·مخالفات في الخطوبة والعقد :
أولاً:عدم تمكين الخاطب من الرؤية الشرعية:
*يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: فالخاطب يستحب له أن يرى ما يظهر غالباً من المرآة كالوجه واليدين، ويتأمّل فيها وفي ما يدعوه إلى نكاحها لقول النبيّ "صلَّى الله عليه وسلّم" لمن عقد على امرأة أو أراد الزواج: ((انظر إليها)) (رواه مسلم).
وروى أحمد بإسناد صحيح أنَّ رسول الله "صلى الله عليه وسلم"قال: (( إذا خطب أحدكم امرأةً فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنّما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم)).
*ولايسوغ للرجل أنْ ينظر لمن لم يُرِد خطبتها، وكذلك لا ينظر إليها في خلوة أو مع ترك الحشمة، إنَّما يباح له النظر إليها مع عدم علمها أو مع علمها وأهلها إذا كانت رؤيته لهذا ممكنة، وأمّا عرض الأهل بناتهن بحجة الخطبة فهذا مما لا يسوغ ولا يفعله أهل الغيرة، وإنّما يباح النظر لمن علم منه الصدق في الزواج، أو بَعْدَ الخطبة، والله أعلم.
[المنظار إلى بيان كثير من الأخطاء الشائعة، ص141،142].
ثانياً: الزيادة في المهور بما لا يطاق:
*يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين:والمشروع في المهر أنْ يكون قليلاً فكلَّما قلَّ وتيسَّر فهو أفضل؛ اقتداءً بالنبيِّ "صلّى الله عليه وسلّم" وتحصيلاً للبركة، فإنَّ أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، روى مسلم في صحيحه أنَّ رجلاً قال للنبي "صلى الله عليه وسلم": (( إنِّي تزوّجت امرأة. قال: كم أصدقتها؟ قال: أربع أواقٍ( يعني مائة وستين درهماً) فقال النبي "صلى الله عليه وسلم": على أربع أواقٍ ؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل!! ما عندنا ما نعطيك، ولكن عسى أنْ نبعثك في بَعْثٍ تُصيب منه))وقال عمر "رضي الله عنه": ((ألا لا تغالوا في صَدُقاتِ النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي "صلى الله عليه وسلم"، وما أصدَق النبيّ"صلّى الله عليه وسلّم" امرأة من نسائه ولا أُصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية)) والأوقية:أربعون درهماً.
*ولقد كان تصاعُد المهور في هذه السنين له أثره السيء في منع كثير من الناس من النكاح رجالاً ونساء، وصار الرجل يمضي السنوات الكثيرة قبل أن يحصل المهر، فنتج عن ذلك مفاسد منها:
1-تعطُّل كثير من الرجال والنساء عن النكاح.
2-أنَّ أهل المرأة صاروا ينظرون إلى المهر قلَّةً وكثرة، فالمهر عند كثير منهم: هو ما يستفيدونه من الرجل لامرأتهم، فإذا كان كثيراً زوّجوا ولم ينظروا للعواقب، وإن كان قليلاً ردّوا الزوج، وإن كان مرضياً في دينه وخلقه!.
3-أنَّه إذا ساءت العلاقة بين الزوج والزوجة، وكان المهر بهذا القدر الباهض فإنّه لا تسمح نفسه غالباً بمفارقتها بإحسان، بل يُؤذيها ويتعبها لعلَّها تردُّ شيئاً مما دُفِع إليها، ولو كان المهر قليلاً لهان عليه فراقها.
*ولو أنَّ الناس اقتصدوا في المهر، وتعاونوا في ذلك، وبدأ الأعيان بتنفيذ هذا الأمر, لحصل للمجتمع خير كثير،وراحة كبيرة، وتحصين كثير من الرجال والنساء؛ ولكن مع الأسف أنَّ الناس صاروا يتبارون في السبق إلى تصاعد المهور وزيادتها،فكلُّ سنة يضيفون أشياء لم تكن معروفة من قبل، ولا ندري إلى أيِّ غايةٍ ينتهون. [الزواج، ص34-3]
ثالثاً: دبلة الخطوبة:
يلبس الرجال تشبُّهاً بأعداء الله دبلةً تُسمى: دبلة الخطوبة، وكثير من الناس يعتقد أنَّ العقد مرتبط بهذه الدبلة خاصة إذا كانت من الذهب. وقد حُرِّم لبس الذهب على الرجال لأدلِّةٍ كثيرة منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله"صلّى الله عليه وسلّم"رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال: (( يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده! فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله "صلّى الله عليه وسلّم" : خذ خاتمك وانتفع به، قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله"صلّى الله عليه وسلّم"(رواه مسلم).
يقول الشيخ ناصر الدين الألباني( في آداب الزفاف ص 212) ما نصُّه: (( فهذا مع ما فيه من تقليد الكفُّار أيضاً لأن هذه العادة سرت إلى المسلمين من النصارى، ويرجع ذلك إلى عادة قديمة لهم عندما كان العريس يضع الخاتم على رأس إبهام العروس اليسرى ويقول: باسم الرب، ثم ينقله واضعاً له على رأس السبابة ويقول: باسم الابن، ثم يضعه على رأس الوسطى ويقول: باسم روح القدس، وعندما يقول: آمين، يضعه أخيراً في البنصر حتى يستقر))
.