو نقض العهد ومنابذة المسلمين
ومعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يقاتل إلا من قاتله
قال الشيخ رحمه الله "وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة ( وجزاء سيئة سيئة مثلها ) وكذلك من جاهر بسب دين الرسول بعد ما عرفه والسلام. " الرسائل الشخصية 5/37
ويقول الشيخ (فهذا هو الذي أوجب الاختلاف بيننا و بين الناس حتى آل بهم الأمر إلى أن كفرونا و قاتلونا و استحلوا دماءنا و أموالنا)الرسائل الشخصية، ص 114 .
ويقول أيضاً (وأما القتال فلم نقاتل أحداً إلا دون النفس والحرمة وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا)الرسائل الشخصية، ص 38
وقال الشيخ العقل : ( 1-إن خصومهم هم البادئون بالقتال بإعلان الحرب المسلحة وغير المسلحة على الدعوة ودولتها وأتباعها، بل أعلنت قوى الشر استعمال القوة والقتال للشيخ وأتباعه قبل وصوله الدرعية وقبل أن يكون لهم كيان ،حيث هدده سليمان بن محمد الحيدي في الأحساء (من بني خالد) وأنذر عثمان بن معمر –أمير العيينة- إن لم يتخذ موقفاً حازماً ضد الشيخ الإمام وكذلك فعل ابن شامس العنـزي. ( انظر : حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، لخزعل ، ص 142).

أما الوقائع التاريخية فقد جاءت في تاريخي ابن غنام وابن بشر تؤكد أن الخصوم هم الذي بدأوا القتال كما يلي :
في عام (1159) هـ هجم دهام بن دواس أمير الرياض على بلدة منفوحة التي أعلنت الإستجابة لدعوة التوحيد. ومقتضى الاستجابة للدعوة أن يقوم ولاة الأمر في الدرعية بالدفاع عن البلدان التي استجابت للدعوة إذا تعرضت إلى هجوم من أعداء الدعوة. وفي المقابل يقوم
أهل تلك بالبلدان بالسمع والطاعة في حالة الأمر بالجهاد للدفاع عن الدعوة. وكان دهام بن دواس قد اتضح له أن هذا هو الدين الصحيح ثم أظهر العداوة.
في عام (1160هـ) فارق أمير ثرمداء منهج الحق وبادر بالحرب وابتدأ.
في عام (1163هـ) اجتمع أهل ثرمداء مع أهل وثيثا ومرات وحاربوا الموحدين.
في عام (1164هـ) نقض العهد أمير ضرماء وقتل بعض دعاة التوحيد في بلده.
في عام (1165هـ) خيانة جمع من أهل بلدة رغبه لأهلها الموحدين. وكذلك تحزب أهل الضلال من الوشم وسدير والخرج والحريق والدلم وآل ظفير وجلوية ضرماء وهجموا على بلدة ضرماء. وفيها نفس العام نقض العهد أهل بلدة حريملاء ومعهم الشيخ سليمان بن عبدالوهاب وحاربوا الموحدين. وكان الشيخ محمد قد أرسلة كتاباً إلى أخيه يحذره من الفتنة وبث الشبهات ولكن أخاه الشيخ سليمان أجابه بأنه لا يزال على العهد حتى جرى منه نقض العهد.
في عام (1166هـ) نقض العهد أهل بلدة منفوحة وحاربوا الموحدين.
في عام (1167هـ) ضجر دهام بن دواس من الحرب بينه وبين الموحدين وطلب من الشيخ محمد أن يرسل له معلماً يحقق لهم التوحيد ويقيم شرائع الإسلام فأرسل إليهم الشيخ عيسى بن قاسم. واستمر دهام مدة عام ثم نقض العهد وحارب الموحدين مرة أخرى.

مما تقدم يتضح أن الأعداء هم الذين بدأوا القتال ثم ألبوا الخصوم في البلدان الأخرى مثل الأحساء والحجاز والعراق ومصر فجاؤا محاربين كما يلي :
في عام (1172هـ) سار أمير الأحساء بجموع كثيرة لحرب الموحدين فحاصر بلدة الجبيلة وأمطر عليها وابل من القذائف ولم يحصل على طائل.
في عام (1205هـ) أرسل شريف مكة العساكر الكثيفة التي بلغ عددها أكثر من عشرة آلاف لحرب التوحيد فحاصروا قصر البسام في السر وعادوا مهزومين.
في عام (1211هـ) سار رئيس المنتفق بدعم من والي العراق وقصد الأحساء ولكنه قُتل وألقى الله الرعب في قلوب المحاربين فارتحلوا منهزمين.
في عام (1213هـ) سار علي الكيخيا وزير والي العراق بجموع كثيرة زادت عن ثمانية عشر ألف وحاصروا الموحدين ثم انهزموا وتركوا أمتعتهم وأسلحتهم.
في عام (1226هـ) أرسل محمد علي باشا والي مصر عساكر الترك البالغ عددهم أربعة عشر ألف أو يزيدون وعلى رأسهم طوسون وهاجموا بلدة ينبع التي استجاب أهلها لدعوة التوحيد.

كانت هذه نماذج تؤكد أن الخصوم هم الذين بدأوا القتال ضد الموحدين. أما الإعداد للجهاد من تربية النشء و تعليم الناس أمور دينهم و البحث عن مكان تأمن فيه الدعوة فهذا من أمر الله الشرعي الذي يجب القيام به كما قام بذلك الشيخ.
)
الغنام معاصر لمحمدبن عبد الوهاب وهو من امره بالكتابة بل هوتلميذه،وكشف الاستار للصنعاني يتعليق الشيخ الالباني يثبت ما يقوله الغنام، انه خروج على الخلافة العثمانية فقط









قديم 2013-07-09, 11:22   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الدكتور محمد سليم العوا يتحدث عن نشأة الوهابية وجرائمها

عبدالله بن عثيمين يبين كذب الوهابية - العوا



https://www.youtube.com/watch?v=8DDy...layer_embedded

الجزء الثانى يكشف فيه الدكتور محمد سليم العوا عن مجموعة من الرسائل التى ارسلها محمد بن عبد الوهاب لبعض القبائل والتى توضح تشددة وتكفيره للناس .. وكلام غريب وقاسى جدا

رسائل محمد بن عبدالوهاب التهديدية - العوا

https://www.youtube.com/watch?v=zr2j...layer_embedded


محمد بن عبدالوهاب يقتل رسول أخيه سليمان !


https://www.youtube.com/watch?v=eGSA...layer_embedded










قديم 2013-07-09, 11:24   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

يالطيف وصلت الى درجة احياء سنن المجوس في قتل الرسل
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
ان الجزائر جائت بعيدة عن قرن الشيطان
اعاذنا الله واياكم









قديم 2013-07-09, 11:27   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

خيركم خيركم للاهلة وانا خيركم للاهله

او كما قال نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام
فقبل ان يكون الخلاف مع الدولة العثمانية بداء مع الاهل والاقارب اولا
الاب الاخ العشيرة و......


هذا بحث مستقل من طرف استاذ متخصص تناول تلك الفترة بدون تحيز
لا هو مع الوهابيين ولا ضدهم
انا لمست فيه حيادا كبيرا









قديم 2013-07-09, 11:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

حقيقة الخلاف بين محمد بن عبد الوهاب وأخيه سليمان
للأستاذ سعود بن صالح السرحان
كاتب وباحث "سعودي" والمشرف العام على موقع جدل مكة المكرمة


إعادة كتابة تاريخ «الوهابية».. دعوة إلى فهم أسباب الولادة الأولى
المقدمة
ترجع علاقتي بهذا البحث إلى قرابة عشر سنوات، حيث كان جزءاً من مقدمة كتبتها لتحقيق كتاب: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد» للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقد حالت الظروف دون نشر ذلك الكتاب، وبقيت أعيد النظر من آنٍ إلى آن في هذه المقدمة، وكلما نظرت فيها وجدت جوانب تحتاج إلى مزيد دراسة: من ناحية تحقيق الوقائع التاريخية «حيث تجمع لدي ما يدعوني إلى التوقف في بعض أخبار ابن غنام وابن بشر «لا سيما بعد مقارنة أخبارهما بأخبار مصادر محايدة عاصرت وشاهدت الأحداث، مثل ابن عباد»، كما أن الحقل الاجتماعي لم يزل فقيراً للدراسات الجادة، وقبل ذلك وبعده علاقة الديني بالدنيوي، أو علاقة السياسة بالدين، ففي ظني أيضاً أن الوهابية يُساء فهمها من بعض خصومها ومن بعض مؤيديها على وجه سواء عند إغفال دراسة مقولاتها الدينية وربطها بالواقع السياسي أو بالأهداف السياسية «مثل: التكفير، ومشروعية القتال، والولاء والبراء، والهجرة..».
هذا النقص كان يدعوني إلى إعادة القراءة، وإلى التريث في نشر هذا البحث وأنه في الحقيقة ليس إلا جزءاً من مشروع كبير لإعادة كتابة تاريخ الوهابية وفهم مقولاتها، وكانت المشاغل الدراسية والمشاريع العلمية الأخرى تحول دوني والتفرغ لإتمام هذا البحث، لكن بعض الأحداث الثقافية التي حصلت مؤخراً دعتني إلى المبادرة بنشره، فقد ظهرت عدة مقالات بحثية لباحثين مرموقين «من أمثال الدكتورين خالد الدخيل وسعد الصويان» تدعو لإعادة فهم أسباب ولادة الوهابية والدولة السعودية الأولى. كما ظهرت بعض الكتب والمقالات التي تعوزها الدقة عن سليمان بن عبد الوهاب، فوجدت أنه من المناسب نشر هذه المقالة البحثية في هذا الوقت؛ لتسهم في إثارة التساؤلات وتحفيز الباحثين لإعادة دراسة الوهابية بعيداً عن الدعاوى والدعاوى المضادة.
المبحث الأول: سليمان بن عبد الوهاب:
لم يصلنا الكثير من أخبار سليمان بن عبد الوهاب؛ فتاريخ مولده مجهول، وكذلك أخباره العلمية، ونحن لا نعرف عن مولده إلا أنه ولد في العيينة، لما كان والده قاضياً هناك[1] ، ثم انتقل مع والده عام 1139 هـ إلى حريملاء[2] .
أما شيوخه:
فلا نعرف منهم إلا والده، عبد الوهاب[3] .
وذكر ابن بسام أنه قرأ على غيره من علماء نجد[4] ، لكنه لم يبين لنا من هم هؤلاء العلماء.
وعلى كل حال؛ فهو لم يكن صاحب رحلة في طلب العلم، كما كان أخوه محمد[5] .
أعماله:
تولى القضاء في حريملاء، بعد وفاة والده في ذي الحجة سنة 1153، واستمر على ذلك حتى سقوط حريملاء في يد ابن سعود سنة 1168[6] .
العلاقة بين محمد بن عبد الوهاب، وأخيه سليمان:
قبل أنْ أعرض لموقف سليمان من دعوة أخيه؛ أحب أنْ أذكر باختصار العلاقة بين بلدة حريملاء، التي كان سليمان قاضياً فيها، وبين الدعوة الوهابية، وذلك باختصار:
حريملاء والدرعية:
بدأ محمد بن عبد الوهاب دعوته في حريملاء، بعد وفاة والده في ذي الحجة من سنة 1153، وتبعه أناس من أهل البلد، إلا أنه لم يأمن على نفسه؛ فانتقل إلى العيينة، ثم انتقل إلى الدرعية، سنة 1158، أو أواخر سنة 1157[7] .
وانضمت حريملاء للدعوة سنة 1158، ولم يكن لها رئيس؛ حتى عين محمد بن عبد الوهاب[8] على البلد محمد بن عبد الله بن مبارك[9] ، سنة [10] 1158.
وقد ناصر أهلُ حريملاء دعوةَ محمد بن عبد الوهاب، وشاركوا في أغلب الغزوات، من سنة 1159 إلى سنة 1161 التي قاتلوا فيها مع أهل الدرعية[11] .
وفي سنة 1160: غزا أهل الدرعية، والعيينة، ومنفوحة، وحريملاء: الرياضَ؛ فانفلت رجل يقال له: أبو شيبة، من أهل حريملاء وأنذر دهام بن دواس[12] .
وفي السنة نفسها: حصل بين ابن معمر أمير العيينة، ومحمد بن مبارك أمير حريملاء العهد والمصافاة والاتفاق[13] .
ثم إننا نجد أنه في سنوات 1162، و1163، و1164 لم يرد لأهل حريملاء أي ذكر في مشاركتها للغزو مع أهل الدرعية.
ويبدو أن العلاقة كانت متوترة بين حريملاء والدرعية، حتى وصل الأمر سنة 1165 إلى: خروج أهل حريملاء عن حكم ابن سعود[14] ، وطردهم لأميرهم محمد بن عبد الله بن مبارك، ومعه بعض أقربائه وأنصاره، مثل أخيه عثمان، وعدوان بن مبارك، وابنه مبارك بن عدوان[15] ، وبنائهم سور البلد وتحصينه احتياطاً من هجوم أهل الدرعية عليهم[16] .
وقد حاول محمد بن مبارك إعادة السيطرة على البلد، بالتعاون مع بعض أقربائه؛ لكن أهل حريملاء أفشلوا مخططه، وقتلوه وبعض معاونيه، ومنهم عدوان بن مبارك[17] .
وبعد أن قتل أهل حريملاء محمد بن مبارك أرسلوا إلى أمير العيينة مشاري بن معمر، وهو المعيّن من قبل ابن عبد الوهاب، أن ينضم إليهم، لكنه رفض[18] .
فما السبب الذي جعل العلاقة تسوء بين حريملاء والدرعية ابتداءً من سنة 1162، حتى انتهى الأمر بالعداء والحرب سنة 1165؟
في الحقيقة نجد أن المصادر تسكت عن ذكر سبب هذا العداء، غير أننا نستطيع تلمس الأسباب المؤدية إليه، فمحمد بن عبد الوهاب لم يجد في حريملاء تأييداً قوياً لما بدأ دعوته فيها، ما دعاه إلى مغادرتها، ولعل سبب ذلك هو عدم اقتناع أهل حريملاء بدعوته، ويقودهم في ذلك سليمان بن عبد الوهاب، أخوه.
هذا من الناحية الفكرية، أما من الناحية السياسية فنجد أن حريملاء انضمت للدعوة مبكرًا، ويبدو أن ذلك كان متابعة لابن معمر أمير العيينة، وكانت حريملاء بعد انضمامها للدعوة منضوية تحت لواء ابن معمر في الحروب، فهم يخرجون معه، حيث تخبرنا التواريخ أن الجيوش الوهابية كانت، غالباً، تخرج في قسمين: أحدهما: تحت إمرة ابن معمر، وفي هذا القسم حريملاء، والقسم الثاني: تحت إمرة ابن سعود، وأمير الجميع ابن معمر.
وفي سنة 1160، كما سبق، حصل التعاهد بين ابن معمر، وابن مبارك، رئيس حريملاء، على المصافاة والاتفاق.
لذا فلما حصل التجافي بين ابن عبد الوهاب وابن سعود من جهة وابن معمر من جهة أخرى سنة 1162؛ وقف أهل حريملاء في صف ابن معمر، وكان عدم مشاركتهم في الغزو دليلاً على اعتراضهم على معاملة ابن سعود وابن عبد الوهاب لابن معمر، واشتد الخلاف بين ابن معمر من جهة، وابن عبد الوهاب وابن سعود من جهة أخرى؛ إلى أن حسم باغتيال ابن معمر في المسجد بعد صلاة الجمعة[19] ، وهذا بلا شك جعل أهل حريملاء لا يشعرون بالأمان، وجعلهم يدبرون للتمرد سراً، حتى أظهروه عام 1165.
وسبب تأخرهم في إعلان التمرد هو أن أمير حريملاء ابن مبارك المعين من قبل ابن عبد الوهاب لم يكن راضياً عن هذا التمرد، ووصلت أخبار الإعداد للتمرد إلى ابن عبد الوهاب، الذي أرسل لأخيه سليمان أكثر من مرة يحذره من مغبة الانضمام إلى المتمردين.
وبعد إتمام أهل حريملاء تحصين بلدهم، هجموا سنة 1166 على الدرعية، ورد أهل الدرعية بأن هاجموهم عدة مرات[20] .
ويبدو أن الحرب لم تكن عسكرية فقط، بل كانت فكرية أيضاً، فقد بدأ سليمان بن عبد الوهاب بحرب إعلامية ضد أخيه وصار يرسل الرسائل في الرد على الوهابية، وبدأ في تحريض أهل العيينة، ففي سنة 1167: قُبض على سليمان بن خويطر في العيينة، ومعه كتاب من سليمان بن عبد الوهاب، فأمر محمد بن عبد الوهاب بقتله، وكتب محمد بن عبد الوهاب كتابه: «مفيد المستفيد» رداً على أخيه سليمان[21] .
وفي سنة 1168 يوم الجمعة الثامن من جمادى الأولى، سقطت حريملاء وقتل 100 من أهلها، وهرب سليمان بن عبد الوهاب، وعين على حريملاء مبارك بن عدوان[22] .
وفي السنة ذاتها 1168 هجم أهالي حريملاء، الذين هربوا منها، ومعهم دهام بن دواس وأهل سدير وأهل ثادق وأهل الوشم على حريملاء، واستولوا عليها، ودام القتال خمسة أيام، وانتهى بهزيمة المهاجمين من أهل حريملاء، وعودة حريملاء إلى طاعة الوهابية[23] ، وقتل أربعين من المهاجمين[24] .









قديم 2013-07-09, 11:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفي ذي القعدة من سنة 1170 وصل مربد بن أحمد القاضي، من أهل حريملاء، إلى أرض اليمن، وقابل الصنعاني، وذكر المسائل التي يختلف فيها مع محمد بن عبد الوهاب، ما أدى إلى رجوع الصنعاني عن قصيدته في مدح محمد بن عبد الوهاب.
وفي سنة 1171 عزل محمد بن عبد الوهاب مباركَ بن عدوان عن إمارة حريملاء؛ فأعلن هذا الأخير العصيان، لكنه فشل، وتفرق الذين معه، ومنهم مربد القاضي الذي قبض عليه أمير رغبة وقتله[25] .
وفي سنة 1172 هاجم مبارك بن عدوان حريملاء، ومعه أهل الوشم وسدير ومنيخ، مستمدين قوتهم من عريعر قائد الأحساء، وجرى قتال لمدة ثلاثة أيام، ولم ينجح المهاجمون في الاستيلاء على المدينة[26] .
وبهذا تم إغلاق ملف حريملاء العسكري نهائياً.
[1] الذي يترجح عندي أن سليمان كان أكبر من أخيه محمد، وذلك لأنه هو الذي ولي القضاء بعد أبيه، ولأن اسمه سليمان، ومن عادة أهل نجد أن يكون اسم الابن الأكبر على اسم الوالد.
[2] علماء نجد «2: 350».
[3] المرجع السابق.
[4] المرجع السابق.
[5] لعل السبب في عدم ترحّله في طلب العلم؛ أنه كان يساعد أباه في شؤونه.
[6] انظر عنوان المجد، أحداث سنة 1165، وعلماء نجد «2: 350».
[7] روضة الأفكار والأفهام، وعنوان المجد «1: 31، 36، 39». وتاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 156- 157».
[8] كما تدل على هذا عبارة ابن بشر.
[9] عائلة المبارك من قبيلة عنزة، ومن أشهر المنتسبين إلى هذه العائلة: الشيخ فيصل بن محمد المبارك، المولود في حريملاء سنة 1319، كان قاضياً في الشارقة، وتنقل في بعض الوظائف الدينية، حتى توفي سنة 1399. تتمة الأعلام، لمحمد خير «2: 18».
[10] روضة الأفكار والأفهام، وعنوان المجد «1: 31، 40».
[11] روضة الأفكار والأفهام «2: 7- 17».
[12] عنوان المجد، «1: 47». وقد قتل في هذه الوقعة فيصل وسعود ابنا محمد بن سعود. انظر: تاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 157».
[13] عنوان المجد «1: 48».
[14] هنا مسألة يجب أنْ يوليها الباحثون اهتمامهم، وهي: أن كثيراً من البلدان التي ناصرت دعوة محمد بن عبد الوهاب، ودخلت في الدعوة سلماً؛ رجعت فانقلبت على الدعوة، وخرجت منها.
فحريملاء، وهي من أوائل المؤيدين للدعوة حيث انضمت لها فور إعلانها عام 1158، رجعت وتمردت وحاربت الدعوة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً عام 1165، وتمردت مرة أخرى عام 1171.
ومنفوحة التي انضمت سلماً للدعوة قرابة عام 1159، رجعت عن تأييد الدعوة سنة 1166.
وثرمداء التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1159، رجعت عن تأييدها سنة 1160.
وضرما التي انضمت سلماً للدعوة عام 1161 تقريباً، نجد أنها رجعت عن تأييدها للدعوة عام 1164.
والرياض التي انضمت للدعوة سلماً عام 1167، تخلت عن تأييدها عام 1168، ثم نجد أنها عادت إلى تأييد الدعوة عام 1177، ثم تراجعت مجددًا عن تأييدها عام 1178.
والعودة التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1170، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها.
والحوطة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1171، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
ونجد خبراً عن تراجع أهل وثيثياء عام 1176.
وكذلك نجد خبراً عن تراجع أهل الحائر سنة 1182.
والقصيم التي انضمت للدعوة سنة 1183، رجعت بريدة منها عن تأييدها سنة 1188، ثم أخضعت حرباً سنة 1189، ثم رجعت بلدان القصيم كلها عن تأييد الدعوة سنة 1196، إلا بريدة والرس والنومة.
وحرمة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1191، ثم عادت إلى تأييد الدعوة في السنة ذاتهاـ ثم تراجعت عن تأييدها سنة 1193.
والحريق التي أيدت الدعوة سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
والدلم التي أيدت الدعوة سلماً 1189، رجعت عن تأييدها سنة 1190، ثم عادت،بواسطة الحرب، للدعوة في السنة ذاتها، إلا أنها تراجعت عن تأييدها للدعوة في السنة ذاتها أيضاً.
والزلفي التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، نجد أنها حاربت أهل الدرعية عام 1193.
وكذلك اليمامة التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، ثم رجعت عن تأييدها للدعوة في السنة نفسها.
ونجد خبراً عن تراجع أهل الخرج سنة 1190.
وكذلك خبراً عن تراجع أهل الروضة سنة 1196.
ووادي الدواسر الذي انضم أهله للدعوة سنة 1202، رجع كثير منهم عن تأييدها في السنة ذاتها.
وكذلك كثير من قبائل البادية رجعت عن تأييدها للدعوة سنة 1204.
والأحساء التي انضمت للدعوة سنة 1207، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها، ثم أعيدت بالقوة، لكنها رجعت عن تأييدها مرة أخرى سنة 1210.
وهي السنة التي يقف البحث عندها.
وجميع البلدان التي خرجت عن الدعوة جرت محاربتها وإرجاعها عسكرياً إلى حظيرة الدعوة.
وكلما قدم غازٍ على نجد؛ تبعته أكثر المدن والقبائل، وانضمت معه لمحاربة الدعوة، فمن ذلك: لما قدم الشريف غالب سنة 1205 «تظاهرت بأسباب الردة في بادية وبلدة، خلق كثير لا يحصون ولا يعدون ولا يستقصون». ابن غنام «2: 147»، وكذلك أيدوا المكرمي في قدومه الثاني سنة 1189. ابن غنام «2: 91»، ولما قدم عريعر سنة 1178: «تبين من أهل نجد الارتداد، ونجم الضلال والنفاق، وقام الباطل على ساق» ابن غنام «2: 68».
هذا عدا المحاولات الفاشلة من بعض المدن في الخروج عن سيطرة الدعوة، كما حصل عام 1201 من أهل اليمامة.
وسنة 1202 من أهل عنيزة.
وسنة 1191 من أهل منيخ وسدير والحوطة والعودة وحرمة.
بل حتى الدرعية نفسها لم تسلم من محاولة انقلاب فما سبب هذا الإقبال على تأييد الدعوة، ثم الانقلاب عليها؟
فالمسألة تحتاج إلى مزيد دراسة وبحث.
وكذلك الحال في الأشخاص الذين أيدوا الدعوة، ثم تراجعوا عن ذلك، سواء كانوا علماء، أو رؤساء، وهم كثير.
[15] روضة الأفكار والأفهام «2: 17»، وتاريخ الفاخري ص 134، وتاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160»، وعنوان المجد «1: 59».
[16] قارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160».
[17] روضة الأفكار والأفهام «2: 18»، وتاريخ ابن لعبون، ص 160.
[18] روضة الأفكار والأفهام «2: 18».
[19] روضة الأفكار والأفهام «2: 13».
[20] روضة الأفكار والأفهام «2: 18- 19»، وانظر: تاريخ ابن لعبون «1: 161».
[21] روضة الأفكار والأفهام «2: 19- 20»، وتاريخ ابن لعبون، «1: 162».
[22] روضة الأفكار والأفهام «2: 45- 46»، وقارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون «1: 162- 163».
إنَّ مقتل أكثر من مائة رجل، في يوم واحد، من قرية من قرى نجد، في القرن الثاني عشر الهجري «الثامن عشر الميلادي» يُعتبر عدداً رهيباً، لا سيما إذا كانت قرية صغيرة مثل حريملاء في ذلك العصر.
وإنْ كنت أشك في هذا العدد، فابن غنام بعد مقارنتي لما يكتبه مع غيره من المؤرخين المحايدين؛ أجده يبالغ في ذكر عدد قتلى الخصوم، ويقلل من ذكر عدد قتلى الوهابية. عدد القتلى عند ابن لعبون قرابة 80. انظر: تاريخ ابن لعبون «1: 163».
[23] روضة الأفكار والأفهام «1: 47».
[24] تاريخ ابن عباد ص 86، وذكر ابن غنام أن القتلى كانوا ستين رجلاً. روضة الأفكار والأفهام «1: 47»، وابن لعبون ص 164، وابن عباد أوثق منهما، وكان معاصراً وقريباً من الحدث.
[25] روضة الأفكار والأفهام «2: 53- 54»، وتاريخ ابن لعبون، ص 167، وعنوان المجد «1: 80- 81».
[26] روضة الأفكار والأفهام «2: 55»، وعنوان المجد «1: 82».

فأين كان سليمان بن عبد الوهاب من هذا كله؟
يبدو أن سليمان لم يكن مؤيداً لدعوة أخيه محمد، وهو بهذا يسير على خطى والده عبد الوهاب[1] ، لكن معارضته للدعوة كانت سرية في بداية الأمر، ثم قويت وظهرت علانية.
فمنذ سنة 1154 أو أواخر سنة 1153، وهو الوقت الذي بدأ فيه محمد بن عبد الوهاب الدعوة[2] ، وحتى سنة 1165 لا نجد لسليمان ذكراً، لا تأييداً ولا معارضةً لدعوة أخيه، مع أن أهالي حريملاء من أوائل المنضمين، سلماً، لدعوة محمد بن عبد الوهاب، وهم من أكثر المشاركين في الغزوات.
وفي سنة 1165 نجد لسليمان نشاطاً سرياً معارضاً للدعوة، إلا أنه كان على مستوى النخبة، فقد قال حسين بن غنام في حوادث سنة 1165: «واستنشق الشيخ من أخيه سليمان، أنه لأسباب الردة معوان، وأنه يلقي إلى الرؤساء، وخاصة من الجلساء، شبهاً كثيرة، وإنما دعاه إلى هذا الحسد لأخيه والغيرة، فلأجل إلقائه عليهم الشبه، وترويجه عليهم بما خفي معنى واشتبه؛ كاتبه الشيخ وناصحه، بل أنّبه وكافحه، وحذّره شؤم العاقبة، وبيّن له أنه لا يدرك مطالبه؛ فلم تجده النصائح والإنذار، ولم يجنح إلى منهج الاعتبار، ومحجة الاستبصار، والطمأنينة والسكنى في تلك الديار، بل طلب واختار ركوب كواهل الأخطار، وكان سليمان قبل أنْ يطير من الردة اللهب؛ حين عذله الشيخ وعتب؛ أرسل إلى الشيخ رسالة، حبَّر فيها كلامه ومقاله، وزخرف فيها أقواله، ولكنها للعهد قد تضمنت، ولعقد الأيمان قد حوت وأحكمت، أنه إنْ وقع من أهل حريملاء ارتداد؛ لا يقيم يوماً في تلك البلاد؛ فلم يفِ بذلك الوعد، بل أخلف الميثاق والعهد، وآثر السكنى والبقاء، أيام الفتنة والشقاء، كيف لا وهو أبو عذرها؟ والباعث على تأسيس أمرها؟ والداعي إلى تأسيس قبيحها ونكرها»[3] .
هذا نص مهم جداً، إلا أنَّ المؤلف أفسده بالسجع المتكلف، حتى استعصت بعض المواضع على الفهم.
فمما نستخلصه من هذا النص:
1- استشعار محمد بن عبد الوهاب بوجود معارضة مستترة في حريملاء.
2- بلغ محمداً أنَّ أخاه سليمان يلقي إلى بعض الخاصة والرؤساء شبهاً حول دعوة أخيه؛ فأرسل إليه محمد مناصحاً ومؤنباً.
3- رد سليمان على أخيه محمد برسالة، يبدو أنه ضمنها بعض ملاحظاته على دعوة أخيه، إلا أنها تضمنت، أيضاً، العهد منه بعدم التأييد لأي عمل عسكري ضد أخيه، في حال حصول تمرد في حريملاء.
4- كان سليمان مسراً بمعارضته حتى تلك اللحظة.
لكن ما أن انتهت هذه السنة إلا وقد أصحر سليمان بالعداوة، وصرَّح بمخالفته لأخيه، وأيَّد طرد الأمير المعيّن من قبل أخيه وابن سعود، وشن حملة إعلامية ضد دعوة أخيه، وراسل البلدان والأشخاص تنفيراً عن الدعوة.
واشتدت الحرب الإعلامية سنة 1167، فقد قال ابن غنام عن وقائع تلك السنة: «وفيها: مقتل سليمان بن خويطر، وسبب ذلك أنه قدم بلدة حريملاء خفية، وهم إذ ذاك بلد حرب؛ فكتب معه سليمان بن عبد الوهاب إلى أهل العيينة كتاباً، وذكر فيه شبهاً مزخرفة، وأقاويل مغيَّرة محرفة، وأحاديث أوهى من نسج العنكبوت، وأمرَهُ أنْ يقرأها في المحافل والبيوت، وألقى في قلوب أناس من أهل العيينة، شبهاً مضرةً شينة، غيَّرتْ قلوبَ مَنْ لم يتحقق بالإيمان، ولم يعرف مصادر الكلام بالإتقان، فكان يفعل ما به أُمر، فلما تُحققَ حالُه واختبِر؛ أمر الشيخ به أنْ يُقتل؛ فقتل، وامتثل أمره وقبل، ثم إنَّ سليمان على حالته لم يزل يرسل الشبه في الكتب لأهل العيينة، مع من خرج منهم ودخل، ويبذل في ذلك الجد في العمل، ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موّه به سليمان وما قاله، وعطل فيها كلامه وأقواله، نحا فيها منهج الصدق، وبيّن واضح الثواب والحق، فهي بحر زخر تياره وطمى، وسحاب همل ودقه وهمى، زيَّن فلكها بعلوم التوحيد الزواخر، تلين قلوب السامعين لقولها، ويصغي لها أهل الهدى بمسامع دلائلها محروسة عن كل معارض، وآياتها محفوظة عن كل مدافع»[4] .
واضح أن الصراع اشتد بين سليمان ومحمد ابني عبد الوهاب، فقد استمر سليمان في مراسلة البلدان والأشخاص محرضاً وراداً على دعوة أخيه، ويبدو أنها لاقت بعض الاستجابة، لا سيما في العيينة التي تُعد أهم المدن في نجد في ذلك الوقت.
لذا كان رد محمد بن عبد الوهاب حازماً وحاسماً، فمن الناحية السياسية قتل «سليمان بن خويطر» وذلك ليرهب المتعاطفين مع سليمان بن عبد الوهاب في العيينة.
أما من الناحية الإعلامية والعلمية فقد أضطر محمد بن عبد الوهاب، بعد طول صمت، أنْ يرد على أخيه سليمان، فكتب كتابه المعروف باسم: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد».
وأدرك محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود ما صارت تشكّله حريملاء من خطر قريب على دعوتهما، سياسياً وإعلامياً؛ فقاما بهجوم كاسح على حريملاء للقضاء على المعارضة هناك، وذلك بعد فشل المحاولات السابقة التي استمرت عامين دون نجاح.
فقد هجم أهل الدرعية، بقيادة عبد العزيز بن محمد بن سعود، ومعهم أتباع رئيس حريملاء المخلوع، على حريملاء بجيش قوامه 1000 رجل، وهو عدد كبير بالنسبة لنجد في ذلك الوقت، واستطاعوا الاستيلاء على حريملاء وقتل ما بين 100- 140 رجل من أهلها.
أما سليمان بن عبد الوهاب فقد هرب من البلد، على قدميه، إلى سدير ويبدو أنه كان يتنقل بين بلدان سدير والزلفي[5] .
ولا نعرف الكثير عن نشاط سليمان في منطقة سدير لكن يبدو أنه استمر في ممارسة نشاطه كرجل دين (= مطوع) دون أن يتقلد مناصب رسمية كالقضاء ونحوه، فنجد في وثيقة تعود إلى عام 1186، وهي عقد إيجار أرض وقف لابن سيف في بلدة المجمعة، حيث شهد على العقد سليمان بن عبد الوهاب ومحمد بن عثمان بن شبانة[6] ، وبقي سليمان على موقفه الرافض لدعوة أخيه، دون أن يكون له نشاط ظاهر حتى قدم أهل الزلفي إلى الدرعية ليبايعوا الأمير عبد العزيز بن محمد و محمد بن عبد الوهاب سنة 1190، وأتوا معهم بسليمان كرهاً، بطلب من أخيه محمد ومن عبد العزيز بن محمد، اللذين وضعاه تحت الإقامة الجبرية في الدرعية[7] ، وقاما بما ينوبه من النفقة[8] ، حتى توفي سابع عشر رجب من سنة 1208[9] .
وقد أوردت بعض المراجع خبراً عن (توبة) سليمان، ورجوعه إلى موافقة أخيه، لكن لا يمكن الاطمئنان إلى قبول هذا الخبر، وقد أورد البسام أدلة تبين عدم صحة هذا الرجوع[10] .

[1] عنوان المجد (1: 30).
[2] فمحمد بن عبد الوهاب لم يبدأ دعوته إلا بعد وفاة والده في ذي الحجة من سنة 1153 هـ.
[3] روضة الأفكار والأفهام (2: 17- 1.
[4] روضة الأفكار والأفهام (1: 19- 20).
[5] روضة الأفكار والأفهام (2: 46)، وعنوان المجد (1: 65)، وابن لعبون (1: 163).
[6] مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (1/ 153).
[7] علماء نجد (2: 352)، وقارن بـروضة الأفكار والأفهام (2: 96)، وابن لعبون (1: 184).
[8] يبدو سليمان محظوظاً لحصوله على هذه المعاملة المتسامحة، نوعاً ما، فتاريخ الدعوة يبين شدتها في التعامل مع الطاعنين فيها، لا سيما المشككون في بعض المسائل، مثل: مشروعية تكفير المخالفين بالضوابط المعروفة، ومشروعية قتالهم، وهما المسألتان اللتان بنى سليمان كتابه على إبطالهما، وحتى يتبين لنا مدى التساهل الذي حظي به سليمان؛ فسأعرض لبعض الذين قالوا بقول سليمان، أو أقل منه، لكنهم لقوا معاملة صارمة، فمن ذلك:
1- عثمان بن معمر، وكان أمير العيينة، والرجل القوي في الدعوة، اغتيل عام 1163، بتهمة أنه أضمر الردة في نفسه، مع أن عبد العزيز بن محمد بن سعود كان متزوجاً من ابنته، وعثمان هو جد سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود لأمه، كما محمد بن عبد الوهاب كان متزوجاً من بنت عمه.
2- سليمان بن خويطر، قتل سنة 1167، لأنه نشر كتب سليمان بن عبد الوهاب في العيينة.
3- مربد بن أحمد القاضي، من علماء حريملاء، قتل سنة 1171، وأفعاله لا تزيد عما فعله سليمان بن عبد الوهاب.
4- محمد بن عبد الله الغريب، وكان متزوجاً من بنت محمد بن عبد الوهاب، ومن كبار علماء الدرعية، ومن المؤلفين في الدفاع عن الوهابية، فهو صاحب كتاب: "التوضيح عن توحيد الخلاق، في الجواب عن أسئلة أهل العراق"، قتل عام 1208، لوشاية وردت أنه يرى أن الأفضل هو التنزه عن غنائم الحروب الوهابية.
5- عبد الله بن علي بن عمرو، من علماء بريدة، قتل سنة 1326، لمخالفته للدعوة في التكفير.
6- إبراهيم بن حمد بن جاسر، من علماء بريدة، نفي سنة 1338، لموقفه من تكفير الأتراك، ويقال إنه مات مسموماً.
فهل حصل سليمان على هذه المعاملة الخاصة لأنه أخو محمد بن عبد الوهاب؟ أو لأنه سلم إلى الدرعية ضمن اتفاقية مع أهل الزلفي ومنيخ؟
[9] تاريخ الفاخري ص 156، وعنوان المجد (1: 183)، وتاريخ بعض الحوادث، لابن عيسى ص 96.
[10] علماء نجد (2: 353- 354).

المبحث الثاني: كتاب: «الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية»:
طبع كتاب سليمان بن عبد الوهاب في الرد على أخيه باسم: «الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية» في الهند سنة 1306[1] .
ولم أجد هذا الاسم على أي من مخطوطات الكتاب.
وقد احتج بعضهم على عدم صحة هذه النسبة، بأن لقب «الوهابية» كان متأخراً في الظهور عن عصر محمد بن عبد الوهاب، وهذا غير صحيح، فقد استعمله بعض معاصري ابن عبد الوهاب، مثل الشاعر حميدان الشويعر المتوفى قرابة سنة 1160، حيث يقول:
كانك للجنة مشتاقِ تبغي النعيم بجانبها[2]
اتبعْ ما قال الوهابي وغيره بالك تقربها[3]
وذكر بعضهم الكتاب باسم: «فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب»، وبهذا سماه محمد بن حميد الحنبلي في كتابه: «السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة»[4] .
وهو موجود بهذا الاسم على بعض المخطوطات، لكنها متأخرة نسبياً.
وفي المكتبة الأزهرية نسخة مخطوطة من الكتاب تحت عنوان: «الرد على من كفر المسلمين بسبب النذر لغير الله والاستغاثة بغيره ونحو ذلك»[5] ، وهناك نسخة أخرى بالعنوان ذاته في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد[6] .
والذي يترجح عندي أن سليمان لم يسم كتابه، لا سيما وهو في الأصل رسالة موجهة لحسن بن عيدان. وإن المتتبع للمؤلفين النجديين في تلك الفترة يجد أنهم نادراً ما يسمون كتبهم، وغالباً ما تكون تسمية الكتب من قبل النسَّاخ، أو التلاميذ، ولذا تجد كثيراً من كتب أهل نجد لها أكثر من عنوان.
تاريخ تأليف الكتاب:
كتب سليمان كتابه هذا في وقتٍ اشتدت فيه الحرب الإعلامية بين حريملاء والدرعية، حتى خشي محمد بن عبد الوهاب أن يخسر العيينة.
وهذه الحرب الإعلامية امتدت بين عامي 1165- 1168.
ويبدو أن كتاب سليمان هذا، كتب ما بين عامي 1165- 1667، حيث نجده يقول في كتابه: «فأنتم مدتكم قريبة من ثمانِ سنين»[7] .
ويقول أيضاً: «والعجب أن هذا ما حدث في بلدكم [الدرعية] إلا من قريب عشر سنين»[8] .
فمعنى هذا أنه كتب كتابه بعد بدء الدعوة ما بين ثمان إلى عشر سنين، ونحن نعرف أن محمد بن عبد الوهاب قدم إلى الدرعية سنة 1157.
وإنْ كنت أرجح أنه كتب كتابه قرابة عام 1166؛ لأن أخاه محمداً رد عليه بكتاب «مفيد المستفيد» سنة 1167.
سبب تأليف الكتاب:
الكتاب رسالة من سليمان بن عبد الوهاب إلى حسن بن عيدان، حيث نصحه سليمان على لسان ابن أخيه؛ فأرسل حسن أكثر من مرة يستدعي ما عند سليمان؛ فأرسل سليمان إليه هذا الكتاب[9] .
وإنَّ الوقائع التي حدثتْ بعد ذلك، تجعلنا لا نحسن الظن بسؤال ابن عيدان، حيث يبدو أنه لم يستكتب سليمان لينظر ما عنده، ويقارنه بما عند أخيه محمد بن عبد الوهاب، وإنما استدعى من سليمان ما عنده ليثبت عليه «تهمة» معاداة الدعوة.
ولعل ما يدعم هذا الرأي أن ابن عيدان قد كوفئ بعد استيلاء الوهابية على حريملاء، وعين «قاضياً» فيها، بدلاً من سليمان بن عبد الوهاب[10] .
ووقف بقوة ضد محاولة مبارك بن عدوان الانقلاب على الوهابية في حريملاء، سنة 1171[11] .
أهم الأفكار الواردة في الكتاب:
اعترض سليمان في كتابه هذا على الوهّابية في ثلاث مسائل، وهي: الاجتهاد، وتكفير من يقول لا إله إلا الله، وقتالهم. وشبّههم بالخوارج.
وسأحاول هنا عرض ملخص مختصر لكلامه هذا:
1- الخروج على جماعة المسلمين:
حيث أصل سليمان لحجية إجماع الأمة وخطورة الخروج على هذا الإجماع، ثم اتهم الوهابية بمخالفة الأمة وإجماعها، حيث قال سليمان: «وجعل [الله] اقتفاء أثر هذه الأمة واجباً على كل أحد بقوله تعالى: ? ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ?، وجعل إجماعهم حجة قاطعة لا يجوز لأحد الخروج عنه»[12] ، ويأخذ على أخيه مخالفته للأمة، فـ«الأمة كلها تصيح بلسان واحد ومع هذا لا يرد لهم في كلمة، بل كلهم كفار أو جهال»[13] .
2- مسألة الاجتهاد:
أخذ سليمان على أخيه محمد «دعواه الاجتهاد»، إلا أنه قد يُفهم من هذا المأخذ أنه يعترض على مجمل ثلاثة أمور، وهي:
أ‌- الاستنباط المباشر من الكتاب والسنة، وفهمهما مباشرة، مع عدم توفر أدوات الاجتهاد فيه.
ب‌-الاستبداد بالرأي فيما يفهمه، وعدم تدارسه مع العلماء.
ت‌-تكفير من يخالف اجتهاده هذا.
قال سليمان: «فإن اليوم ابتلي الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة، ويستنبط من علومهما، ولا يبالي من خالفه، وإذا طلبت منه أنْ يعرض كلامه على أهل العلم؛ لم يفعل، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله، وبمفهومه، ومَنْ خالفه فهو عنده كافر، هذا وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد، ولا والله عُشر واحدةٍ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال، فإنا لله وإنا إليه راجعون»[14] .
3- التكفير:
والمراد به تكفير «المسلم الذي يشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً عبده ورسوله؛ إذا دعا غائباً أو ميتاً، أو نذر له، أو ذبح لغير الله، أو تمسح بقبر، أو أخذ من ترابه»[15] .
وذكر سليمان أنَّ هذا ليس من الشرك الأكبر بل من الأصغر، وأنه لا يجوز أن تُجرى بسببه أحكام الردة على البلدان، لكن في بعض أنواع هذا الفعل شرك أكبر حسب حال قائله ونيته، غير أنه لا يُحكم بكفره حتى تقوم الحجة التي يكفر تاركها، وذكر أن هذا هو رأي ابن تيمية وابن القيم[16] .
وقال سليمان: «فإنَّ أهل العلم ذكروا في كل مذهب من المذاهب: الأقوال والأفعال التي يكون بها المسلم مرتداً، ولم يقولوا: من ذبح لغير الله فهو مرتد، ولم يقولوا: من تمسح بالقبور وأخذ من ترابها فهو كافر، كما قلتم أنتم»[17] .
وملخص اعتراضه، في مسألة التكفير:
أ‌- أن هذه الأفعال شرك أصغر، وليست شركاً أكبر، وأن هذا هو قول الشيخين ابن تيمية وابن القيم، بل قول جميع فقهاء الإسلام، ومن نصوصه في ذلك، قوله: «ولتعلموا أنَّ هذه الأمور التي تكفرون بها، وتخرجون المسلم بها من الإسلام، ليست كما زعمتم أنه الشرك الأكبر، شرك المشركين، الذين كذَّبوا جميع الرسل في الأصلين، وإنما هذه الأفعال التي تكفرون بها من فروع هذا الشرك، ولهذا من قال من العلماء أنها شرك، وسماها شركاً: عدَّها في الشرك الأصغر، ومنهم من لم يسمها شركاً وذكرها في المحرمات، ومنهم من عدَّ بعضها في المكروهات، كما هو مذكور في مواضعه من كتب أهل العلم، من طلبه وجده»[18] .
ب‌-أنَّ ما كان في هذه الأفعال من شرك أكبر؛ فلا بد من إقامة الحجة فيه على فاعله، وأن هذا هو قول ابن تيمية وابن القيم[19] ، وقال إن فاعل الشرك: «لا يكفر حتى تقام عليه الحجة التي يكفر تاركها، وأن الحجة لا تقوم إلا بالإجماع القطعي لا الظني، وأن الذي يقيم الحجة الإمامُ أو نائبه...وأن المسلم المقر بالرسول إذا استند إلى نوع شبهة تخفى على مثله: لا يكفر، وأنَّ مذهب أهل السنة التحاشي عن تكفير من انتسب إلى الإسلام...وأنَّ المكفرين هم أهل الأهواء والبدع، وأن الجهل عذرٌ عن الكفر، وكذلك الشبهة، ولو كانت ضعيفة»[20] .
ت‌-أنه لا يجوز تكفير أهل البلد كله، والحكم عليهم بالردة، وأنهم بلاد حرب؛ لوقوع بعضهم في هذه الأفعال.
ث‌-ولا يجوز تكفير من لم يكفر هؤلاء.
وبين أن هؤلاء الذين يكفّرهم الوهابيون، مسلمون مؤمنون، عقائدهم هي عقائد أهل السنة والجماعة[21] .
وأشار إلى تكفيرهم لحريملاء وأهلها، مع عدم وقوع أي شرك فيها، فقال: «بل والله كفرتم من قال بالحق الصرف حيث خالف أهواءكم»[22] ، وقال: «ما لعباد الله عندكم ذنب إلا أنهم لم يتبعوكم على تكفير مَنْ شهدت النصوص الصحيحة بإسلامه، وأجمع المسلمون على إسلامه، فإنْ اتبعوكم أغضبوا الله تعالى ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وإنْ عصوا آراءكم حكمتم بكفرهم وردتهم»[23] .
4- القتال:
والمراد به قتال الوهابيين مَنْ يعارضهم بحجة أنهم مشركون، وأن بلادهم بلاد حرب، وقال سليمان: «والله ما لكم مَثَلٌ إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه: ادعُ الناسَ إلى طاعتك؛ فمن قال عنك برأسه هكذا؛ فقل بالسيف هكذا»[24] .
وهنا أمر يجب أنْ نقف عنده، وهو إذا كان سليمان يعارض تكفير الناس وقتالهم، وكذلك مَنْ معه من أهل حريملاء؛ فلماذا شاركوا الوهابيين في غزواتهم ما بين عامي 1159- 1161؟
يضاف إلى ذلك أن نجدًا قبل الوهابية لم تكن تعيش في حالة سلم، بل كانت تعيش في حروب مستمرة، فما الأمر الجديد الذي تغير مع الوهابية؟ حتى أنكروا عليهم القتال؟
أما عن سبب مشاركة أهل حريملاء للوهابيين في القتال، فسأجتهد بذكر بعض الأسباب، ولعل أحدها يكون صواباً، أو قريباً من الصواب:
أ‌- أن أهل حريملاء اقتنعوا بكلام محمد بن عبد الوهاب لفترة من الوقت، ثم تغيرت قناعتهم بعد ذلك.
ب‌-أو أنهم خرجوا للقتل مُكرَهين، فيبدو أن الوهابية كانت تلزم البلدان والقبائل إذا دخلت تحت طاعتها أنْ تشارك معها في الغزو، وأن مخالف ذلك يكون مرتداً[25] .
وهنا ملاحظة مهمة على القتال عند الوهابيين؛ فإنهم يستحلون دماء وأموال مقاتليهم، وهذا مفهوم ما داموا يحكمون عليهم بالردة، لكن الغريب هو أنهم لم يستحلوا نساءهم، ويجعلوهن جواري لهم بوصفهم مجاهدين غنموهن من دار حرب، ويبدو أن ذلك يعود إلى العادات والأعراف السائدة في نجد التي تمنع هذا، أو أن منهج الدعوة الوهابية كان مضطربًا فلم يحسم هذه القضية فائقة الحساسية.
مصادر الكتاب:
رجع سليمان إلى مراجع كثيرة في كتابه، لكننا لا يمكن أن نثق أنه استقى من جميع هذه المصادر مباشرة، لا سيما المصادر الحديثية، التي نعلم أن نجداً كانت خالية منها، مما يبين أنه اعتمد فيها على كتب وسيطة، ولعلها كتب ابن تيمية وابن القيم، فسليمان لما ذكر أخبار الفرق المبتدعة قال: «وكل ما ذكرته من أخبار هذه الفرق فإنما أخذته من كتب أهل العلم، وأكثر ما أنقله عن ابن تيمية وابن القيم»[26] .
الآداب الشرعية، لابن مفلح 66، 79
مختصر الروضة، للطوفي 66
الأذكار، للنووي 66
اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية 67
إعلام الموقعين 4، 57
البرقاني 75
الإقناع 14، 16، 62، 99
مستدرك الحاكم 87، 89، 120، 121، 123، 124
الإيمان، لابن تيمية 32، 55
سنن ابن ماجه 87، 109، 111، 124
ابن القيم 7، 15، 34، 44، 79، 100
سنن النسائي 89، 115، 119، 121
ابن تيمية 9، 12- 15، 31، 33، 39- 41، 43، 45، 54، 78، 81، 83
صحيح ابن خزيمة 109، 114
الخطابي 23
ابن السني 120
صحيح البخاري 3، 6، 7، 8، 76، 82، 85، 92، 107- 118، 125، 126.

صحيح مسلم 6، 7، 73، 82، 85، 87، 91، 92، 94، 95، 107- 118، 125
سنن البيهقي 120، 123
الصواعق، لابن القيم 35
ابن أبي الدنيا 120
غاية السول 3
الكلم الطيب، لابن القيم؟ 66
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، لابن تيمية 36
معجم الطبراني 52، 120-122، 125
الفروع، لابن مفلح 12، 16
سنن أبي داود 111، 125
مدارج السالكين، لابن القيم 13، 35، 53
الشافعي 113
مسند أحمد 83، 87، 89، 109، 111، 113، 115، 116، 118، 119، 122
سنن الترمذي 89، 111، 115، 122، 123
المفهم، للقرطبي 25
صحيح ابن حبان 114، 119- 121، 123
النونية، لابن القيم 35، 36
البزار 119، 121










قديم 2013-07-09, 11:29   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

تقريظ الكتاب:
قرَّظ محمد سليمان الكردي كتاب سليمان (الصواعق الإلهية) والكردي كان عالماً شافعياً يقيم في المدينة المنورة، ويستمد هذا التقريظ أهميته من كون الكردي أحد شيوخ محمد بن عبد الوهاب[27] ، ويدل على مدى شهرة كتاب سليمان، وأنه انتشر في حياة مؤلفه.
بين الصواعق ومفيد المستفيد:
إذا قرأنا «مفيد المستفيد» لمحمد بن عبد الوهاب؛ فإننا نجد أن أخاه سليمان قد رد على بعض ما ورد فيه من نصوص في كتابه «الصواعق»، فمن ذلك:
مفيد المستفيد
الصواعق الإلهية
نقل عن ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم تكفير الذابح والناذر لغير الله. ص 285- 288.
نجد سليمان قد رد عليه، حيث يقول: "ونحن نذكر كلام الشيخ تقي الدين الذي استدللتم بعبارته على تكفير المسلمين بالدعاء والنذر...قال الشيخ رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم..." فذكر الكلام الذي نقله أخوه، ثم رد عليه. ص 67- 73.
نقل عن الإقناع أنه نقل عن ابن تيمية أن من دعا علي بن أبي طالب فهو كافر، وأن من شك في كفره فهو كافر. ص 297.
قال سليمان: "ومن العجائب أيضاً احتجاجكم بعبارة الشيخ التي في الإقناع، أن من قال: إن علياً إله، أو إن جبريل غلط؛ فهو كافر، ومن لم يكفره فهو كافر". ثم رد على الاحتجاج بهذا النص. ص 99- 100.
الاحتجاج بقصة قدامة بن مظعون في استحلاله الخمر. ص 308.
قال سليمان: "ومن أعجب العجب استدلالكم بقصة قدامة ومن معه..." ثم رد على الاستدلال بها. ص 98- 99.

وهذه النصوص يبدو أنها ليست رداً على ما ورد في «المفيد» وإنما هي رد على ما ذكره محمد بن عبد الوهاب، وينقله عنه تلاميذه، في دروسه، ورسائله الأخرى.
[1] اكتفاء القنوع بما هو مطبوع، ص 388.
[2] إذا كنت مشتاقاً للجنة، وتريد النعيم بجانبها.
[3] فاتبع ما يقوله الوهابي، ودع غيره من المذاهب.
ديوان حميدان الشويعر، لمحمد الحمدان، ص 57، وخيار ما يلتقط، لعبد الله الحاتم (1: 145)، ورئيس التحرير حميدان الشويعر، لعبد الله الفوزان ص 152.
وفي القصيدة ذاتها، ويرى بعض الباحثين، أنها من قصيدة أخرى، يبدي حميدان الشويعر رأياً آخر في الدعوة الوهابية، وهو قول:
شفت جملين في العارض *** زبدها فوق غواربها
حطت الدين لها سلم *** ولا أدري وش مآربها
ولا أدري وش هي تبغي *** ولا أدري عن مطالبها
إنْ كان داخلها مثل ظاهرها *** فيا ويلك يا محاربها
وإن داخها مخالف ظاهرها *** فكل يقرا عقاربها

وهو صاحب الأبيات الشهيرة، في الاستهزاء بالدعوة وشيخها، حيث يقول:
الدين الدين اللي بين *** بين كالشمس القيضية
الدين ابعيرٍ خرج اربع *** والخامس دين البياضية
ماهمن ذيبٍ بالعوجا *** همي عودٍ في الدرعية
قوله حق وفعله باطل *** وسيوفه كتبٍ مطوية
خلى هذا يذبح هذا *** وهو نايم في الزولية
ان جاك السبع ابو ريشة *** يلعب لك لعب الحوحية
فاقدح واعلق واركب ووشم *** وحط القاطع بين لحيه

[4] (2: 697).
[5] تحت رقم 66278.
[6] الأعلام، للزركلي (3: 130).
[7] الصواعق الإلهية، ص 97.
[8] الصواعق، ص 86.
[9] الصواعق، ص 2.
[10] علماء نجد، (2: 51).
[11] عنوان المجد (1: 80).
[12] الصواعق، ص 3.
[13] الصواعق، ص 5.
[14] الصواعق، ص 5.
[15] الصواعق، ص 9.
[16] الصواعق، ص 9- 10.
[17] الصواعق، ص 10.
[18] الصواعق، ص 106.
[19] الصواعق، ص 17.
[20] الصواعق، ص 60.
[21] الصواعق، ص 7، 26.
[22] الصواعق، ص 31.
[23] الصواعق، ص 51.
[24] الصواعق، ص 19.
[25] حيث نجد نصوصاً في بيعة بعض البلدان، يسمح لهم فيها بعدم المشاركة في الجهاد، لمدة سنوات معينة، انظر مثلاً: بيعة أهل المجمعة وحرمة، في روضة الأفكار والأفهام (2: 90).
وبيعة أهل الأحساء، في روضة الأفكار والأفهام (2: 160).
[26] الصواعق، ص 32.
[27] كون الكردي من شيوخ محمد بن عيد الوهاب هو المذكور في كثير من المراجع، ويحتاج إلى تثبت.

مبحث الثالث: كتاب «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد»:
لم يسم محمد بن عبد الوهاب كتابه هذا، وقد طبع باسم: «مفيد المستفيد بكفر تارك التوحيد».
والكتاب أورده حسين بن غنام كاملاً في تاريخه، ولم يذكر له عنواناً[1] .
وبعض نسخه المخطوطة، عليها عنوان: «شرح مجموعة أحاديث أولها حديث عمرو بن عبسة» وهي محفوظة في جامعة الإمام برقم 6288/خ.
ومما يدل على أن محمد بن عبد الوهاب لم يسمِّ كتابه هذا أن ابن غنام أشار إليه بقوله: «الرسالة التي كتبها حين ارتد أهل حريملاء»[2] .
سبب تأليف الكتاب:
كتب محمد بن عبد الوهاب كتابه هذا عندما خشي أنْ تصل المعارضة إلى العيينة، المناصر القوي للدرعية، لا سيما وأنه قد حصل فيها بعض التململ؛ فكتب كتابه هذا ليرد على الحملة الإعلامية التي شنها أخوه سليمان ضده، وقتل سليمان بن خويطر الذي حمل كتاب أخيه إلى العيينة.
قال ابن غنام، عن سبب تأليف محمد بن عبد الوهاب لهذه الرسالة: « ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ما موَّه به سليمان وما قاله، وعطّل فيها كلامه وأقواله»[3] إلى آخر كلامه، وقد سبق..
تاريخ تأليف الكتاب:
هذا الكتاب يكاد يكون الكتاب الوحيد من كتب محمد بن عبد الوهاب، الذي نعرف تأريخ تأليفه، وسبب التأليف، فالكتاب كما هو متفق عليه كتب سنة 1167، حيث أورده ابن غنام في حوادث تلك السنة من تاريخه، وكتبه محمد بن عبد الوهاب رداً على أخيه سليمان.
الأفكار الواردة في الكتاب:
ردَّ محمد بن عبد الوهاب في كتابه هذا على التهم التي وجهها أخوه إليه، وهي:
1- التكفير:
ذكر محمد بن عبد الوهاب أن الذبح لغير الله، والنذر له، ودعاءه، كلها من الشرك الأكبر الذي يخرج فاعله من الملة، وأنه يكفر الشخص المعين إذا فعل ذلك، ولا يعذر، وأنه يكفر من لا يكفره.
وذكر أن هذا هو رأي ابن تيمية وابن القيم.
ثم أن هذا هو الحق، لو سلمنا بأنه مخالف لرأي ابن تيمية[4] .
2- القتال:
ثم بين أن هذا لما كان شركاً أكبر، وجب قتال الناس عليه، وقال: «زبدة الرسالة الإلهية، والدعوة النبوية، هي توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وكسر الأوثان، ومعلوم أنَّ كسرها لا يستقيم إلا بشدة العداوة، وتجريد السيف؛ فتأمل زبد الرسالة»[5] .
3- الولاء والبراء:
فقد ختم محمد بن عبد الوهاب كتابه بنصوص من كتب الحديث، لا سيما كتاب ابن وضاح «ما جاء في البدع»[6] في التحذير من موالاة الكفار والمبتدعة، ووجوب موالاة المؤمنين.
وحجم هذه النقول ما بين ثلث إلى نصف الكتاب، ومراد محمد بن عبد الوهاب من ذلك أنه يجب على أهل حريملاء موالاته هو وأتباعه، لكونهم المؤمنين، وعدم الوقوف مع الآخرين «المشركين» والدفاع عنهم.
4- حكم محمد بن عبد الوهاب على أهل حريملاء وعلى أخيه سليمان:
وصف محمد بن عبد الوهاب أخاه سليمان بأنه ملحد[7] ، وبأنه من أعداء الدين[8] ، وجعله من الطواغيت[9] .
أما حريملاء فهي مرتدة، وليست ردَّتها سياسية، كما يزعم بعضهم، بل هي ردَّة دينية، تبيح المال والدم.
ونجد محمد بن عبد الوهاب يوضح رأيه في ردة أهل حريملاء، توضيحاً لا مزيد عليه، فيقول: «وأعظم من هذا وأطمّ أن أهل حريملاء يصرحون بمسبة الدين، وأن الحق ما عليه أكثر الناس، ويستدلون بالكثرة على ما هم فيه من الدين، ويفعلون ويقولون ما هو من أكبر الردة وأفحشها.
فإذا قالوا: التوحيد حق، والشرك باطل، وأيضاً لم يحدثوا في بلدهم أوثاناً: جادل الملحد عنهم، وقال: إنهم يقرون أن هذا شرك، وأن التوحيد هو الحق، ولا يضرهم –عنده- ما هم عليه من السبِّ لدين الله، وبغي العوج له، ومدح الشرك، وذبِّهم عنه بالمال واليد واللسان، فالله المستعان»[10] .
فأهل حريملاء كفار مرتدون عند محمد بن عبد الوهاب، مع أنهم غير مشركين؛ لأربعة أسباب:
أ‌- سب دين الله= وليس الإسلام، بل المراد به هنا: «الوهابية».
ب‌-بغي العوج له= بغي العوج لأهل الدرعية.
ت‌-مدح الشرك= عدم تكفير المسلمين، مع عدم الرضا بما يفعلونه من أمور، هي من الشرك الأصغر، عند سليمان بن عبد الوهاب.
ث‌-ذبّهم عن الشرك باليد والمال واللسان= عدم مشاركتهم في الغزو مع أهل الدرعية، ودفاعهم عن تكفير الوهابية لغيرهم.
ولذا؛ فإنه لما استولى الوهابيون على حريملاء قتلوا عدداً كبيراً من الرجال، ولما توقف بعض الناس في «الغنائم» جلا محمد بن عبد الوهاب «الشبهة» وبيَّن أن تلك الغنائم من جملة الأحباس على المسلمين، اقتداءً بما جرى من أفعال المسلمين الكبرى[11] !
ولا أدري ما المراد بأفعال المسلمين الكبرى؟ أوقعة بدر؟ أم فتح مكة؟
مصادر الكتاب:
صحيح مسلم 281
صحيح البخاري 285، 310
الرسالة السنية، لابن تيمية 291
مدارج السالكين، لابن القيم 293، 295
الروضة 305
شرح الأربعين، لابن حجر الهيتمي 305
الحوادث والبدع، لابن وضاح 312، 315- 325
رسالة لابن تيمية كتبها في السجن 325
القرطبي 304
النهر الفائق 304
ابن عقيل الحنبلي 301
الفنون، لابن عقيل 302
قصيدة الصنعاني في مدح ابن عبد الوهاب 310
الشفاء، لعياض 305
اقتضاء الصراط المستقيم، لابن تيمية 285، 286
الرد على المتكلمين (نقض المنطق) لابن تيمية 289، 298، 305
إغاثة اللهفان، لابن القيم 304
الإقناع 297
الإعلام بقواطع الإسلام 305
ابن تيمية 283، 300
جواب لابن تيمية عن الحشيشة 328


وسيلاحظ القارئ التشابه بين مراجع محمد بن عبد الوهاب ومراجع أخيه سليمان، بل إنهما يحتجان بالنص نفسه أحياناً.
بين «مفيد المستفيد» و «الصواعق»:
يرى كثير من الباحثين أن مفيد المستفيد هو رد على «الصواعق الإلهية» لسليمان، وهذا القول له وجه من النظر قوي[12] .
مع أن محمد بن عبد الوهاب رد في مفيد المستفيد على كتاب وجهه سليمان إلى أهل العيينة، وكتاب الصواعق، كما سبق، وجهه سليمان إلى حسن بن عيدان.
لكن هذا لا يمنع أن يكون سليمان قد أرسل نسخة منه إلى حسن، وأخرى إلى العيينة.
وقد رد محمد بن عبد الوهاب على أقوال، بنصِّها، موجودة في كتاب سليمان، فمن ذلك:
الصواعق
المفيد
«وقال الشيخ [ابن تيمية] أيضاً: إني دائماً، ومن جالسني يعلم مني أني من أعظم الناس نهياً أن ينسب معيَّن إلى تكفير أو تفسيق أو معصية». ص 41.
«وأنا اذكر لفظه [ابن تيمية] الذي احتجوا به على زيغهم، قال رحمه الله تعالى: أنا من أعظم الناس نهياً....الخ» ثم ردَّ عليه. ص 289.
«كذلك ابن القيم ذكر النذر لغير الله في فصل الشرك الأصغر من المدارج». ص 13.
«والمراد بهذا أنَّ بعض الملحدين نسب إلى الشيخ [ابن القيم] أن هذا [النذر لغير الله] شرك أصغر، وشبهته أنه ذكره في الفصل الثاني الذي ذكر في أوله الأصغر». ص 297، وانظر: ص294- 295.

وبعد:
فأرجو أنْ أكون قد كشفت عن حقيقة الصراع بين الأخوين ابني عبد الوهاب، وعرضت، بحيادِ، لنموذج من السِّجال الديني في تلك الفترة، كما جاهدت أن ألقي الضوء على توظيف «المصطلح الديني» لخدمة «الغرض السياسي».
[1] روضة الأفكار والأفهام، (2: 20- 44).
[2] روضة الأفكار والأفهام (1: 94).
[3] روضة الأفكار والأفهام، (2: 20).
[4] مفيد المستفيد، ص 290.
[5] مفيد المستفيد، ص 284.









قديم 2013-07-09, 11:35   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الامر المهم في الموضوع والذي لفت انتباهي هو هذا
_____

هنا مسألة يجب أنْ يوليها الباحثون اهتمامهم، وهي: أن كثيراً من البلدان التي ناصرت دعوة محمد بن عبد الوهاب، ودخلت في الدعوة سلماً؛ رجعت فانقلبت على الدعوة، وخرجت منها.
فحريملاء، وهي من أوائل المؤيدين للدعوة حيث انضمت لها فور إعلانها عام 1158، رجعت وتمردت وحاربت الدعوة سياسياً وإعلامياً وعسكرياً عام 1165، وتمردت مرة أخرى عام 1171.
ومنفوحة التي انضمت سلماً للدعوة قرابة عام 1159، رجعت عن تأييد الدعوة سنة 1166.
وثرمداء التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1159، رجعت عن تأييدها سنة 1160.
وضرما التي انضمت سلماً للدعوة عام 1161 تقريباً، نجد أنها رجعت عن تأييدها للدعوة عام 1164.
والرياض التي انضمت للدعوة سلماً عام 1167، تخلت عن تأييدها عام 1168، ثم نجد أنها عادت إلى تأييد الدعوة عام 1177، ثم تراجعت مجددًا عن تأييدها عام 1178.
والعودة التي انضمت سلماً للدعوة سنة 1170، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها.
والحوطة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1171، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
ونجد خبراً عن تراجع أهل وثيثياء عام 1176.
وكذلك نجد خبراً عن تراجع أهل الحائر سنة 1182.
والقصيم التي انضمت للدعوة سنة 1183، رجعت بريدة منها عن تأييدها سنة 1188، ثم أخضعت حرباً سنة 1189، ثم رجعت بلدان القصيم كلها عن تأييد الدعوة سنة 1196، إلا بريدة والرس والنومة.
وحرمة التي انضمت للدعوة سلماً سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1191، ثم عادت إلى تأييد الدعوة في السنة ذاتهاـ ثم تراجعت عن تأييدها سنة 1193.
والحريق التي أيدت الدعوة سنة 1188، رجعت عن تأييدها سنة 1190.
والدلم التي أيدت الدعوة سلماً 1189، رجعت عن تأييدها سنة 1190، ثم عادت،بواسطة الحرب، للدعوة في السنة ذاتها، إلا أنها تراجعت عن تأييدها للدعوة في السنة ذاتها أيضاً.
والزلفي التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، نجد أنها حاربت أهل الدرعية عام 1193.
وكذلك اليمامة التي انضمت للدعوة سلماً عام 1190، ثم رجعت عن تأييدها للدعوة في السنة نفسها.
ونجد خبراً عن تراجع أهل الخرج سنة 1190.
وكذلك خبراً عن تراجع أهل الروضة سنة 1196.
ووادي الدواسر الذي انضم أهله للدعوة سنة 1202، رجع كثير منهم عن تأييدها في السنة ذاتها.
وكذلك كثير من قبائل البادية رجعت عن تأييدها للدعوة سنة 1204.
والأحساء التي انضمت للدعوة سنة 1207، رجعت عن تأييدها في السنة ذاتها، ثم أعيدت بالقوة، لكنها رجعت عن تأييدها مرة أخرى سنة 1210.
وهي السنة التي يقف البحث عندها.
وجميع البلدان التي خرجت عن الدعوة جرت محاربتها وإرجاعها عسكرياً إلى حظيرة الدعوة.
وكلما قدم غازٍ على نجد؛ تبعته أكثر المدن والقبائل، وانضمت معه لمحاربة الدعوة، فمن ذلك: لما قدم الشريف غالب سنة 1205 «تظاهرت بأسباب الردة في بادية وبلدة، خلق كثير لا يحصون ولا يعدون ولا يستقصون». ابن غنام «2: 147»، وكذلك أيدوا المكرمي في قدومه الثاني سنة 1189. ابن غنام «2: 91»، ولما قدم عريعر سنة 1178: «تبين من أهل نجد الارتداد، ونجم الضلال والنفاق، وقام الباطل على ساق» ابن غنام «2: 68».
هذا عدا المحاولات الفاشلة من بعض المدن في الخروج عن سيطرة الدعوة، كما حصل عام 1201 من أهل اليمامة.
وسنة 1202 من أهل عنيزة.
وسنة 1191 من أهل منيخ وسدير والحوطة والعودة وحرمة.
بل حتى الدرعية نفسها لم تسلم من محاولة انقلاب فما سبب هذا الإقبال على تأييد الدعوة، ثم الانقلاب عليها؟
فالمسألة تحتاج إلى مزيد دراسة وبحث.
وكذلك الحال في الأشخاص الذين أيدوا الدعوة، ثم تراجعوا عن ذلك، سواء كانوا علماء، أو رؤساء، وهم كثير.
[15] روضة الأفكار والأفهام «2: 17»، وتاريخ الفاخري ص 134، وتاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160»، وعنوان المجد «1: 59».
[16] قارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون، ضمن الخزانة «1: 160».
[17] روضة الأفكار والأفهام «2: 18»، وتاريخ ابن لعبون، ص 160.
[18] روضة الأفكار والأفهام «2: 18».
[19] روضة الأفكار والأفهام «2: 13».
[20] روضة الأفكار والأفهام «2: 18- 19»، وانظر: تاريخ ابن لعبون «1: 161».
[21] روضة الأفكار والأفهام «2: 19- 20»، وتاريخ ابن لعبون، «1: 162».
[22] روضة الأفكار والأفهام «2: 45- 46»، وقارن بما جاء في تاريخ ابن لعبون «1: 162- 163».
إنَّ مقتل أكثر من مائة رجل، في يوم واحد، من قرية من قرى نجد، في القرن الثاني عشر الهجري «الثامن عشر الميلادي» يُعتبر عدداً رهيباً، لا سيما إذا كانت قرية صغيرة مثل حريملاء في ذلك العصر.
وإنْ كنت أشك في هذا العدد، فابن غنام بعد مقارنتي لما يكتبه مع غيره من المؤرخين المحايدين؛ أجده يبالغ في ذكر عدد قتلى الخصوم، ويقلل من ذكر عدد قتلى الوهابية. عدد القتلى عند ابن لعبون قرابة 80. انظر: تاريخ ابن لعبون «1: 163».
[23] روضة الأفكار والأفهام «1: 47».
[24] تاريخ ابن عباد ص 86، وذكر ابن غنام أن القتلى كانوا ستين رجلاً. روضة الأفكار والأفهام «1: 47»، وابن لعبون ص 164، وابن عباد أوثق منهما، وكان معاصراً وقريباً من الحدث.
[25] روضة الأفكار والأفهام «2: 53- 54»، وتاريخ ابن لعبون، ص 167، وعنوان المجد «1: 80- 81».
[26] روضة الأفكار والأفهام «2: 55»، وعنوان المجد «1: 82».









قديم 2013-07-09, 11:39   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

هنا مسألة يجب أنْ يوليها الباحثون اهتمامهم، وهي: أن كثيراً من البلدان التي ناصرت دعوة محمد بن عبد الوهاب، ودخلت في الدعوة سلماً؛ رجعت فانقلبت على الدعوة، وخرجت منها.

______________________

الكاتب هنا للاسف يلقي صرخة في واد سحيق
مستحيل ان تترك سلطات ذلك البلد دكتور اواستاذ يناول ويبحث الاسباب التي جعلت الكثير من ا لقبائل تنظم ثم رجعت وحاربت من انظمت اليهم فيما بعد
ليست قبيلة واحدة او اثنين اوثلاثة العشرات
فهل ياترى راح كل هذه القبائل بالعشرات راح تكون مخطئة
لن تسمح السلطات للاستاذ والدكاترة المستقلين بالبحث في هذه الامور التاريخية في جامعتها ومعاهدها
مستحيل










قديم 2013-07-09, 11:50   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا بحث اخر

____________________

حقيقة الوهابية وتاريخها العسكري والخلاف داخل البيت الوهابي


إن مصطلح الوهابية في حد ذاته لايحمل قيمة سالبة كما يحاول البعض إيهام الناس، ذلك أنه مجرد توصيف أو تسمية لأتباع المذهب المشتق من المذهب الحنبلي، وقد درجت العادة في علم الاجتماع الديني وفي الكتابات التاريخية والنقدية أن يطلق اسم صاحب الديانة أو المذهب على عقيدته أو دعوته، فتراهم يقولون الموسوية أو المحمدية أو المسيحية أو الشافعية أو المالكية، وهكذا، بدون أن يثير ذلك حساسية الأتباع، بخلاف قولهم الوهابية إذ يرى الوهابيون في ذلك انتقاصا ومذمة لا أدري كيف فسروها إلأ إن أردنا أن نتذكر المثل المصري الجميل " اللي فوق راسه بطحا يحسس عليها".
إن الوهابية هي المعادل الموضوعي لقيام الدولة السعودية ونشاطها السياسي والعسكري. ومن هنا تأتي حساسية ليست بالهينة للخوض في الموضوع باعتبار المتحدث لايناقش أو يتكلم في موضوع تاريخي اجتماعي عقدي بل في موضوع سياسي بالدرجة الأولى، ولاشك أن ذلك يتناقض تماما مع براءة من يرون في حركة الوهابي أنها كانت حركة أحياء أو اصلاح ديني وحسب.
إن للوهابية فضيلة لاينكرها إلا من جهل أو استكبر ، وهذه الفضيلة متمثلة في أن إبن عبد الوهاب قد وقف موقفا عقليا رافضا لعادة تعظيم القبور والمزارات، لكن هذه الفضيلة ذاتها هي التي جرت على العالم الاسلامي وبالا عظيما حين جرى تكفير من قاموا على هذه القبور من عوام المسلمين وجهالهم وإخراجهم من الملة وقتالهم وقتلهم، وليس لنا سوى أن نتذكر رسالة العالم الحنبلي ابن عفالق لأمير العيينة ابن معمر حين قال قولة مؤثرة عظيمة تصف ماوصل له الحال وقتها من استحلال الدماء المعصومة بحجة الشرك والكفر:
أسألك بالله يا عثمان،كيف تقول غداً يوم الحشر والمعاد إذا خاصمك بين يدي الله تعالى من قتلتموه ظلماً؟... أتقولون لرب السموات والأرض:أفتى لنا ابن عبدالوهاب ،وأغوانا الشيطان؟"
من أراد أن يتدبر في الأمر بعقله لابعاطفته وقرأ في ردود كثير من علماء عصره عليه – على ابن عبدالوهاب- سواء من داخل الجزيرة أو من خارجها، فسوف يجد بأن غالبيتهم لم يخالفوه في خطأ تعظيم القبور لكنهم وقفوا ضد تكفيره وقتاله وقتله لبسطاء المسلمين ممن طافوا على قبر أو تبركوا بشجرة أو صخرة.
هذا مع الأخذ في الاعتبار بأن كثيرا من الباحثين المحايدين شككوا كثيرا في الدعاوي التي صورت الجزيرة العربية قبل ظهور الدعوة الوهابية بأنها قد أصبحت مرتعا للشرك والكفر، وقالوا ضمنا أو صراحة بأن ذلك كان نوعا من الدعاية التاريخية للوهابية.
إن ذلك يشبه تصوير الوضع في مكة قبل ظهور الاسلام بأنه كان جاهلية محضة مع العلم بأن الاسلام ذاته تبنى كثيرا من أخلاقيات عرب الجاهلية الحميدة مثل اجارة المستجير وإكرام الضيف وصلة الرحم .. الخ ناهيك عن النواحي المدنية والتنظيمية التي عرفتها حواضر الحجاز قبل ظهور الاسلام فتم شطبها بجرات الأقلام ظنا منهم بأن ذلك إعلاء ومدحا لدين الاسلام.
لقد كان لدى ابن عبدالوهاب مفهوما متزمتا جدا للتوحيد أراد أن يطبقه على الناس بحد السيف بدون أن يأخذ بمنهج التدرج الذي يناسب طبيعة الناس في ذاك الزمان والمكان بل هو المناسب دائما للطبيعة الانسانية في كل زمان ومكان. وكانت هذه إحدى نقاط الخلاف الجوهرية بينه وبين أعضاء بيته الوهابي.
وإحقاقا للحق فقد كان توحيد ابن عبدالوهاب متقاطعا مع المطامح السياسية لابن سعود، فتولد في تلك اللحظة التاريخية الفاصلة ذلك الحلف السياسي-الديني الشهير، ليصبح التوحيد الديني هو المعادل للتوحيد السياسي فصارت الحروب التي انعقدت رايتها بالمشاركة تحت بشت الأمير وبشت الشيخ، حروب تختلط فيها السياسة بالدين بالزعامة، ومن هنا زادت في صبغتها الدموية.
لقد حدثت عملية تهميش واسعة للمعارضة النجدية الحنبلية لمحمد بن عبدالوهاب بشكل يجعل معارضته منحصرة في الأدعياء والكذابين والدجالين وأصحاب القبور، وهذه مغالطة إن وقع فيها البسطاء من الناس فلاينبغي أن يقع فيها من له عقل يقرأ ويتدبر.

على سبيل المثال حدثت عملية تهميش واسعة قديما وحديثا لمعارضة سليمان بن عبدالوهاب لدعوة شقيقه ، وهو نوع من كتابة التاريخ المعروفة حيث يكون المؤرخ منحازا للمنتصر ضد المهزوم، ولاشك أن سليمان انهزم أمام أخيه المدعوم بالحلف السياسي العسكري الضارب. مع أنه _أي سليمان - المولود في العيينة تلقى العلم على يد المشايخ وخاصة أبيه كما اشتغل في القضاء وولي قضاءحريملاء بعد وفاة والده حتى اجتاح ابن سعود البلدة. لقد كان سليمان من علماء نجد فيزمنه إلا أن العديد من المصادر تجاهلت سيرته مثل تاريخ بن لعبون، وايضا عبدالله بن حميد في كتابه السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة ، أمامن داخل الأسرة الوهابية فلاشك أن الانحياز ضد سليمان بسبب موقفه من الدعوة كان أكبر فعبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ في كتاب مشاهيرعلماءنجد لم يضع سليمان ضمن هؤلاء المشاهير.
لكن يبقى هناك دائما أناس فضلوا الحياد والتأريخ بشكل منصف وعلى رأسهم بن بسام الذي وضع أيدينا على حقيقة مهمة وهي أن سليمان توفي وهو لايزال معارضا لدعوة أخيه.

إن البسطاء الذين ينفون معارضة سليمان لأخيه أو ينفون حقيقة الرسائل التي وضعها سليمان في تبيان أوجه معارضته إنمايعتمدون على الكليشيهات والكلام المصفوف عن المؤامرات العثمانية والمصرية بدون أدلة ولاشك أن الارتهان للعواطف والسواليف وآماني النفس لاعلاقة له بقراءة التاريخ.
ففي حوادث سنة 5611هـ و سنة 1167هـ كماوضعها ابن بشر يتبين أن أعيان حريملاء اختلفوا في قبول دعوة محمد بن عبدالوهاب اختلافا ليس بسيطا وكان على رأسهم سليمان بن عبدالوهاب الذي كتب كتاباً أرسله إلى أهل العيينة يوضح لهم فيه معارضته لدعوة أخيه. والمثير في هذه القصة التي يسردها المؤرخ ابن بشر أن الرسالة حملها مرسول يقال له سليمان بن خويطر الذي لسوء حظه قبض عليه من قبل أعوان الدعوة فلما تأكدمحمد بن عبدالوهاب من طبيعة الرسالة أمر بقتل بن خويطر، وعلى اثر ذلك هرب سليمان لينجو بنفسه إلى المجمعة، وأقام فيها مدة زادت على العشرين سنة أقامة يشبهها بعض الباحثين المعاصرين في تاريخ الوهابية كسعود السرحان بالاقامة الجبرية.

ولو تركنا ابن بشر إلى مؤرخ آأخر هو ابن غنام لوجدنا أنه يذكر في حوادث سنة 1165 بعبارات صريحة قصة الخلاف بين الأخوين فيقول أن محمد استشف أن أخيه لاسباب الردة معاون وأنه يجتمع بالناس ويلقي عليهم الشبهات فيما يتعلق بدعوة أخيه الذي حين بلغ علمه نشاط أخيه ضده "كاتبه وناصحه بل أنبه وكافحه وحذره شؤم العاقبة".

وحتى ابن غنام يشير بوضوح إلى مقتل بن خويطر الذي حمل رسالة سليمان المعارضة لأهل العيينة فاقرأ له وهو يقول: " وفيها - أي سنة 1167-مقتل سليمان بن خويطر، وسبب ذلك أنه قدم بلدة حريملاء خفية، وهم إذ ذاك بلد حرب؛ فكتب معه سليمان بن عبد الوهاب إلى أهل العيينة كتاباً، وذكر فيه شبهاً مزخرفة، وأقاويل مغيَّرة محرفة، وأحاديث أوهى من نسج العنكبوت، وأمرَهُ أنْ يقرأها في المحافل والبيوت، وألقى في قلوب أناس من أهل العيينة، شبهاً مضرةً شينة، غيَّرتْ قلوبَ مَنْلم يتحقق بالإيمان، ولم يعرف مصادر الكلام بالإتقان، فكان يفعل ما به أُمر، فلماتُحققَ حالُه واختبِر؛ أمر الشيخ به أنْ يُقتل؛ فقتل، وامتثل أمره وقبل، ثم إنَّسليمان على حالته لم يزل يرسل الشبه في الكتب لأهل العيينة، مع من خرج منهم ودخل،ويبذل في ذلك الجد في العمل، ثم إن الشيخ أرسل لأهل العيينة رسالة أبطل فيها ماموّه به سليمان وما قاله، وعطل فيها كلامه وأقواله، نحا فيها منهج الصدق، وبيّنواضح الثواب والحق، فهي بحر زخر تياره وطمى، وسحاب همل ودقه وهمى، زيَّن فلكهابعلوم التوحيد الزواخر، تلين قلوب السامعين لقولها، ويصغي لها أهل الهدى بمسامع دلائلها محروسة عن كل معارض، وآياتها محفوظة عن كل مدافع"

وإذا أخذنا بمقولة أن الصراخ على قدر الألم فمن الواضح أن ردود سليمان على أخيه كانت موجعة وفي الصميم وماتوصيف ابن غنام لهذه الردود والرسائل بأنها شبهات مزخرفةوأقاويل محرفة وأحاديث أوهى من نسج العنكبوت إلا شاهدا واضحا على قدر الألم الذي أحدثته هذه الرسائل في قلوب وعقول من سار في ركب الدعوة فتفاجأ بأن شيخا آخر من نفس البيت الوهابي قد وقف ناقدا ومعارضا.

يتضح من المقطع الذي سقته سابقا لابن غنام أن محمد أرسل لأهل العيينة كتابا يبطل فيه حجج أخيه سليمان المرسلة لهم وهذا يدل على حقيقتين:

الأولى: أن الخلاف بين الشقيقين اتخذ طريقة الردود المكتوبةوليست الشفوية فقط مما يجعل ظهور رسائل الشيخ سليمان بعد ذلك مجموعة في كتاب أمرا واردا جدا بل هو من طبيعة الأشياء ومنطقها،خاصة أن محمد لم يكتب رسالة واحدة بل هي رسائل كما يتضح من قول ابن غنام: " إنَّ سليمان على حالته لم يزل يرسل الشبه في الكتب لأهل العيينة" إذا هي رسائل أو كتب متواصلة من سليمان في الرد على أخيه .
وهذه الحقيقة تجابه الظنون التي يحاول البعض تسويقها بقولهم: هو كتاب موضوع أو مختلق.
الثانية: لولا أن محمد بن عبدالوهاب لم يجد منطقا وحجة قويةوأدلة شرعية في كلام أخيه لما كلف نفسه عناء الرد عليه ولولا أنه لم يجد أن هناك آذانا صاغية لسليمان لما كان رده -أي محمد- عنيفا جدا على حامل الرسالة -ابن خويطر- وهو مجرد حامل رسالة وذلك بأن قتله، ولكن من الواضح أنه أراد من البداية أن يلقي الرعب في صدور من تخول لهم أنفسهم التعاون مع أخيه.

لقد شكلت معارضة سليمان لأخيه مأزقا كبيرا ليس لابن وهاب والمناصرين له في وقته إنما للوهابيين على مر الزمن وذلك لسبب قوي. لقد كان من السهل على هؤلاء الناس أن يصفون كل معارضة للوهابية بأنها من أهل العداوة أو من أهل البدع أو من القبوريين .. فذلك المعارض متصوف والأخر قبوري .. الخ أما أن يكون المعارض شقيقا لصاحب الدعوةوعالما حنبليا وخارجا من ذات البيت ومن ذات المدرسة الحنبلية فقد كان الأمر صاعقا لاينفع معه اتهام بالرفض (من رافضة) أو بالتصوف .. الخ من ثم فلا مناص من إدعاء أنهذا الخلاف مختلق وبأن كتابات سليمان موضوعة بأقلام مصرية وتركية، ولا بأس للوصول إلى هذه الأسطورة المؤامراتية من السير بالجزم المهلهلة على جثة التاريخ من خلال نسف كل كتابات المؤرخين النجديين الذي كانوا مثل ابن بشر وابن غنام وهابيين حتى أخمص قدميهم فشتموا منهج سليمان وقللوا من قيمة رسائله باعطائها أوصافا تبخيسية بل إن ابن بشر أرجع هذه المعارضة لسبب مضحك سخيف وهو حسد الأخ لأخيه، أقول بأن هؤلاء المؤرخين النجديين الذين عاشوا في غابر الزمان كانوا على الأقل أكثر احتراما لعقولنا ممن ينفون هذه الرسائل جملة وتفصيلا بجرة قلم عاطفية.

ومع الرقم الهائل للرسائل المؤلفة في الرد على ابن عبدالوهاب من علماء السنة من شتى بقاع العالم الاسلامي سواء ممن عاصروه أو من أتوا بعده، فإن عملية التهميش الوهابي ربما لم تطل أي منها كما طالت تاريخيا رسائل سليمان. لدرجة أن حقيقة هذا الخلاف بل حقيقة وجود سليمان نفسه لم تكن معروفة إنما متداولة على نطاق ضيق من الباحثين والمهتمين، فتاريخ الحركة الوهابية كما يدرس في مدارس التعليم العام أو حتى في مناهج أقسام التاريخ والحضارة بالجامعات السعودية يسقط اسم سليمان تماما من تلك الحقبة حتى من الناحية التاريخية المجردة، والظاهر أنه لولا ثورة الانترنت في السنوات الأخيرة لبقيت حقيقة هذه القصة بالنسبة للكثر الكاثرة من الناس مجهولة تماما. وحتى في الصحافة ووسائل الاعلام السعودية كان علينا أن ننتظر إلى ماقبل عامين فقط حين تناول د.عبدالله العسكر طرفا من حقيقة سليمان.

الشيء الآخر أن خلافا آخر بين محمد بن عبدالوهاب وبين أبيه العالم والقاضي الحنبلي والمعلم لأولاده كان مستعرا بسبب الدعوة. ويقرر ابن بشر أن الابن توقف عن الدعوة في حياة أبيه حين وقع بينهما كلام فلما توفاه الله صدع بها. وإنه لمن الغريب جدا أن يكون قاضيان من البيت الوهابي هما الوالد وابنه سليمان قد عارضا الدعوة وأخذا عليها تكفير عامة المسلمين وقتالهم، مما يعطي إشارة قوية إلى أن نجاح الدعوة الساحق لم يأت من صدقيتها الدينية أو من قوتها الذاتية كدعوة اصلاح أو من قناعة القاعدة الواسعة من الناس بها أو من التفاف علماء العصر حولها بل أتى من قوتها العسكرية التي تشكلت في ذلك الحلف التاريخي بين الشيخ والأمير، فمن سيعارض الدعوة سيصنف بأنه معارضا لابن سعود بالدرجة الأولى، ومن هنا أتى اختلاط السياسي بالديني بطريقة ربما لم يكن مثيلا بهذا الشكل على مر التاريخ.
رسائل سليمان في الرد على أخيه مضمومة في مؤلفين: الأول : الصواعق الالهية في الرد على الوهابية. ولابد من أن أقول إن من اتخذ عنوان الكتاب وسيلة للتشكيك في صدق انتسابه لسليمان على اعتبار أن مسمى الوهابية جاء متأخرا فلا أقول سوى يالها من حجة متهافتة. من المعروف لكل من تناول موضوع المخطوطات والرسائل القديمة والكتب الترايثية سواء بالتحقيق أو الطباعة والنشر أن هناك اختلافات بسيطة في وضع العناوين بين طابع وآخر وناشر وآخر أو محقق وآخر بزيادةكلمة أو نقص كلمة بدون أن يعني ذلك تشكيكا في محتوى الكتاب أو نسبه لصاحبه. فكتاب سليمان عند بعضهم هو الصواعق الالهية وبعضهم الآخر زاد: في الرد على الوهابية . ليكن المقطع الأخير في العنوان اجتهادا أو اضافة من أحد ما جاء في وقت ما، لكن ماذا عسانا نقول عن كتاب سليمان الآخر: فصل الخطاب في الرد على ابن عبدالوهاب.

أما حين نترك سليمان بن عبدالوهاب جانباسنجد أن هناك مجموعة من علماء نجد الحنابلة عارضوا منهج محمد بن عبدالوهاب التكفيري أيضا معارضة شديدة وكاتبوا الأمراء والمتنفذين للتحذير من منهجه وقد كانت ردودالشيخ الوهابي عليهم شديدة كما يتضح ذلك في مجموعة رسائله المجموعة، كما كان موقف الباحثين والدارسين لهم من أتباع المنهج الوهابي إلى يومنا حافلا بالشتم والوصم والرمي بتهم ليس أقلها أنهم ممن أظهر العداوة لدين الله والصد عنسبيله.
من الأمثلة على هؤلاء سليمان بن سحيم وهو عالم من حنابلة نجد، فقيه ابن فقيه، عارض دعوة الشيخ،ثم ترك الرياض بعد سقوطها إلى الأحساء ومنها إلى الزبير حيث توفي فيها. حاول أن يعارض منهج الشيخ التكفيري وهو شيخ مثله فكان الجزاء الرادع له أن كفره محمد بن عبدالوهاب وأخرجه من الملة. من هذا يتضح أن الشيخ الوهابي لم يكفر العامة فقط ممن يزورن المقابر ويستغيثون بالنبي كما يفعل عامة المسلمين في مصر والشام والجزائر حتى يومنا هذا بل كفر أيضا خاصة العلماء ممن عارضوه وقد قارعوه الحجة بالحجة . (أنظر في مجموعة الرسائل الشخصية التي جمعتها جامعة الامام وأصدرتها في مجلد: 5/233 : ( هذاحتى لايقول البعض بأنني لا أستدل بكتب الشيخ ورسائله) يقول محمد بن عبدالوهاب بخصوص ابن سحيم وهو من فقهاء الحنابلة كما سبق القول: " أنت رجل جاهل مشرك مبغض لدين الله وتلبس على الجهال" وانظر أيضا قوله في الرسائل الشخصية 5/ 315 عن ابن سحيم : " لولا أن الناس إلى الآن ماعرفوا دين الرسول وأنهم يستكثرون الأمرالذي لم يألفوه لكان شأن آخر بل والله الذي لا إله إلا هو لو يعرف الناس الأمر على وجهه لأفتيت بحل دم ابن سحيم وأمثاله ووجوب قتالهم لا أجد في نفسي حرجا من ذلك"؟

أيضا هناك عالم حنبلي آخر هو محمد بن عفالق (1100- 1164هـ) من علماء الأحساء الحنابلة ألف في الفقه والفلك، وقد كتب لابن معمر رسائل في توضيح منهج محمد بن عبدالوهاب المفرط في التكفير فكانت النتيجة انصراف ابن معمر أمير العيينة عن الدعوة كما هو معروف تاريخيا. وحقيقة الخلاف بين ابن عبدالوهاب وابن عفالق في مسائل التوحيد والتكفير طويلة يصعب حصرها في هذا المقام الضيق ولكن من الأمثلة على هذه الاختلافات أن ابن عبدالوهاب كما يتضح في كتبه مثل كتاب التوحيد ورسالة كشف الشبهات قد اعتبر ان النذرلغير الله شرك أكبر مخرج من الملة بينما اعتبره ابن عفالق شركا أصغر لايخرج من الملة، وابن عبدالوهاب جعل من يستغيث بالرسول بعد مماته مشركا بينما لم ير ابن عفالق جواز الحكم بشرك من فعل ذلك وهكذا. ومن هنا يتضح أن الخلاف الرئيس بين ابن عبدالوهاب ومن خالفه من الحنابلة كان ايغال الأول في التكفير ومايجره الحكم بالتكفير من استحلال الدم المعصوم.

ولذلك قال ابن عفالق لأمير العيينة في رسالته المحفوظة اليوم بمكتبة الدولة ببرلين : "من قواعد ابن عبدالوهاب أنه يكفّرالمسلمين بأدنى شرك أصغر من شرك العبادة". كما قال له: "أسألك بالله يا عثمان،كيف تقول غداً يوم الحشر والمعاد إذا خاصمك بين يدي الله تعالى من قتلتموهظلماً؟... أتقولون لرب السموات والأرض:أفتى لنا ابن عبدالوهاب ،وأغوانا الشيطان؟"

ومن علماء نجد الذين عارضوا الوهابية ا الشيخ عبدالله بن عيسى المعروف بالمويس ولد في بلدة حرمة النجدية وقد أخذ العلم في الشام وقد توفي بحرمة سنة 1175 كما ورد في مصنف علماء نجد. أقنع شيخ المجمعة عبدالله بن سحيم بعدم موافقة ابن عبدالوهاب، فكانت النتيجة أن كفره الأخير. وحين كفره فإنه لم يرمه في رسائله بتهمة الشعوذة فهو أكثر من علمته السياسة بأن لكل مقام مقال ولكل شيخ تهمة على مقاسه، ومقاس شيخ مثل المويس تلقى علومه عن السفاريني ليس سوى شنة ورنة الجهمية والمعتزلة. فقد كتب المويس رسالة لأهل الوشم تضمنت مآخذه على مسائل الصفات عند الوهابية ( هذا موضوع له عمق ديني وكلامي لايستقيم معه أن يتهمه الوهابيون مثلا بأنه صاحب أحجبة يتكسب منها الدينار والدينارين ) وما إن علم ابن عبدالوهاب حتى أسرع وأرسل رسالة إلى شيخ المجمعة عبدالله بن سحيم حافلة بموضوعات الجسم والجوهر والعرض والحيز وفي آخرها تبرؤ من الجهمية والمعتزلة وهشام بن الحكم وباقي المشبهة ..!

وأيضامن علماء نجد الذين وقفوا ضد المنهج التكفيري عثمان بن منصور ، قال عنه ابن بسام أنه من علماء نجد البارزين وقد عرف الولاة كفاءته.
تربى في بيت دين وعلم ودرس على علماء سديروالوشم ورحل إلى الكويت وقرأ على علمائها وسافر إلى المدينة المنورة وأخذ عن علمائها وقد حفظ القرآن صغيرا.
وعندما نبغ واشتهر جعله الامام تركي بن عبدالله على قضاء جلاجل ثم جعله فيصل على قضاء سدير كلها.

كان موقف عثمان بن منصور من الوهابية صلدا قويا وقد سماهم الخوارج ورد على غلوهم في التكفير في رسالته: (جلاء الغمة عن تكفيرهذه الأمة).
ومنه يتضح بأن هناك عقلاء في ذلك الزمن في حريملاء وسدير والوشم وليس في النجف وقم استنكروا التكفير العمومي لأمة محمد وحدسوا بماسيجره ذلك من وبال على المسلمين خاصتهم وعامتهم.


___________
تعليق

ومع الرقم الهائل للرسائل المؤلفة في الرد على ابن عبدالوهاب من علماء السنة من شتى بقاع العالم الاسلامي سواء ممن عاصروه أو من أتوا بعده، فإن عملية التهميش الوهابي ربما لم تطل أي منها كما طالت تاريخيا رسائل سليمان. لدرجة أن حقيقة هذا الخلاف بل حقيقة وجود سليمان نفسه لم تكن معروفة إنما متداولة على نطاق ضيق من الباحثين والمهتمين، فتاريخ الحركة الوهابية كما يدرس في مدارس التعليم العام أو حتى في مناهج أقسام التاريخ والحضارة بالجامعات السعودية يسقط اسم سليمان تماما من تلك الحقبة حتى من الناحية التاريخية المجردة، والظاهر أنه لولا ثورة الانترنت في السنوات الأخيرة لبقيت حقيقة هذه القصة بالنسبة للكثر الكاثرة من الناس مجهولة تماما. وحتى في الصحافة ووسائل الاعلام السعودية كان علينا أن ننتظر إلى ماقبل عامين فقط حين تناول د.عبدالله العسكر طرفا من حقيقة سليمان.

هذه الحقيقة لمستها حتى انا في تحاوري ببرامج الشات مع بعض الاصدقاء من مواطني الجزيرة العربية
فهم لم يعرفوا سليمان بن عبد الوهاب الا مؤخرا
فلما تم التعمد في تغييب هذه الشخصية على الرغم من المكانة والمرحلة التاريخية المهمة التي شعلتها من قبل










قديم 2013-07-09, 11:52   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

مع كثرة البحوث وغيرها
انا ارجح بحث الاستاذ
الأستاذ سعود بن صالح السرحان
كاتب وباحث "سعودي" والمشرف العام على موقع جدل مكة المكرمة
اعتقد انه منصف وحيادي في كل البحوث









 

الكلمات الدلالية (Tags)
أسوا, تاريخ, حسين, خوارج), غنام, نجد(


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:55

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc