هل تمت تصفية اللواء عمر سليمان الذي أعلن عن وفاته أول أمس في أمريكا؟
سؤال تبادر إلى ذهني بمجرد إعلان خبر الوفاة الذي جاء عابرا بين الأخبار، وكأن الرجل لم يكن يوما رقما مهما في الساحة المصرية، بل وفي منطقة الشرق الأوسط؟!
فالرجل كان حتى وقت قريب يتمتع بصحة جيدة، وكان أعلن عن نيته الترشح في الرئاسيات المصرية الأخيرة، إلا أن ملف ترشحه رفض من قبل لجنة الترشيحات.
ثم إنه لم يعلن يوما عن إصابته بمرض ما، أو عن تدهور حالته الصحية، ضف إلى ذلك أن الصحافة الأمريكية قالت إنه توفي بمرض نادر.
فهل قتل سليمان على يد "السي آي أي" لتتقدم به قربانا للنظام المصري الجديد، فالرجل يعرف الكثير من الأسرار، فقد كان رجل إسرائيل في مصر، و"عراب" السلام بينها وبين بلاده، إذا لم أقل كان القبضة الحديدية التي ضربت بها إسرائيل حماس والمقاومة الفلسطينية.
السفير المصري في واشنطن قال إنه "يعتقد أن الكثير من الأسرار ستموت معه". وربما هذا وحده كان سببا كافيا للتخلص من الرجل ومما يحمل من أسرار، قد تفسد الود مستقبلا بين القيادة المصرية الجديدة، وبين واشنطن.
فهل كانت واشنطن تخاف أن يكشف الرجل يوما أسرارها، ويكشف بذلك مخططاتها في الشرق الأوسط، أو أن تتحول الأسرار التي يحوزها إلى أداة مساومة لأمريكا التي يبدو جليا أنها تخلت عن حلفائها من رجال النظام القديم، بسجن مبارك ونجليه ومسؤولين آخرين، وبالتخلص اليوم بطريقة تثير الكثير من التساؤلات من عمر سليمان، وهي التي أعلنت تأييدها السافر لمحمد مرسي، وتحرص الآن أن تجعل منه مباركا أو سادات آخر بلحية وقميص، شرط أن تضمن معه مصلحة إسرائيل، وألا يتراجع عن اتفاقيات السلام وأن يحرص على استمرار التطبيع مع إسرائيل والعرب.
قتل نائب الرئيس المصري السابق، أو مات موتا طبيعيا، فوفاته تمثل نهاية لنظام مبارك، فبرحيله ترحل معه كل الأسرار إلى الأبد.