الأكيد أن الاضراب الذي أعلنته الكناباست كان ناجحا وأثبتت بالفعل أنها القاطرة التي يحتمي خلفها كل عمال قطاع التربية،وأنا حين أتحدث عن نجاح الاضراب لا أقول ذلك بمقياس عدد المضربين في ثانويتي أو في ثانويات ولا يتي أو الولايات المجاورة وأعني بها ولايات الوسط القريبة من العاصمة كالبليدة و بومرداس وتيبازة وغيرها. بل بعيار خضوع الزارة وتفاوضها بشكل ثنائي يوم 12 أفريل.
لكن هناك محاذير بعضها على الكناباست أن تتداركها وبعضها عليها أن لا تقع فيها مستقبلا.
فأما التي أرى أنها عليها تداركها فأقصد بذلك الشقاق الذي قد يحصل بين صفوف أعضائها. فكثير ممن هم غير معنيين بالترقية سيخرجون بعد هذا الاضراب بأيد فارغة بينما زملاؤهم غنموا على درجات متفاوتة. هؤلاء وكثير منهم أضرب وهو يهدف إلى أن يصيبه بعض ما أصاب زملاءه سواء عن طريق الدعاية التي أطلقت باعتبار أن الكل مستفيد دون تفصيل لهذا التعميم أو بعدم تمحيص الكثير من الأساتذة في المطالب وبالتالي عدم إدراكهم للنتيجة السلبية التي سيخرجون بها. أما أغلبهم ـ الأساتذة غير المستفيدين ـ فساروا وراء فهم خاطئ لمفهوم الترقية الآلية ،وهو مصطلح غير صحيح للحالة التي نحن عيها،فقد فهموا أن الترقية ستبقى متواصلة على هذا النهج دون الاستفاقة إلى نقطة الادماج المستقبلي عن طريق المسابقة والتأهيل.
هذه الفئة سترى أنها قد غرر بها وأنها دخلت معركة وضحت بأيام من رواتبها ليغنم غيرها وهنا سيكون الخطر.
أما المشكل الثاني وهو غير بعيد عن الأول فمتعلق بالمطالب وضرورة إثرائها من قبل القاعدة ليسهل تقبلها من جهة و حتى لا يفاجأوا بها غداة تقديمها إلى الوزارة.
ومن ناحية أخرى فإن هناك مطبات قد تخل بالتحالف الاستراتيجي بين الكناباست وليانباف وهو تحالف مكن النقابتين من الصمود أمام ضغوط الحكومة ،وعدم التنسيق بين النقابتين في المطالب المتعلقة بالقانون الخاص قد يؤدي إلى تضارب في الصالح وبالتالي انفضاض التحالف .
كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى مطلب اختفى من على ملاحظات الكناباست على مقترحات الحكومة الأخيرة ولا أعرف إن كان ذلك تخليا عن المطلب بسبب ضغوط الحكومة ـ ولا أعتقد ذلك بسبب النجاح الباهر للاضراب الذي رفع من أسهم الكناباست ـ أو بسبب عدم اقتناع القيادة به،وأقصد بذلك مطلب توسيع مجالات الترقية لأساتذة التعليم الثانوي الذي سقط مؤخرا من أجندة المفاوضين.