فرنسيون.. في أجسادٍ جزائرية!! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فرنسيون.. في أجسادٍ جزائرية!!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-09-13, 20:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العثماني
محظور
 
إحصائية العضو










B11 فرنسيون.. في أجسادٍ جزائرية!!

فرنسيون.. في أجسادٍ جزائرية!!

مما لا شك فيه أن أي دولة في العالم تُقدس لغتها أو لغاتها الرسمية، وتسهر على الحفاظ عليها، ونشرها، وتعليمها، وتطويرها، فالصيني يفخر بلغته الصينية، والياباني، والتركي، وهكذا حال كل دول المعمورة.

وأن تقوم معلمة ما، في قسم ما، في مدرسة ما، بالتكلم بلغتها الأم، و بأسلوب جميل، ولغة سليمة، و تحبيب الأطفال للغتهم بذكر محاسنها حتى لو كانت -خيالية- هو أمر عادي جدًا، فحينما يريد المعلم الفرنسي تحبيب تلاميذه لغتهم الأم فيصفها بلغة الحب والرومانسية، هذا لا يعني إطلاقا أن باقي اللغات هي لغات للكره والحقد والبُغض، ولا يعني أن الرومنسية احتكرتها الفرنسية، وحينما يُريد المعلم الجزائري تحبيب لغته الأم لتلاميذه فيصفها بـ “لغة أهل الجنة” ليس معناها أن باقِي اللّغات هي لغات أهل النار بل مجرد “جُرعة” من الخيال لتحبيب هذا الطفل في لغته، فلا دليل مادي على صحة هذه الرواية، لكنها جُرعة لتحبيب ذلك الطفل في لغته، ونفس الشيء في المعلم الجزائري الذي يحبب لتلاميذه اللغة الأمازيغية، فيقول لتلاميذه أن لغته تتوارثها عن الأجداد وهكذا دواليك.

وهذا الأسلوب الخيالي ليس وليد اليوم، فالقصص الخيالية من القبعة الحمراء، والنملة والصرصور، وغيرها، هي قصص تحمل في طياتها معاني أخلاقية، ولا تعني أبدا أنها موجودة فعلا، فالخيال غالبا ما يكون أفضل أسلوب لإيصال الرسائل لذهن الأطفال إلى أن يشتد عودهم ويتمكنوا من استيعاب الأفكار، وينفتحوا على اللغات والأفكار الأخرى، بعد أن يكونوا قد بنوا قاعدة صلبة تتمثل في لغتهم الأم باستعمال مختلف الأساليب التي تمكن من بناء هذه القاعدة الصلبة.

لكن المفاجئ في الأمر، أن العديد مِمَن يُحسبون على الطبقة”المثقفة”، ومن ضمنها وزيرة التربية، هاجمت المعلمة التي تكلمت بلغتها الأم، تارة بحجة أنها قامت بتصوير التلاميذ بدون إذن أوليائهم، وتارة بحجة أن هذه المعلمة تريد فقط الشهرة والتسويق لنفسها، وتارة بحجة أنها تمثل فكرًا متطرفًا.. تذكروا.. فقط لأنها تكلمت بلغتها الأم!

في نفس السياق، والمؤسف فعلا، أن هذه الأصوات النشاز، وحتى تكسب بعض التعاطف، وحتى لا تكشف الغطاء الذي تختبئ تحته، تحاول نقل الصراع بين اللغتين الرسميتين العربية والأمازيغية، وراحت توجه كيلا من الاتهامات للغة العربية بلغة عربية!! وللمساندين للمعلمة، وتصفهم من على منبرها بـ “الجرذان” وتوصي بن غبريت ضربهم بالـ “حزام”، وأخرى محامية فتية تدعي الـ “حنان”، قالت أن التكلم باللغة الأم هو مجرد “تجارة رائجة” و لا تتناسى المسكينة المادة 8 من قانون الإجراءات المدنية والإدارية التي لولاها لخسرت كل القضايا، والأخيرة هي الـ “أميرة” التي لا تكل ولا تمل في ادعاء الحياد، ووصف مساندي من تكلم بلغته الأم بـ “التنوفيق”.

وحتى تتحقق نبوءة أن يخرج الكوري لذم أخيه الكوري لأنه تكلم بلغته الأم، وحتى يخرج التركي لسب أخيه التركي الذي تكلم بلغته الأم والتي حدثت إلا في الجزائر.. فإن ما حدث من مد وجزر طيلة الأيام الماضية، في قضية “المعلمة التي تكلمت بلغتها الأم”، توضح جليا عُمق أزمة الهوية التي نعيشها، وتؤكد مما لا يدعوا للشك، أن هناك تدمير مُمنهج لمنظومة الهوية الجزائرية لجعل الجزائري كائن مُهجن لا حول له ولا قوة، لا يستطيع تكوين أي جملة أكاديمية مفيدة.

والساهرون على هذا التدمير هم منا، ويتكلمون بألسنتنا، لكن ولاؤهم لوليهم، وأجندتهم مضبوطة ومسيرة، ومتناغمة تناغم رقاص الساعة السويسرية..
ومن لا يُلاحظ ما حدث، ويحدث، وسيحدث، ولم يقتنع بوجود شيء يُدبر في الخفاء والعلن فهو أعمى البصر أو البصيرة..



منقول عن // معاذ طيبوش








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc