![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]()
يقول الشيخ الألباني – رحمه الله – (( أقول وأخصُّ به المسلمين الثقات ، المتمثلين في الشّباب الواعي ، الذي عرف أولاً مأساة المسلمين ، واهتم ثانياً بالبحث الصادق عن الإخلاص وبكل ما أُتيه من قوّة … بينما الملايين من المسلمين مسلمون بحكم الواقع الجغرافي أو في تذكرة النفوس – الجنسية أو البطاقة أو شهادة الميلاد – فهؤلاء لا أعنيهم بالحديث ، أعود فأقول : إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثّل في أمرين لا ثالث لهما ؛ التّصفية والتّربية . التّصفية : وأعني بالتّصفية : تقديم الإسلام على الشباب المسلم مصفىًّ من كل ما دخل فيه على مِّر هذه القرون والسنين الطوال ؛ من العقائد ومن الخرافات ومن البدع والضلالات ، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة ، فلا بد من تحقيق هذه التّصفية ؛ لأنّه بغيرها لا مجال أبداً لتحقيق أمنية هؤلاء المسلمين ، الذين نعتبرهم من المصطفين المختارين في العالم الإسلامي الواسع . فالتّصفية هذه إنّما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام ، الذي عالج ما يشبه هذه المشكلة ، حينما كان العرب أذلاّء وكانوا من فارس والرّوم والحبشة من جهة ، وكانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى من جهة أخرى . نحن نخالف كلّ الجماعات الإسلامية في هذه النقطة ، ونرى أنّه لا بد من البدء بالتّصفية والتّربية معاً ، أمّا أن نبدأ بالأمور السّياسية ، والذين يشتغلون بالسّياسة قد تكون عقائدهم خراباً يباباً ، وقد يكون سلوكهم من النّاحية الإسلامية بعيداً عن الشريعة ، والذين يشتغلون بتكتيل الناس وتجميعهم على كلمة ((إسلام)) عامّة ليس لهم مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أولئك الدّعاة ، ومن ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيّ أثر في منطلقهم في حياتهم ، ولهذا تجد كثيراً من هؤلاء وهؤلاء لا يحقّقون الإسلام في ذوات أنفسهم ، فيما يمكنُهم أن يطبِّقوه بكل سهوله . وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتهم بأنّه لا حكم إلاّ لله ، ولا بد أن يكون الحكم بما أنزل الله ؛ وهذه كلمة حقٍّ ، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه . العلة الأولى الكبرى : بُعدهم عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً ، كيف لا وفي الدّعاة اليوم مَن يعتبر السّلفيين بأنّهم يضيّعون عمرهم في التّوحيد ، ويا سبحان الله ، ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل ؛ لأنّه يتغافل – إن لم يكن غافلاً حقًّا – عن أنّ دعوة الأنبياء والرّسل الكرام كانت ( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) . بل إن نوحاً عليه الصلاة والسلام أقام ألف سنة إلا خمسين عاماً ، لا يصلح ولا يشرع ولا يقيم سياسة ، بل : (يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) . هل كان هناك إصلاح ؟ هل هناك تشريع ؟ هل هناك سياسة ؟ لا شيء ، تعالوا يا قوم اعبدوا الله واجتنبوا الطّاغوت ، فهذا أوّل رسول – بنص الحديث الصحيح – أُرسل إلى الأرض ، استمرَّ في الدّعوة ألف سنة إلا خمسين عاماً لا يدعوا إلاّ إلى التّوحيد ، وهو شغل السّلفيين الشّاغل ، فكيف يُسفُّ كثير من الدّعاة الإسلاميين وينحطُّوا إلى درجة أن ينكروا ذلك على السّلفيين ؟. التّربية : والشطر الثاني من هذه الكلمة يعني أنّه لا بد من تربية المسلمين اليوم ، على أساس ألاّ يفتنوا كما فُتِن الّذين من قبلهم بالدّنيا . ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تُفتح عليكم زهرة الحياة الدنيا ، فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم )). ولهذا نرى أنّه قَّل مَنْ ينتبه لهذا المرض فَيُرَبِّي الشباب ، لا سيّما الذين فتح الله عليهم كنوز الأرض ، وأغرقهم في خيراته – تبارك وتعالى – وفي بركات الأرض ، قلَّما يُنبه إلى هذا . مرض يجب على المسلمين أن يتحصنَّوا منه ، وأن لا يصل إلى قلوبهم (( حبّ الدّنيا وكراهية الموت )) ، إذاً فهذا مرض لا بد من معالجته ، وتربية الناس على أن يتخلّصوا منه . الحلّ وارد في ختام حديث الرسول عليه الصلاة والسلام : (( حتّى ترجعوا إلى دينكم )) . الحلّ يتمثل في العودة الصّحيحة إلى الإسلام ، الإسلام بالمفهوم الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته . قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصُرْكم ) وهي التي أجمع المفسّرون على أَنَّ معنى نصر الله : إنّما بالعمل بأحكامه ، فإذا كان نصر الله لا يتحقّق إلا بإقامة أحكامه ، فكيف يمكننا أن ندخل في الجهاد عملياً ونحن لم ننصر الله ؛ عقيدتنا خراب يباب ، وأخلاقنا تتماشى مع الفساد ، لا بد إذاً قبل الشّروع بالجهاد من تصحيح العقيدة وتربية النّفس ، وعلى محاربة كل غفلةٍ أو تغافُل ، وكلِّ خلافٍ أو تنازع ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكم ) وحين نقضي على هذا التّنازع وعلى هذه الغفلة ، ونُحِلُّ محلّها الصّحوة والإئتلاف والإتّفاق ؛ نتّجه إلى تحقيق القوّة المادية ( وأعدّوا لهم ما استطعْتُم من قوّة ومن رباط الخيل ) . أخلاق المسلمين في التّربية خراب يباب . أخطاء قاتلة ، ولا بد من التّصفية والتّربية والعودة الصّحيحة إلى الإسلام ،
وكم يعجبني في هذا المقام قول أحد الدّعاة الإسلاميين – من غير السّلفيين ، ولكن أصحابه لا يعملون بهذا القول – : (( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تُقَم دولته في أرضكم )) .. إنّ أكثر الدّعاة يخطئون حين يغفلون مبدأنا هذا ، وحين يقولون : إن الوقت ليس وقت التّصفية والتّربية ، وإنّما وقت التّكتّل والتّجمُّع ..إذ كيف يتحقّق التّكتُّل والخلاف قائم في الأصول والفروع .. إنّه الضّعف الذي استشرى في المسلمين .. ودواؤه الوحيد يتلخَّص فيما أسلفتُ في العودة السّليمة إلى الإسلام الصّحيح ، أو في تطبيق منهجنا في التّصفية والتّربية ، ولعلَّ في هذا القدر كفاية . والحمد لله رب العالمين . https://www.alalbany.net/4954
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() التصفية والتربية قبل الخوض في السياسة
السؤال سمعنا في الكويت أن في الأردن كلاماً كثيراً يدور عن سلفية الكويت، وأنها تمر بحزبية، وأنا أريد منك -فضيلة الشيخ- توضيح ما هي مظاهر الحزبية التي قلتموها على سلفية الكويت؟ الجواب هذه المسألة لا نريد الخوض فيها؛ لأنها تزيد النار ضراماً، فالسلفية في الأردن لا تزال قائمة على أساسين اثنين: التصفية والتربية، دون تكتل، ودون تحزب، ودون الاشتغال بالعمل السياسي، ولا نعني نحن أن العمل السياسي لا يجب شرعاً، بل هو فرض من فروض الكفاية، لكننا نعلم أن الاشتغال اليوم بالسياسة اشتغال يصرف القائمين على الدعوة عن هاتين الركيزتين، ألا وهما التصفية والتربية، فالاشتغال بالسياسة يصرف القائمين على هذه الدعوة مقرونة بهذه التصفية والتربية عما هم في صدده. أما الدعوة السلفية في الكويت فهم لا يمرون في دور تحزب، لا. فقد دخلوا وانتهى الأمر، منذ أجازوا لأنفسهم كـ الإخوان المسلمين دائماً وأبداً، وكـ حزب التحرير في بعض أدوارهم، حينما صوروا لأنفسهم باسم الإصلاح أن يدخلوا في البرلمانات القائمة لا نقول: على الكفر بالله ورسوله وبالإسلام جملة وتفصيلاً، وإنما على الأقل نقول: هذه البرلمانات القائمة على مخالفة الشريعة في جوانب كثيرة وكثيرة جداً، فحينما أباحوا لإخوانهم أن ينتخبوا وأن يدخلوا في البرلمان الذي لا يحكم بما أنزل الله، حتى أن بعضهم أصبح من الوزراء في الدولة. لهذا نحن نقول: إن الدعوة السلفية هناك أخذت طوراً سياسياً آخر، فنحن ماضون على الدعوة على هذا الأساس: التصفية بناءً على الكتاب والسنة الصحيحة، وتربية المسلمين على هذا الأساس، فمن اشتغل كجماعة من السلفيين بالسياسة، وأباحوا لأنفسهم فضلاً عن غيرهم أن يدخلوا في البرلمانات، وأن يختاروا سبيلاً للانتخابات هو السبيل الذي انتخبه ما يسمى بالنظام الديمقراطي، وهو الذي يسمح للمسلم والكافر أن يرشح نفسه، وأن يرشح من غيره -أيضاً- في البرلمان الذي يفترض أن يحكم بما أنزل الله، بل قد أباح هذا النظام المسمى بالنظام الديمقراطي أن يرشح المسلم الطالح والمسلم الجاهل والمسلم الفاسق، هؤلاء يرشحون غيرهم ويرشحون أنفسهم، وحينئذ تؤخذ القضية التي تطرح في البرلمان بالأكثرية، وليس على أساس الكتاب والسنة. ولذلك فنحن نريد من إخواننا الذين يشتركون معنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة، وعلى منهج السلف الصالح في كل الأراضي الإسلامية، أن يؤسسوا قبل أن يشتغلوا بالسياسة. أسألك أنت شخصياً: هل اطلعت على العدد الذي صدر أخيراً أو قبل الأخير بوصف الحركة السلفية واتهام رجل من إخواننا بأنه أسقط فرضية الجهاد؟ وهناك أخ من إخواننا بل هو تلميذ من تلامذتي القدامى كما يشهد هو بذلك، ينتقد كتاباً لأخينا أبي مالك، له ملاحظات على دعوات قائمة على الجهاد، وهو في ذلك دقيق النظر بعيد الفكر، اتهم بأنه أسقط فرضية الجهاد، مع أنه له فصل خاص يصادم هذه النسبة التي نسب إليها. ما الذي حمل أخانا وحبيبنا وصديقنا في الدعوة سنين كثيرة على مثل هذه الكراهية؟ إنه التحزب، لا نريد أن نبحث في مثل هذه القضايا؛ لأنه يكفي ما وقع من الأخ عبد الرحمن، فقد كتب يتهم أخانا أبا مالك، وربما مسني أنا شيء من اتهامه، ولكن من طرف بعيد، فلا نريد أن نوسع الخرق. وينبغي أن نتناصح، لذلك أنا سجلت كلمة، ولا بد أن تكون قد وصلت إليه، ندعوه إلى أن يحضر هنا، ونعقد جلسة خاصة للتفاهم في بعض النقاط التي قد نختلف فيها، وبخاصة النقطة الأخيرة التي اتهم فيها رجلاً من الدعاة السلفيين المعروفين لدينا بأنه أسقط فرضية الجهاد، هذه أشياء في اعتقادي أنها من آثار التحزب والتكتل، وإذا كان عندك شيء آخر تريد أن تسأله فتفضل. هناك اقتراح أرجو أن ينظر إليه بعين القبول: لا ينبغي البحث في التفاصيل التي تقع من اختلاف بين الجماعة الواحدة؛ لأن هذا سيذاع وينشر ويزداد الصف صدعاً على صدع؛ فإن كان هناك سؤال فقهي فهذا أحب إلي، أما إن كان سؤالاً يدندن حول الحزبية، فوالله أننا نفر منها فرارنا من الأسد. المكتبة الشاملة _دروس مفرغة للألباني رحمه الله(20/7) |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() (التصفية والتربية) هي القاعدة الصحيحة للتغيير
هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الحكم الإسلامي، وتأسيس الأرض الإسلامية الصالحة لإقامة حكم الإسلام عليها إنما يكون بالدعوة أولاً دعوة التوحيد، ثم تربية المسلمين على أساس الكتاب والسنة. وحينما نقول -إشارة إلى هذا الأصل الهام بكلمتين مختصرتين-: لا بد من التصفية والتربية. بطبيعة الحال لا نعني بهما أن تصير هذه الملايين المملينة من هؤلاء المسلمين أمة واحدة، وإنما نريد أن نقول: إن من يريد أن يعمل للإسلام حقاً، وأن يتخذ الوسائل التي تمهد له إقامة حكم الله في الأرض؛ لابد أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حكماً وأسلوباً. بهذا نحن نقول: إنه ما يقع؛ سواءً في الجزائر أو في مصر، هذا خلاف الإسلام؛ لأن الإسلام يأمر بالتصفية والتربية. أقول: (التصفية والتربية) لسبب يعرفه أهل العلم نحن اليوم في القرن الخامس عشر ورثنا هذا الإسلام كما جاءنا طيلة هذه القرون الطويلة، لم نرث الإسلام كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك فالإسلام الذي آتى أكله وثماره في أول أمره، هو الذي سيؤتي أيضاً أكله وثماره في آخر أمره، كما قال عليه الصلاة والسلام: (أمتي كالمطر لا يدرى الخير في أوله أم في آخره) فإذا أرادت الأمة المسلمة أن تكون حياتها على هذا الخير الذي أشار إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المذكور آنفاً، وفي الحديث الآخر، والذي هو منه أشهر: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله) . أقول: لا نريد بهاتين الكلمتين أن تصبح الملايين المملينة من المسلمين قد تبنوا الإسلام مصفىً، وربوا أنفسهم على هذا الإسلام المصفى، لكننا نريد لهؤلاء الذين يهتمون بشئون المسلمين حقاً: أولاً: تربية نفوسهم، ثم تربية ذويهم، ثم ثم فيصل الأمر إلى هذا الحاكم الذي لا يمكن تعديله أو إصلاحه أو القضاء عليه إلا بهذا التسلسل الشرعي المنطقي. بهذا نحن كنا نجيب بأن هذه الثورات، وهذه الانقلابات التي تقام، حتى الجهاد الأفغاني كنا غير مؤيدين له، أو غير مستبشرين بعواقب أمره حينما وجدناهم خمسة أحزاب، والآن الذي يحكم والذي قاموا ضده معروف بأنه من رجال الصوفية -مثلاً-، فالقصد أن من أدلة القرآن الكريم أن الاختلاف ضعف، حيث أن الله عز وجل ذكر من أسباب الفشل هو التنازع والاختلاف: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم:31-32] إذاً: إذا كان المسلمون أنفسهم شيعاً لا يمكن أن ينتصروا؛ لأن هذا التشيع وهذا التفرق إنما هو دليل الضعف. إذاً: على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق، أن تتمثل بكلمة أعتبرها من حِكَمِ العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة -ولكن أتباعه لا يتابعونه- ألا وهي قوله: (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم؛ تقم لكم على أرضكم) . فنحن نشاهد، لا أقول: الجماعات التي تقوم بهذه الثورات؛ بل أستطيع أن أقول: نشاهد كثيراً من رءوس هذه الجماعات لم يطبقوا هذه الحكمة التي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين: (التصفية والتربية) ، إذ لم يقوموا بعدُ بتصفية الإسلام مما دخل فيه، مما لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام في العقيدة، أو في العبادة، أو في السلوك، لم يحققوا هذا، أي: تصفية نفوسهم؛ فضلاً عن أن يحققوا التربية في ذويهم، فمن أين لهم أن يحققوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟! أقول: إذا عرفنا -بشيء من التفصيل- تلك الكلمة وهي (ما بني على فاسد فهو فاسد) فجوابنا واضح جداً أن ما يقع في الجزائر وفي مصر وغيرها هو: أولاً: سابق لأوانه. ثانياً: مخالف لأحكام الشريعة غايةً وأسلوباً. لكن لابد من شيء من التفصيل فيما جاء في السؤال. المكتبة الشاملة _دروس مفرغة للألباني رحمه الله(20/7) |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() تأملات عميقة في الدعوة السلفية
السؤال :ما رأي فضيلتكم في أوضاع الدعوة السلفية عموماً، في الكويت ومصر والسعودية خصوصاً؟ الجواب :أنا أقول: إن الدعوة السلفية الآن -مع الأسف- في اضطراب، وأعزو السبب في ذلك إلى تسرع كثير من الشباب المسلم في ادعاء العلم، فهو يتجرأ على الإفتاء والتحريم والتحليل قبل أن يُعرف، بعضهم -كما سمعنا كثيراً- لا يحسن أن يقرأ آية من القرآن، ولو أنها أمامه في المصحف الكريم، فضلاً عن أنه كثيراً ما يلحن في قراءة حديث الرسول عليه الصلاة والسلام، فيصدق فيه المثل المعروف في بعض البلاد: "تزبب قبل أن يتحصرم" أي: العنب حينما يبدأ يصير حباً أخضر، وهذا هو الحصرم، ويكون حامضاً جداً، فهو قبل أن يتحصرم جعل نفسه كالزبيب، أي: كالعنب الذي نضج وصُيِّرَ زبيباً، ولذلك فركوب كثير من هؤلاء الناس رءوسهم وتسرعهم في ادعاء العلم والكتابة، وهم لَمْ يمشوا بعد إلى منتصف طريق العلم، هو الذي جعل الذين ينتمون للدعوة السلفية الآن -مع الأسف- شيعاً وأحزاباً. ولذلك علاجه الوحيد بأن يتقي هؤلاء المسلمون ربهم عز وجل، وأن يعرفوا أنه ليس لكل من بدأ في طلب العلم أن يتصدر في الإفتاء في التحريم والتحليل، وفي تصحيح الحديث وتضعيفه، إلا بعد عمر طويل، يتمرس في هذا العمر على معرفة كيف يكون الإفتاء، وكيف يكون الاستنباط من الكتاب ومن السنة. وفي هذا الصدد لا بد أن يتقيد هؤلاء الدعاة السلفيون بالقيد الثالث، الذي سبق أن ذكرته في أثناء الكلام عن العلم النافع والعمل الصالح، فقد قلنا: إن العلم النافع يجب أن يكون على منهج السلف الصالح، فحينما يحيد كثير من الدعاة الإسلاميين اليوم عن التقيد بهذا القيد الثابت، الذي أشار إليه الإمام ابن القيم رحمه الله في شعره السابق حين قال: العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس بالتمويه فعدم الالتفات إلى ما كان عليه السلف الصالح يعود بالناس بعد أن اتفقوا إلى الفُرقة التي تُبَاعِدُ بينهم، كما باعدت من قبل بين كثير من المسلمين، فجعلتهم شيعاً وأحزاباً: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:53] . هذا رأيي في هذا الواقع، فعليهم إذا كانوا مخلصين -كما نرجو- أن يتمسكوا بالمبادئ العلمية الصحيحة، وألا يتجرأ من لم يكن قد وصل إلى مرتبة العلم وصولاً صحيحاً أن يتورع عن ذلك، وأن يكل العلم إلى عالميه. ويعجبني في هذا الصدد بعض الروايات التي وردت في كتب الحديث -وأنا أظن أنها عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله، وهو من كبار علماء السلف الصالح - قال: [لقد أدركت في هذا المسجد -ولعله يشير إلى مسجد المدينة المنورة - سبعين من الصحابة، كان أحدهم إذا سُئل عن مسألة أو استفتي عن فتوى، يتمنى أن يتولى ذلك غيره من علماء الصحابة الحاضرين] . والسبب في ذلك هو أنهم يخشون أن يقعوا في خطأ، فيوقعون غيرهم في الخطأ، فيتمنى أحدهم ألا يتحمل هذه المسئولية ويتحملها غيره. أما الآن فالظاهرة معاكسة تماماً مع الأسف الشديد، وذلك يعود إلى سبب واضح، وأنا أذكره دائماً وأبداً، وهو أن التفتح الذي نشعر به الآن للكتاب والسنة والدعوة السلفية هو أمر حادث، ولم يمض على هذا التفتح الذي يسمونه بالصحوة، لم يمض زمن طويل حتى يجني هؤلاء الناس ثمرة هذه الدعوة والصحوة والتفتح في أنفسهم، أي: أن يتربوا على أساس الكتاب السنة، ثم هم بالتالي يفيضون بهذه التربية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة على غيرهم ممن حولهم الأدنى فالأدنى، فالسبب أن هذه الدعوة لم يظهر أثرها؛ لأنها حديثة العهد بهذا العصر الذي نحن نعيش فيه؛ ولذلك نجد الظاهرة المعاكسة لما ذكرناه آنفاً، مما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أولئك الصحابة الذين كانوا يتورعون عن أن يسألوا، ويتمنون أن يُسأل غيرهم، وما كانوا يجيبون عن السؤال إلا لعلمهم بأنه لا يجوز لهم أن يكتموا العلم، لكن في قرارة قلوبهم كانوا يتمنون أن يتولى ذلك غيرهم. أما الآن فتجد في كثير من المجتمعات السلفية -فضلاً عن غيرها- يُسأل أحد ممن يظن فيه أنه أكثر من الحاضرين علماً، وإذا بك تجد فلاناً بدأ يتكلم وهو غير مسئول، وفلاناً بدأ يتكلم وهو غير مسئول، ما الذي يدفع هؤلاء؟ إنه حب الظهور، والأنانية، ولسان حاله يقول: أنا هنا، أي: أنا عندي علم، وما شاء الله عليه! هذا على ماذا يدل؟ يدل على أننا لم نترب التربية السلفية، نحن نشأنا على العلم السلفي، وكل بحسب اجتهاده وسعيه إلى هذا العلم، أما التربية فما حصلناها بعدُ كمجتمع إسلامي سلفي، ولذلك هذه الجماعات والتكتلات والأحزاب، في كل حزب نجد مثل هذا التفرق وما سببه إلا عدم التربية الإسلامية الصحيحة. أقول: علاج هذه الأمة ليعود إليها مجدها، ولتتحقق لها دولتها، ليس لذلك سبيلٌ إلا البدء بما ألخصه بكلمتين اثنتين: بالتصفية والتربية، خلافاً لجماعات كثيرة يسعون إلى إقامة الدولة المسلمة -بزعمهم- بوضع أيديهم على الحكم؛ سواءً كان ذلك بطريق سلمي كما يقولون: بالانتخابات، أو كان ذلك بطريق دموي، كانقلابات عسكرية وثورات دموية، ونحو ذلك، نقول: هذا ليس هو السبيل لإقامة دولة الإسلام على أرض الإسلام، وإنما السبيل هو سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي دعا في مكة -كما تعلمون- ثلاث عشرة سنة، ثم أتم الدعوة في المدينة، وهناك بدأ بعد أن استصفى له ممن اتبعه وآمن به رجالاً لا تأخذهم في الله لومة لائم، فبدأ بوضع أسس الدولة المسلمة. والتاريخ -كما يقولون- يعيد نفسه، فلا سبيل أبداً، وأنا على يقين مما أقول، والتجربة الواقعية منذ نحو قرن من الزمان تدل على أنه لا مجال إطلاقاً، لتحقيق نهضة إسلامية صحيحة، ومن ورائها إقامة الدولة المسلمة إلا بتحقيق هذين الهدفين: التصفية: وهو كناية عن العلم الصحيح، والتربية: وهو أن يكون الإنسان مربىً على هذا العلم الصحيح على الكتاب والسنة. نحن الآن في صحوة علمية ولسنا في صحوة تربوية، ولذلك نجد كثيراً من الأفراد من بعض الدعاة يستفاد منه العلم، لكن لا يستفاد منه الخُلُق، لماذا؟ لأنه هو نشَّأ نفسه على العلم، ولكنه لم يكن في بيئة صالحة رُبِّيَ فيها منذ نعومة أظفاره؛ فلذلك فهو يحيا ويعيش وهو يحمل الأخلاق التي ورثها من ذاك المجتمع الذي عاش فيه وولد فيه، وهو مجتمع بلا شك ليس مجتمعاً إسلامياً، لكنه استطاع بشخصه أو بدلالة بعض أهل العلم أن ينحو منحىً علمياً صحيحاً، لكن هذا العلم ما ظهر أثره في خلقه وسلوكه وأعماله، فهذه الظاهرة التي نحن الآن في صدد الكلام عنها سببها هو: أولاً: أننا لم ننضج علمياً إلا أفراداً قليلين. وثانياً: الأفراد أكثر من ذلك لم يربوا تربية إسلامية صحيحة، ولذلك فتجد كثيراً من المبتدئين في طلب العلم ينصب نفسه رئيساً رئيساً لجماعة أو لحزبٍ، وهنا تأتي حكمة قديمة لتعبر عن أثر هذا الظهور، وهي التي تقول: (حب الظهور يقطع الظهور) . فهذا أسبابه يعود إلى عدم التربية الصحيحة على هذا العلم الصحيح. المكتبة الشاملة _دروس مفرغة للألباني رحمه الله(6/7) |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() بارك الله فيكم على الإضافات المهمّة ، نفعني الله وإيّاكم وجميع المسلمين بما نقرأه ونتعلّمه وجعلنا فيه من المخلصين . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() ما شاء الله بارك الله لكم جميعا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() آمين....آمين ...آمين... تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال . اللّهمّ استجب لدعائنا ، واجعلنا مخلصين في أقوالنا ، متابعين لهدي نبيّك محمّد صلى الله عليه وسلم في أعمالنا. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() السلام عليكم وبعد : |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() السلام عليكم
قال الشيخ ربيع حفظه الله الذي يخطئ ينصح بلطف ولا يشهر به ومن وقع في بدعة ينصح فإن تاب قُبِل منه ! وإن لم يتب وأصر على باطله فيحكم عليه بما يناسبه ! كبدعة الإرجاء والقدر والخوارج والرفض والتصوف وغيرها !! قال أَبُو دَاوُد للإمام أَحْمَد :" أَرَى رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلَامَهُ؟ فقَالَ : لَاأَوْ تُعْلِمُهُ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْته مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْتَرَكَ كَلَامَهُ فَكَلِّمْهُ، وَإِلَّا فَأَلْحِقْهُ بِهِ"( قال الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله تعالى : إذا قصرنا في هذا الدين وتركناه يعبث به أهل الأهواء وجاريناهم وسكتنا عنهم وسمينا ذلك حكمة فإننا نستوجب سخط الله . وقال: إذا رأيت شخصا على حق وآخر على باطل يجب أن تنصر الحق وتحذر من الباطل وإلا فأنت ميت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا وهذه علامة انتكاسة القلوب. إعلم أخي رحمك الله أن الله يحفظ دينه ولم يجعل نصرة الدين إلا بالشيخ ابن باز رحمه الله وابن عثيمين والألباني رحمهم الله والعلماء كل يؤخذ من قولهم ويرد والعبرة بالدليل كان في السلف من هو خير من الذين كانوا سلفيين ثم زاغوا الشيخ ابن باز رحمه الله:قال من يثني على أهل البدع يلحق بهم ولا كرامة . أتمنى لك الخير أخي والزم الحق والدليل ولا يهمك كان سلفي أو خلفي فقد تجد الرجل شيعي أو كافر ويعرف الحق ويتوب نحبه ونكرمه كذلك من كان سلفيا ونصحه أهل العلم لخطأ يضر بالدين فإن رجع وإلا حذر منه أجمل شيء يعجبني فيالشيخ ربيع رغم أنه كان في من قبل من أهل العلم من لا يوافقه في ذلك الأمر ألا هو صبره على المخالف بعض الذين تكلم فيهم الشيخ قبل أن يجرحوا شهدوا للشيخ بالإمامة في هذا العلم وقالوا الشيخ يناصح لمدة 5و6سنوات سبحان الله أخي الفاضل أتمنى أن لا تكون من أهل التميع ولا من أهل الغلو والوسطية هي الحق مشكور على ما تقدم بالتوفيق |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله : في شريط "الأسئلة السنية لعلاّمة الديار اليمنية، أسئلة شباب الطائف":((مِنْ أبصر الناس بالجماعات وبدخن الجماعات في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه الله-، مَن قال له ربيع بن هادي إنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام إنه حزبي،). وقال الشيخ أحمد النجمي – رحمه الله – في كتاب " الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية " (2/249) في رده على أبي الحسن المصري المأربي : " أما قولك " ثم هل كل من كان فيه حزبية مبتدع خارج من أهل السنة والجماعة؟؟" الجواب: نعم ، لأن الحزبية هي بدعة بنفسها فمن رضي بها و سار في ركابها وناصر أصحابها فهو مبتدع لأن الأمة الإسلامية دعاها ربها إلى أن تكون أمة واحدة لأن ربها واحد ودينها واحد ونبيها واحد فقال جل من قائل " وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " -وسئل الشيخ مقبل الوادعي – رحمه الله – كما في كتاب " تحفة المجيب عن أسئلة الحاضر والغريب " ص175: س: هل عبدالرحمن عبدالخالق مبتدع؟ الجواب :نعم مبتدع، مادام يدعو إلى الحزبية، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {واعتصموابحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا}. وإذا كان من أهل العلم من يقول: أن المتعصب للمذاهب الأربعة أو لواحد منها يعد مبتدعًا كما ذكره الصنعاني في "إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد" فالتعصب لهذه الحزبيات الساقطة تعتبر بدعة، وكذلك محاربته لإخوانه أهل السنة وتنقصه لهم، واعترافه بالديمقراطية، والذي ينكر على أهل السنة أنّهم لا يقولون بالعمل الجماعي، فهو صاحب هوس، وإلا فمن الذي ينكر العمل الجماعي ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {وتعاونوا على البرّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا))...". - وقال – رحمه الله – في مقدمة كتاب " مقتل الشيخ جميل الرحمن " :" هذا وأني أنصح العلماء والدعاة إلى الله من أهل السنة أن يجدوا ويجتهدوا في التحذير من الحزبية المشؤومة التي فرقت شمل المسلمين ويكون التحذير على الاستمرار لأن عمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان ديمة..." يشير الشيخ -رحمه الله – إلى حديث عائشة الذي أخرجه البخاري ومسلم و أبو داود وأحمد وغيرهم من حديث علقمة قال : سألت عائشة كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كان يخص شيئا من الأيام؟ قالت: "لا كان كل عمله ديمة و أيكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع ؟!" وقال الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي – حفظه الله – في بيان تعداد بدع الإخوان المسلمين : " لما في المنهج الإخواني من البدع الواضحة كبدعة الحزبية و الإنتماء إلى جماعة معينة لها إسم وشهرة قد اختزلت من جماعة المسلمين الشرعية ، وبدعة البيعة التي تطلب من الفرد المنتمي إلى جماعة الإخوان إذا بلغ مرحلة معينة وذلك أمر مستفيض لا يقبل الإنكار ولا الجدل ولو كان في بلد واليه مسلم يقيم حدود الله في شعبه الذي بسط سلطانه عليه ، و يقيم شعائر الله و شريعته من مصادر التشريع : الكتاب و السنة والإجماع . وهكذا بدعة سرية التنظيم الذي لا يتفق مع منهج أهل السنة والجماعة و هذا ثابت في المنهج الإخواني وله رجاله في كل مكان . وبدعة الولاء والبراء في الحزب و التنكر لمن لم يوافقهم على بنود المنهج وويل لمن ينتقد شيئاً من خططهم أو يحذر من زعيم من زعمائهم أو يحاول كشف سرية التنظيم الذي لا ينتظر من ورائه إلا الدمار و الفوضى وإنحراف من انخرط معهم في سلك التنظيم بسبب قلة العلم وضعف العقل " " الأجوبة المختصرة على الأسئلة العشرة "ص96 تعليقُ العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله على أثارٍ للسلفِ في معرفةِ المبتدعة والتحذير من مجالستهم ومخالطتهم السائل: عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ». الشيخ: نعم. الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه: (كلام غير واضح) هذا حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم «مَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ» أي: إذا تعارفت الأرواح، بأن كانت متفقةً في العناصر، والإيمان، والميول، فإن هذه بإذن الله عز وجل تتفق، وإذا اختلفت في هذه الأشياء فالظاهر أنها في الغالب لا تتفق، هذا ما يظهر من أثر هذا. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: أيوه. السائل: الأثر الثاني: قال الأوزاعي رحمه الله كما في كتاب الإبانة لابن بطة: (من ستر علينا بدعته لم تخّفَ علينا ألُفتُه). الشيخ: هذا واضح، (من ستر عنَّا بدعته لم تخف علينا ألفتُه). يعني: إذا كان يتستر بالبدعة، فإن ألفته أي الناس الذين يألفهم، ويميل إليهم يتبين لنا منهم أنه من المبتدعة ، إذا كان يألف المبتدعين ويميل إلى المبتدعين يتبين من هذا أنه مبتدع ـــــــ نعم. السائل: نعم يا شيخ، شيخ السؤال: هل يُفهم من هذا الأثر أنَّ الشخص إذالم تُعرف حاَلُه ولا يُدَرى عن مذهبهِ وكان جلساؤه وخِلطَتُه أهل الأهواء والبدع فإنه يُحكم عليه بالبدعة وينسب إليهم؟ الشيخ: نعم هذا هو، قالوا: مَدخَلُه وصحبته وإِلفَهُ من الناس هذه تُبيِّن، يعني: مَدخَلُه، إذا دخل عند أناسٍ من أهل البدع عُرف أنه مبتدع. ولَّما سَمِع أهلُ الحديث بأنَّ رجلاً مِمّن يُنسب إلى الحديث أنه قادم، فما يدرون هل هو صحيح العقيدة والمذهب أو أنه مبتدع فقال أحد المشايخ في زمنهم: (أنظروا على مَن يَقدِم ومن يألف ومن يُصاحِب) أو كلاماً نحو هذا، فتَّبين بعد ذلك بأنه قدِم على المبتدعة وصاحبهم. السائل: نعم يا شيخ. الأثر الثالث: لما قدم سفيان الثوري البصرة جعل ينظر إلى أمر الربيع يعني: ابن صُبَيح. وَقَدرِه عند النَّاس سأل أي شيء مذهبه؟ قالوا ما مذهبه إلا السنة، قال مَن بطانته؟ قالوا: أهل القدر، قال: هو قدري. (ضحك الشيخ) وقال: مادام بطانته أهل القدر فهو قدري ـــــــ نعم. السائل: نعم ياشيخ، شيخ فهل يُفهم من هذا الأثر أن الشخص إذا كان يُظهر السنة، ويدَّعي الإنتساب إليها، وجلساؤه أهل البدع والاهواء، فإنه يُنسب إليهم بمجرد مجالسته لهم؟ الشيخ: نعم ـــــــ نعم. السائل: الأثر الرابع: قال محمد بن عُبيد الغلّابي: (يتكاتم أهل الأهواء كلَّ شيءٍ إلا التآلف والصحبة). الشيخ: أيوه، هذا يُبَيَّن عليه، يعني: هذا يَظْهَر منهم. السائل: وقال الإمام المبجَّل أبوعبد الله أحمد بن حنبل: (إذا سلَّم الرجلُ على المبتدع فهو يحبه). الشيخ: إذا سلَّم الرجل على المبتدع فهو يحبه! إنا لله وإنا إليه راجعون ( ثم ضحك الشيخ) وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل ـــــــ نعم واضح هذا؟ السائل: شيخ هذا على إطلاقه؟ الشيخ: والله كلامُ السلف الحقيقة في محلِّه، لكن قد يحصل التساهل عند أهل هذا الزمن. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: نعم. السائل: وقال ابن مسعود رضي الله عنه: (إنما يُماشي الرجل ويُصاحب من يُحبه ومن هو مثله). الشيخ: ما شاء الله ـــــــ سبحان الله العظيم يعني: أقوالهم متفقة ـــــــ أقوالهم متفقة ـــــــ إنما يماشي الرجل ويصاحب من هو مثله، الذي ليس مثلُه لابد أن يحصل بينهما شيء من الإختلاف والاحتكاك الذي يجعل صُحبتهم يعني: في الأخير تنقطع. السائل: نعم يا شيخ، قال الأمام ابن بطة العُكبُري بعد أن نقل بسنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ مِنْكُمْ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ مَا اسْتَطَاعَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ، أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَمَا يَزَالُ بِهِ حَتَّى يَتَّبِعَهُ مِمَّا يَرَى مِنَ الشُّبُهَاتِ». قال رحمه الله: هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق، فالله الله معشر المسلمين لايحملنَّ أحدأً منكم حُسنُ ظنِّه بنفسه، وماعَهِدَه من معرفته بصحَّة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أُداخلُهُ لأناظرَه، أو لأستخرج منه مذهبه، فإنهم أشد فتنة من الدَّجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللَّهب. ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم، فجالسوهم على سبيل الإنكار والرَّدِّ عليهم، فما زالت بهم المباسطة وخَفِيُّ المكرِ ودقيق الكفر حتى صَبَوْا إليهم. الشيخ: نعوذ بالله ـــــــ نسأل الله العفو والعافية ـــــــ هذا كلام حق ـــــــ كلام حق. السائل: نعم يا شيخ ، شيخ يعني: هل يُستفادُ من هذا الأثر يعني: الرد على الذين يخالطون الحزبيين والقطبيين والسروريين بحجة نصيحتهم؟ الشيخ: نعم ـــــــ نعم، هذا حجة عليهم. السائل: شيخ هل لأحدهم أن يتعاهد أفرادهم فيجالسهُم ويخالطهُم فإذا أُنكِرَ عليه ادّعى أنَّه ينصحُهم؟ الشيخ: حسبنا الله، وهذا يعتبر من النفاق ، إذا قال هكذا وهو على خِلَاف ذلك هذامن النفاق نعم. السائل: نعم يا شيخ. شيخ قد يدَّعي نُصحَهم فينصحهم لكن ليست عنده قدرة علمية فهل له ذلك؟ الشيخ: ولا يستطيع على الإقناع؟ السائل: نعم يا شيخ ليست له قدرة علمية هو من عوام السلفيين؟ الشيخ: حسبنا الله ـ على كل حال التنزه هذا هو المتعين. السائل: نعم ياشيخ. الشيخ: هَا بقىَ حاجة؟ السائل: نعم يا شيخ ـــــــ شيخ: قال ابن القيم رحمه الله تعالى كما في إغاثة اللهفان: (ومن أنواع مكايده ومكره ـ أي: الشيطان ـ أن يدعوَ العبد بُحسن خُلقه وطلاقته وبِشْره إلى أنواع من الآثام والفجور، فيلقاه من لا يُخْلِصُهُ من شرِّه إلا تجهُّمُه والتعبيس في وجهه والإعراض عنه فيُحَسِّن له العدو أن يلقاه ببشره وطلاقة وجه)ـ قال الشيخ: فيُحسِّن له العدو أن يلقاه بِبِشره يعني: أن يَبشَّ في وجهه ويضحك ـــــــ نعم. قال السائل: نعم يا شيخ: (فيحسِّن له العدو أن يلقاه ببشره وطلاقة وجهه حتى يُصيب حاجته فيدخل على العبد بكيده من باب حُسن الخُلق وطلاقة الوجه، ومن ها هنا وصَّى أطباء القلوب بالأعراض عن أهل البدع، وألا يُسَلَّم عليهم ولا يريهم طلاقة وجهه، ولا يلقاهم إلا بالعبوس والإعراض). الشيخ: كلام حق .. أقول كلام حق. السائل: نعم يا شيخ، قال أبو داود السجستاني رحمه الله: (قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل البيت مع رجل من أهل البدع أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمْهُ أنَّ الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به). الشيخ: أقول كلام حق. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: يعني: أولاً: انصحه، وأخبره فإن لم يترك ألحقه به. السائل: قال العلامة شيت بن إبراهيم القفطي المعروف بابن الحاج رحمه الله: (فبيَّن سبحانه بقوله: ﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ﴾ الأية، ما أمَرَهُم به من قوله في السورة المكية: ﴿فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ الأية. ثم بيَّن في هذه السورة المدنية أنَّ مجالسة مَنْ هذه صفته لُحوقٌ به في اعتقاده، وقد ذهب قوم من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب، وحكم بموجب هذه الأيات في مَجالِس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة، منهم: (أحمد بن حنبل، والأوزاعي، وابن المبارك)، فإنهم قالوا في رجلٍ شأنه مجالسة أهل البدع قالوا: يُنهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا أُلحِق بهم؛ يعنون في الحكم). الشيخ: تمام ـــــــ جزاهم الله خير ـــــــ هذا لهمُ عِلْيَةُ القوم ـــــــ أحمد بن حنبل، وعبد الله بن المبارك، والاوزاعي، هذا همُ علْية القوم. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: نعم السائل: شيخ ـــــــ الإلحاق في المجالسة يكون إلحاقٌ في الحُكمِ أو في المعاملة فقط؟ هنا قال: يُلحق به ـــــــ يعني: في الحكم. الشيخ: نعم يُلحق به في الحُكم، لأنه من المبتدعة، يُعتبر من المبتدعة، لكن هذا لا يَلْجَأْ أنك مثلا: إذا بدأك بالسلام تُسلم عليه وأنت عابس ما تنبسط إليه. السائل: نعم يا شيخ ـــــــ شيخ يعنى الإشكال الذي ورد علينا هو: هل هناك فرق في الإلحاق بأهل البدع بين المجالسة وبين المجادلة والمدافعة عنهم؟ حيث كما قرأنا عليكم أن المجالسة يلحق به في الحكم، ولكن وردت بعض الأثار تدل على أنه إذا كان يُجادل ويُدافع عنهم فإنه يُلحق بهم في الحكم والمعاملة. قال الأمام ابن بطة العكبري رحمه الله: (ومن السنة مجانبة كل من اعتقد شيئاً مما ذكرناه أي: من البدع وهجرانه والمقتُ له وهجرانُ منْ والاه ونصرهُ وذبَّ عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يُظهر السُنَّة). الشيخ: إنا لله وإنا إليه راجعون. السائل: نعم يا شيخ؟ الشيخ: أقول إنا لله وإنا إليه راجعون. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: نعم. السائل: وهناك أيضا كلام للشيخ حمود التويجري عن هذه الرواية التي وردت عن الإمام أحمد وتطبيقها على أهل البدع قال: (وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبلغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم، فإنه يلحق بهم ويعامل بما يعاملون به من البغض والهجر والتجنب، ومن كان جاهلا بهم فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجـادلة عنهم بعد العلم بهم فإنـه يلحق بهم ويعاملون بما يعاملون به). الشيخ: تمام جزاه الله خير هذا هو الحق. السائل: نعم يا شيخ ـــــــ شيخ يعني هناك فرق بين المجالسة والمجادلة والمدح لأهل البدع؟ الشيخ: المجالسة يعني: المجادلة عنهم والإعتذار لهم هذا أشد. يعني: يزيد عن المجالسة لهم بأنه يعتذر لهم، وبأنه يجادل عنهم فهنا يكون أشد نعم. السائل: إذاً الإلحاق في ذلك يكون في الحكم وفي المعاملة؟ الشيخ: الله أكبر ـــــــ نعم. السائل: قال الفضيل بن عياض رحمه الله: (الأرواح جنود مجنَّدة فما تَعارفَ منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، ولايمكن أن يكون صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق). قال ابن بطة مُعلقا على قول الفضيل: (صَدَق الفضيل رحمه الله فإنَّا نرى ذلك عَيَاناً). الشيخ: الله اكبر حسبنا الله ونعم الوكيل، الأمر في هذا واضح والحمد لله. السائل: نعم يا شيخ. الشيخ: جزاكم الله خيراً، يكفي. السائل: بارك الله فيكم، و جزاكم الله خيراً، وجعلكم الله دخراً للإسلام والمسلمين. الشيخ: الله يوفقنا وإياكم، الله يثبتنا يا أخي. السائل: يا شيخ عندنا بعض المميَّعين ينشرون بعض كلام العبّاد يستغلونه استغلالاً سيئاً فما نصيحتكم يا شيخ؟ يعني: مثل عدم الإشتغال بالكلام في الأشخاص وغير ذلك؟ قال الشيخ: والله نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم، لايزال الرجل يستغلُّ مثل هذا الكلام ومثل هذه الأعمال حتى ينحرف فنسأل الله العفو والعافية. السائل: نعم يا شيخ بارك الله فيكم. الشيخ: حياكم الله. السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الملف الصوتي هنا المنهج التمييعي و قواعده
للعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() السلام عليكم وبعد : |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
بل أصبحوا الآن إذا سمعوا شخص ترحم على عالم مخالف لهم زجروه و إذا رفض هذا الشخص على طاغية الترحم عرف بعدائه للاسلام عابوا عليه إذا ذكر شخص مساوئ طاغية عرف بعدائه للاسلام عابوا عليه قالوا : أذكروا محاسن موتاكم و لكن ألسنتهم مسلولة على علماء أفضوا إلى ربهم إذا ذكرت مساوئ حاكم حي فاسد مفسد قالوا لا يجوز ذلك و هذا خروج على الحاكم أما تقطيع العلماء المخالفين لهم إربا إربا فهذه عبادة بالنسبة لهم |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم اقتباس:
اعلم الأخ الفاضل أنّك تكلّم أخًا فاضلاً حفظه الله، هو منّا ونحن منه ،منهجه منهجنا في عدم الخروج على الحكام ، وإنّما دعاهم بطرح الأسئلة لأمور أخرى يفهمها مَن سار على منهج السّلف الصّالح فقط . والكلام على المخالفين لأهل السّنّة هو دفاعٌ عن السُنّة وليس ضربًا للشخص المردود عليه . ومخالفته لمنهج أهل السّنّة يستدعي أهل السّنّة أن ينتصروا للسُّنّة وليس لأنفسهم . فمَا ابتدع أناس بدعة إلاّ وأميتت بها سُنّة ، وبذلك مات الإسلام وأهله ينعونه وينحبون . فحكم الخروج على الحاكم الفاجر والظالم قد حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلّم بنصّ صريح . معذرة الأخ اقرأ هذا الموضوع: السُنَّة الّتي اجتمع أهل البدع على تركها وهي أصلٌ عقدي فرقٌ بين السّلفي والحزبي |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم كلام الشيخ الألباني رحمه الله هو هو سواء عن الجزائر أو مصر أو سوريا أو أيّ بلد عربي مسلم ، تحرّكت فيه وتوقّدت الفتن ، بأنّ المسلم لايزال يعاني من نقص العلم والتوعية الصّحيحة بالواقع المعاش . وهو رحمه الله في مناداة دائمة إلى منهج التّصفية والتربية الذي لاسبيل غيره بإذن الله لإنقاذ الأمّة ممّا تغرق فيه من محن وابتلاءات لايرفعها إلاّ الله سبحانه ، وقد قال الله تعالى: " إنّ الله لايغيّر ما بقومٍ حتّى يغيّروا ما بأنفسهم " وقد تكلّم الشيخ عن حكم دخول الإنتخابات للإسلاميّين : هل يجوز الاشتراك في البرلمانات ؟. ( 00:11:48 ) السائل: سؤال ثان، وهو مُلِحٌّ جدًّا الآن في الجزائر عندنا، وهو: ما حكم دخول الإسلاميِّين البرلمان، برلمان الدولة ؟. الشيخ: طبعاً! نحن لا نرى هذا جائزاً، بل هو إضاعةٌ للجهود الإسلامية فيما لا فائدة من دخولهم في البرلمان؛ لأنَّ أَوَّلَ ذلك: هذه البرلمانات ـ كما هو معلوم ـ تحكم بغير ما أنزل الله، وثانياً: هؤلاء الذين يدخلون البرلمانات قد ـ بعضهم ـ يدخلون بنيَّة طيِّبة وصالحة، يعني يظنُّون أنَّ بإمكانهم أن يُغيِّروا من النظام الحاكم، لكنَّهم يتناسون ـ إن لم نَقُل: يَنسَوْن ـ حقيقةً مُرَّة، وهي أنَّ هؤلاء الذين يدخلون في البرلمان هم محكومون وليسوا حُكَّاماً، وإذِ الأمرُ كذلك فَهُم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، بل هم سَيَضْطرُّون أن يُسايِروا النِّظامَ الحاكم، ولو كان مخالفاً للإسلام!. ونحن الآن هنا نعيش في مشكلة ما يُسمَّى بالميثاق الوطني، ولعلّكم سمعتم، أو لعلَّكم ابتُليتم أيضاً بما ابتُلينا نحن به ؟. فالميثاق الوطني معناه الإعتراف بكلِّ الأديان والأحزاب الكافرة التي تُعارض الإسلامَ، والإعتراف بوجودها في البرلمان، وحينئذٍ ستقوم معارك كلامية وجدليَّة في البرلمان، وتؤخَذ القضيَّةُ بالتّصويت، وحينئذٍ الذي صوتُه أكثر يكون هو المنتصر ولو كان مبطلاً!. فلهذا لا يجوز أن يدخل الشبابُ المسلمُ في البرلمان بقصد إصلاح النظام. لا يكون إصلاح النِّظام بهذه الطريقة المبتدعة، من أصلها هي بدعة؛ لأنَّكم تعلمون نظام البرلمان قائم على أساس الانتخابات، والانتخابات أيضاً تشمل الرَّجلَ والمرأة، ومِن هنا يبدأ بطلان هذا النظام ومخالفته للإسلام. ثمَّ نظام الإنتخاب يشمل الصّالح ويشمل الطالح، فلا فرق بين الصالح والطالح، لكلٍّ منهما حقٌّ أن يَنتخِب أو يُنتخَب!. ثمَّ لا فرق في هذه الأجناس كلِّها بين العالم وبين الجاهل، بينما الإسلام لا يريد أن يكون مجلسُ البرلمان الذي هو مجلس الشورى إلاَّ أن يكون من نخبة الشعب المسلم عِلماً وصلاحاً ورجالاً، وليس نساءً!. فإذاً مبيَّنٌ المخالفة من أوّل خطوة في موضوع البرلمان القائم على الإنتخاب الذي يتناسب مع الكفّار ـ نظام الكفار ـ ولا يتناسب مع نظام الإسلام. وعلى هذا فيجب أن يظلَّ المسلمون يُعْنَون بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يُربُّوا أنفسهم وشعوبَهم على هذه التصفية والتربية، وأن يبتعدوا عن البرلمانات الجاهلية هذه. شريط 440 سلسلة الهدى والنور https://www.alalbany.net/1758 |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
التّصفية, والتّربية |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc