أوضح البيان في تعيين نجد مطلع قرني الشيطان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أوضح البيان في تعيين نجد مطلع قرني الشيطان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-07-16, 08:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 أوضح البيان في تعيين نجد مطلع قرني الشيطان

سؤال حول حديث: "نجد قرن الشيطان"! :



يستشهد به المذهبيون والمتصوفة لتنفير الناس من الدعوة السلفية، وظهور محمد بن عبد الوهاب من هناك.

!
!
نحمد الله أن جعلنا من أهل السنة والجماعة، ورحم الله بن عبد الوهاب، وبن القيم، وبن تيمية، ورحم الله بن باز والألباني ومن سار على الدرب القويم في فهم الدين.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
الجواب :
قبل الجواب على سؤالك والرد على ما يدعيه الرافضة من أن قرن الشيطان هي نجد ويقصدون بنجد هي الجزيرة ، لابد لنا من جمع الروايات لنعرف ما هو مقصود النبي صلى الله عليه وسلم بنجد ؟

لأن أهل البدع يعتمدون في تقرير مثل هذه الشبه على بعض الروايات ويتركون الباقي .

الروايات الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وهو مستقبل المشرق يقول : ألا إن الفتنة ها هنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . رواه الشيخان .

وفي رواية لمسلم : رأس الكفر من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان .

ففي هذا الحديث لفظ : المشرق .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان . رواه البخاري والترمذي وأحمد .

وفي هذا الحديث لفظ : نجدنا .

عن ابن فضيل عن أبيه قال : سمعت سالم بن عبدالله بن عمر يقول : يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ! سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الفتنة تجيء من ههنا ، وأومأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ..... الحديث . رواه مسلم بهذا اللفظ .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا ، وبارك لنا في شامنا ويمننا . فقال رجل من القوم يا نبي الله وفي عراقنا . قال : إن بها قرن الشيطان ، وتهيج الفتن ، وإن الجفاء بالمشرق .

قال الهيثيمي في المجمع : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات .

وهاتان الروايتان صريحتان في تعيين المراد مما أبهم في غيرها من الروايات .

كلام العلماء على المقصود من هذه الأحاديث :
لقد تكلم العلماء في تحديد تلك البقعة وهي نجد ، والعجيب أن بعض العلماء حددوا تلك البقعة قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .

وأما المراد بالمشرق في الأحاديث العراق ، وأن نجد هو نجد العراق لا نجد اليمامة .

قال الإمام الخطابي (ت : 388) كما حكى عنه الحافظ ابن حجر (13/47) :
نجد من جهة المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة .ا.هـ.

وقال الحافظ (ت : 852) أيضا في الفتح (6/352) عند قول النبي صلى الله عليه وسلم " رأس الكفر نحو المشرق " :
وفي ذلك إشارة إلى أن شدة كفر المجوس ، لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة .ا.هـ.

وقال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص26) :
فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني ... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ... فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته .ا.هـ.

ومن استقرأ التاريخ علم أن مصداق هذه الأحاديث قد وقع منذ زمن الصحابة ومن بعدهم فكان قتل عثمان رضي الله عنه على أيدي أهل العراق ومن ما لأهم من أجلاف أهل مصر ، ومن العراق ظهر الخوارج ، والشيعة ، والرافضة ، والباطنية ، والقدرية ، والجهمية ، والمعتزلة .

وقد تصدى للرد على القائلين من أصحاب البدع من الرافضة وغيرهم في أن المقصود بنجد هي نجد اليمامة وتطبيق هذه الأحاديث وإنزالها على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب جملة من المؤلفين ومنهم :
- محمد بشير السهسواني في كتابه : صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان .
-





حكيم محمد أشرف سند هو في كتاب : أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان .

وفي هذا القدر كفاية للرد على أولئك الرافضة - قبحهم الله - في تلبيسهم على الناس لهذا الحديث .

ومن كان لديه إضافة فليتحفنا بها ، وجزاه الله خيرا .








 


قديم 2012-07-16, 08:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي فاعا عن دعوة شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب وأبنائه وأحفاده ومن سار على نهجهم في نشر التوحيد

نجد في كتب اللغة:

1) مختار الصحاح (1/269) قال في مادة ن ج د: ((النَّجْدُ ما ارتفع من الأرض والجمع نِجَادٌ بالكسر و نُجُودٌ و أَنْجُدٌ و النَّجْدُ الطريق المرتفع ... ونَجْدٌ من بلاد العرب وهو خِلاف الغور فالغور تِهَامة وكل ما ارتفع عن تِهَامة إلى أرض العِراق فهو نَجْد وهو مُذَّكر)) اهـ

2) لسان العرب (3/413-414) بتصرّف:

نجد : النَّـجْدُ من الأَرض: قِفافُها وصَلابَتُها وما غَلُظَ منها وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى، ...
قال الأَخفش: نُجُدٌ: لغة هذيل خاصّة يريدون نَـجْداً. ويروى النُّـجُدُ، جَمَع نَجْداً على نُجُدِ، جعل كل جزء منه نَـجْداً، قال: هذا إِذا عنى نَـجْداً العَلَمي، وإِن عنى نَـجْداً من الأَنـجاد فَغَوْرُ نَـجْد أَيضاً، والغور هو تِهامة، وما ارتفع عن تِهامة إِلـى أَرض العراق، فهو نجد، ...
ونَجدٌ: من بلاد العرب ما كان فوق العالـيةِ والعالـيةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى ما وراء مكة، فما كان دون ذلك إِلـى أَرض العراق، فهو نجد.
وروى عن ابن السكيت قال: ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ، والرُّمّةُ واد معلوم، فهو نـجد إِلى ثنايا ذات عِرْق.
قال: وسمعت الباهلـي يقول: كلُّ ما وراء الـخنْدق الذي خَنْدَقَه كسرى علـى سواد العراق، فهو نـجد إِلـى أَن تميل إِلـى الـحَرّةِ فإِذا مِلْت إِلـيها، فأَنت فـي الـحِجاز
وقال: كلُّ ما وراءَ الـخندقِ علـى سواد العراق، فهو نجد، ...
ونجدٌ: اسم خاصٌّ لما دون الحجاز مما يَلي العِراق؛....اهـ

3) النهاية في غريب الحديث (5/1 ..والنَّجْد ما ارْتَفع من الأرض وهو اسمٌ خاصٌّ لِما دون الحجاز ممَّا يَلي العِراق هـ

4) الغريب للخطابي (2/146) ...نجد البلاد وهو ما علا وارتفع من الأرض. اهـ
5) الغريب لابن قتيبة (



3/69 .
..والنَّجْدُ : ما ارْتفَع من الأرَض . اهـ



وقال الخطابي القرن الأمة من الناس يحدثون بعد فناء آخرين وقرن الحية أن يضرب المثل فيما لا يحمد من الأمور وقال غيره كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية فكان كما أخبر وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
وقال الخطابي: نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة انتهى.
وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي ان نجدا من ناحية العراق فإنه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس كذلك بل كل شيء ارتفع بالنسبة الى ما يليه يسمى المرتفع نجدا والمنخفض غورا. اهـ

فما قولكم الآن، يا عميان ؟!! هل الحافظ ابن حجر ومن قبله الإمام الخطابي عليهما رحمة الله وهّابيان ؟!!!


روى بإسناده إلى سالم ابن عبد الله رحمه الله قال: يا أهل العراق ما أسئلكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الفتنة تجىء من ها هنا وأومى بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرنا الشيطان)) وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض وإنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ فقال الله عز وجل له وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا. اهـ انظر مسند أبي يعلى (9/383) حديث رقم 5511.

وقال العلامة أبو العبّاس شهاب الدين القسطلاّني عليه رحمة الله في ((إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري)) (10/18 دار الكتاب العربي ط7 سنة 1323 هـ:
وإنّما أشار عليه الصلاة والسلام إلى المشرق لأنّ أهله يومئذ أهل كفر فأخبر أنّ الفتنة تكون من تلك النّاحية وكذا وقع فكان وقعة الجمل ووقعة صفين ثمّ ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرق وكان أصل ذلك كلّه وسببه قتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه. وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلّم وشرف وكرم. اهـ

ونقل كلام العلامة القسطلاني الآنف وأقرّه الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي عليه رحمة الله في ((اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان ص660 دار الحديث، القاهرة سنة 1424 هـ حديث رقم 1840) فراجعه غير مأمور.

هذا وقد جاء التصريح بكون مطلع قرني الشيطان وموضع الزلازل والفتن هو العراق لا نجد اليمامة من الجزيرة العربية المعروفة اليوم والتي ينتمي إليها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وذلك في عدّة أحاديث:

أخرجه أحمد (2/143) مختصرا بلفظ: قال رأيت رسول الله يشير بيده يؤم العراق: ((إنّ الفتنة ههنا (ثلاث مرات) من حيث يطلع قرن الشيطان)).
وإسناده صحيح على شرط مسلم، وقد أخرج في ((صحيحه)) (8/181) نحوه.
وفي رواية من وجه آخر عن سالم بن عبد الله: قال: ((يا أهل العراق ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ؟!))
سمعت أبي عبد الله بن عمر يقول: فذكره.
إلى أن قال رحمه الله تعالى:
فيستفاد من مجموع طرق الحديث أنّ المراد من ((نجد)) في رواية البخاري: ليس هو الإقليم اليوم بهذا الإسم، وإنّما هو العراق، وبذلك فسّره الإمام الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني...
وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام فإنّ كثيرا من الفتن الكبرى كا ن مصدرها العراق.
كالقتال بين سيدنا علي ومعاوية، وبين علي والخوارج، وبين علي وعائشة، وغيرها مما هو مذكور في كتب التاريخ.





اب ما جاء في المشرق
29- حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق ويقول ها إن الفتنة ههنا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
30- وحدّثني مالك أنّه بلغه أنّ عمر بن الخطّاب أراد لخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار: لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين فإنّ بها تسعة أعشار السّحر وبها فسقة الجنّ وبها الداء العضال.
قال السيوطي شارحا: (قرن الشيطان): أي حزبه وأهل وقته وزمانه وأعوانه. اهـ

فأنت ترى أنّ الإمام مالك رضي الله عنه قد فهم قول النبي صلى الله عليه وسلّم ((المشرق)) في الحديث على أنّه العراق لا نجد اليمامة المعروفة اليوم بدليل أنّه أورد عقب حديث مطلع قرن الشيطان خبر خروج عمر بن الخطّاب إلى العراق! فهل من مدّكر!؟


من الأمور التي يجب ذكرها في هذا المقام أنّ جميع طرق حديث (الفتنة من قبل المشرق) جاءت عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وقد صحّ عنه أنّه حمل الحديث على العراق وأهله وراوي الحديث أدرى وأعلم بما يروي! أضف إلى ذلك اتفاق شرّاح الحديث على أنّ المقصود بنجد في الحديث هو العراق لا نجد اليمامة ونحن نتحدّى من ينقل لنا خلاف هذا!

لأجل هذا وذاك قال الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعلى مدافعا عن دعوة جده الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: (إن المراد بالمشرق ونجد في هذا الحديث وأمثاله هو العراق؛ لأنه يحاذي المدينة من جهة الشرق، يوضحه أن في بعض طرق هذا الحديث: وأشار إلى العراق)، قال الخطابي: نجد من جهة المشرق، ومن كان بالمدينة، كان نجده بادية الشام ونواحيها فهي مشرق أهل المدينة، وأصل نجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها، وقال الداوودي: أن نجداً من ناحية العراق، ذكر هذا الحافظ ابن حجر، ويشهد له ما في مسلم عن ابن عمر قال: يا أهل العراق ما أسئلكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أن الفتنة تجيء من هاهنا، وأومأ بيده إلى المشرق، فظهر أن هذا الحديث خاص لأهل العراق؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر المراد بالإشارة الحسيّة، وقد جاء صريحاً في (المعجم الكبير) للطبراني النص على أنها العراق. وقول ابن عمر وأهل اللغة وشهادة الحال كل هذا يعين المراد..)(منهاج التأسيس والتقديس في الرد على ابن جرجيس)، ص 62.

وقال أيضا: (.. الذم إنما يقع في الحقيقة على الحال لا على المحل، والأحاديث التي وردت في ذم نجد كقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في يمننا. اللهم بارك لنا في شامنا) الحديث.. قيل إنه أراد نجد العراق؛ لأن في بعض ألفاظه: ذكر المشرق , والعراق شرقي المدينة، والواقع يشهد له، لا نجد الحجاز، ذكره العلماء في شرح هذا الحديث، فقد جرى على العراق من الملاحم والفتن، ما لم يجر في نجد الحجاز، يعرف ذلك من له اطلاع على السير والتاريخ، كخروج الخوارج بها، وكمقتل الحسين، وفتنة ابن الأشعث، وفتنة المختار وقد ادعى النبوة … وما جرى في ولاية الحجاج بن يوسف من القتال، وسفك الدماء وغير ذلك مما يطول عده.
وعلى كل حال فالذم إنما يكون في حال دون حال، ووقت دون وقت، بحسب حال الساكن؛ لأن الذم إنما يكون الحال دون المحل، وإن كانت الأماكن تتفاضل. وقد تقع المداولة فيها، فإن الله يداول بين خلقه، حتى في البقاع، فمحل المعصية في زمن قد يكون محل طاعة في زمن آخر، وبالعكس) (مجموعة الرسائل والمسائل 4/264).

وهذا علامة العراق بلا منازع الشيخ محمود شكري الآلوسيرحمه الله تعالى يقول عن بلده العراق – والتي هي في الحقيقة نجد قرن الشيطان ـ:
(ولا بدع فبلاد العراق معدن كل محنة وبليّة، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به … إنما نبغوا وظهروا بالبصرة، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت، والقول الشنيع في الإمام علي، وسائر الأئمة ومسبّة أكابر الصحابة..، كل هذا معروف مستفيض). (غاية الأماني في الرد على النبهاني) 2/148 باختصار. وانظر : (فتح المنان تتمة منهاج التأسيس)، ص 527. نقلا عن دعاوى المناوئينللشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف.

((فهل بقي للقرّاء بعدما أسلفنا ذكره من أدلّة لغوية وحديثية والحوادث التاريخية شكّ أنّ المتشبثين بحديث ((اللهمّ بارك لنا في شامنا ويمننا)) في ذمّ الشيخ محمّد بن عبد الوهاب ودعوته تشبث باطل ومستند فاسد لا يستريب في ذلك منصف، وأنّ هؤلاء لمّا كانوا مفلسين في ميادين الحجج النقلية الصحيحة والعقلية الرجيحة، أخذوا يتشبثون ويستمسكون بما هو أوهن من بيت العنكبوت من الشبه الفاسدة والآراء الكاسدة ليقووا مذهبهم ويوهنوا دعوة الشيخ رحمهه الله تعالى...)) (الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشيخ ابن حجر آل بوطامي ص115)


وفي الأخير بقي أن أنبّه على أنّ قول النبي صلى الله عليه وسلّم في العراق أنّها موضع الفتن والزلازل وبها يطلع قرن الشيطان، أنّ ذلك لا يقتضي الطعن في علمائها وتجريح فقهائها، والتنقّص من صالحيها، كلا وحاشا! فالعراق كانت موطن كبار فقهاء ومحدثي وزهّاد الإسلام كالإمام أحمد وأبي حنيفة والحسن البصري وغيرهم كثير وكثير!

قال الشيخ الإمام عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله تعالى في (مصباح الظلام) ص 236 :
(ولا يقول مسلم بذم علماء العراق لما ورد فيها، وأكابر أهل الحديث وفقهاء الأمة أهل الجرح والتعديل أكثرهم من أهل العراق) (نقلا عن دعاوى المناوئين).










قديم 2012-07-16, 13:28   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

انتبه اخي الكريم انه كثير ما يتمسح البعض هداهم الله بكلام شيخ الاسلام ابن حجر الهيثمي ليثبتوا ان نجد المذكورة في الحديث هي نجد العراق و لكنهم يدلسون و يقتطعون ما يحلوا لهم من الكلام.




يا اخي ليتك تقرا و انت مفتح عيونك و تتنصل من التعصب.
ما يضر لو كانت نجد اليمامه هي قرن الشيطان. هل هذا يعني انه لا يوجد فيها اهل الصلاح ان كان كذلك فمن باب اولى ان لا تكون نجد العراق لأن فيها الامام ابوحنيفة و الامام احمد و غيرهم كثير.

ثم يا اخ انا لا اود ان اتهمك بالكذب و التدليس على شيخ الاسلام ابن حجر الهيثمي و لكن ليتك تنقل الكلام كامل و تقرا بعيون مفتحه و اليك النص كامل غير مبتور

يقول شيخ الاسلام ابن حجر (... وقال غيره كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية فكان كما أخبر , وأول الفتن كان من قبل المشرق فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به , وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة )

انتبه اخي الكريم قال الامام ابن حجر اول الفتن. و كما هو معلوم لدينا اول فتة كبيرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم هي حروب الردة و مسيلمة الكذاب و كلها كانت في نجد اليمامة لا العراق. فلينتبه القارئ الكريم لهذا.

يقول شيخ الاسلام ابن حجر(..., وقال الخطابي : نجد من جهة المشرق ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة , وأصل النجد ما ارتفع من الأرض , وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة انتهى(الى هنا انتهى كلام الامام الخطابي و سيبدا كلام الامام ابن حجر) وعرف بهذا وهذا ما قاله الداودي إن نجدا من ناحية العراق فإنه توهم أن نجدا موضع مخصوص , وليس كذلك بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه يسمى المرتفع نجدا والمنخفض غورا )

لذلك اخي القارئ الكريم انتبه الى التدليس حيث يقتطعون ما يحلوا لهم من الكلام. فانتبه اخي الكريم لحكم شيخ الاسلام ابن حجر على قول الخطابي ((((
و اليك الان يا اخي الكريم الدليل . تمعن في موقع المدينة المنورة و خط خطا الى الشرق منها ستجد ان الخط على الرياض بالضبط.

صورة أخذت عن طريق الأقمار الصناعية و فيها تظهر هضبة نجد على شكل قرن صخري التفافي معقوف....!!!

صورة منطقة "نجد" بالنسبة الى محيطها.... كما كانت في عصر الرسالة:


وهذا دليل اخر مهم للغاية الذي ليس بعده اي كلام
هذا اقرار من اللجنة الدائمة للافتاء في السعودية
ان نجد المقصودة ربما هي نجد مسكن مضر وربيعة وموطن فتنة مسلمة الكذاب والكل يعرف ان موطن مسيلمة الكذاب هي نجد اليمامة في السعودية بعد هذا لا كلام لكم


https://www.alifta.net/Search/ResultDetails.aspx?lang=ar&view=result&fatwaNum=&F atwaNumID=&ID=830&searchScope=3&SearchScopeLevels1 =&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=exact &SearchMoesar=false&bookID=&LeftVal=0&RightVal=0&s imple=&SearchCriteria=allwords&PagePath=&siteSecti on=1&searchkeyword=217134216172216175#firstKeyWordFound









قديم 2012-07-16, 13:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هنا سأختصر مجمل الادلة على ان المقصود في الحديث هو نجد اليمامة وليس العراق
اولا بصحيح الحديث
الدليل الأول: موجود في صحيح البخاري: (حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سالم أن ابن عمر غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نجد فوازينا العدو فصافنا لهم). في حديث آخر: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذات الرقاع). حتى لا يلتبس الأمر على الكثيرين في الروايتين نقول أن هذه الغزوة هي غزوة ذات الرقاع. وقعت في السنة الرابعة للهجره، وسببها غدر بعض القبائل من نجد بالمسلمين حيث قتلوا الدعاة السبعين، الذين خرجوا يدعون إلى الله تعالى، وانما سميت ذات الرقاع لان المسلمين كانوا يلفون أرجلهم بالخرق لأن أرجلهم قد نقبت لشدة المشي، وهي غزوة كانت لمحاربة قبيلتي بني محارب وبني ثعلبة من قبائل غطفان، وعسكر الرسول عليه الصلاة والسلام في مكان يسمى نخل، ولكن لم يقع قتال لأن الله قذف في قلوبهم الرعب فهربوا بعيدا عن المسلمين. الشاهد في الموضوع أن هذه القبائل سكناها وموطنها بالنسبة لوقتنا الحاضر يمتد من نجد اليمامة وحتى المدينة المنورة. مهم أن نعرف أن قبيلة مطير المشهورة والمعروفة حاليا بهذا الاسم ترجع إلى قبائل غطفان. https://www.islamweb.net/hadith/displ...400731&hid=408

الدليل الثاني: في صحيح مسلم: (بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا له نحو أرض نجد فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة..الخ). وفي البخاري: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم ءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد). حدد الحديثان السابقان نجد التي ترد في الأحاديث الشريفة تحديداً لا لبس ولا غموض فيه بأنها نجد اليمامة. تأملوا هاتين الجملتين (سيد أهل اليمامة) و(رجل من بني حنيفة)؟ https://www.islamweb.net/hadith/displ...3316&pid=41422
الدليل الثالث
دليل من السنة النبوية المطهرة موجود عند تبيان مواقيت الحج والعمرة في مسند أحمد: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ويهل أهل الطريق الأخرى من الجحفة ويهل أهل العراق من ذات عرق ويهل اهل اليمن من يلملم). وفي سنن النسائي: (عن عائشة قالت وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام ومصر الجحفة ولأهل العراق ذات عرق ولأهل نجد قرنا ولأهل اليمن يلملم). ، ولو كانت نجد هي العراق لما أوردها مستقلة عن نجد.
https://www.islamweb.net/newlibrary/d..._no=93&ID=1316
الدليل الرابع وهو دليل قاطع حاسم فتوى اللجنة الدائمة وفيها ان نجدا المقصودة ربما تكون هي نجد مساكن ربيعة ومضر وربيعة هي قبيلة مسيلمة الكذاب ومسيلمة الكذاب هو من نجد اليمامة وانها منبع اول الفتن
https://www.alifta.net/Search/ResultD...stKeyWordFound

اما الان الى الادلة العقلية وادلة العلم الحديث
الدليل الاول
ان قراءة جغرافية مبسطة لدوائر العرض الجغرافية (لنجد والعراق) تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الذي شرق المدينة المنورة هي منطقة نجد السعودية لا العراق، فعلى سبيل المثال لا الحصر المدينة المنورة خط عرضها تقريبا هو 24.55، والرياض خط عرضها تقريبا هو24.70، والقصيم خط عرضها تقريبا هو26.30، لكن المفاجأة تكون بالنظر إلى خط عرض العراق تقريبا 33.26. العلم الحديث وجغرافيته التي لا تعترف بطائفية أو مذهبية تثبت أن كلمة نجد الواردة في الروايات المختلفة من الأحاديث هي نجد اليمامة
الدليل الثاني
لاحظ جيدا الدائرة فوق في الصورة اعلى الصورة الى اليمين في اقصى الزاوية التي تبين الاتجاهات
انظر لاتجاه الشمال جيدا العراق تقع شمال المدينة تماما ونجد اليمامة تقع شرق المدينة تماما
https://www14.0zz0.com/2012/07/16/13/808896698.jpg

الدليل الثالث
من خلال معرفة ارتفاع الأرض عن سطح البحر، فالرياض مثلا التي تمثل قاعدة نجد يبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض 635 مترًا. أما ارتفاع العراق التقريبي عن سطح البحر فهو (34 مترًا). منطقة نجد السعودية أغلب مدنها اكثر ارتفاعاً من العراق والنجد هو المكان المرتفع عن سطح الارض
والاهم من هذا كله والذي لا ينكره اي عاقل لو سالت اي احد اين تقع نجد سيقول لك تقع في السعودية عرف هذا منذ فجر التاريخ والى اليوم
وفي الاخير اقول سقنا من الادلة بما فيه الكفاية لكل ذي عقل والحكم للاخوة
صورة أخذت عن طريق الأقمار الصناعية و فيها تظهر هضبة نجد على شكل قرن صخري التفافي معقوف....!!!
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.
إضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.









قديم 2012-07-16, 13:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
saqrarab
عضو محترف
 
الصورة الرمزية saqrarab
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي
















قديم 2012-07-16, 15:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
المقيبرة
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المقيبرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و الله لإنكم تخبطون خبط عشواء فأنتم مثل الذي قيل له أين أذنك قال : هاهي و أدار ذراعه حول رأسه ووضع يده عليها

لو كان النبي صلى الله عليه وسلم قصد العراق بكلامه لقال نجد العراق

ولكن الصحابة كانوا يعرفون أن نجد هي بلادهم لذلك كانوا متلهفين لما يقول عليه الصلاة و السلام بارك لنا في شامنا ويمننا فيقولون هم ونجدنا يا رسول الله

نجد السعودية و لا نعرف نجد أخرى ولو سالت أي شخص لقال لك نجد في السعودية ثم أن العلم كما بين زميلي اثبت ان نجد السعودية تتموقع في الشرق تماما من المدينة المنورة










قديم 2012-07-16, 15:31   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
المقيبرة
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المقيبرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

كثر الجدل مؤخراً حول الحديث الصحيح، المتفق على صحته، حول (نجد): (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان)، وهل المقصود المنطقة المشهورة المعلومة المسماة: (نجد) في وسط الجزيرة العربية، أم أنها (نجد العراق)، كما يزعم البعض.
وزاد الطين بلة أن الدوافع والأهواء المذهبية، والطائفية، بل والقبلية والجهوية، دخلت في الموضوع وأوشكت أن تفسده.
ولتحرير المسألة والخروج بها من الشبهات والظنون إلى مرتبة القطع واليقين لا بد:
أولاً: من معرفة الواقع الحسي للمناطق المسماة بذلك وعلاقتها الجغرافية بعضها ببعض، ونسبتها إلى موقع المدينة النبوية المنورة الشريفة جغرافياً؛
ثانياً: استجلاء المعني اللغوي والأصل التاريخي للتسمية بـ(نجد) وكذلك (العراق) بحيث لا تبقى في معانيها أي شبهة، ومدي انطباق لفظة (نجد) على (العراق).
ثالثاً: ولا بد من دراسة الحديث بكافة طرقه دراسة مشبعة للتعرف على اللفظ النبوي المعصوم، على أن يكون ذلك وفق القواعد التي أصلناها في البيان التأسيسي لتنظيم التجديد الإسلامي، (ملحق أصول الأحكام، وقواعد الاستنباط)، حيث قلنا:
[مـــادة (4): لا يحل الاستشهاد، ولا تقوم الحجة، بنص من مرويات السنة إلا إذا ثبتت صحته ونسبته إلى النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إما ثبوتاً يقينياً قاطعاً بالتواتر، أو بأن يكون قد ثبت ثبوتاً يتجاوز كل شك معقول، أو مطعن مقبول، أو علة قادحة. كما لا يحل الاستشهاد بخبر ثابت صحيح إلا بعد استيعاب كل طرق روايته، وتحرير جميع ألفاظه، لتعيين اللفظ الثابت الصحيح، أو لاستنباط المعنى الثابت المشترك بين الطرق والروايات.
مـــادة (5): لا بد من اعتبار نصوص الكتاب والسنة جميعها نصاً واحداً متصلاً، على مرتبة واحدة من الحجية ومن وجوب الطاعة لها جميعها. فلا يجوز إعمال نص وإهمال آخر مطلقاً، ولا يحل تقديم نص على نص آخر أبداً، إلا ببرهان من النصوص نفسها، أو لضرورة حس أو عقل.
مـــادة (6): لا بد من إمضاء النصوص جميعها على عمومها وإطلاقها، فلا يحل تخصيص شيء منها أو تقييده إلا ببرهان منها، أو بضرورة حس أو عقل. .... إلخ (راجع: البيان التأسيسي لتنظيم التجديد الإسلامي)].
فهذه القواعد تلزم باستقصاء الأحاديث الأخرى المتعلقة بالموضوع.
رابعاً: تحرير انطباق الأحاديث: هل هي لكل الأزمنة، أم لأزمنة مخصوصة فقط، وإن أمكن: على من تنطبق؟!
فبالنسبة للجزئية الأولى: نلاحظ أن الأحاديث الشريفة تتحدث عن اليمن، والشام، ونجد، والمشرق، وربما عن (العراق)، و(مصر). وكلها قد تلفظ بها النبي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أبان إقامته في المدينة النبوية الشريفة المنورة (أو حولها)، فالمشرق إذاً ضرورة هو بالنسبة للمدينة المنورة، وما حولها.
و المدينة النبوية الشريفة المنورة تقع تقريباً على خط عرض مدار السرطان، لذلك فإن الشمس تتعامد عليها في قمة الصيف (حوالي 21 من يونيو) فيكون مشرق الشمس، في رأي العين، هو المشرق الجغرافي. أما في حضيض الشتاء (حوالي: 23 ديسمبر) فيكون مشرقها ، في رأس العين، هو الجنوب الشرقي الجغرافي، أي بزاوية 45 درجة نحو الجنوب، تقريباً.
ولكن جمهور المخاطبين لا يتعاملون مع الخرائط الجغرافية والمساطر، لذلك نتوقع أن يطلق الإنسان العامي لفظة (المشرق) أيضاً على (الشرق) المنحرف بشمال خفيف، لذلك فإن الحزم والاحتياط يوجب السماح بالانحراف شمالاً (في اتجاه الشمال الشرقي) بزاوية معقولة. ولما كان الشمال الجغرافي المحض يبعد عن الشرق الجغراغي المحض بتسعين درجة، فإنه من المستبعد أن يتساهل الناس فيدخلوا في مفهوم (الشرق) ما يجاوز ثلث هذه المسافة الزاوية أي نحو 30 درجة تجاه الشمال، وإلا دخلنا منطقة الشمال الشرقي بلا شبهة.
وبتأمل الخريط المرفقة يتضح أن هذا الخط الحدي الممتد من المدينة إلى الشرق بشمال خفيف (30 درجة فقط) لا يمر أصلاً في العراق، وإنما يلامس جنوب الكويت ثم يستمر نحو شمال أيران، فبلاد ما وراء النهر، حتي يصل، تقريباً، إلى منتصف بلاد المغول والتتار.
فشرق المدينة النبوية الشريفة المنورة يضم معظم (نجد)، أي نجد جزيرة العرب المعروفة، في المسافات المباشرة القريبة. ويضم خراسان وأفغانستان، وبلاد ما وراء النهر، وشرق الصين، وبلاد الترك (ومنهم المغول والتتار) في المدى البعيد
فالعراق المعروف هو قطعاًُ ليس إلى الشرق من المدينة، ولكن نصفه الشمالي يقع في شمال المدينة النبوية الشريفة المنورة، ونصفه الجنوبي يقع في الشمال الشرقي. هذه هي الحقائق الحسية القاطعة، التي لا يجوز إغفالها وتجاوزها، ولا بحال من الأحوال.
وبهذا يظهر لك بطلان قول الإمام الخطابي: [نجد من جهة المشرق. ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهل المدينة]، ثم قال بعدها فوراً: [وأصل النجد ما ارتفع من الأرض وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة]، انتهى كلام الإمام الخطابي، وفقرته الأولى خطأ محض، لا يقول به إلا من لم يستطع تمييز يمينه من شماله، عياذاً بالله. أما جملته الثانية فصواب، وهي تنقض كلامه الأول، كما سيظهر قريباً، إن شاء الله.
كما يظهر لك بطلان قول الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو في رسالته المعنونة: (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان)، حيث قال: (مقصود الأحاديث أن البلاد الواقعة في جهة المشرق من المدينة المنورة، هي مبدأ الفتنة والفساد، ومركز الكفر والإلحاد، ومصدر الابتداع والضلال، فانظروا في خريطة العرب بنظر الإمعان، يظهر لكم أن الأرض الواقعة في شرق المدينة إنما هي أرض العراق فقط موضع الكوفة والبصرة وبغداد)!!
ونحن نقول: ها هي الخريطة أمامنا، ولا تحتاج كبير نظر وإمعان للحكم على قوله بالسخف والتهافت والبطلان. فلعل الشيخ حكيم سندهو استخدم خريطة رسمها العور والعميان!
ولا صحة أيضاً لزعم الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ أن (العراق) هو المراد بالمشرق ونجد الذي ورد ذمه في الحديث فقال: (إن المراد بالمشرق ونجد في هذا الحديث وأمثاله هو العراق؛ لأنه يحاذي المدينة من جهة الشرق، يوضحه أن في بعض طرق هذا الحديث: وأشار إلى العراق).
وأما بالنسبة للجزئية الثانية: فلعلنا نتأمل أولاً النصوص التالية، فأولها استقصاء الإمام الحافظ الحجة الكبير الخطيب البغدادي، لأصل التسمية بـ(العراق)كما هو:
* في (تاريخ بغداد، ج1، ص24): [أخبرنا علي بن أبي علي البصري قال: أنبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل قال: قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال ابن الأعرابي: (إنما سمي العراق عراقاً لأنه سَفُل عن نجد ودَنا من البحر. أُخذ من: عراق القربة، وهو الخرز الذي في أسفلها).
- وقال غيره: (العراق معناه في كلامهم الطير قالوا وهو جمع عرقة والعرقة ضرب من الطير . ويقال أيضا العراق جمع عرق).
- وقال قطرب: (إنما سمي العراق عراقا لأنه: دنا من البحر وفيه سباخ وشجر. يقال استعرقت ابلكم إذا أتت ذلك الموضع).
- أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي قال: نبأنا محمد بن العباس الخزاز قال: أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال: قال أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي: (العراق من بلد الى عبادان، وعرضه من العذيب الى جبل حلوان، وانما سميت العراق عراقا لأن كل استواء عند نهر أو عند بحر عراق، وإنما سمي السواد سوادا لأنهم قدموا يفتحون الكوفة فلما أبصروا سواد النخل قالوا ما هذا السواد!)].
وبغض النظر عن الأصل اللغوي، فلا شك أن العراق منخفض، مستوي، قريباً من سطح البحر، وهو قد سفل عن نجد، وهذه حقائق حسية، لا جدال فيها. ومن كان في شك من ذلك فليذهب بنفسه مصطحباً آلة قياس مناسبة، وليقس بنفسه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.










قديم 2012-07-16, 15:33   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
المقيبرة
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المقيبرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فالعراق أقرب أن يكون (غوراً)، وليس (نجداً) كما اعترف الإمام الخطابي، إذ قال: [وأصل (النجد) ما ارتفع من الأرض وهو خلاف (الغور) فإنه ما انخفض منها وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة].
وكذلك اعترف به الشيخ حكيم محمد أشرف سندهو في رسالته المشار إليها آنفاً، وهي المعنونة: (أكمل البيان في شرح حديث نجد قرن الشيطان)، حيث قال: (واتفقت كلمة شرّاح الحديث وأئمة اللغة ومهرة جغرافية العراب أن (النجد) ليس اسماً لبلد مخصوص، ولا اسماً لبلدة بعينها، بل يقال لكل قطعة من الأرض مرتفعة عما حواليها نجد، …)، مع كونه من أشد المدافعين عن القول بأن المقصود هو (العراق)، وليس نجد جزيرة العرب.
ويؤيد هذا ما قاله الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني بعد نقله كلام الإمام الخطابي، آنف الذكر، إذ حكم بضعف كلام الداودي، كما هو في (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13، ص 47): [وعرف بهذا وهاء ما قاله الداودي: (ان نجدا من ناحية العراق)، فإنه توهم ان نجدا موضع مخصوص وليس كذلك بل: كل شيء ارتفع بالنسبة الى ما يليه يسمى المرتفع نجداً، والمنخفض غوراً].
والعراق فضلاً عن كونه ليس نجداً، أي ليس مرتفعاً من الأرض، فهو بالقطع خارج جزيرة العرب، الذي جاءت النصوص الشرعية بأحكام خاصة لها، من مثل: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب)، ونحو ذلك, فمن المحال أن يكون هو المقصود بلفظة (نجدنا)، والتي تشعر الإضافة فيها إلى المتكلمين أنها مكان معلوم مخصوص، وليس مجرد أي (مرتفع) من الأرض.
وأما بالنسبة للجزئية الثالثة: فهي العمل الرئيسي ها هنا. وسنكتفي ها هنا بالتلخيص، مع ذكر كافة النصوص بطولها، وكامل أسانيدها في الملحق.
* الحديث الرئيس في هذه المسألة:
* كما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا حسين بن الحسن قال: حدثنا بن عون عن نافع عن بن عمر قال: اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا قال: قالوا وفي (نجدنا؟!)، قال: قال هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]
* وكما هو في (الجامع الصحيح المختصر للإمام البخاري): [حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد عن بن عون عن نافع عن بن عمر قال: ذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا قال: اللهم بارك لنا في شأمنا اللهم بارك لنا في يمننا قالوا يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان)]
وهو كذلك بنحو هذا اللفظ، بذكر (نجدنا)، برواية كل من: حسين بن الحسن، و أزهر بن سعد، كليهما عن بن عون عن نافع عن بن عمر، في عامة كتب الحديث، كما هو في الملحق.
* ولكن جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل): [حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا مرتين فقال رجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من هنالك يطلع قرن الشيطان ولها تسعة أعشار الشر)]
* وهو بنحوه في (المعجم الأوسط): [حدثنا أحمد بن طاهر قال: حدثنا جدي حرملة بن يحيى قال: حدثنا بن وهب قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عبد الرحمن بن عطاء عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال رجل وفي مشرقنا يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا فقال الرجل وفي (مشرقنا) يا رسول الله فقال اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا إن من هنالك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر وبه الداء العضال)]، ثم قال الإمام الطبراني: (لم يرو هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عطاء إلا سعيد بن أبي أيوب تفرد به بن وهب).
قلت: ولكن عبد الرحمن بن عطاء ليس بالقوي، فلا يعارض به الثقات الأثبات من أمثال ابن عون (وعنه أبو بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن). والظاهر أن أحاديث وآثار مختلفة تداخلت في ذهن عبد الرحمن بن عطاء فنشأ هذا المتن المنكر، ولعله هو الذي استبدل لفظة (نجدنا) بلفظة (مشرقنا)، وهو استبدال مقبول محتمل، لأن نجداً المعروفة تقع في مشرق المدينة!
* وجاء أيضاً في (المعجم الكبير): [حدثنا الحسن بن علي المعمري حدثنا إسماعيل بن مسعود حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع عن بن عمر ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: اللهم بارك لنا في شامنا اللهم بارك في يمننا فقالها مرارا فلما كان في الثالثة أو الرابعة قالوا يا رسول الله وفي (عراقنا) قال: إن بها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]
قلت: وهذا أيضاً لا شئ: عبيد الله بن عبد الله بن عون ليس بذلك المشهور، وليس هو من أكابر أهل الحديث، ولم يخرج له الستة، ولا الإمام أحمد، وقال البخاري عنه في التاريخ الكبير: (معروف الحديث)، وقال أبو حاتم في (الجرح والتعديل): (صالح الحديث) فقط، فلا يعارض به الثقات الأثبات المشاهير من أمثال: أبي بكر أزهر بن سعد السمان، وحسين بن الحسن!
ولم يأت هذا عن سالم بن عبد الله عن أبيه إلا في روايتين، فيهما نظر:
* أولاهما كما هي في (المعجم الأوسط ج: 4 ص: 245): [حدثنا علي بن سعيد قال: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية قال: حدثنا ابي قال: حدثنا زياد بن بيان قال: حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر عن ابيه قال: صلى النبي، صلى الله عليه وسلم، صلاة الفجر ثم انفتل فأقبل على القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله فسكت ثم قال: اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مدنا وصاعنا اللهم بارك لنا في حرمنا وبارك لنا في شامنا ويمننا فقال رجل (والعراق) يا رسول الله قال: (من ثم يطلع قرن الشيطان وتهيج الفتن)]
قلـت: زياد بن بيان، وإن كان صدوقاً عابداً، كما نص عليه الحافظ، إلا أنه ليس من أهل الحديث المشاهير، وليس له من الحديث إلا هذا الحديث أعلاه، وحديث مرفوع آخر : (المهدي من ولد فاطمة)، وقد أنكر الإمام البخاري رفعه، وأثر في التسليم عن أبي بكر الصديق، رضوان الله وسلامه عليه، فليس هو بالذي ينهض لمقابلة الإمام الثقة الثبت المشهور عبد الله بن عون.
وشيخ الطبراني علي بن سعيد بن بشير، أبو الحسن الرازي، حافظ مختلف فيه: تكلم فيه الدارقطني، وغيره. ولكن هذا لا يضر لأن الإمام ابن عساكرأخرجه في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 131) بسنده إلى محمد بن عبدوس: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية به إلى منتهاه. كما أخرجه بإسناد آخر إلى سليمان بن عمر بن خالد الأقطع حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية به إلى منتهاه. ونسبه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، عند دراسة الحديث رقم (2246) أيضاً إلى كل من: الربعي في (فضائل الشام ودمشق)؛ وأبي علي القشيري الحراني في (تاريخ الرقة) من طريق: العلاء بن إبراهيم حدثنا زياد بن بيان به.
وعلى كل حال فإن سالم بن عبد الله، على وثاقته وجلالة قدره، لا يتقدم على نافع. وجمهور الأئمة على تقديم نافع على سالم في حالة الخلاف، وإن كنا نرجح أن الخطأ هنا إنما هو من زياد بن بيان، ولعله سمع كلام سالم لأهل العراق، أو علم به، فظن أن سالماً يعتقد انطباق الحديث على العراق أو أن (نجداً) المذكورة في الحديث تعني (العراق)، فتساهل في لفظ الحديث ورواه بالمعنى حسب فهمه.
* وربما استند البعض، كما فعل الألباني، على ما جاء في (مسند الشاميين): [حدثنا عبد الله بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي حدثني أبي أخبرني أبي حدثني عبد الله بن شوذب حدثني عبد الله بن القاسم ومطر الوراق وكثير أبو سهل عن توبة العنبري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك في مكتنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا اللهم بارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فقال رجل يا رسول الله وعراقنا فأعرض عنه فرددها ثلاثا وكان ذلك الرجل يقول وعراقنا فيعرض عنه ثم قال: بها الزلازل والفتن وفيها يطلع قرن الشيطان]،
قلت: لم يبين عبد الله بن شوذب من أي الثلاثة (عبد الله بن القاسم ومطر بن طهمان الوراق وأبو سهل كثير بن زياد) أخذ اللفظ، لا سيما وأن مطر بن طهمان الوراق معروف بكثرة الخطأ. فيحتمل أن يكون هذا هو لفظه، أو تداخلت الألفاظ في بعضها البعض، وما كان هكذا فلا تقوم به حجة قاطعة، خصوصاً وأن مدار البحث يدور حول لفظة واحدة بعينها، فلا بد إذاً من المبالغة في تحرير الألفاظ، والتشدد في ذلك.










قديم 2012-07-16, 15:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المقيبرة
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية المقيبرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

* وجاء في (حلية الأولياء، ج: 6 ص: 133) ما يقوي مخاوفنا، إذ قال الإمام أبو نعيم الأصبهاني: [حدثنا عبدالله بن جعفر حدثنا إسماعيل بن عبدالله حدثنا الحسن بن رافع الرملي حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم بن عبدالله عن أبيه أن عمر قال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا، ... إلخ)، فرددها ثلاث مرات، فقال الرجل: (يا رسول الله ولعراقنا)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بها الزلازل والفتن ومنها يطلع قرن الشيطان)].
وهذا إسناد منقطع مدلس، ثم قال الإمام أبو نعيم: (كذا رواه ضمرة عن ابن شوذب عن توبة ورواه الوليد بن مزيد عن ابن شوذب عن مطر عن توبة)، ثم ساقه: [حدثنا عبدالله بن محمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن جامع الحلواني حدثنا عباس ابن الوليد بن مزيد حدثنا أبي حدثنا ابن شوذب حدثني عبدالله بن القاسم ومطر وكثير أبو سهل عن توبة عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في مكتنا وبارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا وبارك لنا في صاعنا ومدنا فقال رجل يا رسول الله وفي عراقنا فأعرض عنه فقال فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان]
وقد أخرج الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 130) إسناد بن شوذب المدلس، فقال: [أخبرنا أبو الفرج جعفر بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي بمدينة الرسول في مسجده بين قبره ومنبره، أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن فراس أنبأنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي حدثنا أبو عمير عيسى بن محمد بن النحاس حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن توبة العنبري عن سالم، أراه عن أبيه بنحوه]، ثم قال الإمام ابن عساكر: (كذا أخبرنا أبو جعفر، وكان أول كتابه قد ذهب، فكتب إسناده من لا يعرف فقال فيه: أخبرنا الديبلي؛ وإنما يرويه ابن فراس عن العباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة عن أبي عمير؛ ورواه غير أبي عمير عن ضمرة بغير شك: أخبرناه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني ببغداد أنبأنا محمد بن أحمد بن مسلمة حدثنا أبو طاهر المخلس ...). ثم أخرج إسنادين مختلفين إلى العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي بمثل حديث الطبراني في (مسند الشاميين).
ودرسه الألباني في (السلسلة الصحيحة، ج: 5 ص: 302)، الحديث رقم (2246)، فنسبه إلى ما ذكرنا أعلاه من المراجع باستثناء (مسند الشاميين) الذي فاته، كما نسبه أيضاً إلى كل من: الفسوي في (المعرفة، ج: 2 ص: 746)؛ والمخلص في (الفوائد المستقاة، ج: 7 ص: 2)؛ والجرجاني في (الفوائد، ج: 2 ص: 164). ثم قال الألباني: (من طرق عن توبة العنبري عن سالم عن أبيه أن النبي دعا، فقال: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين).
فنقول: هذا في أحسن أحواله تدليس شنيع، إن لم يكن خيانة صريحة. فكل الطرق تنتهي إلى عبد الله بن شوذب ثم تصعد ملسة منقطعة، أو عن ثلاثة من الرواة لا يدرى لفظ من منهم هو، وبعضهم ليس بالمتقن: فكيف يكون هذا على شرط الشيخين؟؟!!
فهذه اللفظة: (عراقنا) في هذه الرواية إذاً في أحسن أحوالها شاذة ، وإن كان الأرجح أنها منكرة، فهي لا تثبت أصلاً، ولا تجوز نسبتها إلى نبي الله، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله، ولا بحال من الأحوال .
وشذت رواية عن نافع عن بن عمر لا يعتد بها، لا سنداً ولا متناً:
* كما هي في (مسند الشاميين): [حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة حدثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي حدثني أبي عن أبيه حدثني أبو رزين الفلسطيني عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وفي مكتنا وفي مدينتنا وفي شامنا وفي يمننا!)، فقال رجل: يا رسول الله: وفي العراق ومصر؟!)، فقال: (هناك يطلع قرن الشيطان؛ وثم الزلازل والفتن)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 135) من عدة طرق كلها إلى محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي هذا عن أبيه، وفيما أعلم لم يتابعهما أحد في العالم على هذا قط.
قلت: وهذا إسناد ساقط، بل هو ظلمات بعضها فوق بعض:
يزيد بن سنان الرهاوي، وكذلك ابنه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ضعاف.
و أبو رزين الفلسطيني مجهول، ولعله مسرة بن معبد اللخمي الفلسطيني مختلف فيه: ذكره بن حبان في الثقات، وقال: (كان ممن يخطىء)؛ ثم ذكره في الضعفاء فقال: (لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد: يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات).
وشذ حديث عن ابن عباس، لا يعتد به، لا سنداً ولا متناً:
* وهو في (المعجم الكبير): [حدثنا محمد بن علي المروزي حدثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن المنيب حدثنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال: دعا نبي الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا وبارك لنا في مكتنا ومدينتنا وبارك لنا في شامنا ويمننا!)، فقال رجل من القوم: (يا نبي الله، وعراقنا؟!) فقال: (إن بها قرن الشيطان، وتهيج الفتن. وإن الجفاء بالمشرق!)]، وقد أخرجه الإمام ابن عساكر في (تاريخ دمشق، ج: 1 ص: 138) من طريق الطبراني هذه,
ولكن: عبد الله بن كيسان، هو أبو مجاهد عبد الله بن كيسان المروزي، وهو كثير الخطأ، لا تقوم به حجة. وابنه إسحاق بن عبد الله بن كيسان أضعف منه، وهو (منكر الحديث) كما قال الإمام البخاري، لا سيما إذا روى عن أبيه.
قلت: فظهر بذلك أن قول الهيثمي في (مجمع الزوائد) عند تعقيبه على هذا الحديث: [رجاله ثقات] وهم فاحش. وبذلك تكون لفظة (عراقنا) في الحديث لفظة منكرة (رواية)، أي من حيث الإسناد، لمخافة الضعيف للثقات، وهي كذلك منكرة (دراية)، أي من حيث المتن، بقرينة لفظة (المشرق)، والعراق ليس بمشرق المدينة أصلاً، كما حررناه أعلاه، على فرض ثبوت الحديث عن ابن عباس أصلاً، وهو لا يثبت بمثل هذا الإسناد الساقط!!










قديم 2012-07-16, 16:51   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
kouider2012
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2012-07-16, 17:46   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
g_b_h
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يا اخي الكريم saqrarab و المقيبرة
الله يهديكما
لما نورتوه خليه عايش في الظلمات احسن
انا كانت عندي مشاركة لكن هؤلاء القوم الواحد يخليهم عايشين في الظلمات احسن









قديم 2012-07-16, 17:56   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










B4

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة g_b_h مشاهدة المشاركة
يا اخي الكريم saqrarab و المقيبرة
الله يهديكما
لما نورتوه خليه عايش في الظلمات احسن
انا كانت عندي مشاركة لكن هؤلاء القوم الواحد يخليهم عايشين في الظلمات احسن

جاء المخاض مرةأخرى وولد عضوجديد بنفس أفكار .
كم مرة تولد ياهذا









قديم 2012-07-16, 18:02   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان

أود أن أعرف رأيكم بشأن شرح الحديث رقم (990) في صحيح البخاري ، الذى لَمْ يَدعُ فيه النبى صلى الله عليه وسلم لِنَجد ، حيث قال : إن الفتنة والزلازل ونفير الشيطان سيخرجون من نجد . وقد سمعت بعض العلماء يشيرون إلى هذا الحديث عند الحديث عن علماء نجد ، كالشيخ عبد الوهاب رحمه الله ، كما يصح القول بأن كثيرا من زعماء الحركة السلفية ينحدرون من نجد . فما هو الشرح الصحيح لهذا الحديث الصحيح .

الحمد لله
أولا :
الحديث المقصود في السؤال جاء عن جماعة من الصحابة ، ورواه عنهم جماعة كبيرة من التابعين ، وأنقل واحدا من هذه الأحاديث ، فهي متقاربة في اللفظ والمعنى :
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا وفِي يَمَنِنَا . قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا ؟ قَالَ : هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ) رواه البخاري (1037) ومسلم (20905) ، واللفظ للبخاري .
ثم الكلام على هذا الحديث في مسائل :
المسألة الأولى :
من المعلوم لدى أهل العلم أن ما ورد في الكتاب أو السنة من النصوص التي فيها تفضيل بعض الأماكن أو الأقوام على بعض ، لا يعني ذلك أبدا تفضيلا لكل من انتسب إلى ذلك المكان ، أو لأولئك القوم ، على غيرهم من البشر ، وكذلك ما ورد في النصوص من ذم بعض الأماكن ، وذكر ما فيها من الشر ، فلا يعني ذلك – بأي حال من الأحوال – ذم وانتقاص جميع من ينتمي إلى ذلك المكان .
والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات/13
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ) رواه مسلم (2564)
فميزان الصلاح والفساد هو القلب والعمل ، وليس القبيلة أو العرق أو الجنس أو اللون ، وهذا التقرير متفق عليه بين أهل العلم .
روى مالك في "الموطأ" (1459) عن يحيى بن سعيد : أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي أن هَلُمَّ إلى الأرض المقدسة – يعني بلاد الشام - ، فكتب إليه سلمان : إن الأرض لا تقدس أحدا ، وإنما يُقدِّسُ الإنسانَ عملُهُ " انتهى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (27/45-47) :
" وهو كما قال سلمان الفارسى ، فإن مكة حرسها الله تعالى أشرف البقاع ، وقد كانت فى غربة الإسلام دار كفر وحرب يحرم المقام بها ، وحرم بعد الهجرة أن يرجع إليها المهاجرون فيقيموا بها ، وقد كانت الشام فى زمن موسى عليه السلام قبل خروجه ببني إسرائيل دار الصابئة المشركين الجبابرة الفاسقين ، وفيها قال تعالى لبنى إسرائيل: ( سأريكم دار الفاسقين )
فإن كون الأرض دار كفر أو دار السلام أو إيمان ، أو دار سلم أو حرب ، أو دار طاعة أو معصية ، أو دار المؤمنين أو الفاسقين ، أوصافٌ عارضةٌ لا لازمة ، فقد تنتقل من وصف إلى وصف ، كما ينتقل الرجل بنفسه من الكفر إلى الإيمان والعلم ، وكذلك بالعكس .
وأما الفضيلة الدائمة فى كل وقت ومكان ففي الإيمان والعمل الصالح ، كما قال تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ) الآية . وقال تعالى : ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ) الآية . وقال تعالى : ( ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم )
فلا ينبغي للرجل أن يلتفت إلى فضل البقعة فى فضل أهلها مطلقا ، بل يعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه ، ولكن العبرة بفضل الإنسان فى إيمانه وعمله الصالح والكلم الطيب .
وإذا فضلت جملة على جملة لم يستلزم ذلك تفضيل الأفراد على الأفراد : كتفضيل القرن الثاني على الثالث ، وتفضيل العرب على ما سواهم ، وتفضيل قريش على ما سواهم ، فهذا هذا والله أعلم " انتهى .
المسألة الثانية :
وعليه فلا يجوز أن يفهم الحديث السابق على أنه ذم لجميع أهل نجد عبر التاريخ ، بل وليس فيه ذم ( نجد ) مطلقا ، وإنما ورد الذم والتنفير عنها مقيدا بوجود الفتن والشرور ، ولا يلزم أن يكون ذلك في جميع القرون مُطَّرِدًا ، بل قد يكون في عصر من العصور منارة علم وهدى وفضل وخير .
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في "مجموعة الرسائل والمسائل" (4/265) :
" وعلى كل حال ؛ فالذم إنما يكون في حال دون حال ، ووقت دون وقت ، بحسب حال الساكن ؛ لأن الذم إنما يكون للحال دون المحل ، وإن كانت الأماكن تتفاضل ، وقد تقع المداولة فيها ، فإن الله يداول بين خلقه ، حتى في البقاع ، فمحل المعصية في زمن قد يكون محل طاعة في زمن آخر ، وبالعكس " انتهى .
المسألة الثالثة :
ليس في لفظ الحديث ذم لأهل ( نجد ) وساكنيها ، وإنما فيه ذكر الفتن والشرور التي ستقع وتخرج منها ، ولا يعني ذلك ذمَّ الساكنين مطلقا .
فقد جاء في السنة النبوية ذكر وقوع الفتن في المدينة المنورة ، كقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : ( إِنِّي لَأَرَى مَوَاقِعَ الْفِتَنِ خِلَالَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ ) رواه البخاري (1878) ومسلم (2885)
ولا يجوز أن يفهم من ذلك أي ذم لأهل المدينة المنورة .
يقول الشيخ محمد بشير السهسواني الهندي (ت 1326هـ) في كتابه "صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان" (ص/500) :
" وهذه الأحاديث وغيرها مما ورد في هذا الباب دالة على وقوع الفتن في المدينة النبوية ، فلو كان وقوع الفتن في موضع مستلزماً لذم ساكنيه ، لزم ذم سكان المدينة كلهم أجمعين ، وهذا لا يقول به أحد ، على أن مكة والمدينة كانتا في زَمَنٍ موضع الشرك والكفر ، وأي فتنة أكبر منهما ، بل وما من بلد أو قرية إلا وقد كانت في زمن أو ستصير في زمان موضع الفتنة ، فكيف يجترئ مؤمن على ذم جميع مسلمي الدنيا ؟ وإنما مناطُ ذم شخصٍ معينٍ كونُه مصدراً للفتن من الكفر والشرك والبدع " انتهى .
فالمقصود من الحديث هو ذكر ما سيقع في منطقة ( نجد ) من الفتن والبلايا العظيمة في مرحلة من التاريخ ، وأنها ستكون كالزلازل التي تطال كل من فيها ، وسيكون كثير من أهل تلك البلاد ضحايا الفتنة ، ولا يعني أن جميع أهلها هم من يُثيرُها ويقومُ عليها ، ومَن فهم ذلك من الحديث فقد أساء وظلم .
يقول الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (5/305) :
" وجهلوا أيضاً أنَّ كونَ الرجل من بعض البلاد المذمومة لا يستلزم أنه هو مذموم أيضاً إذا كان صالحاً في نفسه , والعكس بالعكس ، فكم في مكة والمدينة والشام من فاسق وفاجر , وفي العراق من عالم وصالح , وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلي الشام : أما بعد , فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً , وإنما يقدس الإنسان بعمله " انتهى .
المسألة الرابعة :
فسر العلماء المتقدمون هذا الحديث ، وقالوا المقصود بالفتن التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم هي فتنة مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة ، والشر الذي يأتي به ، وما يلحقه من المتنبئين الكذابين .
يقول الحافظ ابن حبان رحمه الله كما في "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان" (15/24) بعد أن روى حديث عبد الله بن عمر أنه قال : ( ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق ويقول : إن الفتنة هاهنا ، إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان )
قال أبو حاتم رحمه الله : " مشرق المدينة هو البحرين ، ومسيلمة منها ، وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام " انتهى .
كما فسره بعض أهل العلم أيضا بالفتن التي تحدث في ( العراق ) ، فهي في جهة المشرق عموما بالنسبة لمن في الحجاز ، وفي العراق ( نجد ) أيضا ، فإن كل منطقة مرتفعة بالنسبة لغيرها تسمى نجدا ، وقد شملها بعض الصحابة في فهمهم لهذا الحديث :
فعن سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قال : ( يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ! مَا أَسْأَلَكُمْ عَنْ الصَّغِيرَةِ وَأَرْكَبَكُمْ لِلْكَبِيرَةِ ! سَمِعْتُ أَبِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّ الْفِتْنَةَ تَجِيءُ مِنْ هَاهُنَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ - مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنَا الشَّيْطَانِ ، وَأَنْتُمْ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) رواه مسلم (2905)
فالحديث يشمل كل ( نجد ) : أي كل مرتفع من الأرض بالنسبة للحجاز في جهة المشرق ، وذلك يشمل نجد الحجاز ونجد العراق .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (27/41-42) :
" هذه لغة أهل المدينة النبوية فى ذاك الزمان ، كانوا يسمون أهل نجد والعراق أهل المشرق " انتهى .
ويقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/47) :
" كان أهل المشرق يومئذ أهل كفر ، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفتنة تكون من تلك الناحية ، فكان كما أخبر ، وأول الفتن كان من قبل المشرق ، فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين ، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به ، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة .
وقال الخطابي : ( نجد ) من جهة المشرق ، ومَن كان بالمدينة كان نَجدُهُ باديةَ العراق ونواحيها ، وهي مشرق أهل المدينة ، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض ، وهو خلاف الغور فإنه ما انخفض منها ، وتهامة كلها من الغور ومكة من تهامة . انتهى كلام الخطابي .
وعُرف بهذا وهاء ما قاله الداودي : أن ( نجدا ) من ناحية العراق ، فإنه توهم أن نجدا موضع مخصوص ، وليس كذلك ، بل كل شيء ارتفع بالنسبة إلى ما يليه يسمى المرتفع نجدا ، والمنخفض غورا " انتهى كلام الحافظ ابن حجر .
ويقول علامة العراق محمود شكري الآلوسي عن بلده العراق في "غاية الأماني" (2/148) :
" ولا بدع ، فبلاد العراق معدن كل محنة وبلية ، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية ، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى ، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق ، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به...إنما نبغوا وظهروا بالبصرة ، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت ، والقول الشنيع في علي وسائر الأئمة ومسبة أكابر الصحابة..كل هذا معروف مستفيض
" انتهى باختصار .
وللشيخ "حكيم محمد أشرف سندهو" رحمه الله ، رسالة في بيان ما ذكرناه بعنوان : " أكمل البيان في شرح حديث : نجد قرن الشيطان " ، وهي مطبوعة ، قال الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي في تقدمته لها ـ ص (8) ـ :
" والموضع الذي يُعَيَّن من قِبَل أهل الجهل والضلالة اليوم [ يعني : نجد المعروف في السعودية ]
لم يقله أحد من السلف ولا من الخلف ، إلا بعد ظهور دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، التجديدية للدين الحنيف ، إلا هؤلاء الذين لم يفهموا هذه العقيدة الصحيحة ، أو يتجاهلون عنها ، ولم يعرفوا التاريخ الإسلامي الصحيح الذي يدلهم على تلك الفتن العظيمة التي ظهرت ظهورا واضحا بينا في ذلك النجد الحقيقي ... " انتهى .
المسألة الخامسة :
ويخطئ كثير من الناس حين يظنون أن المقصود بـ ( قرن الشيطان ) شخص معين ، إذ المقصود هو مطلع الشمس وما يعتريها عند الشروق ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( فَإِنَّهَا – يعني الشمس - تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ ) رواه البخاري (3273) ومسلم (612)
ودليل ذلك ما في رواية البخاري (7092) : قال صلى الله عليه وسلم : ( الْفِتْنَةُ هَا هُنَا ، الْفِتْنَةُ هَا هُنَا ، مِنْ حَيْثُ يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ، أَوْ قَالَ : قَرْنُ الشَّمْسِ ) والشك من الراوي .
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/46) :
" وأما قوله: " قرن الشمس " فقال الداودي : للشمس قرن حقيقة ، ويحتمل أن يريد بالقرن قوة الشيطان ، وما يستعين به على الإضلال ، وهذا أوجه ، وقيل إن الشيطان يقرن رأسه بالشمس عند طلوعها ليقع سجود عبدتها له ، قيل : ويحتمل أن يكون للشمس شيطان تطلع الشمس بين قرنيه " انتهى .
المسألة السابعة :
فأي حجة تبقى بعد ذلك لمن استدل بهذا الحديث على ذم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، ودعوته التجديدية ؟!!
وبأي برهان يُعَيِّنُ بعضُ الحاقدين - من غلاة المتصوفة ومن الرافضة - مقصودَ النبي صلى الله عليه وسلم من الذم في واحد من أشهر علماء المسلمين ، وأشهر دعاة الإصلاح في القرون المتأخرة ، والذي تحمل دعوة التوحيد علما وعملا ودعوة ، وعَدَّهُ أهلُ العلم مجدِّدَ ذلك القرن؟!!
أهكذا تُفَسَّرُ الأحاديث النبوية ، بالهوى والتشهي !
وهكذا تحول الأحاديث لأغراض مذهبية أو عنصرية أو طائفية ؟!!
وانظر عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب للفائدة
: جوابَ السؤال رقم (36616)
والله أعلم .



الإسلام سؤال وجواب














قديم 2012-07-16, 18:06   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : وفي نجدنا ، قال : اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا فأظنه قال الثالثة : هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان . رواه البخاري والترمذي وأحمد .
وفي هذا الحديث لفظ : نجدنا .

عن ابن فضيل عن أبيه قال : سمعت سالم بن عبدالله بن عمر يقول : يا أهل العراق ! ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم للكبيرة ! سمعت أبي عبدالله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الفتنة تجيء من ههنا ، وأومأ بيده نحو المشرق ، من حيث يطلع قرنا الشيطان وأنتم يضرب بعضكم رقاب بعض ..... الحديث . رواه مسلم بهذا اللفظ .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا ، وبارك لنا في شامنا ويمننا .فقال رجل من القوم يا نبي الله وفي عراقنا . قال : إن بها قرن الشيطان ، وتهيج الفتن ، وإن الجفاء بالمشرق .
قال الهيثيمي في المجمع : رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات .
وهاتان الروايتان صريحتان في تعيين المراد مما أبهم في غيرها من الروايات .



مارواه أحمد في المسند ((6302) الرسالة)من طريق ابن نمير عن حنظلة بن أبى سفيان المكي عن سالم عن ابن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده يؤم العراق ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان ). قال الشيخ الألباني رحمه الله في فضائل الشام ودمشق (24)(إسناده صحيح على شرط مسلم).




قال ابن عبد البر في التمهيد : (1/279 ) (وبها يطلع قرن الشيطان قال أبو عمر دعاؤه صلى الله عليه وسلم للشام يعني لأهلها كتوقيته لأهل الشام الجحفة ولأهل اليمن يلملم علما منه بأن الشام سينتقل إليها الإسلام وكذلك وقت لأهل نجد قرنا يعني علما منه بأن العراق ستكون كذلك وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم) أ. هـ. وقال أيضا017/12): (في هذا الحديث علم من أعلام نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإخباره بالغيب عما يكون بعده والفتنة ههنا بمعنى الفتن فأخبر صلى الله عليه وسلم عن إقبال الفتن من ناحية المشرق وكذلك أكثر الفتن من المشرق انبعثت وبها كانت نحو الجمل وصفين وقتل الحسين وغير ذلك مما المطلوب ذكره مما كان بعد ذلك من الفتن بالعراق وخراسان إلى اليوم )
قال الكرماني كما في الفتح (13/47) : (ومن كان بالمدينة الطيبة صلى الله على ساكنها وسلم كان نجده بادية العراق وهي مشرق أهلها)

وقال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في تخريجه لكتاب فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن الربعي (ص26) : فيستفاد من مجموع طرق الحديث أن المراد من نجد في رواية البخاري ليس هو الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ، وإنما هو العراق ، وبذلك فسره الخطابي والحافظ ابن حجر العسقلاني ... وقد تحقق ما أنبأ به عليه السلام ، فإن كثيرا من الفتن الكبرى كان مصدرها العراق ... فالحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته .ا.هـ.










قديم 2012-07-16, 18:08   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي شرح حديث نجد (العراق) قرن الشيطان

ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وهو مستقبل المشرق يقول : ألا إن الفتنة ها هنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، ألا إن الفتنة هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان . رواه الشيخان .

وفي رواية لمسلم : رأس الكفر من هاهنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان .


https://www.4cyc.com/play-Q-zctyV6hwU










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيطان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc