السلام عليكم ممكن أشارك بهذه الرواية التي بدأت كتابتها وهي بعنوان :
حـــــــــــــــــــــكاية الــــــــــــــــــبداية
كان الجو يومها مطرًا، والسَّماء مكفهرة بالغيوم والبرد يُغلي الأجسام العارية، والجوع يُنادي البُرَّ من بعيد.في هذه الأثناء وُلد "عابس" في الظلام الدّامس، في كوخٍٍٍ فقيرٍ عارٍ يحنُّ إليه بقايا الحيوان ليرُّمه.
ولد هذا الصًّبي وعمره ثلاثين بعد يوم من مولده ، ولو كان يدري ماينتظره لما وُلد.
عند خروجه إلى الحياة وبعد دقائق معدودة تُوفي أبوه "عُبيس" ضحك الصًّبيُ لموته لما رأى الوفود تأخذه إلى رمسه، وياليته يعلم.
كبر عابس في ثواني وها هو الآن فطيمٌ،وإذْ بالمنية تأخذ منه أمًّه "عُبيساء" ماتت المسكينة بعد أن أعطت كامل حليبها لابنها، وهاهو عابس وحيداً يتيم الأم والأب ،وقد بلغ من العمر ثمانيَ.
يسأل المسكين أين أمي؟ أين أبي؟ من أنا؟ لماذا أنا وحيدا؟ هل هناك حياة من غير والدة؟ابن من أنا وأنا ابن من؟هل من البؤس كنت، أم هل من الجحيم خرجت؟ يسأل ويسأل...وهاهو الآن يسأل...
يحنُّ إليه جذع شجرة ويدنو منه، فيتمدّدُ ويغطُّ في نوم عميقٍ...لا فرق بَيِِِِْن اليوم والنَّوم،لافرق بَيِِِِْن اللَّوم وحياتي بين قومي...
بعد سويعات معدودة ، تتلبد السَّماء فتسقط زخاتُ مطرٍِ، ينثرها الريح على جسده فيستفيق من حلمه ، ينظر أمامه ثم خلفه ، يحاول تذكر ماحدث له ، يظن
أنَّ كل ماحدث مجرد حلُمٍ ، يُسرع نحو الكوخ لكنه لا يجد شيئا ، المكان خالٍ،والوحشة تقتل الأنفاسَ ، يبكي ويبكي وها هوالآن يبكي...
تلمح عينه إطاراً على الحائط، فيهبُّ مسرعاً، لقد رأى أمّه، يتحدث إليها، لكن دون رد...يصرخ عاليا أمي أمي ولكن؟ دون جدوى...
يفكر عابس في حل كي يعيش سعيدا، يخرج إلى الشارع ويبدأ في البحث عن لقمة يسدُّ بها رَمَقَهُ ، لكن من يعطيه رغيفَ خبزٍ، لا رحمةٌ ولا شفقة ٌ في قلوب النّاس ، يُتخيَلُ له أنْ لا أحدَ يراهُ ، فينادي بأعلى صوته ،ولا مُجيبٍ ،حينئذٍ يتذكر قول ابن الرومي:
بيـْـن جمالات وأشباهـها من بشر ناموا عن المجد
أضحى بأخزى حالة بينـهم وكلـهم في عيشة رغـد
وكلـهم يصـدمه عــامدا أوتائـه اللُّـب بلا عمـد
والبائس المسكين مستسلما أذل للمـكروه من عبـد
يُشمِّرُ على ساعديْه النحيفتيْن ويقرر البحث عن عملٍ ... ولكن من يُوفِّرُ له منصب شغلٍ...الكلُّ لا يرحم والكلُّ لا يتكلم...يفكر في الرَّحيل بعيدا علَّه يجد طريقةً لكسب رزقه، لكنَّ اللَّيل يسبقه ،لقد حلَّ الظَّلام، يعود إلى كوخه والطَّوى يملأً بطنه ويستلقي على الأرض ،يُحاول النَّوم...علّه ينسى متاعب النَّهار، ولكنَّ الأرقَ يُصيبه... ياللمسكين حتَّى النَّومَ يفرُّمنه.
يبدأً الرحلةَ فجراً،فيحمل أغراضه ويتوكل على اللَّه،..................................يتبع
فارس وفقط فارس