
رشّح الداعية الكويتي الدكتور طارق السويدان الجزائر لتحتضن ثورة قادمة، وفي ما يشبه تحريض الشعب الجزائري راح السويدان على قناة "أم بي سي" يعدد ما اعتبره مظاهر سلبية تقوم على الفساد في البلاد، واعتبر أن الجزائر "جاهزة لثورة شعبية". وفي السياق ذاته لم يتوانَ الداعية في إنزال "بركاته" على الإصلاحات التي قام بها الملك المغربي محمد السادس، مثمّنًا ما قام به الملك من تغييرات قال عنها أنها "خطوات نحو الأمام"، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول الكيل بمكيالين ومحاولة استهداف الجزائر، رغم أن المغرب يشهد اضطرابات شعبية ترفض هذه الإصلاحات. وتناسى الداعية حجم الفساد في المملكة والوضع الاجتماعي والإنساني المتردّي الذي يعدّ وقود أي ثورة شعبية، وراح يتحدث عن الفساد في الجزائر و"يبشّر" بثورة وشيكة بها. واللافت أن الداعية لم يشِر ولو من بعيد للإصلاحات التي باشرتها السلطات الجزائرية، حتى ولو بالانتقاد، وذهب السويدان في تحامله على الجزائر بعيدا، حين وعد بوضع موضوع الجزائر للنقاش في برنامجه "رياح التغيير"، ولا نعرف على أيّ أساس يتّخذ الدكتور الجزائر موضوعا "لحلقات رياح تغييره" دون سواها من الدول الخليجية، ومنها دولته الكويت التي تحكمها أسرة تستأثر بالمال والسلطة ولم يبرمِج لها بعضا من وقته ليحدِث فيها تغييرا. وواصل الدكتور الذي يريد قيادة ثورة في الجزائر قائلا إن شعب المليون ونصف المليون شهيد، جدير بأن يقوم بثورة أخرى أمام ما اعتبره "ظلما" ممارسا عليه، "هذا شعب مجاهد ألا يثور إذا مُسّ؟". ولم ينسَ السويدان أن يعبر عن حبه للجزائر التي قال إنّه "يحبّها جدًّا"، ودعا الداعية الذي تجرّد من ثوب الدعاة ولبس ثوب "الثوريين" الحكومة الجزائرية "لأن تكون واعية بحجم الفساد". وفي محاولته لتبرير الثورات، قال الدكتور إن انتشار البطالة والظلم وتحجيم الحريات الدينية وانتهاك حقوق الإنسان كلها وقود لثورة، وكأن مثل هذه الأمور غير موجودة في المملكة المغربية ولا في بلاده ولا حتى في بلاد الخليج التي ينتمي إليها الداعية الكويتي، وكان الأجدر أن يتحدث عن الفساد في بلاده، وعن احتلال القواعد الأمريكية لأرضه. وفي اتصال هاتفي لمواطن جزائري انتقد فيه بطريقة لبقة الدكتور السويدان، مذكرًا إياه بما مرّت به الجزائر من محنة في العشرية السوداء، طالبه بالحديث عن نعمة الأمن بدلا من محاولة إشعال النيران.