![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
حديث الجارية : ( أين الله !؟ ) : هل هو جواب عن فرضية مكان أو فرضية مكانة !؟
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() حديث الجارية : ( أين الله !؟ ) : هل هو جواب عن فرضية مكان أو فرضية مكانة !؟
فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعةٍ ضلالة ، وكل ضلالةٍ في النار . إن الجواب ليس عن سؤال مكانة ولا عن مكان . أما أنه ليس سؤالاً عن المكانة ؛ فلأن مكانة الله المعنوية معروفة لدى كل المسلمين بل حتى الكافرين . وأما أنه ليس سؤالاً عن المكان فذلك ؛ لأن الله - عز وجل - ليس له مكان . وفي الواقع أنا أشعر أن هذا السؤال من أخ مسلم يعتبر محاضرة ، والسبب أنكم لا تسمعون هذه المحاضرات ، وإنما تسمعون محاضرات في السياسة والاقتصاد ، لدرجة أن كثيرًا منكم ملَّ من تكرارها ، أما محاضرات في صميم التوحيد ، كالمحاضرة التي ستسمعونها - الآن - ، مع أني مضطر إلى أن أختصر في الكلام ؛ لأنه حان وقت الانصراف ، لكن لابد مما لابد منه ، فهذا السؤال يحتاج إلى محاضرة ، لكن نقول : إن الله منزه عن المكان باتفاق جميع علماء الإسلام ، لماذا !؟ لأن الله كان ولا شيء معه ، وهذا معروف في الحديث الذي في " صحيح البخاري " عن عمران بن حصين : ( كان الله ولا شيء معه ) ، ولا شك أن المكان هو شيء ، أي : هو شيء وجد بعد أن لم يكن ، وإذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( كان الله ولا شيء معه ) . معناه : كان ولا مكان له ؛ لأنه هو الغني عن العالمين ، هذه الحقيقة متفق عليها . لكن مع الأسف الشديد ، من جملة الانحرافات التي أصابت المسلمين ، بسبب بُعدهم عن هدي الكتاب والسنة في العقيدة في ذات الله - عز وجل - ، لو سألت - اليوم - جماهير المسلمين في كل بلاد الإسلام ، علماءً وطلاب علم وعامة ، إذا سألتهم هذا السؤال النبوي : أين الله !؟ ستجد أن المسلمين مختلفون أشد الاختلاف في الجواب عن هذا السؤال ، منهم من يكاد يتفتق غيظًا وغضبًا بمجرد أن طرق سمعه هذا السؤال ، ويقول : أعوذ بالله ما هذا السؤال !؟ نقول له : رويدًا يا أخي ! هذا السؤال هل تعلم أول من قاله ؟ يقول : لا ما سمعنا به إلا الآن ، فنفتح له " صحيح مسلم " ونقول له : هذا " صحيح مسلم " ، الكتاب الثاني بعد " صحيح البخاري " ، والثالث بعد القرآن ؛ لأن أصح كتاب هو القرآن ، ثم " صحيح البخاري " ، ثم " صحيح مسلم " ، وهو الذي روى هذا الحديث : أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال للجارية يمتحنها : ( أين الله !؟ قالت : في السماء ، قال لها : من أنا !؟ قالت : أنت رسول الله ، فقال لسيدها : أعتقها فإنها مؤمنة ) ، يسمع الحديث وكأنه ليس عايشًا في بلاد الإسلام ، بل ليس عايشًا في بلاد العلم ، أو يمكن لم يمسك " صحيح مسلم " في زمانه مطلقًا ، هذا قسم من الناس ، بل من أهل العلم من لم يسمع هذا السؤال قط ! أي : ما طرق سمعه هذا الحديث ، ولسان حاله يقول : أيعقل أن هناك أناسًا يقولون : أين الله !؟ ما هذا السؤال !؟ هل يجوز لأحد أن يسأل أين الله !؟ لا أعرف !! ما رأيك ؟! ويأخذ البحث مجراه فتقول له : أنت تؤمن بوجود الله !؟ سوف يقول : نعم ، نقول له : أكيد أن الله موجود !؟ فيجيب : نعم ، إذًا أين هو !؟ فيفكر ولا يستطيع الجواب ! إن أقدس المقدسات هو الله ، فإذا سألته : أين هو !؟ فلا يعرف ، وهو مسلم ، ما معنى مسلم إذًا ؟ نعم هو مسلم ، وهذا أمر جميل ، لكن هل هو حقيقة أم لا ؟ ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾ . [ الأعراف : 187 ] . لا يعلم هذا أن الله يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ . أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ ﴾ . [ الملك : 16 - 17 ] . كأنه ما قرأ هذه الآية أبدًا ، ويمكن أنه قرأها أكثر مني ، لماذا !؟ لأن هناك أناسًا متعبدين ، ربما يختم أحدهم القرآن في كل ليلة ، أو في كل ليلتين على خلاف السنة ، أما نحن فالواحد منا قد يختم ختمة واحدة في السنة ؛ لأن الله فتح له بابًا في العلم ، أما ذاك المخالف للسنة فهو يقرأ كثيرًا ، لكن هل فهم ما قرأ ؟ لا ، إذًا : ربنا عندما يقول له في القرآن : ﴿ أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ . [ محمد : 24 ] . معنى ذلك أنه من القسم الثاني ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ . ثم إنَّا نذكره بحديث فنقول له : يا أخي ! هذا الحديث تعرفونه جميعًا لا ننفرد وحدنا بمعرفته ، هذا الحديث يقول : ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) . هذا حديث بالتعبير العصري : حديث شعبي ، أي : كل الناس يعرفون هذا الحديث . إذًا ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) من هو الذي في السماء !؟ هل المقصود به غير الله ؟ لا ، إذًا : لماذا تستنكر السؤال : أين الله !؟ وأنت تقر بهذا الحديث ، أنا سألتك : هل الله موجود !؟ فقلت : نعم ، إذًا أين هو ؟ أجبت أنك لا تعرف ، لماذا لا تعرف ؟ لا تقرأ القرآن ولا تسمع الحديث !؟ إن المشكلة هي دخول علم الكلام في الموضوع فأفسد العقول ، كل من قرأ : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . ليس عنده شك أن الله - عز وجل - في السماء ، كلنا سمع ذاك الحديث : ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، ليس هناك شك أن الله - عز وجل - في السماء ، لكن دخل علم الكلام فصرفهم عن هذا الإيمان ، ماذا قال لهم ؟ قال لهم : لا يجوز أن نقول : الله في السماء ، لماذا ؟ لأن الله ليس له مكان ، صحيح نحن نقول : ليس له مكان ، ولعلكم ما نسيتم بأننا بدأنا الكلام عن هذا السؤال ببيان أن الله - عز وجل - غني عن المكان ، وأن الله كان ولا مكان ، فادعى الجهلة من الناس أن معنى الآية والحديث هو إثبات المكان لله - عز وجل - ، وأن معنى حديث الجارية : ( الله في السماء ) أن الله له مكان في السماء ، هذا الجهل أدى بهم إلى جهل مطبق ، ولا يعني أن المسلم حينما يعتقد أن الله في السماء : أن الله مثل إنسان في الغرفة ، لماذا ؟ لأن هذا تشبيه ، وقد سمعتم من جملة خصال ومزايا الدعوة السلفية أنها وسط في كل شيء بين الإفراط والتفريط ، بين المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه ، وبين المعطلة الذين ينكرون أشياء من صفات ربهم ، فـالسلف وسط يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة ، وينزهون الله : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ . [ الشورى : 11 ] . فحينما يعتقد المسلم أن الله في السماء كما هو في النص القرآني والأحاديث كثيرة ، لا يعني أنه في السماء أنه كالإنسان في الغرفة ، وكدودة القز في الشرنقة محصورة بهذا البيت الطويل ، حاشاه - عز وجل - أن يكون كذلك ! إذًا : ما المعنى الصحيح للفظة ( في السماء ) ؟ السماء لها معانٍ في اللغة لا نتفلسف كثيرًا بذكرها ، لكن من هذه المعاني : السماء الدنيا الأولى ، والثانية ، و ... إلخ ، ومن هذه المعاني : العلو المطلق ، كل ما علاك فهو سماء ، فالسماء الأولى والثانية هذه أجرام مخلوقة ، فإذا قلنا : الله في السماء ، معناه حصرناه في مكان ، وقد قلنا : إنه منزه عن المكان ، إذًا : كيف نفهم ؟ الجواب من الناحية العلمية : ( في ) في اللغة ظرفية ، فإذا أبقيناها على بابها وقلنا : الله في السماء ، وجب تفسير السماء بالعلو المطلق ، أي : الله فوق المخلوقات كلها حيث لا مكان ، بهذه الطريقة آمنا بما وصف الله - عز وجل - به نفسه بدون تشبيه وبدون تعطيل . فإن التشبيه أن أقول : كما أنا في هذا المكان ، وحاشاه ! والتعطيل أن نقول كما تقول المعطلة : الله ليس في السماء ، وإذا كان ربك يقول : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . وأنت تقول : ليس في السماء ، هذا هو الكفر . هذا معنى الآية فيما إذا تركنا ( في ) على بابها . أحيانًا في اللغة العربية تقوم أحرف الجر بعضها مكان بعض ، فـ ( في ) هنا ممكن أن تكون بمعنى ( على ) ، فحينئذً : ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ . [ الملك : 16 ] . أي : من على السماء ، فتكون السماء في الآية بمعنى الأجرام التي خلقها ربنا - تعالى - ، فهو عليها وفوقها ، وليس في شيء منها ؛ لأنه منزه عن المكان ، هذه هي عقيدة السلف ، ومن أجل ذلك نحن ندعو المسلمين إلى أن يرجعوا إلى عقيدة السلف ، وإلى منهج السلف حتى يستقيموا على الجادة ، وحتى يصدق فيهم أنهم رجعوا إلى الوصفة الطبية النبوية ، التي جعلها المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وصفة لخلاص المسلمين من الذل الذي ران ونزل عليهم ( ... حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فالرجوع الرجوع معشر المسلمين جميعًا إلى الله ، وإلى كتابه ، وإلى حديث نبيه وعلى منهج السلف الصالح !
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله لقد قلت الحق و أكثر الناس للحق كارهون،قال إبن عثيمين رحمه الله كلمات أخذتها من محاضرة ألقاها حول مرض القلب (علينا بالإذعان و القبول للشرائع)و لا يكون هذا إلا بالإخلاص لله و المتابعة للسنة النبوية بفهم الصحابة و السلف الصالح من التابعين |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على طيب نقولاتك وفائدتها في ميزان حسناتك بحول الله وقوته ورحم الله شيخنا واسكنه فسيح جنانه جزيت خيرا موفق لكل خير |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||||
|
![]() اقتباس:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخي الكريم رحم الله الشيخ ابن العثيمين واسكنه الله جنانه اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكي أختاه الفاضلة وفقنا الله لما فيه الخير وإياكم |
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() وماذا تفعل بقوله تعالى : (ألا وهو بكل شئ محيط) و قوله تعالى : (فأينما تولوا فثم وجه الله) و قوله تعالى : (هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) و قوله تعالى : (وهو معكم أينما كنتم) وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن ربه بينه وبين قبلته) رواه البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم ![]() قال المفسرون من أهل السنة كالإمام فخر الدين الرازي في تفسيره (ج30 ص99) وأبي حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط (ج10/226) وأبي السعود في تفسيره (ج9/ص7) والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرءان (ج17 ص205) وغيرهم. وعبارة القرطبي: {ءأمنتم من في السماء} [سورة الملك] "قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه، وقيل هو إشارة إلى الملائكة وقيل إلى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب" قال النووي الشافعي في شرح صحيح مسلم: قال القاضي عياض المالكي لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى:{ءأمنتم من في السماء} [سورة الملك/16] ونحوه ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم أما قوله تعالى {الرحمن على العرش استوى} [سورة طه/5] فليس معنى الاستواء هنا الاستقرار والجلوس والمحاذاة ونحو ذلك لأن الله منزه عن ذلك كله وقد قال تعالى: {فأينما تولوا فثَمَّ وجه الله} [سورة البقرة/115]، فهذه الآية لا تعارض تلك بل لكل منهما معنى يليق بالله تعالى، ويوافق الآية المحكمة {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11] فلا تعني هذه الآية أن الله في جهة الأرض كما لا تعني تلك أن الله في جهة العرش، فقد روى البيهقي عن مجاهد تلميذ ابن عباس أنه قال في تفسير {فثَمَّ وجه الله} [سورة البقرة] أي قبلة الله، فلك ـ أخي المسلم ـ أن تقول في تفسير ءاية الاستواء: استوى استواء يليق به من غير استقرار ولا محاذاة ولا جلوس ونحو ذلك كما قال الإمام مالك رضي الله عنه: "استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع" رواه البيهقي بإسناد جيد، ولك أن تقول استوى أي قهر وهذا يليق بالله لأن الله وصف نفسه فقال: {الله الواحد القهار} [سورة ص] ولا يوهم ذلك سبق المغالبة كما لا يوهم قوله تعالى: {كتب الله لأغلبن أنا ورسلي} [سورة المجادلة] وقوله تعالى {وهو القاهر فوق عباده} [سورة الانعام] ذلك، وتخصيص العرش بالذكر في هذه الآية لكونه أكبر المخلوقات. أما المشبهة الوهّابيّة فإنّهم يعتقدون التجسيم والتشبيه في حقّ الله تعالى فقد قال زعيمهم ابن تيمية الحرّاني في كتابه "مجموع الفتاوى" (ج4 ص374) ما نصه: "إن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجلسه ربه على العرش معه" اهـ. أين ورد ذكر الجلوس في حق الله في القرآن والسنة. وفي كتابهم المسمى "كتاب السنة" (ص75) يقولون ما نصه: "والله عز وجل على العرش والكرسي موضع قدميه"، وفى (ص76) يقولون ما نصّه عن الله تعالى: "إنه يتحرك" اهـ. ويصرحون بلفظ القعود على العرش في حق الله تعالى كما في كتابهم "بدائع الفوائد" ج4/40. أما أهل السنة لم ينكرون ما ورد في القرآن والحديث من المتشابه ونزهوا الله عن الظواهر.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]() اقتباس:
أحسن الله اليك أخي المسيلي على الإفادة الجليلة
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() بارك الله بك أخي |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() أنقل هذا الدرس لتعم الفائدة إن شاء الله تعالى إن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ، أي مستغن عن كل ما سواه من المخلوقات ، ولا يحتاج إلى أحد من مخلوقاته ، موجود أزلا وأبدا بلا مكان ، ويكفي في تنزيه الله تعالى عن المشابهة لخلقه وعن الاحتياج إلى المكان أو أن يجري عليه زمان قوله تعالى : ( ليس كمثله شى(
وقال تعالى : ( هل تعلم له سميا ) ،قال القرطبي في تفسيره : ( قال ابن عباس : يريد هل تعلم له ولدا أي نظيرا أو مثلا ) ا.هـ وقال تعالى : ( ولم يكن له كفوا أحد ) . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان الله ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء ) . قال الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث : ( والمراد بكان في الأول الأزلية وفي الثاني الحدوث بعد العدم ) ا.هـ ، فالله لم يزل موجودا في الأزل ، ليس معه غيره ، لا ماء ولا هواء ولا أرض ولا سماء ولا كرسي ولا عرش ولا إنس ولا جن ولا ملائكة ولا مكان ولا زمان ، فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان ، وهو الذي خلق المكان ، وخلق العرش ، فليس بحاجة إلى أحد من خلقه . - قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :-" من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" ا.هـ رواه أبو نعيم في حلية الأولياء - قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:- " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان " رواه أبو منصور البغدادي في كتابه الفَرق بين الفرَق. - قال الإمام أبو جعفر الطحاوي المولود سنة 227هـ المتوفى سنة 321هـ:- " تعالى (يعني الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ولا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات " ا.هـ.وقال:- " ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر" ا.هـ . المحدود عند علماء التوحيد ماله حجم صغيراً كان أو كبيراً ، الحد عندهم هو الحجم إن كان صغيراً وإن كان كبيراً ، الذرة محدودة والعرش محدود والنور والظلام والريح والروح كل محدود. - قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام :- " ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون و لا السماوات، كان قبل أن كون المكان ودبر الزمان، وهو الآن على ما عليه كان " ا.هـ. من كتاب طبقات الشافعية الكبرى لتاج السبكي). : قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله :- " استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده استواء منزهاً عن المماسة والاستقرار والتمكن والحلول و الانتقال فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال بل لا يحمله العرش بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته" ا.هـ . - قال الإمام أبو المظفر الإسفراييني عن الله تعالى:- " وأن تعلم أنه لا يجوز عليه الكيفية والكمية و الأينية ، لأن من لا مثل له لا يمكن أن يقال فيه كيف هو، ومن لا عدد له لا يقال فيه كم هو، ومن لا أول له لا يقال له ممَّ كان ، ومن لا مكان له لا يقال فيه أين كان " ا.هـ . من كتابه التبصير في الدين صفحة 144 - قال الشيخ العلامة أبو المحاسن القاوقجي الطرابلسي المتوفى سنة 1305هـ في نفيه الحيز والمكان عن الله وفي تبيانه لمعنى قوله تعالى:- " ليس كمثله شئ". " لو كان له جهة أو هو في جهة لكان متحيزاً وكل متحيز حادث و الحدوث عليه محال " ا.هـ . وقال أيضا:- " فلا يقال له يمين ولا شمال ولا خلف و لا أمام ولا فوق العرش و لا تحته ولا عن يمينه ولا عن شماله ولا داخل في العالم ولا خارج عنه ولا يقال لا يعلم مكانه إلا هو" ا.هـ . - قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه في شرح قوله تعالى:- "ليس كمثله شىء": " والله تعالى كان ولا مكان ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ولا على مكان ولا في مكان، بل كان جلّت عظمته ولا زمان ولا مكان" . ا.هـ - قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه في البرهان المؤيد:- " أي سادة نزّهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهّروا عقائدكم عن تفسير معنى الاستواء في حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال " ا.هـ . - قال الإمام أحمد الرفاعي رضي الله عنه :- " إذا قلتم لا إله إلاّ الله فقولوها بالإخلاص الخالص من الغيرية ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقية والبعدية والقربية ". - قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه :- " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك " ا.هـ . - قال الإمام النسفي (461-537 هـ) في العقائد ما نصه ( عن الله سبحانه وتعالى) " ليس بعرض، ولا جسم، ولا جوهر، ولا مصوّر، ولا محدود، ولا معدود، ولا متبعض. ، و لا متحيز، ولا متركب، ولا متناه، ولا يوصف بالماهية، ولا بالكيفية و لا يتمكن في مكان، و لا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء" ا.هـ. والمحدود عند علماء التوحيد واللغة ماله حجم إن كان كبيراً وإن كان صغيراً فالعرش له حجم لا يعلمه إلا الله لكنه مخلوق، أما الله سبحانه فلا يوصف بالحجم، ولا بالجسم ولا بالكيفية أي لا يوصف بصفات المخلوقين. وانظر قوله: " ولا يتمكن في مكان ولا يجري عليه زمان " معناه :- الله موجود بلا مكان فليس ساكناً في السماء ولا جالساً على العرش وليس له بداية، سبحانه عزّ وجل. - قال الشيخ عبد الغني النابلسي ( توفي سنة 1143هـ) في كتابه " شرح إضاءة الدّجنّة في عقائد أهل السنة" عن الله عز وجل ما نصه:- " فيتنزه سبحانه وتعالى عن جميع الأزمنة الحاضرة والماضية والمستقبلة، وكذلك عن جميع الأمكنة العلوية والسفلية وما بينهما " ا.هـ . - قال الشيخ عبد الله الصديق الغماري رحمه الله : " كان الله ولم يكن شىء غيره، فلم يكن زمان ولا مكان ولا قُطر ولا أوان ولا عرش ولا ملك ولا كوكب ولا فلك، ثم أوجد العالم من غير احتياج إليه، ولو شاء ما أوجده " ا.هـ . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() بارك الله فيكم أخي الكريم وشكر الله حرصكم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() آمين وفيك |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||||
|
![]() اقتباس:
إضافة مفيدة بارك الله فيك اخي المسيلي اقتباس:
وفيك بركه أخي الكريم على المرور الطيب وفيك بركه أخي الكريم
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() بارك الله فيكم أخي الكريم وشكر الله حرصكم الشديد
وجزاكم الله خيرا وجعل عملك في ميزان حسناتك |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() آمين يارب |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | ||||
|
![]() اقتباس:
وفيك بركه أخي أحمد على الدعاء وإياكم وفيك بركه أخي المسيلي على اهتمامك الوفي
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc