منذ يوم أو يومين أو ثلاث وبينما أكملت لتوي قراءة موضوع في جريدة كان جاهلنا يتكلم فيها عن اقتراح جاهل منه يحسبه الضمآن ماء تكلم جاهلنا عن اقتراح جلل اقتراح يسمى إعادة ترتيب سور القرءان الكريم.
ماذا أقول تألمت كثيرا هل وصل الحد بالسفهاء والجهلة بأن يتطاولوا بهذه الصفة على كتاب الله وهم لا يحسنون حتى الكلام؟؟؟؟
بينما أنا أتألم خرجت من الغرفة إلى فناء الدار وكان الوقت بعيد العصر لألاحظ حركة غير عادية لحشد كبير من النمل حسبت أن الأمر يتعلق بنقل البيوض ونقل المعسكر ولكن،
ذهبت لكي أتأكد فغصت بنظري في مدخل حفرة النمل فوجدت معركة على أشدها نملات حارسات على باب الحفرة يقاتلن المعتدي لقد كن يقاتلن بشراسة تمسك الواحدة منهن بكل من تسول لها نفسها من نمل الأعداء محاولة الدخول إلى الحفرة أعجبتني والله استماتتهن وبطولتهن في الدفاع عن معسكرهن في الدفاع عن صغارهن في الدفاع عن شرفهن.
ما تلبث الواحدة أن تمسك بفكيها برأس المعتدية فتفصل رأسها عن جسدها وما تلبث أن ترى نملة أخرى من المدافعات تمسك الواحدة من رأسها وتسير بها خارجة من الحفرة مقتحمة بها صفوف الأعداء بلا خوف ولا استكانة.
كانت أحاسيس مملوءة بالإعجاب والخوف والتعاطف مع النمل المدافع.
شاهدت بداية المشهد بعيد العصر ولكن،
بمجرد أن شارفت الشمس على المغيب بحمرتها رجعت إلى المشهد لألاحظ بأن النمل المعتدي قد ولى هاربا وجر وراءه ذيول الهزيمة ولم تبقى سوى نميلات هنا وهناك تحاول إيجاد طريقا للتراجع.
قدر الله أن أشاهد المكان الذي آوى إليه النمل المعتدي لقد اتخذ مكانا بعيدا عن جحر النمل الأول لقد شاهدته وهو ينظف المكان لكي يستعمره لقد كان خاليا من أي عدو.
رجعت في نفسي لأقول: إنه لمحزن حال المسلمين اليوم تجاه تعلمهم لدينهم وقرءانهم والذود عنه حتى أصبح جهلة وسفهاء يدسون لنا السم في العسل.
لست أقصد بالذود ذود البندقية والسيف ولكن ذود العلم والعقل والحجة والبرهان.