السّلامُ عليكم؛
شكراً لك أخي موساميم؛ سؤال وجيه؛ هاك الجواب؛
الوحدة هي النّفس ! نعم هذا ما رأتهُ بصيرتي في هذه اللّيلة؛ كيف ذالك ؟
إنّ النّفس أمّارةٌ بالسّوء إلاّ مارحم ربِّي؛ فإذا أكرمت الحبيب على معصية النّفس؛ فذاك مقياسُ الحُبّ؛ فالنّفس مولعةً بصاحبها؛ ومن آثر عليها غيرها فقد أحبّ صاحبها؛ لذا كانت أعلى درجات الحبّ؛ أن تُعطيَ المحبوب دون انتظار العطاء؛ وفي هذا أخي؛ زوالُ حيرتك؛ بين الإخلاص والحنان و التّضحية؛ فكلَّهمُ لا يُؤتيه صاحبهُ إلاّ عن عصيان نفسه.
قال امرؤ القيس في مُعلّقته؛ لعُنيزة ابنَةَ عمِّه؛
أغرّك منِّي أنّ حُبّكِ قاتلي *** وأنّكِ مهما تأمري القلب يفعلِ
أرى في ذالك؛ أن يكون العطاءُ من المُحبِّ للحبيب تكرِمةً؛ لا أمراً من المحبوب فذاك مَذلّةٌ؛ لذا قال الحُكماءُ : الحبيب للحبيب يذِلُّ؛ فما يُدريك؛ لعلّ المحبوب يأمرك بأن ترمي بنفسك من أعلى؛ فعصيان النّفس ههنا ليس مقياساً للحبّ؛ فالحبيب لا يأمر بشرّ؛
قال عنترة بن شدّاد لعبلة ابنة عمِّه؛ وقيل أنّ هذه الأبيات منسوبةً له؛ وإن كنت أظنّ ذالك لبيت في آخر القصيدة؛ المهمّ؛ ما فيها من ذكرى للبشر؛
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ* **وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ؛
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّة ٍ* **وقلب الذي يهوى ْ العلى يتقلبُ؛
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي* **وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ؛
عُبيلة ُ! أيامُ الجمالِ قليلة ٌ* **لها دوْلة ٌ معلومة ٌ ثمَّ تذهبُ؛
فلا تحْسبي أني على البُعدِ نادمٌ* **ولا القلبُ في نار الغرام معذَّبُ؛
وقد قلتُ إنِّي قد سلوتُ عَن الهوى* **ومَنْ كان مثلي لا يقولُ ويكْذبُ؛
هَجرتك فامضي حيثُ شئتِ وجرِّبي* **من الناس غيري فاللبيب يجرِّبُ؛
لقدْ ذلَّ منْ أمسى على رَبْعِ منْزلٍ* **ينوحُ على رسمِ الدَّيار ويندبُ؛
وقدْ فاز منْ في الحرْب أصبح جائلا* **يُطاعن قِرناً والغبارُ مطنبُ؛
نَدِيمي رعاكَ الله قُمْ غَنِّ لي على* **كؤوسِ المنايا مِن دمٍ حينَ أشرَبُ؛
ولاَ تسقني كأْسَ المدامِ فإنَّها* **يَضلُّ بها عقلُ الشُّجَاع وَيذهَبُ.
في هذه الأبيات الدّاء و الدّواء؛ وفيها من أسرار الحبِّ؛ ولكنّني سأكتفي بذلك فالقلوب لا يُؤمن جانبها.
فقط للمعلومة؛انتخى بمعنى عظُمَ.
السّلامُ عليكم.
