علمت "الحياة" من مصادر موثوقة أنّ لجان إعداد البرامج والمناهج لدى وزارة التربية الوطنية تعمل في صمت وفي سرية تامة، وهذا ما أثار العديد من التساؤلات من قبل الفاعلين في القطاع وتخوفات كبرى، كما تساءل العديد من الفاعلين في القطاع عن السبب الحقيقي الكامن وراء انتقاد وزيرة التربية نورية بن غبريط للوزير الأسبق أبو بكر بن بوزيد أهو فعلا انتقاد إصلاحاته أم هو التمويه لفرنسة المدرسة الجزائرية؟.
انتقد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الأنباف" أمس، في بيان له حازت "الحياة" على نسخة منه، محاولة وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط في بمحاولتها ضرب مشروع التعريب، مبرزا أنّ الواقع يؤكد في كل مرة أنّ "لا هدف لها من الناحية البيداغوجية والتعليمية منذ مجيئها سوى فرنسة المدرسة الجزائرية والجزائر عامة" لتصبح ملحقة تابعة لفرنسا، وهنا يجدر طرح هذا السؤال "هل يمكن أن تكون بن غبريط فرنسية أكثر من الفرنسيين حتى تعمل جاهدة لفرنسة المدرسة الجزائرية؟".
كشفت "الأنباف" أنّ وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط باعتبارها باحثة تدرك أنّ اللغة الفرنسية لغة ميتة وليست لغة بحث حتى في بلدها وموطنها الرسمي، مما جعل فرنسا تدرس طلابها اللغة الإنجليزية ابتداءً من السنة الثانية ابتدائي، مبرزة أن ذلك جعلها تمنح اللغة الإنجليزية مكانتها الطبيعية التي تقتضيها المصلحة العليا للوطن في مناهج وبرامج أبنائنا التلاميذ، خاصة وأنّ اللجان عاكفة لإعداد برامج الجيل الثاني وإدراج تدريس أبنائنا التلاميذ اللغة الإنجليزية ابتداءً من السنة الثانية ابتدائي باعتبارها لغة العلم.
وتتلخص أهم الخطوات التي أقدمت عليها الوزيرة نورية بن غبريط ـ حسب النقابة ذاتها ـ في لغة الخطاب في كل الاجتماعات الرسمية مع إطاراتها باللغة الفرنسية، إضافة إلى أنّ كل تقارير وزارة التربية تدون باللغة الفرنسية، ومناهج وبرامج ما يسمى بالجيل الثاني تسوي بين اللغة العربية - اللغة الوطنية- والفرنسية في الحجم الساعي للتلاميذ.
كما اتهمت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين بن غبريط بمحاولة فرنسة ثانوية "بوعمامة"، بدعوى جعلها لأبناء الجاليات الأجنبية والجزائريين العائدين من المهجر الذين لا يحسنون العربية، مبرزة أنها حجة باطلة وواهية، الهدف الحقيقي منها هو إعادة اللغة الفرنسية وخلق طبقية جديدة وسط المجتمع الجزائري، كما أكدت "الأنباف" أنه تم إبلاغ مديرة الثانوية بالأمر. بدورها أعلمت الأساتذة المدرسين بالعربية، فكادت تحدث الكارثة من خلال تهديد الطلبة بتخريب الثانوية، ما جعل السيدة الوزيرة بن غبريط تحجم عن قرارها في الوقت الحالي؟.
هذا وقد وجهت نقابة "الأنباف" اتهامات للوزارة الوصية انتهاجها سياسة الإبعاد والإحالة على التقاعد لكل من لم يسايرها في الخط التغريبي، ومن خلال ما سبق تساءلت النقابة قائلة "ما هدف انتقاد الوزيرة بن غبريط الوزير الأسبق بن بوزيد؟ أهو التمويه لفرنسة المدرسة الجزائرية خاصة إذا علمنا أن لجان إعداد البرامج والمناهج تعمل في صمت وفي سرية تامة؟".
للتذكير، لقد وجّهت انتقادات كبيرة للوزيرة نورية بن غبريط من قبل المدافعين على اللغة العربية، متهمين إياها بضرب مشروع التعريب في الصميم، ولقد أثار الوزارة بشأن تلقين العلوم باللغة الفرنسية استهجان المدافعين عن اللغة العربية ومشروع التعريب، وكان الأولى بوزيرة التربية ترسيخ اللغة الوطنية كرمز للهوية الجزائرية.