عقيدة اهل السنة والجماعة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عقيدة اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-10, 12:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24 عقيدة اهل السنة والجماعة

هذه عقيدة وجيزة جامعة نافعة إن شاء الله تعالى على سبيل الفرقة الناجية و هم أهل السنة و الجماعة و السواد الأعظم من المسلمين .
الحمد لله وحده ، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.
وبعد : فإنا نعلم ونقر ونعتقد، ونؤمن ونوقن، ونشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك...
له . إله عظيم ، ملك كبير ، لارب سواه ، و لامعبود إلاإياه . قديم أزلي ، دائم أبدي ، لاابتداء لأوليته ، ولا انتهاء لآخريته . أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . لاشبيه له ولا نظير وليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان ، وعن مشابهة الأكوان ، ولاتحيط به الجهات، ولاتعتريه الحادثات . مستو على عرشه على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، إستواءً يليق بعز جلاله ، وعلو مجده وكبريائه.
وأنه تعالى قريب من كل موجود ، وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد ، وعلى كل شئ رقيب وشهيد. حي قيوم ، لاتأخذه سنة ولانوم . بديع السموات والأرض ، وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون . الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل.
وأنه تعالى على كل شئ قدير ، وبكل شئ عليم ، وقد أحاط بكل شئ علما ، و أحصى كل شئ عددا . وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولافي السماء . يعلم مايلج في الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وهو معكم أينما كنتم ، والله بما تعملون بصير . ويعلم السر وأخفى، ويعلم ما في البر والبحر ، و ما تسقط من ورقة إلايعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين .
وأنه تعالى مريد للكائنات ، مدبر للحادثات . وأنه لايكون كائن من خير أو شر ، أو نفع أوضر ، إلا بقضائه ومشيئته ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن . ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يحركوا في الوجود ذرة ، أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا عنه.
وأنه تعالى سميع بصير ، متكلم بكلام قديم أزلي ، لايشبه كلام الخلق .
وأن القرآن العظيم كلامه القديم ، وكتابه المنزل على نبيه و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم .
وأنه سبحانه الخالق لكل شئ ، والرازق له والمدبر والمتصرف فيه كيف يشاء ، ليس له في ملكه منازع ولا مدافع ، يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء ، لايسأل عما يفعل ، وهم يسألون .
وأنه عالى حكيم في فعله ، عادل في قضائه ، لايتصور منه ظلم ولاجور ، ولا يجب عليه لأحد حق . ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائراً عليهم ولا ظالماً لهم ، فإنهم ملكه وعبيده ، وله أن يفعل في ملكه ما يشاء وما ربك بظلام للعبيد . يثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرماً، و يعاقبهم على المعاصي حكمةً وعدلاً ، وأن طاعته واجبة على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ونؤمن بكل كتاب أنزله الله ، وبكل رسول أرسله الله ، وبملائكة الله ، وبالقدر خيره وشره.
ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، أرسله إلى الجن والإنس ، والعرب والعجم ، بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . وأنه بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وأنه صادق أمين ، مؤيد بالبراهين الصادقة والمعجزات الخارقة . وأن الله فرض على العباد تصديقه و طاعته و اتباعه، و أنه لا يقبل إيمان عبد و إن آمن به سبحانه حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، و بجميع ما جاء به و أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة والبرزخ.
ومن ذلك : أن يؤمن بسؤال منكر ونكير للموتى ، عن التوحيد والدين و النبوة. وأن يؤمن بنعيم القبر لأهل الطاعة ، وبعذابه لأهل المعصية .
وأن يؤمن بالبعث بعد الموت ، وبحشر الأجساد و الأرواح إلى الله،و بالوقوف بين يدي الله، و بالحساب، و أن العباد يتفاوتون فيه إلى مسامح ومناقش ، وإلى من يدخل الجنة بغير حساب .
وأن يؤمن بالميزان الذي توزن فيه الحسنات والسيئات ، وبالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم وبحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة ، وماؤه من الجنة.
وأن يؤمن بشفاعة الأنبياء ثم الصديقين والشهداء ، والعلماء والصالحين و المؤمنين . وأن الشفاعة العظمى مخصوصة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأن يؤمن بإخراج من دخل النار من أهل التوحيد حتى لايخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان . وأن أهل الكفر والشرك مخلدون في النار أبد الآبدين ، لايخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون . وأن المؤمنين مخلدون في الجنة أبداً سرمداً ، لايمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين .
وأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم على ما يليق بجلاله وقدس كماله .
وأن يعتقد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وترتيبهم ، وأنهم عدول أخيار أمناء ، لا يجوز سبهم ولا القدح في أحد منهم . وأن الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبوبكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان الشهيد ، ثم علي المرتضى رضي الله عنهم وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أجمعين ، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك اللهم يا أرحم الراحمين ) .








 


قديم 2012-12-10, 14:46   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


عقيدة النهج السلف والعقيدة الصحيحة هيا

عقيدتنا الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

فنؤمن بربوبية الله تعالى، أي بأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.

ونؤمن بألوهية الله تعالى، أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل.

ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه له الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا.

ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنه لا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته. قال تعالى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:65].

ونؤمن بأنه اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255].

ونؤمن بأنه هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [الحشر:22-24].

ونؤمن بأن له ملك السموات والأرض لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [الشورى:50،49].

ونؤمن بأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى:12،11].

ونؤمن بأنه وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [هود:6].

ونؤمن بأنه وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام:59].

ونؤمن بـأن الله عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [لقمان:34].

[ 2 ]


صفة الكلام

ونؤمن بأن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً [النساء:164]، وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ [الأعراف:143]، وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً [مريم:52].

ونؤمن بأنه لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي[الكهف:109]وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [لقمان:27].

ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقاً في الأخبار وعدلاً في الأحكام وحسناً في الحديث، قال تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً [الأنعام:115]، وقال: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً [النساء:87].

ونؤمن بأن القران الكريم كلام الله تعالى، تكلم به حقا، وألقاه على جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ [النحل:102]، وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ [الشعراء:192- 195].


العلو

ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ على خلقه بذاته وصفاته، لقوله تعالى: وهو العلي العظيم [البقرة:255]، وقوله: وهو القاهر فوق عباده [الأنعام:18].

ونؤمن بأنه خلق السموت في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر [يونس:3]، واستواؤه على العرش علوه عليه علوا خاصاً يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو.

ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويبر أمورهم، يرزق الفقير ويجبر الكسير ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان على فوقهم على عرشه حقيقة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [الشورى:11].

ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم: إنه مع خلقه على الأرض. ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال؛ لأنه وصف الله بما لا يليق به من النقائص.


النزول

ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: ** من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر به }.

ونؤمن بأنه تعالى يأتي يوم المعاد للفصل بين العباد، لقوله تعالى: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا، وجاء ربك والملك صفا صفا، وجاىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى [الفجر:21-23].


أنواع الإرادة

ونؤمن بأنه تعالى فعال لما يريد [البروج:16].

ونؤمن بأن إرادته نوعان: كونية، يقع بها مراده ولا يلزم أن يكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة، كقوله تعالى: ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد [البقرة:253]، وقوله: إن كان الله يريد أن يغويكم [هود:34]، وشرعية لا يلزم بها وقوع المراد ولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى: والله يريد أن يتوب عليكم [النساء:27].

ونؤمن أن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته فكل ما قضاه كونا أو تعبد له خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفق الحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك أليس الله بأحكم الحاكمين [التين:8]، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون [المائدة:50].
المحبة

ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه :

[ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ] [آل عمران:31]،

[فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه] [المائدة:54]،
العلامة ابن العثيمين رحمه الله

[ والله يحب الصابرين] [آل عمران:146]،

[ وأقسطوا إن الله يحب المقسطين] [الحجرات:9]،

[ وأحسنوا إن الله يحب المحسنين] [البقرة:195].

ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من الأعمال والأقوال،
ويكره ما نهى عنه منها

[ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر
وإن تشكروا يرضه لكم ][الزمر:7]،

[ ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين] [التوبة:46].

ونؤمن بأن الله يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات :
[ رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه] [البينة:8].

ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحق الغضب من الكافرين وغيرهم

[الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم] [الفتح:6]،

ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله

[ ولهم عذاب عظيم ] [النحل:106].

ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفاً بالجلال والإكرام : [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال
والإكرام] [الرحمن:27].

ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتين عظيمتين: [ بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ] [المائدة:64]،

[ وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموت مطويت
بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون] [الزمر:67].

ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين؛ لقوله تعالى:
[واصنع الفلك بأعيننا ووحينا] [هود:37]،

وقال النبي : ** حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه
ما انتهى إليه بصره من خلقه }.

وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتين، ويؤيده قول النبي في الدجال:
** إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور }.

ونؤمن بأن الله تعالى :[ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ][الأنعام:103].

ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة [ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ][القيامة:22-23].

ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل له لكمال صفاته
[ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] [الشورى:11].

[ونؤمن بأنه لا تأخذه سنة ولا نوم] [البقرة:255] لكمال حياته وقيوميته.

ونؤمن بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله، وبأنه ليس بغافل عن أعمال
عباده لكمال رقابته وإحاطته.

ونؤمن بأنه لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته

[إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ] [يس:82]،

وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته:
[ولقد خلقنا السموت والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ] [ق:38]
أي من تعب أو إعياء.

ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات،


لكننا نبرأ من محذورين عظيمين هما:

التمثيل، أن يقول بقلبه أو لسانه صفات الله تعالى كصفات المخلوقين. والتكييف، أن يقول بقلبه أو لسانه كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.

ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسو له ، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتاً لكمال ضده،
ونسكت عما سكت عنه الله ورسوله.

ونرى أن السير على هذا الطريق فرض لا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه
أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن نفسه وهو سبحانه أعلم بنفسه
وأصدق قيلا وأحسن حديثاً والعباد لا يحيطون به علماً.

وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو خبر أخبر به عنه وهو أعلم الناس بربه
وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم. ففي كلام الله تعالى ورسوله
كمال العلم والصدق والبيان فلا عذر في رده أو التردد في قبوله.

[ 4 ]


فصل

وكل ما ذكرنا من صفات الله تعالى تفصيلاً أو إجمالاً، إثباتاً أو نفياً؛

فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينا معتمدون،

وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.



ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب والسنة في ذلك على ظاهرها،

وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل، ونتبرأ من طريق المحرفين لها

الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله، ومن طريق المعطلين لها

الذين عطلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله،

ومن طريق الغالين فيها الذين حملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.

ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه

فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً، لقوله تعالى:

[ أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ] [النساء:82]،

ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً،

وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله .

ومن ادعى أن في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله أو بينهما تناقضاً

فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه؛ فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه،

ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله أو بينهما،

فذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر، فليبحث عن العلم،

وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلى

عالمه، وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم:

[ آمنا به كل من عند ربنا] [آل عمران:7]،

ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم [ عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون ] [الأنبياء:26-27]،

خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته [ لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون، يسبحون الليل والنهر لا يفترون] [الأنبياء:19-20].

حجبهم عنا فلا نراهم، وربما كشفهم لبعض عباده،

فقد رأى النبي جبريل على صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق،

وتمثل جبريل لمريم بشرا سوياً فخاطبته وخاطبها،

وأتى إلى النبي وعنده الصحابة بصورة رجل لا يعرف ولا يرى عليه أثر

السفر، شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، فجلس إلى النبي فأسند

ركبتيه إلى ركبتي النبي ، ووضع كفيه على فخذيه، وخاطب النبي ، وخاطبه

النبي ، وأخبر النبي أصحابه أنه جبريل.

ونؤمن بأن للملائكة أعمالاً كلفوا بها:

فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله،

ومنهم ميكائيل: الموكل بالمطر والنبات،

ومنهم إسرافيل: الموكل بالنفخ في الصور حين الصعق والنشور،

ومنهم ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح عند الموت،

ومنهم ملك الجبال: الموكل بها،

ومنهم مالك: خازن النار،

ومنهم ملائكة موكلون الأجنة في الأرحام،

وآخرون موكلون بحفظ بني آدم،

وآخرون موكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان
[ عن اليمين وعن الشمال قعيد .. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد] [ق:17-18]،

وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد الانتهاء من تسليمه إلى مثواه،
يأتيه ملكان يسألانه عن ربه و دينه و نبيه فـ [يثبت الله الذين آمنوا في الحياة
الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء] [إبراهيم:27]،

ومنهم الملائكة الموكلون بأهل الجنة [ يدخلون عليهم من كل باب،
سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار] [الرعد:23-24]،

وقد أخبر النبي أن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية ـ
يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم.

[ 6 ]


فصل

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين، يعلمونهم بها الحكمة ويزكونهم.

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتاباً لقوله تعالى : [ لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ] [الحديد:25].

ونعلم من هذه الكتب:

أ. التوراة: التي أنزلها الله على موسى عليه الصلاة السلام، وهي أعظم كتب
بني إسرائيل [ فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا
والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء] [المائدة:44].

ب. الإنجيل: الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه الصلاة السلام، وهو
مصدق للتوراة ومتمم لها [ وآتينه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه
من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ] [المائدة:46]، [ ولأحل لكم بعض الذي
حرم عليكم ] [آل عمران:50].

ج. الزبور: الذي آتاه الله تعالى داود عليه الصلاة السلام.

د. صحف إبراهيم وموسى: عليهما الصلاة والسلام.

هـ. القرآن العظيم: الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين [ هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان] [البقرة:185]، [ فكان مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه] [المائدة:48]، فنسخ الله به جميع الكتب السابقة، وتكفل بحفظه من عبث العابثين وزيغ المحرفين [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] [الحجر:9]، لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة.

وأما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزول ما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير؛ ولهذا لم تكن معصومة من فقد وقع فيه التحريف والزيادة والنقص، [من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه] [النساء:46]، [ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون] [البقرة:79]، [ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا] [الأنعام:91]، [ وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ما كان لبشر أن يؤتيه الله الحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ] [آل عمران:78-79]، [ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب إلى قوله: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم] [المائدة:15-17].


ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسلا
[ مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما] [النساء:165]،

ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهم وسلم أجمعين
[ إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده] [النساء:163]،
[ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين] [الأحزاب:40]،

وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى
[ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا] [الأحزاب:7].

ونعتقد أن شريعة محمد حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى:
[ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى
وعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه] [الشورى:13].

ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية شيء،
قال الله تعالى عن نوح وهو أولهم: [ ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك] [هود:31]،

وأمر الله محمداً وهو آخرهم أن يقول: [ لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول إني ملك ] [الأنعام:50]،

وأن يقول [ لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله] [الأعراف:188]،

وأن يقول: [ إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ][الجن:21-22].


ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة،
ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياق الثناء عليهم،
فقال عن أولهم نوح: [ ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا] [الإسراء:3]،

وقال في آخرهم محمد [ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا] [الفرقان:1]،

وقال في رسل آخرين: [ واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار] [ص:45]،

[ ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب] [ص:30]،

وقال في عيسى ابن مريم: [ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنه مثلا لبني إسرائيل] [الزخرف:59].



ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالات برسالة محمد ، وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى:
[ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموت والأرض لا إله
إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله
وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون] [الأعراف:158].

ونؤمن بأن شريعته هي دين الإسلام الذي ارتضاه اله تعالى لعبادة،
وأن الله تعالى لا يقبل من أحد ديناً سواه لقوله تعالى: [ إن الدين عند الله الإسلام] [آل عمران:19]

وقوله: [ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ] [المائدة:3]

وقوله: [ ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين] [آل عمران:85].

ونوى أن من زعم اليوم ديناً قائماً مقبولا عند الله سوى دين الإسلام،
من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما، فهو كافر يستتاب،
فإن تاب وإلا قتل مرتدا؛ لأنه مكذب للقرآن.

ونرى أن من كفر برسالة محمد إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل،
حتى برسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له؛ لقوله تعالى:
[ كذبت قوم نوح المرسلين ] [الشعراء:105]،
فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول.

وقال تعالى : [ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله
ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا،
أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا لهم عذابا مهينا] [النساء:150-151].

ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسول الله ، ومن ادعى النبوة بعده أو صدق من ادعاها فهو كافر؛
لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.

ونؤمن بأن للنبي خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين،
وبأن أفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر ابن الخطاب،
ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كما كانوا في الفضيلة.

وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي على خير القرون رجلاً،
وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.

ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قد يتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه،
لكنه لا يستحق بها التفضيل المطلق على من فضله؛ لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.

ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمم وأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى:
[ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله] [آل عمران:110].

ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم،
وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم
حتى يأتي أمر الله عز وجل.

ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه،
فمن كان منهم مصيبا كان له أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له،
ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم، فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل،
وأن نطهر قلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم؛ لقوله تعالى فيهم:
[ لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا
من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى] [الحديد:10]

وقوله تعالى : [ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا

بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم] [الحشر:10].


وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف.










قديم 2012-12-10, 23:14   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[كتاب مصور PDF] العقيدة الصحيحة وما يضادها ونواقض الإسلام

تأليف : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :

لتحميل:
https://www.********.com/l.php?u=http...=pAQEoqbID&s=1
https://bitly.com/SopxA1













قديم 2012-12-12, 00:06   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
[كتاب مصور pdf] العقيدة الصحيحة وما يضادها ونواقض الإسلام

تأليف : عبد العزيز بن عبد الله بن باز :

لتحميل:
https://www.********.com/l.php?u=http...=paqeoqbid&s=1
https://bitly.com/sopxa1





نقلت نقل آخر ولكن لم تقولى أين فيما قاله

اقتباس:

هذه عقيدة وجيزة جامعة نافعة إن شاء الله تعالى على سبيل الفرقة الناجية و هم أهل السنة و الجماعة و السواد الأعظم من المسلمين .
الحمد لله وحده ، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم.
وبعد : فإنا نعلم ونقر ونعتقد، ونؤمن ونوقن، ونشهد: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك...
له . إله عظيم ، ملك كبير ، لارب سواه ، و لامعبود إلاإياه . قديم أزلي ، دائم أبدي ، لاابتداء لأوليته ، ولا انتهاء لآخريته . أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . لاشبيه له ولا نظير وليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
وأنه تعالى مقدس عن الزمان والمكان ، وعن مشابهة الأكوان ، ولاتحيط به الجهات، ولاتعتريه الحادثات . مستو على عرشه على الوجه الذي قاله ، وبالمعنى الذي أراده ، إستواءً يليق بعز جلاله ، وعلو مجده وكبريائه.
وأنه تعالى قريب من كل موجود ، وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد ، وعلى كل شئ رقيب وشهيد. حي قيوم ، لاتأخذه سنة ولانوم . بديع السموات والأرض ، وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون . الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل.
وأنه تعالى على كل شئ قدير ، وبكل شئ عليم ، وقد أحاط بكل شئ علما ، و أحصى كل شئ عددا . وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولافي السماء . يعلم مايلج في الأرض وما يخرج منها ، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ، وهو معكم أينما كنتم ، والله بما تعملون بصير . ويعلم السر وأخفى، ويعلم ما في البر والبحر ، و ما تسقط من ورقة إلايعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين .
وأنه تعالى مريد للكائنات ، مدبر للحادثات . وأنه لايكون كائن من خير أو شر ، أو نفع أوضر ، إلا بقضائه ومشيئته ، فما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن . ولو اجتمع الخلق كلهم على أن يحركوا في الوجود ذرة ، أو يسكنوها دون إرادته لعجزوا عنه.
وأنه تعالى سميع بصير ، متكلم بكلام قديم أزلي ، لايشبه كلام الخلق .
وأن القرآن العظيم كلامه القديم ، وكتابه المنزل على نبيه و رسوله محمد صلى الله عليه و سلم .
وأنه سبحانه الخالق لكل شئ ، والرازق له والمدبر والمتصرف فيه كيف يشاء ، ليس له في ملكه منازع ولا مدافع ، يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، ويعذب من يشاء ، لايسأل عما يفعل ، وهم يسألون .
وأنه عالى حكيم في فعله ، عادل في قضائه ، لايتصور منه ظلم ولاجور ، ولا يجب عليه لأحد حق . ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائراً عليهم ولا ظالماً لهم ، فإنهم ملكه وعبيده ، وله أن يفعل في ملكه ما يشاء وما ربك بظلام للعبيد . يثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرماً، و يعاقبهم على المعاصي حكمةً وعدلاً ، وأن طاعته واجبة على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ونؤمن بكل كتاب أنزله الله ، وبكل رسول أرسله الله ، وبملائكة الله ، وبالقدر خيره وشره.
ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله ، أرسله إلى الجن والإنس ، والعرب والعجم ، بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . وأنه بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وأنه صادق أمين ، مؤيد بالبراهين الصادقة والمعجزات الخارقة . وأن الله فرض على العباد تصديقه و طاعته و اتباعه، و أنه لا يقبل إيمان عبد و إن آمن به سبحانه حتى يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، و بجميع ما جاء به و أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة والبرزخ.
ومن ذلك : أن يؤمن بسؤال منكر ونكير للموتى ، عن التوحيد والدين و النبوة. وأن يؤمن بنعيم القبر لأهل الطاعة ، وبعذابه لأهل المعصية .
وأن يؤمن بالبعث بعد الموت ، وبحشر الأجساد و الأرواح إلى الله،و بالوقوف بين يدي الله، و بالحساب، و أن العباد يتفاوتون فيه إلى مسامح ومناقش ، وإلى من يدخل الجنة بغير حساب .
وأن يؤمن بالميزان الذي توزن فيه الحسنات والسيئات ، وبالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم وبحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة ، وماؤه من الجنة.
وأن يؤمن بشفاعة الأنبياء ثم الصديقين والشهداء ، والعلماء والصالحين و المؤمنين . وأن الشفاعة العظمى مخصوصة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأن يؤمن بإخراج من دخل النار من أهل التوحيد حتى لايخلد فيها من في قلبه مثقال ذرة من ايمان . وأن أهل الكفر والشرك مخلدون في النار أبد الآبدين ، لايخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون . وأن المؤمنين مخلدون في الجنة أبداً سرمداً ، لايمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين .
وأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم على ما يليق بجلاله وقدس كماله .
وأن يعتقد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وترتيبهم ، وأنهم عدول أخيار أمناء ، لا يجوز سبهم ولا القدح في أحد منهم . وأن الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبوبكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان الشهيد ، ثم علي المرتضى رضي الله عنهم وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أجمعين ، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك اللهم يا أرحم الراحمين ) .





شخصيا قرأت ما كتب و لم أجد ما أعيبه

هل ممكن الإشارة للنقاط التي لا توافيقنه فيها فيما نقل?











قديم 2012-12-13, 19:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبد الرزاق الوهيبي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عبد الرزاق الوهيبي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










قديم 2012-12-13, 23:21   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

ما عقيدة أهل السنة والجماعة في مكان الله جل وعلا ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

نعم ، اعتقاد أن الله في كل مكان ، أوْ لا مكان ، هو اعتقاد باطل .
واعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله فوق السماوات ، وهو فوق السماء السابعة مُستوٍ على عرشه بائن عن خَلْقه ، وهو العليّ الأعلى ، له العلو الْمطُلق ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : أين الله ؟
قالت : في السماء .
قال : من أنا ؟
قالت : أنت رسول الله .
قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة . رواه مسلم .


ودلّت أدلة الكتاب والسنة على عُلوّ الله على خلقه ، والعلو مُتضمّن للفوقية .

وسبق :
الرد على من يُنكر القول بأن الله في السماء
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=410875

و
امرأة تزوجت برجُـل ثمّ اكتشفت أنه مِن الأحباش
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77352

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد












قديم 2012-12-13, 23:27   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://islamqa.info/ar/ref/100585

ما حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم؟
الشيخ محمد صالح المنجد

الحمد لله
أولا :
القرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77- 80 ، وقال : ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) السجدة/ 1، 2 ، وقال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الزمر/ 1.
وهو من جملة كلامه ، الذي هو صفة من صفاته ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف .
قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " انتهى.
وقال ابن قدامة رحمه الله : " ومن كلام الله سبحانه : القرآن العظيم ، وهو كتاب الله المبين ، وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب سيد المرسلين ، بلسان عربي مبين ، منزّل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو سور محكمات ، وآيات بينات ، وحروف وكلمات ، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول وآخر ، وأجزاء وأبعاض ، متلو بالألسنة ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، مكتوب في المصاحف ، فيه محكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، وأمر ونهي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت/ 42، وقوله تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء/ 88 .
وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : { لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ } سبأ /31 ، وقال بعضهم : { إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } المدثر/ 25، فقال الله سبحانه : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } المدثر/ 26 ... ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر ، وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف " انتهى
"لمعة الاعتقاد" ص (28-22) .
ومعنى قول أهل السنة : " منه بدأ " : أن الله تعالى تكلم به ، فظهوره وابتداؤه من الله تعالى .
ومعنى قولهم : " وإليه يعود " : أنه يرفع من الصدور والمصاحف في آخر الزمان ، فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف كما جاء ذلك في عدة آثار .
وللحافظ ضياء الدين المقدسي ( ت: 643هـ ) رحمه الله رسالة حول هذه المسألة ، بعنوان : " اختصاص القرآن بالعود إلى الرحمن " .
ولأهل البدع مقالات أخرى كثيرة مخالفة لما دل عليه صريح المعقول ، وصحيح المنقول في هذا الباب ، يمكن مراجعتها ومعرفة ردود أهل العلم عليها في كتب أهل السنة المصنفة في هذا الباب ، ومنها مصنفات خاصة بالرد على أهل البدع في صفة الكلام ، مثل : البرهان في مسألة القرآن ، وحكاية المناظرة في القرآن ، كلاهما لموفق الدين ابن قدامة ، صاحب المغني ، رحمه الله ، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتب ورسائل عديدة فيما يتعلق بصفة الكلام من مسائل ، فيمكن مراجعة المجلد الثاني عشر من مجموع فتاواه ، ومن كتبه المهمة في ذلك كتاب التسعينية ، رد على الأشاعرة بدعهم في صفة الكلام من نحو من تسعين وجها .
وأما المصنفات المعاصرة ، فقد أفرد هذه المسألة بالتأليف الشيخ عبد الله الجديع في كتابه : العقيدة السلفية في كلام رب البرية ، وهو كتاب نافع مفيد في بابه .
ثانيا :
وصف القرآن بالقدم ، أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم ، يراد به معنيان :
الأول : أنه غير مخلوق ، كما تقدم ؛ وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة .
ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " .
ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " .
وممن أطلق ذلك أيضا : ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في لمعة الاعتقاد . قال (15) :
" ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه ، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ، وسمعه جبريل عليه السلام ، ومن أذن له من ملائكته ورسله ، وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ، ويأذن لهم فيزورونه ، قال الله تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء : 164 ] ، وقال سبحانه : { يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } [ الأعراف : 144 ] ، وقال سبحانه : { مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } [ البقرة : 253 ] ، وقال سبحانه : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [ الشورى : 51 ] ، وقال سبحانه : { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى }{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى } [ طه : 11 - 12 ] ، وقال سبحانه : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي } [ طه : 14 ] ، وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله ... " انتهى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل .
ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق .
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم .
فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " انتهى مجموع الفتاوى (12/54) .
وقال ـ رحمه الله ـ أيضا :
" وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .
والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .
ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود .
ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " انتهى من الفتاوى (12/566-567) .
والمعنى الثاني : أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن .
فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .
ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله إطلاق هذا اللفظ ، ولأجل أنه غير مأثور ، كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن ، بل يقال فيه ما قال السلف : القرآن كلام الله ، غير مخلوق .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك .
لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا :
فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .
ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .
وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : { يا آدم اسكن أنت وزوجك } و : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } و { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/85)
وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة .
وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره ، فمراده باطل ، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع .
وانظر أيضا : منهاج السنة النبوية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (5/419-421) .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب










قديم 2012-12-14, 09:51   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
https://islamqa.info/ar/ref/100585

ما حكم وصف القرآن بأنه كلام الله القديم؟
الشيخ محمد صالح المنجد

الحمد لله
أولا :
القرآن الكريم كلام الله تعالى : ألفاظه وحروفه ومعانيه ؛ منه بدأ ، وإليه يعود ، تكلم الله تعالى به ، وسمعه منه جبريل عليه السلام ، وأنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قال سبحانه : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الواقعة/77- 80 ، وقال : ( الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) السجدة/ 1، 2 ، وقال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) الزمر/ 1.
وهو من جملة كلامه ، الذي هو صفة من صفاته ، فمن قال : مخلوق ، فهو كافر ، هذا ما يعتقده أهل السنة والجماعة ، خلافا لما عليه أهل الزيغ والانحراف .
قال الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة : " وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية. فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمّه الله وعابه وأوعده بسقر، حيث قال تعالى: (سأصليه سقر) فلما أوعد الله بسقر لمن قال : (إن هذا إلا قول البشر) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه قول البشر " انتهى.
وقال ابن قدامة رحمه الله : " ومن كلام الله سبحانه : القرآن العظيم ، وهو كتاب الله المبين ، وحبله المتين ، وصراطه المستقيم ، وتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب سيد المرسلين ، بلسان عربي مبين ، منزّل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو سور محكمات ، وآيات بينات ، وحروف وكلمات ، من قرأه فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات ، له أول وآخر ، وأجزاء وأبعاض ، متلو بالألسنة ، محفوظ في الصدور ، مسموع بالآذان ، مكتوب في المصاحف ، فيه محكم ومتشابه ، وناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، وأمر ونهي { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } فصلت/ 42، وقوله تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } الإسراء/ 88 .
وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا : { لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ } سبأ /31 ، وقال بعضهم : { إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } المدثر/ 25، فقال الله سبحانه : { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } المدثر/ 26 ... ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفا متفقا عليه أنه كافر ، وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف " انتهى
"لمعة الاعتقاد" ص (28-22) .
ومعنى قول أهل السنة : " منه بدأ " : أن الله تعالى تكلم به ، فظهوره وابتداؤه من الله تعالى .
ومعنى قولهم : " وإليه يعود " : أنه يرفع من الصدور والمصاحف في آخر الزمان ، فلا يبقى في الصدور منه آية ولا في المصاحف كما جاء ذلك في عدة آثار .
وللحافظ ضياء الدين المقدسي ( ت: 643هـ ) رحمه الله رسالة حول هذه المسألة ، بعنوان : " اختصاص القرآن بالعود إلى الرحمن " .
ولأهل البدع مقالات أخرى كثيرة مخالفة لما دل عليه صريح المعقول ، وصحيح المنقول في هذا الباب ، يمكن مراجعتها ومعرفة ردود أهل العلم عليها في كتب أهل السنة المصنفة في هذا الباب ، ومنها مصنفات خاصة بالرد على أهل البدع في صفة الكلام ، مثل : البرهان في مسألة القرآن ، وحكاية المناظرة في القرآن ، كلاهما لموفق الدين ابن قدامة ، صاحب المغني ، رحمه الله ، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتب ورسائل عديدة فيما يتعلق بصفة الكلام من مسائل ، فيمكن مراجعة المجلد الثاني عشر من مجموع فتاواه ، ومن كتبه المهمة في ذلك كتاب التسعينية ، رد على الأشاعرة بدعهم في صفة الكلام من نحو من تسعين وجها .
وأما المصنفات المعاصرة ، فقد أفرد هذه المسألة بالتأليف الشيخ عبد الله الجديع في كتابه : العقيدة السلفية في كلام رب البرية ، وهو كتاب نافع مفيد في بابه .
ثانيا :
وصف القرآن بالقدم ، أو وصف كلام الله تعالى بأنه قديم ، يراد به معنيان :
الأول : أنه غير مخلوق ، كما تقدم ؛ وأن جنس الكلام ، في حق الله تعالى ، قديم ، لم يزل متكلما ، متى شاء ، وكيف شاء ، ويكلم من عباده من شاء . وهذا حق ، وهذا هو مأخذ من أطلق " القِدَم " في حق القرآن ، أو في حق كلام الله تعالى عامة ، من أهل السنة .
ومن هؤلاء : أبو القاسم اللالكائي في كتابه " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
قال (2/224) : " سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يدل على أن القرآن من صفات الله القديمة " .
ثم قال (2/227) : " ما روي من إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق " .
وممن أطلق ذلك أيضا : ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في لمعة الاعتقاد . قال (15) :
" ومن صفات الله تعالى أنه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من خلقه ، سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة ، وسمعه جبريل عليه السلام ، ومن أذن له من ملائكته ورسله ، وأنه سبحانه يكلم المؤمنين في الآخرة ويكلمونه ، ويأذن لهم فيزورونه ، قال الله تعالى : { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } [ النساء : 164 ] ، وقال سبحانه : { يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } [ الأعراف : 144 ] ، وقال سبحانه : { مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ } [ البقرة : 253 ] ، وقال سبحانه : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ } [ الشورى : 51 ] ، وقال سبحانه : { فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى }{ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى } [ طه : 11 - 12 ] ، وقال سبحانه : { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي } [ طه : 14 ] ، وغير جائز أن يقول هذا أحد غير الله ... " انتهى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" السلف قالوا : القرآن كلام الله منزل غير مخلوق وقالوا لم يزل متكلما إذا شاء . فبينوا أن كلام الله قديم ، أي : جنسه قديم لم يزل .
ولم يقل أحد منهم : إن نفس الكلام المعين قديم ، ولا قال أحد منهم القرآن قديم .
بل قالوا : إنه كلام الله منزل غير مخلوق .
وإذا كان الله قد تكلم بالقرآن بمشيئته ، كان القرآن كلامه ، وكان منزلا منه غير مخلوق ، ولم يكن مع ذلك أزليا قديما بقدم الله ، وإن كان الله لم يزل متكلما إذا شاء ؛ فجنس كلامه قديم .
فمن فهم قول السلف وفرق بين هذه الأقوال زالت عنه الشبهات في هذه المسائل المعضلة التي اضطرب فيها أهل الأرض " انتهى مجموع الفتاوى (12/54) .
وقال ـ رحمه الله ـ أيضا :
" وكلام الله : تكلم الله به بنفسه ، تكلم به باختياره وقدرته ، ليس مخلوقا بائنا عنه . بل هو قائم بذاته ، مع أنه تكلم به بقدرته ومشيئته ، ليس قائما بدون قدرته ومشيئته .
والسلف قالوا : لم يزل الله تعالى متكلما إذا شاء ؛ فإذا قيل : كلام الله قديم ; بمعنى أنه لم يصر متكلما بعد أن لم يكن متكلما ، ولا كلامه مخلوق ، ولا معنى واحد قديم قائم بذاته ; بل لم يزل متكلما إذا شاء فهذا كلام صحيح .
ولم يقل أحد من السلف : إن نفس الكلام المعين قديم. وكانوا يقولون : القرآن كلام الله ، منزل غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود .
ولم يقل أحد منهم : إن القرآن قديم ، ولا قالوا : إن كلامه معنى واحد قائم بذاته ، ولا قالوا : إن حروف القرآن أو حروفه وأصواته قديمة أزلية قائمة بذات الله ، وإن كان جنس الحروف لم يزل الله متكلما بها إذا شاء ; بل قالوا : إن حروف القرآن غير مخلوقة وأنكروا على من قال : إن الله خلق الحروف " انتهى من الفتاوى (12/566-567) .
والمعنى الثاني : أن القرآن معنى ، أو معنى وحروف ، تكلم الله بها في الأزل ، ثم لم يتكلم بعدها ، وهذا من بدع الأشاعرة ومن وافقهم من أهل الكلام ، التي أرادوا بها الخروج من بدعة المعتزلة والجهمية القائلين بخلق القرآن .
فمن قال في القرآن ، أو غيره من صفات الله تعالى وأفعاله الاختيارية : إنه قديم ، وأراد ذلك فمراده باطل ، ثم إن اللفظ الذي أطلقه مجمل غير مأثور .
ولأجل هذا الاحتمال الباطل الذي يحتمله إطلاق هذا اللفظ ، ولأجل أنه غير مأثور ، كان الراجح هنا ألا يطلق لفظ القدم على القرآن ، بل يقال فيه ما قال السلف : القرآن كلام الله ، غير مخلوق .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وأتباع السلف يقولون : إن كلام الله قديم ، أي : لم يزل متكلما إذا شاء ، لا يقولون : إن نفس الكلمة المعينة قديمة كندائه لموسى ونحو ذلك .
لكن هؤلاء [ يعني : الأشاعرة ومن وافقهم ] اعتقدوا أن القرآن وسائر كلام الله قديم العين ، وأن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته . ثم اختلفوا :
فمنهم من قال : القديم هو معنى واحد ، هو جميع معاني التوراة والإنجيل والقرآن ؛ وأن التوراة إذا عبر عنها بالعربية صارت قرآنا ، والقرآن إذا عبر عنه بالعبرية صار توراة : قالوا : والقرآن العربي لم يتكلم الله به ، بل إما أن يكون خلقه في بعض الأجسام ، وإما أن يكون أحدثه جبريل أو محمد ؛ فيكون كلاما لذلك الرسول ، ترجم به عن المعنى الواحد القائم بذات الرب ، الذي هو جميع معاني الكلام .
ومنهم من قال : بل القرآن القديم هو حروف ، أو حروف وأصوات ، وهي قديمة أزلية قائمة بذات الرب أزلا وأبدا ...؛ إذا كلم موسى أو الملائكة أو العباد يوم القيامة فإنه لا يكلمه بكلام يتكلم به بمشيئته وقدرته حين يكلمه ، ولكن يخلق له إدراكا يدرك ذلك الكلام القديم اللازم لذات الله أزلا وأبدا .
وعندهم لم يزل ولا يزال يقول : { يا آدم اسكن أنت وزوجك } و : { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك } و { يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ونحو ذلك وقد بسط الكلام على هذه الأقوال وغيرها في مواضع .
والمقصود أن هذين القولين لا يقدر أحد أن ينقل واحدا منهما عن أحد من السلف ؛ أعني الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر أئمة المسلمين المشهورين بالعلم والدين ، الذين لهم في الأمة لسان صدق ، في زمن أحمد بن حنبل ولا زمن الشافعي ولا زمن أبي حنيفة ولا قبلهم . وأول من أحدث هذا الأصل هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب ... " الفتاوى (17/85)
وعليه فمن قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم ، وأراد المعنى الأول : أن القرآن ، وسائر كلام الله تعالى ، منزل من عنده غير مخلوق ، ومع ذلك فهو متعلق بمشيئته واختياره، فمراده صحيح ، وإن كان الأولى والأسلم في ذلك أن يقتصر على الألفاظ الواردة عن السلف ، السالمة من الإجمال واحتمال المعاني الباطلة .
وإن أراد المعنى الثاني ونفى أن يتعلق كلام الله تعالى بمشيئته واختياره ، فمراده باطل ، واللفظ الذي أطلقه ـ أيضا ـ مبتدع .
وانظر أيضا : منهاج السنة النبوية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (5/419-421) .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب

طبعا القران كلام الله ، وهوصفة قائمة بذاته ، وصفة لا تنفصل عن الموصوف، واذا قال شيخك ان الصفة حلت في الكتاب فهذا مجانب للصواب، لان المسيح عيسى بن مريم كلمة الله ، وعلى قولكم وقول النصارى ، فعيسى بن الله، تعالى الله علوا كبيرا على ما يقوله المبطلون.









قديم 2012-12-15, 17:45   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قرأت مرة لأحد المشاركين في منتدى قوله:
"الله يتكلم و القرآن كلام الله معنًا و حرفا"
و ليُؤكد ما يقول قال: فعندما أقرأ "الحمد لله رب العالمين "يجب علي أن أعتقد أن الله عز و جل تكلم بها حرفيا كما أقرؤها أنا"

شخصيا إستهجنت قوله "حرفيا " لأنه يبدوا لي هناك تشبيه مع الإنسان

ما قول العلماء في هذا.










قديم 2012-12-17, 17:44   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
ما عقيدة أهل السنة والجماعة في مكان الله جل وعلا ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

نعم ، اعتقاد أن الله في كل مكان ، أوْ لا مكان ، هو اعتقاد باطل .
واعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله فوق السماوات ، وهو فوق السماء السابعة مُستوٍ على عرشه بائن عن خَلْقه ، وهو العليّ الأعلى ، له العلو الْمطُلق ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : أين الله ؟
قالت : في السماء .
قال : من أنا ؟
قالت : أنت رسول الله .
قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة . رواه مسلم .


ودلّت أدلة الكتاب والسنة على عُلوّ الله على خلقه ، والعلو مُتضمّن للفوقية .

وسبق :
الرد على من يُنكر القول بأن الله في السماء
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=410875

و
امرأة تزوجت برجُـل ثمّ اكتشفت أنه مِن الأحباش
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77352

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد





العلو الحسي هو المتضمن للفوقية المكانية، لان الله عز وجل لا يشبه شيءا من مخلوقاته ولا يشبهه شيء ، والله كان ولا مكان ولازمان، ثم خلق الخلق من العرش حتى الفرش ، ولم يحدث له مكان.
-اللهم الا اذا كنت تعتقد بقدم العرش ، عندها يكون لنا كلام اخر.









قديم 2012-12-24, 12:01   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

«والقاصد لوجه الله لا يخاف أن يُنقد عليه خَلَلٌ في كلامه، ولا يَهاب أن يُدَلَّ على بطلان قوله، بل يحب الحق من حيث أتاه، ويقبل الهدى ممَّن أهداه، بل المخاشنة بالحق والنصيحة أحبُّ إليه مِن المُداهنة على الأقوال القبيحة، وصديقك مَن أَصْدَقَكَ لا من صدّقَك، وفي نوابغ الكلم وبدائع الحِكم: (عليك بمَن يُنذر الإبسال والإبلاس وإيّاك ومَن يقول:لا باس ولا تاس)»
[«العواصم والقواصم» لابن الوزير: (1/ 224)]









قديم 2012-12-24, 12:29   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
«والقاصد لوجه الله لا يخاف أن يُنقد عليه خَلَلٌ في كلامه، ولا يَهاب أن يُدَلَّ على بطلان قوله، بل يحب الحق من حيث أتاه، ويقبل الهدى ممَّن أهداه، بل المخاشنة بالحق والنصيحة أحبُّ إليه مِن المُداهنة على الأقوال القبيحة، وصديقك مَن أَصْدَقَكَ لا من صدّقَك، وفي نوابغ الكلم وبدائع الحِكم: (عليك بمَن يُنذر الإبسال والإبلاس وإيّاك ومَن يقول:لا باس ولا تاس)»
[«العواصم والقواصم» لابن الوزير: (1/ 224)]
نفس الرد السابق ،الامام بن العربي يقصد الحشوية بطبع









قديم 2012-12-24, 21:34   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاخ رضا مشاهدة المشاركة
ما عقيدة أهل السنة والجماعة في مكان الله جل وعلا ؟




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

نعم ، اعتقاد أن الله في كل مكان ، أوْ لا مكان ، هو اعتقاد باطل .
واعتقاد أهل السنة والجماعة أن الله فوق السماوات ، وهو فوق السماء السابعة مُستوٍ على عرشه بائن عن خَلْقه ، وهو العليّ الأعلى ، له العلو الْمطُلق ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم الجارية : أين الله ؟
قالت : في السماء .
قال : من أنا ؟
قالت : أنت رسول الله .
قال : أعتقها ، فإنها مؤمنة . رواه مسلم .


ودلّت أدلة الكتاب والسنة على عُلوّ الله على خلقه ، والعلو مُتضمّن للفوقية .

وسبق :
الرد على من يُنكر القول بأن الله في السماء
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=410875

و
امرأة تزوجت برجُـل ثمّ اكتشفت أنه مِن الأحباش
https://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=77352

والله تعالى أعلم .


المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد




العلو مكاني أو معنوي?









قديم 2012-12-30, 20:14   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
farestlemcen
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية farestlemcen
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43 مشاهدة المشاركة

العلو مكاني أو معنوي?
قد أجمع أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم على أن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى،

وهذا هو المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه - رضي الله عنهم وعن أتباعهم بإحسان كما أنه موجود في كتاب الله القرآن وقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – جارية جاء بها سيدها ليعتقها فقال لها الرسول : أين الله ؟ فقالت : في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم في الصحيح فالرسول أقر هذه الجارية على هذا الجواب الذي قلته أنت، (قال لها: أين الله؟
قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)


وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن الله في السماء يدل على إخلاصها لله وتوحيدها لله وأنها مؤمنة به سبحانه وبعلوه في جميع خلقه وبرسوله محمد حيث قالت: أنت رسول الله، أما قوله جل وعلا: وسع كرسيه السموات والأرض هذا لا ينافي ذلك، الكرسي فوق السموات، والعرش فوق الكرسي، والله فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى. وتحديد الجهة لا مانع منه جهة العلو؛

لأن الله في العلو وإنما يشبه بهذا بعض المتكلمين، بعض المبتدعة ويقولون ليس في جهة، وهذا كلام فيه تفصيل فإن أرادوا ليس في جهة مخلوقة وأن ليس في داخل السماوات وليس بداخل الأرض ونحو هذا فصحيح، أما أن أرادوا ليس في العلو هذا باطل وهذا خالف ما دل عليه كتاب الله وما دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما دل عليه إجماع سلف الأمة فقد أجمع علماء الإسلام أن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق،









قديم 2012-12-30, 22:45   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
توفيق43
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية توفيق43
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة farestlemcen مشاهدة المشاركة
قد أجمع أهل السنة والجماعة رحمة الله عليهم على أن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى،

وهذا هو المنقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن أصحابه - رضي الله عنهم وعن أتباعهم بإحسان كما أنه موجود في كتاب الله القرآن وقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – جارية جاء بها سيدها ليعتقها فقال لها الرسول : أين الله ؟ فقالت : في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم في الصحيح فالرسول أقر هذه الجارية على هذا الجواب الذي قلته أنت، (قال لها: أين الله؟
قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة)


وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن الله في السماء يدل على إخلاصها لله وتوحيدها لله وأنها مؤمنة به سبحانه وبعلوه في جميع خلقه وبرسوله محمد حيث قالت: أنت رسول الله، أما قوله جل وعلا: وسع كرسيه السموات والأرض هذا لا ينافي ذلك، الكرسي فوق السموات، والعرش فوق الكرسي، والله فوق العرش، فوق جميع الخلق سبحانه وتعالى. وتحديد الجهة لا مانع منه جهة العلو؛

لأن الله في العلو وإنما يشبه بهذا بعض المتكلمين، بعض المبتدعة ويقولون ليس في جهة، وهذا كلام فيه تفصيل فإن أرادوا ليس في جهة مخلوقة وأن ليس في داخل السماوات وليس بداخل الأرض ونحو هذا فصحيح، أما أن أرادوا ليس في العلو هذا باطل وهذا خالف ما دل عليه كتاب الله وما دلت عليه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما دل عليه إجماع سلف الأمة فقد أجمع علماء الإسلام أن الله في السماء فوق العرش فوق جميع الخلق،
اقتباس:
فإن أرادوا ليس في جهة مخلوقة وأن ليس في داخل السماوات وليس بداخل الأرض ونحو هذا فصحيح،
-
-إذا قلنا أن الله عز و جل في السماء و السماء مخلوقة إذًا فقد وقعنا في نقيض ماذكرت
-إذا قلت أن الله عز و جل "ليس في داخل السماوات" هذا يعني أنك أثبت حيزا لله , له حدود ,و الله عز و جل موجود في الحيز الذي
فيهو خارج السموات و بالمقابل مخلوقاته موجودة في الحيز الذي في هو داخل السموات









 

الكلمات الدلالية (Tags)
السنة, عقيدة, والجماعة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:07

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc