السلام عليكم
أعرف شخصا مضى من عمره واحد وأربعون سنة عزف عن الزواج وقرّر قرارا جازما لا رجعة فيه أن لا يتزوج فناقشته في الموضوع فقال لي: إن بنات هذا الزمان في مجتمعنا هذا لا توجد فيهن العفيفة إلا ما ندر وهذه النادرة ليست من نصيبي فقلت له: وكيف حكمت بأنها ليست لك فلم يقل شيئا لكن فهمت الحكاية من ملامحه بأن ماضيه أسود و"الخبيثات للخبيثين" فلازلت به حتى أقرّ بما كان يفعله وصدق ظني الذي ظننته يقول: إنه كان لا يمر بي يوم إلا وأقضي وقت القيلولة مع فتاة وأنه أوغل في هذا الأمر وبالغ يقول: أما التوبة الآن فقد تبت منذ حوالي سنتين ـ وأنا أشهد له بأنه صار من رواد المساجد ـ وأما الزواج فلا فكما خنت وأذنبت فسوف تأتي من لها ماض قاتم وهذا ما لا أطيقه فسأبقى على حالي إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا فأجبته بأن التوبة تمحو ما قبلها ومحال أن يعاقبك الله بذنب قد أقلعت عنه فقال: سأصارحك بشيء آخر: لقد أصرّ أهلي على تزويجي ذات مرة وقالوا: سوف نجد لك بنتا تسرّك فقلت لهم: على بركة الله وبعدها أتت أمي لتقول: لقد وجدت لك فتاة ما شاء الله وقد أعطتهم رقمها الخاص ليبقوا على اتصال بها يقول: فأخذت هذا الرقم واحتفظت به وقررت أن أختبرها بطرقي الشيطانية التي كنت أمارسها في السابق فتركت القضية تمر عليها بضعة أسابيع لتّنسى شيئا ما ثم اتصلت بها ليلا مع إخفاء رقمي "numéro caché" ففتحت فقلت لها: ألم تعرفيني؟ قالت:لم أعرفك قلت لها: أنا الذي أعطيتني رقمك في المكان الفلاني "مكان عمومي قرب السوق وسط المدينة" فقالت: آآآ أنت كريم قلت لها: نعم أنا كريم فشرعت في الكلام المتبجح يقول: فأقفلت السماعة وذهبت إلى أمي وقلت لها: أهذا هو رقم تلك البنت التي مدحتها لي فقالت: نعم فقلت لها: فقد حدث كيت وكيت فقالت: يا ولدي لا أتدخل بعد اليوم في موضوع زواجك لكيلا أبوء بذنوبك.. وهكذا بقي صاحبنا هذا مصمما على فكرته التي ازدادت رسوخا بعد هذه الحادثة فما رأيكم يا معاشر القارئين لكلامي؟