تصوّر "للمثالية" و جحد أفهام الناس ... لماذا؟

[طاهر القلب]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده لا شريك له و الصلاة و السلام على نبيه و صفيه من بين خلقه صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من حذا حذوهم و تبع أثرهم إلى يوم فناء الدنيا و كل ما فيها إلى يوم الدين , أيها الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ... أما بعد :
يتصرف و يتحدث الكثير منا عن بعض الطباع و بعض التصرفات و التقولات بيننا , و يختلف صداها من فرد إلى فرد إجمالا و تفردا , و تفريقا بين شخص و آخر , من حيث سطوة فكره و جلوة فهمه المترجمة تحت لواء قناعاته و مبادئه و حتى أخلاقه , و المرسومة بإتقان على حائط طباعه و أعماله و أقواله , فيرى بعضنا كل ذلك منه , فيعجب هذا و يوافق هذا في مسعاه و هذا في مذاهب فكره , و يلبي شغف هذا من خلال عبارته و توجه فكرته و أسلوبه , ثم نقاوة عزمه و ربما ثبات حجته أو حتى عمق غطسه في دياجي المعاني و العقول و القلوب و الإدراك المنطقي و اللا منطقي ... كل هذا مبرر و موجود بين الناس من خلال تلاقيهم و تفاعلهم في أمور فكرية و أخرى عملية و علمية و أخرى دينية , و كل ما يربط تلك الأفهام بينهم من حيث تفاعلهم مع بعضهم البعض في أمورهم العديدة و المشتتة في كل مجال طالته رؤوس الأفكار و جعلته مادة الاختبار ثم نتائج الفهم و الاعتبار ... لكن هناك في الجانب الآخر من القضية يوجد من لا تعجبه أو من ينبري بنفسه يخط الخط خلف ذلك الذي قال أو ذلك الذي كتب أو ذلك الذي يتحجج بقناعاته و مشاربه , فيحذو طريق الشذوذ عن العصبة و ينحو اتجاه القدح و رميه بـ "المثالية" و "النرجسية" و "الإعتلائية" و غيرها من تلك الأوصاف التي تبين ضيق النفس و قلة الحيلة أو ربما هي حقيقة تتجلى في صاحبها و لكنها غير تلك التي فهمها صاحبنا في النظرة الثانية و كيفية إبرازه لمعارضته لها بطريقة لا تجعل الناظر لها أنها كما رآها صاحبنا , و لعلنا نركز على أبرزها و هي صفة "المثالية" , و المشكل ليس في الكلمة و لا في ترجمتها اللغوية أو المعنوية بل المشكلة في الذي يرى بأن كل حسن قولا أو فعلا منها و لا يرى في الوجود غير السيئ و فقط ... فهل معنى المثالية أن صاحبنا يكذب على نفسه و يجانب حقيقة واقعه؟ , ربما تكون كتابات البعض منا فيها من "المثالية" و التمّثل و التمثيل الشيء الكثير فهل هذا عيب أم تراه أمر عادي جدا؟ , ألا يحب الواحد منا التصرف بـ "المثالية" حتى و إن كانت ليست حقيقته؟ ألا يعتبر هذا طريقا لسد الطموح الجميل للأنفس لكي تنحو منحى الوصول إلى تلك "المثالية" تجسيدا في واقعها؟ و هل كل هذا يعتبر وهم و خيال متجذر في صاحبنا و لا مكان له غير تلك الصورة التي رسمها في عقله الباطن (المدينة الفاضلة) كما سماها أفلاطون في "جمهوريته" ...
و عليه يجب أن لا يتقوّل الإنسان بما تكنه قلوب الناس , حتى و إن بدا له الظاهر من الأمر دون الباطن فلا يحق له إجمال الحكم على الظاهر مما يراه من بائن الظاهر فقط , فالله وحده من يعلم الغيب و ما تخفي الصدور , و هو من يهدى سواء السبيل , و إن قلنا أن تلك مثالية القول أو الفعل في الظاهر , فلما نتنطع إلى الحكم على ما لا نعلم من الباطن بالرمي بالإجمال و بالعام دون الخاص ... و كذا في الحكم على العموم لا يجوز إطلاقا هكذا دون حدود و منطلقات , فالخيّر دوما ماثل و موجود في نفوس الناس و أقوالهم و فعالهم و الشر كذلك شاهد و موجود بين الناس ... لذا ليس بالضرورة أن من يتمثل المثالية في تصرفاته هو كاذب أو منافق أو يبطن عكس ما يظهر , أو هو يعيش في عالم آخر غير العالم الذي ندرك و نشاهد و نتحسسه احتكاكا و تفاعلا ...
هذا و أستغفر الله ختم الكلام من كل زلة و آثام ... ثم لكم التحية و السلام أيها الإخوة الكرام .
الآن الكلمة لكم ...

[ما وراء الطبيعة ؟؟؟؟]

تعرف يا أخي لقد قرأت موضوعك جيدا.

ولكن هناك ملاحظة مهمة في هذا الموضوع :

كل شيء له حد............................

ومن تجده دائما يكتب بمثالية ...........................وعلى

طول الخط...................

وبدون إستثناءات ......................فهو في أغلب الأحيان

يكذب على نفسه لا الغير.....................

وشكـــــــــــــــــــــــــــرا

[الحوتي التلمساني]

السلام عليكم
براك الله فيك على الكلمات النفيسة و الأسلوب المتميز ..

[ع.جمال]

السلام عليكم.

أنا ضد الحكم المطلق عموما وخاصة في العالم الافتراضي فقد يكون الإنسان صادقا فيما يكتب وقد يكون عكس ذلك ثم من قذف وسب الناس بما لم يعلم فهو أشر الناس ومريضا حتما .
وبارك الله فيك.

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ما وراء الطبيعة ؟؟؟؟

تعرف يا أخي لقد قرأت موضوعك جيدا.

ولكن هناك ملاحظة مهمة في هذا الموضوع :

كل شيء له حد............................

ومن تجده دائما يكتب بمثالية ...........................وعلى

طول الخط...................

وبدون إستثناءات ......................فهو في أغلب الأحيان

يكذب على نفسه لا الغير.....................

وشكـــــــــــــــــــــــــــرا

السلام عليكم
أحترم رأيك أخي الكريم ...
و لكن أليس تصور المدينة الفاضلة سابق للمدينة الفاضلة
على الأقل كأساس لوجودها؟

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحوتي التلمساني

السلام عليكم
براك الله فيك على الكلمات النفيسة و الأسلوب المتميز ..

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل التلمساني ... جزيل الشكر لك على المرور المشجع
و ما تلك إلا من حسن ذوقكم و علو كعبكم فيها أيها الفاضل الكريم
حفظك الله و رعاك

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ع.جمال

السلام عليكم.

أنا ضد الحكم المطلق عموما وخاصة في العالم الافتراضي فقد يكون الإنسان صادقا فيما يكتب وقد يكون عكس ذلك ثم من قذف وسب الناس بما لم يعلم فهو أشر الناس ومريضا حتما .
وبارك الله فيك.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلا أستاذنا القدير جمال ... و فيك يبارك الله أخي
طبعا كلنا ضد الحكم المطلق مهما كان شكله و لونه و سببه ,
و لكننا كذلك ضد الحكم الضيق الذي يجعل فهم و إدراك الناس
في زواية واحدة يراها هو فقط من موقعه ...

[تلميذة الأيام]

جزاك الله خيرا اخي على طرح هذا الموضوع

[radia_32]

شكرا جويلا على الكلمات الرائعة

[مصطفى قاسمي]

مثليته لا تدينه فهو في حكم المجتهد ان اصاب ولا نحكم عليه بضاهر
فالخير دائما موجود في نفوس الناس واقوالهم وافعالهم ليس بالضرورة ان ان من يتمثل المثالية

في تصرفاته هو كاذب ويجرد من مثاليته

دائما مميز اخي طاهر سلمت يداك

[مناد بوفلجة]

السلام عليكم و رحمة الله

موضوعك هذا شائك ..

الميثالية هو مصطلح غير إنساني و المدينة الفاضلة هي من وهم الخيال


و المثالية لو قصد بها تصرفات البشر تتحول إلى مصطلح : الأحسن في القول و الفعل ..

و كما يقال : لا تعيش الميثالية سوى في المنتديات .

و بطبع الإنسان السعي نحو الأحسن و بطبعه الظهور بالمظهر اللآئق و لو كان عكس ذلك و هذا من حقه إذا كان الرابط بينه و بين الآخر سوى خطوط أقلام (أي فقط سؤال و جواب)

أعطيك مثال : لو وجدت سكران لا يصلي و سألته : هل الصلاة واجبة ؟ بكل تأكيد سوف يقول لك هي واجبة و هي كذا و كذا .. و لو سألت السارق و قلت له : هل السرقة حرام .. فبكل تأكيد سوف يقول لك حرام و غير لائقة و لو سألت المرتشي فسوف يقول لك الرشوة حرام

هو ما يسمى بسعي الإنسان بطبعه لأن يكون الأحسن حتى لو خالفت أفعاله أقواله

قال الإمام الشافعي رحمه الله

أحـب الصالحيـن ولسـت منهـم .............. لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة

وأكـره مـن تجارتـه المعاصـي ..............ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة

هل تعلم بأن العاصي يتمنى في قرارات نفسه لو لم يكن عاصي و المتبرجة المنحرفة تتمنى لو كانت غير ذلك
و الكافر يوم القيامة يتمنى لو كان مؤمن

هي حقيقة النفس البشرية .. حب الأحسن و الأفض و الأقوى .. قد تكون فعلا كذلك و قد تكون غير ذلك .. أما اللبيب فيأخذ ما يصلح و يترك ما لا يصلح دون المساس أو إهانة الطرف الآخر .. أما الغبي فقد يدخل في دراسة الشخصيات في الحوارات لا الأقوال و الكتابات .. و قد يأخذ الطبائع السيئة و يترك ما صلح حمله


أما و قولك

لذا ليس بالضرورة أن من يتمثل المثالية في تصرفاته هو كاذب أو منافق أو يبطن عكس ما يظهر , أو هو يعيش في عالم آخر غير العالم الذي ندرك و نشاهد و نتحسسه احتكاكا و تفاعلا

فهي فقط في ما ذكرت أخر الجملة و هو العالم الذي نتحسسه و نتعامل معه إحتكاكا و تفاعلا أي العالم الحقيقي و ليس الإفتراضي .. أما و العالم الإفتراضي فقد يختلط أحيانا الحابل بالنابل فيبقى للعقل الحكم و الفيصل

لا مثالية عند البشر . المثالية هي فقط للملائكة . و هي حلم بشري لن يتحقق . و لكل شخص جانب إيجابي و جانب سلبي و يبقى لنا حسن الظن و النظر في الجانب الإيجابي
أما لو أسقط كل شخص جانبه السلبي في هذه المنتديات . لك أن تتوقع النتيجة

وجهة نظر .. تحياااااتي

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذة الأيام

جزاك الله خيرا اخي على طرح هذا الموضوع

السلام عليكم
و جزاك الله كل خير أختاه على شرف قراءتكم الواعية للموضوع
دمت في رعاية الله و حفظه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة radia_32

شكرا جويلا على الكلمات الرائعة

السلام عليكم
و الشكر كل الشكر لك أيتها الاخت الطيبة ...
في حفظ الله و رعايته

[محمد سوق]

السلام عليكم
قرأت الموضوع بتمعن و استحضرت ضوابط الفهم الثاقب فخرجت باستنتاجات مفادها أن المثالية شيىء ملموس نؤمن به عندما نراه في الواقع ونكفر به عندما نراه في عالم افتراضي أو شيىء من هذا القبيل .
نعود إلى السب والقذف فأسفا لهذان اللعينان اللذان تلقيت وابلا منهما في هذا الصرح، و لا يهمن إطلاقا ما يقال من شطط وزور في حقي و أحتاج إلى إثبات براءتي لشخصي فقط .
أصر على البقاء في رحاب القذف ، هذا الداء العضال الذي يعاني منه الكثير و الطامة الكبرى أنهم يتبرءون منه ! و يعوذون بالله منه ! .
ملاحظة لا يهمن إن تجاهلتم ردي

[طاهر القلب]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى قاسمي

مثليته لا تدينه فهو في حكم المجتهد ان اصاب ولا نحكم عليه بضاهر
فالخير دائما موجود في نفوس الناس واقوالهم وافعالهم ليس بالضرورة ان ان من يتمثل المثالية

في تصرفاته هو كاذب ويجرد من مثاليته

دائما مميز اخي طاهر سلمت يداك

أهلا أخي مصطفى ... جميل أن تعرج بهاته اللفتة القيمة
و هي كذلك أخي لا حكم بظاهر , كما أنك لا تستطيع علم الباطن
بارك الله فيك اخي الكريم

[راجي الصّمدِ]

شكرا أخي بورك فيك