بين الشرع والهوى!

[تصفية وتربية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله جميعًا

اليوم وأثناء تجولي في أقسام المنتدى مررتُ بقِسم مشكلتي واِطلعتُ على أحد المواضيع ، حيث أن صاحبة الموضوع تشتكي من خطيبها الذي طلب منها تغطية قدمها بأن تلبس جورب، والأخت تطلب النُصح وتسأل هل تستمر مع هذا الرّجل أو لا؟!!! وبينما كنتُ أطالع الردود والتي منها ما يستنكر فعل هذا الرجل ومنها من يؤيِّده، أثار حفيظتي أحد الردود حيث قيل فيه أن هذا الرجل مريض نفسيًا.
تأمّلتُ الكلام كثيرًا وقلتُ في نفسي: سبحان الله!! أصبح من يُطبِّق شرع الله ومن يسعى للستر مريض نفسي، وقد لا يعلم صاحب هذا الـرد أنه بكلامه هذا يطعن في أم سلمة -رضي الله عنها- بل وفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإن قِسنا كلامه عليهما إذا هما أيضًا مرضى نفسيًا في نظره -وحاشاهما-.
فلو عُدنا للأحاديث الصِحاح لوجدنا أن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها هي من سألت النبِّي -صلى الله عليه وسلم عن مقدار إرخاء المرأة لثوبها، فأجابها بأن تُرخيه شِبرًا، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن، فقال: يُرخينه ذراع ولا يزيدن، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-.
فلو عمِلنا مقارنة بين أم سلمة -رضي الله عنها- والتي كانت تحرص على السِتر التام وبين نساء اليوم اللواتي يرفضن حتى لبس الجورب لوجدنا أنهما بعيدتين عن بعضهما كبُعد السموات والأرض.
لا أود التركيز عن هذه النقطة بالتحديد ولا على هذه الأخت بقدر ما أود أن أناقِش العقليات التي باتت سائِدة اليوم، فما قصة الجورب إلاّ نقطة في بحر، فكثيرات هنّ اللواتي يرفضن هذا الأمر وهناك منهن من تصل إلى الطلاق لأنها ترفض أن تلبس الحجاب الشرعي أو أن تمتنع عن الذهاب إلى الأعراس أو أو أو ...
وهنا تساؤل يُطرح: هل النّاس فعلاً تعيش غفلة وجهل أو أنها تتغافل عن شرع الله؟
هل ستموت المرأة إن هي اِلتزمت حجابها الشرعي بكافة شروطه؟
ماذا لو كانت موضة هذا العام لبس الجوارب في الصيف فهل الرافضات سابقًا لهذا الأمر سيتبعن الموضة وسيلبسنه؟
مثل هذا الرفض لهذه المسائل الشرعية قد يوصل صاحبها إلى الطعن في حكمة الله تبارك وتعالى، فيُفهم من كلامهم أن الله شَرَع أمورًا لا يُطيقها البشر، وهو القائِل: (لا يُكلِّف الله نفسًا إلاّ وسعها)، فهل يُدرك النّاس هذا المعنى أم أنهم يتكلمون ويرفضون عن جهل ووفقا لما يُمليه هوى أنفسهم؟؟
هل الاِلتزام بتعاليم الشرع صعبة لهذه الدرجة وثقيلة على النفس؟

أترك لكم حريّة التعليق، ومن كان يرى عكس ما قلته فليتفضل ويُقنعنا بوجهة نظره.

هذا والله أعلى وأعلم بالصواب