الأغذية المعدّلة وراثيا - سلاح دمار شامل -

[⋟صقر☬الأندلس⋞]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شعوب العالم مختلفون كثيرا ، لكن هناك أمر يوحدهم ، و هو أنّهم لا يستطعيون العيش دون طعام ، و لما كان الأمر كذلك ، كان لزاما على حكومات العالم تأمين ما يسدُّ حاجيّاتها من الغذاء لتحقيق الإكتفاء الذّاتي و تعدّي ذلك لاستخدامه كسلاح سياسي و اقتصادي ، و من أجل ذلك ، سُطّر للعلم طريق آخر و تحرّكت عجلة البحوث و الدّراسات و التجارب ، و انصبّ و انكبّ العلماء و الباحثون صوب اكتشاف و اختراع أي شيء يزيد في الإنتاج و يعزّز وفرته بأسرع ما يمكن و بأقلّ التكاليف .

إنّنا نتحدّث عن شيء موجود حولنا ، منتشر في الهواء ، مذاب في الماء ، مغروس في التّربة ؛ هواء،ماء،تربة، عناصر حيويّة تتشكّل منها بيئتنا ، و أساسيّة لنمو أي نبات على وجه الأرض ، بل كل كائن حي بما فيها الإنسان الذي هو سيّد المخلوقات و كل ما في الكون مسخّر له .

من المؤكّد أنّكم عرفتم عمّا أتحدّث ، إنّها البذور و النّباتات المعدّلة وراثيا أو جينيّا ، و المبيدات الحشريّة و المحاليل و الأسمدة و الأغذية الكيميائية المخصصة للحيوانات التي تصلح للإستهلاك البشري ؛ هذه البذور و المواد التي شبهها البعض بأسلحة الدمار الشامل و بقوم ياجوج و ماجوج ، أراهم محقّين في ذلك ، لأنّ الطّبيعة و الواقع و الدّراسات المضادّة ، و جمعيات حماية البيئة و المستهلك و مئات الآلاف من المصابين بمختلف الأمراض حول العالم ، أثبتوا لنا يقينا و بما لا يدع مجالا للشك ، الضّرر الخطير الذي ينجم عن تناول هذه الأطعمة ، كون تلك التعديلات و المواد تفقد تلك المحاصيل الكثير من قيمتها الغذائية و طعمها و مذاقها ، كما أنّها ملوّثة بسبب تلك الكيماويّات و الأدوية المتغلغة و المتشبعة بها ، و كل ما علينا فعله حيال ذلك ، هو الحذر و إعادة النّظر في نظامنا الغذائي .

فعلا ليس كل علم نافع ، و أنّ الإنسان خلق هلوعا جزوعا عجولا ، و أنّ الفساد ظهر في البرّ و البحر بما كسبت أيدينا ؛ إذا لم نول اهتماما بصحتنا و بيئتنا و نضعها في مقام أعلى من المال و الرّبح ، فإنّنا بذلك سندمّر أنفسنا و مستقبلنا .