ضحايا الثورات الشعبية..شهداء أم قتلى جاهلية..الشيخ فركوس: "قتالهم جاهلي"والقرضاوي واللحيدان والعودة:نحسبهم شهداء عند الله
--------------------------------------------------------------------------------
متابعات(ضوء): اعتبر الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس، في فتوى مفاجئة وصادمة للرأي العام العربي، كل من سقط في الأحداث التي شهدتها بعض الدول العربية مؤخرا، بأنهم "ليسوا من الشهداء مطلقًا لا في أحكام الدنيا ولا في الآخرة"، بل "قتالهم جاهلي".
ونسب الشيخ فركوس في فتواه التي نشرها عبر موقعه الالكتروني، من سقط في الأحداث، إلى الموت من أجل "القوميّة العربيّة أو غيرها من القوميّات، أو عصبيّةً لدولةٍ على أخرى، أو حميّةً لقبيلةٍ على أختها، أو يموت في سبيل المطالبة بتحكيم النُّظُم والتشريعات الوضعيّة أو ترسيخها كالنظام الديمقراطيّ أو الاشتراكيّ أو الليبرالي وغيرها من الأنظمة المستوردة"، وكذلك إلى من "يُقتل من أجل تحقيق المبادئ والإيديولوجيّات الفلسفيّة شرقيّةً كانت أم غربيّة، ونحوها من الأنواع المعدودة من القتال الجاهليّ"، معتبرا أن هذا "لا صلةَ له البتّةَ* بالجهاد* في* سبيل* الله،* الذي* يكون* المقصودُ* منه* إعلاءَ* كلمة* الله* ونصْرَ* الإسلام* والتمكينَ* للمسلمين* لإقامة* الدين* وإظهار* شعائره*".
وقال الشيخ فركوس وهو أحد أعلام التيار السلفي في الجزائر والعالم الإسلامي في الفتوى التي عنونها بـ"حكم اعتبار القتيل في المظاهرات من الشهداء"، إن الشهداء ثلاثة أقسام، شهيدٌ في الدنيا والآخرة، شهيدٌ في الآخرة دون أحكام الدنيا، وشهيدٌ في الدنيا دون الآخرة، وأعطى لكل صنف من هؤلاء مرتبته عند الله عز وجل، وأخرج قتلى الأحداث التي تشهدها العديد من الدول العربية والذي اعتبر موتهم "قتالا جاهليا"، من التصنيفات الثلاثة بأي شكل من الأشكال، مضيفا أن الإسلام إذا كان ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة، ويحذّر منها، لأنّها تشكّل* خطرًا* عظيمًا* على* عقيدة* المسلم* ودينه،* فإنّ* *"الموت* في* سبيلها* أعظمُ* خطرًا* وأكبرُ* جُرْمًا* وأسوأُ* مصيرًا*".
وبدأ الشيخ فركوس فتواه هذه، بحكم المظاهرات والمسيرات والاعتصامات بالساحات، وقال إن حكمها "بغضّ النظر عن صفتها عنفيّةً كانت أو سلميّةً ليست من عملنا نحن المسلمين ولا من دعوتنا، ولا هي من وسائل النهي عن المنكر، بل هي من أساليب النظام الديمقراطي الذي يُسند الحكمَ للشعب، فمنه وإليه"، مضيفا أن المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة وما تلاها من ثوراتٍ وانقلاباتٍ في أوربا في العصر الحديث، و"أمّتنا بهذا النمط من التقليد والإتباع تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري، باتّخاذ الأساليب الثوريّة وأشكال الانتفاضات أنموذجًا غربيًّا وغريبًا عن الإسلام، يحمل في طيّاته الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة"، معتبرا أن الحقوق "إنّما يُتوصّل إليها بالوسائل المشروعة والبدائل الصحيحة، وكل دعوة إلى الروابط النَّسَبِيّة والمذهبيّة والطائفيّة والعصبيّة مهما كانت صفتُها وتنوّعت، فهي في ميزان الشرع، من عزاء الجاهليّة"، يقول الشيخ فركوس. واستطردت فتواه المطولة في سوق الأدلة من الكتاب والسنة، كما اعتمد على أقوال العلماء التي توضح الشروط التي يجب توفرها ليكون المقتول شهيدا.