خطر القومية الصهيو اعرابية على الاسلام والمسلمين

[اول أملال]

قد شاع بين الاعراب خصوصا والعامة من الناس عموما انهم اذا ارادوا افحام شخص او اسكاته او قطع رقبته نسبوه الى الصهيونية والى كل مصطلح مشتق منها . والحقيقة ان مصطلح الصهيونية بمفهومه الشائع هو احد اركان الحركة الاعرابية واساس من اسسها الذي تراهن عليه لضمان ديمومتها واستباحة دماء كل متعطش للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.وكل ناقد لسياساتهم العرقية المتخلفة.

مفهوم الحركة الاعرابية او القومية الاعرابية:
هي نزعة ايديولوجية غير وطنية عرقية تجعل من الاسلام نسبا مرادفا للعروبة وترى احقيتها به ملكا لا عقيدة ولا عملا .كما تعتقد بافضلية العرب على سائر اجناس العالم لا لشئ بل لمجرد كونهم عربا مسلمين كانوا او كفارا وهم احق بحكم الناس وسياستهم وامامتهم تشريعا من الله ويلزمون غيرهم بوجوب الطاعة والولاء لهم والانقياد لحكمهم والايمان بافضليتهم وتشريف الله لهم وكل من لم يعتقد بهذا فالله بريء منه لبراءتهم منه ولا حظ له من دين الاسلام وله قادة وسدنة في كل عصر يدعون اليه .ومتى كانت لهم شوكة وقوة زحفوا على جيرانهم وكل من وقع في ايديهم لالحاقه بجملة العبيد والموالي مستخدمين مصطلح الفتح مرة ومصطلح دار الاسلام مرة اخرى .وان ضعفوا وذهبت ريحهم سلكوا مسالك الغدر والخيانة وانذلوا امام العجم ليعينوهم على اذلال شعوبهم والتلذذ باستعبادهم .

اصول القومية الاعرابية :
تقوم القومية الاعرابية على اصلين عظيمين :
الاصل الاول :
القران بين الاسلام والعروبة كمصطلح واحد متى اطلق احده تضمن الاخر .فلا يقوم الاسلام الا على العرب فيقيمون اولا اصل الولاء للاسلام ظاهرا وهو للعرب باطنا فيلبسون على العامة بمصطلحات شرعية كالبيعة والخلافة والامامة وولاية العهد حتى ينقاد لهم البعض فيقاتلون البقية باسم الخوارج واهل الفتنة ويستعينون بذلك بشيوخ يتربون في بلاطهم ثم يورثوا الحكم بعد ذلك لبنيهم باسم المصلحة .
ثم ينتقلوا الى بث عقيدة تحريم الخروج على السلطان وان اخذ مالك وجلد ظهرك وزنى بامراتك واعتدى على امك واختك .ولا يجوز لاحد بالكلام على احوال الدولة من العدل والقسط والامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا لخواص من الناس يجعل لهم ولي الامر هيئة تسمى هيئة كبار العلماء او دار القضاء .او غيرها.
الاصل الثاني :
الزحف على كل شعب يرونه فريسة سهلة وكل وطن يرونه قريبا لايديهم باسم الفتوحات والجهاد في سبيل الله ابتداء مع- الجهاد لا يكون الا دفاعا –ثم يعودون الى مصطلحات شرعية لتبرير جرائمهم فيستعبدون الرجال باسم الاسترقاق ويزنون باسم التسري وملك رقاب الحرائر والاعتداء على النساء وفتيات دون البلوغ وينادون بهم في سوق النخاسة يباعون كالغنم والماعز وان اسلموا فلا ينفعهم ذلك ولا امل لهم في الحرية الا اذا كانوا فداء لمنكر يرتكبه هؤلاء الاعراب من قتل او ايلاء او ظهار او الاكل في رمضان ونحو ذلك من الجرائم .
وياخذون الاموال باسم الغنائم و الجزية والركاز ...وغير ذلك ويتقلبون في لذات الهوى وشرب الخمور يحلونها باسم النبيذ ومذهب الكوفة .
ويفسدون العمران والانظمة باسم الزهد و الافتقار ويخرقوا كل قانون باسم تحريم القوانين الوضعية فيعيشون مثل البهائم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى.
فاذا تمكنوا من اي شعب جعلوه ثلاث فرق :
1/ فرقة العبيد والغلمان يستعينون بهم في جميع شؤونهم فغلمان الاعراب لا حكمة ولا دراية ولا فطنة لهم ويتخذوا الجواري للتلذذ والفجور ومع معاقرة الحمراء كما يسمونها حمر الله عقولهم وجعلهم حميرا .ويقرون انهن افضل من جواري الاعرابيات في انفسهم وينكرونها ظاهرا.
2/ فرقة الجند لحراستهم لانهم لا يثيقون في الاعراب مهما كانت قرابتهم . فقد يغدر الابن بابيه من اجل الحكم كما وقع في غير مملكة من ممالكهم.
3/فرقة اهل العلم والعقل والفضل ويستولون على منتوجهم الفكري وينسبونه اليهم ثم لا يلبثوا ان يضربوا اعناقهم غدرا بدعوى الردة والحلول والاتحاد والزندقة .
ومن شاء ان يتاكد من كل هذا فليقرا تاريخهم ففيه عبرة لمن كان له قلب لم تطمسه هذه القوميه فانها ما سكنت عقلا الا جعلت منه اعرابيا فظا غليظا جلفا اجوف عييا مثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث وان تتركه يلهث.

الموضوع يتبع باذن الله بـ :
-مراحل نشوء القومية الاعرابية .
-اهم مبادئ النزعة الاعرابية .
- مظاهر الممالك الاعرابية في التاريخ القديم والحديث.