منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مجموع طوام فرقة الإخوان المسلمين وردود العلماء عليها
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-02, 11:50   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل حزبية الإخوان المسلمين هي تحزّب للإسلام ؟

لفضيلة الشيخ / محمد بن عبدالله الإمام – حفظه الله -

بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما نسمع بعض طلاب جامعة الإيمان يقولون: قال علماؤنا: (إن حزبية الإخوان المسلمين هي تحزّب للإسلام)!. وقبل الرد على هذه الشبهة، نبين متى يكون المسلم متحزبا للإسلام ومتى يكون متحزبا ضد الإسلام.أما تحزب المسلمين للإسلام فيكون في ثلاث حالات:
1- إذا ترك المسلم الكفر والشرك ودخل في الإسلام راضيا مختارا مسلما بقلبه وقالبه لله الواحد القهار، فهو متحزب للإسلام.
2- إذا ترك الدخول مع أهل البدع و الذين قال عنهم علماء أهل الحديث: إنهم أهل بدع وكان مع أهل السنة قلبا وقالبا فهو متحزب للإسلام.
3- إذا لم يؤصل أصولا ويقعد قواعد من عنده اكتفاء بمنهج أهل السنة والجماعة يوالي ويعادي من أجل كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم وما كان عليه سلف الأمة ومن تبعهم بإحسان فهو متحزب للإسلام. أما تحزب المسلم ضد الإسلام
فيكون بالوقوع في واحدة من هذه الحالات الثلاث السابقة. نأتي إلى الإخوان المسلمين ونذكر أمثلة تدل على أن عندهم أصولا خالفوا فيها القرآن والسنة والإجماع ومن هذه الأصول على سبيل المثال:
أ- التنظيم السري
:
وهو مأخوذ من الباطنية، وحقيقة هذا التنظيم أنه يقوم على الكذب والخداع والمكر والتلبيس والتزوير؛فأصحابه يظهرون للناس خلاف ما يبطنون، فهو أشبه بطريقة الباطنية، وفيه افتئات على الولاة، ومخالفة لمنهج أهل السنة الذين يصبرون على الأذى ولا يقومون بهذه التكتلات التي أضرت بالإسلام منذ بداية عهد الإخوان إلى الآن، فليس لسرِّيتهم يوما أبيض من تاريخ الدعوة فدعوة الإخوان المسلمين لا تقوم إلا على العمل السري سواء كانت في مجال العلم والتعليم أو السياسة أو الاقتصاد أو الثورة والانقلاب أو... فهذا أصل فاسد؛فكيف يكون من اعتمد على هذا الأصل متحزبا للإسلام؟!.
ب- البيعة:
كتب الإخوان المسلمين طافحة بذكر هذه البيعة، وهذه البيعة(1) هي في الحقيقة مشروعة ـ وتؤدى شرعا ـ لخليفة المسلمين أو لمن ولاه خليفة المسلمين، لكنهم أخذوها لقادتهم اغتصابا، وليت شرهم في بيعتهم هذه وقف عند هذا، بل جعلوا لهذه البيعة عشرة أركان وهي تصب في صالح قيادة حزب الإخوان ولا يبايع الشخص عندهم إلا بعد التزامه بهذه الأركان العشرة ومن المعلوم أن في هذه الأركان مخالفات شرعية بل فيها مساس بما اختص الله به نفسه كالطاعة المطلقة والثقة المطلقة والإخلاص. وألفوا الكتب في ذلك، فهم لا يأتمنون الشخص ويثقون به ويجعلونه في مكانة عالية إلا إذا أدى هذه البيعة والتزم بمضمونها؛وهذا الأصل كما ترى فاسد، ناقضوا به القرآن والسنة والإجماع، فدعوتهم لا تقوم إلا بهذا الأصل – في نظرهم -؛والأصول الفاسدة عندهم المخالفة للقرآن والسنة والإجماع كثيرة، والقواعد المخالفة للقرآن والسنة والإجماع كثيرة أيضا.وأذكر قاعدة واحدة وهي قاعدة(نتعاون فيما
اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) هذه قاعدة مشهورة عند الإخوان وكتبهم طافحة بها.والقاعدة هذه هي عكس القاعدة الشرعية تماما التي هي(نتعاون فيما وافق الحق، وننصح لمن ظهرت منه المخالفة الشرعية)هذا هو الواجب الشرعي؛وقاعدتهم هذه تحفظ لهم مطالبهم المخالفة لشرع الله فإن قولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه)الغرض منه أن يوافقهم غيرهم – ولو في مجال معين - وانطلاقا من هذه القاعدة أقاموا التحالفات بينهم وبين الأحزاب الكفرية كالاشتراكية والبعثية والعلمانية فهدموا ركني الولاء والبراء فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقبل هذا وذاك يجب أن نرد ما اتفقنا عليه إلى الكتاب والسنة، فإن كان خطأ فلا يجوز التعاون فيه وإن اتفقنا عليه، لأن اتفاقنا ليس بإجماع، كما هو معلوم.
والجزء الثاني وهو (ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) هدم لركن النصح لهم ونصحهم للمخالف.ثم إن مسائل الخلاف منها ما يستحق إعلان النكير على المخالف، كأن يكون الخلاف في مسائل العقيدة التي فارق من أجلها السلف أهل البدع، ومن مسائل الخلاف مالا يستحق ذلك، فالإطلاق في موضع التفصيل معيب والذي يظهر من استعمالهم لهذه القاعدة أن من وافقهم على حزبيتهم فإنهم يعذرونه فيما خالف فيه وإن كان من أعظم مسائل التوحيد، ألا تراهم يعقدون الأحلاف مع الأحزاب العلمانية، وكذا إذا وافقهم الصوفي أو الحلولي أو الجهمي أو المعتزلي العقلاني أو نحو ذلك فمن وافقهم من هؤلاء على حزبيتهم قربوه، وربما قدموه وترأس عليهم، ومن خالفهم في حزبيتهم وبرامجهم هجروه وشنعوا عليه ورموه بالبهتان وإن كان في علم أحمد أو تُقى هارون، فإلى الله
المشتكى من قلب الحقائق لصالح الحزبية ومن بخس الناس أشياءهم لصالح البرامج التي ما أنزل الله بها من سلطان.
ج- ومن أصولهم التهييج على حكام المسلمين،
وفي هذا من الفتن ما الله به عليم، وهو مخالف لما عليه سلف الأمة الذين يصبرون على الأذى وينصحون الحكام ولا يتزلفون إليهم طمعا في دنياهم وضياعا لدينهم.
د- عدم الاهتمام بالعلوم الشرعية على نهج أهل السنة والجماعة
بل يعتنون بالعلوم الفكرية العصرية. ويزهدون في العلوم الشرعية التي رحل من أجلها السلف من شرق الدنيا إلى غربها ومن شمالها إلى يمينها.
ه- التوسع في الاستدلال بالعقل ورد كثير من النصوص بدعوى مصلحة الدعوة ـ حسب فهمهم لمصلحة الدعوة ـ دون الرجوع لنصائح الراسخين في العلم.
و- جل همهم تجميع الناس وإن اختلفت عقائدهم، وهذه
الغثائية التي حذرنا منها الله عز وجل ورسوله صلي الله عليه وسلم وبعد هذا الإيضاح السريعالمختصر اتضح أن دعوة الإخوان المسلمين قائمة على أصول مخالفة للقرآن والسنة وإجماع السلف ومن تبعهم بإحسان؛وقائمة أيضا على قواعد مخالفة للقرآن والسنة وإجماع السلف ومن تبعهم بإحسان؛ومن المعلوم أن أي دعوة لا تقوم على أصول وقواعد أهل السنة فهي دعوة فاشلة، ومن خلال أصول أي دعوة وقواعدها يتسنى الحكم عليها، فحكم العلماء الكبار في عصرنا على دعوة الإخوان أنها حزبية ليس مجرد كلام، وإنما قام هذا الحكم مترتبا على القواعد والأصول الكثيرة المخالفة لشرع الله؛ومن ذلك ما تقدم ذكره. وبعد أن أوضحنا متى يكون المسلم متحزبا ضد الإسلام واتضح لنا أن الإخوان المسلمين تحزبوا بما يضر الإسلام وأهله، فنحب أن نذكر بعض الوجوه التي تدل
على حزبية الإخوان. وهي كالآتي: تنسيقاتهم مع أحزاب كفرية، كالاشتراكية في أكثر من بلد من بلاد المسلمين؛وكذا البعثية والعلمانية، وحتى الباطنية كما حدث في سوريا، بل قبولهم في بعض البلدان لقانون يضم هذه الأحزاب كلها وهو (ميثاق الشرف بين الأحزاب) كما هو مسمى في اليمن، ومضمونه أن لا يكفر بعضهم بعضا والاعتراف بأفكار الأحزاب، ثم يدندنون للمساكين بأنهم الواقفون في وجه الطواغيت وأنهم الذين سيحررون بلاد الإسلام، وأنه لولا هم لما كان إسلام ولا إيمان
]يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا[آل عمران. والله المستعان.
مناصرتهم لمن عرف بالضلال والابتداع في الإسلام، كمناصرتهم للثورة الخمينية وغيرها؛ فهل هذا إلا دليل على وجود قواعد مشتركة وأصول متفقة في الانحراف
اشتقاق فرق منهم تتبنى قواعدهم أو أكثرها، كالوجه الآخر لحزب الإخوان المسلمين – السرورية – فإن عندهم غلوا في التكفير، وزجا بالشباب في هذا الباب الخطير، واستعملوا لذلك العمل السري والبيعة والإمارة وغير ذلك من القواعد التي عند الإخوان، وما هي مأخوذة منهم؛ ومع هذا فهم يحكمون على السرورية بأنها حزب وهم آخذون حذرهم منها. فكيف كانت السرورية حزبا ضد
الإسلام والإخوان جعلوا أنفسهم حزبا للإسلام؟
قبولهم لأنظمة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية، كأنظمة الديمقراطية، وبعض أنظمة القوانين الدولية دليل على تحزبهم، لأنهم ما قبلوا هذه الأنظمة إلا لوجود قواعد وأصول تبرر لهم ذلك.وإلا فكيف يتصور أن حزب الإخوان المسلمين المنتشر في بقاع الأرض يتفق مع الأعداء على مخالفة الشرع، فلا يكون هذا إلا لوجود القواعد والأصول المخالفة لشرع الله
طعنهم في علماء أهل السنة، في علمهم وعقولهم ومنهجهم دليل على تحزبهم وإلا فما الفرق بينهم وبين أهل البدع والظلال الذين يطعنون في علماء أهل السنة.
اهتمامهم بالوصول إلى الحكم، دون استعمال الوسائل الشرعية اللازمة المعتبرة عند علماء أهل السنة: دليل على تحزبهم، وهي طريقة أغلب أصحاب البدع والضلال قديما وحديثا كالخوارج والروافض وغيرهم كثير، فتركهم للوسائل الشرعية المعتبرة سبب لاتخاذهم وسائل مبتدعة يتوصلون بها إلى الحكم.
الإخوان المسلمون زادوا في تمزيق المسلمين وتشتيتهم، ولو كانوا غير متحزبين لجمعوا المسلمين، وتمزيقهم للمسلمين يتمثل في صور، ومنها: 1- من المعلوم أن الاسم الأول لهم هو الإخوان المسلمون، فما بالهم يجعلون لكل مجموعة منهم في بلدة من البلدان اسما آخر ـ كالجبهة ـ النهضة ـ الحركة ـ الطليعة … حزب كذا وكذا. فلا تكاد تجد بلدا إلا واسمهم غير الاسم الأول.أليس هذا تمزيقا للمسلمين؟
2- إذا افتضح حزبهم في بلدة من البلدان وصار مرفوضا عند الناس شكلوه من جديد وعملوا له شعاراً آخر واسماً آخر ووجاهة أخرى، كما فعلوا هذا في أكثر من بلد فهم في اليمن يسمون أنفسهم حزب الإصلاح ولا يحبون أن يقولوا الإخوان المسلمون، لما علموا أن الناس ينفرون من هذا الاسم، ومن ذلك ما حصل في تركيا عند أن رُفض حزبهم وهو (حزب الرفاه) وضعوا له اسما جديدا وهو (حزب الفضيلة) هذا مع أننا نبرأ إلى الله مما عليه العلمانيون وغيرهم من مخالفة للكتاب والسنة ظاهرا وباطنا.
3- حرصهم الشديد على التفريق بين العالم من أهل السنة وطلابه والوالد وولده والداعي إلى الله ومجتمعه إذا لم يكن على سيرهم، فهذا يغرونه بالمال، وهذا بالمنصب، وهذا بالمدح، ولهم أساليب كثيرة يتصيدون بها الناس. ولو كانوا بعيدين عن التحزب ما فعلوا هذا؛ ولو كانوا محقين ما دعوا إلى هذه الاغراءات المادية التي هي مزلق من مزالق الحياة وفتنة خطيرة؛لو كانوا على الحق لعلّموه الخير وأوصوه بالثبات على الحق، ولكنهم يقصون لمن دخل معهم أجنحة التمسك بالحق لكي يصير حزبيا.
أخي الكريم: بعد هذا العرض السريع المختصر أظنك قد أدركت بطلان هذه الشبهة وزيفها وأنها أمام الحق لا تثبت حظة واحدة. ولا تنس أن أغلب بضاعة دعاة الإخوان من مثل هذه الشبهة، فابحث عن المفر والمخلص والملجأ، فلا حياة لمن يريد حقا صافيا مع هذا الصنف الملبس
من كتاب (البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان)