عندما تصبح " لا إله إلا الله " تهمة في الجزائر

[Like__An__Angel]

الخبر :

شهدت محاكمة مرشد ديني بالمملكة العربية السعودية وهو جزائري الأصل ينحدر من حي بلكور الشعبي، اعتصاما لأبناء حيه وعائلته أمام مجلس قضاء العاصمة مطالبين بإطلاق صراحه، المتهم الذي مثل أمام محكمة الجنايات أمس، ألقي القبض عليه، على خلفية تعليقه لراية سوداء مدون عليها “لا اله إلا الله محمد رسول اله” وهي الراية نفسها التي يعتمدها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ( تصحيح : الراية السوداء هي راية الرسول والصحابة في غزواتهم قبل ظهور تنيظم القاعدة بقرون -- يا صحفي يا جاهل )، وقد عرف الاعتصام مشادات بين أعوان الأمن والمتظاهرين بما فيمه المدون طارق معمري، حيث نددوا بالإجراءات القانونية التي اتخذت ضد المتهم (ح.ط) وطالبوا بإطلاق صراحه، منددين عبارات تشكك في نزاهة القانون، كما استغل المعصتمون الفرصة للمطالبة بمحاكمة وزير الطاقة السابق ورددوا عبارات حول قضية سونطراك.
...
جلسة محاكمة المتهم عرفت توترا بين قاضي محكمة الجنايات والمتهم الذي أصر على أن محاكمته من أجل كلمة لا إله إلا الله محمد رسول مساس بالحريات الدينية وبالإسلام، الأمر الذي أثار غضب القاضي الذي أكد أن المستوى التعليمي للمتهم وهو الثانية متوسط لا يرقى لمناقشته في الأمور الدينية، مؤكدا أنه من حقه التبرك بالراية والاحتفاظ بها في منزله لا تعليقها للعيان لمشاهدتها. ( قاضي متناقض : من جهة يعتبر حيازة الراية إشادة بالإرهاب ومن جهة أخرى يطلب منه الإحتفاظ بها والتبرك بها في بيئته - عدالة طب الليري ومعاهد قانون الخرطي )

التعليق :

بينما كنت مارة أمام محكمة حسين داي لفت انتباهي جمع من الناس يحملون بعض اللافتات ويرددون شعارات تدعوا لتطهير العدالة ومنها ما كان موجها مباشرة للقضاة ولكن الشعار الأبرز كان " حاسبوا شكيب خليل ..أطلقوا حسين مسكين" فحاولت أن أتذكر من هو حسين هذا لأني ظننت أنه متهم آخر في قضية سوناطراك وأنه سيحاسب عوضا عن شكيب خليل المتورط الرئيسي، ولكن المحاكمة كانت ستتم على مستوى محكمة البليدة ولم يعلن عنها في وسائل الإعلام لذا فالقضية هنا لأمر آ خر ويا ليتني ما عرفته.


كثرت القضايا وتنوعت التهم ولكن هذه المرة الجناية من نوع خاص فمحاكمة مجموعة من الأشخاص الذين وجهت لهم تهمة التجمهر والإخلال بالنظام العام أمر معتاد ولكن أن يكون بسبب تضامنهم مع مواطن جزائري يقطن بحي بلكور بالجزائر العاصمة والذي حكم عليه بسنة سجن نافذة بتهمة الإشادة بالإرهاب بسبب رفعه لراية التوحيد في بيته هذا هو غير المعتاد بل والمنافي للعقل والنطق وحتى المعتقد فيا لغرابة هذه التهمة ولجور هذا الحكم ففي أي بلد نحن أليس الجزائر والديانة التي يدين بها الشعب هي الإسلام.

إن التبعية والانقياد للغرب جعل من أصحاب القرار عندنا مجرد دمى تحركها أياد غربية، حيث أنهم يقتلون الأبرياء ويقصفون المدن والقرى ويدمرون بلدانا بكاملها ويبقون محبي السلام وحماة الإنسانية في حين إذ ما انتفض أحد ورفض المذلة ودافع عن أرضه وعرضه يرمى بتهمة الإرهاب، هم من يرهبنا ويرسل لنا الدمار ويلصق بنا تهم التآمر والعنف، هم الدمويون الحاقدون أصحاب غوانتانمو ويقولون عنا إرهابيون، هم سبب بلائنا ودموعنا ويعلنون زورا تخوفهم منا ،الإرهاب صناعتهم بامتياز ويقولون أنه مستورد من عندنا وليختموا مهازلهم جعلوا شعار الإرهاب هو راية التوحيد التي حملها الرسول صلى الله عليه وسلم دوما ومات من أجلها الأحرار والأبرار.

فهذا السيد قطب رحمة الله عليه عند إعدامه جاء من يلقنه الشهادتين فقال له: تشهد فقال له سيد:" حتى أنت جئت تكمل المسرحية نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله."

هكذا وببساطة في بلد إسلامي تصبح " لا اله إلا الله "تهمة فأي زمن هذا وأي حكم تتبعون، احترت ولم أجد الجواب ورغم أن الحادثة مر عليها أيام إلا أني عجزت عن الكتابة ولم أجد كيف أصوغ الجمل فما من وصف سيرقى ليترجم حالة الإحباط والاستياء التي أحس بها، ولولا أني تذكرت تلك الوجوه الغاضبة والتي كانت تدعو لإحقاق الحق والعدل لما استطعت كتابة حرف واحد ولكن موقف هؤلاء المواطنين أعاد إلي الأمل أن هناك من أبناء بلدي من لهم ضمائر حية ومازالت قلوبهم نابضة بل ومستعدة هي الأخرى للموت من أجل " لا اله إلا الله " التي لا ترهب إلا أعداء الله.

تسب الذات الإلهية نهارا جهارا ويساء للنبي صلى الله عليه وسلم ويتجمهر المناصرون في الشوارع ويقطعون الطرقات بل ومنهم من يقوم بأفعال مخلة بالحياء كذاك المناصر الذي نزع ملابسه تعبيرا عن فرحه بالنصر وهناك من يعتدي على ممتلكات الغير وما من تهمة توجه لهؤلاء ولا أية هيئة عليا تحركت أو استاءت ولكن رفع " لا إله إلا الله " جعل المدعي العام يرفع قضية فالجريمة لا تغتفر بل ويعاقب عليها بالحبس النافذ، فبلا مراء هو ذا الهلاك المبين فلا تؤاخذنا ربنا بما يفعله السفهاء لأننا لا نملك غير رفع القلم لنستاء ورفع اليدين للدعاء.

( ليلى جبارة )