الرد على من يقول أن وصول الإخوان للحكم في مصر مثل نصر المؤمنين في غزوة بدر

[أبو عبد الله الغيثري]

ا

لسؤال:
هذا يقول: هناك من يقول إن وصول الإخوان للحكم في مصر مثل نصر المؤمنين في غزوة بدر، ولمَّا سقطوا مثل غزوة أُحد، ومنهم من يقول صراعٌ بين الإسلام والكُفر.

الجواب:
هذا سمعناه كما سمعت أنت، كم طبَّقوا من الإسلام؟ أنا والله؛

أولًا: لا أُخفيكم تمنِّيت أنَّها تتم الأربع سنين لهم حتَّى تنقطع الحجَّة تمامًا، ليرى الناس جميعًا ماذا يطبقون من الإسلام! هذا أولًا.

ثانيًا: أمرُ الله نافذ ومشيئته غالبة، ولا رَادَّ لقضائه وحكمه – سبحانه وتعالى - كان الذي كان.

ثالثًا: هم استمروا سنة؛ ماذا عملوا فيها؟

رابعًا: من النائب الأول؟ نصراني.

خامسًا: من قبل أن يحكموا قالوا القطع والجلد ليس من الشريعة! هذا رئيسهم الذي ذَهَب في مقابلة قبل أن يترَأَّس قبل الانتخابات لمَّا رُشِّح، قال: القطع والجلد ما هو من الشريعة، اجتهادية أمور اجتهادية، وموجود مسجل بصوته ولله الحمد، وهذا النت يحفظ كل شيء، ارجعوا إليه تجدونه بالصوت والصورة، وعُدْ ما شئتَ، قُل ما شئتَ، فأين يكون هذا النصر الذي يشبَّه بيوم بدر؟! وعلى كلِّ حال هم دُعاة للديمقراطية من أول يوم، ونحن وأنا بنفسي خلنا نحن، سمعته وهو يقول إنَّ الحكم للشعب، ومصدره الشعب! ما هو الله – سبحانه وتعالى - ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [يوسف : 40] التي قد أهلكونا بتردَادِها وتكفير المسلمين عمومًا بعدم تطبيقهم كما يزعمون لها، الآن لمَّا جاء ما عاد فيه هني الحكم إلا الحكم للشعب، وهو يرجع أيضًا بنفسه قال: لو يطلع ألف ما أدري قال عشرة ألف يوقِّعون على إنهم ما يبغوني خلاص أتنازل، طيب الآن ملايين طلعت ما تبغاك! الآن جاء وقت الصدق.

سادسًا: الطريقة التي جئت بها ذهبت بها، الطريقة التي جئت بها هي ميدان التحرير، صح وإلا لا؟ وجاء القرضاوي ومن معه وخطبوا فيه وصلَّى بالناس الجمعة، وبعدين طلعتم للحكم، الآن هي نفس الطريقة نزلتم منها الدرج الذي طلعتم معه رجعتم نزلتم معه، من ميدان التحرير، هي واحده نزول وطلوع، ارتقيتم من درج ميدان التحرير، ونزلتم من درج ميدان التحرير؛ هذا الأمر السادس.

الأمر السابع: يقولون إنَّ الشعوب لا يجوز أن تُصادَر حُريَّاتها، طيب هؤلاء الذين خرجوا يعبِّرون عن حرياتهم، وفي قانونكم لا يجوز أن تُصادر حريَّات الشعوب؛ فعبَّروا عمَّا هم فيه، وأنتم عبَّرتم عمَّا أنتم فيه؛ وغلبوكم، فالحكم لهم.

ثامنًا: كما يُقال:

أُعلِّمهُ الرِّمايةَ كلَّ يومٍ فلما اشتدَّ ساعِدَهُ رَمَانِي

كَمْ علَّمْتَهُ نَظَّم القوافي فلمَّا قَال قافيةً هَجَانِي

أنا قلت من أول يوم لبعض إخواننا ممَّن هم في غير هذه المنطقة، قلتُ لهم: بهذه اللِّحية إمَّا ذاق الإخوان الكأس الذي ذاقه حسنى مبارك وأخس منه، وإلَّا ما أنا محمد بن هادي، والذي لا إله غيرُه قُلت هذا الكلام، والآن ..

رَأَيْتَ بني الدُّنيا إِذَا ما سَمَوْا بِها حَوَتْ بهم الدُّنيا على قَدْرِ ما سَمَوْا

فما ارتفع إنسان إلَّا وقع، إلَّا من ارتفع بأمر الله - تبارك وتعالى - هذا لا يخفضه أحد، فهؤلاء أرادوا ما أرادوا والله – سبحانه وتعالى - ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾.

تاسعًا: قالوا إنَّ هذه الحكومات كلها أذناب لأمريكا ومع اليهود ومع إسرائيل، أوَّل ما تَوَلُّوا هم راحوا جدَّدوا المعاهدات مع إسرائيل، وأمريكا هي اللي ضغطت عليهم قبل، وقالت إلَّا البنود والمعاهدات والاتفاقيات المبرمة مع الحكومات السابقة، وما طلع مرسي حتَّى تأكَّدت أمريكا بأنهم لن يغيِّروا الحكم مع إسرائيل في المعاهدات، وأنتم يمكن رأيتم هذا وسمعتموه، طيب كيف كان ذاك اليوم كافر واليوم الآن اللي جدَّد الثاني ما هو كافر؟! نحن ما نكفرهم جميعا لك على كلامهم هم كيف حسني والسادات وغيرهم كُفَّار لأنهم أبرموا اتفاقيات؟ طيب واللي جدَّد الاتفاقية ويأكِّدها ويرسِّخها؟ هذا هو، تركيا الحزب العلماني فيها ما عَقَد معاهدات مع اليهود لمَّا جاء نجم الدين أربكان عقد معاهدة اندماجية كاملة في الجيش بينه وبين اليهود، وإلى الآن العمل بها، ولما انتهى منها العلمانيون والطورانيون جماعة كنعان أفرين ومن معه أطاحوا به في اليوم الثاني، وخلاص الذين يريدونه هو توقيع الاتفاقية لكن بمداد الإسلاميين، حتى بكرة النهار قالوا سويتوا؟ قالوا لا لا ما هو نحنُ هذا وُقِّع في عهد الدولة السابقة، ونحن ملتزمون بالاتفاقيات، لكن يا إخوتي وأحبَّتي أنا أعلم أنَّ الإخوان سواء كانوا هُنا ولا برى لا يروق لهم هذا الكلام، لِمَ؟ لأنه يكشف فضائحهم، وهم في الحقيقة مكشوفون لكن كثير من الناس مغيَّبون، كأنهم لا يعيشون معنا على هذه البسيطة فيروا هذا الواقع، العواطف عواصف، نسأل الله العافية والسلامة يَروْن هذا كُلّه، لكنهم يَنْسَوْن، فهم بحاجة إلى أمثالكم ليذكِّروهم بهذا الذي يجري من هؤلاء.

عاشرًا: رَجُّونا على الحكم والحكم والحكم لما جاؤوا في الدستور ماذا عملوا غيروه؟ هل هو المصدر الوحيد؟ لا، في تونس لما وصلوا إليه ماذا قالوا؟ ألْغوه، أن يكون المصدر الوحيد الإسلام مصدر، ألغوه تنازلوا عنه، فهذا إسلام التحكم ما هو موجود عندهم، إسلام الحكم تدرون ما هو إسلام الحكم؟ حتى تفرقوا بينه وبين التحكم، الحقيقة أن يحكم الإخوان المسلمون هذا هو الحكم، التحكم أن يُطبَّق الإسلام، فأي إسلام طبَّقوا؟ ما طبقوا ولا شيء، فإذا دَعَوْتَهم إلى الإسلام أو استغرب منهم حتى الكافر، شوف هذه كافرة استغربت منهم لأن الرفع لإشعارات إسلام إسلام إسلام، لا، قال لا هذا إسلام تحكم، يعني ما هم مطبِّقين الإسلام يسمونه إسلام تحكم، لكن إسلام الحكم هم يسعون له ما هو إسلام الحكم؟ أن يجلس على الكرسي هم، ولذلك لمَّا صار الذي صار قال المتحدث باسمهم: إن سقوط مرسي يعدل الشرك بالله، بهذا اللفظ افتحوا النت تجدونه سقوط مرسي يعدل الشرك بالله، فيا إخوتي تعرفون أنَّ الإسلام إسلام الحكم وإسلام التحكم؛ هذا معناه، إسلام التحكم تطبيق الإسلام، هو التطبيق الحقيقي لا يريدونه، لأن هذا تَحكُّم في حريات الناس ولهذا زادت الحانات والبارات في تونس، واستغربتها حتى الكافرة الأسبانية، أمَّا إسلام الحكم فهو أن يركب الإخوان المسلمون على الكرسي، فهم يسَعَوْن إلى إسلام الحكم لا إلى إسلام التحكم، والله لو يتوَلُّون عليكم في هذه البلاد، لتَرَوْن أخس من ما هم فيه في بلدانهم، وأسأل الله أن لا يأتي بيوم يتولى فيه مثل هؤلاء، فنعوذ بالله من ذلك ولا يغرَنَّكُم هؤلاء، ويجب علينا جميعًا أن نشُد أيدينا في أيدي الحكام والعلماء الموجودين فهم أهل الحكم، الذين منَّ الله به عليهم وآتاهم الله إياه، وما رأينا منهم إلَّا كلَّ خير، فنسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يصرف عنا وعنكم الفتن ما ظَهَرَ منها وما بَطَن. نعم
.

https://ar.miraath.net/fatwah/6516