العلمانية والعلمانيون - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

العلمانية والعلمانيون

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-19, 22:17   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
le fugitif
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية le fugitif
 

 

 
الأوسمة
وسام أحسن عضو لربيع 2008 
إحصائية العضو










افتراضي العلمانية والعلمانيون

ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .












 


رد مع اقتباس
قديم 2011-01-19, 23:18   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عكس التيار
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة le fugitif مشاهدة المشاركة
ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .




لايمكن الاجابة على السؤال الا بعد توضيح المفهوم المقصود. هناك علمانية تحارب الدين وهناك علمانية تحمي الدين.









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-20, 22:29   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
روح القلم
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية روح القلم
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عكس التيار مشاهدة المشاركة
لايمكن الاجابة على السؤال الا بعد توضيح المفهوم المقصود. هناك علمانية تحارب الدين وهناك علمانية تحمي الدين.
و الله ؟؟
و من أين لك بهاته المعلومة ؟؟ و أين هم أتباع العلمانية هؤلاء الذين يحمونا الدين ؟؟
أولا يجب أن نفرق بين الاديان و يجب أن نعلم أن الدين المسيحي مغلوط و محرف و ان الدين الاسلامي محفوظ و مصان
و عليه فإن نشأت العلمانية كانت على أساس عبث بعض رجال الدين المسيحيين في الدين و تحريفه و تفصيله على مقاسهم و هذا ما استدع ظهور هاته الفئة التي تريد اعادت اصلاح للدين و لمفاهيمه و وضع [ الحرية في المعتقدات ] كحل لكل الافراد في المجتمع الاوروبي و أيضا مع العمل على إبعاد الخطاب الديني على جل الحياة عموما سواء السياسة او الاقتصادية هذا هو المتعارف عليه و زد على ذالك أن إيطارها الاجتماعي هو توجيهم الناس الى الاهتمام بدنياهم و ترك أخرتهم و هذا ما يعارض الدين ليأتي دور العقل في دعم هاته الفكرة على حساب الدين .. و هنا نراهم ان هناك أمور تفسر علميا و لا يوجد لها تفسير في الدين و هذا ما يستدعي منها أن نتخلى عن الدين و نحصره في العبادة و أن نعتمد على الاسلوب العقلاني لتستمر حياة كما يبغونها ...
لكن السؤال المطروح : إذا كانت العالمانية قد ظهرت لتصحيح العقيدة المسيحية المغلوطة فما دخل العلمانية في الدين الاسلامي ؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-21, 17:48   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح القلم مشاهدة المشاركة
لكن السؤال المطروح : إذا كانت العالمانية قد ظهرت لتصحيح العقيدة المسيحية المغلوطة فما دخل العلمانية في الدين الاسلامي ؟؟
شكرا وحي القلم على السؤال المهم والعلمي الذي يجب بالفعل أن تطرحه النخبة سواء التي تدعو للعلمانية أو التي تحارب العلمانية ما هو دور العلماانية في المجتمعات الإسلامية إذا عرفنا و أجمعنا أن العلمانية هي نتاج تطور طبيعي للفكر الغربي الناقم على المؤسسة الكنسية أو هل فعلا للعلمانية حاجة في مجتمعاتنا ؟؟؟
ومع هذا فقولك أن العلمانية جاءت لتصحيح العقيدة المسيحية هو كلام غير دقيق فالعلمانية هي ردة فعل ثورية على عدم نجاح الإصلاحات التي دعى إليها الكثيرون على مدى قرون وعلى رأسهم جون كالفن و مارتن لوثر لإجراء إصلاحات على الكنيسة وحصر النففوذ الكبير الذي تمارسه الكنيسة في كل مناحي الحياة وخاصة السياسية منها ... ففي القرون الوسطى كانت الكنيسة الكاتوليكية كما نعلم تمارس هيمنتها على كل الدول الأوروبية فتعين الملوك وتعزلهم وتزكيهم ونكفرهم وتتهم العلماء بالهرطقة وتتدخل في شؤون الدول والملوك ما أدى إلى إنفصال بريطانيا عن الكنيسة في عهد هنري الثامن (قصة تدخل البابا في زواجه الثاني وإعتباره غير صحيح) فأعلن هنري الثامن طلاق بريطانيا مع الكنيسة و إعلانها تبني فكرة مدرسة الإصلاح الديني التي دعى لها كالفن وآرثر ومارتن لوثر أو ما عرف بالبروتستانتية .. وبقيت باقي الدول الأوروبية تعاني تحت حكم الكنيسة من كل أنواع التضييق الفكري وعدم تقبل أي دعوى للإصلاح أو حتى القليل من الحريات الفكرية والدينية مما أدى بالثورة الفرنسية إلى الكفر بسلطة الكنيسة والدين وكل ما له علاقة مع تلك الأفكار التي جعلت من الدين المسيحي كسلطة في يد أقلية من رجال الكنيسة يسيطرون من خلاله على كافة أوروبا ما جعل من الكنيسة أغنى و أقوى مؤسسة في أوروبا و رجالها إحتكروا السلطة الدينية والسياسية والفكرية والثروة المادية فكانت الثورة عليهم و إحلال العلمانية محل الكنيسة والدين ضرورة ملحة للثورة الأوروبية و مقدمة حتمية لتقدم أروبا وإزدهارها ...فتاريخ العلمانية هو تاريخ أوروبا المسيحية ولا يمكن بشكل من الأشكال سحبه على واقعنا وتاريخنا المختلف لحد ما عن تاريخ أوروبا فصحيح قد ظهرت عبر التاريخ الإسلامي دول تيوقراطية تكلم حكامها باسم الدين و باسم الله وكفروا المعارضين ولم يتقبلوا أي مخالف لهم و حاربوا كل الأقليات الدينية و المذهبية لكنهم كانوا الإستثناء على القاعدة ففلسفة الإسلام لا تقبل رجال دين يحتكرون السلطة الدينية والحقيقة المطلقة والقداسة المعصومة ففي عقيدتنا حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يخظئ ويصيب ويستشير أصحابه أما البابا عند السيحيين فهو قديس لا يخطئ ولا يظلم ... ولهذا عرف التاريخ الإسلامي حركية فكرية نشيطة وواسعة خاصة قبل القرن الثاني عشر فلم تكن هناك مدرسة فكرية مسيطرة على المشهد تتبناها السلطة السياسية فكان الناس لا يخيفهم التحاور والمناظرة وتبني أفكار مختلفة ومتباينة و حتى متناقضة في بعض الأحيان دون عقدة وبكل إحترام و تسامح فظهرت العديد من المدارس الفكرية من معتزلة و سنة ومناطقة أو متكلمين وغيرهم ..
والنتيجة أنه طالما لاتوجد هناك مؤسسة دينية مسيطرة على المشهد الديني والسياسي والثقافي وتركت الحرية لكل فرد في ممارسة حقه في التفكير والتعبير فلا يوجد هناك داعي للدعوة للعلمانية ... أما إذا ضهرت أنضمة سياسية أو مؤسسات دينية تحاول إحتكار الحقيقة و تمنع الآخرين من التفكير والتعبير و تمنعهم من ممارسة حريتهم الفردية وتمنح لنفسها الحق في تكفير وتبديع كل من يخالفها الرأي فالعلمانية في هته الحالة تصبح ضرورة ملحة للمجتمع ..لأن المؤسسة الدينية تطرف والعلمانية تطرف والإسلام وسط









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-21, 18:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
بس يا بحر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي






العلمانية شريعة تنادي على شيئين مهمين بالنسبه لها ولا تتخلى عنها
الشي الأول هو فصل الدين عن الدولة..........فصل نهائي
بمعنى كلام الله لا يطبق كلامهم هم وقوانينهم هي التي تطبق

الشي الثاني التي تنادي به هو (الحريه المطلقه)
وتضع القوانين لذلك ومن يعتدي على حرية الشخص يحاكم
كأن يعاشر الرجل إحدى محارمه هذا لا عيب عندهم
زواج المثليه أيضا عندهم جائز وزواج البشر من حيوانات
بمعنى كن يا بشري شاذ حتى تتقبلك العلمانية
هذه هي الحريه المطلقه التي ينادون بها
لا تصدقون حكاية ( علي بابا والأربعين حرامي )
أقصد تعصب الكنسيه أدت للعلمانيه
هذا مبرر..فقط

الآن من يقف في شوكتهم ...هم السلفيين
لذلك هم في عراك دائم
فكيف يحب الشيطان ملاك

أما سبب وجودهم في الإسلام فهو حصيلة الإستعمار ما قبل قرن من الزمان ..
مندسين في ثياب المسلمين والإسلام بريئ منهم الى يوم الدين.









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-21, 19:03   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي موقف أهل السنة و الجماعة من العلمانية

موقف أهل السنة والجماعة
من العلمانية
"عوائق الانطلاقة الكبرى"
جمع وإعداد محمد عبد الهادي المصري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
إهداء

إلى تجمعات أهل السنة والجماعة التي تسعى لإعلاء كلمة الله في كل مكان.
إلى المجاهدين الصادقين من أهل السنة والجماعة الذين يقاتلون أعداء الله لتكون كلمة الله هي العليا.
إلى كل مسلم يريد أن يعرف الوجه الحقيقي القبيح للعلمانية، ولا يريد أن ينخدع بشعاراتها الزائفة.
إلى كل إنسان ضل الطريق أو انخدع بأباطيل العلمانية ويريد أن يهتدي إلى الحق.
{ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا}، {وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}.
المؤلف
مقدمة

غفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الحق والخير والاستقامة والالتزام بشرع الله أنهم متروكون من الباطل وأهله!
غفلة - أي غفلة- أن يظن المسلمون اليوم أنهم يملكون تجنب المعركة! أو تأجيل المواجهة!
غفلة - أي غفلة- أن تظن الفئة المؤمنة أنه يمكن أن تقوم هناك مصالحة أو مهادنة مع العلمانية الديمقراطية الكافرة!
خير لأهل السنة والجماعة اليوم أن يستعدوا للمعركة المحتومة بالوعي والعدة، من أن يستسلموا للوهم والخديعة... {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}[الأنعام، الآية: 55].
إن قوة الاندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق، ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحاده ويحاربه إنما هو على الباطل وأنه يسلك سبيل المجرمين.
إن سفور الكفر والشر والإجرام ضروري لوضوح الإيمان والخير والصلاح، واستبانة سبيل المجرمين هدف من أهداف التفصيل الرباني للآيات. ذلك أن أي غبش أو شبهة في موقف الكفار والمجرمين وفي أساليبهم المتعددة والمتنوعة ترتد غبشاً وشبهة في موقف المؤمنين. فهما صفحتان متقابلتان.. وطريقان مفترقان.. ولابد من وضوح الألوان والخطوط.
من هنا يجب أن تبدأ كل تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم بتحديد وتعريف سبيل المؤمنين والعنوان المميز للمؤمنين والعنوان المميز للمجرمين، في عالم الواقع لا في عالم النظريات. فيعرف أصحاب الدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية من هم المؤمنون ممن حولهم. ومن هم المجرمون. بعد تحديد سبيل المؤمنين ومنهجهم وعلامتهم، وتحديد سبيل المجرمين ومنهجهم وعلامتهم. بحيث لا يختلط السبيلان ولا يتشابه العنوانان، ولا تلتبس الملامح والسمات بين المؤمنين والعلمانيين الكافرين المجرمين.
وحيثما واجه الإسلام الشرك والوثنية والإلحاد والديانات المنحرفة من الديانات ذات الأصل السماوي بعد ما بدلتها وأفسدتها التحريفات البشرية... حيثما واجه الإسلام هذه الطوائف والملل كانت سبيل المؤمنين الصالحين واضحة، وسبيل المشركين الكافرين المجرمين واضحة كذلك... لا يجدي معها التلبيس!
ولكن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلام الحقيقية اليوم التي تنتمي إلى أهل السنة والجماعة ليست في شيء من هذا... إنها تتمثل في وجود أقوام وتجمعات من الناس من سلالات المسلمين في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام، يسيطر عليها دين الله، وتحكم بشريعته.. ثم إذا هذه الأقوام وإذا هذه التجمعات تهجر الإسلام حقيقة، وتعلنه اسماً. وإذا هي تتنكر لمقومات الإسلام وأحكامه. وإن ظنت أنها تدين بالإسلام!
وفي الأرض اليوم أقوام وأحزاب.. علمانية وغيرها.. أسماؤهم أسماء المسلمين، وهم من سلالات المسلمين، من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا، إذا اتبعهم أحد قذفوه في النار، يعيشون في أوطان كانت في يوم من الأيام داراً للإسلام.
وهذا أشق ما تواجهه تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم في هذه الأوطان مع هؤلاء الأقوام!
أشق ما تعانيه الدعوة الإسلامية الحقيقية اليوم هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله ومدلول الإسلام في جانب، ولمدلول الشرك، وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر.
أشق ما تعانيه تجمعات أهل السنة والجماعة اليوم هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين، وطريق العلمانيين المشركين المجرمين، واختلاط الشارات والعناوين والتباس الأسماء واللافتات والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق!
ويعرف أعداء أهل السنة والجماعة هذه الثغرةن سواء كانوا من الرافضة الباطنية أو كانوا من العلمانيين، فيعكفون عليها توسيعاً وتمييعاً وتلبيساً وتخليطاً، حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام!.. تهمة تكفير "المسلمين"!!!
ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم وأذواقهم!! لا إلى قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويوصف من يجهر بالحق بالتطرف والتزمت والتعصب والإرهاب!!
هذه هي المشقة الكبرى.. وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لابد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل! يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المجرمين.. ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة. وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف، وألا تقعدهم عنها لومة لائمن ولا صيحة صائح: انظروا! إنهم يكفرون المسلمين! إن الإسلام ليس بهذا التميع الذي يظنه المخدوعون!
إن الإسلام بيّن والكفر بيّن... فمن ينتسب إلى العلمانية الكافرة والتي ترفع راية فصل الدين عن الحياة وعن الدولة فحكم الله ورسوله فيه أنه من الكافرين الظالمين الفاسقين المجرمين.
أجل يجب أن يجتاز أهل السنة والجماعة اليوم، خاصة أصحاب الدعوة إلى الله بهذه العقبة، وأن تتم في نفوسهم هذه الاستبانة كي تنطلق طاقاتهم كلها في سبيل الله، لا تصدها شبهة، ولا يعوقها غبش، ولا يميعها لبس. فإن طاقاتهم لا تنطلق إلا إذا اعتقدوا في يقين أنهم على الحق... وأن الذين يقفون في طريقهم ويصدونهم ويصدون الناس عن سبيل الله على الباطل. كذلك لن يحتملوا متاعب الطريق إلا إذا استيقنوا أنها قضية إيمان وكفر... إسلام أو علمانية تشرك بالله وإن شيدت المساجد وتشدقت بالعقيدة الإسلامية وأقامت في أحزابها لجاناً للشؤون الدينية لتضليل العوام!!
هذا ما ينبغي أن يعيه الواعون اليوم وغداً، فلا ينساقوا وراء حركات التمييع الخادعة والمخدوعة التي تتخذ من ذلك وسيلة لتخدير مشاعر المسلمين تجاه المعسكرات التي تضمر لأهل السنة والجماعة الحقد وتبيت لهم الكيد، الأمر الذي تبذل فيه هذه المعسكرات -ومنها العلمانية- جهدها، وهي بصدد الضربة الأخيرة الموجهة إلى جذور العقيدة الإسلامية.
إن العلمانية الكافرة.. والمعسكرات التي ورائها، لا تخشى شيئاً أكثر مما تخشى الوعي في قلوب أهل السنة والجماعة، مهما ل عددهم أو عدتهم، فالذين يخدرون هذا الوعي هم أعدى أعداء هذه العقيدة، وهم أكفر أعداء الإسلام.
لذلك، فهي غفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الحق أنهم يملكون تجنب المعركة أو تأجيل المواجهة!
وغفلة - أي غفلة- أن يظن أصحاب الدعوة إلى الله أنهم متروكون من العلمانية ومن وراءها من معسكرات الباطل والكفر
... إنها معركة لا خيار لأهل السنة والجماعة فيها.
... إنها مواجهة لا يملك أصحاب الحق ألا يخوضوها في وجه الباطل.
... إنها منازلة لا تستطيع الحركة الإسلامية الحقيقية أن تتجنبها لأن العلمانية الكافرة لابد ستحاول البطش بهم.
لقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تعد العدة وتجمع الشمل وتنفض غبار الخلافات الجانبية لتتفرغ للمعركة الحقيقية والمواجهة المصيرية مع العلمانية الكافرة ومن وراءها من معسكرات الكفر والضلال.
ولقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تتكتل في مواجهة الرافضة الباطنية ومن يناصرونهم من أعداء الأمة الإسلامية من العلمانيين وغيرهم.
لقد آن لتجمعات أهل السنة والجماعة أن تحسم موقفها من أعدائها وتتوكل على ربها حق التوكل. إنه نعم المولى ونعم النصير.
حسم موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية

هناك كلمة لا نحسب أنها تغيب عن ذهن القارئ الواعي بأمر هذا الدين، وإن كنا نخشى أن تكون قد تاهت - أو توارت- أثناء الصراع الدائر بين أهل السنة والجماعة والفرق المختلفة الضالة التي تنتسب لهذا الدين.
إن أحد التحديات الخطيرة - إن لم تكن أخطرها على الإطلاق - والتي تواجه أهل السنة والجماعة في هذا العصر، لهي إسقاط اللافتات الزائفة وكشف المقولات الغامضة وفضح الشعارات الملبسة التي تتخفى وراءها العلمانية[1] الكافرة التي تبث سمومها في عقول وقلوب أبناء هذه الأمة.
ولفضح العلمانية ومواجهتها، لابد أولاً أن يصل أمر المواجهة إلى المستوى المطلوب من الحسم والحزم والوضوح في نفوس أهل السنة... فإنه بدون هذا الحسم والحزم، وبدون هذا الوضوح، تعجز تجمعات أهل السنة عن أداء واجبها في هذه الفترة الحرجة، ويعجز علماؤها ومفكروها عن التصدي للهجمة العلمانية. وتتأرجح المواقف وتتميع المواجهة.
وبالتالي تفقد تجمعات أهل السنة أهدافها الحقيقية بفقدانها لتحديد نقطة البدء الصحيحة في مواجهة التجمعات الجاهلية - ومنها العلمانية- من حيث تقف هذه التجمعات الجاهلية فعلاً، لا من حيث تزعم وتدعي. والمسافة بعيدة بين الزعم والواقع الفعلي.. بعيدة جداً.
التوحيد نقيض العلمانية

ومن أجل حسم الصراع بين أهل السنة والجماعة من جانب والعلمانية من جانب آخر، ونظراً لما أصاب الكثير من التصورات الإسلامية من انحراف وغبش في أذهان الناس في هذا العصر، ولما يثيره أعداء الإسلام الظاهرون منهم والمتسترون من شبهات وأباطيل.
فإنه من الواجب علينا أن نقوم بتجلية تلك التصورات وكشف هذه الشبهات في كلمة موجزة عن حقيقة العلمانية الكافرة، وبيان أن التوحيد الذي هو أعظم حقيقة في التصور الإسلامي - بل الوجود كله- هو في الوقت ذاته أكبر نقيض للعلمانية.
ومن هنا كان لابد من معرفته حق المعرفة والتأكيد عليه في جميع مراحل الدعوة إلى الله مع بيان سبيل إحياء الأمة في التمسك واتباع مناهج وأصول أهل السنة والجماعة.
وإذا كان معنى لا إله إلى الله الكفر بالطاغوت[2] والإيمان بالله، فإننا نستطيع القول بأن الشرك - الذي ظل عبر التاريخ محور الصراع بين الأمم والرسل - هو عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه في أمرين متلازمين:
الأول: الإرادة والقصد.
الثاني: الطاعة والاتباع.
أما شرك الإرادة والقصد فهو التوجه إلى غير الله تعالى بشعيرة من شعائر التعبد كالصلاة والقرابين والنذور والدعاء والاستغاثة تبعاً للتبريرات الجاهلية المردودة القائلة: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى} [الزمر: الآية: 3]. وطاغوت هذا النوع قد يكون صنماً أو وثناً ـو ميتاً أو جنياً أو شيخاً... الخ.
وأما شرك الطاعة والاتباع فهو التمرد على شرع الله تعالى وعدم قبول حكمه وتحكيمه في شؤون الحياة بعضها أو كلها. وهو مفرق الطريق بين الإسلام والجاهلية... بين الإيمان والكفر.
كما أنه السمة المشتركة بين الجاهليات كلها على مدار التاريخ، وبه استحقت أن تسمى جاهلية مهما بلغ شأنها في الحضارة والمعرفة.. {أفحكم الجاهلية يبغون} [المائدة: 50]... {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} [الشورى: 21].
وطاغوت هذا النوع قد يكون زعيماً أو حاكماً أو كاهناً أو يكون هيئة تشريعية أو أنظمة وأوضاع وتقاليد وأعراف وعادات أو مجالس نيابية وبرلمانات أو لجان أو مجالس شعبية أو قوانين ودساتير وأهواء وأحزاب... الخ.
والواقع أن كلا النوعين من الشرك مردهما إلى أصل واحد، وهم تحكيم غير الله والتلقي عن غيره. فإن مقتضى تحكيمه وحده ألا تتوجه البشرية إلى غيره بأي نوع من أنواع العبادات والقرباتن وألا تتوجه وتسير في حياتها كلها إلا وفق ما شرع الله لها في كتبه وعلى لسان رسله.. {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون} [يوسف: 40].
إن رد الأمر كله إلى الله واتخاذه وحده حكماً في كل شيء هو بعينه العبادة التي أمر الله ألا يصرف شيء منها لغير، وهذا هو ذات الدين القيم الذي لا يرضى الله تعالى سواه وإن جهله أكثر الناس على مدار التاريخ.
الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله

إذا تقرر هذا، فكل ما يجابه هذه الحقيقة أو جزءاً منها فهو طاغوت في أي صورة كان وفي أي عصر ظهر، ولا يكون الإنسان - فرداً أ مجتمعاً - شاهداً ألا إله إلا الله حقيقة إلا بالكفر بالطاغوت والبراءة منه وأهله.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "إن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن يختار العبودية لله، وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية لغير الله".[3]
وكل عبودية لغير الله كبرت أو صغرت هي في نهايتها عبادة للشيطان.. {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين، وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم} [يس: 60-61].
يشمل ذلك العرب الذين قال الله فيهم.. { إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً} [النساء: 117].
ويشمل كذلك كل عبادة لغير الله على مدار التاريخ. لقد تغيرت ولا شك بعض مظاهر العبادة... فلم يعد هناك تلك "الإناث" التي كان العرب في شركهم يعبدونها، لكن عبادة الشيطان ذاتها لم تتغير، وحلت محل "الإناث" القديمة أوثان أخرى، الدولة والزعيم والمذهب والحزب والقومية والعلمانية والحرية الشخصية والفن والجنس... الخ. عشرات من "الإناث" الجديدة غير تلك الإناث الساذجة البسيطة التي كان يعبدها العرب في الجاهلية الأولىن تضفى عليها القداسات الزائفة وتعبد من دون الله ويطاع أمرها في مخالفة الله وفي تغيير خلق الله... وما تغيرت إلا مظاهر العبادة "تطورت"!!.. ولكن الجوهر لم يتغيرن إنه عبادة الشيطان.
وعلى ضوء هذا الفهم الإجمالي لمعنى "الطاغوت" و"العبادة" يتضح لنا المعنى الحقيقي لشهادة "لا إله إلا الله" الذي هو - كما سبق- الكفر بالطاغوت وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة.
الجاهلية تتعدد صورها وأشكالها

وكما أن الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله، فإن الجاهلية أيضاً تتعدد صورها وأشكالها.
يجب أن نعلم أن الجاهلية بعضها يتمثل في إلحاد بالله سبحانه وإنكار لوجوده... فهي جاهلية اعتقاد وتصور كجاهلية الشيوعيين. وبعضها يتمثل في اعتراف مشوه بوجود الله سبحانه وانحراف في الشعائر التعبدية وفي الاتباع والطاعة كجاهلية الوثنيين من الهنود وغيرهم.. وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك.
وبعضها يتمثل في اعتراف بوجود الله سبحانه وأداء للشعائر التعبدية مع انحراف خطير في تصور مفهوم ودلالة " لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".. ومع شرك كامل في الاتباع والطاعة، وذلك كجاهلية من سمون أنفسهم "مسلمين" من العلمانيين ويظنون أنهم أسلموا واكتسبوا صفة الإسلام وحقوقه بمجرد نطقهم بالشهادتين وأدائهم للشعائر التعبدية مع انحرافهم وسوء فهمهم لمعنى الشهادتين ومع استسلامهم لغير الله من العبيد.. وكلها جاهلية.. وكلها كفر بالله كالأولين. أو شرك بالله كالآخرين.
مقارنة بين الجاهلية العربية القديمة والجاهلية العلمانية الحديثة

إن الدارس لعقائد الجاهلية العربية القديمة يجد - من أول وهلة- إنها لم تكن تنكر وجود الله أبداً، بل كانت توحده في معظم أفعاله تعالى كالخلق والرزق والتدبير والإحياء والإماتة.. {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله} [لقمان: 25].
وكانوا يقرون بمشيئة الله النافذة في الكون وقدره الذي لا يرد.. {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا أباؤنا ولا حرمنا من شيء} [الأنعام: 148].
وكانوا يؤمنون بالملائكة {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أزل علينا الملائكة} [الفرقان: 21]، ويؤمنون بالرسل.. {وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثلما أوتي رسل الله} [الأنعام: 124].
ويقرون بأن الله يملك الرزق والسمع والبصر ويحيي ويميت وأنه يدبر الأمر.. {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله} [يونس: 31].
وكان منهم من يؤمن بالبعث والحساب كقول زهير:
(يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجل فينتقم)[4]
وكذلك كان لدى الجاهلين العرب بعض الشعائر التعبدية منها تعظيم البيت الحرام وطوافهم حوله ووقوفهم بعرفات وتعظيم الأشهر الحرم. وكذلك ذبحهم ونذرهم لله كما في قصة نذر عبد المطلب وإهدائهم للبيت الحرام وتخصيص شيء من الحرث والأنعم لله.. {وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً} [الأنعام: 136].
ومن الناحية التشريعية كانت الجاهلية العربية تقيم بعض الحدود كحد السرقة، فقد ذكر الكلبي والقرطبي في تفسيره: "أن قريشاً كانت تقطع يد السارق".[5] وهو حد معروف في الشرائع السابقة كما في حديث المخزومية وشفاعة زيد لها.
وشيء آخر سبقت - بل فاقت- به الجاهلية العربية القديمة الجاهليات العلمانية المعاصرة وهو "حرية التدين". فكان منهم الحنفاء الذين يتعبدون ببقايا دين إبراهيم عليه السلام...
وكان منهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى...
وكان منهم عبدة الكواكب وعبادة الأوثان...
وبعضهم كان يعبد الجن أو الملائكة.
بيان حكم الله على المجتمع رغم كل ذلك

ولكن - وهذا هو المهم- بماذا حكم الله على هذا المجتمع؟ إن الله تعالى حكم على هذه البيئة وعلى هذه المجتمعات والتصورات بأنها كفر وجاهلية، وعد تلك الأمور جميعها - التي يحتج العلمانيون اليوم بها على إسلامهم - صفراً في ميزان الإسلام، وكفراً بالله ورسوله.
ولذلك نشبت المعركة الطويلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشتد النزاع، معركة شرسة ونزاع حاد، حتى أن السيف كان الحكم الأخير.
والشيء المثير أيضاً، أن موضوع هذه المعركة العنيفة الطويلة لم يكن سوى كلمة واحدة "لا إله إلا الله" كلمة يصر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أقصى حدود الإصرار، وترفضها الجاهلية إلى أبعد مدى للإنكار والرفض.
لماذا؟ لأنه منذ اللحظة الأولى حين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، إلى شهادة أن "لا إله إلا الله" كان الجواب الفوري {أجعل الآلهة إلهاً واحدا إن هذا لشيء عجاب} [ص: 5].
فالقضية واضحة في أذهانه من أن الالتزام بهذه الكلمة معناه الرفض الجازم والتخلي الكامل عن كل ما عدا الله من معبوداتهم وطواغيتهم المختلفة، طاغوت الأوثان وطاغوت الزعامة وطاغوت القبيلة وطاغوت الكهانة وطاغوت التقليد... الخ، والاستسلام الكامل لله ورد الأمر كله - جليله وحقيره وكبيره وصغيره- إلى الله تعالى وحده لا شريك له.
العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر

وانطلاقاً من هذا المفهوم - الذي يعتبر في حقيقة الأمر من المعلوم من الدين بالضرورة عند أهل السنة والجماعة- نستطيع أن نرى حكم الإسلام في العلمانية بسهولة ووضوح. ونستطيع أن نصل بالقضية إلى المستوى المطلوب من الحسم والوضوح في نفوس أهل السنة اللازمين لفضح العلمانية ومواجهتها.
إن العلمانية باختصار " نظام طاغوتي جاهلي كافر" يتنافى ويتعارض تماماً مع شهادة "لا إله إلا الله" من ناحيتين أساسيتين متلازمتين:
الأولى: من ناحية كونها - أي العلمانية - حكما بغير ما أنزل الله.
الثانية: من ناحية كونها شركاً في عبادة الله.
إن العلمانية تعني - بداهة- الحكم بغير ما أنزل الله وتحكيم غير شريعة الله وقبول الحكم والتشريع والطاعة والاتباع من طواغيت من دون الله. فهذا معنى قيام الحياة على غير الدين أو بعبارة أخرى فصل الدين عن الدولة، أو فصل الدين عن السياسة، ومن ثم فهي- بالبديهة أيضا- نظام جاهلي لا مكان لمعتقده ولا لنظامه ولا لشرائعه في دائرة الإسلام. بل هو نظام كافر بنص القرآن الكريم {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} [المائدة: 44].
لماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية بالكفر؟

إذا كان الأمر كذلك، فهل يبقى بعد هذا أي مجال للشك أو التردد في حسم هذه القضية في نفوس أهل السنة تجاه العلمانية؟
الحق أنه لا مجال لشيء من ذلك، ولكن الغياب المذهل لحقائق الإسلام من العقول والغبش الكثيف الذي أنتجته الأفكار المنحرفة، هما اللذان يجعلان كثيراً من الناس يثيرون شبهات متهافتة لم تكن لتستحق أدنى نظر لولا هذا الواقع المؤلم الذي يعتبر من أشد عوائق الانطلاقة الكبرى المرتقبة لأهل السنة والجماعة بمشيئة الله.
فمن هذه الشبهات، استصعاب بعض الناس إطلاق لفظ الكفر أو الجاهلية على من أطلقها الله تعالى عليه من الأنظمة والأوضاع والأفراد، وبذريعة أن هذه الأنظمة - ولا سيما العلمانية الديمقراطية- لا تنكر وجود الله، وبذريعة أن هذه الأنظمة العلمانية الديمقراطية لا تمانع في إقامة بعض شعائر التعبد، وبحجة أن بعض قيادات الأنظمة العلمانية الديمقراطية يتلفظون بالشهادة ويقيمون الشعائر من صلاة وصيام أو حج وصدقة، ويظهرون احترامهم في المناسبات العامة لمن يسمون ب(رجال الدين)!! والمؤسسات الدينية.
وفي ظل هذه الشبهات المتهافتة المردودة، يستصعب بعض الناس، ومنهم - للأسف الشديد- بعض من يرفع راية الدعوة الإسلامية اليوم، القول بأن الأنظمة العلمانية الديمقراطية أنظمة جاهلية كافرة وأن المؤمنين بها المتبعين لها جاهليون كافرون.
ومن الواضح جدا أن الذين يلوكون هذه الشبهات، لا يعرفون معنى "لا إله إلا الله"، ولا مدلول "الإسلام". وإن جاز هذا في حق البعض على فرض حسن الظن بهم، فهو لا يجوز في حق كثير من المثقفين المطلعين على حقائق الأمور، وبالذات بعض من يرفعون راية الدعوة الإسلامية اليوم ويتعللون بهذه العلل الواهية.
ولا نملك إلا أن نذكر هؤلاء بأن تاريخ الدعوة الإسلامية وصراع أهل السنة والجماعة المرير عبر القرون، بل والقرآن الكريم كله من أوله إلى آخره ومثله السنة المطهرة لتقطع الطريق على هذه الشبهة وقائليها.
وهل تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه العنت والمشقة والحرب والجهاد ثلاثاً وعشرين متوالية، وهل نزل القرآن موجهاً وآمراً وناهياً طوال هذه السنين من أن أجل أن يقول الجاهلون باللسان فقط... " لا إله إلا الله"، ويقيموا الشعائر التي يمن دعاة العلمانية على الله أنهم يسمحون بها اليوم.
وما الفرق بين قول قريش.. يا محمد اعبد آلهتنا سنة ونعبد إلهك سنة، وبين قول العلمانيين لفظاً وحالاً: نعبد الله في المسجد ونطيع غيره في المجالس التشريعية والبرلمان وفي القضاء والتجارة والسياسة!!
أهو شيء آخر غير أن قسمة أولئك زمنية، وقسمة هؤلاء مكانية أو موضوعية!!..
دستور التتار ودستور العلمانيين

ويقول الشيخ ابن كثير - رحمه الله- في تفسير قول الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}: ينكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم، وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم (جنكيز خان) الذي وضع لهم الياسق، وهو عبارة عن أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيره، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد هواه، فصارت في بنيه شرعاً متبعاً يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن فعل ذلك فهو كافر، يجب قتاله، حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير) [تفسير ابن كثير 2/70].
إذا تأملنا ذلك، ونظرنا إلى دستور العلمانيين وجدناه عبارة عن كتاب مجموع من أحكام قد اقتبسها (جنكيز خان العلمانيين) من شرائع شتى من الرومانية والفرنسية والملة الإسلامية وغيرها، وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في أتباع العلمانيين شرعاً متبعا يقدمونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأصدروا قواعد تشريعية عامة بدلوا بها شرائع الإسلام لتكون لها السيادة في الأمة ولتصبح هي المرجع في الحكم عند التنازع. وأصبح التحاكم إلى القوانين الوضعية التي تحل الربا والزنا والفواحش هو دين العلمانيين وشريعتهم.
وأصبح هؤلاء العلمانيون وأتباعهم يتحاكمون إلى القوانين الديوثية التي لا تجيز للزوج أن يرفع دعوى ضد زوجته بتهمة الزنا إلا إذا فاجأها وهي تزني على فراش الزوجية! وحتى إذا ما أخذته دوافع الغيرة وحاول أن يقتل عشيق زوجته فسبقه العشيق وقتل الزوج. فإن عشيق الزوجة الزانية يمكنه بالقانون أن يثبت براءته تحت ظل عدالة وديمقراطية وسماحة القوانين الوضعية بحجة أنه كان في وضع "دفاع عن النفس"!!
أما الزوجة الزانية فلا يستطيع أحد أن يخدش حياءها ويوجه لها تهمة الزنا لأنه في ظل هذه القوانين العلمانية الديوثية لا يستطيع أحد أن يرفع دعوى بتهمة الزنا ضد الزوجة إلا زوجها. وقد مات الزوج!! إذن فهي بريئة!!
· فما ظنكم بهؤلاء العلمانيين الذين يستعلنون بالفصل بين الدين والدولة وأن إدارة الكون شركة بينهم وبين الله، فلله حكم العقائد والعبادات ولهم ما وراء ذلك من جميع المعاملات؟.
· وما ظنكم بهؤلاء الذين لا شارع لهم إلا البرلمان، ولا سيادة عندهم إلا للأمة، ولا قدسية لديهم إلا للقوانين الوضعية؟.
· ما ظنكم بهؤلاء الذين يزعجهم - كما يزعج أسيادهم في الغرب والشرق- تنامي التيار الإسلامي ويرونه خطراً داهماً على سلطانهم؟
ألا ينطبق عليهم قول ابن كثير رحمه الله: "فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه، فمن فعل ذلك فقد كفر بإجماع المسلمين" [البداية والنهاية لابن كثير: 13/119].
وبذلك يتضح أن تلك الشبهة - شبهة تلفظ بعض العلمانيين بالشهادة وإقامة بعض الشعائر- لا وزن لها ولا اعتبار إلا عند البلهاء أو المنافقين والزنادقة.
لماذا تتمسح الأنظمة العلمانية بالدين وتدعي الإسلام؟

والسؤال الآن هو لماذا تصر الأنظمة العلمانية على التمسح بالدين وادعاء الإسلام رغم أنها - على ما يبدو في الظاهر- تسيطر على مراكز القوة والحكم والتشريع؟
وللإجابة على ذلك، يجب أن نعلم أولاً أنه بعد أن نجحت الجاهلية- مؤقتا- في تنحية شرع الله من أن يحكم حياة المسلمين في ديارهم حاول أعداء الإسلام إخراج المسلمين عن أصل دينهم إلى المذاهب الإلحادية والمادية.
وبعد أن فشلوا في تنفيذ هذا المخطط وأصابهم اليأس من ذلك، لجأوا - بعد التفكير والتدبير - إلى ما هو أخبث وأخطر، لجأوا إلى اصطناع أنظمة تحكم بغير ما أنزل الله وفي الوقت نفسه هي تدعي الإسلام، وتظهر احترام العقيدة بوسائل مختلفة، فقتلوا إحساس الجماهير وضمنوا ولاءها وخدروا ضميرها، ثم انطلقوا يهدمون شريعة الله في مأمن من انتفاضتها.
ولذلك لا يجرؤ أرباب هذه الأنظمة العلمانية الديمقراطية على التصريح بأنهم ملحدون أو لادينيون أو أنهم ضد شريعة الله. بينما يصرحون - مفتخرين- بـنهم ديمقراطيون مثلا!!.
شعارات العلمانيين وراياتهم

لذلك تبلورت شعارات العلمانيين وأفكارهم التي تعبر في جوهرها عن حقيقة الجاهلية ولكنها وبخبث شديد وتدبير محكم تحاول أن تنتسب إلى الدين بتبجح غريب ومكر وضيع، فأعلنوا شعار "تطوير الشريعة". ورفعوا راية "مرونة الشريعة لتلبية حاجات العصر". ثم نادوا بعد ذلك بشعار "تقنين الشريعة". وذلك حتى لا ينفر من هذه الأفكار جمهور المسلمين، فهم يريدون أن تسري العلمانية ببطء في عقول ونفوس جمهور المسلمين سريان السم البطيء الذي يودي بحياة صاحبه دون أن ينتبه له جسده.. وذلك بجرعات منتظمة تحت شعار " التدرج في تطبيق الشريعة"!!
والعلمانية الديمقراطية كما هو معروف تجعل العقيدة والشعائر لله ووفق أمره، وتجعل الشريعة والتعامل لغير الله ووفق أمر غيره. وذلك معنى قولهم "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" أي "فصل الدين عن الدولة". وكما هو معلوم من الدين بالضرورة، فإن هذا هو عين الشرك في حقيقته وأصله.
ولكنهم يستميتون حتى لا تصل هذه الحقيقة إلى جماهير المسلمين ويلهون الناس بشعارات "المدرسة العقلانية" و"الإسلام المستنير" وشعار "حكم الشعب بالشعب"، وتحت شعار "الحرية الشخصية" تمارس جميع أنواع الشذوذ الجنسي والإباحية تحت سمع وبصر وحماية الشرطة ومباركة أجهزة الإعلام. وتحت شعار "الأمة مصدر السلطات" تصادر جميع السلطات إلا سلطة البطش والتنكيل بالمسلمين دون غيرهم. وتحت شعار "الاستنارة" يخرجون الناس من نور الإسلام إلى ظلمات الجاهلية. وتحت شعار "حرية الثقافة والفكر" تمارس جميع أنواع الفنون الساقطة ويفتح الباب أمام الزنادقة للتهجم على الإسلام حتى يصل بهم الأمر بالسخرية من بيت الله الحرام وعُمَّاره حيث يظهر نموذج للكعبة المشرفة في إحدى المسرحيات وإذا بها تفتح فجأة وتخرج من داخلها راقصة تتلوى أمام الجماهير التي تنتسب إلى الإسلام!! ولم لا... وقد أصبح للعاهرات عيد يسمونه "عين الفن"، تمنح فيه العطايا والمكافآت، وجوائز الدولة التقديرية، ومفتي الديار العلمانية يبارك ذلك بمزيد من الفتاوى اليومية فحلل الرقص وحلل الغناء وحلل الموسيقى والفن وأخيراً وليس آخراً.. حلل مفتي الديار العلمانية.. الربا!!
العلمانية خبث لا يخرج إلا نكداً

يقول الله تعالى: {والذي خبث لا يخرج إلا نكداً} [الأعراف: 58]. ولأن العلمانية شجرة خبيثة فقد أثمرت بيننا اليوم - ممن يقولون إنهم مسلمون- من يستنكر وجود صلة بين العقيدة والأخلاق، وبخاصة أخلاق المعاملات.
وأثمرت بيننا اليوم حاصلين على الشهادات العليا من جامعاتنا وجامعات العالم يتساءلون في استنكار ما للإسلام وسلوكنا الشخصي؟ وما للإسلام والعري على الشواطئ؟ وما للإسلام وزي المرأة في الطريق؟ وما للإسلام وتصريف الطاقة الجنسية بأس سبيل؟ ما للإسلام وتناول كأس من الخمر لإصلاح المزاج؟ ما للإسلام وتعامل الناس بالربا في البنوك؟ ما للإسلام وهذا الذي يفعله "المتحضرون!!"؟ الذين يلهثون خلف راياتهم الخبيثة ويرددون بأن "الدين لله والوطن للجميع".. ولا عجب في ذلكن فهم طلائع مدرسة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"..!!
... فأي فرق بين هذا وبين سؤال أهل مدين: {أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا} [ص: 5].
وهم يتساءلون كذلك، بل ينكرون بشدة وعنف أن يتدخل الدين في الاقتصاد، وأن تتصل المعاملات بالاعتقاد، أو حتى بالأخلاق من غير اعتقاد.. فما للدين والمعاملات الربوبية؟ وما للدين والمهارة في الغش والسرقة؟ وما للدين وتجارة الخمور والمخدرات ما لم يقع تحت طائلة القانون الوضعي؟ وما للدين والسياسة والحكم؟ لا .. بل إنهم يتبجحون بأن الأخلاق إذا دخلت في الاقتصاد تفسده!! ولا غرابة في ذلك، فهم قد رضعوا وشبوا على شعارات "فصل الدين عن الدولة"، و "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين"!!
فلا يذهبن بنا الترفع كثيراً على أهل مدين في تلك الجاهلية الأولى، ونحن اليوم في جاهلية أشد جهالة، ولكنها تدعي العلم والاستنارة والمعرفة والحضارة وتتهم الذين يربطون بين العقيدة في الله والسلوك الشخصي في الحياة والمعاملات المادية في السوق والسياسة والحكم... تتهمهم بالرجعية والتعصب والجمود!! وبعد أن استهلكت هذه الألفاظ أضافت الجاهلية العلمانية اليوم وصفهم بالتطرف!! ثم ألصقت بهم أخيراً صفة الإرهاب!!
أليس هذا بعينه ما يردده أدعياء الإسلام من العلمانيين أو غيرهم؟
مذهبهم عدم إظهار العداء السافر للإسلام

إن من عادة المنافقين والزنادقة من المنتسبين لهذا الدين عدم الإنكار الصريح والواضح وعدم إظهار العداء السافر للإسلام وهم بهذا الأسلوب وتحت هذه العباءة يستطيعون - أو هكذا يظنون- تحقيق أهدافهم الخبيثة وتقديم خدماتهم لأصدقائهم من اليهود والنصارى الذين يتآمرون للقضاء على الأمة الإسلامية.
وهم يسعون لذلك بسلاح التلبيس والتمويه للالتفاف حول المسلمين لحين المعركة الفاصلة حين يفاجئوا المسلمين على حين غرة. هم حريصون غاية الحرص في عدم إيقاظ الوعي الإسلامي قبل الموعد المرتقب.
وقد يكون هناك مسلمون طيبون لا تدرك عقولهم مثل هذه الأمور الملتوية والحيل المعقدة، فإلى هؤلاء وأمثالهم نهديهم الخبر التالي:
لقد نشرت الصحيفة اليهودية "يدعوت أحرنوت" في 18/03/1978 م مقالاً حللت فيه الهجوم اليهودي على جنوب لبنان وانتقدت إجراء التلفزيون اليهودي مقابلات مع العميل النصراني الخائن سعد حداد وإبراز معالم البهجة التي عمت القرى المارونية النصرانية إزاء احتلال الجيش اليهودي لجزء كبير من جنوب لبنان، وفيما يلي قطوف من هذا التحليل لعل فيها عبرة لهؤلاء المخدوعين والنيام:
قالت الصحيفة اليهودية: "إن على وسائل إعلامنا ألا تنسى حقيقة هامة هي جزء من استراتيجية إسرائيل في حربها مع العرب، هي أننا قد نجحنا بجهودنا وجهود (أصدقائنا) في إبعاد الإسلام عن معركتنا مع العرب، طوال ثلاثين عاماً، ويجب أن يبقى الإسلام بعيداً عن المعركة إلى الأبد، ولهذا يجب أن لا نغفل لحظة واحدة عن تنفيذ خطتنا في منع استيقاظ الروح الإسلامية بأي شكل، وبأي أسلوب ولو اقتضى الأمر الاستعانة (بأصدقائنا) لاستعمال العنف والبطش لإخماد أية بادرة ليقظة الروح الإسلامية في المنطقة المحيطة بنا".
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة:
"ولكن تلفزيوننا الإسرائيلي وقع في خطأ أرعن، كاد ينسف كل خططنا، فقد تسبب هذا التصرف في إيقاظ الروح الإسلامية ولو على نطاق ضيق، ونخشى أن تستغل الجماعات الإسلامية هذه الفرصة لتحريك المشاعر ضدنا، وإذا نجحت في ذلك، وإذا فشلنا - في المقابل- في إقناع (أصدقائنا) بتوجيه ضربة قاضية إليها في الوقت المناسب، فإن على إسرائيل أن تواجه حين ذلك عدواً حقيقياً (لا وهمياً)، وهو عدو حرصنا أن يبقى بعيداً عن المعركة.
وستجد إسرائيل نفسها في وضع حرج إذا نجح المتعصبون، أولئك الذين يعتقدون أن أحدهم يدخل الجنة إذا قتل يهودياً، أو إذا قتله يهودي".
لهذا ومن أجل ذلك يرفع هؤلاء الزنادقة من العلمانيين وأشباههم شعارات يحاولون بها خداع أكبر عدد ممكن من المسلمين وتهدئة نفوس القلة التي قد ساورتها الشكوك تجاه نوايا هؤلاء الذين يرفعون شعارات العلمانية ويتشدقون بالحرية والديمقراطية بينما يسعون بواقعهم العملي لاقتلاع الإسلام من جذوره ولكن رويداً رويدا حتى لا يستيقظ النائمون.
أهمية البرامج الدينية في أجهزة الإعلام الشيطانية

لا يزال المنافقون والزنادقة على مدار التاريخ الإسلامي يدعون الإيمان، بل ويزعمون للناس أنهم مجددون وأنهم يصلحون في الأرض ولا يفسدون.
كذلك يدعي الإيمان بعض قيادات العلمانية الديمقراطية في العصر الحديث، بل منهم من يتقلب بين عقائد الكفر المتعددة فهذا شيوعي سابق أصبح ليبريالياً متعصباً، ولا غرابة في ذلك حيث أن ملة الكفر واحدة. ولكن الغرابة أنه يلقب نفسه بلقب (الحاج)، ويقيمون في أحزابهم لجاناً للشؤون الدينية!! {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون} [البقرة: 9].
ومنهم من ادعى الإيمان ودعا إلى زمالة بين الأديان إلى تأليف كتب دينية مشتركة يلتقي عليها المسلمون والنصارى واليهود.
لذلك لا غرابة في أصرار الأنظمة العلمانية الديمقراطية الكافرة على أن يجعلوا للدين برامج تسمى برامج دينية أو "روحية". ضمن أجهزة الإعلام الشيطانية، وهم الذين يجعلون أحكاماً إسلامية للأحوال الشخصية ضمن قوانين الحكم الجاهلية، وهم الذين يجعلون في كل صحفهم ومجلاتهم العلمانية الجاهلية صفحة يسمونها صفحة الفكر الديني!!
وهم الذين يقولون إن مكان الدين هو المسجد فقط ويظهرون لعامة المسلمين أنهم يحجون لبيت الله في العمرة مرة ويتعمدون إبراز هذه الصور في أجهزة إعلامهم. بينما هم يقصدون بيوت أعداء الله شرقاً وغرباً كل حين يتلقفون منهم المناهج ويتلقون التشريعات والأوامر والنواهي والحلال والحرام!!
ويمتدح أحد هؤلاء العلمانيين بغباء شديد أحد أئمتهم السابقين ويترحم عليه ويذكر أن أهم فضائله أنه لم يكن يطبق شرع الله!!
يقول عبد الستار الطويلة في جريدة الوفد القاهرية وهي إحدى معاقل العلمانية بتاريخ 22/08/1991 م بالحرف الواحد:
" أيام (المرحوم!!) جمال عبد الناصر منذ السنوات الأولى للثورة كان الحكم - بصرف النظر أنه كان ديكتاتوريا- حريصاً على عدم الخلط بين الدين والحكم.. أنه كان أقرب إلى العلمانية.. منه إلى أي شيء.. كان يقتصر نظام عبد الناصر على إنشاء محطة للقرآن الكريم... الاستمرار في بناء المساجد.. والكنائس.. تيسير الحج.. الخ.. أي تقديم كافة التسهيلات (للمتدينين) كي يؤدوا (شعائرهم) الدينية على أكمل وجه.. لكن كان الحكم بعيداً عن أي ترويج لفكرة ضرورة الحكم بالدين.. ولم تكن نظم الشريعة سواء الشريعة الإسلامية أو (الشريعة المسيحية!) مطبقة إلا فيما يتعلق بالأحوال الشخصية من زواج أو طلاق.".. والكلام لا يحتاج إلى تعليق كما هو واضح!
العلمانيون يعبدون أحبارهم المشرعين

إننا نتوجه بهذا السؤال إلى هؤلاء العلمانيين.. إلى كل من يدعي الإسلام من هؤلاء.. فنقول:
إذا أخرجنا - على سبيل التحكم- جزءاً من النشاط الإنساني في الحياة - إما السياسة وإما غيرها- عن دائرة الإسلام.. فمن أين نتلقى منهج وقيم وموازين وتشريعات هذا الجزء؟.
وأيا ما كان الجواب.. فإن نتيجته ومؤداه واحد لا ريب فيه: التلقي عن غير الله.. والطاعة والإتباع لغير الله.
والنتيجة... هي الشرك بالله... وهل هناك صورة من صور الاعتراف بالشرك أصرح من هذه؟ أعني شرك الطاعة والإتباع!!
إنه شرك في عبادة الله، وإن كان الذين يمارسونه قد يجهلون معنى عبادة الله وحده، وما ذلك بغريب على الجاهلين. فإن عدي بن حاتم - رضي الله عنه- في الجاهلية لم يكن يتصور أن ذلك عبادة، فإنه لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله}، فقال عدي (وكان نصرانيا) يا رسول الله: لسنا نعبدهم. قال: "أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ قال: بلى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: فتلك عبادتهم[6].
قال ابن تيمية رحمه الله تعليقاً على ذلك: " قد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون لهم".[7]
إن العلمانية التي ولدت وترعرعت في أحضان الجاهلية لهي كفر بواح لا خفاء فيه ولا مداورة ولا التباس. ولكن الخفاء والمداورة والالتباس إنما يحدث عمداً من دعاة العلمانية أنفسهم، لأنهم يعلمون أنه لا حياة ولا امتداد لجاهليتهم وسلطانهم في بلاد المسلمين إلا من خلال هذا التخفي وهذه المداورة. ولا بقاء لهم إلا بالتلبيس على جماهير المسلمين وذلك من خلال راياتهم الزائفة التي تخفي حقيقة أمرهم وباطن دعوتهم عن المسلمين وتلبس على العامة أمر دينهم وعقيدتهم خاصة إذا ساندهم من نصبوه مفتياً للديار العلمانية في محاولة تجميل مكشوفة لم تزد وجوههم إلا قبحاً. بل هم يدعون عامة المسلمين ويحفزونهم ضد إخوانهم المسلمين الصادقين الواعين لحقيقة هذا الصراع وخلفياته والمنبهين إلى خطره الداهم على الدين وأهله.
حصون أهل السنة مهددة من الداخل

إن المعارك والجبهات التي تفتحها الفرق الضالة والمنتسبة لهذا الدين ضد أهل السنة والجماعة، وأخطرها دائماً جبهة الرافضة الباطنية، والتي تغذيها وتدعمها القوى والمعسكرات الجاهلية العالمية لتدمير أهل السنة والجماعة باعتبارهم الخطر الحقيقي والفعال ضد كل هذه القوى، أقول إن هذه المعارك وهذه الجبهات يجب ألا ينسى معها أهل السنة والجماعة أن حصونهم لا زالت مهددة من داخلها، وأن القوى العلمانية المتكتلة ضدهم من الداخل والتي تصارعهم في معارك خافية - غالباً- وسافرة - أحياناً- هي التي تمثل الآن جوهر الصراع القائم بين الإسلام والجاهلية في العصر الحديث. وإن أخطر مراحل هذا الصراع هي مرحلة تعرية هذه القوى العلمانية القبيحة وفضحها أمام جميع المسلمين ليستبين لكل مسلم سبيل هؤلاء المجرمين الذين يحاولون خداعهم والقضاء عليهم.
الخاتمة

وختاماً نقول، لقد أدى الغبش في هذه القضية إلى التفاف البعض حول الأحزاب العلمانية التي تجاهر بعلمانيتها لمجرد أنها تعد الناس بشيء من الرغد وتلوح لهم بحلول لمشكلة الغذاء والكساء والمسكن، ولو رسخت حقائق الإسلام والولاء والبراء في النفوس ما التف حول هذه الأحزاب من الأمة رجل واحد، وكيف يرضى بموالاتها رجل يؤمن بالله واليوم الآخر وهو يتلو آناء الليل والنهار قول الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} [المجادلة: 22]. وأية محادة لله ورسوله أكبر من أن تستعلن العلمانية بردها لشرائع الإسلام وتدعو بلا مواربة لإقصاء شرع الله عن الحياة بفصل الدين عن الدولة. وأية محادة لله ورسوله أكبر من منزاعة الله تعالى في حق التشريع بالتحليل والتحريم.
أما آن لأهل السنة والجماعة أن ينتبهوا لهذه الأخطار الماحقة من الداخل والخارج والتي تهددهم في دنياهم وآخرتهم؟
أما آن لهم أن يتكتلوا دفاعاً عن أنفسهم وعن وجودهم ودفاعاً عن عقيدتهم؟.
أما آن لهم أن ينظموا صفوفهم ويعدوا لأعدائهم ما استطاعوا من عدة يرهبون بها عدو الله وعدوهم؟
أما آن لهم -أو لكثير منهم- أن يتخلوا عن معاركهم الوهمية وخلافاتهم الجانبية والشكلية ليتفرغوا ويركزوا جهودهم المشتركة المادية والمعنوية لمواجهة هذه التحديات التاريخية والمعارك الفاصلة الحقيقية التي اقتربت؟
وليعلم الجميع أن تعرية الأنظمة العلمانية وكشف عمالتها وتآمرها على الشعوب الإسلامية.. خطوة على الطريق الصحيح.
وأن فضح الزنادقة والمنافقين ممن أسبغ عليهم أعداء الإسلام ألقاب الزعامة والعبقرية في السياسة والأدب والفن... خطوة على الطريق الصحيح.
وأن شيوع العلم بأن تحكيم الشريعة الإسلامية يرتبط بأصل دين الإسلام وأن تحكيم القوانين الوضعية ردة صريحة عن الإسلام... خطوة على الطريق الصحيح.
وإن إحياء فريضة الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. خطوة على الطريق الصحيح.
وأن تعلم العلوم الشرعية وتعليمها والعمل بها.. خطوة على الطريق الصحيح.
أما آن لنا جميعاً أن تخشع قلوبنا للحق... أما آن لنا هذا؟
{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق }[الحديد: 16].
نسأل الله الهدى والرشاد، فمنه وحده التوفيق والسداد وهو على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..

الفهرس

إهداء.................................................. .................................................. ........................... 2
مقدمة.................................................. .................................................. .......................... 2
حسم موقف أهل السنة والجماعة من العلمانية.................................................. ................. 5
التوحيد نقيض العلمانية.................................................. .................................................. 6
الطاغوت تتعدد صوره وأشكاله.................................................. ....................................... 7
الجاهلية تتعدد صورها وأشكالها.................................................. ....................................... 8
مقارنة بين الجاهلية العربية القديمة والجاهلية العلمانية الحديثة............................................... 8
بيان حكم الله على المجتمع رغم كل ذلك.................................................. ......................... 9
العلمانية نظام طاغوتي جاهلي كافر.................................................. ................................ 10
لماذا التردد في الحكم على الأنظمة العلمانية بالكفر؟.................................................. ....... 11
دستور التتار ودستور العلمانيين.................................................. ..................................... 12
لماذا تتمسح الأنظمة العلمانية بالدين وتدعي الإسلام؟.................................................. .... 13
شعارات العلمانيين وراياتهم.................................................. ........................................... 14
العلمانية خبث لا يخرج إلا نكداً.................................................. .................................... 15
مذهبهم عدم إظهار العداء السافر للإسلام.................................................. ..................... 16
أهمية البرامج الدينية في أجهزة الإعلام الشيطانية.................................................. ............ 17
العلمانيون يعبدون أحبارهم المشرعين.................................................. ............................. 18
حصون أهل السنة مهددة من الداخل.................................................. ............................. 19
الخاتمة.................................................. .................................................. ......................... 19
الفهرس.................................................. .................................................. ...................... 21


[1] - لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) في الإنجليزية أو (Sécularité) بالفرنسية. وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) على الإطلاق فالعلم بالإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة (Scientism).
والترجمة الصحيحة لكلمة (Secularism) هي "اللادينية" أو "الدنيوية"، وتقول دائرة المعارف البريطانية مادة (Secularism) : "هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها". ولذلك فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو (إقامة الحياة على غير الدين) سواء بالنسبة للأمة أو للفرد.

[2] - وخير تعريف للطاغوت ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله: " الطاغوت كل ما تجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع، فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتبعونه على غير بصيرة من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله". إعلام الموقعين: 25.

[3] - مقدمة رسالة العبودية لابن تيمية : 6.

[4] - شرح ديوان زهير 81.

[5] - أضواء البيان للشنقيطي 3: 392.

[6] - انظر رواياته في الدر المنثور: 3/230 وأصله في الترمذي: كتاب التفسير وسنده صحيح.

[7] - فتح المجيد: 86 نقلاً عن الإيمان.









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-19, 23:42   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

العلمانية بمعناها الواسع هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد و لهذا لم يوجد في الإسلام كهنوت يحتكر سلطة فهم الدين و يفرضه على الغير بالقوة . و لهذا السبب لم يعرف الإسلام محاكم التفتيش كالتي عرفتها الكنيسة . و العلمانية من الناحية التاريخية هي ثورة ضد استبداد الكنيسة الكاثوليكية و تحالفها مع الإقطاع في اوروبا أما في عالمنا الإسلامي فالعلمانية دخلت علينا بصورة مشوهة عبر الأحزاب القومية بدء بحزب اتاتورك و التي كانت احزاب قمعية و معادية للدين ذاته . و لهذا اعتقد ان العلمانية لا تتنافى مع الإسلام عقيدة و شريعة . لان العلمانية المعادية للدين عند بعض العلمانيين المتطرفيين هي انحراف عن مفهوم العلمانية الأصلية و هي إسقاط للعلاقة المتعارضة بين الدين و العلم و بين الدين و الحريات في الغرب على الواقع الإسلامي . و إذا كان الدين عندنا لا يتعارض مع العلم و لا يتعارض مع الحرية و الديموقراطية فليس علينا ان نخاف من العلمانية . لكن التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين . و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني .










رد مع اقتباس
قديم 2011-01-23, 20:32   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
fahams22
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
العلمانية بمعناها الواسع هي رفض الكهنوت و سلطة رجال الدين و هي الوقوف ضد احتكار الخطاب الديني من طرف السلطة السياسية او من طرف فئة معينة من اجل مصالح فئوية ضيقة . فالتوظيف السياسي للدين و احتكار الحقيقة الدينية باب من أبواب الاستبداد و لهذا لم يوجد في الإسلام كهنوت يحتكر سلطة فهم الدين و يفرضه على الغير بالقوة . و لهذا السبب لم يعرف الإسلام محاكم التفتيش كالتي عرفتها الكنيسة . و العلمانية من الناحية التاريخية هي ثورة ضد استبداد الكنيسة الكاثوليكية و تحالفها مع الإقطاع في اوروبا أما في عالمنا الإسلامي فالعلمانية دخلت علينا بصورة مشوهة عبر الأحزاب القومية بدء بحزب اتاتورك و التي كانت احزاب قمعية و معادية للدين ذاته . و لهذا اعتقد ان العلمانية لا تتنافى مع الإسلام عقيدة و شريعة . لان العلمانية المعادية للدين عند بعض العلمانيين المتطرفيين هي انحراف عن مفهوم العلمانية الأصلية و هي إسقاط للعلاقة المتعارضة بين الدين و العلم و بين الدين و الحريات في الغرب على الواقع الإسلامي . و إذا كان الدين عندنا لا يتعارض مع العلم و لا يتعارض مع الحرية و الديموقراطية فليس علينا ان نخاف من العلمانية . لكن التطرف الديني من جهة و الذي لا يمثل الدين الصحيح و التطرف العلماني اللاديموقراطي هو الذي يخلق انطباعا بتعارض العلمانية و الدين . و واجبنا اليوم هو التخلص من كل أشكال التطرف الديني و العلماني .
يعني العلمانية في العالم الاسلامي وحسب رايك تكون على شاكلة ان الدولة الاسلامية هي دولة مدنية وليست دولة دينية ؟؟ .... او يمعنى اخر أن الدولة الاسلامية و الدولة العلمانية هما وجهان لعملة واحدة لتطابقهما في رفض استغلال الدين لتحقيق مكاسب ومصالح والدين بريئ منهم ؟؟؟

ولو قلنا ان الاسلام هو دين وشريعة ....اي دين فيه عبادات وواجبات على المسلم وشريعة تحتوى على احكام تضمن العدل وتقيم حدود الله في الارض يستوجب فرضا تطبيقها .... لو قلنا هكذا انكون مخطئين واننا جهال ( حسب رايك بالطبع) ؟؟او بمعنى اخر ان الاحكام الواردة في الكتاب والسنة لا تصلح لان تنظم حياتنا في العصر الحالي ..... و ان الاسلام هو صالح للعبادة من صلاة وصوم وحج ونترك شؤون السياسة والتنظيم والعدل وغيرها لعقولنا وماجادت به الثورة الفرنسية ؟؟؟

اذا تحدثنا عن اي نظام فلابد لنا من نخضعه الى الواقع التطبيقي ونرى ما فيه ...... والعلمانية الان تقضي بان تكون وفق الرؤى الغربية وخصوصا الامريكية ..... فكيف نسعى الى تطبيق العلمانية الاصلية (كما سميتها انت) في ظل هذه الظروف ؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 10:25   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fahams22 مشاهدة المشاركة
يعني العلمانية في العالم الاسلامي وحسب رايك تكون على شاكلة ان الدولة الاسلامية هي دولة مدنية وليست دولة دينية ؟؟ .... او يمعنى اخر أن الدولة الاسلامية و الدولة العلمانية هما وجهان لعملة واحدة لتطابقهما في رفض استغلال الدين لتحقيق مكاسب ومصالح والدين بريئ منهم ؟؟؟




ولو قلنا ان الاسلام هو دين وشريعة ....اي دين فيه عبادات وواجبات على المسلم وشريعة تحتوى على احكام تضمن العدل وتقيم حدود الله في الارض يستوجب فرضا تطبيقها .... لو قلنا هكذا انكون مخطئين واننا جهال ( حسب رايك بالطبع) ؟؟او بمعنى اخر ان الاحكام الواردة في الكتاب والسنة لا تصلح لان تنظم حياتنا في العصر الحالي ..... و ان الاسلام هو صالح للعبادة من صلاة وصوم وحج ونترك شؤون السياسة والتنظيم والعدل وغيرها لعقولنا وماجادت به الثورة الفرنسية ؟؟؟


اذا تحدثنا عن اي نظام فلابد لنا من نخضعه الى الواقع التطبيقي ونرى ما فيه ...... والعلمانية الان تقضي بان تكون وفق الرؤى الغربية وخصوصا الامريكية ..... فكيف نسعى الى تطبيق العلمانية الاصلية (كما سميتها انت) في ظل هذه الظروف ؟؟؟
كنت قد اجبت عن سؤال كهذا في موضوع اخر اقتبس بعضا منه للإجابة على سؤالك

- بخصوص كيفية تعيين الحاكم أرجو أن تتفضل و تعطينا النصوص الشرعية من القرآن و السنة التي تحدد تفاصيل تعيين الحكام و عزلهم و غير ذلك من ضرورات تسييرالدولة . واستشهادك (الرد كان على شخص أخر) بتعيين الخلفاء هو دليل عليك لأن خلافة ابو بكر كانت من اقتراح عمر و لان ابو بكر أوصى لعمر و عمر حصر الشورى في الستة و هذه كلها اجتهادات نظرا لغياب نص واضح يحدد كيفية تعيين الخليفة أو الحاكم و ليست نصوصا تشريعية. و ماعدا تقرير مبدأ الشورى لم يقدم لنا الإسلام آليات محددة للشورى و لا فصل لنا في تقسيم السلطات و لا في عدد أصحاب الشورى و هل تحصر في عدد معين او أنها تشمل كل البالغين و لم يحدد للدخول في الشورى شروطا بعينها ولا هل تكون في اهل المدينة فقط كما حدثفي زمن الخلفاء الراشدين إلى غير ذلك من التفاصيل . اما اجتهادات الفقهاء المتأخرين حول السياسة الشرعية فقد كانت في معظمها مجرد إضفاء للمشروعية على الحكم الاستبدادي الوراثي . كحصر الخلافة في قريش زمن الامويين والعباسسين و اجازة صحة الخلافة ببيعة شخصين قياسا على عقد الزواج كما افتى بذلك الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية . وتقسيم الدولة إلى امارات أو ولايات او دوائر و مقاطعات و بلديات ليست قضية دينية بل هي تقسيمات وضعية قابلة للتغير و التعديل . .
5- بخصوص القوانين الوضعية : معظم القوانين اليوم تتعلق بتفاصيل الفضاء العمومي و هي من امور الإجتهاد البشري أي انها وضعية , فلايمكن الحديث عن قانون وظيفة عمومية اسلامي و لا عن قانون المرور الإسلامي و لا عن قانون إداري إسلامي . و في مجال العقوبات الإسلام قدم لنا تشريعات تعد على الأصابع وترك لنا حرية وضع قوانين وضعية بخصوص مختلف التجاوزات و المخالفات . فلا يمكن اننضع عقوبات حول المخالفات المرورية أو حول الجرائم الإلكترونية او التهرب من الضرائب او البناء بدون رخصة و نقول عنها قوانين اسلامية .

و المتأمل لهذا يدرك الحكمةالكبيرة في عدم التفصيل في نظام الحكم و في التشريع لأن ذلك يجعل من المجتمعات الإسلامية اكثر مرونة و مواكبة للعصر لكن للأسف تقف التيارات السلفية ضد أي تطورتشريعي و قانوني و سياسي بفرض اجتهادات القرون الوسطى و إصباغ القداسة عليها . وعادة ما يستشهد الإسلاميون بقوله تعالى ( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) و ينزلون الآية غير محلها و مثال على ذلك رفضهم للدساتير الوضعية حتى ولو لم تخالف الإسلام بدعوى ان القرآن هو الدستور رغم ان القرآن لا يحوي تفاصيل حول كيفية إدارة الدولة يمكننا ان نعتمدها كبديل على الدساتير الوضعية . و هكذايعودون بنا لاجتهادات القرون الماضية حول البيعة و السمع و الطاعة بحيث لا يوجد فصل بين السلطات و لا توجد انظمة رقابة على المسؤولين و تسود الانظمة الوراثية.

بإختصار, الإسلام لا يتعامل معنا كقصر لذلك لم يشرع لنا حول كل الأمور بل قدم لنا الخطوط العريضة فقط و ترك لنا إمكانية تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فهو يدعو للتفكير و الإجتهاد في أيجاد الحلول أي يدعو للإقامة القوانين الوضعية لأن هذا من متطلبات الإستخلاف في الارض

بخصوص الديموقراطية فهي و الشورى شيء واحد . لان الديموقراطية على عكس ما يروج له كهنة الإستبداد عندنا ليست ضد حكم الله بل هي حكم الشعب ضد حكم الفرد أي أنها نقيض الإستبداد . و الشورى ليست إستشارة كما أراد البعض تحريف معناه فهي ملزمة و ليست معلمة . لأن "أمرهم شورى بينهم" أي أن اتخاذ القرار لا يكون لفرد واحد يستشير ثم يقرر ما يشاء بل تخضع لحكم الأغلبية حسب نظام الشورى الذي يرتضيه المسلمون لأنفسهم .









آخر تعديل syrus 2011-01-24 في 18:53.
رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 17:29   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
fahams22
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
كنت قد اجبت عن سؤال كهذا في موضوع اخر اقتبس بعضا منه للإجابة على سؤالك

- بخصوص كيفية تعيين الحاكم أرجو أن تتفضل و تعطينا النصوص الشرعية من القرآن و السنة التي تحدد تفاصيل تعيين الحكام و عزلهم و غير ذلك من ضرورات تسييرالدولة . واستشهادك (الرد كان على شخص أخر) بتعيين الخلفاء هو دليل عليك لأن خلافة ابو بكر كانت من اقتراح عمر و لان ابو بكر أوصى لعمر و عمر حصر الشورى في الستة و هذه كلها اجتهادات نظرا لغياب نص واضح يحدد كيفية تعيين الخليفة أو الحاكم و ليست نصوصا تشريعية. و ماعدا تقرير مبدأ الشورى لم يقدم لنا الإسلام آليات محددة للشورى و لا فصل لنا في تقسيم السلطات و لا في عدد أصحاب الشورى و هل تحصر في عدد معين او أنها تشمل كل البالغين و لم يحدد للدخول في الشورى شروطا بعينها ولا هل تكون في اهل المدينة فقط كما حدثفي زمن الخلفاء الراشدين إلى غير ذلك من التفاصيل . اما اجتهادات الفقهاء المتأخرين حول السياسة الشرعية فقد كانت في معظمها مجرد إضفاء للمشروعية على الحكم الاستبدادي الوراثي . كحصر الخلافة في قريش زمن الامويين والعباسسين و اجازة صحة الخلافة ببيعة شخصين قياسا على عقد الزواج كما افتى بذلك الماوردي في كتابه الاحكام السلطانية . وتقسيم الدولة إلى امارات أو ولايات او دوائر و مقاطعات و بلديات ليست قضية دينية بل هي تقسيمات وضعية قابلة للتغير و التعديل . .
5- بخصوص القوانين الوضعية : معظم القوانين اليوم تتعلق بتفاصيل الفضاء العمومي و هي من امور الإجتهاد البشري أي انها وضعية , فلايمكن الحديث عن قانون وظيفة عمومية اسلامي و لا عن قانون المرور الإسلامي و لا عن قانون إداري إسلامي . و في مجال العقوبات الإسلام قدم لنا تشريعات تعد على الأصابع وترك لنا حرية وضع قوانين وضعية بخصوص مختلف التجاوزات و المخالفات . فلا يمكن اننضع عقوبات حول المخالفات المرورية أو حول الجرائم الإلكترونية او التهرب من الضرائب او البناء بدون رخصة و نقول عنها قوانين اسلامية .

و المتأمل لهذا يدرك الحكمةالكبيرة في عدم التفصيل في نظام الحكم و في التشريع لأن ذلك يجعل من المجتمعات الإسلامية اكثر مرونة و مواكبة للعصر لكن للأسف تقف التيارات السلفية ضد أي تطورتشريعي و قانوني و سياسي بفرض اجتهادات القرون الوسطى و إصباغ القداسة عليها . وعادة ما يستشهد الإسلاميون بقوله تعالى ( و من لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم [color=purple]القوم الكافرون) و ينزلون الآية غير محلها و مثال على ذلك رفضهم للدساتير الوضعية [/color]حتى ولو لم تخالف الإسلام بدعوى ان القرآن هو الدستور رغم ان القرآن لا يحوي تفاصيل حول كيفية إدارة الدولة يمكننا ان نعتمدها كبديل على الدساتير الوضعية . و هكذايعودون بنا لاجتهادات القرون الماضية حول البيعة و السمع و الطاعة بحيث لا يوجد فصل بين السلطات و لا توجد انظمة رقابة على المسؤولين و تسود الانظمة الوراثية.

بإختصار, الإسلام لا يتعامل معنا كقصر لذلك لم يشرع لنا حول كل الأمور بل قدم لنا الخطوط العريضة فقط و ترك لنا إمكانية تشريع قوانين تنظم الحياة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية فهو يدعو للتفكير و الإجتهاد في أيجاد الحلول أي يدعو للإقامة القوانين الوضعية لأن هذا من متطلبات الإستخلاف في الارض

بخصوص الديموقراطية فهي و الشورى شيء واحد . لان الديموقراطية على عكس ما يروج له كهنة الإستبداد عندنا ليست ضد حكم الله بل هي حكم الشعب ضد حكم الفرد أي أنها نقيض الإستبداد . و الشورى ليست إستشارة كما أراد البعض تحريف معناه فهي ملزمة و ليست معلمة . لأن "أمرهم شورى بينهم" أي أن اتخاذ القرار لا يكون لفرد واحد يستشير ثم يقرر ما يشاء بل تخضع لحكم الأغلبية حسب نظام الشورى الذي يرتضيه المسلمون لأنفسهم .
ملاحظة : لما تكتب القران الكريم ...... اكتبه صحيحا ولا تضف اليه كلمات ....... واذا عندك شيئ اخر ( حتى لا اقول دليل) فتفضل اتينا به ؟؟؟

كما قلت لك سابقا .............. لم انتظر منك جوابا بهذا المستوى ............. فانت لم تعطيني ايجابات عن اسئلة وتترك لي حرية الاقتناع وانما سكبت لي جمل وكلمات في مضمونها العام اتهام باني من ضمن دائرة ناقصي الاجتهاد والتعمق في الفكر الاسلامي وهذا حكم عن سبق اصرار وترصد دون محاولة تبيان الحقيقة ...... وهذا يمكن ان يرجع الى الخلفيات الفكرية التي تحملها بحيث ان كل من يخالفك في الرأي ولو جزئيا هو من جماعة الرجعية والمغرر بهم فكريا وعقائديا ؟؟؟

اما قضية الاجتهادات البشرية من اجل مواكبة العصر وعدم تجميد الفكر فهذا امر لا يرفضه الا قاصر وغير واعي بالتشريع الاسلامي على حقيقته الا في حالة عدم مراعاتها للحدود الشرعية واتيان بقوانين تخالف تماما احكام الشريعة الاسلامية ولو بتغيير مسمياتها او مضامينها ......... فاجتهاد الصاحبة رضوان الله عليهم في تحديد خليفة النبي عليه الصلاة والسلام او في غيرها من المسائل لم يكن خارج نطاق الشريعة الاسلامية واصولها اما ان تعطل تماما احكام الشريعة بدعوى مواكبة العصر والاعتماد على العقل ومبادئ الثورة الفرنسية دون سواها فهذا هو التغريب الفكري ؟؟؟

اتمنى ايجابات مباشرة ومختصرة لهذه الاسئلة :

مامعنى الدولة المدنية ؟؟ ....... ومالفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية ؟؟
اذا قلنا ان الاصل الحقيقي للدولة الاسلامية هي دولة مدنية فهل يعد هذا الوصف خطأ ؟؟ ...... ام ان الامر لايهم باعتبار ان الاسلام بكل مايحمله لايصلح الا للعبادات ؟؟

شكرا









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 17:36   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
بس يا بحر
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي






السياسة في الخلافة العثمانية وما قبلها تطورت لاشك في ذلك
ولكن لم تفصل الدين عن الدولة
ولم تحادد الله وكان الأمر بينهم شورى
وكمثال المملكه العربيه السعوديه تنتهج سياستها كلها من الشرع الإسلامي
فإن جئتم تحدثونا لا تقولون الخلافه القديمة.
تكلموا عن سياسه السعوديه فهي تواكب العصر ومتطوره ولم تخرج عن شرع الله.

وأيضا القوانين الوضعيه في زماننا هذا الواحد يخجل منها في بلد إسلامي عربي يحدث ذلك
لنأخذ مثال قانون الأحوال الشخصية
في بعض الدول ترفض زواج الزوج من أخرى غير زوجته
وأيضا لا تعترف بالعده للمطلقه مع أن هذا حد من حدود الله
ففي القوانين الوضعية
يحق للمرأة أن تزوج نفسها وتطلق وتزوج إن شاء الله بالشهر عشر مرات
وأذكر عملوا لقاء مع نساء يتزوجن بالأسبوع ثلاث مرات
أليس هذا زنا ..أهذا هي القوانين الوضعيه التي تفتخرون بها
ما الفرق بين هذا القانون وقانون الحيوانات
أنعدمت الكرامه الإنسانية ، صار الإنسان سلعة
والعياذ بالله









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-24, 18:52   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fahams22 مشاهدة المشاركة
ملاحظة : لما تكتب القران الكريم ...... اكتبه صحيحا ولا تضف اليه كلمات ....... واذا عندك شيئ اخر ( حتى لا اقول دليل) فتفضل اتينا به ؟؟؟


كما قلت لك سابقا .............. لم انتظر منك جوابا بهذا المستوى ............. فانت لم تعطيني ايجابات عن اسئلة وتترك لي حرية الاقتناع وانما سكبت لي جمل وكلمات في مضمونها العام اتهام باني من ضمن دائرة ناقصي الاجتهاد والتعمق في الفكر الاسلامي وهذا حكم عن سبق اصرار وترصد دون محاولة تبيان الحقيقة ...... وهذا يمكن ان يرجع الى الخلفيات الفكرية التي تحملها بحيث ان كل من يخالفك في الرأي ولو جزئيا هو من جماعة الرجعية والمغرر بهم فكريا وعقائديا ؟؟؟

اما قضية الاجتهادات البشرية من اجل مواكبة العصر وعدم تجميد الفكر فهذا امر لا يرفضه الا قاصر وغير واعي بالتشريع الاسلامي على حقيقته الا في حالة عدم مراعاتها للحدود الشرعية واتيان بقوانين تخالف تماما احكام الشريعة الاسلامية ولو بتغيير مسمياتها او مضامينها ......... فاجتهاد الصاحبة رضوان الله عليهم في تحديد خليفة النبي عليه الصلاة والسلام او في غيرها من المسائل لم يكن خارج نطاق الشريعة الاسلامية واصولها اما ان تعطل تماما احكام الشريعة بدعوى مواكبة العصر والاعتماد على العقل ومبادئ الثورة الفرنسية دون سواها فهذا هو التغريب الفكري ؟؟؟

اتمنى ايجابات مباشرة ومختصرة لهذه الاسئلة :

مامعنى الدولة المدنية ؟؟ ....... ومالفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية ؟؟
اذا قلنا ان الاصل الحقيقي للدولة الاسلامية هي دولة مدنية فهل يعد هذا الوصف خطأ ؟؟ ...... ام ان الامر لايهم باعتبار ان الاسلام بكل مايحمله لايصلح الا للعبادات ؟؟


شكرا
أعتقد انه ليس بالضرورة ان تكون الإجابة في نقاط . لكن كما تشاء , سأعيد صياغة الإجابة في نقاط حسب اسئلتك .

- بالنسبة للسؤال الأول : نعم الدولة في الإسلام هي دولة مدنية و هي علمانية من حيث رفضها لاحتكار الخطاب الديني من طرف فئة تابعة و مسيرة من السلطة الحاكمة .

- بخصوص أحكام الشريعة أنا لم اقل انها لا تصلح لكنها لا تشمل كل جوانب و تفاصيل الحياة مما يعني انه لا يمكن الاستغناء عن القوانين الوضعية

و انا لم أقل أن الإسلام هو عبادات فقط لكن تشريعاته بخصوص السياسة و الحكم و التنظيم و الإدارة محدودة . لأنها من أمور دنيانا التي ترك لنا باب الاجتهاد فيها مفتوحا . و الاجتهاد هنا ليس اجتهادا دينيا أو فقهيا , فاعتماد قانون للمرور مثلا لا يصح اعتباره فقها أو اجتهادا دينيا .

- العلمانية فكرة و مبدأ و ليست نموذجا جاهزا نستورده من الغرب . و لو ترك الامر للشعب ليقرر فلن تتبنى نخبه علمانية على النمط الغربي و المثال التركي افضل مثال إذ ان عودة الحياة الديموقراطية سمحت لحزب العدالة و التنمية بتصحيح مسار العلمنة في تركيا . و لذلك فتبني نظام علماني بمعناه المتوافق مع الإسلام لا يمكن ان يتم إلا عبر نظام الشورى (الديموقراطية) التي يعتقد السلفيون انها من الكفر , و في إجابتي السابقة وضحت وجهة نظري حول الديموقراطية في كونها مرادف للشورى .









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-20, 10:49   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
نورة
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة le fugitif مشاهدة المشاركة
ما مفهومك للعلمانية والعلمانيين وهل هي ايديولوجية تتنافي كليا او جزئيا مع الاسلام شريعة وعقيدة وهل الفكر العلماني يحارب الدين ويصادره .









نعم العلمانية هى بالمفهوم الغربى اللائكية اى فصل الدين عن الدولة وهو ما يتنافى كليا مع الاسلام شريعتا وعقيدة
واللائكية تحارب الفكر الاسلامى وكل ما يتعلق بالدين ولايمكن ان تتعايش معه ،وهذا مالحظناه فى كثير من الدول مثل تركيا سابقا والجزائر فى عهد التعددية قبل الانقلاب









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-20, 12:21   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راوية 80 مشاهدة المشاركة
نعم العلمانية هى بالمفهوم الغربى اللائكية اى فصل الدين عن الدولة وهو ما يتنافى كليا مع الاسلام شريعتا وعقيدة
واللائكية تحارب الفكر الاسلامى وكل ما يتعلق بالدين ولايمكن ان تتعايش معه ،وهذا مالحظناه فى كثير من الدول مثل تركيا سابقا والجزائر فى عهد التعددية قبل الانقلاب
أختي العزيزة اللائكية ترجمة لمصطلح laïcité المشتق من كلمة laïc و التي يقابلها مصطلح clerc التي تعني رجل الكنيسة . و رجال الكنيسة يشكلون الكهنوت او الإكليروس clergé . و الكنيسة في اللغات الاوروبية إذا ابتدأ كتابتها بحرف صغير minuscule (église – church) فمعناها المعبد او المبني الذي يتعبد فيه المسيحيون و إذا بدا كتابتها بحرف كبير (Eglise – Church) فمعناها المؤسسة الدينية التي يرأسها البابا و التي تنقسم إلى عدة أسقفيات و ابرشيات و كنائس و لديها أديرة للرهبان و الراهبات و لديها مجلس اساقفة و إدارة و هي تنظيم تراتبي une hiérarchie يضع نفسه بمثابة وسيط بين الله و المؤمنين و يحرم أي تفسير و اجتهاد حول النصوص المقدسة من خارج الكنيسة , و يطلق على العوام من المسيحيين الذين لا ينتمون للكنيسة مصطلح les laïcs . و اللائكية جاءت كثورة على سلطة رجال الدين cléricalisme أي ضد ان يحتكر شخص ما الحقيقة الدينية و يفرضها على الغير و يوظفها سياسيا للسيطرة عليهم . و بما ان المجتمع الإسلامي يخلو من الأكليروس فلا معنى لهذه الثنائية عندنا من الناحية النظرية , اما من الناحية العملية فهناك توظيف سياسي للدين مثلا من طرف حكومة الملالي في ايران و من طرف التحالف السعودي الوهابي لإحتكار فهم الدين واقصاء كل فهم معارض و حماية النظام السياسي .

و عودة لمفهوم العلمانية . لابد من دراسة أي مفهوم من خلال السياق التاريخي لظهوره و تطوره . كما يجب ان نفهم التشعب و التصورات المختلفة للمفهوم الواحد على ضوء العديد من العوامل السياسية و الدينية و التاريخية . فالعلمانية الفرنسية مثلا هي علمانية متشددة لانها جاءت بعد صراع عنيف مع الكنيسة الكاثوليكية و هي معادية للدين بصفة عامة . أما العلمانية في الدول البروتستانتية فهي اقل عداوة للدين داخل الدولة لانها جائت نتيجة لحركات الإصلاح الديني . في حين الحركات العلمانية عندنا لم تأت نتيجة تطور تدريجي للفكر السياسي بل تبنتها نخب حاكمة غير ديموقراطية و مدعومة من الغرب .

فالعلمانية المتشددة تدعو لفصل الدين بصورة تامة عن الحياة العامة . و الوهابية تدعو لفصل الدين عن الواقع . و كلاهما متشددان و يتدخل في الحياة الخاصة للافراد . و لذلك فأنا ضد كل تصور علماني يقصي الدين لان الدين أهم بعد في حياة الأنسان و المجتمع و ضد كل تصور ديني يدعي إحتكار الحقيقة الدينية و يكفر و يضلل و يبدع و يفسق كل من خالفه و يستخدم هذه الأدوات في خدمة سلطة سياسية معينة . أي انني ضد العلمانية التي تحارب الدين و مع العلمانية التي تحمي البشر من تسلط رجال الدين . و الإسلام كدين يحذرنا من ان نتخذ من أمثال الأحبار و الرهبان أربابا من دون الله . فليس لدينا إكليروس و لا بابا ولا اساقفة و لا نحتاج لواسطة بيننا و بين الله و كل يؤخذ من كلامه و يرد .









رد مع اقتباس
قديم 2011-01-20, 18:26   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
أختي العزيزة اللائكية ترجمة لمصطلح laïcité المشتق من كلمة laïc و التي يقابلها مصطلح clerc التي تعني رجل الكنيسة . و رجال الكنيسة يشكلون الكهنوت او الإكليروس clergé . و الكنيسة في اللغات الاوروبية إذا ابتدأ كتابتها بحرف صغير minuscule (église – church) فمعناها المعبد او المبني الذي يتعبد فيه المسيحيون و إذا بدا كتابتها بحرف كبير (eglise – church) فمعناها المؤسسة الدينية التي يرأسها البابا و التي تنقسم إلى عدة أسقفيات و ابرشيات و كنائس و لديها أديرة للرهبان و الراهبات و لديها مجلس اساقفة و إدارة و هي تنظيم تراتبي une hiérarchie يضع نفسه بمثابة وسيط بين الله و المؤمنين و يحرم أي تفسير و اجتهاد حول النصوص المقدسة من خارج الكنيسة , و يطلق على العوام من المسيحيين الذين لا ينتمون للكنيسة مصطلح les laïcs . و اللائكية جاءت كثورة على سلطة رجال الدين cléricalisme أي ضد ان يحتكر شخص ما الحقيقة الدينية و يفرضها على الغير و يوظفها سياسيا للسيطرة عليهم . و بما ان المجتمع الإسلامي يخلو من الأكليروس فلا معنى لهذه الثنائية عندنا من الناحية النظرية , اما من الناحية العملية فهناك توظيف سياسي للدين مثلا من طرف حكومة الملالي في ايران و من طرف التحالف السعودي الوهابي لإحتكار فهم الدين واقصاء كل فهم معارض و حماية النظام السياسي .

و عودة لمفهوم العلمانية . لابد من دراسة أي مفهوم من خلال السياق التاريخي لظهوره و تطوره . كما يجب ان نفهم التشعب و التصورات المختلفة للمفهوم الواحد على ضوء العديد من العوامل السياسية و الدينية و التاريخية . فالعلمانية الفرنسية مثلا هي علمانية متشددة لانها جاءت بعد صراع عنيف مع الكنيسة الكاثوليكية و هي معادية للدين بصفة عامة . أما العلمانية في الدول البروتستانتية فهي اقل عداوة للدين داخل الدولة لانها جائت نتيجة لحركات الإصلاح الديني . في حين الحركات العلمانية عندنا لم تأت نتيجة تطور تدريجي للفكر السياسي بل تبنتها نخب حاكمة غير ديموقراطية و مدعومة من الغرب .

فالعلمانية المتشددة تدعو لفصل الدين بصورة تامة عن الحياة العامة . و الوهابية تدعو لفصل الدين عن الواقع . و كلاهما متشددان و يتدخل في الحياة الخاصة للافراد . و لذلك فأنا ضد كل تصور علماني يقصي الدين لان الدين أهم بعد في حياة الأنسان و المجتمع و ضد كل تصور ديني يدعي إحتكار الحقيقة الدينية و يكفر و يضلل و يبدع و يفسق كل من خالفه و يستخدم هذه الأدوات في خدمة سلطة سياسية معينة . أي انني ضد العلمانية التي تحارب الدين و مع العلمانية التي تحمي البشر من تسلط رجال الدين . و الإسلام كدين يحذرنا من ان نتخذ من أمثال الأحبار و الرهبان أربابا من دون الله . فليس لدينا إكليروس و لا بابا ولا اساقفة و لا نحتاج لواسطة بيننا و بين الله و كل يؤخذ من كلامه و يرد .
شكرا لك أخي على طرحك المميز .. وإني أتفق معك تماما في أنه ما كان حتى ينبغي على المسلمين مناقشة فكرة العلمانية لأنه لا توجد أصلا فكرة المؤسسة الدينية المسيطرة في الإسلام فالإسلام دين ركز على حرية الأفراد الشخصية حتى في قبول الدين أو رفضه ..فقال الله لكم دينكم ولي دين .. وقد ذهب الدكتور عبد المجيد مزيان رحمة الله عليه إلى إعتبار أن دولة المدينة التي أسسها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أول دولة في العالم قدمت وثيقة أو معاهدة تحترم فيها وتضمن حرية المعتقد للأقليات .. فلم يسبق للعالم أن شهد وثيقة تعترف بحرية ممارسة دين داخل الدولة غير دين حكامها فكانت المعاهدة الموقعة مع يهود المدينة التي تمنحهم حرية ممارسة دينهم وشعائرهم مقابل حماية المسلمين لهم وثيقة غير مسبوقة في العالم ولم تعرف الحضارات القديمة أي وثيقة معروفة مشابهة تضمن حرية المعتقد ... فأعتبر الدكتور مزيان أن دولة المدينة بهذا مارست علمانية بالمفهوم الفضفاض للكلمة









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العلمانية, والعلمانيون


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc