أول من إبتدع وسن الاحتفال بمولد النبوي هم؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أول من إبتدع وسن الاحتفال بمولد النبوي هم؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-20, 22:59   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post أول من إبتدع وسن الاحتفال بمولد النبوي هم؟



*****
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محداثتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فإن من البدع المنتشرة بين أوساط كثير من الناس بدعة الاحتفال بذكرى المولد النبوي

إن النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الشأن لم يحتفل بمولده في حياته، بل ولم يأمر بذلك أحداً من الناس وهو المبلغ للدين، ولم يمت صلى الله عليه وسلم حتى أكمل الله به الدين، قال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة"، لأن الله تعالى قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) [المائدة: 3] الآية، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً" انتهى كلامه رحمه الله.

أيها المسلمون: إن أول من سن وابتدع الاحتفال بالموالد هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية التي انتسبت كذباً وزوراً إلى فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي العبيدي فكرة الاحتفال بالموالد، واحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى: مولد لعلي، وآخر لفاطمة، وثالث للحسن والحسين ورابع لمن يحكم من العبيديين، ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى.

عباد الله: إن هذه الدولة التي أحيت وابتدعت المولد النبوي دولة كافرة فاسقة بإجماع المحققين من أهل العلم، عطلت الإسلام وجحدت السنن والآثار، وفي ولايتهم أرغم المصريون على سب أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين، ومنع الناس من صلاة التراويح، ومن السعي لطلب الرزق نهاراُ وانتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض البهائم والحيوانات.
ولم تعرف الأمة هذا الموالد قبل هذه الدولة فهل هي أهلُ للإقتداء بها.









 


قديم 2013-01-20, 23:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نصيحة ''حقيقة الاحتفال بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم''
حقيقة الاحتفال بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
بقلم :
الشَّيخ عبد الخالق ماضي الجزائري


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله الَّذي أنزلَ القُرآنَ وفَصَّلَهُ تَفصِيلاً، وبعثَ محمَّدًا (صلَّى الله عليه وسلَّم) بالحَقِّ والهُدَى فنطقَ بالسنَّة، وبيَّنَ ما أُجمِلَ، وشرَحَ ما استُشكِلَ، وكمَّلَ اللهُ لنَا بِهِ الدِّين، فلم يبقَ لمستدرِكٍ عليه شيءٌ يضيفُه، بل ابتلى به كلَّ من زاد في هذا الدِّين ممَّا ليس منه، فجعله غير متَّبعٍ لسنَّتِه، وكاذبًا في محبَّته، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثرَه، واتَّبع سنَّته إلى يوم الدِّين، وبعد:
فلا شكَّ أنَّ حُبَّ النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) من الإيمان، وقد بوَّب الإمامُ البخاري بابًا في «صحيحه»؛ فقال: (بابٌ: حُبُّ الرَّسول (صلَّى الله عليه وسلَّم) مِن الإيمان)، وساق فيه حديث أنس (رضي الله عنه): «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه»، وفي رواية عند مسلم: «لاَ يُؤْمِنُ عَبدٌ - وفي حديث عبدِ الوارِث: الرَّجُلُ - حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
وجعل الإخلاص في محبَّته سببًا لدخول الجنَّة؛ ففي «الصَّحيحين» عن أنس (رضي الله عنه): أنَّ رجلاً أتى النَّبيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) فقال: متَى السَّاعةُ يا رسولَ اللهِ؟! قالَ: «مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» قال: ما أَعدَدتُ لها مِن كثيرِ صلاةٍ، ولا صومٍ، ولا صدقةٍ، ولكنِّي أحبُّ اللهَ ورسولَهُ. قال: «أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ».
وضرب الصَّحابةُ أروعَ المعاني في حبِّ رسولِ الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، وربَّما ظنَّ مَن لا يعرفُهم أنَّهم يبالِغُون، فهذا زيدُ بن الدَّثِنَّة عندما أخرجه كفَّارُ قريشٍ خارجَ الحَرم ليقتُلوه - كما روى البيهقي - قال له أبو سفيان بن حَربٍ: أنشدُكَ اللهَ يا زيدُ! أَتُحِبُّ أَنَّ محمَّدًا الآن عندنا مكانَكَ يضرَبُ عنقُه، وأنَّك في أهلِكَ؟ فقال زيدٌ: واللهِ ما أحبُّ أنَّ محمَّدًا الآن في مكانِه الَّذي هو فيه تُصيبُه شوكةٌ، وإنِّي جالسٌ في أهلِي، فقال أبو سفيانَ: ما رأيتُ منَ النَّاسِ أحدًا يُحِبُّ أحدًا كحُبِّ أصحاب محمَّدٍ محمَّدًا.
اعلَم - أيُّها المحتفِلُ برسُولِ الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) - أنَّ مَن أحبَّ شيئًا آثرَهُ وآثَرَ مُوَافقتَه، وإلاَّ لم يكُن صادِقًا في حُبِّهِ، وكَانَ مُدَّعِيًا.
فالصَّادِقُ في حُبِّ النَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) مَن تظهَرُ علامةُ ذلك عليهِ:
- وأوَّلها: الاقتداءُ به، واستعمالُ سُنَّتِه، واتِّبَاعُ أقوَالِه وأفعَالِه، وامتِثَالُ أَوَامرِه، واجتِنَابُ نَوَاهِيه، والتَّأَدُّبُ بآدَابِه في عُسرِه ويُسرِه ومَنشَطِه ومَكرَهِه، وشَاهِدُ هذا قولُه تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهَ﴾.
- وإيثارُ ما شرَعهُ وحضَّ عليهِ على هوى نفسِه وموافقَة شهوتِه؛ قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾.
- وإسخاطُ العِباد في رضَا الله تعالى.
فَمَنِ اتَّصَفَ بهذه الصِّفة فهو كاملُ المحبَّة لله، كما قال عمر للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) فيما أخرج البخاري من حديثِ عبد الله بن هِشام: يا رسولَ الله! لأنتَ أحبُّ إليَّ من كلِّ شيءٍ إلا من نفسي؛ فقال النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»، فقال لهُ عُمَرُ: فإنَّه الآن والله لأنتَ أحبُّ إليَّ من نفسِي، فقال النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «الآنَ يَا عُمَرُ».
ومَن خالفَها في بعضِ هذِه الأمُور؛ فهوَ ناقصُ المحبَّة ولا يخرُج عن اسمها، ودليلُه قولُه (صلَّى الله عليه وسلَّم) للَّذي حدَّهُ في الخمر فلعَنه بعضُهم وقال: ماأكثَرَ ما يُؤتَى به! فقالَ النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم): «لاَ تَلْعَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ» رواه البخاري من حديث عمر(رضي الله عنه).
- ومِن علاماتِ محبَّة النَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) كثرَةُ ذِكره له؛ فمَن أحبَّ شيئًا أكثر من ذِكره.
- ومنها كثرَةُ شَوقِه إلى لقائِه؛ فكُلُّ حَبِيبٍ يحبُّ لقاءَ حبِيبِه، وفي حديثِ الأَشعَرِيِّينَ عند قدُومهِم المدِينَةَ أنَّهُم كانُوا يرتَجِزُونَ:
غدًا نلقَى الأحِبَّه *** محمَّدًا وصحبَه
- ومنها محبَّتُه لمن أحبَّ النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)؛ من آلِ بيتِه، وصحابتِه؛ من المهاجرين والأنصار، وعداوةُ من عاداهم، وبُغض من أبغضَهم وسبَّهم، وقد قال (صلَّى الله عليه وسلَّم) في الحسَن والحُسَين: «اَللَّهُمَّ! إِنِّي أُحِبُّهُمَا؛ فَأَحِبَّهُمَا»، وقال: «مَنْ أَحَبَّهُمَا؛ فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا؛ فَقَدْ أَبْغَضَنِي»، وقال في فاطمة (رضي الله عنها): «فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي؛ فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي»، وعن عائشَةَ أُمِّ المؤمنِينَ قالَت: أرادَ النَّبِيُّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) أَن ينحِّي مُخَاطَ أسامَة. قالَتْ عائشَةُ: دَعنِي حتَّى أكونَ أنا الَّذي أفعَلُ، قال: «يَا عَائِشَةُ! أَحِبِّيهِ؛ فَإِنِّي أُحِبُّهُ»، وقال:«آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ».
وهكذا كانَت سيرة السَّلف في حُبِّ النَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)، فأحَبُّوا ما يحِبُّ مِن المُباحاتِ، وشهواتِ النَّفس، وقد قال أَنسٌ (رضي الله عنه) حين رأى النَّبِيَّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) يتتبَّع الدُّبَّاءَ مِن حوالَيِ القَصعة: فما زِلتُ أحِبُّ الدُّبَّاءَ مِن يومِئذٍ.
- ومنها بُغض مَن أبغضَه اللهُ ورسولُه، ومُعاداةُ من عادَاه، ومجانبةُ من خالَف سنَّتَه، وابتدَع في دينِه، واستثقالُه كلَّ أمرٍ يخالف شريعَته، قال الله تعالى: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ﴾، وهؤلاء أصحابه (رضي الله عنهم) قد قتلوا أحِبَّاءَهم، وقاتَلوا آباءَهم، وأبناءَهم في مَرضاتِه تعالى.
- ومنها أن يحِبَّ القرآنَ الَّذي أتى به (صلَّى الله عليه وسلَّم)، وهدَى به واهتَدى، وتخلَّق به حتَّى قالت عائشةُ (رضي الله عنها): كانَ خلُقه القرآنُ.
وحبُّه للقرآن وتلاوتُه، والعملُ به، وتفهُّمُه، ويحِبُّ سنَّتَه، ويقِف عند حدودِها.
- ومن علامات حبِّه للنَّبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)؛ شفَقتُه على أمَّته، ونصحُه لهم، وسعيُه في مصالحهم، ورفع المضارِّ عنهم، كما كان (صلَّى الله عليه وسلَّم) بالمؤمنين رءوفًا رحيمًا.
فحقيقة المحبَّة؛ اتِّباعٌ عَن طواعِيةٍ ومحبَّةٍ، وبعدٌ عن البدع والجدَل والخصومات، والمشكِلات والمشتبِهات، وكلِّ ما فيه مغبَّةٌ.
وهي انتصارٌ للحقِّ الَّذي نؤمِن به، ودعوةٌ إلى الله، وجهادٌ في سبيله، واعتقادُ نصرتِه، والذَّبُّ عن سنَّته، والانقيادُ لها، وهَيبَةُ مخالَفتِه، قال الله تعالى: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157)﴾.
فمن كان بهذا الوصف الرَّائق، والحبِّ الصَّادق؛ فليَحتفِل بما وصل إليه بشُكر هذه النِّعمة، والإمعانِ في القُرب من الله تعالى، وعدمِ الاغتِرار؛ فإنَّ القلوب بيد الله يقلِّبُها كيف يشاء.
وأمَّا ما يفعلُه كثيرٌ من المسلمين من الاحتِفال بالمولد النَّبوي، مع تقصيرِهم الفاحش في حقِّ أشرَف الأنبياء والمرسَلين، والبعد عن الشَّرع القويم، والصِّراط المستقيم، فهو ممَّا لا يُعلم له أصلٌ في الدِّين، ولم يفعَلهُ ساداتُ المسلِمين؛ من الصَّحابة والتَّابعين لهم بإحسانٍ، بل هي بدعةٌ شِيعيَّةٌ باطنِيَّةٌ، لم توجد إلاَّ بعد قرونٍ من مَوتِه (صلَّى الله عليه وسلَّم)، فالمُشتغِل بها مشتَغِلٌ ببِدعةٍ شنِيعةٍ منكَرةٍ، يتشبَّه فيها بالنَّصارى الحاقِدين، ومن لا خَلاق لهم في الدِّين.
أسألُ اللهَ أن يهدِي المسلِمين للحُبِّ الصَّادق للنَّبِيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم)، واتِّباع سنَّتِه، وتحكيم شَرعه، وهو عنوانُ حُبِّ الله، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهَ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

هذا، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبِه، وسلَّم تسليمًا كبيرًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمِين.










قديم 2013-01-20, 23:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أما وفاته صلى الله عليه وسلم فهي محل اتفاق بين أهل العلم حيث توفى صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من العام الحادي عشر للهجرة النبوية، وعلى هذا يقال للمحتفلين بالمولد النبوي إن احتفالكم في يوم الثاني عشر من ربيع الأول إساءة أدب وجفوة للرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم في الحقيقة يحتفلون بموته صلى الله عليه وسلم، وصاحب العقل السليم يدرك أن الفرح في تلك الليلة بمولده ليس بأولى من الحزن على وفاته صلى الله عليه وسلم فإن الأمة ما أصيبت بأعظم من فقده صلى الله عليه وسلم.










قديم 2013-01-20, 23:18   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نهى اسطاوالي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ماشاء الله جزاك الله خيرا أختي
كتبت فأبدعت كعادتك وأسكت أفواه الغافلين بقلمك الفياض
أدامك الله نصرة للسنة ورزقك التقوى وحسن الخاتمة










قديم 2013-01-20, 23:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ( وإن من جملة ما أحدث الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد } [متفق عليه] وفي رواية لمسلم { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) [رواه الطبراني والدارمي بإسناد صحيح].
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وهذه بعض المواد حول بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وردا على من أجاز الاحتفال به.


1- مقلات وفتاوى لفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم المولد النبوي، وحكم الاحتفال به
حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره من المولد
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم المولد النبوي وحكم حضور احتفالات من يقومون به
حكم حضور وسماع المولد مجبرا أو إحتراماً
الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم والبدعة الحسنة
هل هناك بدعة حسنة ؟ وحكم الاحتفال بالمولد
الإمام ابن تيمية لم يستحسن الاحتفال بالمولد النبوي

2- فتاوى ومواد صوتية لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
إذا كان الحتفال بالمولد عبارة عن ذكر للرسول وبدون غناء هل هو بدعة
هل الاحتفال بالمولد يعبر عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم
التحذير من بدعة الاحتفال بالمولد ( خطبة جمعة )
ما حكم من يقول بأن الاحتفال بالمولد النبوي تأليف لقلوب الأمة بعد ما تفرقت ؟
حكم الاحتفال بالمولد النبوي وهل الاحتفال بدعة ؟
بدعة الاحتفال بالمولد النبوي

3 - مقلات لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
الاحتفال بالمولد النبوي
الاحتفال بمناسبة المولد النبوي بدعة لا يجوز إقرارها ولا التهنئة بها
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ من الإيمان به

4 - مواد للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
حكم الاحتفال بالمولد
مناظرة مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي

5 - مقلات من موقع راية الاصلاح الجزائرية
حقيقة الاحتفال بالنَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)
المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع ( كمال قالمي )
الموْرِدُ الرَّويّ في حُكْمِ الاحْتِفَالِ بالمولدِ النبويّ للشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة

6- مواد متفرقة
تاريخ نشأة بدعة الاحتفال بالمولد النَّبوي الشَّيخ عبد المحسن العبَّاد -حفظه الله-:
بدعة الاحتفال بالمولد النبوي- خطبة لسماحة المفتي
هل الاحتفال بالمولد وليلة النصف من شعبان من السنة أم أنه بدعة مع الدليل؟ للشيخ مقبل رحمه الله
الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ سعيد رسلان حفظه الله
هل الاحتفال بالمولد بدعة أو سُنة ؟ ومتى عُرِف الاحتفال؟ متى بدأ ؟ لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامى - رحمه الله -
حكم الاحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة والسلام لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس - حفظه الله
نشأة بدعة الاحتفال بالمولد النبوي - الشيخ الفاضل جمال بن فريحان الحارثي حفظه الله و رعاه
اتحاف المؤمنين بحكم الاحتفال بمولد خاتم النبيين - الشيخ أبو بكر يوسف لعويسي - حفظه الله -

أسأل الله أن يجزي علمائنا خير الجزاء على ما قاموا به من بياناً للحق ورداً للباطل وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم.

وصلى الله على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

|| المصدر: منتديات الدعوة إلى منهج السلف الصالح ||










قديم 2013-01-20, 23:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

#نصيحة |''حكم الاحتفال بالمولد النبوي ''أسهم في النشر''
[ملف متكامل عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي]

في مثل هذه الأيام من كل عام تعرض الفضائيات المشاهد البدعية للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ومع خطورة ذلك، وأثره على جهلة المسلمين المقلِّدين، فإن كثيراً من مشائخ الفضائيات لم يكتفوا بذلك؛ بل حاولوا الاستدلال لهذه البدعة النكراء، واخترعوا مسوغات لفعلها، وأضفوا عليها شيئاً من الشرعية التي تخدع المتلقي الجاهل، وحجبوا الرأي الآخر في القضية، وهاجموا كل من ينكر هذه البدعة.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ( وإن من جملة ما أحدث الناس من البدع المنكرة الاحتفال بذكرى المولد النبوي في شهر ربيع الأول).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد } [متفق عليه] وفي رواية لمسلم { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }.
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم ) [رواه الطبراني والدارمي بإسناد صحيح].
وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وهذه بعض المواد حول بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وردا على من أجاز الاحتفال به.
وهذه بعض المواد حول بدعة الاحتفال بالمولد النبوي وردا على من أجاز الاحتفال به.


[ملف متكامل عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي]

السؤال: هل يجوز أكل طعام أهل البدعة؟ علماً بأنهم يصنعون هذا الطعام لهذه البدعة، كصنع الطعام للمولد النبوي؟

الجواب الواجب تنبيههم على أن يبتعدوا عن البدع، ويتركوا الأمور المحرمة، وعلى الإنسان أن لا يأكل من الطعام الذي صنع لأمور مبتدعة ولأمور محرمة

العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله
المادة الصوتية .
منقول سحاب.رضاء المرساوي

................

السؤال:ما حكم أكل الأطعمة التي توزع في يوم المولد ولو لم يكن هناك احتفال, لأنه ربما أحيانا توزع هذه الأطعمة حول المسجد النبوي في ذلك اليوم. فما الموقف من هذا الأمر؟

الشيخ : الإنسان لايأخذ من مثل هذه الأشياء التي في مناسبات غير شرعية وعليه أن ينصح الذين يتولونه أنهم لا يفعلون ذلك ,فالصدقة تصدق في أوقات كثيرة ولا يخصونها بأوقات معينة لم يأتي سنة في تخصيصها بشيء من الصدقات بل إن هذا من الأمور المحدثة والأمور المبتدعة التي أحدثها الناس بعد القرن الثالث الهجري إبتداءً في القرن الرابع وأن بدعة الموالد ما وجدت إلا في القرن الرابع أما في القرون الثلاثة الأول كلها لايوجد بيها شيء يسمى بالموالد.

ولتحميل الفتوى واستماعها من هنا بارك الله فيكم
منقول :سحاب













قديم 2013-01-20, 23:40   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
شيخنا الفاضل
اخت تقول اسكن مع عائلة زوجي ( عوام ) ونجتمع على طعام واحد
ومشكلتي انهم يحتفلون بيوم المولد وعاشوراء باعداد اطعمة متنوعة وقد انكرت عليهم وبينت لهم انها بدعة لكنهم ممن ياخذوا العلم عن طريق بعض الدعاة الذين يظهرون على التلفاز ولا يكتثرون لكلامي فهل اكل من هذا الطعام ام لا ام يكفي الانكار؟

لاتأكلي من الطعام الذي صنعوه بسبب البدعة فمقتضى الانكار عليهم ترك الأكل من طعامهم
فلايكفي مجرد نصحهم فإن النصح يضعف بمشاركتهم بطعام انما صنعوه احتفالا بذلك اليوم الذي لايجوز جعله عيدا لكونه لم يرد وهو محدث وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
روى النسائي في سننه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى
قال بن تيمية في الاقتضاء وقوله لقد أبدلكم الله بيومين وذلك الابدال يقتضي تحريم ماكان سواه من الأعياد
وكذلك عاشوراء فلايخص بطعام ولاعيد ولااكتحال كما ذكر شيخ الاسلام


ماهر بن ظافر القحطاني


المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
- البريد الإلكتروني حذف من قبل الإدارة (غير مسموح بكتابة البريد) -









قديم 2013-01-20, 23:49   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى اسطاوالي مشاهدة المشاركة
ماشاء الله جزاك الله خيرا أختي
كتبت فأبدعت كعادتك وأسكت أفواه الغافلين بقلمك الفياض
أدامك الله نصرة للسنة ورزقك التقوى وحسن الخاتمة

بارك الله فيك أخية الفاضلة والغالية ...وأدامك الله متابعة لموضيعي وقيمة على كلامي وجزاك الله خير على هذه الكلمات المعبرة والذي ل أستحقها وهذ واجبي وواجب كل مسلم مسلمة مؤمن ومؤمنة إتجاه منهج السلف الصالح وتتبع آثارهم والاقتداء بهم ونشر كلامهم وفضح من خلالهم هؤلاء المبتدعة..اللهم ثبتنا على قول الحق وتوفينا مسلمين..اللهم آمين.









قديم 2013-01-21, 01:05   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أم الشفاء
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا واحسن اليك










قديم 2013-01-21, 08:43   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الشفاء مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا واحسن اليك
بارك الله فيك اختي الفاضلة









قديم 2013-01-21, 14:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



هذه مطوية للنشر لمن اراد ان ينهى عن هذه البدعة المشينة فيها كلام للشيخ العثيمين رحمه الله وكذلك كلام للشيخ عبد الحميد إبن باديس رحمه الله (هل في دين بدعة حسنة)









قديم 2013-01-21, 14:31   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الإحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة و السلام للشيخ فركوس حفظه الله


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فقد قَرَّرَ أهلُ السُّنَّة والجماعةِ أنّ العبادةَ لا تقع صحيحةً ولا مقبولةً إلاَّ إذا قامت على أصلين عظيمين:
أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي: الإخلاص، بأن تكون العبادةُ خالصةً لله تعالى من شوائبِ الشِّرك، إذ كلُّ عبادةٍ خالطها شركٌ أبطلها؛ قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلىَ الذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: 65-66]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88].
كما أنَّ الأصلَ يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو المشرِّع الوحيد لها، قال تعالى: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ﴾ [الشورى: 21]، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَبِعْ أَهْوَاءَ الذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ [الجاثية: 18]، وقال سبحانه عن نبيِّه: ﴿قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾ [الأحقاف: 9]، ومعنى ذلك أنَّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفيةٌ في هيئتها وعددِها ومواقيتِها ومقاديرِها، لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال، ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرُ﴾ [هود: 112].
ثانيهما: عبادة الله بما شرع على لسان نَبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويظهر من هذا الأصل أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو المبلِّغُ الوحيدُ عن الله تعالى، والمبيِّنُ لشريعته قولاً وفِعلاً، أي: هو القُدوة في العبادة، ولا يُقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاَّ إذا قُيِّدَتْ بالسُّنَّة والإخلاص، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: 110]. وقد أمر اللهُ تعالى بطاعته، وجعل طاعتَه من طاعة الله، قال تعالى: ﴿مَن يُّطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء: 80]، وقال تعالى: ﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [سورة الأحزاب]، وقال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (١)
ولقد بيَّن النبيُّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هذا الدِّينَ وأدَّى واجبَ التبليغِ خيرَ أداءٍ، وقد امتثل لأمر ربِّه في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: 67]، وقام به أتمَّ قيام، وقد أتمَّ اللهُ به هذا الدِّينَ فلا ينقصه أبدًا ورضيه فلا يسخطه أبدًا، قال تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]، فَكَمُلَتِ الشريعةُ واستغنَت عن زيادةِ المبتدعين واستدراكاتِ المستدركين، قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَأَيْمُ اللهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ البَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ»(٢)، وقد شَهِدَتْ له أُمَّتُهُ بإبلاغ الرِّسالة وأداءِ الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في خُطبته يومَ حَجَّة الوداع، وقد سار على هديه الشريفِ أهلُ الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان، غير مبدِّلين ولا مغيِّرين، سالكين السبيل المستقيمَ، فمن جانبه وحادَ عنه ساء مصيرُه، قال تعالى: ﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].

حدث الاحتفال بالمولد
ومصدره الأوّل
فهؤلاء هم أهلُ محبَّةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، الصادقون في توقيره وتعظيمه والتزام شرعه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتسليم لأحكامه، والتأسي به في الظاهر والباطن، استجابة لله سبحانه في قوله: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]، قال ابن كثير ‑رحمه الله‑: «هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعَى محبةَ الله وليس هو على الطريقة المحمَّدية، فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرعَ المحمَّدِيَّ والدِّين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(٣)، … وقال الحسن البصريُّ وغيرُه من السلف: "زعم قوم أنهم يحبّون الله فابتلاهم بهذه الآية: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ [آل عمران: 31]"»(٤).
وتفريعًا على ما تقدَّم فإنَّ الاحتفالَ بالمولد النبويِّ الذي أحدثه بعضُ الناس إمَّا مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمَّا محبّةً للنبيِّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له ‑زعموا‑، يُعتبر من البدع المحدثة في الدِّين التي حَذَّرَ الشرع منها؛ لأنَّ هذا العملَ ليس له أصلٌ في الكتاب والسُّنَّة، ولم يتخذ النبيُّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم موالد لأحدٍ من سابقيه من الأنبياء والصالحين، ولا لأبيه آدم عليه السلام، ولا لمن مات قبله مثل: عمِّه حمزة، وزوجته خديجة رضي الله عنهما، ولم يُؤْثَرْ عن الصحابة والتابعين إحياءُ مِثْلِ هذه الموالدِ والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضَّلة إقامة هذا العمل، ولا عن الأئمَّة أصحاب المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، فلو كان الاحتفال بالمولد مشروعًا لكان محفوظًا؛ لأنَّ الله تعالى تكفَّل بحفظ شرعه، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، ولو كان محفوظًا ما تركه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون رضي الله عنهم، ولو كانت عبادة خيِّرة متجلية في محبة الرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لسبقونا إليها، فلمَّا لم يفعلوا عُلم أنَّه ليس من دين الله تعالى، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٥)، وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(٦)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»(٧)، قال حذيفة رضي الله عنه: «كُلُّ عِبَادَةٍ لاَ يَتَعَبَّدُهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فَلاَ تَعَبَّدُوهَا، فَإِنَّ الأَوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلآخِرِ مَقَالاً»(٨)، وقال عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه: «اتَّبِعُوا ولاَ تَبْتَدِعُوا فقَدْ كُفِيتُمْ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»(٩).
وَخَيْرُ الأُمُورِ السَّالِفَاتِ عَلَى الهُدَى

وَشَرُّ الأُمُـورِ المُحْدَثَـاتِ البَدَائِعُ

وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ


وَ َكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَفَ

هذا، وإنَّما حدث ذلك في دولة بني عُبَيْدٍ من الشِّيعة الرافضة، المتسمِّين بالفاطميِّين، وقد أحدث القومُ عِدَّة موالدَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولآل البيت، ولغيرهم من الأولياء والصالحين، بل لغيرهم من أهل الضلال والباطل من الخرافيِّين والقبوريِّين، فاحتفلوا بموسم رأس السَّنَة اقتداء باليهود، ومولد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم اقتداءً بالنصارى، وبيوم عاشوراء، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد فاطمة رضي الله عنها، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النَّوْرُوزِ، وغيرها كثير.
وأوَّل من أحدثه المعزّ لدِين الله سَنَة (362ﻫ) بالقاهرة، واستمرَّ الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (490ﻫ)(١٠).
ثمَّ جاء من بعدهم عمر بن محمَّد المُلا الإِرْبِليّ(١١) أحد الصوفية المشهورين(١٢)، فكان أول من أعاد إحياء بدعة المولد بالموصل(١٣)، وبه اقتدى ملك إربل(١٤) وغيره.
ومعنى ذلك أنَّ هذه الموالدَ من حوادث الفاطميِّين الباطنيِّين الروافض، وهم أول المروِّجين لها، الساعين لنشرها كما ذكرت كتب التاريخ، تشبّهًا بمن أُمرنا بمخالفتهم وتقليدًا بمن نُهينا عن اتباعهم من اليهود والنصارى في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلكتُمُوهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ: فمن ؟!»(١٥)، ولا ريب أنَّ الرافضة من أشدِّ الناس تأثُّرًا باليهود والنصارى لذلك شابهوهم في كثرة الأعياد، والصور، ومعظم الأفكار والمعتقدات، إذ لا يخفى على مُتمعِّنٍ في أصول الروافض أنَّ الجذور العقدية للتشيُّع تحمل بصمات وثنية آشورية بابلية ظاهرة، كما أنَّ أقوالهم في عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه وفي الأئمَّة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى في المسيح عيسى عليه السلام جملةً وتفصيلاً، ولا غَرْوَ في ذلك، فإنّ مؤسِّس الأصول العقدية للرافضة هو: عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري من اليمن، الذي أسلم ظاهرًا ونقل ما وجده في الفكر اليهودي ومعتقده إلى التشيُّع(١٦).
حوادث ومنكرات
لم يعرف المسلمون الموالدَ قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلفُ مع قيام المقتضي له، وانتفاءِ المانع، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحقَّ به مِنَّا؛ فإنَّهم كانوا أشدَّ محبةً لرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص، كما صرَّح بذلك شيخ الإسلام في «الاقتضاء»(١٧)، عِلمًا أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»(١٨)، والمهديُّون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل، وإنَّما مصدر الحدث الفاطميُّون الروافض أوّلاً، ثُمَّ تَلَقَّتْهُ عنهم الصوفية مشاكلة، فاتخذوا المولدَ النبويَّ عِيدًا دينيًّا، فأبدعوا في الاحتفال به بدعًا محدثة بدعوى محبَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -زعموا- من إيقاد الشموع وإشعال الأضواء وتنوير البيوت والمساجد والأضرحة بها، مع تهييج الوضع بالمفرقعات بشتَّى ألوانها وأنواعها على وجه المرح واللعب، والإسراف في نفقات الزينة وتبذير الأموال لإقامة الحفلات وإطعام الطعام، وما ترتِّبه وسائلُ الإعلام السمعية والمرئية بهذه المناسبة من الأغاني والموسيقى والمدائح الشعبية، واختلاط الرجال بالنساء على وجهٍ غير مرضي، وما ينشط فيه الكُتَّاب والشعراء في مدح النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وذِكْرِ سيرته بمساعدة بعض الصحف والجرائد التي تفسح مجالاتٍ لأهل الهوى والرَّدَى ومرضى القلوب في نشر مقالات التهكُّم والتضليل والتمييع، مع ما فيها من غلوٍّ وخطإ في المعلومات المبثوثة والأحكام الشرعية المعروضة، مصحوبة بطابع الاستفزاز والتحدِّي، والأدهى والأَمَرُّ طريقةُ أهل الطرق الصوفية في الاحتفال بالمولد النبوي أنَّهم يجسدون المظهر الديني بالاجتماع حول الضريح وإنشاد المدائح والأذكار الخاصَّة، وما يقرأونه من المؤلَّفات الموضوعة بصاحب المولد متبوعًا بدق الطُّبول والرقص البهلواني والتصفيق، وقِلَّة احترام لكتاب اللهِ فَضلًا عمَّا تتضمَّنه قصائدُهم ومدائحُهم النبوية من غلوٍّ وإطراءٍ حذَّر منه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «لاَ تُطْرُوني كَمَا أَطْرَتِ النَّصارَى عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّما أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ»(١٩).
وهذا غَيْضٌ من فَيْضٍ من الأعمال التي لا تخرج ‑في طابعها العامِّ‑ عن الاحتفال الشعبي «الفولكلوري» المصطبغ بالصبغة الدينية، وترعاه الهيئات الرسمية التي تعتبر المولدَ النبويَّ عيدًا شرعيًّا وتمنح فيه الإجازات والعطل الرسمية مع أنَّ الشارعَ حَدَّدَ أعياد المسلمين بعِيدَيْنِ دون غيرهما، فقد روى أنسٌ رضي الله عنه قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فيهِمَا فَقَالَ: مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الجَاهِليَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الفِطْرِ»(٢٠).
وعجبي لا ينقطع من فئةٍ من الدعاة تدَّعي سلوكَ الطريقة التي كان عليها الصحابة والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسُّك بالكتاب والسُّنَّة، وتقديمهما على ما سواهما، والعمل على مقتضى فهم السلف الصالح الذين اتفقت الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، ثمّ لَمَّا قَويت شوكةُ الصُّوفية في البلاد تجدهم يشاركونهم في الموكب، ويجتمعون معهم على الموائد والزُّرَد والصُّحُون، ويبذلون الجهد في تسويغ أفعالهم بالبحث عن الشُّبُهات وحَشْدِ أقوالِ العلماء وينسجونها نسجًا ليُكوِّنوا بها أدلَّةً ‑زعموا‑ بُغْيَةَ إضفاء الشرعية على مواقفهم، ولئلاَّ تضيع مختلف مصالحهم وشتى مآربهم، يُرضُونهم مداهنة ممتثلين بمقولة القائل: «ودَارِهِمْ مَا دُمْتَ في دَارِهِمْ، وأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ في أَرْضِهِمْ»، وقد غفلوا أنَّ الله تعالى أحقُّ أن يُرضُوه إن كانوا مؤمنين وصادقين، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَنْ أسْخَطَ اللهَ بِرِضَى النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ»(٢١).
والأعجب من ذلك أنَّه إذا ما اجتمعت كلمةُ أهلِ السُّنَّة على الحقِّ والدِّين وتعزَّزت وِحدتها غيَّروا موافقتهم وتدافعوا إلى طليعتها موجِّهين ومنذرين، وقد أخبر الله تعالى عن مثل هذا الصِّنف من الناس بقوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ، وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت: 10-11].









قديم 2013-01-21, 14:32   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الإحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة و السلام للشيخ فركوس حفظه الله



شبهات وتلبيس
وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم، يحسبها الجاهل ‑بحسن ظنِّه‑ أدلة الشرع وأحكامه(٢٢)،﴿وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 78].
ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات: استنادهم إلى قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والاحتفال به، وبقوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5]، ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ففي الآية دليلٌ ‑في اعتقادهم‑ على جواز تخصيص شهر ربيع الأول، وليلة: «12 ربيع الأول» منه للابتهاج والفرحة بمولده، وإفهام الناس سيرة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأخلاقه ومعجزاته وشمائله، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سُئِلَ عن صوم الاثنين ؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ»(٢٣)، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على ما جاء في البخاري: «قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ»(٢٤)، ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به(٢٥)؛ ولأنَّ الغرض من إقامة مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ‑كما قرَّره أهل الطرق‑ هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده، وتخصيص شكر الله تعالى عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء ‑زعموا‑، فضلًا عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة؛ كُلُّ ذلك ‑عندهم‑ محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه، فإنَّ ذلك كُلَّهُ يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد(٢٦)، ويعكس ‑حالَ الاجتماع عليه‑ محبَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمَهُ، ويذهبُ بعضُهم إلى أنَّ أعيادَ الميلاد من عادات أهلِ الكتاب، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات.

تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات
ولا يخفى أنَّ تفسير قوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58] بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ بفضل الله: القرآن، ورحمتِه: الإسلام، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما ‑أيضًا‑: فضل الله: القرآن ورحمته: أن يجعلكم من أهله، وقيل: العكس(٢٧).
فالحاصلُ أنَّ اللهَ تعالى لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ويدلُّ عليه قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته، قال تعالى ‑مُمْتَنًّا على المؤمنين‑: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: 164]، وفي «صحيح مسلم»: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً(٢٨)»(٢٩)، وفي رواية في «صحيح مسلم» ‑أيضًا‑ أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال: «وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ»(٣٠).
أمّا قوله تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ [إبراهيم: 5]، فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، والمعنى: أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما: «الصبر والشكر»؛ لأنَّهما ملاك الإيمان(٣١)، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنَّه قال: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ «شَكَرَ» فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ «صَبَرَ»، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ»(٣٢).
ولا يخفى أنّ الصحابة رضي الله عنهم ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا أقاموه، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة.
أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين(٣٣) وقد اكتفى به، وما كفى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يكفي أُمَّتَه، وما وسعه يسعها، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومبعثه ‑كما ورد في الحديث‑ وافق يوم وفاته بلا خلاف(٣٤)، وعلى المشهور ‑أيضًا‑ أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر ربيع الأول، فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه، علمًا بأنَّ وفاتَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، ‑أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ‑ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي، عَنِ المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي»(٣٥).
قال ابن الحاج المالكي رحمه الله: «العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور ‑كما تقدَّم‑ لأجل مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في هذا الشهر الكريم، وهو صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه انتقل إلى كرامة ربِّه عزَّ وجلَّ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: "ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي"»(٣٦).
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول ‑إن صحَّ أنّه مولده‑ من ميزةٍ دون الأيام الأخرى؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام.
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام فعن سعيد بن المسيِّب قال: «جمع عمرُ الناسَ فسألهم: من أيِّ يوم يكتب التاريخ ؟ فقال علي بن أبي طالب: مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه»(٣٧).
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولاَ مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين ؟! وقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ»(٣٨).
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة رضي الله عنهم حقّ لازم اتباعه وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله تعالى: ﴿وَمَن يُّشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين(٣٩)، فجوابه من عِدَّة وجوه:
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم(٤٠)، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل(٤١).
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلاَ حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر(٤٢)، قال المعلمي رحمه الله: «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة»(٤٣).
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس رضي الله عنه وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي(٤٤)، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم(٤٥).
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]، ولقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾ [النور: 39]، وقوله تعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾ [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض(٤٦).
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلًا بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملًا بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ»(٤٧).
أمّا الدروس والعِبر والعِظَات وتلاوةُ القرآن والذِّكر والصلاة على النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وقراءة سيرته وغيرها فإنَّما تشرع كلَّ وقتٍ، وفي كلِّ مكان من غير تخصيصٍ كعموم المساجد والمدارس والمجالس العامَّة والخاصَّة، وتسري عليها القاعدة السابقة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ مَعَ إِمْكَانِهِ فَالتَّابِعُ أَوْلَى»(٤٨).
وإن أُريد بالدروس والعظات وقراءة سيرته إحياء الذكرى به فإنَّ الله تكفَّل برفع ذكره في الدنيا والآخرة على مدار الأزمنة والدهور، فيُذكر مع الله في الأذان والخُطَب والصَّلوات والإقامة والتشهُّد ونحو ذلك، فَقَصْرُ ذِكره في يومِ مولدِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم جفاءٌ في حَقِّهِ وتقصيرٌ في تعظيمه وتفريطٌ في توقيره ومحبّته.
وأمّا عاشوراء الذي حثَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على صيامه شُكرًا لله على نجاةِ موسى ومَنْ معه فإنَّما كان امتثالًا لأمرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وطاعةً له وهو شُكْرٌ لله على تأييده للحقِّ على الباطل، لكن ليس فيه دليلٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية، لربط الأزمنة بالأحداث ‑زعموا‑، وإنَّما التوجيه النبوي لأُمَّته أن يعبِّروا على شكر الله بتجسيده بالصيام لا باتخاذه عيدًا يحتفل به حتَّى يُلحقَ به مولدُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا يعرف في الإسلام من الأعياد السنوية إلاَّ عيد الأضحى وعيد الفطر ‑كما تقدَّم‑ ولو شرعه لنا عيدًا لندب إليه ولأمَر بترك صومه؛ لأنَّ الناس يعتبرون في العيد ضيوفًا عند الله تعالى، والصوم إعراض عن الضيافة، لذلك يفسد إلحاق حكم المولد قياسًا على عاشوراء لقادح المنع، وهو منع حكم الأصل.
ثمّ إنَّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى عليه السلام ليس من عادات الكفار، وإنَّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم رحمه الله بقوله: «من خصَّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد(٤٩)، وغير ذلك من أحواله»(٥٠).
وإذا سلَّمنا ‑جدلاً‑ أنَّه من عاداتهم، فقد نُهينا عن التشبُّه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»(٥١)، وأقلُّ أحوال الحديث اقتضاء تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51](٥٢)، ومعلوم أنَّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنَّها تورث المحبَّة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءَها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشدُّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله(٥٣).











قديم 2013-01-21, 14:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم الإحتفال بمولد خير الأنام عليه الصلاة و السلام للشيخ فركوس حفظه الله

طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
عنوان محبته وتعظيمه
وليس من محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمِه ارتكاب البدع التي حذَّر منها، وأخبر أنَّها شرٌّ وضلالة، وإنَّما تتجلَّى محبَّتُه في طاعته، والاستقامة على أمره، والتسليم لأحكامه، واتباع هديه، وسلوك طريقته، والتأسِّي به في مظهره ومخبره، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنه أشدَّ محبَّةً للنبِّيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له مِنَّا، وأحرصَ على الخير ممَّن جاء بعدَهم، وأسبقَ إليه من غيرهم، وكانوا أعلمَ الناس بما يصلح له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فلو كان في إقامة مولده صَلَّى اللهُ وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدًا أدنى فضل ومحبَّة له وتعظيم له صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لكانوا رضي الله عنهم أسرعَ الناسِ إليه وأحرصَهم على إقامته والاحتفال به، لكن لم يُنقل عنهم ذلك، وإنَّما أُثِرَ عنهم ما عرفوه من الحقِّ من محبَّته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه، والتمسُّك بسُنَّته ونشر ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين(٥٤)، تلك هي المحبة الصادقة التي تنعكس على المحبوب بالطاعة والتزام شرعه واتباع هديه، إذ طاعة المحبوب عنوان محبَّته وتعظيمه، قال محمَّد البشير الإبراهيمي رحمه الله: «الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه»(٥٥).
هذا، وليست البدعة من محبَّته وتعظيمه ولو كانت حسنةً في نظر فاعلها؛ لأنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عَمَّمَ فقال: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ»(٥٦)، وقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ»(٥٧)، وفي رواية مسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(٥٨)، ثمّ إنَّه كيف تكون حسنةً لأنَّ المُحَسِّنَ لها إمَّا الشرع فتنتفي البدعةُ، وإمَّا العقلُ فلا مدخلَ له في إثبات الأحكام الشرعية، ولا في تعلُّق المدح والذمِّ بالأفعال عاجلًا، أو تعلُّق الثواب والعقاب بها آجلًا ‑عند أهل السُّنَّة‑ وإنَّما طريق ذلك السمع المجرَّد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «معلوم أنَّ كُلَّ ما لم يَسُنَّهُ ولا استحبَّه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا أحدٌ مِن هؤلاء الَّذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنَّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحدٌ في مثل هذا إنَّه بدعةٌ حسنةٌ»(٥٩).
هذا، وأخيرًا فإنَّنا نحمد الله تعالى على نِعمة ولادة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وعلى نعمة النُّبوَّة والرِّسالة، فهو الذي أنزل عليه القرآنَ، وأتمَّ به الإسلامَ، وبيَّنه أتمَّ البيان، وبلَّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غُلُوٍّ ولا إطراءٍ، ونَسْتَلْهِمُ العِبَرَ والعِظاتِ من سيرتِه العَطِرة، ومن شمائله الشريفة، وسائرِ مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، من غير تخصيص بزمان ولا مكان ولا هيئة، ونحرص على اتباع هديه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والتمسُّكِ بسُنَّته على ما مضى عليه سلفنا الصالح ‑رحمهم الله تعالى‑.
والموفَّقُ السعيدُ من انتظم في سلك من أحيا سُنَّة وأمات بدعة.
ونسأل اللهَ بأسمائه الحسنى وصفاته العُلاَ أن يُرِيَنَا الحقَّ حَقًّا ويرزقَنَا اتباعَهُ، والباطلَ باطِلًا ويرزقَنَا اجتنابَهُ، ولا يجعلَه مُتَلَبِّسًا علينا فنَضِلَّ، وأن يكون لنا عونًا على أداء واجب الدعوة والنذارة امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ [التوبة: 122].
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 18 صفر 1426
الموافق لـ: 28 مارس 2005م
١- أخرجه مسلم في «الأقضية» (4590)، وأحمد (25870)، والدارقطني في «سُننه» (4593)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٢- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» رقم: (5)، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» رقم: (9)، وفي «السلسلة الصحيحة» (688).
٣- تقدم تخريجه.
٤- «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (1/358).
٥- أخرجه البخاري في «الصلح» (2697)، ومسلم في «الأقضية» (4589)، وأبو داود في «السُّنَّة» (4608)، وابن ماجه في «المقدمة» (14)، وأحمد (26786)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٦- تقدم تخريجه.
٧- أخرجه مسلم في «الجمعة» (2005)، وأحمد (14566)، من حديث جابر رضي الله عنه.
٨- أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (47)، وابن نصر في «السُّنَّة» (89)، وابن وضَّاح في «البدع» (11)، وابن عبد البر في «الجامع» (1809) من طريق عبد الله بن عون عن إبراهيم، والأثر صحَّحه مشهور سلمان في تحقيقه لكتاب «الاعتصام» للشاطبي (1/122).
٩- أخرجه الدارمي في «سننه» (209)، والطبراني في «الكبير» (8770)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2216)، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/434): «رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح»، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» (1/96). وصحَّحه الألباني في «تحقيقه لإصلاح المساجد» (12).
١٠- انظر: «المواعظ والاعتبار» للمقريزي (1/432-433)، «صبح الأعشى» للقلقشدي (3/398)، «الإبداع» لعلي محفوظ (126)، «القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّمn، لإسماعيل الأنصاري (68).
١١- إِرْبِل: مدينة كبيرة من أعمال المَوْصِلِ، والمَوْصِل مدينة عتيقة، قديمة الأساس على طرف دِجلة من أعظم المدن بالعراق سميت بذلك لأنَّها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين الفرات ودِجلة. [انظر: «الروض المعطار» للحميري (563)، «اللباب» لابن الأثير (1/39، 3/269)، «مراصد الاطلاع» للصفي البغدادي (1/51، 3/1333)].
١٢- هو عمر بن محمّد بن خضر الإربلي الموصلي أبو حفص معين الدين شيخ الموصل المعروف بالملاَّ، له أخبار مع الملك نور الدين محمود ابن زنكي توفي سنة: (570). [انظر ترجمته في: «البداية والنهاية» لابن كثير (12/282)، «الأعلام» للزركلي (5/60)].
١٣- انظر: «الباعث على إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة (24).
١٤- هو الملك المظفر: أبو سعيد كُوكُبرى بن زين الدين بن بُكْتِكين، كانت وفاته بقلعة إربل سنة: (630). [انظر: «البداية والنهاية» لابن كثير (13/136)، «وفيات الأعيان» لابن خلكان (4/113)، و«شذرات الذهب» لابن العماد (5/138)].
١٥- أخرجه البخاري في «الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة» (7320)، ومسلم في «العلم» (6952)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
١٦- انظر: الدراسات على الشيعة في المراجع التالية:
«تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة» للدكتور عبد الله فياض، «الشيعة والتشيُّع»، و«الشيعة وأهل البيت» لإحسان إلهي ظهير، و«الصراع بين الشيعة والتشيع» للدكتور موسى الموسوي، وغيرها..
١٧- «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (2/123).
١٨- أخرجه الترمذي (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
١٩- أخرجه البخاري في «الأنبياء» (3261)، والدارمي في «سننه» (2682)، وأحمد في «مسنده» (333)، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
٢٠- أخرجه أبو داود في «الصلاة» (1134)، والحاكم في «المستدرك» (1091)، وأحمد في «مسنده» (12416)، من حديث أنس رضي الله عنه. والحديث صحَّحه ابن حجر في «فتح الباري» (2/513)، والألباني في «صحيح الجامع» (4381).
٢١- أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (277)، والشهاب القضاعي في «مسنده» (501)، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2311).
٢٢- قد يقوم بالمولد من كان مجتهدًا مُتأوِّلاً أو مُقلِّدًا جاهلاًبحُكمه وهو حسن القصد فإنّه يعذر بجهله لعدم بلوغ الخطاب، أو لمعارضته تأويل باجتهاد أو تقليد بخلاف العالم بحكمه، العامل على غير مقتضى ما عَلِم. وهذا هو مقصود شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في «الاقتضاء»(2/162): «فتعظيم المولد واتخاذه موسمًا، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم كما قدمته لك أنَّه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدّد». [انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (22/23)].
٢٣- أخرجه مسلم في «الصيام» (2807)، وأبو داود في «الصوم» (2428)، وأحمد (23215)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.
٢٤- أخرجه البخاري في «النكاح» (9/140) باب ﴿وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ﴾ ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب، من حديث عروة بن الزبير.
٢٥- انظر: «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/260).
٢٦- انظر: «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيثمي (909، 974)، و«الحاوي للفتاوى» للسيوطي (1/260).
٢٧- «تفسير القرطبي» (8/353)، «تفسير ابن كثير» (2/402-403).
٢٨- أخرجه مسلم في «البر والآداب والصلة» (6778)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
٢٩- «حوار المالكي» لابن منيع (85).
٣٠- أخرجه مسلم في «الصيام»، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر (2747)، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه.
٣١- «تفسير ابن كثير» (2/523)، «فتح القدير» للشوكاني (3/94).
٣٢- أخرجه مسلم في «الزهد والرقائق»، باب المؤمن أمره كلّه خير (7500)، من حديث صهيب رضي الله عنه.
٣٣- ومن التناقضات العجيبة أنّ أهل إحياء المولد يكرهون الصيام يوم الاثنين إن وافق المولد لكونه عيدًا يلزم فيه الفرح والسرور ويستقبح في مثله الصيام، في حين أنّ صاحب الشريعة يندب إلى صيام يوم الاثنين، فقد صامه النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ورغَّب في صيامه، قال الحطاب في «مواهب الجليل» (2/406): «قال الشيخ زروق في شرح القرطبية صيام المولد كَرِهَه بعضُ من قرب عصره ممّن صحّ علمُه وورعه، قال: إنه من أعياد المسلمين فينبغي أن لا يصام فيه، وكان شيخنا أبو عبد الله القوري يذكر كثيرًا ويستحسنه ؟!!».
٣٤- «فتح الباري» (8/129).
٣٥- أخرجه ابن ماجه في «الجنائز» (1599)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10154)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صحَّحه بشواهده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/98).
٣٦- «المدخل» لابن الحاج (2/16-17).
٣٧- أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/15) رقم (4287)، وقال عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، عن سعيد بن المسيِّب رحمه الله.
٣٨- أخرجه أبو داود في «السُّنَّة» (4607)، والترمذي في «العلم» (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
٣٩- «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/260).
٤٠- «الإصابة» لابن حجر (4/258).
٤١- «شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية» (1/259).
٤٢- «فتح الباري» لابن حجر (9/145).
٤٣- «التنكيل» للمعلمي (2/242).
٤٤- «البداية والنهاية» لابن كثير (2/273).
٤٥- «الإصابة» لابن حجر (2/271).
٤٦- «فتح الباري» لابن حجر (9/145).
٤٧- وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه. [انظر: «الأشباه والنظائر» للسيوطي (119)، و«الأشباه والنظائر» لابن نجيم (134)].
٤٨- عبّر عنها النووي بهذه الصيغة. انظر: «المجموع» للنووي (1/392).
٤٩- التعميد أو المعمودية عند النصارى: أن يغمس القِسُّ الطفل في الماء باسم الأب والابن وروح القدس، ويتلو عليه بعض فِقَرٍ من الإنجيل، تعبيرًا عن تطهير النفس من الخطايا والذنوب، وهو آية التنصير عندهم.
[انظر: «المعجم الوسيط» (2/626)، «المسيحية» لأحمد شبلي (30/168/169)].
٥٠- «زاد المعاد» لابن القيم (1/59).
٥١- أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033)، وأحمد (5232)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء» (1/359)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/288)، والألباني في «الإرواء» (1269).
٥٢- انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية (1/270).
٥٣- انظر المصدر السابق (1/550).
٥٤- انظر المصدر السابق (2/132).
٥٥- «آثاره» (2/341).
٥٦- سبق تخريجه.
٥٧- سبق تخريجه.
٥٨- سبق تخريجه.
٥٩- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (27/152).









قديم 2013-01-21, 14:56   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليكِ أختي
تتمـة للفائِدة:
جمع لكلام العُلماء: حُكم تحضير الطعام ليوم المولد ..
( 1 2)










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاحتفال, النبوي, بلومي, إبتدع


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:50

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc