رحم الله ابن القيم وجزاكم الله خيرا
فهذا بحث مختصر أسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم عن عدونا المضل المبلس من رحمة الله " إبليس" وقد وضعت لكل موضوع عنوان متضمن الآيات القرانيه مع تفسيرها من كتاب ابن السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"..
·تعريف من هو إبليس ؟؟؟
عندما شرع الله تعالى في خلق ءادم قال للملائكة اسجدوا لادم تكريما وسلاما لا عبادة له فسجدوا الملائكة جميعا طائعين الأمر الإلهي إلا إبليس أبى وأستكبر وقال أأسجد لمن خلقت من طين وأنا خلقتني من نار فأيئسه الله من الخير كله وجعله شيطانا رجيما عقوبة له لمعصيته وطرده الله من رحمته فأقسم إبليس لربه قائلا( لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) فقد استطاع إبليس إغواء ءادم حسداً وكبراً من قلبه كيف بين الله سبحانه وتعالى في محكم آياته كيف يغوي هذا الشيطان الرجيم بني ءادم ومن أي المداخل يدخل عليهم وما هي خطواته لإغوائهم وكيف هي عداوته ووسوسته بني ءادم وما هي الرقى الشرعية للوقاية من كيد الشيطان وغوايته
ومعنى الشيطان : كلمه معناها المتمرد العاتى وهذه الكلمه مشتقه من ( شطن ) بمعنى " بعد "يقال شطنت داره أى بعدت داره ، وبئر شطون أى بعيدة القعر.
قال القرطبى : سمي الشيطان شيطانا ً لبعده عن الحق وتمرده
وذلك لأن كل عت ٍ متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان.
ورجيم معناها المرجوم .
قال القرطبى أصل الرجم : الرمى بالحجاره والرجم يأتى بمعنى القتل واللعن والطرد والشتم . فالشيطان مرجوم لأنه ملعون ومطرود من رحمة الله عز وجل.- من كتاب" روائع البيان تفسير آيات الأحكام من القرآن ".
والشياطين هم كفار الجن ، قال الله تعالى عن إبليس اللعين : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف/50 .
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن إبليس هو أبو الجن كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، فهو أصلهم وهم ذريته : نُقل هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري وغيرهم .
انظر : "تفسير الطبري" (1/507) ، "الدر المنثور" (5/402) .
وروي في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/197) عن معاوية بن الحكم السلمي ، إلا أنه ضعيف جدا ، تفرد به طلحة بن زيد القرشي الذي قال فيه علي بن المديني : كان يضع الحديث . انظر "تهذيب التهذيب" (5/16 . (
وقد أطلق شيخ الإسلام على إبليس أنه " أبو الجن " في أكثر من موضع ، انظر "مجموع الفتاوى" (4/235،346 ( ، وكذا تلميذه ابن القيم ، ثم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/369)
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى"
(9/370-371)
" - والشيطان هو أبو الجن عند جمعٍ من أهل العلم , وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم , فطرده الله وأبعده " انتهى .
وجاء في "فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين ( الجن والشياطين/سؤال رقم/2 " لا شك أن إبليس هو أبو الجن ؛ لقوله تعالى : ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) . وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) . وقوله تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) .
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية ، وأن الجن ذريته . ولكن كيف يكون ذلك ؟ هذا ما لا علم لنا به ، وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها ، ولا ينفع العلم بها . والله أعلم "