الامام العلامة محمد ناصر الدين الألباني.. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الامام العلامة محمد ناصر الدين الألباني..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-03, 17:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Post الامام العلامة محمد ناصر الدين الألباني..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدنا الفاضل شيخنا عالمنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني
(1914 - 1999) أبو عبد الرحمن، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني، الأرنؤوطي. باحث في شؤون الحديث ويعد من الباحثين ذوي الشهرة في العصر الحديث.
رفعت الإقلام.. وجفت الصحف
وقضى نحبه علم الأمة وشيخ السنة
الإمام الألباني
للشيخ محمد إبراهيم شقرة

نعم لقد جفت الصحف، ورُفعت الأقلام، وثبتت الأقدار في مستقرها، بعد أن قطعت الأشواط الزمانية التي قُدرت لها فوق صعيد الحياة، وألمّ بها الوهنُ، وأقعدها العجز، وأسلمها إلى النهاية، الصائرة إليها الأشياء كلها، ومنها، وعليها، حين غاب عنها صاحبها، وآثر اللحاق بالملأ الأعلى.
وما كان يكون للأقدار أن تتخلف عن مواقعها، وقد أوثقها الله إليه بإرادته الحكيمة مذ كانت إرادته، مذ كان ولم يكن شيء، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو الحكيم الخبير، فلا راد لها إلا بأقدار أخرى تقضي إرادته الحكيمة بغير الذي قضت به، فأين المهرب من قدرٍ، وقد سيقت معه وإليه إرادات المخلوقات كلها بقوتها، وضعفها والقت عنده راحلة العمر حبلها، توثق به إلى النهاية الحتم التي لا تختلف عليها إرادات البشر جميعها، إلا بما يكون منها من طواعيةٍ راضية، وتسليم لابث، رضيت ذلك أم كرهت ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!؟!‍ ذلكم أنه كائن لا محالة.

وأَجاء الله قدره إلى الروح القوية، التي ظلت زهاء ستة عقود
تحتضن لواء السنة في عزيمةٍ لا تعرفُ التردد، وصبر لا يعرف الضجر، وإقدامٍ لا يعرف النكوص، ودأب موصول لا يعرف الوهن، وسهر عُمّيت الطرائق على الإجهاد إليه، ودقّة صبور تقاصر عنها الهمم، وأمانة واعية أذكرت أهل العلم بما يجب عليهم من حقوقها، واستقصاء أحاط علماً بكل ما ندّ من قواعدها وخفي من أصولها، وشغف ظلّ مشبوبا به قلبه حتى سقط القلم من بين أصابعه، واستحضار للنصوص والآثار والسنن والبلاغات بأحكامها، وعزوها إلى مظانِّها، والتأليف بينها، والناسخ والمنسوخ منها، والاستنباطات الفقهية الحسنة، إلى غير ذلك من علوم السنة التي وضع لها خدّه وعشقها قلبُه، وأناخ على صدره منه همُّها واستوى عليه سوقها، وأصاب كلّ طالب علم محب للسنة ما قدر عليه من ثمرها. ولم تعرف السنة النبوية في شطر عمرها الثاني مثله في قوة سَبرِه، واستدراكه على السابقين، وتيسرٍ وتسهيلٍ للاحقين، واختصار للمتون وتوليف بينها وإعمال دقيق محكم لقواعدها وأحكامها وتتميم للنقص الذي بدا عُواره فيها ورد وضبطٍ وتقويم للخلل الذي وقع عليها، وتبيان لعلل التي حلّت بها، وتصويب للأخطاء التي عكَّتها، وثبتت زماناً مديداً لها، وسلّم بها العلماء تسليما مطلقاً لطول العهد بها، لخفاء عللها على السابقين وكان علم السُّنة قد صار إلى غياهب النسيان، وانقطع به عقوداً طويلة، حتى صار الاشتغال به ضرباً من المستحيل، بل وصار يكاد أن يعاب من يهمُّ بالاشتغال به إلا ما يكون من طباعة كتبها، والاهتمام بحفظ نصوصها بأسانيدها أو مجّردة منها، حفظاً يكون الحافظ به نسخة جاد بها حفظ الحافظ على النسخ التي أخرجتها المطبعة من تحت أضراسها لكتاب من كتبها ليظل الكتاب محفوظاً كما هو بأخطائه وأغاليطه التي علقت بصحائفه من أول مرة طبع فيها فقد أكتسب هذا الكتاب قدسيةً، تسمو إلى قدسية
المصحف، على أن ليس في آياته خطأ ينفي عنه الصواب ولم يعدُ الحفظ هذا بل لربما شُهِر الحافظ حتى ليقال فيه لقد أدرك بركةً عزّ على الناس نوالها، وهذا حقٌ لا ريب فيه وبخاصة وإن كان الحفظ أخذاً بإجازة، ولكن أن يبقى عند حدود الحفظ فذلك يقبل حتى من العوام الذين يجيدون حفظ القرآن.

فلما طلع النجم الأكبر وسطع ضوؤه، وتلألأ في سماء الشام سناه قال قائل السُّوءى : أأعجميٌّ وعربيٌ، وتناحلت الذّم عليه السنٌ بأسوأ من هذه القالة فيه وتلاحت مقاول الحسد تصد بالكلام عنه، ولكأنما حُبست عن الخير كله قولاً وفهما لأسبابه، وناءت بعجزٍ أصمّها عن سماع شيء مما وهبه الله سبحانه ورضيه له مباركاً فيه، وأسلس له قياده.

وقد عرفت ديار الشام نفراً من أهل العلم كانوا يعنون بالسّنة لكنها عناية لم تخرجهم عن قيد المذهبية التي كانوا قد وجدوا آبائهم عليها فكانت مذهبيتهم تقهرهم على ليِّ أعناق النصوص التي يحفظونها ليّاً يدينها من المذاهب التي صارت لها قدسية تعلو قدسية السنن والآثار ليكون المذهب الذي نشأ عليه أحدهم هو الأول قبل الآخر، والآخر بعد الأول لا يطاول بحق، إلا أن يتحول المتمذهب عن مذهبه الذي لم تستطع قدسيته أن تحول دون تحوله عنه، وذلكم حين يصعب جداً عليه أن يسيغ بعض المسائل التي كان التسليم بها قبلُ هو النجاة والمرقاة، كالشيخ القاسمي رحمه الله، وغالبية أهل بلاد الشام على المذهب الشافعي.

فلما أن طلع نجم ذلك (الأعجمي) زعموا، وزعموا مطيّة الكذب، ومرتع الهوى وسوق الدّقل ! ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ومباءة العجز الباهظ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍فيا حسرة على المسلمين، ما يأتيهم من عالم أفاء الله عليه بعلم الكتاب والسنة إلا كانوا عنه معرضين، وله مُعادين، وعن قوس واحدة له رامين، ولكأني به رحمه الله على حياءٍ سابغ حين يعرض لذكر قوله عليه السلام : "إن الله لا ينزع العلم منكم بعد ما أعطاكموه انتزاعاً ولكن يقبض العلماء بعلمهم ويبقى جهّال، فيُسألون فيُفتون، فيَضلُّون ويٌضِلٌّون " وهو ممن نقطع من تلكم الطائفة التي بموتها يموت العلم وتنقطع مادته الصالحة وذلكم من خشية أن يقول الأفَّاكون الخرَّاصون المبطلون أنه إنما يعني نفسه.

وحتى لو أنه أراد أن يريد نفسه لما جاوز عتبة الحق والصدق والحقيقة، ويكون تحديثاً منه بنعمة الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

ولقد عهدنا منه حين كان يثني أحد عليه بعلمه يقول : ما أنا إلا طويلب علم صغير ثم كلمة الصِّدِّيق على لسانه : " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون "، وكثيراً ما كانت دموعه تخالط كلماته فتقطع حروفها ولا يكاد يبين عن كلماته إلا من بعد انقطاع دموعه ولقد لقي رحمه الله من المشايخ المذهبيين ما لقي العلماء الربانيون من قبله من سوء الظن بكل مُؤثِّمة من القول والرَّمي بسابغات التُّهم، والزمان يتداعى حاضره بماضيه وأوله بأخره وشاهده بغائبه، حتى يكون كأنما هو كله بكل ما حواه مخلوقاً ليكون شاهداً على نفسه أنه زمان واحد يذكر بخلق السماوات والأرض { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون } وأن كثيراً مما خلق الله في أجزاء هذا الزمان العتيد الطويل الممتد فوق رقعة الأرض والسماء يتساوون في الأذواق والعقول، وإن تفاوتوا في صورهم وأشكالهم وأن أسوأ الأذواق وأردأ العقول عقول الذين تلطخوا بمنابذة السنة المطهرة وأذواق الذين باتوا على جمر العداوة لأحكامها وآدابها فناءوا جميعاً بأوزار الناس الظَّانِّين فيهم الظَّن الحسن وما هم إلا من خبال الأوهام المُوَشَّاة بضلال الرَيب ورِيَب الضلال، لا يُليذُهم مكرمهم السيء إلا إلى مكر مثله أو أسوأ.

وكان للشيخ حظ من مثل هذا، نودي به في الناس أنه " الإمام " بلا منازع ناخت ببابه رواحل علم السنة فندب الله لها من أراد به خيراً ليأخذ من أوقارها ما يقدر على أخذه فما نقص منها شيء إلا وصار إليها أضعاف أضعاف ما نقص -- بدأب الشيخ وصبره وإحاطته - ومن دخل مكتبته التي أنشأها بقلمه لا يكاد يصدق أن تلك المخطوطات المنضودة فوق رفوفها، وسطَّرها قلمه واجتناها عقله ورصفها بجَلَدِه هي صنعته وَحدَه " وبخاصةٍ منها "سلسلته الذهبية " الصحيحة والضعيفة التي تنعم الأمة إلا بأقل من نصفها قبل موته ولو أني حلفت يميناً فيها أنه ما من حرف ولا كلمه فيما صنف إلا وهو من خطه هو، لذا كانت البركة الخالدة فيما مَنَّ الله عليه من علم أفاض به معرفة باقية في عقبة إلى ما شاء الله ولو أنه سلك طريق التأليف التي أمعن في سلوكها الحاطبون في ظلمات الخَتلِ، والنهب والسطو، وسخَّر طوائف من الجهلاء بأجر حسن يبغون التكسب الرخيص من وراء الأردية الفضفاضة أو الحازقة الحاقبة التي يودون أن يستروا بها عوراتهم، وقبيح فعلاتهم وما هم بفاعلين،وما أقبحها من عورات سمّنها الجشع الطُّلَعة، وأهزلها من بعد تجشُمُها محولات الإبقاء على ظنون الناس المخدوعين فيها فما أصابت إلا حزنًا على ما فاتها، وإلا هلعاً من خوف على ما حسبته أنه خالد محبوس عليها، فهي بينهما على وجل غير مجذوذ، وأني يكون لها أن تضع خفافها إلا حيث يقضي به عليها هواها ؟.

ولقد طوَّفت السنة بآفاق الأرض، وتبحث عن مستقر لها فما وجدت في هذا القرن الجائلة فيه الفتن آمن لها منه، ولا أعطف لها من قلبه، ولا أحفظ لها من صدره فوهبت له نفسها في ثقة راضية، ورضيته أن يكون لواءها العالي الرفيع تحمله في قوة وجلادة ينتاب به ليل نهار نوادي العلم وتغشى به جموع طلابه وترتاد به ثَنيّات المعارف وتطلع بشارفة شوارفها فترد إليه شواردها وشواهدها كيلا يكون لغيره ما أرادته له من شرف شارف به من شرّفة الله من قبل أن يكون من أشرف شرفائها كالبخاري ومسلم وغيرهما من نبلاء الحفظة والمحدثين فزهت به أرض الشام غوطتها وبلقائها حيث منشؤه، ومُهاجَره، ومُقامه الذي كرّمه، وثواؤه، وتغنت بذكره أرض الكنانة، وفتحت له ذراعيها أرض الجزيرة والفراتين وتساعت إلى بابه في جهار ( وخفاء) دور النشر تطلب ود قلم بصبيب عطائه.

وأحمد الله ربي سبحانه أن أولاني صحبة كريمة فائقة له دامت نحواً من خمس وثلاثين سنة، ما كانت لتدوم على صفاء وبرور لولا ما أوقرت له فيها من صادق المودة والرعاية وشجاعة النصرة والحماية ما لم يكن لأحد سواي، لم أر لي عليه بهذا كله حقاً يؤمّل إلا ما أرتجيه من حسن ثواب الآخرة.

وطلاب العلم في زماننا يصدُق فيهم قول نبينا صلى الله عليه وسلم " والناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة " وقد أوشك الناس أن يدركوا بطلاب العلم وما ينشرون في الناس من كفاف الحروف والمعاني علامة من علامات الساعة وهي :"فشوّ القلم " وليس أدلّ على وجود هذه العلامة أن طلاب العلم أنفسهم في زماننا -على أنهم طلاب علم - ليسوا عالمين بأنهم هم أنفسهم، فهي هم وهم هي، وبأنها علامة قائمة فيهم وأنهم هم نتف متفرقة منها وأن الاكثار من الكتابة والتأليف وإن ظُن أنه سيكون به ومنه ومعه علم يعني (فشو القلم ) أوسع فيهم جهلاً وغروراً.

ملاحظة هامة : أرجو طلاب العلم واحداً واحداً في أقطار الأرض وجهاتها أن لا يشير أحدهم لنفسه بأصبع الاتهام (بأنه المعني بذلك ) إلا إن علم من نفسه علم اليقين (بأنه كذلك) والواحد فرد شائع كما يقال، وذلك خشيةً من أن يكون الظن منهم لا يوافق ( مَطرحَه أو مُطّرَحه ) فيرتد إليه سهم ظّنه مُصِمّاً " والعهد بنا بمثله قريب.

واحسبني صادقاً والناس معي بصدقهم أن كانوا مصدّقيّ فيما أقول : مصدقاً لما بين يديّ من شهادة ستين سنة، صدّقت بهيمنة دعواها صدقها، وبتصديق الشيخ لها بما شهدت كتبه بصدق ما حوته من علم صادق مصدق، ما نطق به لسان الأيام عدلاً وصدقاً لا لَبس فيه ولا ريب بأخذ العهد الصادق الموروث عن النبي الصادق المصدق فلكأنما كان وعد صدق من الشيخ أو مع الشيخ في حياته أو من بعد موته أن يظل منهجه في عقبه ثلجاً، يُحدّث الناس أنه سيبقى صادقاً (بكلّه) و (بأجزائه كلها ) لما أصدق بظاهر رسمه وشكله وبما أخفى من فحواه ووحيه، وبما أرتع القلوب والعقول في شجره ونجمه وبما سقاها من نمير ينعه ورضاب ثمره حتى أضحى الدليل من آي الكتاب، ونصوص السنة، وآثار علماء سلف الأمة مطلب العالم، وبغية المتعلم، ونشدان المتأدب، والتمست طرائق البحث الاستقرائي، والنظر الرَّويّ، والسبر الدُّريّ، ولم يعد لطالب العلم مكان إلا بذلك، وصار الدليل من هذه كلها أو من بعضها يطلب من قبل أن تساق المسألة من مسائل الفقه، كبيرة كانت أم صغيرة، فإما إثباتٌ بدليل، وإما نفي بدليل لتحيا التي تحيا منها عن بيّنة، ولتزول التي تزول منها عن بيّنة فيبقى علم الكتاب والسنة على جلاء المحجة، فصارت المسائل تباهي بادلتها أخواتها من المسائل الكاثرة على جُنح الظلام وفوق أريج الصبا وعلى متن عافية النهار في تسابق بين المهرة البهرة الخُلّص البررة، الذين أصابوا من كرائم العلم، وطرائف الحكمة، وأنشدوا أنفسهم الله سبحانه أن يكونوا على سواء القصد في إيراد المسائل العلمية بأجلى وأحلى وأغلى صفة الإيراد.

وما كان العلم أن يكون إلا في غرر المُعجزين القادرين الواهبين أوقاتهم للعلم الذي طويت صفحته، فنشرها الشيخ نشراً أوهى به قرون القرون، وشهدت له بفضل السبق به قادمات القرون، ومن أمّل أن يقوم مقامه بعزائم السنة والأثر، فليفرح بجهل ملبس غاص في وحله، وليهنأ بامنية قصيرة الأجل نَعِمَ بها يوماً ذهبت مع الشيخ إلى قبره، ومن عاد على نفسه بها من ظنٍّ أنه قادر عليها، فقد أفضى إلى سراب بقيعة، أو إلى سيل عَرِمٍ جارف.

وطال الشوط أم قصر فإن المرقد الأخير ينتظر الوافد إليه، على شوق إليه، مراً كان أم حلواً لهذا الوافد، فالعمل الذي يستقبله عند مرقده هو ما كان منه اثناء الشوط لا يزاد عليه ولا ينقص منه،{ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره }.

وسقط القلم من بين أصابع الشيخ، وذاب الصوت القوي الندي اللطيف، الذي ملأ طباق الأرض علماً، وسكت اللسان الذي جالت الحكمة والآي من فوقه، وأطبقت الشفتان اللتان طالما تحركتا بالفقه والتأويل، وحيل بين الثرى وبين الثريا برحيله، وتطامنت الرؤوس من حزن أن لا يكون لها لقاء في حِلَق الدرس والتلقي بين يديه، وصفّقت قلوب طار أصحابها من فرح أحاط بها بغيابه، وتنفست الصُعداءَ صدور تربّع الحقد والحسد من فوقها، واستبشرت نفوس بُشمت بالسوء والبغضاء أن أعجزها إدراك فضيلة القبول التي سعت إليه من شتى أقطار الأرض، فكان بها بحق مجدد القرن، ومَفزَع العلم.

لكن … مهلاً، مهلاً، مهلاً يا هؤلاء لقد وطئت أقدامكم أرضاً وعرة وأرهقتم نفوسكم في طرائق صعبة، وركبتم لجة بحرٍ هائجٍ موجه، ولستم والله بمنجي أمانيكم بمثل الذي أنتم عليه، وإن كان لكم رجاء فهو معلق بذنب ضبِّ، فاسعوا به إلى ذي عوجٍ في رأيه، أو إلى مبطون أفلت زمام أسره، فقد وقى الله سبحانه السنة التي احتضن لواءها علمها الأشم ستة عقود كاملة، وقام وسيبقى حصناً منيعاً لها نفرٌ من تلامذته من بعده، نذروا أنفسهم للسنة وعلومها والدعوة الغرّاء وكرامتها، ما داموا أحياء في غربة خضراء مريعة خصبة، طَلُّها هطل، ونورها فوح، وعطاؤها بركة وفرٌ، فخير لكم ألا تكونوا على وجلٍ منهم، ولا على مكرٍ بهم، فأُمةٌ محمد صلى الله عليه وسلم إمامها - وقد بشرها وأنذرها - ما يكون لها أن تختلف قلوبها، ولا أن تصيب من فرقة عقولها، ولا أن تجثوا من ذل النزاع على ركبها، ليكون التمكن لعدوها من رقابها، يستبيح بيضتها ويكسر شوكتها، ويرضخ عزتها.

ولن يجعل الله للأمة سلطاناً على عدوها بالعدل في الحكم، والسؤدة بالعلم، والاستحواذ بالحق، إلا أن تأوي إلى كَنَف الكتاب الكريم، والهدي النبوي الحكيم، وأثر السلف القويم.

وحقاً إنه لمصاب سابغ جلل، وخطب جسيم لا يحتمل، وبلاء وبيل مروع إثر بلاء من قبله حلَّ، وليس من شيء يهيض جناح الأمة مثل موت العلماء، فرحم الله الشيخين الأنورين، فقد والله ما مُنيت الأمة منذ عقود طويلة بمثل ما مُنيت به من موتهما: الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الزاهد الداعية، دثار الحكمة، ورواء التأويل، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، محدث العصر، ورافع لواء السنة، وشمس الأمة، رحمهما الله، وأجزل لهما الأجر، ووفّانا نعمة الشكر على ما أبقيا فينا من بعدهما،ونعمة الصبر على مصابنا فيهما.

ومع عُظمِ البلاء يكون عُظمُ الأجر، وعُظمُ الأجر لا يكون إلا وصوبه الصبر ومن سخط كان له السخط، ومن رضي كان له الرضى، ولا يخفف من شدة وقع البلاء مثل ثلاث : عموم البلاء، والصبر على شدته، والأجر الذي يوفاه الصابرون، ورابعة هي : وِكاءُ الثلاث : ذكر موت النبي صلى الله عليه وسلم (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي، فإنها من أعظم المصائب)

اللهم فآجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيراً منها. واجمعنا بهما تحت لواء الحمد، لواء محمد صلى الله عليه وسلم.









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 17:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mouloud44
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية mouloud44
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عليه الصلاة والسلام ........










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:08   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouloud44;9465942[size=4
][/size]
عليه الصلاة والسلام ........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ارجو من الأخ الفاضل " مولود " أن يغير الصورة الموجودة في التوقيع


ولك الشُّكرُ على الإستجابة










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:13   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










B11

قصة الورقة الضائعة


يقول "الإمام الألباني" رحمه الله تعالى في مقدمةكتابه (فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية )



(( ولم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.


فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها ((ذم الملاهي)) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أوتناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!


وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.

ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.



وهكذا لك أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظى بها!

ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.

وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.

فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.

ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.))









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:27   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ ورحم الله الشيخ العلامة وجزاه عنّا كل خير
واسمحيلي بهذه الإضافة، وهي من أحد المواقف التي أثرت فيّ يروها أحد طلبة العلم عن زيارة قام بها للشيخ -رحمه الله-.

يقول الأخ علي الفضلي:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين أما بعد:

لقاء مع العلامة الألباني مُعْلي السنة -رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى- لا أنساه أبدا ، ولا أنسى – وإن كنت أنسى- ذلك الموقف السنّي منه في حرصه على تطبيق السنة وإحيائها.

زرت الشيخ في أواسط التسعينات في بيته ، برفقة أحد الإخوة من شباب الكويت ، وبيت الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في منطقة اسمها ماركا الجنوبية في عمّان ، فزرناه بين المغرب والعشاء -إن لم أنس- فاستقبلنا -رحمه الله تعالى- فاعتنقته وأنا فرح جدا! ، وقبّلته على رأسه ، وكأني أنظر إلى نظرته الحادة التي تكاد تخترق الجدار! ، ولون عينيه كان مميزا ، وإن لم أنس كان لونها أزرق .

فرحب بنا وقال : تفضلوا ، فأدخلنا إلى شرفة في بيته لها بلكونة صغيرة تطل على الشارع ، وجلسنا على طاولة أنا وصاحبي ومن هيّأ لنا اللقاء ، والشيخ جلس مقابلا لنا ، وبدأ صاحبي الأسئلة ، وأثناء ذلك جاءت امرأة بصحن فيه الشاي ، فرفع الشيخ شايه وأنا أراقبه ، فرأيت شفتيه تمتمتا ، ثم حسا حسوة ثم تمتم أيضا ، أي: قال: "بسم الله" ، قال: "الحمد لله" ، ووضع الكأس الصغيرة (و تُسمى إبْيالَة في لهجة الخليج) ، أخذ دقيقة أو أكثر يتكلم ، ثم رفع وتمتم ثانية! فحسا حسوة ثم تمتم! ثم أنزل الكأس ، ثم تكلم قليلا ، ثم رفع الكأس الثالثة فتمتم كما فعل أول مرة ! ثم حسا ، ثم تمتم الثالثة ، ووضع الكأس !

فاستغربت هذا الفعل منه -رحمه الله تعالى- ، وبعد أن انفض هذا اللقاء التأريخي!

رجعت أبحث في السلسلة الصحيحة ، فكانت المفاجأة! أني وجدت الشيخ يطبق حديثا نبويا حذو القذة بالقذة ، وإذا بفعله له أصل في السنة ، هو بنفسه قد صححه في السلسلة الصحيحة ، وهو :

"كان يشرب في ثلاثة أنفاس ، إذا أدنى الإناء إلى فمه سمى الله تعالى ، وإذا أخره حمد الله تعالى ، يفعل ذلك ثلاث مرات " . والحديث في الصحيحة (1277).

فرحمه الله تعالى رحمة واسعة ، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى ، ما كان أشد تمسكه بالسنة وتطبيقه لها !.

سبق هذا اللقاء آنف الذكر أن جئناه قبله بيوم ، وكلنا فرح ، بل نكاد نطير من الفرح!

ولما وصلنا عند باب حوش البيت ، وكان معنا الأخ الذي رتّب اللقاء بالشيخ ، فلما دق أخونا جرس البيت ، رد الشيخ علينا بالسماعة الخارجية عند الباب (ويسميها البعض إنتركم) ، فقال : أنا أعتذر عن اللقاء !!!، ولكم أن تتخيلوا إخواني مدى خيبة الأمل عندنا ، لقد أصابنا إحباط مفاجئ ، فجعلنا نضغط على أخينا بالإشارة ، فقال : يا شيخ : الإخوة جاؤوا من الكويت ، ومتلهفون لرؤيتك أو كما قال ! ، فقال الشيخ : الحقيقة كنت أريد أن أستقبلكم اليوم ، لكني الآن لا أستطيع ! لقد زارني بناتي زيارة مفاجئة ، وأنا الآن منشغل بهن ، واجعلوا لقاءكم غدا ، فألح أخونا أكثر ، فقال له الشيخ : { وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ } ، السلام عليكم ، ثم أغلق سماعة الباب الخارجي ، فرجعنا أدراجنا ونحن في أشد الضيق ، لكنّ سلواننا أن الموعد غدا .

تأملوا أيها الإخوة هنا أمورا :

الأول : احتفاءه ببناته ، وإلغاءه لكل المواعيد من أجلهن ، وهذا يدلك على الجانب الإنساني العظيم المرهف عند شيخنا -رحمه الله تعالى-.
الثاني: حبه لبناته وحرصه على الجانب الأبوي معهن .

الثالث: تأسّيه الحسن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حبه لبناته حبا عظيما والسيرة شاهدة بذلك، وكيف لا يكون للشيخ أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو المحدِّث الفذ ، والسني المتبع -نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تعالى .

الرابع: تأملوا استدلال الشيخ بالآية ، فهو استدلال موفق فيه حضور ذاكرة الشيخ رغم كبر سنه ، وحسن استدلاله فهو الموافق للموقف ولمعنى الآية.

فرحمة الله الواسعة عليه ، عسى الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.

ومن التربية العملية في سيرة العلامة الألباني ما ذكره صاحبه الذي أوصى الشيخ أن يقوم بتغسيله ، وهو عزت خضر :

أن الشيخ قرر أن يعتمر مع أهله ، فانطلقوا ، فلما وصلوا الحدود ، طلب الجوازات ، ليختمها ، فقالت له زوجه : لقد نسيتها في المنزل !!!
فقال الشيخ : قدّر الله وما شاء فعل!

فرجعوا إلى المنزل ونزلت زوجه فالتقطت الجوازت من المنزل ، ثم انطلقوا إلى الحدود ، فتح الموظف الجوازات ، فقال : الجوازات منتهية يا شيخ !!

فقال الشيخ : قدّر الله وما شاء فعل !!

فرجعوا و أجلوا حتى جددوا الجوازات .

فانظروا لحلم الشيخ ، ما أحلمه !

قال بعض أحباب الشيخ ، لو امرأتي فعلت ذلك لطلقتها!!!

والحمد لله رب العالمين.
____________________________________
كتبـه: علي الفضلي -وفقه الله-










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:30   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وهذا أيضًا من المواقف العظيمة للشيخ يرويها الشيخ: أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله-:

سائل من هنا -من جدة- يقول: أذكر لنا موقف تأثرت به مع الألباني -رحمه الله-.
كنَّا نمر على الشيخ لما كانت لنا سفرات إلى سوريا، نمر عليه في الأردن فأذكر أن إنسان من جدة -يعني- أمرني أن ابلِّغ الشيخ كلمـة، هو أحسَّها بحسب علمه وليس الرجل بعالم، ولكن كان رجل نوبي ضعيف، نعم، مطرود بالأبواب. قال لي: بلِّغ الشيخ كلمة، وصِّلها له. قلت له: إيش؟ قال لي (كلمة غير مفهومة)، قال لي: قل للشيخ كل يوم تشرق فيه الشمس ونحن نقرأ لعلمك وسعة ما أعطاك الله من علم نعلم أنك أعلم رجل في الأرض، هذا بحسب علمه.

فلما ذهبنا وجدنا الشيخ مريض وأخرجوه من مكتبته، وكان يسعل، وأُمر، أمره الأطباء أن لا يقعد في مكتبته، وهذا قبل وفاته بسنة أوشيء، وتسعة أشهر أو سنتين، فما أخرجوه من مكتبته. فبعد اللقاء معه، وكان البعض واسطة يذكر للشيخ المصنفات التي صنفها وكيف يُعدُّون لها وكذا، فكان يتلكم بكلمة، يقول: أنا أقول دائمًا أن العلم لا ينبغي أن يتعارض مع التجارة. يعني جاءت التجارة وجاء العلم، قدِّم العلم على التجارة. مثلا: لا ينبغي للإنسان أن يحبس مؤلفه -نعم- لأنه ما أعطولوا سعر -إيش- طيِّب هؤلاء الناشرين، يقول والله السعر مو طيِّب.
أخرج كلامك، الناس محتاجين إلى هذه المسألة التي بحثتها وأكرمك الله بها، يقول لا والله ما جاني سعر زين. أعوذ بالله! العلم تجارة!! خطأ.

المهم، في آخر المجلس قلنا للشيخ قبل أن نغادر، فيه رسالة وصَّلها لي واحد من جدة أبي أقولها لك، إيش هي؟ قال: يقول أن كل يوم تُشرق فيه الشمس نعتقد أنك أعلم أهل الأرض. فما فرغت من آخر حرف من كلمتي هذه لما قلتها للشيخ إلا الشيخ -رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى في الجنة- أخذ في البكاء الشديد الذي لم أره قط يبكي على نحوه، ويردِّد قائلا: (
يا جماعة اتقوا الله فيَّ -يعني- لا تفتنوني، اتقوا الله فيَّ، أنا طويلب علم، أنا طويلب علم) ويبكي ويبكي حتى خرجنا.
هذا من المواقف التي -يبكي الشيخ ماهر- أذكرها للشيخ -رحمه الله تعالى-
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد.

فرَّغت المادة: ألم الفراق

يوم السبت: 29 شعبان 1432 هـ

لتحميل المقطع الصوتي:

هنا
أو
هنا

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=910423











رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:40   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=mouloud44;9465942]عليه الصلاة والسلام ........

جزاك الله خيرا وشكرا اخي الفاضل
وننا في احينا سوى الحير ان شاء الله..
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
قصة الورقة الضائعة


يقول "الإمام الألباني" رحمه الله تعالى في مقدمةكتابه (فهرس مخطوطات المكتبة الظاهرية )



(( ولم يكن ليخطر ببالي، وضع مثل هذا الفهرس، لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله تبارك وتعالى إذا أراد شيئاً هيّأ أسبابه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة وترك القراءة والكتابة والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.


فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي بزعمي نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها ((ذم الملاهي)) للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ، فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل، يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها، وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات لكي لا أشق على نفسي! فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟ والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة تحت عنوان (مجاميع)، وفي كل مجلد منها على الغالب عديد من الرسائل والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع، والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلد سهواً في مجلد آخر، من هذه المجلدات! فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها، على التسلسل. ونسيت أوتناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته، لم أعدم ما أتعلل به، من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه، لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!


وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات، لمحدثين مشهورين، وحفاظ معروفين، فأقف عندها، باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً ، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك، أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت من قبل من الصوارف عن التسجيل.

ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة، قلت في نفسي: لعلها خيطت خطأ في مجلد من مجلدات الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)! فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها، لكني سجلت عندي ما شاء الله من المؤلفات والرسائل.



وهكذا لك أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر؛ حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف (10000) مخطوط، دون أن أحظى بها!

ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ (الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يعرف أصلها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.

وحينئذ يأست من الورقة، ولكني نظرت فوجدت أن الله تبارك وتعالى قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا رحمهم الله تعالى، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.

فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي، استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي؛ لا أترك شاردة ولا واردة ، إلا سجلته، حتى ولو كانت ورقة واحدة، ومن كتاب أو جزء مجهول الهوية! وكأن الله تبارك وتعالى كان يعدّني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة، وهي دراسة هذه الكتب، دراسة دقيقة ، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع دراسة أسانيده وطرقه، وغير ذلك من الفوائد. فإني كنت أثناء المرحلة الثانية، ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفواً، فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.

ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد ، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية، وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدتها فيها، مع أسانيده وطرقه، ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي، الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات! فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثاً عن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.))
[/quote]
ماشاء الله والله أكبر
رحمك الله يا شيحنا وجزاك الله كل الخير ورقة ضائعة مررتك في جميع المجلدات
ليتنا نحن كذلك لا نبقي مجلدا إلا زمررنا به .............
بارك الله فيك اخي الفاضل على هذه التتمة النيرة والمفيدة جعلها الله عزوجل لك اجرا وثوابا ..









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكِ أختي ونفع بكِ ورحم الله الشيخ العلامة وجزاه عنّا كل خير
واسمحيلي بهذه الإضافة، وهي من أحد المواقف التي أثرت فيّ يروها أحد طلبة العلم عن زيارة قام بها للشيخ -رحمه الله-.

يقول الأخ علي الفضلي:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين أما بعد:

لقاء مع العلامة الألباني مُعْلي السنة -رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى- لا أنساه أبدا ، ولا أنسى – وإن كنت أنسى- ذلك الموقف السنّي منه في حرصه على تطبيق السنة وإحيائها.

زرت الشيخ في أواسط التسعينات في بيته ، برفقة أحد الإخوة من شباب الكويت ، وبيت الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في منطقة اسمها ماركا الجنوبية في عمّان ، فزرناه بين المغرب والعشاء -إن لم أنس- فاستقبلنا -رحمه الله تعالى- فاعتنقته وأنا فرح جدا! ، وقبّلته على رأسه ، وكأني أنظر إلى نظرته الحادة التي تكاد تخترق الجدار! ، ولون عينيه كان مميزا ، وإن لم أنس كان لونها أزرق .

فرحب بنا وقال : تفضلوا ، فأدخلنا إلى شرفة في بيته لها بلكونة صغيرة تطل على الشارع ، وجلسنا على طاولة أنا وصاحبي ومن هيّأ لنا اللقاء ، والشيخ جلس مقابلا لنا ، وبدأ صاحبي الأسئلة ، وأثناء ذلك جاءت امرأة بصحن فيه الشاي ، فرفع الشيخ شايه وأنا أراقبه ، فرأيت شفتيه تمتمتا ، ثم حسا حسوة ثم تمتم أيضا ، أي: قال: "بسم الله" ، قال: "الحمد لله" ، ووضع الكأس الصغيرة (و تُسمى إبْيالَة في لهجة الخليج) ، أخذ دقيقة أو أكثر يتكلم ، ثم رفع وتمتم ثانية! فحسا حسوة ثم تمتم! ثم أنزل الكأس ، ثم تكلم قليلا ، ثم رفع الكأس الثالثة فتمتم كما فعل أول مرة ! ثم حسا ، ثم تمتم الثالثة ، ووضع الكأس !

فاستغربت هذا الفعل منه -رحمه الله تعالى- ، وبعد أن انفض هذا اللقاء التأريخي!

رجعت أبحث في السلسلة الصحيحة ، فكانت المفاجأة! أني وجدت الشيخ يطبق حديثا نبويا حذو القذة بالقذة ، وإذا بفعله له أصل في السنة ، هو بنفسه قد صححه في السلسلة الصحيحة ، وهو :

"كان يشرب في ثلاثة أنفاس ، إذا أدنى الإناء إلى فمه سمى الله تعالى ، وإذا أخره حمد الله تعالى ، يفعل ذلك ثلاث مرات " . والحديث في الصحيحة (1277).

فرحمه الله تعالى رحمة واسعة ، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى ، ما كان أشد تمسكه بالسنة وتطبيقه لها !.

سبق هذا اللقاء آنف الذكر أن جئناه قبله بيوم ، وكلنا فرح ، بل نكاد نطير من الفرح!

ولما وصلنا عند باب حوش البيت ، وكان معنا الأخ الذي رتّب اللقاء بالشيخ ، فلما دق أخونا جرس البيت ، رد الشيخ علينا بالسماعة الخارجية عند الباب (ويسميها البعض إنتركم) ، فقال : أنا أعتذر عن اللقاء !!!، ولكم أن تتخيلوا إخواني مدى خيبة الأمل عندنا ، لقد أصابنا إحباط مفاجئ ، فجعلنا نضغط على أخينا بالإشارة ، فقال : يا شيخ : الإخوة جاؤوا من الكويت ، ومتلهفون لرؤيتك أو كما قال ! ، فقال الشيخ : الحقيقة كنت أريد أن أستقبلكم اليوم ، لكني الآن لا أستطيع ! لقد زارني بناتي زيارة مفاجئة ، وأنا الآن منشغل بهن ، واجعلوا لقاءكم غدا ، فألح أخونا أكثر ، فقال له الشيخ : { وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ } ، السلام عليكم ، ثم أغلق سماعة الباب الخارجي ، فرجعنا أدراجنا ونحن في أشد الضيق ، لكنّ سلواننا أن الموعد غدا .

تأملوا أيها الإخوة هنا أمورا :

الأول : احتفاءه ببناته ، وإلغاءه لكل المواعيد من أجلهن ، وهذا يدلك على الجانب الإنساني العظيم المرهف عند شيخنا -رحمه الله تعالى-.
الثاني: حبه لبناته وحرصه على الجانب الأبوي معهن .

الثالث: تأسّيه الحسن برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حبه لبناته حبا عظيما والسيرة شاهدة بذلك، وكيف لا يكون للشيخ أسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو المحدِّث الفذ ، والسني المتبع -نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله تعالى .

الرابع: تأملوا استدلال الشيخ بالآية ، فهو استدلال موفق فيه حضور ذاكرة الشيخ رغم كبر سنه ، وحسن استدلاله فهو الموافق للموقف ولمعنى الآية.

فرحمة الله الواسعة عليه ، عسى الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.

ومن التربية العملية في سيرة العلامة الألباني ما ذكره صاحبه الذي أوصى الشيخ أن يقوم بتغسيله ، وهو عزت خضر :

أن الشيخ قرر أن يعتمر مع أهله ، فانطلقوا ، فلما وصلوا الحدود ، طلب الجوازات ، ليختمها ، فقالت له زوجه : لقد نسيتها في المنزل !!!
فقال الشيخ : قدّر الله وما شاء فعل!

فرجعوا إلى المنزل ونزلت زوجه فالتقطت الجوازت من المنزل ، ثم انطلقوا إلى الحدود ، فتح الموظف الجوازات ، فقال : الجوازات منتهية يا شيخ !!

فقال الشيخ : قدّر الله وما شاء فعل !!

فرجعوا و أجلوا حتى جددوا الجوازات .

فانظروا لحلم الشيخ ، ما أحلمه !

قال بعض أحباب الشيخ ، لو امرأتي فعلت ذلك لطلقتها!!!

والحمد لله رب العالمين.
____________________________________
كتبـه: علي الفضلي -وفقه الله-

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق مشاهدة المشاركة
وهذا أيضًا من المواقف العظيمة للشيخ يرويها الشيخ: أبي عبد الله ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله-:

سائل من هنا -من جدة- يقول: أذكر لنا موقف تأثرت به مع الألباني -رحمه الله-.
كنَّا نمر على الشيخ لما كانت لنا سفرات إلى سوريا، نمر عليه في الأردن فأذكر أن إنسان من جدة -يعني- أمرني أن ابلِّغ الشيخ كلمـة، هو أحسَّها بحسب علمه وليس الرجل بعالم، ولكن كان رجل نوبي ضعيف، نعم، مطرود بالأبواب. قال لي: بلِّغ الشيخ كلمة، وصِّلها له. قلت له: إيش؟ قال لي (كلمة غير مفهومة)، قال لي: قل للشيخ كل يوم تشرق فيه الشمس ونحن نقرأ لعلمك وسعة ما أعطاك الله من علم نعلم أنك أعلم رجل في الأرض، هذا بحسب علمه.

فلما ذهبنا وجدنا الشيخ مريض وأخرجوه من مكتبته، وكان يسعل، وأُمر، أمره الأطباء أن لا يقعد في مكتبته، وهذا قبل وفاته بسنة أوشيء، وتسعة أشهر أو سنتين، فما أخرجوه من مكتبته. فبعد اللقاء معه، وكان البعض واسطة يذكر للشيخ المصنفات التي صنفها وكيف يُعدُّون لها وكذا، فكان يتلكم بكلمة، يقول: أنا أقول دائمًا أن العلم لا ينبغي أن يتعارض مع التجارة. يعني جاءت التجارة وجاء العلم، قدِّم العلم على التجارة. مثلا: لا ينبغي للإنسان أن يحبس مؤلفه -نعم- لأنه ما أعطولوا سعر -إيش- طيِّب هؤلاء الناشرين، يقول والله السعر مو طيِّب.
أخرج كلامك، الناس محتاجين إلى هذه المسألة التي بحثتها وأكرمك الله بها، يقول لا والله ما جاني سعر زين. أعوذ بالله! العلم تجارة!! خطأ.

المهم، في آخر المجلس قلنا للشيخ قبل أن نغادر، فيه رسالة وصَّلها لي واحد من جدة أبي أقولها لك، إيش هي؟ قال: يقول أن كل يوم تُشرق فيه الشمس نعتقد أنك أعلم أهل الأرض. فما فرغت من آخر حرف من كلمتي هذه لما قلتها للشيخ إلا الشيخ -رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى في الجنة- أخذ في البكاء الشديد الذي لم أره قط يبكي على نحوه، ويردِّد قائلا: (
يا جماعة اتقوا الله فيَّ -يعني- لا تفتنوني، اتقوا الله فيَّ، أنا طويلب علم، أنا طويلب علم) ويبكي ويبكي حتى خرجنا.
هذا من المواقف التي -يبكي الشيخ ماهر- أذكرها للشيخ -رحمه الله تعالى-
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد.

فرَّغت المادة: ألم الفراق

يوم السبت: 29 شعبان 1432 هـ

لتحميل المقطع الصوتي:

هنا
أو
هنا

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=910423


بارك الله فيك يا اخية وثبت خطاك على هذه المواقف النيرة للشيخ الجليل
ونورت موضوعي وزادته نفعا ان شاء الله
ونريد كل من يدخل يضع مواقف للعلامة وسيرته النيرة ...









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 18:54   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليما ...

عرفت شيخنا الإمام العلامة المحدث الفقيه مجدد هذا القرن ناصر السنة الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله منذ سبع و عشرين سنة في أواخر ( عام 1973 م ) فقد كنت طالباً في المرحلة الثانوية ، و كنت في ذلك الوقت مع مجموعة من الشباب نكفر المسلمين ، و لا نصلي في مساجدهم بحجة أنهم مجتمع جاهلي .

و قد كان المخالفون لنا في الأردن يهددوننا دائماً بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، و بأنه هو الوحيد الذي يستطيع أن يناقشنا ، و يقنعنا ، و يرجعنا إلى الطريق المستقيم ، فعندما قدم الشيخ ناصر إلى الأردن من دمشق حُدِّثَ أن مجموعة من الشبان تكفر المسلمين ، فرغب في لقائنا ، فأرسل صهره ( نظام سكّجْها ) إلينا ، و لن نذهب إليه ، ة لكن شيخنا في التكفير أخبرنا أن الشيخ ناصر من علماء المسلمين و له فضل لعلمه ، و كبر سنه ، و يجب أن نذهب إليه ، فذهبنا إليه في بيت صهره ( نظام ) ، و كان قبيل العشاء ، فأذن أحدنا ، ثم أقمنا الصلاة ، فقال الشيخ ناصر الدين : نصلي بكم أم تصلون بنا ! فقال شيخنا التكفيري : نحن نعتقد كفرك ! فقال الشيخ ناصر الدين : أما أنا فأعتقد إيمانكم ، ثم صلى شيخنا ( يعني التكفيري ) بنا جميعاً ، و نحن معه ، ثم جلس الشيخ ناصر في نقاش معنا ، استمر حتى ساعة متأخرة من الليل ، فكان أكثر النقاش مع شيخنا ، أما نحن الشباب فكنا نقوم و نجلس ، ثم نمدد أرجلنا ، ثم نضطجع على جنوبنا ، و أما الشيخ ناصر فهو على جلسة واحدة من أول الجلسة إلى آخرها ، لم يغيرها أبداً ، في نقاش دائم مع هذا و هذا و ذاك ، فكنت أستغرب من صبره و جلده !!! .

ثم تواعدنا أن نلتقي في اليوم التالي ، و قد رجعنا إلى بيوتنا نجمع الأدلة التي تدل على التكفير بزعمنا ، و جاء الشيخ ناصر في اليوم الثاني إلى بيت أحد إخواننا ، و قد جهزنا الكتب و الردود على أدلة الشيخ ناصر ، و استمر النقاش و الحوار من بعد العشاء إلى قبيل الفجر ، ثم تواعدنا بالذهاب إليه في محل إقامته ، فذهبنا إليه بعد العشاء في اليوم الثالث ، و استمر النقاش حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر ، و نحن في نقاش و حوار دائم نذكر الآيات الكثيرة التي تدل على التكفير في ظاهرها ، و كذلك نذكر الأحاديث التي تنص ظاهراً على تكفير مرتكب الكبيرة ، و الشيخ ناصر كالطود الشامخ يرد على هذا الدليل ، و يوجه الدليل الآخر ، و يجمع بين الأدلة المتعارضة في الظاهر و يستشهد بأقوال السلف و بالأئمة المعتبرين عند أهل السنة و الجماعة ، و بعد أذان الفجر ذهبنا جميعنا تقريباً مع الشيخ ناصر الدين إلى المسجد لأداء صلاة الفجر ، بعد أن أقنعنا الشيخ ناصر بخطأ و ضلال المنهج الذي سرنا عليه ، و رجعنا عن أفكارنا التكفيرية ( بحمد الله ) إلا نفراً قليلاً آل أمرهم إلى الردة عن الإسلام بعد ذلك بسنين ( نسأل الله العافية ) .

فمنذ ذلك اليوم و أنا تلميذ للشيخ ناصر الدين الألباني ، فعندما كان يأتي من دمشق إلى الأردن أحرص على حضور دروسه في المساجد ، و في بيوت الإخوة السلفيين .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 21:12   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله في إجابة على سؤال طرح عليه في مسجده ضمن مجالس رمضان 1428هـ :
أعوذ بالله، اسمعوا! هذا أغرب سؤال سمعته في حياتي!!
إمام مسجده يقول بأن الألباني يهودي!!!
أنا أظن هذا الرجل أحد رجلين: إمَّا لا يعرف من هو الألباني ، وإمَّا أن يكون شيطانًا مريدًا، لا يخلو من واحد من هذين الرجلين
فإن الألباني علم من أعلام هذا الزمان، ولم يرتفع الألباني لكونه الألباني فقط لا، وإنما ارتفع شأنه وطبَّق العالم ذكرُه لكونه خدم سنة النَّبي صلى الله عليه وسلم ، فوالله ثمَّ والله ثمَّ والله وإن رغمت أنوف لا أعلم في هذا الزمان الحاضر الحديث أحدًا خدم سنَّة المصطفى محمَّدًا صلى الله عليه وسلم بنحو من عُشر ما خدمها به الرَّجل، شهادة أسأل عنها بين يدي الله تبارك وتعالى.
فهذا الرجل قضى نحبه وعمره قرابة التسعين عامًا ، كلها قضاها في خدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع الله ذكره في الآفاق، ومن على المنبر منبر مسجد النَّبي صلى الله عليه وسلم يُذكر رحمه الله، صححه الألباني وضعفه الألباني وحسنه الألباني، فنحمد الله سبحانه وتعالى على هذا الفضل الذي من به علينا من حصول هذه الخدمة لسنَّة النَّبي صلى الله عليه وسلم الذي قلَّ المشتغلون فيه بهذا الفن فن الحديث، حديث النَّبي صلى الله عليه وسلم ، كما نسأل الله سبحانه وتعالى للشيخ الألباني رحمه الله عظيم المغفرة من ربه تبارك وتعالى، وهذا الرجل سيلقى ربَّه ويلقى جزاءه عند الله سبحانه وتعالى إن لم يتب من هذا .

الرابط الصوتي من
هنا









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 21:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
تصفية وتربية
مشرفة القسم الاسلامي للنّساء
 
الصورة الرمزية تصفية وتربية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وقال أيضًا حفظه الله:

يقول النبي-صلى الله عليه وسلم-وقد ذكر له هذان عابد وعالم، قال: (فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ)، فهذا الحديث: حديث حسن لغيره، وقد حسنه أيضًا الشيخ ناصر-رحمه الله تعالى-في صحيح الترغيب، وهذا من فضل العالم، شوف مات ونذكره الآن نستفيد من علمه فنوره مشرق من بعد رمسه.

هُم الْبُدُوْر وَلَكـن لَا أُفُوْل لَهـم.....بَل الْشَّمُوْس وَقَد فَاقُوا بِنُوْرِهــــم

لَم يَبْق لِلْشَّمْس مِن نُّوْر إِذَا أَفَلَت.....وَنُوْرُهُم مُشْرِق مِن بَعْد رَمْسِهـم

ها هو مات ونحن نهتدي بما سطره لنا-رحمه الله تعالى-، هو وإخوانه أهل العلم لا نزال نستفيد منهم، فما مات من كتب وألَّف ونفع الناس وبين لهم هذا الدين[1].

لسماع المادة الصوتية: (الألباني نوره مشرق من بعد رمسه)
قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد الجمعة الموافق: 17/ جمادى الثانية/ 1432 للهجرة النبوية الشريفة.












رد مع اقتباس
قديم 2012-04-03, 21:26   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
كعبول1982
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختنا الكريمة ونور الله بصيرتك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه ولو تكرمتي علينا ببحث عن الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ جد صالح ال الشيخ ولكي مني الدعاء










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-04, 04:26   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كعبول1982 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اختنا الكريمة ونور الله بصيرتك ووفقك الله لما يحبه ويرضاه ولو تكرمتي علينا ببحث عن الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ جد صالح ال الشيخ ولكي مني الدعاء
وفيك بارك الله أي الفاضل
وثبتك الله ووفقك للخير والصلاح
وشكرا على المرور والاهتمام
وحاضر ان شاء الله وبإذن الله سيكون لي بحث في هذا الشيخ المبارك الجليل رحمه الله...









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-04, 12:25   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو وهيبة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو وهيبة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا اخي على الموضوع الرائع والمفيد
اللهم لاتغرنا بالدنيا










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أحمد, الألباني.., الامام, الدين, العلامة, ناصر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc