جواب سلفي على سؤال حركي(2): لماذا الإخوان دون الحكام؟

[البليدي جمال]

جواب سلفي على سؤال حركي: لماذا الإخوان دون الحكام؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

كنت فيما سبق أجبت على سؤال: ماذا وقد فاز مرسي؟
وفق أصول أهل السنة والجماعة بينت فيه منهج السلف الصالح في التعامل مع الحكام المبتدعين من حيث السمع والطاعة من جهة ومن حيث إنكار بدعهم من جهة أخرى , ثم ارتأيت المواصلة على هذا المنوال في الإجابة على الأسئلة الحركية لأنها تصب في قالب واحد وهو : الكرسي والحكام فدين الحركي مبني على الحكم والحكام وفقط لا غير , وما ذاك إلا لغلوهم في السياسة العصرية وولوجهم في شراكها مما أورثهم قسوة القلب وفقدان نعمة الفهم فنسأل الله تعالى أن يهديهم بمنه ولطفه ورحمته.

السؤال:
لماذا تنتقدون أخطاء الإخوان وتسكتون عن أخطاء الحكام؟.

والجواب من وجهين:

الوجه الأول: الجواب بديهي وهو أن منهج أهل السنة والذي تدل عليه الأدلة – كما سيأتي في المشاركة التي بعدها – أنهم في حق الحكام الفساق والمبتدعة يقيمون ما أوجب الله عليهم من السمع والطاعة وجمع الناس عليهم والنصح لهم،فليس من منهجهم الرد عليهم أمام الناس في غيبتهم – انظر المشاركة التي بعدها – بخلاف المبتدعة والضلال والمخطئين من المصلحين والدعاة، فإن المنهج في حقهم كما هو منهج السلف ودلت عليه النصوص هو الرد عليهم حتى يحذر الناس خطأهم ، فيتلخص من هذا أن الفرق بين الدعاة المخطئين والحكام المخطئين من وجهين:
1-أن الحكام وإن كانوا فساقاً فقد أمرنا بجمع الناس عليهم بخلاف المبتدعة فإنا أمرنا بالرد عليهم ليحذر الناس خطأهم .
2- أن السكوت عن أخطاء الإخوان المسلمين يصيرها ديناً عند الناس ؛ لكونهم يتكلمون باسم الدين ويصدقهم الناس بخلاف أخطاء الحكام. أما الرد على الحكام بذكر مساويهم دون حسناتهم فيسبب مفاسد منع منها الشرع، ومنها بغض الناس للسلطان وافتياتهم عليه.،
وهذا الأثر السديد قد بين البيان الشافي بحمد الله:
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) (291) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) (292) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) (293) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟
قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟
قال : (( نعم )) .

وبهذا يتبين الفرق بين نهج أهل السنة في التعامل مع الحكام المخطئين والفسقة والظالمين وبين نهج أهل السنة في التعامل مع أهل الأهواء والبدع لكن الحزبيين قد ناقضوا نهج أهل السنة بالكلية فتراهم مع أهل البدع والأهواء متميعين بل ويأصلون الأصول تلوى الأصول للدفاع عنهم وفي المقابل تجد ديدنهم الطعن في الحكام وسبهم ولعنهم وتكفيرهم والإشتغال بذلك بل ويوالون ويعادون على هذا كذلك فاللهم رحماك.

الوجه الثاني: الإخوان المسلمين المعطلين لأسماء الله تعالى وصفات كماله والطاعنين في السنة وأهلها والمفتخرين بالحضارة الغربية أشد خطرا من ظلم الحكام وتعسفهم
وذلك لأن الحكام عطلوا الأوامر والنواهي وأما الإخوان وأصحاب العقائد المنحرفة عطلوا عقائد بأكملها كأسماء الله وصفاته فتعطيل الأصل أشد من تعطيل الفرع التابع له ألا وهو ما يسمى عندهم بالحاكمية .
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان(إن تحكيم الشرعية وإقامة الحدود وإقامة الدولة الإسلامية واجتناب المحرمات وفعل الواجبات كل هذه من حقوق التوحيد ومكملاته وهي تابعة له فكيف يعنى بالتابع ويهمل الأصل)).
وعليه فالرد على الإخوان مقدم على انتقاد الحكام والسلاطين.
فليكن طلاب العلم على بيبنة من هذا الأمر ولا يمشوا وراء شنار الحزبيين المغفلين ولا يغتروا بخمج وزبالات فكرهم وبخرفيج عيشهم إن نهايتهم إلى قل وانقطاع والعاقبة للمتقين واربط نفسك يا طالب الحق بالعلماء الربانيين السلفيين الأقحاح ودع عنك شقاشق أتابع أبي مرة..