منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من أجل ذلك اختاروا أبو الفتوح !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-13, 11:27   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ولكن .. ما الذي علينا فعله إن مكن الله وحده لهذا الرجل و أعطاه الملك علينا ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) [ آل عمران : 26 ] . عندها لن نقول إلا ما يرضى ربنا ، و أن سبب هذا ذنوبنا و تقصيرنا ، وأن هذا هو قدْرنا ، لان الحكام صورة الرعية ( فكما تكونوا يولى عليكم ) .قال تعالى : ( وكذلك نُوَلِّي بَعْضَ الظالمين بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) [ الأنعام : 129 ] . و لهذا لن نخرج معه عن المأمور . فسيكون له منا السمع و الطاعة في المعروف فقط . فلو قال ـ مثلا ـ أن غدا أول أيام رمضان . التزمنا بالصيام معه ، لان الصيام طاعة ، و لن نخالفه بهوى من يفتى أن الصيام يلزم مع دولة أخرى ، و إن أمرنا بمعصية فلن نسمع له و لا نطيع ( فإنما الطاعة في المعروف ) كما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم . و مع عدم إطاعتنا إياه في المعصية لن نخلع يداً من طاعة ، و لن نتدين بشيء من هدى الخوارج من التظاهر عليه و ما شابه . فان أول مظاهرة خرجت في الإسلام قتل فيها شهيد الدار عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ و كانت عبارة عن مسيرة مكونة من الخوارج الأوائل لها نفس شعارات اليوم ( يسقط و يعيش ) و انتهت بما ذكرت ، و لن نبخل عليه بالنصح فان النصح له واجب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، : " الدين النصيحة " قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . و لكن لن نبذل له النصح في العلن أو من على المنابر حتى لا تفسد القلوب عليه و يزين الشيطان للناس الخروج عليه ، و تبدأ حلقة جديدة من ضياع ما تبقى من دين الناس و أمنهم . مع التنبيه على أنه لا يجوز السكوت على الخطأ والتحذير منه و لكن بعدم ذكر المخطئ . إذ لا فائدة تُذكر من ذكر المُخطئ . و لنا في ذلك سلف ، فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ما بال أقوام قالوا كذا و كذا .رواه مسلم. و نُسر له بالنصيحة ، و ندعو له و لا ندعو عليه ، و إن استأثر بشيء من حُطام الدنيا و ظلمنا ، صبرنا عليه و على جوره ...الخ ما ما ذُكر من عقيدة السلف أصحاب الأثر في معاملة الولاة و الحكام . و إن كنا نرى مرارة في معالجة ما وصل إليه الأمر ؛ و لكن لا يسعنا إلا الصبر . فإن قدر الله لا يُدفع بالسيف ، وإنما يُدفع بالصلاح و الصبر ، قال تعالى : ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ) ( الاعراف137 ).

و صلى الله على محمد وعلى اله و صحبه و سلم .

جمع و ترتيب











رد مع اقتباس