دعني ارى الدين في سلوكك واخلاقك

[معاذ1]

جاء النبى صلى الله عليه وسلم لتقويم الأخلاق وإتمام مكارمها، يقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه: «إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق» (رواه أحمد وصحّحه شعيب الأرنؤوط).

وقد نوّه القرآن بذلك في غير ما آية، نحو قول الله_تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2]، وتلك مكانة عالية ترتقيها الأخلاق في الإسلام.

أصحاب الخلق الحسن خيار الناس في الإسلام، عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا» (رواه البخاري).

ومما يبين مكانة الأخلاق؛ دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يحسن خلقه وهو صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «اللهم اهدنى لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت» (رواه مسلم).

فحسن الخلق و تقوى_الله أكثر ما يدخل الناس الجنة، عن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: «تقوى الله وحسن الخلق» ( رواه الترمذي وصحّحه الألباني في الصحيحة).

فجعل حسن الخلق مساوٍ للتقوى، وأكثر ما يدخل الناس الجنة؛ بل وقد تبوأ أصحاب الأخلاق معالي الجنة ومعالمها المرموقة، يقول صلى الله عليه وسلم: «أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان مُحِقًّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وفي أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (رواه أبو داود وقال الألباني: "للحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن على أقل الأحوال". السلسلة الصحيحة).