اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبد اللّه 16
ثالثا
ان الاصول الثلاث هي ثلاث اسئلة تطرح للعبد عند خروجه من الدنيا، و دخوله في عالم البرزخ، فيأتي ملكتين، منكر و نكير و يسألانه عن ربه و دينه و نبيه
و هذه هي ثلاث الاصول الواجب على المسلم معرفتها بالادلة. حتى لا تختلط عليه الامور عند سؤال الملكين، و يقول هاه هاه لا ادري، سمعت يقولون....و في ذلك اليوم لا تنفع هاه هاه، و لا ينفع الندم.
نسأل الله تعالى ان يوفقنا و يعيننا في ذلك.
|
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم ونفع بكم على ما أفدتم
فقط لدي تعقيب حول تسمية الملكين الموكّلين بسؤال العبد في قبره بـ: المنكر والنكير. فقد قرأتُ وسمعتُ الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- ينقل الخلاف الحاصل بين العلماء حول تمسية الملكين بهاذين الاٍسمين، وهذا ما جاء في كلامه -رحمه الله- وذلك من شرحه للعقيدة الواسطية، أسأل الله أن ينفع به:
قال -رحمه الله تعالى- في شرحه على العقيدة الواسطية باب: (الإيمان بكل ما أخبر النبِّي -صلى الله عليه وسلم- مما يكون بعد الموت:
(قولـه: "فيُقال للرجل: من ربك ...". القائِل ملكان يأتيان إلى الإنسان في قبره ويُجلسانه، ويسألانه، حتى إنه ليسمع قرع نِعال المنصرفين عنه، وهما يسألانه، وهذا من هدي النبِّي -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا دُفِن الميت وقف عليه وقال: (اِستغفرو لأخيكم واسألوا لـه التثبيت فإنه الآن يُسـأل) [1]. وورد في بعض الآثار أن اِسمهما: منكر ونكير [2].
وأنكر بعض العُلماء هذين الاِسمين، قال: كيف يُسمى الملائكة وهم الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف الثناء بهذين الاِسمين المُنكرين، وضُعِّف الحديث الوارد في ذلك.
وذهب آخرون إلى أن الحديث حُجة، وأن هذه التسمية ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما، ولكنهما مُنكران من حيث إن الميت لا يعرفهما، وليس لـه بهما عِلم سـابق، وقد قال إبراهيم لأضيافه الملائكة: (قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) [الذاريات: 2]. أنه لا يعرفهم، فهذا مُنكر ونكير؛ لأنهما غير معروفين للميت.
ثم هذان الملكان هل هنا جديدان موكلان بأصحاب القبور أو هما الملكان الكاتبان عن اليمين وعن الشِمال قعيد؟
منهم من قال: إنهما الملكان اللذان يصحبان المرء؛ فإن لكل إنسان ملكين في الدنيا يكتبان أعمالـه، وفي القبر يسألانه هذه الأسئِلـة.
ومنهم من قال: بل هما ملكان آخران، والله -عز وجل- يقول: (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) [المدثِـر: 31]، والملائكة خلق كثير، قال النبِّي -صلى الله عليه وسلم-: (أطَّتِ السمـاء وحُق لها أن تئِط -والأطيط: صرير الرحل- من من موضع شبر -أو قال: أربع أصابِع- إلاَّ وفيه ملك قائِم لله أو راكع أو ساجد) [3]. والسماء واسعة الأرجاء كما قال الله تعالى: (وَالسَّمَـاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَ
يْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذايات: 47].
فالمهم لا غرابة أن يُنشئ الله -عز وجل- لكل مدفون ملكين يُرسلهما إليه، والله على كلِّ شيء قدير).
أهـ
____
[1]: أخرجه أبو داو (3221)، من حديث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وصحَّحه العلامـة الألباني في "صحيح الجامع" (4760).
[2]: أخرجه الترمذي (1071) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- وحسَّنه العلامـة الألباني في "صحيح الجامع" (723).
[3]: أخرجه الترمذي (2321) وبن ماجـة (4190) وغيرهما من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- وصحَّحه العلامـة الألباني في "صحيح الجامع" (2449).
من شرح العقيدة الواسطية للشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-
والله أعلم
ِ