بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
من كثرة المواضيع التي شاهدتها في هذا المنتدى عن الباكالوريا قررت أن أكتب هذا الموضوع...
تجد الناجحين يتبادلون التبريكات و تجد الفاشلين يتبادلون التعازي،و هذا يكتب موضوعا عنوانه ضاعت أحلامي و الأخر يقول تحطم مستقبلي،إلى متى نخدع أنفسنا و نكذب عليها هل إذا تحصل احدنا على الباك حلت جميع مشاكله أنا أرى أن معظم المتحصلين على الليسانس جلهم بدون عمل و يعانون الأمرين و هم عالة على والديهم،أنا لا أدعوا إلى إهمال الدراسة و لكن أدعوا إلى عدم التعويل عليها،فيجب على الشاب أن يتعلم مختلف المهن و الحرف مهما كانت و المهارات و أصول التجارة لأنه ليس أشرف للإنسان من أن يأكل من عمل يده...
و أما بالنسبة للفتاة فعليها أن تتعلم شؤون البيت لأن مصيرها حتما هو بيت زوجها...
هناك الكثير من الناس يتباهون بنجاح أبنائهم في هذه الشهادة يعني(الزوخ يمشي في دمنا)و هناك أيضا من يعاقبون أبنائهم لعدم نجاحهم مما يسبب لهم عقدا نفسية صعبة العلاج(و علاش ابن الجيران جاب الباك و أنت لالا)
أنا متحصل على الباكالوريا منذ عام 1999 لم أفعل بها شيئا بل اللذين هم أقل مني مستوى هم أحسن مني الأن لأنهم إنهمكوا في العمل و في تحصيل المال أللذي هو عصب الحياة...
عندما كنت أدرس في السنة التاسعة كنا نعيش هاجسا و كابوسا مرعبا إسمه شهادة التعليم الأساسي فقد كان الأساتذة يحذروننا من الفشل في إجتيازها...
كان يدرس معنا حينها شاب مهمل لدراسته كثير الغياب بصراحة كنا نضحك عليه و نسخر منه و تم طرده في الفصل الثاني،و من ثم صار كل واحد منا يدرس ليل نهار خوفا من مصير هذا الطالب،فنجحت في شهادة التعليم الأساسي بمعدل 15.49 و فرحت كثيرا و أقام لي أهلي حفلا و كأنه حفل زفاف فرحا بالنتيجة التي تحصلت عليها...
و مضت السنين إلى أن حان موعد الباك فشحذت الهمة كعادتي و تحصلت على الباك بمعدل 13.25 ...
و في صائفة ذلك الموسم حدث لعائلتنا مشكل كبير منعني من مواصلة الدراسة في الجامعة التي كانت حلم والديا بالذهاب إليها...
و لحسن الحظ أني كنت أقضي كل العطل في ورشات البناء برفقة خالي لأتعلم معظم أعمال البناء...
و ذات يوم لقيت ذلك الشاب أللذي طرد من الإكمالية في الفصل الثاني فوجدت أنه أصبح سائقا في أحد الشركات بحاسي مسعود و ندمت ندما شديدا لأني كنت ممن كانوا يسخرون منه...
و هو اليوم الله يبارك ماشاء الله عنده سكن خاص في الجلفة و عنده حافلة و سيارة تاكسي و محل لبيع العطور و مواد التجميل،و متزوج و آب لولد و بنت ما شاء الله...
لذا أقول للأخوة و الأخوات إهتموا بتعلم الحرف و المهن التي تدر الربح السريع إلى جانب الدراسة فكل من إهتم بالدراسة وحدها تجده اليوم يرتع في المقاهي و يتحسر على حاله،و مخطئ من قال أن الدراسة هي ضمان للمستقبل...
أترك الباقي لكم لتعبروا عن وجهات نظركم بكل حرية و سأتقبل إنتقاداتكم بكل صدر رحب
سلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااام