![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
قواعد اهل البدع في هدم منهج سلف
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسولنا صلى الله عليه وسلم قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة : (والداعي إلى البدعة مستحق العقوبة بإتفاق المسلمين ، وعقوبته تارة بالقتل ، وتارة بما دونه ، ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته ، فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها ، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله)، مجموع الفتاوى (35 / 414) و بل من هناك من أقام حربا على أهل السنة على عدة قواعد بدعية لاأصل لها لا من كتاب ولا من سنة ولا سلف صالح وما تلك القواعد الا وجوه لعملة واحدة وهي إماتة والقضاء على منهج الولاء والبراء اشتراط الإجماع على التبديع فلا يبدع أحد إلا اذا تم الإجماع على تبديعه (لا يبدع إلا من أجمع العلماء على تبديعه) رد أخبار الثقات التي ثبتت في الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على وجوب قبولها من اجل إبطال تجريح اهل البدع. كثير ما صرنا نسمع بـ: أصل لايلزمني، لا يقنعني، لرد الحق ولو جئت بالحجج والبراهين والأخذ بقاعدة نصحح ولا نجرح. ونريد منهجا واسعا فسيح يسع أهل السنة والأمة اكملها التلاعب و التشكيك و التهويش على قاعدة "الجرح المفسر مقدم على التعديل" و رد خبر الثقة، والتشكيك فيه و إلغاء منهج امتحان الناس كل هذه الأصول وغيرها للدفاع عن أهل البدع وضلالاتهم ولمحاربة أهل السنة الذين انطلقوا من قول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون ( 110 )) وقول الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ( 71 )). عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . ومن أمثال هذا الحديث النبوي الكريم وانطلقوا من منهج السلف الصالح والبدع من أنكر المنكرات . وخالفهم من ليس من أهل العلم ولا من أهل الصدق والأمانة بل هم من المرتزقة ومن المتأكلين بدينهم، المستخدمين لحرب أهل السنة ممن لهم حظ من قول الله تعالى "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون". وحظ من قول رسول صلى الله عليه وسلم "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا ائتمن خان ، وإذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر " . روته الصحاح والأئمة ونحن وإن كنا لا نكفرهم، لكننا نرى أن من النصح للمسلمين بيان حالهم وبيان شرهم وخطرهم على الإسلام والمسلمين عامة وعلى المنهج السلفي خاصة . فنرى مع ذلك أنه لايجوز قبول أخبارهم ولا تصديقهم في خصوماتهم لأهل السنة، فإنهم ممن إذا خاصم فجر، مع الصفات الأخرى الثانية فيهم. وهذا منهج الإسلام الحق الذي شرعه الله ودان به السلف الصالح . ونهج "لا يلزمني"، ومنهج "لا يقنعني"، يهدم هذا المنهج الذي لا يقوم الإسلام إلا به، ولا تقوم حياة في دينهم و دنياهم إلا به. فعلى المسلمين وعلى السلفيين في كل مكان أن يعرفوا حقيقية ما عليه أهل الفتن الذين اصلوا هذه الأصول الهدامة ويعرفوا أخلاقهم ودوافعهم وغاياتهم الخطيرة. وعلى من انخدع بهم وبمكرهم وبأصولهم أن يتوب الى الله، ويتمسك بالحق وبالمنهج، ويحترم أهل الحق والصدق والأمناء. فإن أهل الباطل يضرونه ولن يغنوا عنه الله شيئا. · نذكر منها بشيء من اقوال اهل العلم فيها:
قاعدة "التفريق بين المنهج والعقيدة حيث لا يؤثر اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة". قاعدة "الموازنات بذكر ما للمخالفين للحق من حسنات" قاعدة "لا نجعل خلافنا في غيرنا سببا للخلاف بيننا". قاعدة "نصحح ولا نجرح أو نصحح و لا نهدم" . قاعدة "إذا حكمت حوكمت وإذا دعوت أجرت". قاعدة "يجوز التخطئة ويحرم الطعن". قاعدة "أن تذكر حسنات من تكلمت فيه مع ذكر مثالبه". قاعدة "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه". قاعدة "تأثير تغير الزمان ومراعاة المصلحة في هجر المبتدعة، وعدم مصلحة الهجر في هذا الزمان". قاعدة "إلغاء منهج امتحان الناس". قاعدة "انتهى عهد الجرح والتعديل". قاعدة "نأخذ الحق ونترك الباطل". ولا شك ان هذه القواعد ماهي الا لتزكية اهل البدع والدفاع عنهم . و إنَّ أهل البدع والأهواء يستخدمون هذه القاعدة لتبرير تعاونهم مع بني جلدتهم من المبتدعة ولا يستخدمونها أبداً مع أهل السنة والجماعة السلفيين. وواقعهم خير شاهد عليهم .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() قاعدة "التفريق بين المنهج والعقيدة حيث لا يؤثر اختلاف المنهج إذا صحت العقيدة".
الاعتقاد والمنهج متلازمان لا ينفكان بل العقيدة من المنهج بل المنهج هو اشمل من العقيدة واعم فيكون فيه من العقيدة وسلوك واخلاق ومعاملات في كل حياة مسلم كما قال به اهل العلم . كل الخطة التي يسير عليها المسلم تسمى المنهج. فاما العقيدة فيزاد بها اصل الايمان ومعنى الشهادتين ومقتضاهما هذه عي العقيدة. والله تعالى يقول ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ( 115 )). اتباع سبيل المؤمنين او عدم اتباع سبيلهم امر هام جدا ايجابا وسلبا . فمن تبع سبيلهم فهو الناجي عند رب العالمين ومن خالفهم فحسبه جهنم وبئس المصير. وقال اهل العلم فاذا كان المنهج صحيحا صار صاحبه من اهل الجنة فاذ كان على منهج الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح يصير من اهل الجنة باذن الله . واذا صار على منهج الضلال فهو متوعد بالنار. فصحة المنهج من عدمها يترتب عليها جنة او نار. وكما قال اهل العلم ايضا الاسلام مؤلف من هذين - صحة المعتقد وسلامة المنهج وسداده فلا ينفك احدهما عن الاخر فمن فسد منهجه فثقوا ان هذا نابع من فساد عقيدته واذا استقامت استقام كذلك المنهج. وهذا كلام يدل دلالة واضحة على ان هناك تلازما بين العقيدة والمنهج |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() قاعدة ابطال الجرح و التعديل و تهميش الجرح المفسر ومخالفة اهل السنة ولا شك أن هذه القاعدة خطيرة جدا، لهدمها منهج السلف في الجرح المفسر، وهجر اهل البدع والاهواء وفتحها لباب دخول البدع والمبتدعة في صف اهل السنة السلفيين الخلص، مما يشوش ويلبس عليهم دينهم. فقد ابتليت الدعوة السلفية بأناس لم يُحسنوا بديهيات العلم الشرعي يتكلمون باسمها وفي وصفها وفي الحكم عليها. ولقد ابتليتُ بأقوام عندنا ممّن لم يُأصّلوا المنهج السلفي ولم يُشربوا قواعده في قلوبهم .. وإنّ من هؤلاء من لا يزال يُدافعُ عن المُبتدعة أمثال محمّد حسّان ومحمّد حسين يعقوب وأبي إسحاق الحويني وغيرهم. وقد جرى نقاشٌ طويلٌ بيني وبين مجموعة من الإخوة الذين أحسبُهم من عوام السلفيين بشأن أبي إسحاق الحويني فكان ممّا قاله لي هؤلاء الإخوة أنّ أبا إسحاق سلفيُّ المنهج وأنّ قواعدهُ وأصولهُ سنّة !! فكان ممّا رددتُ عليهم قولي إنّ الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّره ولا يُمكنُ لمن لا يعرفُ أصول اعتقاد أهل السنّة أن يحكم على شخص ما أنّه من أهل السنّة أو من غير أهلها ! ففاقد الشيء لا يُعطيه !! فكان ممّا تشبّث به هؤلاء الإخوة وفقهم الله لكل خير أنّ الحويني مُزكّى من طرف علماء أجلاء! –ولستُ أعرفُ منهُم عالماً واحداً !- فرددتُ عليهم بأنّه مُجرّحٌ أيضاً من طرف أئمّة كبار !! وهنا ما كان منهم إلا أن قالوا لي: لكل اجتهادُه ونحنُ نميلُ إلى تزكية من زكّاهُ من الشيوخ !! الله أكبر !!! ويكأنّ الأمر لعبة !! ليس الأمر كذلك ، فإنّه قد تقرر عند أهل العلم أنّ المُعيّن إذا اجتمع فيه جرحٌ مُفسّرٌ وتعديل فالجرحُ مُقدّمٌ على التعديل ! كما أنّ التعديل المُعتبَر مقدّمٌ على الجرح المُبهم. ومن أهل العلم من ذهب إلى قبول وتقديم الجرح مطلقاً ولو كان المُعدّلون أكثر عدداً ! وقد حكى هذا القول القاضي أبي الوليد الباجي وعزاه إلى جمهور النُّقّاد، وصحّحه الحافظ ابن الصلاح وكذا الحافظ السخاويُّ رحم الله الجميع. انظر في ذلك (فتح المُغيث 1/313، 394) للحافظ العراقي و (إرشاد الفحول ص68) للإمام الشوكاني. و(مصطلح الحديث ص60-61) لابن عثيمين، تحقيق: أشرف بن صالح العشري. قال الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى: ((أمّا إذا تعارض جرحٌ وتعديلٌ، فينبغي أن يكون الجرح حينئذ مُفسّراً: وهل هو المُقدّمُ ؟ أو الترجيح بالكثرة أو الأحفظ ؟ فيه نزاعٌ مشهور في أصول الفقه وفروعه وعلم الحديث. والله أعلم)) قال العلامة المحدّث أبو الأشبال أحمد شاكر رحمه الله تعالى مُعلّقاً على كلام الحافظ ابن كثير السابق: ((إذا اجتمع في الراوي جرحٌ مُبيّن السبب وتعديل، فالجرحُ مُقدّمٌ، وإن كثُر عدد المُعدّلين، لأنّ مع الجارح زيادة علم لم يطّلع عليها المُعدّل، ولأنّهُ مُصدّقٌ للمُعدّل فيما أخبر به عن ظاهر حاله، إلا أنّهُ يُخبرُ عن أمر باطن خفي عنه. وقيّد الفُقهاء ذلك بما إذا لم يقل المعدّلُ: عرفتُ السبب الذي قاله الجارح، ولكنّهُ تاب وحسُنت حاله، أو إذا ذكر الجارحُ سبباً مُعيّناً للجرح، فنفاهُ المُعدّلُ بما يدلُّ يقيناً على بُطلان السبب. قاله السيوطيُّ في التدريب.)) اهـ (الباعثُ الحثيث شرحُ اختصار علوم الحديث ص89 مكتبة المعارف، الرياض) وقال الإمام الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه العظيم: (الكفاية في علم الرواية ص177) ((القول في الجرح والتعديل إذا اجتمعا أيهما أولى ؟ اتفق أهل العلم على أنّ من جرحه الواحد والاثنان وعدّله مثل عدد من جرّحه فإنّ الجرح به أولى، والعلّة في ذلك أنّ الجارح يخبر عن أمر باطن قد علمه ويصدّق المعدّل ويقول له: قد علمتُ من حاله الظاهرة ما علمتها وتفردتُ بعلم لم تعلمهُ من اختبار أمره. وإخبار المعدّل عن العدالة الظاهرة لا ينفي صدق قول الجارح فيما أخبر به فوجب لذلك أن يكون الجرح أولى من التعديل)). إلى أن قال رحمه الله تعالى: فصل: إذا عدل جماعة رجلا وجرحه أقل عددا من المعدلين فإنّ الذي عليه جمهور العلماء أنّ الحكم للجرح والعمل به أولى. وقالت طائفة بل الحكم للعدالة وهذا خطأ لأجل ما ذكرناه من أن الجارحين يصدقون المعدلين في العلم بالظاهر ويقولون عندنا زيادة علم لم تعلموه من باطن أمره. وقد اعتلت هذه الطائفة بأن كثرة المعدّلين تقوى حالهم وتوجب العمل بخبرهم وقلة الجارحين تضعف خبرهم. وهذا يعد ممن توهموه لأنّ المعدلين وإن كثروا ليسوا يخبرون عن عدم ما أخبر به الجارحون ولو أخبروا بذلك وقالوا نشهد أن هذا لم يقع منه لخرجوا بذلك من أن يكونوا أهل تعديل أو جرح لأنها شهادة باطلة على نفي ما يصح ويجوز وقوعه وإن لم يعلموه فثبت ما ذكرناه)) اهـ وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار (2/279) في تخريج حديث قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة: ((قلت : وهو من رجال البخاري ـ يعني محمد بن حمير ـ وكذا شيخه ، وقد غفل أبو الفرج بن الجوزي فأورد هذا الحديث في الموضوعات من طريق الدارقطني، ولم يستدل لمدعاه إلا بقول يعقوب بن سفيان : محمد بن حمير ليس بالقوي . قلت –أي الحافظ ابن حجر-: وهو جرح غير مفسّر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري )). اهـ ومفهوم قول الحافظ: ((وهو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري)) أنّ الجرحَ لو كان مُفسّراً لقُبل وقُدّم على توثيق ابن معين رحمه الله تعالى. وقال الإمام المحدّث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: (المُقترح في أجوبة أسئلة المُصطلح): ((ومن أهل الخير، ومن الناس الطيبين من يحب علم الحديث، ويحب أهل الحديث, لكنه يرى أن الأئمة قد اختلفوا في التجريح والتعديل، واختلفوا في التصحيح والتضعيف، فيظن أنه لا سبيل إلى ذلك، لأن الأئمة رضوان الله عليهم وضعوا قواعد، فأنت إذا قال لك رجل: فلان ثقة. وقال لك آخر: أنا سمعته يعكف على آلات اللهو والطرب أو رأيته على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ ويقول لك رجل: فلان ثقة يصلي معنا، وحسن المعاملة. وآخر يقول: أنا رأيته عاكفًا على آلات اللهو والطرب. فبأي القولين تأخذ؟ الجرح المفسّر مقدّم على التعديل، والجارح اطلع على مالم يطلع عليه المعدل.)) اهـ وقال أيضاً رحمه الله تعالى في في نفس الكتاب: ((إذا اختلفوا –أي علماء الجرح والتعديل- في الراوي ومنهم من يجرّحه، فإن كان الجرح مفسّرًا أخذ بالجرح المفسر، لأن الجارح اطّلع على ما لم يطلع عليه المعدّل، فمثلاً رجل يقول: فلان محدّث. وهو سنيّ من أهل السنة ويفهم، فجاء آخر ممن يعتمد قوله وقال: هو كذّاب. فالذي حكم عليه أنه كذاب اطلع على ما لم يطلع عليه المعدل، فعنده زيادة يجب الأخذ بها، ..)). فبتطبيق هذا الأصل العظيم على حال الحويني لا يسعُنا إلا أن نقول بتجريحه واعتقاد التحذير منه وإن عدّلهُ من عدّلهُ من العُلماء –إن صحّ ذلك- خاصة إذا علمنا النقاط التي أُخذت عليه ولأجلها جرحه من جرّحه من العلماء وهي مذكورة ومنشورة على شبكة سحاب السلفية –حفظها الله- فلا داعي لإعادة نقلها هنا. وفي الأخير أحبُّ أن أتقدّم لإخواني السلفيين بهذه الكلمة الموجزة العظيمة لإمام من أئمّة المُسلمين ورافع لواء الجرح والتعديل والذبّ عن حياض السنّة في هذا العصر وإن رغمت أنوفُ الحاسدين الحاقدين. قال الإمام ربيع السنّة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه : (المحجّة البيضاء في حماية السنّة الغرّاء): ((فإذا جرح العالم الناقد من يستحق الجرح ببدعة، وحذر من بدعته؛ فهذا من أهل العدل والنصح للإسلام والمسلمين، وليس بظالم، بل هو مؤدٍ لواجب . فإن سكت عمن يستحق الجرح والتحذير منه فإنه يكون خائناً، غاشاً لدين الله وللمسلمين . فإن ذهب ذاهب إلى أبعد عن السكوت، من الذب والمحاماة عن البدع وأهلها فقد أهلك نفسه، وجَرَّ من يسمع له إلى هوة سحيقة، وأمعن بهم في نصر الباطل ورد الحق . وهذه من خصائص وأخلاق اليهود، الذين يصدون عن سبيل الله وهم يعلمون)) قال الشيخ العلامة ربيع -حفظه الله- : " علماء الجرح والتعديل وعلماء الشريعة الإسلامية فصلوا في هذا الأمر ، منهم الحافظ ابن كثير في مختصر مقدمه ابن الصلاح ، إذا جرح عالم معتبر يعلم أسباب الجرح والتعديل والخلاف في هذه الأمور ولم يعارضه أحد في هذا الجرح فأنه يقبل – بارك الله فيكم – أما إذا عارضه عالم معتبر مثله بتزكية فحينئذ يطلب من المجرح أن يقدم الأدلة على ثبوت جرحه وأسبابه ،فإذا قدم الأدلة فلو عارضه مائة عالم من كبار العلماء وأبرزهم لا قيمة لمعارضتهم لأنهم يعارضون الحجة والبرهان ، وهم يعارضون بغير حجة ولابرهان، والله يقول :(قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فالبرهان يسكت الألوف من الذين خلت أيديهم من الحجج ولو كانوا علماء، فهذه قواعد يجب أن تعرف وعليكم بمراجعة كتب علوم الحديث ولا سيما الموسعة منها مثل تدريب الراوي ومثل فتح المغيث للسخاوي شرح ألفية العراقي ، فهذه أمور بديهية عند أهل العلم فالمنازعة فيها والكلام فيها بالباطل لا يجوز لأنه يفسد العلوم الإسلامية ويخرب القواعد و…….إلى آخره بمثل هذه الأساليب ، فلا يجوز للمسلم أن يطرح للناس إلا الحق ويبتعد عن التلبيس والتحيل " (1). وقال – سدده الله- أيضا : " أؤكد أنه لو زكى أبا الحسن أحد من الناس فإننا نتعامل مع هذه التزكيات بمنهج الله الحق ليتبين للناس الصواب من الخطأ ، والله لو زكاه مثل أحمد بن حنبل وليس معه حجة فإن تزكيته لا يجوز قبولها أبداً لأن الجروح موجودة التي نادى بها أسلافنا الكرام وتعاملوا بها في دينهم وفي سنة نبيهم وفي رواة حديثهم وفي شهاداتهم وفي غيرها من أبواب دين الله وستردها الأدلة والبراهين ، فلا يفرح أبو الحسن ولا يفرح غيره ……فإنا رأينا القطبيين وعدنان عر عور والمغراوي يلجئون إلى هذه الوسائل التي لا تغني في دين الله وعند الله وعند أهل السنة لا تغني شيئاً " (2) .................................................. .... (2,1) - شريط " التحذير الحسن من فتنة أبي الحسن " الوجه الأول. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() قاعدة "الموازنات بذكر ما للمخالفين للحق من حسنات"
قول شيخ الإسلام (والداعي إلى بدعته مستحق العقوبة باتفاق المسلمين..) يعني بـ(إجماعهم). قال رافعُ بن أشرسَ :(من عقوبة الفاسق المبتدعِ أن لا تذكر محاسنه) ، شرح علل الترمذي ( 1 / 353) . وايضا هذه الاخيرة ليست اقل خطرا عن سابقتها لفتحها الباب لاهل البدع ليبثوا منهجهم وافكارهم الباطلة بين اهل السنة وهي نفسها قاعدة قاعدة "إن من الإنصاف عند تنزيل الأحكام على الأعيان وفي مجال الترجمة للأشخاص أن نرى حسنات المخالف وسيئات الموافق من أهل المنهج الواحد ومن العمى والإجحاف ألا نرى للمخالف حسنة ولا للموافق سيئة" أ/ أقوال عُلماءالسُنةفي منهج الموازنات: 1/ قول سماحة الشيخ العلاَّمة / عبد العزيزابن باز رحمه الله: سُئل الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه اللهالسؤال التالي: بالنسبة لمنهج أهل السنة فينقد أهل البدع وكتبهم؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم، أم فقط مساوئهم؟ فأجاب رحمه الله: كلام أهل العلم نقد المساوئللتحذير، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها، أما الطيب معروف، مقبول الطيب، لكن المقصود التحذير من أخطائهم، الجهمية.. المعتزلة.الرافضة. .. وما أشبه ذلك.فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق؛يُبين، وإذا سأل السائل: ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السُنة ؟ والمسؤوليعلم ذلك؛ يُبين، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل؛ ليحذرهالسائل ولئلا يميل إليهم. فسأله آخر: فيه أناس يوجبون الموازنة: أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناسمنه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟ فأجاب الشيخ رحمه الله: لا؛ ما هو بلازم، ما هوبلازم،ولهذا إذا قرأتكتب أهل السنة؛ وجدت المراد التحذير، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد "، فيكتاب الأدب في " الصحيح "، كتاب " السنة " لعبدالله ابن أحمد، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع ".. إلى غير ذلك. يوردونهللتحذير من باطلهم،ما هو المقصود تعديد محاسنهم.. المقصودالتحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمنكفر، إذا كانت بدعته تكفِّره؛ بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره؛ فهو على خطر؛فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها،اهـ. مسجل من دروسالشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ فيالطائف. 2/ قول فضيلة الشيخ العلاَّمة /محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: سئل الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـرحمه الله ـفي شريط رقم ( 850) من سلسلة الهدى والنور, السؤالالتالي: السائل: الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة، منذلك قولهم: لابد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لميكن كذلك لكنه أخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحدإلا من ذكر بقية حسناته، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات،وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي، بأنه لابد منهجالأولين في النقد ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات، هل هذه القاعدة على إطلاقهاأو هناك مواضع لا يطلق فيها هذا الأمر ؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذاالأمر. فأجاب الشيخالألباني: التفصيلهو: وكل خير في اتباع من سلف، هل كان السلف يفعلونذلك؟ فقال السائل: هم يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع، مثل كلام الأئمة في الشيعةمثلاً، فلان ثقة في الحديث، رافضي خبيث، يستدلون ببعض هذه المواضع، ويريدون أنيقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص التي فيها كذاب، متروك، خبيث؟ فقال الشيخالألباني: هذه طريقةالمبتدعة، حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح أو عالم وفقيه، فيقول عنه: سيئالحفظ، هل يقول إنه مسلم، وإنه صالح، وإنه فقيه وإنه يرجع إليه في استنباط الأحكامالشرعية... الله أكبر، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جداً، تشتمل فرعيات عديدة خاصةفي هذا الزمان. منأين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم، إن كان داعية أو غير داعية؛لازم ما يعمل محاضرة, ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها، الله أكبر، شيء عجيب والله،شيء عجيب. فقالالسائل: وبعضالمواضع التي يستدلون بها مثلاً: من كلام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " أو فيغيرها، تُحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون، مثلالحديث ؟ فقال الشيخالألباني: هذا تأديبيا أستاذ مش قضية إنكار منكر، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: " من رأى منكممنكراً فليغيره " هل تنكر المنكر على المنكر هذا، وتحكي إيشمحاسنه ؟ فقالالسائل: أو عندماقال: بئس الخطيب أنت، ولكنك تفعل وتفعل، ومن العجائب في هذا قالوا: ربنا عز وجلعندما ذكر الخمر ذكر فوائدها ؟ فقال الشيخ الألباني: الله أكبر، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله،سبحان الله، أنا شايف في عندهم أشياء ما عندنا نحن، اهـ. 3/ قول فضيلة الشيخ العلاَّمة /محمد بنصالح العثيمين رحمهالله: قال الإمامالعلامة محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله في " لقاء البابالمفتوح "(61ـ70) (ص153 ): "عندما نريد أن نقوِّم الشخص،فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ، لأن هذا هو الميزان العدلوعندما نحذِّر من خطأ شخص, فنذكر الخطأ فقط، لأن المقام مقام تحذير ومقامالتحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن،لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً، فلكلمقام مقال." 4/ قول فضيلة الشيخ العلاَّمة / صالح بن فوزان الفوزان حفظهالله: قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان في كتابه " الأجوبة المفيدة على أسئلةالمناهج الجديدة " ص ( 13 ) إجابة علىسؤال: هل يلزمنا ذكر محاسن من نحذرمنهم ؟ فأجابالشيخ: إذا ذكرت محاسنهمفمعناه أنك دعوت لهم، لا.. لا, لا تذكر محاسنهم اذكر الخطأ الذي هم عليهفقط؛ لأنه ليس موكولاً إليك أن تدرس وضعهم و تقوم،أنت موكول إليك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوامنه، ومن أجل أن يحذره غيرهم، أما إذا ذكرت محاسنهم،قالوا: الله يجزاك خير, نحن هذا الذي نبغيه..... اهـ. 5/ قول فضيلة الشيخ العلاَّمة /صالح بن محمد اللحيدان حفظهالله: قال فضيلةالشيخ صالح بن محمد اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعوديةجواباً على سؤالِ: هل من منهج أهل السنة والجماعة في التحذير من أهل البدع والضلال ذكرمحاسن المبتدِعة والثناء عليهم وتمجيدهم بدعوى الإنصاف والعدل؟ فأجابالشيخ: وهل كانتقريش في الجاهلية وأئمة الشرك، لا حسنة لأحدهم ؟ ! هل جاء في القرآن ذكر حسنة من حسناتهم ؟ ! هل جاء في السنةذكر مكرمة من مكارمهم ؟ ! وكانوا يكرمون الضيف، كان العرب في الجاهلية يكرمون الضيف، ويحفظونالجار، ومع ذلك لم تذكر فضائل من عصى الله جل وعلا. ليست المسألة مسألة تعداد المحاسن والمساوئ، وإنمامسألة تحذير من خطر. وإذا أراد الإنسان أن ينظر، فلينظر إلى أقوال الأئمة كأحمد ابن حنبلويحيى بن معين وعلي بن المديني وشعبة. هل كان أحدهم إذا سُئل عن شخص مجروح وقال: كذاب. هلقال: ولكنه كريم الأخلاق, جواداً في بذل المال، كثير التهجد في الليل؟! وإذا قالوامختلط. أو قالوا: أخذته الغفلة. هل كانوا يقولون: ولكن فيه.. ولكن فيه.. ولكن فيه ؟ ! لا .. لماذا يُطلب من الناس في هذا الزمن، إذا حُذر شخص أن يقال: ولكنه كان فيه.. وكان فيه.. وكان فيه ؟ ! !هذه دعايات من يجهل قواعد الجرحوالتعديل، ويجهل أسباب تحقيق المصلحة، والتنفير من ضياعها، انتهىمن شريط "سلامة المنهج دليل الفلاح " 6/ قول فضيلة الشيخ العلاَّمة / عبدالمحسن العبَّاد حفظهالله: قال فضيلةالشيخ العلامة عبدالمحسن العباد جواباً علىسؤال: هل من منهج السلف: أني إذاانتقدت مبتدعاً ليحذر الناس منه يجب أن أذكر حسناته لكي لا أظلمه؟ فأجابالشيخ: " لا.. لا ما يجب إذا حذرت من بدعة وذكرت البدعة وحذرت منها،فهذا هو المطلوب ولا يلزم أنك تجمع الحسنات وتذكر الحسنات؛ إنما للإنسان أن يذكر البدعة ويحذر منها وأنه لا يُغتر بها ". انتهى من درس " سنن النسائي" شريط رقم ( 18942) تسجيلات المسجد النبوي. وقال أيضاً الشيخعبدالمحسن العباد جواباً على سؤال: هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم عن معاوية: ( صعلوك لا مال له, وأبىجهم لا يضع العصا على عاتقه ) دلالة على عدم وجوب ذكر الحسنات في باب النقد؟ فقال الشيخ: "نعم فيه دلالة؛ لأن القضية ما هي قضية معرفة جميع ما له وما عليه؛لأنالمهم في الأمر هذه النقاط التي تبعث على الانصراف عنهوالعدول عنه، لأنه هذا هو المقصود،ما هو المقصود أنهلا يذكر أحد إلا بعد ما يبحث عن حسناته، وهل له حسنات أو ليس له حسنات.. لا. يعنيالكلام استشير في شخص هذه المشورة تتعلق بكونه صالح لأن يعامل هذه المعاملة أو أنالأولى للإنسان أن لا يعامله، وما هو السبب الذي يجعل الإنسان لا يعامل، فهو بحاجةإلى سبب عدم التعامل، وأما كونه يبحث عن حسناته ويقول فيه صفات طيبة، وفيه صفاتكذا.وفيه صفات كذا.يعني هذا الحديث يدل على أنه ليس بلازم؛لأن المهم في الأمر ما يبعث على الرغبة, إن كان ما فيه شيء أو يبعث على العدول عنهإذا كان فيه شيء لا يصلح ولا ينبغي". 7/ وسئل – العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي حفظه الله تعالى قوله : ( إن من الإنصاف عند تنزيل الأحكام على الأعيان وفي مجال الترجمة للأشخاص أن نرى حسنات المخالف وسيئات الموافق من أهل المنهج الواحد ومن العمى والإجحاف ألا نرى للمخالف حسنة ولا للموافق سيئة) فما قول فضيلتكم في هذه العبارة حفظكم الله ورعاكم ؟ قضية الموازنات – بارك الله فيكم – قال بها هذا الرجل الذي قعد هذه القواعد الخاطئة وقال بها غيره ممن هو على شاكلته قالوا :إنه لا بد من الموازنة أي : أنك إذا ذكرت أخطاء شخص أو بدعه وضلالهفإنه من الإنصاف ومن العدل أن تذكر محاسنه وهذه دعوة مبتكرة ما عرفت في نصوص الكتاب والسنة ولا عن سلف الأمة فكم في القرآن الكريم من آيات ذكرت مساوئ المنحرفين ولم تذكر بجانبها شيئًا من حسناتهم لأن الغرض إنما هو بيان الخطأ والضلال والبدعة فطريقة أهل العلم الذين رسخت أقدامهم في العلم بيان الخطأ ... يقتصرون على ذلك وكم من نصوص في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها الاقتصار على بيان الخطأ ممن له حسنات لا يستطاع حصرهاولكن ليس الغرض هو المدح والثناء على أصحاب البدع عند الرد عليهم ... فهذه مغالطة لأنك إذا ذكرت بدعة المبتدع وأدحضتها بنصوص الكتاب والسنة ثم ذكرت محاسنه من إسلام وإ يمان وصدقة وصوم وحج ونحو ذلك فهذه تعتبر دعاية للناس ليقبلوا منه فلا يردوا عليه ولا يعاملوه معاملة المبتدعين الذين عاملهم السلف الصالح بالبغض بقدر بدعتهم وأخطائهم وهجرهم ... إذن : قضية الموازنات هذه قضية باطلة ودعوى لا يستند أصحابها على دليل يجوز الاستدلال به وأما القائلون بعدم الموازنات فإنهم يملكون الأدلة الكثيرة من كتاب الله عز وجل وصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف الصالح ما لا يعد ولا يحصى وفي الأيام الماضية وقعت في يدي ورقات من مجلة تسمى ( مجلة البصائر ) فوجدت فيها عنوانًا هكذا ( فقدان العدل ونسيان الإنصاف ) بقلم عدنان آل عرعوراورد تحت هذا العنوان بعض الآيات التي يستدل بها كل منادي بمنهج وجوب الموازنات ... من تلكم الآيات قول الله عز وجل : ( ولا تبخسوا الناس أشيائهم ) ومنها قوله عز وجل : ( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤديه إليك ) ومنها قوله عز وجل : ( وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ) ويظن ... أنه يستفاد من هذه النصوص أن الله أمرنا بالعدل والإنصاف وحرم علينا الظلم والإجحاف مع كل قريب وبعيد وعدو وصديق هذا فقهه من هذه النصوص هو ومن كان على شاكلته ولا شك أنهم يريدون من هذا الاستدلال والتعليل أن من رد على صاحب بدعة وهوى وانحراف وخطأ أن يعد محاسنه حتى لا يُظلم ... وأقول: إن هذا الابتكار لهذا المنهج يعارض نصوص الكتاب والسنة بفهم العلماء السابقين واللاحقين السائرين على الحق المبين من هذه الأمة ... هذا ما استطعت أن أقوله فأحمد الله وأشكره على الصواب وأستغفره من الخط. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() قاعدة "نصحح ولا نجرح أو نصحح و لا نهدم"
نصحح ولا نجرح هذه قاعدة عدنان عرعور التي شغب بها كثيراً على السلفيين والمنهج السلفي ، وانتقد هذه القاعدة وغيرها من قواعد عدنان الفاسدة نقداً شديداً جمع من العلماء ووصفها العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله بأنها قواعد مداهنة وانتقد عدد من العلماء يبلغون ثلاثة عشر عالماً منهم الشيخ الفوزان والشيخ زيد محمد هادي والشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، فما كان من عدنان إلا أن شن حرباً عليهم وتسفيهاً وتجهيلاً لهم إلى أن بلغ به القول :" بأن فلاناً أو بأنهم شعب الله المختار الذي خرج من دبر آدم " فض الله فاه لقد قال كلمة كفر ومع هذا لا يزال من أولياء أبي الحسن وعصابته لا نعرف منه موقفاً سلفياً صحيحاً . اما قاعدة نصحح ولا نهدم فهي لأبو الحسن المأربي قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: "ان النقد من اهل العلم و تجريح من يجب جرحه من باب النصح للأمة، والتحذير من بدعته أو انحرافه أمر متعين كما فعل علماء الإسلام سابقا ولاحقا". سئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ماقيل في أخطاء أهل البدع: "نصحح ولا نجرح". فأجاب رحمه الله: هذا غلط بل نجرح من عاند الحق. وقال رحمه الله: "اذا كان الخلاف في مسائل العقائد فيجب أن تصحح وما كان على خلاف مذهب السلف فإنه يجب إنكاره والتحذير ممن يسلك ما يخالف مذهب السلف في هذا الباب". وسئل الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى: عن قاعدة نصحح ولا نجرح؟ فأجاب – حفظه الله تعالى: هذه القاعدة ما لها أصل أقول هذه القاعدة ما لها أصل، أهل الباطل لازم تجريحهم. وسئل عن قاعدة: يجوز التخطئة ويحرم الطعن؟ فأجاب – حفظه الله تعالى: هذه مثل نصحح ولا نجرح هي نفسها – اهـ سئل – العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي حفظه الله تعالى : عن قاعدة نصحح ولا نجرح؟ فأجاب : "هذه القاعدة ليست من قواعد العلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقا ولاحقا التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أقل للتعديل، والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعد المتعلقة بهذا الموضوع الخطير وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة السلف الصالح أتباعهم إلى يوم الدين وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد، وهذه القاعدة فيها تلبسش على من قل نصيبه من العلم الشرعي ووسائله....وهذه من المغالطة وصاحبها إما أن يكون جاهلا فيجب عليه أن يطلب العلم صادقا وإما أن يكون ملبسا ومضللا للناس فحسبه الله ونسأل الله أن يهديه يرده إلى الحق ردا جميلا.آمين" وسئل ايضا: س89 : نحن شباب من أوروبا يعني من هولندا وعندنا بعض الأسئلة إذا تفضلتم – حفظكم الله – بالإجابة عليها وهي عبارة عن قواعد نريد طرحها عليكم كي تبينوا لنا وجه الصواب فيها القاعدة الأولى تقول " نصحح ولا نجرح " فما هو قولكم – بارك الله فيكم – في هذه القاعدة ؟ . ج89 :الله الحمد لله والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه ومن والاه . أما بعد فهذه القاعدة ليست من قواعد العلماء الربانيين الذين يعتد بعلمهم , وإنما قواعد العلماء العارفين بشرع الله المطهر سابقاً ولاحقاً " التصحيح لما يستحق التصحيح والتعديل لمن هو أهل للتعديل , والتجريح لمن يستحق التجريح على ضوء القواعد المتعلقة بهذا الموضوع الخطير "وعلى هذا مشى أهل السنة والجماعة السلف الصالح وأتباعهم إلى يوم الدين , وما كتب الجرح والتعديل عن الأذهان ببعيد , وهذه القاعدة فيها تلبيس على من قلَّ نصيبه من العلم الشرعي ووسائله لا سيما في بلدكم وهذه من المغالطة وصاحبها إما أن يكون جاهلاً فيجب عليه أن يطلب العلم صادقاً وإما أن يكون ملبساً ومضللاً للناس فحسبه الله ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق رداً جميلا . آمين .. ويقول الشيخ العلامة ربيع في هذه القاعدة الفاسدة ومنها حمل المجمل على المفصل والمطلق على المقيد والعام على الخاص والناسخ على المنسوخ وهذا الأصل أخترعه بعض الغلاة في سيد قطب ورفع لوائه بشده أبو الحسن المأربي ودافع به فعلاً عن سيد قطب . ثم غير جلده وصبغه صبغة جديدة كما هي عادته في تلونه ليخرج من مآزقه الشوهاء المظلمة بصورة وضاءة جميلة . ومنها- قاعدة التثبت التي لا يقصد بها التثبت المشروع وإنما يقصد بها رد الحق وإسقاط أهله من علماء السنة والمنهج السلفي فمهما كثر عددهم وتطابقت فتاواهم من غير توافق ومهما أقاموا من البراهين فإن هذا الأصل كفيل بإسقاطهم على كثرتهم وقوة حججهم وبراهينهم فأبو الحسن لا يؤمن بأخبار الثقات وفتاواهم مهما كثروا حتى يرى بعينه ويسمع بأذنه وهذا التثبت يشبه تثبت اليهود إذ قالوا لنبي الله موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة وما شاكل ذلك من تعنت أعداء الرسل عليهم الصلاة والسلام ولقد قال تعالى : ( فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالصدق إذ جاءه) . ونحن لا نكفر هؤلاء الجهلة مع تخلقهم بهذه الأخلاق الرديئة التي جعلوها أصولاً. مقتبس من مقال:: حقيقة المنهج الواسع عند أبي الحسن للشيخ المجاهد ربيع أهل السنة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() قاعدة "إذا حكمت حوكمت وإذا دعوت أجرت"
سئل – العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي حفظه الله تعالى: القاعدة الثانية تقول " إذا حكمت حوكمت , و إذا دعوت أجرت" فما هو تعليقكم على هذا الكلام ؟ . قوله " إذا حكمت حوكمت " هذه أيضاً قاعدة خاطئة باطلة قد يكون المراد منها الترهيب لمن يتصدى لرد الخطأ وبيانه للناس بأن لا يرتكس فيه من يجهله , وترهيب لمن ينصر السنة وينشرها, وحقاً إنه لا يتم نصر السنة ونشرها على الوجه الأكمل إلا بدحض البدع التي تحارب السنن وتريد أن تحل محلها ,فهذه قاعدة أيضاً كسابقتها قاعدة خاطئة لا تصدر إلا من إنسان يريد أن يغالط نفسه ويخشى عليه أن يوبقها , وكذلك يريد أن يغالط غيره سواءً بعلم أو بجهل , فإذا كان بعلم فقد ارتكب مأثماً عظيماً وإن كان بجهل فقد ارتكب أيضاً خطأً كبيراً , لأنه لا يجوز لأحدٍ أن يقول على الله أو على رسوله صلى الله عليه وسلم إلا بعلم متيقن كالشمس في رابعة النهار . وأما قوله : " وإذا دعوت أجرت" فكلام حق إذا كانت الدعوة على منهاج الرسل الكرام والأنبياء العظام وأتباعهم من الأئمة السلفيين الأعلام , أما إذا كانت الدعوة إلى خطوط التيه والإنحراف فأنى يكون فيها الأجر , بل هي وزر يحمله صاحبه فاللهم سلم . سئل – الشيخ عبد المحسن حفظه الله تعالى: سَّئل : هُناك بعضُ القَواعدِ يا شَيخ قدْ تلتَبسُ عَلينَا ، فنودُّ طَرحَها علَى فَضِيلتِكم لِتُبدواْ تَعليقِكم عَليْها ، وهَل هِيَ موافقةٌ لمَا علَيهِ أهلُ السُّنة مِن أصُولٍ ثابِتةٍ وضَوابطَ مُستَقرَّة ؟ مثلَ القَاعِدة التَّاليَة : "نُصحِّح ولاَ نُجرحْ " وَ القاعِدة الأخُرى : " إِذا حَكمتَ حُوكمتَ وَإِذَا دَعوت أُجِرْتَ " . الشَّيخ عبد المُحسن حفظه الله : هذه القواعد التي ذكرتها أو أشرت إليها من صاحبها ؟ السَّائل: شيخ ، صاحبها يُدعى عدنان عرعور . الشَّيخ عبد المُحسن حفظه الله : أنَا نصِيحَتي لَكُم أنَّكم لاَ تشْتغِلونَ بكَلامِه ؛ وبقواعده .. ولاَ تلْتفِتواْ إلَى مَا عِنده لأنَّه عِنده تَخليطٌ ! وأنا سبق لي أن اطلعت على شيء من كلامه ، ورأيت فيه كلاماً لا يصلحُ ولا ينبغي ! ولهذا ينبغي اجتنابُ كلامهِ وعدَم الإنشغال به والإهتمام به والإنسان يشتغل بكلام العلماء المُحقِّقين الذين هم .. مثل : * أشرطة الشيخ عبد العزيز بن باز . * والشيخ العثيمين . * وأشرطة الشيخ الفوزان . * وأشرطة الشيخ عبد العزيز آل شيخ وغيرهم ... من المشايخ اللي معتمدين والذين مأمونٌ جانبهم . وأمَّا (الأخ) عدنان عرعور فأنا سبق وأن اطَّلعت على شيء من كلامه ، ورأيته أنَّه عندهُ تخليطٌ ولا يصلح أن يشتغل بكلامه ، ( هذا كلامي باختصار ) دون الحَاجة لأن تذكر قواعده .. وغير قواعده .. السَّائل: وياشيخ ، بس نصيحة أخيرة . هل تُحضر دروسه ؟ الشَّيخ عبد المُحسن حفظه الله : واللهِ ما ينبغي أن تحْضرواْ دروسه وهو هكذا ، ما دام هذا وضعه ما يصلُح أن تحضرواْ دروسه . السَّائل: طيِّب جزاكم الله خيراً . الشَّيخ عبد المُحسن حفظه الله: حيَّاكم الله . السَّائل: السلام عليكم . الشَّيخ عبد المُحسن حفظه الله: وعليكم السلام ورحمة الله .اهـ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() قاعدة "يجوز التخطئة ويحرم الطعن"
وسئل الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى: عن قاعدة يجوز التخطئة ويحرم الطعن ؟ فأجاب – حفظه الله تعالى: هذه مثل نصحح ولا نجرح هي نفسها – اهـ وسئل – العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي حفظه الله تعالى (مثل لها فقال:( لماذا لا يلام الإمام أحمد رحمه الله في تكفيره لتارك الصلاة ويلام سيد قطب إذا صدر منه بعض العبارات ... فما هو تعليق فضيلتكم حفظكم الله هذه القاعدة وما فيها من المراوغة والتلبيس وبذر الشكوك في فقه إمام أهل السنة أحمد بن محمد بن حبل الشيباني الذي أعز الله به السنة مدة حياته لا سيما يوم المحنة المشهور لدى طلاب العلم كسابقتها قاعدة محدثة مبتكرة فإن الخطأ يجب أن يصحح وأما الطعن فلا بد فيه من التفصيل : فطعن الأبرياء يحرم ولا يجوز لأحد أن يطعن في الأبرياء لا بتجريحهم ولا بتخطأتهم ولا بالحط من أقدارهم وأما المدان الذي يقع في الخطأ ويبين له فيصر عليه والذي يقع في البدعة وينصرها وينشرها ويدافع عنها وتقام عليه الحجة بأدلة الكتاب والسنة ثم هو يراوغ أو يمانع فهذا ينبغي أن يبين حاله ، وأن ينشر خطأه ، وأن يحذر الناس منه فهو من دعاة السوء والضلالة لا من دعاة الخير والإصلاح. وأما الاستدلال بأن الإمام أحمد رحمه الله كفر في بعض فتاواه تارك الصلاة ...فمعه أدلته التي يتفق معه فيها المحققون من أهل العلم عليها استنادًا إلى نصوص من كتاب الله عز وجل جــاء الحكم فيها بكفر تارك الصلاة بدون تفصيل سواء كان الترك بالجحد لوجوبها أو كان الترك تكاسلاً وتساهلاً وتهاونًا بحقها ...فالإمام أحمد رحمه الله من أهل الاجتهاد يملك مقومات الاجتهاد ومسوغاته فإن أصاب فيما أفتى به وقرره وقعده فله الأجر مرتين وإن أخطأ فخطأه معفوٌ عنه فيه وله أجر فهو بين أجر وأجرين والخطأ واللوم مرفوع عنه بنص الكتاب والسنة . أما من لم يعرف بالعلم الشرعي وبلوغ رتبة الاجتهاد فيه كسيد قطب ومن كان في مستواه وعلى نهجه وشاكلته فهذا لا يقال فيه إن اجتهد فأخطأ فهو مأجور ومعذور لأنه لا يصنف مع العلماء المجتهدين الذين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر وخطأهم معفوٌ عنه فيه فقد وقع رحمه الله في ضلالات وارتكس في خطأ وفي بدع متعددة ومتنوعة ينقدها طلاب العلم الذين من خلقهم الإنصاف ... فلا يقال في أخطاء وضلالات سيد قطب أنها اجتهادات مقبولة أو معقولة بل مردودة مرفوضة ولا يجوز أن يقارن سيد قطب الموصوف بالجهل عند من حسنوا به الظن بالإمام أحمد الذي أجمعت الأمة على إمامته وشهد العدول بغزارة علمه وسلامة عقيدته ومنهجه .. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() قاعدة "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"
وقد سبق وبينا فساد هذه القاعدة وردود اهل العلم عليها وبيان بطلانها |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() قاعدة "تأثير تغير الزمان ومراعاة المصلحة في هجر المبتدعة، وعدم مصلحة الهجر في هذا الزمان"
قال الامام احمد(أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليهأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهيضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراءوالجدال...). قال الإماماللالكائي - رحمه الله -مبيناً خطر مناظرةأهل البدع, و ما تؤديإليه: (فما جنى على المسلمين جناية أعظم منمناظرةالمبتدعة, و لم يكنلهم قهر و لا ذل أعظم مما تركهم السلف على تلك الجماعة يموتونمن الغيظ, كمداً و درداً, و لا يجدون إلى إظهار بدعتهم سبيلاً) . أهـ وكما قال شيخ ربيع حفظهالله وفي هذا العصر! كم ضاع من الشباب على أيدي أهل البدع ؟! كم منالشباب ومن الكهول ومن خريجي الجامعات انخدعوا بأهل البدع فوقعوا في أحضانهم؟!انخدعوا بالأحزاب فوقعوا في أحضانهم! لماذا؟ لأنهم ما أخذوا بقول الرسول صلى اللهعليه وسلم((فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذينسمى الله فاحذروهم)). . ان النصوص الشرعية عامة وواضحة وظاهرة في هجر أهل البدع والتحذير منهم، دون استثناء زمان أو ربطها بمصلحة كما يدعيه الحلبي، فزعمه أن ذلك تغير الزمان والنظر في المصالح يعتبر تحكما وتدخلا في النصوص الشرعية، بل حكى الإجماع جماعة من أهل العلم كالصابوني والبغوي على هجر أهل البدع والأهواء مطلقا. فهناك من زعم (علي الحلبي) حتى لا يلحق نفسه بأهل البدع – أن منهج السلف الصالح مخالطة أهل البدع ومجالستهممراعاة لتغير الزمان ومراعات لمصلحة المهجور. فلم يكتفي بهذه القاعدة الباطلة حتى قرر أن الهجر غير مشروع في هذا الزمان، مسندا لهذه القاعدة لإمام السنة في عصره محمد ناصر الدين الألباني وهو منها براء. وهو الذي قال رحمه الله " فالشاهد هذه المقاطعة جائزةوهي داخلة في مبدأ الحب في الله والبغض في الله لكن هذا الشيء مع الأسف اليوم أصبح في خبر كان نادرا جدا جدا أن تجد أحدا يقاطع المسلم لأنه انحرف على الطريق لكنه يقاطعه لسبب مادي من الأسباب التي سبق الإشارة على بعضها هذا النوع من المهاجرة لله فهو مأجور عليه صاحبه وهو غير مأزور وهذا الذي نحن الآن اليوم بحاجة إليه وأما المهاجرة في الدنيا فهو حرام لا يجوز إلا بمقدار ثلاثة أيام فقط فإذا استمرا في ذلك فهو حرام والأمر كما قال النبي في الحديث السابق وخيرهما الذي يبدأ بالسلام "أهــ فرمي للإمام أحمد بمجالسة الرافضة وطالب السلفيين بالجواب عن القصة التي أوردها عن الإمام أحمد في مجالسته للرافضي مع أن ظاهرها يخالف المنقول المتواتر عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل في معاملة أهل البدع خاصة الروافض فلا شك أن هذا استدلال فيه فساد عريض وضلال مبين ، ضاربا لآثار السلف ومنهجهم الأمين الرصين في هجر أهل البدعخصوصا الرافضة، مناقضا لنفسه في القاعدة التي أصلها في منهجه من عدم إقامة منهج على أفراد الآثار. مستدلا بقول شيخنا الإمام الألباني رحمه الله في بعض توجيهاته "الآثار السلفية إذا لم تكن متضافرة متواترة، فلا ينبغي أن يؤخذ عن فرد من أفرادها منهج ..." والقصة التي استدل بها عن الإمام أحمد لا يصح الاستدلال بها على أن الإمام أحمديجالس أهل البدع خصوصا الرافضة ، والظاهر في النقل ان الإمام أحمد لم يكن يعلم بحقيقة حاله، وانه كان يظنه على خير، فلما تبين له حاله هجره وتركه وأعرض عنه. والعجيب ان هذا الحلبي قد وقف على ذاك النقل ولا شك ما فعله فهذا من الخيانة وعدم الأمانة ومن التلاعب بدين الله تعالى والتحايل والمكر والخديعة التي لا تليق بطالب علم فضلا عمن يدعي العلم. قال الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله في المبتدعة بدعا مفسقة: "هؤلاء ينظر في المصلحة بين كونهم يهجرون أو لا يهجرون، ولا شك أن الهجر أولى، ولو كان الهجر بعدم الانبساط إليهم، والكلام معهم وهو ما يسمى بالهجر الجميل، هذا الذي يظهر لي في هذه المسألة. وأهل العلم يرجحون بين المصالح والمفاسد المترتبة على الجهر وعدمه، فإذا كانت المصالح المترتبة على عدم الهجر أحسن بحيث يتمكن من الدعوة لهم، والنصيحة وبيان المساوئ لما هم عليه من العقيدة الباطلة، وكل هذا بشرط أن يأمن الانخداع بهم، فإن لم يأمن الانخداع بهم وجب عليه أن يهجرهم، ويبتعد عنهم، ومعنى الانخداع بأن تنطلي عليك بعض أفكارهم فتستحسنها وهي قبيحة، وتبيحها وهي محرمة" القتاوي الجلية (6/56 رقم 17). وقال العلامة الشيخ صالح الفوزان :"كون عنده شيء من الحق، فهذا لا يبرر الثناء عليه أكثر من المصلحة، ومعلوم أن قاعدة الدين "إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وفي معاداة المبتدع درء مفسدة عن الأمة ترجح على ما عنده من المصلحة المزعومة إن كانت لو أخذنا بهذا المبدأ لم يضلل أحد، ولم يبدع أحد، لأنه ما من مبتدع إلا وعنده شيء من الحق، وعنده شيء من الالتزام". ظاهرة التبديع والتفسيق (74). وسئل الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى -: هل هجر أهل البدع والتضييق عليهم وعدم مخالطتهم بإطلاق كما نقل السلف ودون الأئمة في كتبهم؟ أم هو على التفصيل وينظر كل شخص إلى المصلحة والمفسدة وكل يرجع إلى عقله مما يؤدي إلى التمييع؟ فأجاب الشيخ – حفظه الله تعالى -: لقد قال شيخ الإسلام رحمة الله: ينظر إلى المصلحة فيها، والسلف ماقالوا هذا، وشيخ الإسلام جزاه الله خيرا قال هذا وهو اجتهاد منه فإذا أخذنا بقوله، فمن هو الذي يميز المصالح من المفاسد؟ فهل الشباب وصلوا إلى هذا المستوى؟ الشباب إذا راعى المصلحة فليبدأ بمراعاة مصلحة نفسه وليحافظ على ما عنده من الخير ويتبع منهج السلف ولا يعرض عقيدته ومنهجه للضياع كما حصل لكثير من الشباب الذي تلاعب بهم الإخوان المسلمون والقطبيون وأهل البدع وقالوا: نراعي المصالح والمفاسد ثم كل هذه الأمور تهدر ولا يوجد عندهم مراعاة المصالح والمفاسد، وعلى رأس المصالح التي يجب مراعاتها المحافظة على الشباب من أن يتخطفهم أهل البدع بشبهاتهم. فالشاب الناشئ عليه أن لا يخالط أهل البدع وأن يحافظ على عقيدته والعالم الناصح له أن يدعو هؤلاء و أن ينصحهم و أن يبين لهم الحق ويقيم عليهم الحجة ليرجعوا إلى دين الله الحق، وأما الجاهل الذي قد يتعرض للضياع فيقذفون بالشبهة عليه فيتغير قلبه ويزيغ ثم يرتمي في أحضانهم وقد عرفنا هذا من كثير وكثير ممن كانو مساكين بادئين بالسير في طرق السلف فاعترضهم هؤلاء بشباكهم فاجتاحوهم واجتالوهم عن منهج السلف الصالح والعاقل من اعتبر بغيره فلنأخذ عبرة من هؤلاء" رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين (رقم 7) وسئل الشيخ العلامة بن هادي المدخلي – حفظه الله تعالى -: ياشيخ إذا الواجب علينا أن نعمل بقول السلف وليس بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله خاصة في زماننا هذا الذي صار فيه الجلوس لأهل البدع شعارا للعلم والله المستعان؟ فأجاب حفظه الله: الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع، إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماء عالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدع ولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس ! يأكل ويشرب ويضحك معهم؟ لا.(إنما) يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة. أما الضعيف المسكين من العلماء لا، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع.لا – بارك الله فيكم – فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين ما يقوله شيخ الإسلام ابن تيمية وما يقوله السلف رضي الله عنهم جميعا" رد شبهات المائعين والذب عن السلفيين رقم (8). وقال العلامة لابيع بن هادي الدخلي – حفظه الله تعالى -: ".. ثم إني أقول: إن هذه المصلحة التي يتحدثون عنها وأسرفوا في الحديث عنها وحرفوا المصالح بارك الله فيكم ولبسوا فيها حتى أهملوا مصلحة الشاب، الذي يخاف عليه من مخالطة أهل البدع أهملوا مصلتحه، وقذفوا به في أوساط أهل البدع، فضل كثير من الشباب، المغرور المخدوع، بمثل هذه الشبهات أوقعوا كثيرا ممن كان في دائرة السلفية أوقعوهم بمثل هذه الترهات في حبائل ومصائد أهل البدع، فانحرف الكثير والكثير منهم، لاسيما من انحرف بواسطة الأحزاب العصرية الضالة التي سبق وصفها، على كل حال من يميز بين السنة والبدعة فليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر وليحذر من البدع هذا أولا. ثانيا: قضية الهجران في صالحك فاهجر لأنك تخاف على نفسك من مخالطة أهل البدع يفسدونك، ويحرفونك عن منهج الله الحق، فالمصلحة الواضحة هنا أن تحتفظ بدينك، وتحتفظ بعقيدتك، وتحافظ على سلامة دينك، هذه المصلحة يجب أن توضع في الإعتبار، وأن يعرفها الشباب فقد كان يراعيها كبار الأئمة من أمثال أيوب وابن سرين، فكان أحدهم لا يطيق مخالطة أهل البدع، ولا سماع كلامهم حتى إن أهل البدع ليأتونهم ويقولون لهم : "اسمعوا منا ولو كلمة" فيقول: "لا !" فيعتب عليهم: "لماذا لا تسمعون؟" فيقول أحدهم: "إن قلبي بيد الله وليس بيدي فإني أخاف أن يقذف هذا في قلبي شرا فلا أستطيع الخلاص منه" فإذا قلنا بالمصالح والمفاسد فيجب أن نراعي المصالح والمفاسد المتعلقة بالشباب أنفسهم والذين يخاف عليهم من الاختلاط بأهل البدع أن يوقعهم في الشر، فيجب أن ننتبه لهذا والتي يدندنون حولها ولعلها مصالح أهل البدع أنفسهم ومفاسدهم في حد تصورهم هم ! فالمصلحة والمفاسد هذا ما يرونه هم مصالح يخدم دعوتهم، وما يرونه من مفاسد، ولو كان حقا إذا كان يعود على دعوتهم بالهدم ونحن نقول: إن المصالح والمفاسد يجب أن يراعي فيها جانب الشباب، فهل من مصلحته الاختلاط بأهل البدع؟ أو من مصلحتهم الحذر منهم و هجرانهم والابتعاد عنهم وترك المخالطة للأقوياء الأشداء الذين ثبتت جدارتهم وقدرتهم على زلزلة أهل البدع ودحض شبهاتهم ! فتبقى المخالطة لهؤلاء ويبقى من يخاف عليه بعيدا بعيدا بعيدا عنهم، حذرا منهم أشد الحذر...، إذا كان يحترم عقيدته ومنهجه، فالمصلحة في الدرجة الأولى يجب أن يراعي فيها جانب الشباب الذي يخاف عليه من الانحراف، فلما نسيت هذا المصلحة، وأنساهم إياها دعاة الضلال، و أهدروا هذه المصلحة، جر ذلك كثيرا من الشباب إلى الارتماء في أحضان البدع، وأرجوا أن تدركوا هذا، فإذا قيل لكم: مصالح مفاسد – قولوا لهم: يجب أن نراعي في هذا جانب الشباب الذي يخاف عليه من مخالطة أهل البدع، فإننا قد استفدنا من تجارب طويلة ومريرة وقعت من شباب كانوا على منهج السلف فضلوا بمثل هذه الدعايات الظالمة التي لا يميز فيها المصلحة من المفسدة، وقد يراد من المفسدة والمضلة ما يفسد دعوتهم أو يصلحها على حسب ما يعتقدونه هم لا على حسب شرع الله تبارك وتعالى انتهى. و أهل الاهواء يتباكون ظاهرا من هجران السنة لهم، والواقع أنهم يهجرون أهل السنة ويتهربون منهم، ويمنعون شبابهم وأتباعهم من حصور حلقات علماء السنة ويحذرونهم أشد التحذير من السماع لهم ومن القراءة في كتبهم . وقال الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي: بعض الناس يكرر أن الهجر لأجل مصلحة المهجور فإذا لم يكن صلاح للمهجور فلا هجر ! هذا غير صحيح أبدا !!! فإن الهجر ينظر فيه إلى الجانبين، ينظر فيه الى صلاح المهجور إلى صلاح الهاجر، صلاح المهجور بعودته واستقامته على الحق ورجوعه إليه، وصلاح الهاجر إذا لم يستطع إعادة هذا الإنسان إلى الحق فلا أقل من أن يسلم هو، وإذا لم يستطع عذر، أما إن هجر لمصلحة نفسه يكون ضعيفا ويخشى أنه إن خالط هذا الشخص يأتيه بالشبه والتلبيسات التي يضل بسببها، فهو يريد السلامة لنفسه، فالسلامة رأس مال لا يعدلها شيء، فكيف يقال إنه فقط لأجل المهجور وإذا لم يكن يستفيد المهجور فلا هجر !!! هذا غير صحيح! وكتب السلف واضحة كلها بهذا، ترد على هذا القول وعلى صاحب هذه المقالة، فلا إفراط ولا تفريط.." الجليس الصالح والجليس السوء (26-محاضرة مفرغة). وبهذا يظهر أن "الهجر عبادة دينية شرعية، والشرع كله مبني على المصالح ودرء المفاسد، والمصالح في هجر المبتدع متعددة الجوانب فهناك: مصلحة دينية عامة من تحقيق العبودية لله، ومن تحقيق الولاء للإيمان و المؤمنين والبراء من الكفر والكافرين والبدعة والمبتدعين، وتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة خاصة: وهي على قسمين: مصلحة تتعلق بالمهجور ومصلحة تتعلق بالهاجر المصلحة المتعلقة بالهاجر: إن خشي على نفسه الفتنة فله أن يهجر كل من يخشى على نفسه من مخالطته، وهذا الذي يسمى بالهجر والقائي. والمصلحة المتعلقة بالهاجر: أن يهجره ليردعه عن باطله ولينفر الناس عنه حتى لايتابعوه على ضلاله وليرجع للحق." ولو تأملت كلام العلماء في هجر أهل البدع ومراعاة مصلحته في الهجر تجد أن مرادعم إذا كان المهجور ينتفع بالنصيحة ويرجى قبوله للحق وإلا لو كان معاندا داعيا إلى ضلاله فهم يرون الهجر وجوبا. والهجر الكلي يكون بالتحذير والانفصال التامين اما الهجر الجزئ يكون بترك الكلام والسلام ولايشترط فيه التحذير ويستخدم الهجر الجزئي عند الضعف أو عند عدم القدرة أو عند وجود مانع شرعي ماهو مانع دنيوي مادي، أعطوك صاروا سلفيين، تركوك صاروا خلفيين ؟ ! . والامر الثاني: أن موقف السلف من قبل الإمام أحمد: من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا: ثابت في هجر أهل البدع والتحذير والتنفير منهم مع اختلاف الازمنة. فمن القواعد السلفية المقررة هجر أهل البدع وعدم مخالطتهم ومؤانستهم، وأن من يماشيهم ويخالطهم ينصح وإلا ألحق بهم ولا كرامة. وختاما فالحمد لله على نعمة السنة فلها رجالها من يجرحون ويعدلون ويذبون عن منهج السلف منهج الدين النقي الخالي من شوائب المبتدعين والخالي من خرافات الصوفيين والقبوريين فالحمد لله على نعمته التي فضلنا بها على كثير من خلقه. فهذه بعض الادلة من الكتاب والسنة و الآثار السلفية والأقوال الأثرية، التي هي حجة عليكم وعلى غيركم و التي تبين تلبيسكم للحق بالباطل باننا نفرق المسلمين و ان اخلاقنا وتعاملنا سيئة مع مخالفينا وتحول بين المنهج ودخولكم اليه فالحمد لله شرع ربنا فوق اهواء نفوسنا وشهواتنا و التي تبين وجوب بغض أهل البدع ومقتهم في الله، أضعها بين يدي طالب الحق وسالك المحجة ليعمل بها، ويسير على درب سلفه، وهذه الآثار تفرح أقواماً تبعوا السلف الصالح، وتغضب آخرين كرهوا طريقة السلف واتهموهم بالخارجية، نسأل الله العافية. هجر المبتدع و أدلته من الكتاب و السنة و إعمال الصحابة فمن تبعهم لهذه القاعدة للعلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد-رحمه الله تعالى- في رسالته هجر المبتدع المبحث السادس الأدلة من الكتاب والسنة على هجر المبتدع ديانة : هذا التأصيل العقدي : الزجر بالهجر للمبتدع ديانة ، مستمد من دلائل : الكتاب ، والسنة ، والإجماع وإلى بيان بعض منها : أولا - الكتاب العزيز : ففيه آيات كثيرة في التأكيد على الموالاة في الله ، والمعاداة فيه ، في سور : البقرة ، وآل عمران ، والأنعام ، والنساء ، والمجادلة وغيرها [12] . ونقتصر هنا على ذكر أربع آيات من سور : الأنعام ، والنساء ، وهود ، والمجادلة ، والتي نص العلماء في تفسيرها على عقوبة المبتدع بالهجر ودلالتها عليه ، وذلك باعتبار عموم اللفظ في كل آية ، وهذا هو المعتبر دون خصوص السبب ، ففي عموم كل آية منها دليل على الهجر والإعراض والاجتناب ، والمجالسة ، لكل مبتدع محدث في الدين حتى يفيء ، وعلى هذا تدل كلمة من تراه من المفسرين وغيرهم . وهذه من أجل الفوائد في تفسير النصوص من آية أو حديث ، إذ يشمل تفسيرها الأمرين : الأول : ما هي نص فيه . الثاني : ما يؤخذ منه حكم له وإن لم يكن نصا فيه باعتبار العموم والاستنباط من كتاب الله تعالى وأسرار تنزيله ، وكما في حديث الصحيفة المشهور . ( أو فهماً يؤتيه الله رجلا في كتابه ) . وهذه قاعدة شريفة فلا يفوتنك الوقوف عليها ، وبخاصة لدى الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى ، وعنه بل بأبسط في كتاب (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) [13] . وإلى بيانها . 1-- ومنها قول الله تعالى في سورة الأنعام : 68 [14] : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ في آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا في حَدِيثٍ غَيْرِهِ وإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ وفي هذه الآية دلالة على تحريم مجالسة أهل البدع والأهواء وأهل الكبائر والمعاصي . قال القرطبي رحمه الله تعالى : (في هذه الآية رد من كتاب الله عز وجل على من زعم أن الأئمة الذين هم حجج ، وأتباعهم لهم أن يخالطوا الفاسقين ، . ويصوبوا آرائهم تقية ، وذكر الفري عن أبي جعفر محمد بن علي رض الله عنه أنه قال : لا تجالسوا أهل الخصومات ، فإنهم الذين يخوضون في آيات الله . قال ابن العربي : وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل . قال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافرا ، قال : وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ، وكنائسهم ، والبيع ومجالسة الكفار وأهل البدع ، وألا تعتقد مودتهم ، ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم ، ثم ذكر بعض الآثار عن السلف في هجر المبتدعة) ا هـ [15] [16] . وقال الشوكاني رحمه الله تعالى : (وفى هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون . كلام الله ، ويتلاعبون بكتاب وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم ، وذلك يسير عليه غير عسير ، وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون ، به شبهة يشبهون بها على العامة ، فيكون في حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر . وقد شاهدنا من هذه المجالسة الملعونة ما لا يأتي عليه الحصر ، وقمنا في نصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه ، وبلغت إليه طاقتنا ، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها : علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفسدة أضاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات ، ولا سيما لمن كان غير راسخ القدم في علم الكتاب والسنة ، فإنه ربما ينفق عليه من كذباتهم وهذيانهم ما هو من البطلان بأوضح ، مكان فينقدح في قلبه ما يصعب علاجه ويعسر دفعه ، فيعمل بذلك مدة عمره ، ويلقى الله به معتقداً أنه من الحق ، وهو من أبطل الباطل وأنكر المنكر ) ا هـ [17] ملخص ما سبق : الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على هجر المبتدع ديانة ، وقد ذكر آية سورة الأنعام ، والآن يشرع في الدليل الثاني . 2 - ومنها قوله تعالى : النساء 140 : وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ أَنْ إذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا ويُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ إنَّ اللَّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ والْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً قال القرطبي رحمه الله تعالى ما محصله : (فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر ، قال الله عز وجل : إنَّكُمْ إذاً مِّثْلُهُمْ فكل من جلس في مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها ، فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية .. وإذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا فتجنب أهل البدع والأهواء أولى[1] وروى جويبر عن الضحاك قال : ( دخل في هذه الآية كل محدث في الدين مبتدع إلى يوم القيامة) [2] . وقال القرطبي أيضاً رحمه الله تعالى عند قول الله تعالى : وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، ومضى في النساء ، وهذه السورة النهي عن مجالسة أهل البدع والأهواء ، وأن من جالسهم حكمه حكمهم فقال : وإذَا رَأَيْتَ الَذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا الآية ، ثم بين في سورة النساء ، وهي مدنية . عقوبة من فعل ذلك وخالف ما أمر الله به فقال : وقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ الآية ، فألحق من جالسهم بهم . وقد ذهب إلى هذا جماعة من أئمة هذه الأمة ، وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم : أحمد بن حنبل والأوزاعي ، وابن المبارك ، فإنهم قالوا في رجل شأنه مجالسة أهل البدع ، قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا ألحق بهم ، يعنون في الحكم) [3] . وقال الشوكانى رحمه الله تعالى : ( وفي هذه الآية باعتبار عموم لفظها الذي هو المعتبر دون خصوص السبب : دليل على اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقص والاستهزاء للأدلة الشرعية كما يقع كثيراً من أسراء التقليد…) [4] . 3- ومنها قوله تعالى في سورة هود/ 113 : ولا تَرْكَنُوا إلَى الَذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ومَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثمَّ لا تُنصَرُونَ . قال القرطبي رحمه الله تعالى : (الصحيح في معنى هذه الآية أنها دالة على هجران أهـل الكفر والمعاصى من أهل البدع وغيرهم ، فإن صحبتهم كفر أو معصية إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ، وقد قال حكيم - أي طرفة بن العبد - : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في : آل عمران ، والمائدة ، وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار ، والله أعلم) [5] . 4-ومنها قول الله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم المجادلة : 22] . قال القرطبي رحمه الله تعالى : ( استدل مالك رحمه الله تعالى من هذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، قال أشهب عن مالك : لا تجالس القدرية وعادهم في الله لقوله تعالى : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْ مِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ قلت : وفي معنى أهل القدر جميع أهـل الظلم والعدوان) [6] . ثانياً - ومن السنة النبوية : وهي كثيرة يترجم لها المحدثون في عدة أبواب : أ - ففي صحيح البخاري رحمه الله تعالى : باب الهجرة وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث . وباب ما يجوز من الهجران لمن عصى . وباب من لم يسلم على من اقترف ذنباً ، ومن لم يرد سلامه حتى تتبين توبته وإلى متى تتبين توبة العاصي ؟ وقال عبدالله بن عمرو : لا تسلموا على شربة الخمر [7] . ب - وفي سنن أبي داود رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء أوبغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء [8] . ج -وفي رياض الصالحين للنووي رحمه الله تعالى : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق [9] . د- وفي شرح السنة للبغوي رحمه الله تعالى : باب مجانبة أهل الأهواء [10] هـ- وفي الترغيب والترهيب للمنذري رحمة الله تعالى : الترهيب من سب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب [11] . 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :» سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم « رواه مسلم في مقدمة صحيحه [12] . قال البغوي رحمه التعالى بعده : (قد أخبر النبي لهم عن افتراق هذه الأمة ، وظهور الأهواء والبدع فيهم ، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته ، وسنة أصحابه رضي الله عنهم ، فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلاً يتعاطى شيئاً من الأهواء والبدع معتقداً ، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ، ويتبرأ منه ، ويتركه حياً وميتا ، فلا يسلم عليه إذا لقيه ، ولا يجيبه إذا ابتدأ إلى أن يترك بدعته ، ويراجع الحق) [13] . والنهي عن الهجران فوق ثلاث فيما يقع بين الرجلين من التقصير في حقوق الصحبة والعشرة دون ما كان كذلك في حق الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة إلى أن يتوبوا) اهـ . 2- عن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال : » لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم « . رواه أحمد ، والطبراني والحاكم [14] . والأحاديث بمعناه كثيرة عن حذيفة ، وأبي الدرداء ، وعبد الله بن عمرو ، وعمر ، وابن عباس ، وغيرهم رواها جميعاً الإمام أحمد في مسنده ، وشاركه في رواية بعضها : أبو داود ، والترمذي ، والحاكم ، والطبراني ، وغيرهم . والله أعلم .. 3-عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ومَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) متفق عليه [15] . وابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم بقوله : » فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم « . 4 - حديث الصحيفة المشهور عن علي رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه : » المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ... « الحديث متفق عليه[16]. 5 - حديث : » سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض « [17] رواه الترمذي . 6-وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : » ما من نبي بعثه الله تعالى في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب ، يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف : يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون مالا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل « رواه مسلم [18] . 7 - الأحاديث المتكاثرة في : هجر النبي لأهل المعاصي حتى يتوبوا ، ثبت ذلك في وقائع متعددة ، رواها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، منهم : كعب بن مالك ، وابن عمرو روى حديثين ، وعائشة وأنس ، وعمار ، وعلي ، وأبو سعيد الخدري ، وغيرهم رضي الله عنهم [19] . فهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم لما تخلفوا عن غزاة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بتوبة الله عليهم (رواه الشيخان وغيرهما) . وهجر -صلى الله عليه وسلم- زينب بنت جحش رضي الله عنها قريباً من شهرين لما قالت أنا أعطبى تلك اليهودية - تعنى صفية رضي الله عنها . رواه أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها . وهجر -صلى الله عليه وسلم- صاحب القبة المشرفة بالإعراض عنه حتى هدمها . رواه أبو داود من حديث أنس رضي الله عنه . وهجر -صلى الله عليه وسلم- عمار بن ياسر رضي الله عنه بتركه -صلى الله عليه وسلم- رد السلام عليه لملابسته الخلوق حتى غسله . رواه أبو داود في سننه والطيالسي كلاهما من حديث عمار رضي الله عنه . وهجر -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بالإعراض عنه ؛ لأنه كان متخلقاً بخلوق .. رواه البخاري في : الأدب المفرد من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه . رواه أحمد والبخاري في : الأدب المفرد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه . ونحوه من حديث أبي سعيد الخدري رضي إلى عنه (رواه النسائي والبخاري في : الأدب المفرد) . وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلاً بترك رد السلام عليه وذلك لأن عليه ثوبين أحمرين (رواه أبو داود والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي) . فهذه الأحاديث وما في معناها نص في مشروعية هجر العاصي المجاهر بمعصيته حتى يتوب ويفيء ، وعليه : فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع هو من باب الأولى في الدلالة على : مشروعية هجره ديانة لاسيما وهو المخصوص بأوصاف : البدعة في الدين ، والإحداث والضلال ، دون العاصي ، وإلى هذا أشارت تراجم جماعة من المحدثين على هذه الأحاديث وما في معناها كما تقدم في صدر هذه الأدلة من السنة ، والله أعلم . 8 - توظيف الصحابة رضي الله عنهم فَمَن بعدهم لهذه السنة النبوية . والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم تقفوا أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هجر المتلبس بالمعصية المجاهر بها حتى يفيء . ورد ذلك عن جمع غفير منهم [20] : عمر ، وعلي بن أبي طالب ، وعبدالله بن عمر ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن المغفل المزني ، وعبادة بن الصامت ، وأبو الدرداء ، وسمرة بن جندب ، وشيخ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-وغيرهم رضي الله عنهم . وعن سعيد بن جبير ، وابن سيرين ، وعمر بن عبد العزيز ، والحسن البصري ، وأحمد بن حنبل ، وزياد بن حدير ، ويزيد بن أبي حبيب ، وغيرهم رحمهم الله تعالى .. فإلى ذكر بعضها مختصراً : فهجر عمر رضي الله عنه : زياد بن حدير لما رأى عليه طيلساناً وشاربه عافيةً ، إذ سلم زياد فلم يرد عليه عمر السلام حتى خلع الطيلسان وقص شاربه . رواه أبو نعيم في الحلية . تنبيه : كيف بنا اليوم ، ونحن نتهلل بالحفاوة لمن يحلق لحيته ويعفي شاربه ، ويتشبه بلباسه . وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه . كان يعتقل أصحاب النرد غدوة ونحوها ، وينهى عن السلام عليهم . رواه البخاري في الأدب المفرد ، وترجم له بقوله : باب من لم يسلم على أصحاب النرد . وهجر عبد الله عمر رضي الله عنهما . رجلاً رآه يخذف بعدما أعلمه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-كان ينهي عن الخذف . وقال : والله لا أكلمك أبداً . رواه الحاكم . وهجر عبدالله بن المفضل رضي الله عنه : رجلاً يخذف في نحو قصته . وهجر شيخ من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فتى كان يخذف . رواه الدارمي . وعبادة بن الصامت رضي الله عنه هجر معاوية رضي الله عنه في مخالفته له في مسألة ربوية وقال عبادة : أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتحدثني عن رأيك لئن أخرجنى الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة ، ولما خرج شكاه إلى عمر رضي الله عنه فكتب إليه عمر : لا إمرة لك عليه واحمل الناس على ما قاله فإنه هو الأمر . رواه ابن ماجه . ونحو هذه الرواية وقعت لأبي الدرداء مع معاوية رضي الله عنهما . رواها : مالك ، والشافعي . وهجر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه رجلاً رآه يضحك في جنازة ، فقال . والله لا أكلمك أبداً . رواه أحمد في : الزهد . ثالثاً : الإجماع : حكاه جماعة منهم : القاضي أبو يعلى ، والبغوي ، والغزالي . قال القاضي أبو يعلى - رحمه الله - تعالى : ( أجمع الصحابة والتابعون على مقاطعة المبتدعين ) . وقال البغوي - رحمه الله تعالى - بعد حديث كعب بن مالك - رضي الله عنه [1] - : ( وفيه دليل على أن هجران أهل البدع على التأبيد ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا من الخروج معه ، فأمر بهجرانهم إلى أن أنزل الله توبتهم ، وعرف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- براءتهم ، وقد مضت الصحابة والتابعون ، وأتباعهم ، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ، ومهاجرتهم ) . وقال الغزالي رحمه الله تعالى : ( طرق السلف اختلفت في إظهار البغض مع أهل المعاصي ، وكلهم اتفقوا على إظهار البغض للظَّلَمة والمبتدعة ، وكل من عصى معصية متعدية إلى غيره ) . وقال ابن عبد البر [2] - رحمه الله تعالى - : ( أجمعوا على أنه لا يجوز الهجران فوق ثلاث إلا لمن خاف من مكالمته ما يفسد عليه دينه أو يدخل منه على نفسه أو دنياه مضرة ، فإن كان كذلك جاز ، ورُب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية ) . وقال أيضاً - في الاستدلال من حديث كعب بن مالك وهجر النبي -صلى الله عليه وسلم- له هو والمسلمون [3] - : ( وهذا أصل عند العلماء في مجانبة مَن ابتدع وهجرته وقطع الكلام عنه ، وقد رأى ابن مسعود - رضي الله عنه - رجلاً يضحك في جنازة فقال : والله لا أكلمك أبداً) . المبحث السابع إعمال الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم لهذه القاعدة في حياتهم العملية في مواجهة المبتدعة : لما ذَرَّ قرن الفتنة بكسر قفلها ، وقتل أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - وبدأ المندسون يبدون ما كانوا يضمرون من كيد للإسلام والمسلمين ، أخذوا ينفخون في كير الفتنة ، وينشرون الهوى وينفثون البدعة ، بدع : القدر ، والخوارج والرفض ، والإرجاء ، وهكذا تتوالى ، كلما بعد الناس من عهد النبوة وأنوارها ، حتى داخلت البدع والمحدثات شعائر التعبد وصارت مفرداتها كحَب منثور في كف كل لاقط . لما كان الأمر كذلك واجه العلماء - رضي الله عنهم - فمن بعدهم هذه المحدثات العقدية والعملية ، بإيمان مستكمل ، وعلم جم ، وبصيرة نافذة فأظهروا من أنوار الشريعة الماحية لظلمة الضلال - ما اكتسح هذه الأهواء ، وقضى على نابتها ، وأعملوا فيهم العقوبات الشرعية ، حتى قلموهم ، وأجهزوا على محدثاتهم في الدين ، وكان الزجر بالهجر مما وظفوه - رضي الله عنهم - في حياتهم العملية ضد البدعة ومبتدعيها تأسيساً على قاعدة (الولاء والبراء) والحب لله والبغض لله . ومازال هذا النهج السوي شارعاً في حياة الأمة يعتمدونه في مواجهة المبتدعة ، مدوناً بأسانيده في كتب السنة ، وهذه جملة من المرويات في هذه الوظيفة الشرعية بخصوصها عن جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - فمن بعدهم : فهذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - لما أخبره يحيى بن يعمر عن القدرية قال : ( إذا رجعت إليهم فقل لهم : ابن عمر يقول لكم : إنه منكم بريء، وأنتم منه براء ) رواه مسلم وغيره [4] . وعن مجاهد قال : قيل لابن عمر : إن نجدة يقول كذا وكذا ؛ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء [5] . عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول : ( إياكم وما يحدث الناس من البدع ؛ فإن الدين لا يذهب من القلوب بمرة ، ولكن الشيطان يحدث له بدعاً حتى يخرج الإيمان من قلبه ، ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فريضة في الصلاة ، والصيام ، والحلال والحرام ، ويتكلمون في ربهم - عز وجل - فمَن أدرك ذلك الزمان فليهرب . قيل يا أبا عبد الرحمن : فإلى أين ؟ ! ، قال : إلى لا أين ، قال : يهرب بقلبه ودينه ، لا يجالس أحداً من أهل البدع ) [6] . وعن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - قال : ( ما كان شرك قط إلا كان بُدُوّه تكذيب بالقدر ولا أشركت أمة قط إلا كان بدوه تكذيب بالقدر ، وإنكم ستبلون بهم - أيتها الأمة ! - فإن لقيتموهم فلا تمكّنوهم ؛ فيدخلوا عليكم الشبهات ) [7] . وعن الفضيل بن عياض قال : ( من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ، ومن جلس مع صاحب البدعة لم يُعطَ الحكمة ، وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد ، آكل مع اليهودي والنصراني أحب إليَّ من أن آكل مع صاحب البدعة ) [8] . وعن الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق [9] . وعنه أيضاً : في النهي عن مجالستهم [10] . وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته ومشاورته [11] . وعنه أيضاً : في النهي عن مجالسته وأنها من علامات النفاق [12] . وعنه أيضاً قال : أدركت خيار الناس ، كلهم أصحاب سنة ينهون عن أصحاب البدع [13] . وعنه آثار أُخر كما في ترجمته من (الحلية لأبي نعيم) [14] . وعن ابن المبارك : وإياك أن تجالس صاحب بدعة [15] . وعن سفيان الثوري - رحمه الله تعالى - أنه قال : ( من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها - يعني إلى البدع - ) . ذكره البربهاري في شرح السنة [16] . وروى اللالكائي بسنده عن ابن زرعة عن أبيه قال : ( لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحِلَق ، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه ، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل الحلقة الأخرى : عزمة أمير المؤمنين ) [17] . وعن ابن أي الجوزاء قال : لأن يجاورني قردة وخنازير ، أحب إليَّ من أن يجاورني أحد منهم - يعني أصحاب الأهواء [18] . وعن طاوس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم [19] . وعبد الرزاق : امتنع من سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي ، وقال : لأن الغلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب [20] . وعن محمد بن النضر الحارثي : النهي عن الإصغاء إلى كلام المبتدعة [21] . وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة [22] . وعن يحيى بن أبى كثير : إذا كنت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره [23] . وعن إبراهيم بن ميسرة : ومن وقّر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام [24] . وعبد الله بن عمر السرخسي : هجر ابن المبارك مدة لما أكل عند صاحب بدعة [25] . وقال سلاَّم : وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة ، فولى أيوب وهو يقول : ولا نصف كلمة ، مرتين يشير بإصبعيه [26] . ومثله عن أبي عمران النخعي [27] . وعن الحسن البصري قوله : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم [28] . وعن محمد بن سيرين : في عدم سماع قراءتهم [29] . وعن أبي قلابة : تجالسوهم ولا تخالطوهم فإنه لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ويلبّسوا عليكم كثيراً مما تعرفون [30] . وعنه أيضاً : ولا تمكّن أهل الأهواء من سمعك [31] . وأما الإمام أحمد - رحمه الله تعالى - فالروايات عنه في ذلك - من فعله ، وقوله ، وفتواه - بلغت مبلغاً عظيماً . وقال مالك : لا يسلم على أهل الأهواء ، قال ابن دقيق العيد : يكون ذلك على سبيل التأديب لهم والتبري منهم [32] . وقال النووى : وأما المبتدع ومن اقترف ذنباً عظيماً ولم يتب منه فلا يسلم عليهم ولا يرد عليهم السلام ، كما قال جماعة من أهل العلم [33] . وقال أيضاً : السنة إذا مر بمجلس فيه مسلم وكافر أن يسلم بلفظ التعميم ويقصد به المسلم ، قال ابن العربي : ومثله إذا مر بمجلس يجمع أهل السنة والبدعة ، وبمجلس فيه عدول وظَلمة ، وبمجلس فيه محب ومبغض [34] . وقال الخطابي - رحمه الله تعالى - : ( إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق [35] |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() قاعدة "إلغاء منهج امتحان الناس" والمقصود بذلك امتحان الناس بالناس فلان مبتدع ماتقول فيه وفلان سني وما تقول فيه واليك ببعض مارد في آثار السلف . فتجد منهم من يسقط امتحان مافي الاشخاص من عقائد فاسدة وبدع بحجة انا حكم الاشخاص الذين وردوا في الأثار أنهم رءوس فيما هم فيه: فأهل السنة المذكورون هم رءوس في السنة و أهل البدعة المذكورون هم رءوس في البدعة. فالذي يحب أهل السنة هذا دليل على أنه من أهل الخير، والذي يحب أهل البدع هذا دليل على أنه من أهل الشر. والمقصود بالامتحان والسؤال هو معرفة أهل السنة من غيرهم، وهذا ماكان عليه السلف الصالح من البحث والتفتيش بعد ظهور الفتنة فنظرو في حال المتصدرين لإفادة الناس فميزا بين أهل السنة من غيرهم، قال ابن سيرين: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم". قال شيخ الاسلام: "ومعرفة أحوال الناس تارة تكون بشهادات الناس وتارة تكون بالجرح والتعديل وتارة تكون بالاختبار والامتحان". وإن اهل السنة لا يمتحنون بمن لم يبدعه أهل العلم، ولكن يمتحنون بمن ظهرت بدعته ودعوته المخالفة لمنهج السلف الصالح، وكون بعض العلماء يبدعون والبعض الآخر لا يبدع، فهذا الاختلاف لايخرج أهل البدع عن بدعتهم، فالجرح المفسر مقدم على التعديل، ومن علم حجة على من لم يعلم، فإذا ظهر حال الرجل وظهرت بدعته عاملوه بذلك. و ما ذكر الإمام البربهاري في "شرح السنة – ص 220 بشرح الشيخ النجمي" قال: (إذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة، وأنس بن مالك، وأسيد بن حضير: فاعلم أنه صاحب سنة- إن شاء الله. وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل، والحجاج بن المنهال، وأحمد بن نصر- وذكرهم بخير، وقال قولهم-: فعلم أنه صاحب سنة). وقال أبي حاتم: "إذا رأيت من يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة" النبلاء (11/198) للذهبي وقال الإمام أحمد: "إذا رأيت يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام فإنه كان شديدا على المبتدعة" النبلاء (8/450) للذهبي هذا في الامتحان بحب أهل السنة. وأما في الامتحان ببغض أهل البدعة-ومنابذتهم-، ففي قوله (ص 226) رحمة الله "إذا رأيت الرجل يذكر ابن أبي دؤاد، والمريسي، أو ثمامة، وأبا الهذيل، وهشاما الفوطي- أو واحدا من أتباعهم و أشياعهم، فاحذره، فإنه صاحب بدعة....واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير...". وقال القطان : "إذا رأيت الرجل يقع في حماد فاتهمه على الإسلام " تهذيب الكمال (1/96) للمزي والحق أنه لا يطعن فيهم ويخالف منهجهم إلا مبتدع ضال، فهم في زمانهم يمثلون أيوب السختاني ومالكا والأوزاعي في زمانهم، لأنهم على منهجهم، والذي يحبهم إنما يحبهم لأنهم على منهج أيوب ومالم والأوزاعي وغيرهم من أئمة السنة. والذي يبغض علماء السنة في هذا الزمان إنما يبغضهم لتمسكهم بمنهج السلف، وكفى بذلك دليلا علىابتداع وضلال من يبغضهم. ونختم بقولنا للذين يتسترون على اهل الاهواء والبدع اليس الرسول صلى الله عليه وسلم امتحن الجارية فقال لها : "أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: اعتقها فإنها مؤمنة". قال عبد الله بن مسعود: "يا أيها الناس عليكم بالعلم قبل أن يرفع فإن من رفعه أن يقبض أصحابه وإياكم والتبدع والتنطع وعليكم بالعتيق فإنه سيكون في آخر هذه الأمة أقوام يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد تركوه وراء ظهورهم". وقال الشيخ صالح الفوزان: "أصحاب البدع والأفكار الهدامة، يجب على الشباب الابتعاد عنهم، لأنهم يسيئون إليهم، ويغرسون فيهم العقائد الفاسدة والبدع والخرافات، ولأن المعلم له أثره على المتعلم، فالمعلم الضال ينحرف الشاب بسببه، والمعلم المستقيم يستقيم على يديه الطلبة والشباب، فالمعلم له دور كبير، فلا نتساهل في هذه الأمور". |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() قاعدة "انتهى عهد الجرح والتعديل"
قال شيخ الإسلام كما في <مجموع الفتاوى> [4/12]: " فالرادّ على أهل البدع مجاهد، حتى كان يحيى بن يحيى يقول: الذبّ عن السنّة أفضل من الجهاد " اﻫ. وكما قال العلامة ربيع الحامل للواء الجرح والتعديل في هذا العصر "وقوله: انتهى عهد الجرح والتعديل هذا كذب، ما انتهى منهج النقدإلى يوم القيامة، ومنهج الجرح والتعديل لم ينتهي إلى يوم القيامة، وإنه لمن الجهاد بل أفضل من الضرب بالسيوف. وعهد الرواية انتهى في القرن الثالث فلماذا ابن تيمية رفع راية النقد وراية الجرح والتعديل؟ ! وهكذا الذهبي وابن القيم وابن كثير وابن حجر وإلى آخره و إلى يوم القيامة. ما دام هناك صراع بين الحق والباطل، وبين الهدي والضلال وبين أهل الحق والباطل وبين أهل الهدى و الضلال، فلابد من سل سيوف النقد والجرح والتعديل على أهل الباطل. وهم أخطر من أهل الرواية، و أولى بالجرح من الرواة الذين يخطئون شرعا وعقلا. هؤلاء يخترعون بدعا ويتعمدون بثها في صفوف المسلمين باسم الإسلام. و أما الرواة فالكذابون قليلون و محصورون، والبقية أناس طيبون يخطئون فما سكتوا عنهم. فإذا كان قد انتهى عهد الرواية فعهد النقد لم ينته، نقد أهل البدع وتجريحهم، وبيان ضلالهم و خطورتهم، وهذا مستمر إلى يوم القيامة وهو جهاد." |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() قاعدة "نأخذ الحق ونترك الباطل"
فإن قال قائل نأخذ الحق ونترك الباطل ، أقول ما قاله الشيخ خالد الظفيري " : نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لا يتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لم يقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واترك الباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً، بل وأوجبوا إتلافها، وذلك لأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذ من الكتاب والسنّة، فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدر ولا بدعة، إذ هي المعين الصافي والماء العذب." انتهى. لهذا لاياخذ منهم شيء اولا قصة ان كان يميز الحق من الباطل فهذه بالذات مستحيلة ليس هناك عالم فضلا عن طالب علم فضلا عن عامي جاهل محيط بكل العلوم وكم من علماء ورواة للاحاديث من اهل سنة افتتنوا ونجرفوا الى اهل البدع وركنوا اليهم وهذا كلام مقتبس من مقال الموقف الصحيح من أهل البدع الشيخ ربيع بن هادي المدخل يبين فيه خطر السماع لهم او مجالستهم او مناظرتهم من اجل هدايتهم لمن يريد المقال كامل فهو متاح في شبكة سحاب وانصح الاخوة بالرجوع اليها بشدة بما فيه من ثمرات لتبيان منهج السلف الصحيح مع اهل الاهواء والبدع اقتباس: شيخنا حفظكم الله، لا يخفاكم ما للجليس من أثر على جليسه، سواءً كان خيراً أو شراً. ولقد وقع بعض إخواننا السلفيين في هذه الأيام في مخالطة بعض المخالفين للمنهج السلفي على سبيل الصحبة وتوافق الطبع؛ فتجد أن هذا الأخ أقل ما يصاب به هو التبلد تجاه الأفكار المخالفة للعقيدة السلفية، ويشمئز من ذكر القضايا المنهجية. فنريد منكم حفظكم الله تعالى ذكر كلمه تربوية سلفية؛ تبين خطورة مخالطة هؤلاء، وذكر الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار السلفية، في تبيين خطورة ذلك، وذكر الأمثلة من التأريخ تبين تحول بعض أهل السنة إلى البدعة بسبب مماشاة أهل الأهواء. وكان من جوابه فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء، والاستئناس بهم، والركون إليهم، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه انه سيهدي أهل الضلال، ويردهم عن زيغهم وضلالهم؛ وإذا به يترنح ويتخبط ثم يصرع في أحضان أهل البدع. وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام، فأُناس من أبناء الصحابة لما ركنوا إلى ابن سبأ؛ وقعوا في الضلال. وأناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد؛ وقعوا في الضلال. وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع؛ فوقعوا في حبائل أهل الضلال. وكثيرون وكثيرون جداً، ولكن نذكر منهم قصة عمران بن حطان، كان من أهل السنة وهوي امرأة من الخوارج، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة، فتزوجها؛ فأوقعته في البدعة، قبحه الله، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها،وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول: أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم فيقع في حبائلهم، عبد الرحمن بن ملجم، و عمران بن حطان، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال : يا ضـربة من تقي ما أراد بها ****** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حيناً فأحسبه ****** أوفى البرية عند الله ميزانا أكرم بقوم بطون الطير قبرهم****** لم يخلطوا دينهم بغياً و عـدوانا[15] إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم. وحصل لعبد الرزاق من أئمة الحديث أن انخدع بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، وأنِسَ إليه؛ فوقع في حبائل التشيع. وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات، وهو من أعلام الحديث، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعرية؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي، فأهل المغرب يأنسون إليه، ويأتونه ويزورونه، ويبث فيهم منهج الأشعري، وهم قبله لا يعرفون إلا المنهج السلفي؛ فسن لهم سنة سيئة ،[16] نسأل الله العافية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( من دعى إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئاً ))[17] فنسأل الله العافية. والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث. أنت جاهل وتثق بنفسك، وتغتر بنفسك، وأنت ما عندك علم يحميك؛ فأنت أولى مئات المرات بالوقوع في البدعة من هؤلاء. و انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية ، وكثير وكثير من الناس، وفي هذا العصر أمثلة كثيرة ممن عرفناهم كانوا على المنهج السلفي؛ ولما اختلطوا بأهل البدع ضلوا؛ لأن أهل البدع الآن لهم أساليب، ولهم نشاطات، ولهم طرق - يمكن ماكان يعرفها الشياطين في الوقت الماضي- فعرفوا الآن هذه الأساليب وهذه الطرق وكيف يخدعون الناس، فمن أساليبهم أنك تقرأ وتأخذ الحق وتترك الباطل، كثير من الشباب لا يعرف الحق من الباطل، ولا يميز بين الحق والباطل، فيقع في الباطل يرى أنه حق، ويرفض الحق يرى أنه باطل، وتنقلب عليه الأمور، وكما قال حذيفة رضي الله عنه (( إن الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف، وتعرف ما كنت تنكر )) . فترى هذا سائر في الميدان السلفي والمضمار السلفي ما شاء الله ما تحس إلا وقد استدار المسكين، فإذا به حرب على أهل السنة، وأصبح المنكر عنده معروفاً، والمعروف عنده منكراً، وهذه هي الضلالة كل الضلالة، فنحن نحذر الشباب السلفي من الاغترار بأهل البدع والركون إليهم . فأنصح الشباب السلفي : أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، - يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن - والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول صلى الله عليه وسلم حَذَّر ، الرسول صلى الله عليه وسلم أنذر، الرسول صلى الله عليه وسلم بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر. فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله - يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء. وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا: أولاً: من كتاب الله . ثانياً: من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً، ونذكر لكم مواقف بعضهم؛ لأن الوقت لا يتسع لاستقصائهم . ولمن يريد الرجوع الى مواقف الصحابة مع اهل الاهواء والبدع فاليرجع للمقال ففيها مايشفي الغليل ثانيا قد اختلف اهل العلم ان كان تاخذ منهم الرواية ام لا وقد اختار اهل العلم الاخذ برواية منهم خشية ان يقعوا في شيء من رد احاديث النبي صلوات الله عليه وسلم واليك هذا المقال للاخ ايهاب الشافعي قد قراته في ما مضى عسى ان تستفيد منه ويتضح لك الحق بذلك و لقد فرق أئمة السلف - رحمهم الله بين اخذ الرواية عن المبتدع وبين أن ينقل عنه أقواله واجتهاداته ففرقوا بين نقل الرواية عنهم مع مراعاة الضوابط التي وضعها أهل العلم وبين نقل أقوالهم المجردة واجتهاداتهم ، وذلك لأن ترك الرواية عن أهل البدع لأجل بدعتهم مع ما عندهم من الأحاديث فيه مفسدة عظيمة أعظم من مفسدة الرواية عن المبتدع وهي ترك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك من أجل الحفاظ على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما وأن الوقت كان وقت تدوين الأحاديث ولذلك لو قرأنا كلام السلف في التحذير من كتب أهل البدع لعرفنا كيف كانت غيرتهم على منهج السلف وذلك بتحذيرهم الشديد من كتب أهل البدع والأهواء،فهم أنفسهم الذين قالوا بالرواية عن المبتدع مع مراعاة الضوابط في ذلك هم أنفسهم الذين حذروا من كتب أهل البدع والنقل منها. قال العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله- بعد حديثه عن بدعة الخوارج قال:" ومع ذلك هم أشد الناس على الكذب وأهل الكذب ، ولا يمكن أن ينقلوا شيئاً كذباً إطلاقاً ، لا سيما إن كان كذباً على الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنهم يرون أن فاعل الكبيرة كافر مخلد في النار ، فمثل هؤلاء روى عنهم أئمة الحديث كالبخاري ومسلم وغيرهم ، مع أن بدعتهم شديدة غليظة جداً فلذلك يرى بعض العلماء أن مدار الرواية ليست على عدالة التدين إنما هي عدالة التحري في الصدق فمتى علمنا أن هذا الرجل متحر للصدق غاية التحري وأنه لا يمكن أن يكذب فلا علينا من دينه الذي يدين الله به" (شرح نزهة النظر-صفحة255) ولقد نقل الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي –حفظه الله- في كتابه (منهج السلف في التعامل مع كتب أهل البدع) جملة من أقوال السلف في بيان تحذيرهم من المبتدعة وكتبهم . وإليكم شيئاً من ذلك : - فتوى الإمام مالك رحمه الله تعالى لا يجوز الإيجارات في شيء من كتب أهل الأهواء والبدع (1 ) - نقل عبد الله بن أحمد عن أبيه -رحمهما الله تعالى -: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : سلام بن أبي مطيع من الثقات حدثنا عنه ابن مهدي ثم قال أبي : كان أبو عوانة وضع كتابا فيه معايب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفيه بلايا فجاء سلام بن أبي مطيع فقال يا أبا عوانة اعطني ذاك الكتاب ، فأعطاه فأخذه سلام فأحرقه . قال أبي : وكان سلام من أصحاب أيوب وكان رجلا صالحا(2 ) . ـ كلام الذهبي في السير: قال [رحمه الله] بعد أن ذكر بعض كتب أهل الضلال : " فالحذار الحذار من هذه الكتب ، واهربوا بدينكم من شبه الأوائل وإلا وقعتم في الحيرة ، فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية ، وليدمن الاستغاثة بالله ، وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة، وسادة التابعين ، والله الموفق . "(3 ). قال الشيخ زيد المدخلي معلقاً:"وقد حذر سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ـ من النظر في كتب المبتدعة لما يترتب على ذلك من المفاسد العظيمة فإن القلوب ضعيفة والشبه خطافة ومما يؤسف له أن كثيرا من الشباب اليوم يقرؤون في كتب أهل الأهواء والضلال ويربون أنفسهم عليها ثم يعودون حربا على السنة وأهلها وحربا على منهج السلف الحق ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . " وليس الأمر قاصر على أئمة السلف القدامى فحسب بل من العلماء المعاصرين من كان له حظاً من ذلك فقد نقل الشيخ زيد المدخلي في نفس الكتاب موقفاً عن العلامة مقبل بن هادي الوادي –رحمه الله-: فتوى محدث الديار اليمانية الشيخ : مقبل الوادعي ( حفظه الله ): بإحراق كتاب ( الخطوط العريضة ) لعبد الرزاق الشايجي قال الشيخ في شريط ( من وراء التفجيرات في أرض الحرمين) فتواي في هذا الكتاب أن يحرق وقد حذر الشيخ أيضا من صحيفة السنة التي يصدرها ( محمد بن سرور ) وقال هي أحق أن تسمى صحيفة البدعة. وكذلك العلامة صالح الفوزان –حفظه الله-: كلام الشيخ صالح الفوزان [حفظه الله ] سئل الشيخ / ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة ، وسماع أشرطتهم ؟ ج ـ لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد علهم ويبين ضلالهم( 4) . ولقد نقل الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع الشيخ خالد الظفيري –حفظه الله- في كتابه ( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء / صفحة 50-51) قال: قول الإمام أبي منصور معمر بن أحمد ( ت: 418 ) الذي رواه أبو القاسم الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه ( الحجة في بيان المحجة) فقال: أخبرنـا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمد قال: " ولما رأيت غربة السنة، وكثرة الحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين بوصية من السنة وموعظة من الحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديث والأثر، وأهل المعرفة والتصوف(5 ) من السلـف المتقدمين والبقية من المتأخرين. فأقول - وبالله التوفيق -: " فذكر من جملة ذلك: " ثم من السنة ترك الرأي والقياس في الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدرية وأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة وهي مأخوذة عن رسول الله -- بأمر الله تبارك وتعالى." قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :"ومن هجر أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها ، أو ترويجها بين الناس ، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب لقوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "من سمع به فلينأ عنه ، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات". "رواه أبو داوود . قال الألباني: وإسناده صحيح " لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم ، بل ربما كان واجباً ، لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. (شرح لمعة الاعتقاد صفحة 100) ويستثنى من ذلك فقط "النقل من كتب أهل البدع للرد عليها وبيان ما فيها من انحراف" فإن قال قائل نأخذ الحق ونترك الباطل ، أقول ما قاله الشيخ خالد الظفيري " : نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لا يتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لم يقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واترك الباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً، بل وأوجبوا إتلافها، وذلك لأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذ من الكتاب والسنّة، فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدر ولا بدعة، إذ هي المعين الصافي والماء العذب." انتهى. ( إجماع العلماء على الهجر والتحذير من أهل الأهواء / صفحة 50) ولقد أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما جاءه بكتاب من أهل الكتاب حتى وإن كان فيها حق فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا أفترى أن نكتب بعضها ؟ فقال : " أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " . رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان وحسنه الألباني في المشكاة. وقد سئل حامل لواء الجرح والتعديل الشيخ ربيع المدخلي – حفظه الله – في شريط له بعنوان: " لقاء مع السلفيين الفلسطينيين". وهذا نص السؤال : شيخنا الفاضل: هل يُنتفع بكتب أهل البدع إذا كانت قد ألفت قبل انحرافهم، أو بعده إذا كانت خالية من الإنحراف وجيدة في الباب؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: فإجابةً على هذا السؤال أقول: "إن في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي تراث سلفنا الصالح الطاهر النظيف ما يغني عن الرجوع إلى كتب أهل البدع........ سواءً ألفوها قبل أن يقعوا في البدع أو ألفوها بعد ذلك؛ لأن من مصلحة المسلمين إخماد وإخمال ذكر أهل البدع. فالتعلق بكتبهم بقصد الاستفادة يرفع من شأنهم ويعلي منازلهم في قلوب كثير من الناس، ومن مصلحة المسلمين والإسلام إخماد وإخمال ذكر رؤوس البدع والضلال. وما يخلو كتاب من الحق ، حتى كتب اليهود والنصارى وطوائف الضلال تمزج بين الحق والباطل. فالأوْلى بالمسلم أن يركز على ما ذكرناه سلفاً، فإنه آمَن للمسلم وأضمن له، وأبعَد له من أن يكرم من أهانه الله. ......................... هذا ما أقوله إجابةً على هذا السؤال." (نقلا من مقال حكم حضور دورس المبتدعة / شبكة سحاب ) قلت :فها هو قد مر معنا قول العلماء الراسخين أئمة السلف في تحذيرهم من النظر في كتب المبتدعة وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون بجواز نقل الرواية عن المبتدع مع مراعاة الضوابط ، * فمثلاً الإمام الذهبي ثبت عنه أنه قال: "وهذه المسألة لم تتبرهن لي كما ينبغي ، والذي أتضح لي منها : أن من دخل في بدعة ، ولم يعد من رؤوسها ، ولا أمعن فيها ، يقبل حديثه كما مثل الحافظ أبو زكريا بأولئك المذكورين ، وحديثهم في كتب الإسلام لصدقهم وحفظهم ) . ( سير أعلام النبلاء / 7-154) قلت: وهو نفسه الذي حذر من كتب أهل البدع كما نقل عنه آنفاً ، ويؤكد ذلك ما قاله الإمام مالك –رحمه الله -:" لا يؤخذ العلم من أربعة ويؤخذ من سوى ذلك ، لا يؤخذ من سفيه ولا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من كذاب يكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يتهم على حديث رسول الله ولا من شيخ له فضل وصلاح وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث " وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :" والذي يعلم من كلام الشيخ - رحمه الله ووفقه الله - أنه لا يؤخذ عن صاحب البدعة شيء ،حتى فيما لا يتعلق ببدعته ،فمثلاً: إذا وجدنا رجلاً مبتدعاً لكنه جيد في علم العربية: كالبلاغة والنحو والصرف ،فهل نجلس إليه ونأخذ منه هذا العلم الذي هو موجوداً عنده أم نهجره ؟ الظاهر من كلام الشيخ أننا لا نجلس إليه ،لأن ذلك يوجب مفسدتين الأولى اغتراره بنفسه ،فيحسب أنه على حق . المفسدة الثانية اغترار الناس به ،حيث يتوارد عليه طلاب العلم ،ويتلقون منه ، والعامي لا يفرق بين علم النحو ،وعلم العقيدة ،لهذا نرى أن الإنسان لا يجلس إلى أهل الأهواء والبدع مطلقاً ،حتى إن كان لا يجد علم العربية والبلاغة ،والصرف مثلاً إلا عندهم ،فسيجعل الله له خيراً منها ،لأننا لو نأتي إلى هؤلاء ،ونتردد إليهم لا شك أنه يوجب غرورهم ،واغترار الناس بهم." (شرح حلية طالب العلم ص93-94) قال الشيخ خالد بن عبد الرحمن المصري –حفظه الله- "لذلك يخطيء كثير من الشباب لما يقول آخذ من المبتدع الكلام الطيب عن الجنة و عن الرقائق وعن وعن ، كما أن السلف كانوا يأخذون الرواية !. نقول هجر المبتدع ذماً واحتقاراً له، كيف هذا المبتدع يجلس ويجمع له ألوف الناس ؟ هل الحضور والأخذ عن هذا الرجل في باب من الأبواب كالوعظ والإرشاد أو التخويف أو الترغيب والترهيب ، هل هذا من باب الهجر أو هو مضاد للهجر ؟ لأننا في الرواية لم نأخذ منه علماً , أخذنا ما روي عن رسول الله - صلي الله عليه و آله وسلم - إذا كان صادقا ، إذن .. لم نأخذ منه علماً اجتهد هو فيه، ولكنه لما يدخل في باب الزهد والرقائق ويجالس مِن هؤلاء وهؤلاء، يفخَّم أمره ويغتر به الناس، طلق بن حبيب قد قبل كثير من أهل الحديث روايته وحذَّروا من الجلوس إليه ! ففرق بين الرواية عن المبتدع وبين مخالطته والاستفادة منه واضح ؟ فالذين كانوا يأخذون الرواية من طلق وأمثال طلق، هم الذين كانوا يحذرون من ماذا ؟ من الجلوس معه ! ليس فقط في دروسه بل بمجرد أن يروا أن أحداً جلس معه كانوا يحذِّرون منه." (البيانات الواضحات في فقه منهج الموازنات والرد على أهل التيه والشتات / شبكة سحاب) قلت : ففرق بين رواية الحديث عن المبتدع بالضوابط وبين النظر والنقل من كتبهم فهل اتضحت لك الأمور يا من تتبع المتشابه من أقوال أهل العلم ولكن أقول في ختام هذا المقال ولكن أقول : إن كان في كتاب الله عزّ وجلّ محكم ومتشابه ففي أقوال أهل العلم من باب أولى ولكن كما قال تعالى { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ } عن عائشة رضي الله عنها قالت : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ } قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سماهم الله فاحذروهم" متفق عليه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتبها إيهاب الشافعي/ شبكة سحاب جزاه الله كل الخير وادخله الفردوس الاعلى -------------------------------------------------- 1 ـ جامع بيان العلم وفضله (2/942) تحقيق أبي الأشبال الزهيري . 2 - العلل ومعرفة الرجال ( 1/108 ) . 3 - سير أعلام النبلاء (19/328،329) . 4 - الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة (ص70) . 5 - كان الصوفية في وقته على طريقة السلف ، وتصوفهم كان الزهد والعبادة والورع ، وهذا واضح في عقيدته التي أوردها صاحب كتاب الحجة في بيان المحجة ، ولو كان على غير هذا لما كان له أي قيمة عند أهل السنّة . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() جعلك اخي محمد من الصابرين التوابين المنيبين |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() جزاك الله كل الخير اخي |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() كيف نعرف اهل البدع
متعصبون لمذهبهم يجادلون بتعصب واذا ذكرت لهم عكس ما يقولون بادلة لاهل العلم من سلفنا الصالح انسحبوا من الننقاش او اظهروا ما يبطنون من بغض وحقد للعلماء ولكل من خالفهم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
منهج, البيع, قواعد |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc