التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-13, 15:53   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض

https://www.nebrasselhaq.com/index.ph...D9%8A%D8%B6-%D

التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض.

الشيخ عبد الحليم توميات الجزائري

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ التّفويض في صفات الله عزّ وجلّنوعان: تفويضُ كيفٍ، وتفويض معنىً.
1-تفويض الكيف: وهو الواجب، وعليه إجماع السّلف، لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
فيجب إثبات ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والقاعدة في هذا الباب: أنّ ( الكلام في الصّفات كالكلام في الذّات )، فكما أنّ ذاتهسبحانه وتعالى حقيقيّة لا تُشبِه الذّوات؛ فهيمتّصفة بصفات حقيقيّة لا تشبه الصّفات، وكما أنّ إثبات الذّات إثبات وجود لا إثبات كيفيّة، كذلك إثبات الصّفات.
2-تفويض المعنى: وعليه طائفة من الخلف.
فإنّهم حين اصطدموا بالإشكالات الكثيرة من جرّاء التّأويل، لجئوا إلى تفويض المعاني، ولخّص مذهبَهم صاحبُ " الجوهرة " بقوله:
( وكلّ نصّ أوهم التّشبيها *** أوّله، أو فَوِّض ورُم تنزيها )
بل إنّهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا:" الأخذ بظواهر الكتاب والسنّة من أصول الكفر "!
[حاشية الصّاوي على " تفسير الجلالين " (3/10)].
وجعلوا نصوص الصّفات من المتشابه ! ونصروا الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} [آل عمران: من 7].
وبيان انحراف هذا المنهج باختصار من وجوه:
1-ادّعاؤهم أنّ ( النّصوص توهِم التّشبيه )، وهذا فيه سوء أدب مع النّصوص الشّرعيّة، فهي ولله الحمد خالية من الإيهام، وقد سمّى الله تعالى كلامه الفرقان، والهدى، والنّور، والبيان، والبرهان، والشّفاء، وغير ذلك من ألقاب الكمال وصفات الجلال.
وإنّما يسري الوهم على القلوب لضعف في الفهم والتصوّر، والتأثّر بقواعد أهل الكلام.
2-إنّ الله أمرنا بتدبّر كتابه، وفهم كلامه وخطابه، فقال:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وقال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ؟!
ففرق واسع، وبون شاسع بين من يقول: إنّ لله تعالى يدا لا نعلم كيفيّتها، ومن يقول: إنّ لله يدا لا نعلم معناها!
فالأوّل نطق بما نطق به الكتاب والسنّة، وجعل لألفاظ الكتاب والسنّة معنى تدلّ عليه.
والثّاني يُعلِن أنّ في النّصوص ما لا يُفهم معناه، ولا يُفقه مغزاه !
3-جعل آيات الصّفات من المتشابه من الخطأ السّائر:
فلا بدّ أن نعلم أنّ التّشابه نوعان:
أ‌)تشابه حقيقيّ: وهو ما لا يعلمه إلاّ الله وحده، وهو كيفية الأمور الغيبيّة، نحو: كيفية صفاته سبحانه، وكيفية الحياة البرزخيّة والأُخرويّة، وغير ذلك.
وحكم هذا النّوع: أنّه يجب التّسليم به دون تكييف أو تشبيه. وعليه يُحمل الوقف في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ}.
ب‌)تشابه نسبيّ: فذلك أن يكون متشابها على بعض دون بعض، أمّا النصّ في ذاته، وعند أهل الفِطر الصّحيحة والعقول الصّريحة فمحكمٌ لا تشابه فيه.
وحكم هذا النّوع من التّشابه أنّه لا يجوز اتّباعه، بل يجب ردّه إلى المحكم بتفسيره وبيان معناه، وعليه يُحمل الوصل في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ}، قال ابن عبّاس رضي الله عنه:" أنا ممّن يعلم تأويله " [" تفسير الطّبريّ " (6/203)].
فالحاصل: أنّه ليس في النّصوص تشابه حقيقيّ، لما سبق بيانه: أنّ كلام الله عزّ وجلّ غاية البيان.
وإنّما التّشابه نسبيّ إضافيّ، أي: باعتبار الخلفيّات والتصوّرات السّابقة للسّامع.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى:{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}: فهي آية محكمة لا اشتباه فيها لدى المسلمين قاطبةً. أمّا النّصارى فقد ادّعوا أنّها تشير إلى التّثليث !
أفيُعقل أن يقال: إنّ كلمة ( نحن ) لفظ لا يُدرى معناه ! من أجل اشتباهه على النّصارى ؟!
أم أنّه يوضّح المعنى الصّحيح لكلمة ( نحن ) في كلام الله عزّ وجل ولغة العرب.
فكذلك آيات الصّفات، ليس فيها لَبْسٌ على من استقامت فطرته، وقوِيت شرعته، وإنّما اللّبس على من رضع من لبن علم الكلام، ولم يسلم منه بفطام.
4-أمّا اختيارهم الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} فمردود، لثبوت القراءتين معاً كما سبق بيانه.
[انظر:" المكتفى في الوقف والابتدا " (ص 194) لأبي عمرو الدّاني، و" منار الهدى في بيان الوقف والابتدا " (ص 70) للأشموني].
فمن اختار الوقف على لفظ الجلالة، كان معنى المتشابه: هو كيفية وحقيقة الأمور الغيبيّة.
ومن وصل لفظ الجلالة بالرّاسخين في العلم، كان معنى المتشابه حينئذ: هو معاني الأمور الغيبيّة.
5-معنى قول السّلف: ( أمرّوها كما جاءت ):
فإنّ معنى هذه العبارة: إثبات الصّفات على الحقيقة دون تكييف، وكان قصد السّلف من قولهم هذا هو الرّد على النّفاة والمعطّلة.
ويظهر لك ذلك جليّا من وجوه:
أ‌)إنّ نصوص الصّفات جاءت ألفاظا دالّة على معانٍ، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمرّوا لفظها والمفهوم غير مراد !
ب‌)ثمّ لماذا قالوا: بلا كيف ؟ فإنّ نفي الكيف عن شيء لا معنى له لغو من القول؛ فإنّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللّفظ معنى، وإنّما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات. [انظر: " الفتوى الحموية " من " مجموع الفتاوى (5/41-42)].
ت‌)أنّ الإمام أحمد رحمه اللهقد قال هذه المقولة في غير أحاديث الصّفات، كنصوص الوعد والوعيد، والفضائل وغير ذلك:
فقال الإمام أحمد رحمه الله عن الحرورية حين سئل عنهم هل يكفرون أو يرى قتالهم ؟ قال:"اعفني من هذا، وقل كما جاء فيهم في الحديث". [" مسائل الإمام أحمد " لابن هانئ (2/158)، رقم (1884)].
وقال رحمه الله حين سئل عن قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِناَّ )) ما وجهه ؟ قال:" لا أدري إلاّ على ما رُوِي ".
[" السنّة " للخلاّل - رقم (999)].
وقال لمّا سئل عن أحاديث في فضائل عليّ رضي الله عنه:" على ما جاءت، لا نقول في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ خيرا ".
[" مسائل ابن هانئ (2/169)–رقم (193)].
فهذا يدلّ على أنّ السّلف كانوا يتعاملون مع النّصوص على حدّ سواء، لا يفرّقون بين نصوص الصّفات وغيرها
ث‌)قول الإمام ربيعة ومالك وغيرهما في الاستواء: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب "، يردّ على مذهب أهل التّفويض؛ لأنّهم قالوا:" الاستواء غير مجهول " أي: معناه معلوم لدينا، وإنّما الكيف هو الّذي لا يُعقل فلا يسأل عنه.
فلم ينفوا رحمهم الله إلاّ العلم بكيفية الاستواء، لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه.
الخاتمة - نسأل الله حسنها -:
قال الإمام السّفاريني في " لوامع الأنوار البهيّة " في معرض رده على من زعم أنّ طريقة السّلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم:
" وهؤلاء إنّما أوتُوا من حيث ظنّوا أنّ طريقة السّلف هي مجرّد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك، بمنزلة الأميّين، أو أنّ طريقة الخلف هي استخراج معاني النّصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللّغات.
فهذا الظنّ الفاسد أوجب تلك المقالة الّتي مضمونها: نبذ الإسلام وراء الظّهر ! وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السّلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السّلف في الكذب عليهم، والجهل والضّلال بتصويب طريقة غيرهم "اهـ
وما أحسن قول أحد العلماء:" إنّما أعطِينا العقل لإقامة العبوديّة، لا لإدراك الرّبوبيّة، فمن شغل ما أُعطِي لإقامة العبوديّة بإدراك الرّبوبيّة، فاتته العبوديّة، ولم يدرك الرّبوبيّة " [" الحجّة في بيان المحجّة " (ص 33) لقوّام السنة الأصبهاني].
والله أعلم وأعزّ وأكرم.









 


قديم 2012-10-13, 18:05   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
kouider2014
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرااااااااااا










قديم 2012-10-13, 18:24   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
علي عيش
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك، كلام شاف كاف









قديم 2012-10-13, 22:08   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.nebrasselhaq.com/index.ph...d9%8a%d8%b6-%d

التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض.

الشيخ عبد الحليم توميات الجزائري

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ التّفويض في صفات الله عزّ وجلّنوعان: تفويضُ كيفٍ، وتفويض معنىً.
1-تفويض الكيف: وهو الواجب، وعليه إجماع السّلف، لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
فيجب إثبات ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والقاعدة في هذا الباب: أنّ ( الكلام في الصّفات كالكلام في الذّات )، فكما أنّ ذاتهسبحانه وتعالى حقيقيّة لا تُشبِه الذّوات؛ فهيمتّصفة بصفات حقيقيّة لا تشبه الصّفات، وكما أنّ إثبات الذّات إثبات وجود لا إثبات كيفيّة، كذلك إثبات الصّفات.
2-تفويض المعنى: وعليه طائفة من الخلف.
فإنّهم حين اصطدموا بالإشكالات الكثيرة من جرّاء التّأويل، لجئوا إلى تفويض المعاني، ولخّص مذهبَهم صاحبُ " الجوهرة " بقوله:
( وكلّ نصّ أوهم التّشبيها *** أوّله، أو فَوِّض ورُم تنزيها )
بل إنّهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا:" الأخذ بظواهر الكتاب والسنّة من أصول الكفر "!
[حاشية الصّاوي على " تفسير الجلالين " (3/10)].
وجعلوا نصوص الصّفات من المتشابه ! ونصروا الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} [آل عمران: من 7].
وبيان انحراف هذا المنهج باختصار من وجوه:
1-ادّعاؤهم أنّ ( النّصوص توهِم التّشبيه )، وهذا فيه سوء أدب مع النّصوص الشّرعيّة، فهي ولله الحمد خالية من الإيهام، وقد سمّى الله تعالى كلامه الفرقان، والهدى، والنّور، والبيان، والبرهان، والشّفاء، وغير ذلك من ألقاب الكمال وصفات الجلال.
وإنّما يسري الوهم على القلوب لضعف في الفهم والتصوّر، والتأثّر بقواعد أهل الكلام.
2-إنّ الله أمرنا بتدبّر كتابه، وفهم كلامه وخطابه، فقال:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وقال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ؟!
ففرق واسع، وبون شاسع بين من يقول: إنّ لله تعالى يدا لا نعلم كيفيّتها، ومن يقول: إنّ لله يدا لا نعلم معناها!
فالأوّل نطق بما نطق به الكتاب والسنّة، وجعل لألفاظ الكتاب والسنّة معنى تدلّ عليه.
والثّاني يُعلِن أنّ في النّصوص ما لا يُفهم معناه، ولا يُفقه مغزاه !
3-جعل آيات الصّفات من المتشابه من الخطأ السّائر:
فلا بدّ أن نعلم أنّ التّشابه نوعان:
أ‌)تشابه حقيقيّ: وهو ما لا يعلمه إلاّ الله وحده، وهو كيفية الأمور الغيبيّة، نحو: كيفية صفاته سبحانه، وكيفية الحياة البرزخيّة والأُخرويّة، وغير ذلك.
وحكم هذا النّوع: أنّه يجب التّسليم به دون تكييف أو تشبيه. وعليه يُحمل الوقف في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ}.
ب‌)تشابه نسبيّ: فذلك أن يكون متشابها على بعض دون بعض، أمّا النصّ في ذاته، وعند أهل الفِطر الصّحيحة والعقول الصّريحة فمحكمٌ لا تشابه فيه.
وحكم هذا النّوع من التّشابه أنّه لا يجوز اتّباعه، بل يجب ردّه إلى المحكم بتفسيره وبيان معناه، وعليه يُحمل الوصل في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ}، قال ابن عبّاس رضي الله عنه:" أنا ممّن يعلم تأويله " [" تفسير الطّبريّ " (6/203)].
فالحاصل: أنّه ليس في النّصوص تشابه حقيقيّ، لما سبق بيانه: أنّ كلام الله عزّ وجلّ غاية البيان.
وإنّما التّشابه نسبيّ إضافيّ، أي: باعتبار الخلفيّات والتصوّرات السّابقة للسّامع.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى:{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}: فهي آية محكمة لا اشتباه فيها لدى المسلمين قاطبةً. أمّا النّصارى فقد ادّعوا أنّها تشير إلى التّثليث !
أفيُعقل أن يقال: إنّ كلمة ( نحن ) لفظ لا يُدرى معناه ! من أجل اشتباهه على النّصارى ؟!
أم أنّه يوضّح المعنى الصّحيح لكلمة ( نحن ) في كلام الله عزّ وجل ولغة العرب.
فكذلك آيات الصّفات، ليس فيها لَبْسٌ على من استقامت فطرته، وقوِيت شرعته، وإنّما اللّبس على من رضع من لبن علم الكلام، ولم يسلم منه بفطام.
4-أمّا اختيارهم الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} فمردود، لثبوت القراءتين معاً كما سبق بيانه.
[انظر:" المكتفى في الوقف والابتدا " (ص 194) لأبي عمرو الدّاني، و" منار الهدى في بيان الوقف والابتدا " (ص 70) للأشموني].
فمن اختار الوقف على لفظ الجلالة، كان معنى المتشابه: هو كيفية وحقيقة الأمور الغيبيّة.
ومن وصل لفظ الجلالة بالرّاسخين في العلم، كان معنى المتشابه حينئذ: هو معاني الأمور الغيبيّة.
5-معنى قول السّلف: ( أمرّوها كما جاءت ):
فإنّ معنى هذه العبارة: إثبات الصّفات على الحقيقة دون تكييف، وكان قصد السّلف من قولهم هذا هو الرّد على النّفاة والمعطّلة.
ويظهر لك ذلك جليّا من وجوه:
أ‌)إنّ نصوص الصّفات جاءت ألفاظا دالّة على معانٍ، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمرّوا لفظها والمفهوم غير مراد !
ب‌)ثمّ لماذا قالوا: بلا كيف ؟ فإنّ نفي الكيف عن شيء لا معنى له لغو من القول؛ فإنّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللّفظ معنى، وإنّما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات. [انظر: " الفتوى الحموية " من " مجموع الفتاوى (5/41-42)].
ت‌)أنّ الإمام أحمد رحمه اللهقد قال هذه المقولة في غير أحاديث الصّفات، كنصوص الوعد والوعيد، والفضائل وغير ذلك:
فقال الإمام أحمد رحمه الله عن الحرورية حين سئل عنهم هل يكفرون أو يرى قتالهم ؟ قال:"اعفني من هذا، وقل كما جاء فيهم في الحديث". [" مسائل الإمام أحمد " لابن هانئ (2/158)، رقم (1884)].
وقال رحمه الله حين سئل عن قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِناَّ )) ما وجهه ؟ قال:" لا أدري إلاّ على ما رُوِي ".
[" السنّة " للخلاّل - رقم (999)].
وقال لمّا سئل عن أحاديث في فضائل عليّ رضي الله عنه:" على ما جاءت، لا نقول في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ خيرا ".
[" مسائل ابن هانئ (2/169)–رقم (193)].
فهذا يدلّ على أنّ السّلف كانوا يتعاملون مع النّصوص على حدّ سواء، لا يفرّقون بين نصوص الصّفات وغيرها
ث‌)قول الإمام ربيعة ومالك وغيرهما في الاستواء: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب "، يردّ على مذهب أهل التّفويض؛ لأنّهم قالوا:" الاستواء غير مجهول " أي: معناه معلوم لدينا، وإنّما الكيف هو الّذي لا يُعقل فلا يسأل عنه.
فلم ينفوا رحمهم الله إلاّ العلم بكيفية الاستواء، لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه.
الخاتمة - نسأل الله حسنها -:
قال الإمام السّفاريني في " لوامع الأنوار البهيّة " في معرض رده على من زعم أنّ طريقة السّلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم:
" وهؤلاء إنّما أوتُوا من حيث ظنّوا أنّ طريقة السّلف هي مجرّد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك، بمنزلة الأميّين، أو أنّ طريقة الخلف هي استخراج معاني النّصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللّغات.
فهذا الظنّ الفاسد أوجب تلك المقالة الّتي مضمونها: نبذ الإسلام وراء الظّهر ! وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السّلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السّلف في الكذب عليهم، والجهل والضّلال بتصويب طريقة غيرهم "اهـ
وما أحسن قول أحد العلماء:" إنّما أعطِينا العقل لإقامة العبوديّة، لا لإدراك الرّبوبيّة، فمن شغل ما أُعطِي لإقامة العبوديّة بإدراك الرّبوبيّة، فاتته العبوديّة، ولم يدرك الرّبوبيّة " [" الحجّة في بيان المحجّة " (ص 33) لقوّام السنة الأصبهاني].
والله أعلم وأعزّ وأكرم.

قال الإمام مالك رحمه الله


لاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة"

وقد ضعف إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 133 )

سؤالي إذا كان الإستواء في حق الله تعالى معلوما فما معناه؟
إذا كان الكيف مجهولا هل هذا يعني أنه ممكن في حق الله تعالى لكن نجهله؟

و ما معنى الأثر المروي عن الشافعي رحمه الله:

"آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله."










قديم 2012-10-13, 22:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
قال الإمام مالك رحمه الله


لاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة"

وقد ضعف إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 133 )

سؤالي إذا كان الإستواء في حق الله تعالى معلوما فما معناه؟
إذا كان الكيف مجهولا هل هذا يعني أنه ممكن في حق الله تعالى لكن نجهله؟

و ما معنى الأثر المروي عن الشافعي رحمه الله:

"آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله."


قبل أن أجيبك أخي الكريم عندي سؤال لك.

ما هي عقيدتك في باب الأسماء و الصفات و باختصار ؟









قديم 2012-10-13, 22:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة

قبل أن أجيبك أخي الكريم عندي سؤال لك.

ما هي عقيدتك في باب الأسماء و الصفات و باختصار ؟


أرجوا الجواب على أسئلتي-إن كان لديك جواب" و لا تهتم بعقيدتي و لا تجعل الموضوع "شخصاني"











قديم 2012-10-14, 00:04   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة

أرجوا الجواب على أسئلتي-إن كان لديك جواب" و لا تهتم بعقيدتي و لا تجعل الموضوع "شخصاني"


نحن نتناقش يا أخي فكن واسع الصدر و بين عقيدتك .

عقيدتي أنا في الاسماء و الصفات هي اثباتها لله تعالى
كما أثبتها لنفسه و أثبتها له رسوله صلى الله عليه و سلم
على ما يليق بجلال الله و عظيم سلطانه اثباتا نعرف معناه
من لغة العرب و ما تعارفوا عليه و نفوض كيفيته .

لهذا لن أجيب على شبهاتك حتى تبين لنا عقيدتك في صفات الله . كيف أتناقش معك و أنا لا أعرف عقيدتك؟









قديم 2012-10-14, 01:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
قال الإمام مالك رحمه الله


لاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة"

وقد ضعف إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح حديث النزول (ص 133 )

سؤالي إذا كان الإستواء في حق الله تعالى معلوما فما معناه؟
إذا كان الكيف مجهولا هل هذا يعني أنه ممكن في حق الله تعالى لكن نجهله؟

و ما معنى الأثر المروي عن الشافعي رحمه الله:

"آمنت بالله وبما جاء عن الله، على مراد الله. وآمنت برسول الله، وبما جاء عن رسول الله، على مراد رسول الله."


قد ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم والكيفُ غيرُ معقول
************************************************** *************
مقولة اخرى للامام مالك وهو النص والقول الحقيقي المثبت ((الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة))
ينفي الكيفية---(والكيف غير معقول )---أي لا تقبله العقول كما لا تقبل العقول أن لله شريك فالله منزه عن الشريك والتجسيم والتشبيه والتعطيل و.........
==============================
والنص المزيف((الإستواء معلوم والكيف مجهول) يؤكد وجود كيفية نجهلها---وهذا خطا لأن الكيفية منزه عنها المولى
======================
روابط ذات صلة
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...55&postcount=7

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...75&postcount=8
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...32&postcount=9

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=10

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...3&postcount=11

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=12

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...0&postcount=13









قديم 2012-10-14, 12:08   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
نحن نتناقش يا أخي فكن واسع الصدر و بين عقيدتك .

عقيدتي أنا في الاسماء و الصفات هي اثباتها لله تعالى
كما أثبتها لنفسه و أثبتها له رسوله صلى الله عليه و سلم
على ما يليق بجلال الله و عظيم سلطانه اثباتا نعرف معناه
من لغة العرب و ما تعارفوا عليه و نفوض كيفيته .

لهذا لن أجيب على شبهاتك حتى تبين لنا عقيدتك في صفات الله . كيف أتناقش معك و أنا لا أعرف عقيدتك؟

الأمر لا علاقة له بسعة الصدر أو عدمها ,و معرفة عقيدتي لن تقدم شييئا لا تؤخر في ردك لأنك ستحتاج إلى ما يقوله أهل الإختصاص و ليس ما أعتقده أنا أو غيري
إذا كان و لا بد فعقيدتي هي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وصحبه
الآن لكي يكون الحوار جادا خاليا من الإتهامات أجبني عن السؤال الأول:

سؤالي إذا كان الإستواء في حق الله تعالى معلوما فما معناه؟









قديم 2012-10-14, 12:17   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
قد ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم والكيفُ غيرُ معقول
************************************************** *************
مقولة اخرى للامام مالك وهو النص والقول الحقيقي المثبت ((الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة))
ينفي الكيفية---(والكيف غير معقول )---أي لا تقبله العقول كما لا تقبل العقول أن لله شريك فالله منزه عن الشريك والتجسيم والتشبيه والتعطيل و.........
==============================
والنص المزيف((الإستواء معلوم والكيف مجهول) يؤكد وجود كيفية نجهلها---وهذا خطا لأن الكيفية منزه عنها المولى
======================
روابط ذات صلة
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...55&postcount=7

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...75&postcount=8
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...32&postcount=9

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=10

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...3&postcount=11

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=12

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...0&postcount=13

بارك الله فيك
كثير يردد المقولة الأولى و ينسى أنها خاطئة
يبقي المشكل في قوله رحمه الله" الإستواء غير مجهول" هل هذه الجملة مرادفة لجملة "الإستواء معلوم
ثم إذا كان "الإستواء غير مجهول" فعرفه لنا؟










قديم 2012-10-14, 18:51   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://www.nebrasselhaq.com/index.ph...d9%8a%d8%b6-%d

التّقويض لمذهب الخلف في التّفويض.

الشيخ عبد الحليم توميات الجزائري

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ التّفويض في صفات الله عزّ وجلّنوعان: تفويضُ كيفٍ، وتفويض معنىً.
1-تفويض الكيف: وهو الواجب، وعليه إجماع السّلف، لقوله تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
فيجب إثبات ما أثبته الله عزّ وجلّ لنفسه، أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه وسلّم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.
والقاعدة في هذا الباب: أنّ ( الكلام في الصّفات كالكلام في الذّات )، فكما أنّ ذاتهسبحانه وتعالى حقيقيّة لا تُشبِه الذّوات؛ فهيمتّصفة بصفات حقيقيّة لا تشبه الصّفات، وكما أنّ إثبات الذّات إثبات وجود لا إثبات كيفيّة، كذلك إثبات الصّفات.
2-تفويض المعنى: وعليه طائفة من الخلف.
فإنّهم حين اصطدموا بالإشكالات الكثيرة من جرّاء التّأويل، لجئوا إلى تفويض المعاني، ولخّص مذهبَهم صاحبُ " الجوهرة " بقوله:
( وكلّ نصّ أوهم التّشبيها *** أوّله، أو فَوِّض ورُم تنزيها )
بل إنّهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا:" الأخذ بظواهر الكتاب والسنّة من أصول الكفر "!
[حاشية الصّاوي على " تفسير الجلالين " (3/10)].
وجعلوا نصوص الصّفات من المتشابه ! ونصروا الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} [آل عمران: من 7].
وبيان انحراف هذا المنهج باختصار من وجوه:
1-ادّعاؤهم أنّ ( النّصوص توهِم التّشبيه )، وهذا فيه سوء أدب مع النّصوص الشّرعيّة، فهي ولله الحمد خالية من الإيهام، وقد سمّى الله تعالى كلامه الفرقان، والهدى، والنّور، والبيان، والبرهان، والشّفاء، وغير ذلك من ألقاب الكمال وصفات الجلال.
وإنّما يسري الوهم على القلوب لضعف في الفهم والتصوّر، والتأثّر بقواعد أهل الكلام.
2-إنّ الله أمرنا بتدبّر كتابه، وفهم كلامه وخطابه، فقال:{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29]، وقال:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ؟!
ففرق واسع، وبون شاسع بين من يقول: إنّ لله تعالى يدا لا نعلم كيفيّتها، ومن يقول: إنّ لله يدا لا نعلم معناها!
فالأوّل نطق بما نطق به الكتاب والسنّة، وجعل لألفاظ الكتاب والسنّة معنى تدلّ عليه.
والثّاني يُعلِن أنّ في النّصوص ما لا يُفهم معناه، ولا يُفقه مغزاه !
3-جعل آيات الصّفات من المتشابه من الخطأ السّائر:
فلا بدّ أن نعلم أنّ التّشابه نوعان:
أ‌)تشابه حقيقيّ: وهو ما لا يعلمه إلاّ الله وحده، وهو كيفية الأمور الغيبيّة، نحو: كيفية صفاته سبحانه، وكيفية الحياة البرزخيّة والأُخرويّة، وغير ذلك.
وحكم هذا النّوع: أنّه يجب التّسليم به دون تكييف أو تشبيه. وعليه يُحمل الوقف في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ}.
ب‌)تشابه نسبيّ: فذلك أن يكون متشابها على بعض دون بعض، أمّا النصّ في ذاته، وعند أهل الفِطر الصّحيحة والعقول الصّريحة فمحكمٌ لا تشابه فيه.
وحكم هذا النّوع من التّشابه أنّه لا يجوز اتّباعه، بل يجب ردّه إلى المحكم بتفسيره وبيان معناه، وعليه يُحمل الوصل في قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ والرَّاسِخُونَ فِيالعِلْمِ}، قال ابن عبّاس رضي الله عنه:" أنا ممّن يعلم تأويله " [" تفسير الطّبريّ " (6/203)].
فالحاصل: أنّه ليس في النّصوص تشابه حقيقيّ، لما سبق بيانه: أنّ كلام الله عزّ وجلّ غاية البيان.
وإنّما التّشابه نسبيّ إضافيّ، أي: باعتبار الخلفيّات والتصوّرات السّابقة للسّامع.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى:{نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ}: فهي آية محكمة لا اشتباه فيها لدى المسلمين قاطبةً. أمّا النّصارى فقد ادّعوا أنّها تشير إلى التّثليث !
أفيُعقل أن يقال: إنّ كلمة ( نحن ) لفظ لا يُدرى معناه ! من أجل اشتباهه على النّصارى ؟!
أم أنّه يوضّح المعنى الصّحيح لكلمة ( نحن ) في كلام الله عزّ وجل ولغة العرب.
فكذلك آيات الصّفات، ليس فيها لَبْسٌ على من استقامت فطرته، وقوِيت شرعته، وإنّما اللّبس على من رضع من لبن علم الكلام، ولم يسلم منه بفطام.
4-أمّا اختيارهم الوقف على قوله تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ} فمردود، لثبوت القراءتين معاً كما سبق بيانه.
[انظر:" المكتفى في الوقف والابتدا " (ص 194) لأبي عمرو الدّاني، و" منار الهدى في بيان الوقف والابتدا " (ص 70) للأشموني].
فمن اختار الوقف على لفظ الجلالة، كان معنى المتشابه: هو كيفية وحقيقة الأمور الغيبيّة.
ومن وصل لفظ الجلالة بالرّاسخين في العلم، كان معنى المتشابه حينئذ: هو معاني الأمور الغيبيّة.
5-معنى قول السّلف: ( أمرّوها كما جاءت ):
فإنّ معنى هذه العبارة: إثبات الصّفات على الحقيقة دون تكييف، وكان قصد السّلف من قولهم هذا هو الرّد على النّفاة والمعطّلة.
ويظهر لك ذلك جليّا من وجوه:
أ‌)إنّ نصوص الصّفات جاءت ألفاظا دالّة على معانٍ، فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمرّوا لفظها والمفهوم غير مراد !
ب‌)ثمّ لماذا قالوا: بلا كيف ؟ فإنّ نفي الكيف عن شيء لا معنى له لغو من القول؛ فإنّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللّفظ معنى، وإنّما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات. [انظر: " الفتوى الحموية " من " مجموع الفتاوى (5/41-42)].
ت‌)أنّ الإمام أحمد رحمه اللهقد قال هذه المقولة في غير أحاديث الصّفات، كنصوص الوعد والوعيد، والفضائل وغير ذلك:
فقال الإمام أحمد رحمه الله عن الحرورية حين سئل عنهم هل يكفرون أو يرى قتالهم ؟ قال:"اعفني من هذا، وقل كما جاء فيهم في الحديث". [" مسائل الإمام أحمد " لابن هانئ (2/158)، رقم (1884)].
وقال رحمه الله حين سئل عن قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِناَّ )) ما وجهه ؟ قال:" لا أدري إلاّ على ما رُوِي ".
[" السنّة " للخلاّل - رقم (999)].
وقال لمّا سئل عن أحاديث في فضائل عليّ رضي الله عنه:" على ما جاءت، لا نقول في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ خيرا ".
[" مسائل ابن هانئ (2/169)–رقم (193)].
فهذا يدلّ على أنّ السّلف كانوا يتعاملون مع النّصوص على حدّ سواء، لا يفرّقون بين نصوص الصّفات وغيرها
ث‌)قول الإمام ربيعة ومالك وغيرهما في الاستواء: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب "، يردّ على مذهب أهل التّفويض؛ لأنّهم قالوا:" الاستواء غير مجهول " أي: معناه معلوم لدينا، وإنّما الكيف هو الّذي لا يُعقل فلا يسأل عنه.
فلم ينفوا رحمهم الله إلاّ العلم بكيفية الاستواء، لا العلم بنفس الاستواء، وهذا شأن جميع ما وصف الله به نفسه.
الخاتمة - نسأل الله حسنها -:
قال الإمام السّفاريني في " لوامع الأنوار البهيّة " في معرض رده على من زعم أنّ طريقة السّلف أسلم، وطريقة الخلف أعلم وأحكم:
" وهؤلاء إنّما أوتُوا من حيث ظنّوا أنّ طريقة السّلف هي مجرّد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ذلك، بمنزلة الأميّين، أو أنّ طريقة الخلف هي استخراج معاني النّصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللّغات.
فهذا الظنّ الفاسد أوجب تلك المقالة الّتي مضمونها: نبذ الإسلام وراء الظّهر ! وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السّلف، وضلّوا في تصويب طريقة الخلف، فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السّلف في الكذب عليهم، والجهل والضّلال بتصويب طريقة غيرهم "اهـ
وما أحسن قول أحد العلماء:" إنّما أعطِينا العقل لإقامة العبوديّة، لا لإدراك الرّبوبيّة، فمن شغل ما أُعطِي لإقامة العبوديّة بإدراك الرّبوبيّة، فاتته العبوديّة، ولم يدرك الرّبوبيّة " [" الحجّة في بيان المحجّة " (ص 33) لقوّام السنة الأصبهاني].
والله أعلم وأعزّ وأكرم.

روى الخلال بسنده عن الامام احمد قال( نؤمن بها كما جاءت ولا كيف ولا معنى)) هذا هو التفويض الذي نقول به لا كيف ولا معنى.
وعلى فرض صحة ان المعنى معلوم وهذا غير صحيح كما يعلم كل من كان له ذرة عقل،اليد كلنا يعرف معنى اليد اليد هي الجارحة والعضو من الانسان وغيره من المخلوقات، اذن انا اعرف معنى اليدوغيري كذلك فهل لله عضو او جارحة نطلق عليها اسم اليد؟ تعالى الله علوا كبيرا عن الابعاض والجوارح والادوات، اذن هي صفة لله لا نعرفها، فالكيف غير معقول.
واصح الرواية عند الامام الحافظ البيهقي، بقول الامام مالك عن الاستواء غير معقول،اما عبارة الكيف غير مجهول هذا ما يتمسك به الحشوية لاثبات الكيف لله لكنه مجهول عندهم فقط. والكيف موجودعندهم، لا حول ولا قوة الا بالله
الكيف مجهول يعنى بالضرورة انه هناك كيف،ولذلك تمسك الحنابلة بالبعاض والادوات والاعضاء لله.
فهل تعتقد الاخ رضا ان يد الله عضو اوجارحة لكنك لا تعلم كيفها فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟











قديم 2012-10-14, 23:27   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saqrarab مشاهدة المشاركة
قد ثبَت عن الإمامِ مالكٍ بإسنادٍ قويّ جيدٍ أنه قال في استواء الله : استوى كما وَصَفَ نفسَهُ ولا يقالُ كيف وكيف عنه مرفوعٌ ، ولا يصحُّ عن مالكٍ ولا عن غيرِهِ من السلفِ أنه قال الاستواءُ معلومٌ والكيفيةُ مجهولةٌ فهذه العبارةُ لم تَثبُت من حيثُ الإسنادُ عن أحدٍ من السلفِ ، وهي موهِمَةٌ معنًى فاسدًا وهو أن استواءَ الله على العرشِ هو استواءٌ له هيئةٌ وشكلٌ لكن نحنُ لا نعلمُهُ وهذا خلافُ مرادِ السلفِ بقولهم والكيفُ غيرُ معقول
************************************************** *************
مقولة اخرى للامام مالك وهو النص والقول الحقيقي المثبت ((الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب
والسؤال عنه بدعة))
ينفي الكيفية---(والكيف غير معقول )---أي لا تقبله العقول كما لا تقبل العقول أن لله شريك فالله منزه عن الشريك والتجسيم والتشبيه والتعطيل و.........
==============================
والنص المزيف((الإستواء معلوم والكيف مجهول) يؤكد وجود كيفية نجهلها---وهذا خطا لأن الكيفية منزه عنها المولى
======================
روابط ذات صلة
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...55&postcount=7

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...75&postcount=8
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...32&postcount=9

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...7&postcount=10

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...3&postcount=11

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=12

https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...0&postcount=13
دائما تقول لما القص والصق, وأنت غفر الله لك ترد علينا حرفيا من:

الأباضية تقول بقولك؟
https://alharah2.net/alharah/t17549.html
الصوفية الغلاة
https://www.sunna.info/Lessons/islam_233.html

‏الطـــــــريقة الخـــليليـــــة (شـــــريعة وحـــــقيقـــــة)‏
https://ar-ar.********.com/ALTAREKAALKHALILEYA?sk=wall&filter=12

ماذا يدل هذا









قديم 2012-10-14, 23:36   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقير إلى الله مشاهدة المشاركة
دائما تقول لما القص والصق, وأنت غفر الله لك ترد علينا حرفيا من:

الأباضية تقول بقولك؟
https://alharah2.net/alharah/t17549.html
الصوفية الغلاة
https://www.sunna.info/lessons/islam_233.html

‏الطـــــــريقة الخـــليليـــــة (شـــــريعة وحـــــقيقـــــة)‏
https://ar-ar.********.com/altarekaalkhalileya?sk=wall&filter=12
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فقير إلى الله مشاهدة المشاركة
ماذا يدل هذا


لايهمني من قائل الكلام ما يهمني هل في كلامه حق
ومن نقلت عنهم الكلام ليسوا صوفية ولا طرقية
بل هم الامام مالك والقاضي عياض والامام الحافظ والامام ابن حجر العسقلاني
والنووي والسيوطي ........الخ من اعلام الامة
========
أخي الكريم أنا لست سلفيا حسب مفهومكم للسلفية "وهابية"
لكني أستشهد باقوال كثير من العلماء السلفيين كالشيخ ابن عثيمين والشيخ فركوس رحمهم الله
واخذ بالكثير من فتاويهم وارائهم ونصائحهم
وأحب كثيرا بعضهم كالشيخ الالباني رحمه الله واعتبره علم اعلام عصره
احترم كثيرا فكر الشيخ ابن تيمية واجتهاده ومحاورته وردوده عن الفرق المخالفة
قرات للشيخ القرضاوي ولسيد قطب وللشيخ الغزالي
اتابع رواد المدرسة العقلية والاصلاحية والتجديد كمحمد عبده والافغاني
استمع لمحاضرات بعض المفكرين المسلمين كعدنان ابراهيم وطارق السويدان
استمع لبعض حلقات الدعاة الجدد كعمرو خالد ومصطفى حسني والشيخ العريفي وغيرهم
قرات لكتاب غربيين مستشرقين كرينيه جيبون وماكيال وجوستاف لوبون ...
هذا هو انا اخذ من كل شخص ما اراه حقا في كلامه لا يعنيني صاحب الكلام بل يعنيني مابين يديه من ادلة وهل في كلامه حق "ارجو ان تكون فهمت القصد"












قديم 2012-10-15, 00:38   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
Sl4h.com
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا وجزاكم خيرا










قديم 2012-10-15, 06:59   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
روى ابويعلى بسنده عن الامام احمد قال( نؤمن بها كما جاءت ولا كيف ولا معنى)) هذا هو التفويض الذي نقول به لا كيف ولا معنى.
وعلى فرض صحة ان المعنى معلوم وهذا غير صحيح كما يعلم كل من كان له ذرة عقل،اليد كلنا يعرف معنى اليد اليد هي الجارحة والعضو من الانسان وغيره من المخلوقات، اذن انا اعرف معنى اليدوغيري كذلك فهل لله عضو او جارحة نطلق عليها اسم اليد؟ تعالى الله علوا كبيرا عن الابعاض والجوارح والادوات، اذن هي صفة لله لا نعرفها، فالكيف غير معقول.
واصح الرواية عند الامام الحافظ البيهقي، بقول الامام مالك عن الاستواء غير معقول،اما عبارة الكيف غير مجهول هذا ما يتمسك به الحشوية لاثبات الكيف لله لكنه مجهول عندهم فقط. والكيف موجودعندهم، لا حول ولا قوة الا بالله
الكيف مجهول يعنى بالضرورة انه هناك كيف،ولذلك تمسك الحنابلة بالبعاض والادوات والاعضاء لله.
فهل تعتقد الاخ رضا ان يد الله عضو اوجارحة لكنك لا تعلم كيفها فقط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟





يا أخي رد و أطرح رأيك لكن إبتعد عن إتهام مخالفيك بالتجسيم و لا تكن كالوهابيين الذين يتهمون بالضلال كل من يخالفهم









 

الكلمات الدلالية (Tags)
لمذهب, التّفويض, التّقويض, الحلف


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc