منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل علماء الحضارة الاسلامية زنادقة؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-12-14, 23:21   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *الطالب المجتهد* مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا يخفى على كثير من الناس أسماء علماء الحضارة الاسلامية مثل: ابن سينا والفارابي وابن المقفع والخوارزمي والرازي وغيرهم الكثير ممن كان لهم فضل كبير في علوم الرياضيات والفيزياء والفلسفة والطب وغيرها من العلوم ولكن ماهالني أني وجدت البعض يصفهم بأنهم كانوا عبارة عن ملاحدة وزنادقة ليسوا على ملة الاسلام وهذا هو الكلام أنقله اليكم:




ابن المقفع - عبد الله بن المقفع - [ت: 145 هـ]:

كان مجوسياً فأسلم، وعرّب كثيراً من كتب الفلاسفة، وكان يتهم بالزندقة.

لذلك قال المهدي رحمه الله تعالى: (ما وجدت كتاب زندقة إلا وأصله ابن المقفع) [27].

جابر ابن حيان [ت: 200 هـ]:

أولاً: إن وجود جابر هذا مشكوك فيه.

لذلك ذكر الزركلي في "الأعلام" في الحاشية على ترجمته [28]: (إن حياته كانت غامضة، وأنكر بعض الكتاب وجوده).

وذكر أن ابن النديم أثبت وجوده ورد على منكريه، وابن النديم هذا ليس بثقة - كما سيأتي إن شاء الله -

ومما يؤيد عدم وجوده ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله: (وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عند الكيماوية؛ فمجهول لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم والدين) [29] اهـ.

ثانياً: ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحراً من كبار السّحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسّيمياء والسّحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السّحر والطّلسمات - كما ذكره ابن خلدون [30] -

الخوارزمي - محمد بن موسى الخوارزمي - [ت: 232 هـ]:

وهو المشهور باختراع "الجبر والمقابلة"، وكان سبب ذلك - كما قاله هو - المساعدة في حل مسائل الإرث، وقد ردّ عليه شيخ الإسلام ذلك العلم؛ بأنه وإن كان صحيحاً إلا أن العلوم الشّرعية مستغنية عنه وعن غيره [31].

والمقصود هنا؛ إن الخوارزمي هذا كان من كبار المنجّمين في عصر المأمون والمعتصم الواثق، وكان بالإضافة إلى ذلك من كبار مَنْ ترجم كتب اليونان وغيرهم إلى العربية [32].

الجاحظ - عمرو بن بحر - [ت: 255 هـ]:

من أئمة المعتزلة، تنسب إليه "فرقة الجاحظية"، كان شنيع المنظر، سيء المخبر، رديء الاعتقاد، تنسب إليه البدع والضّلالات، وربما جاز به بعضهم إلى الانحلال، حتى قيل: (يا ويح من كفّره الجاحط).

حكى الخطيب بسنده؛ أنه كان لا يصلي، ورمي بالزّندقة، وقال بعض المعلماء عنه: (كان كذاباً على الله وعلى رسوله وعلى الناس) [33].

ابن شاكر - محمد بن موسى بن شاكر - [ت: 259 هـ]:

فيلسوف، موسيقي، منجّم، من الذين ترجموا كتب اليونان، وأبوه موسى بن شاكر، وأخواه أحمد والحسن؛ منجمون فلاسفة أيضاً [34].

الكندي - يعقوب بن اسحاق - [ت: 260 هـ]:

فيلسوف، من أوائل الفلاسفة الإسلاميين، منجّم ضال، متهم في دينه كإخوانه الفلاسفة، بلغ من ضلاله أنه حاول معارضة القرآن بكلامه [35].

عباس بن فرناس [ت: 274 هـ]:

فيلسوف، موسيقي، مغنٍ، منجّم، نسب إليه السّحر والكيمياء، وكثر عليه الطّعن في دينه، واتهم في عقيدته، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعراً بذيئاً في شعره مولعاً بالغناء والمُوسيقى [36].

ثابت بن قرة [ت: 288 هـ]:

صابئ، كافر، فيلسوف، ملحد، منجّم، وهو وابنه إبراهيم بن ثابت وحفيده ثابت بن سنان؛ ماتوا على ضلالهم.

قال الذهبي رحمه الله تعالى: (ولهم عقب صابئة، فابن قرة هو أصل الصابئة المتجددة بالعراق، فتنبه الأمر) [37].

اليعقوبي - أحمد بن اسحاق - [ت: 292 هـ]:

رافضي، معتزلي، تفوح رائحة الرّفض والاعتزال من تاريخه المشهور، ولذلك طبعته الرّافضة بالنجف [38].

الرازي - محمد بن زكريا الطبيب - [ت: 313 هـ]:

من كبار الزّنادقة الملاحدة، يقول بالقدماء الخمسة الموافق لمذهب الحرانيين الصابئة - وهي الرّب والنفس والمادة والدّهر والفضاء - وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك، وصنّف في مذهبه هذا ونصره، وزندقته مشهورة [39] - نعوذ بالله من ذلك -

البثّاني - محمد بن جابر الحراني الصابئ - [ت: 317 هـ]:

كان صابئاً.

قال الذهبي: (فكأنه أسلم).

فيلسوفاً، منجّماً [40].

الفارابي - محمد بن محمد بن طرخان - [ت: 339 هـ]:

من أكبر الفلاسفة، وأشدهم إلحاداً وإعراضاً، كان يفضّل الفيلسوف على النبي، ويقول بقدم العالم، ويكذّب الأنبياء، وله في ذلك مقالات في انكار البعث والسّمعيات، وكان ابن سينا على إلحاده خير منه، نسأل الله السّلامة والعافية [41].

المسعودي - علي بن الحسين - [ت: 346 هـ]:

كان معتزلياً، شيعياً.

قال شيخ الإسلام عن كتابه "مروج الذهب": (وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق في كتاب قد عرف بكثرة الكذب؟) [42] اهـ.

المجريطي - مسلمة بن أحمد - [ت: 398 هـ]:

فيلسوف، كبير السّحرة في الأندلس، بارع في السّيمياء والكيمياء، وسائر علوم الفلاسفة، نقل كتب السّحر والطّلاسم إلى العربية، وألف فيها "رتبة الحكيم" و "غاية الحكيم"، وهي في تعليم السّحر والعياذ بالله، {وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}، نسأل الله السلامة [43].

مسكويه - محمد بن أحمد - [ت: 421 هـ]:

كان مجوسياً، فأسلم، وتفلسف، وصحب ابن العميد الضّال، وخدم بني بويه الرّافضة، واشتغل بالكيمياء فافتتن بها [44].

ابن سينا - الحسين بن عبد الله - [ت: 428 هـ]:

إمام الملاحدة، فلسفي النحلة، ضال مضل، من القرامطة الباطنية، كان هو وأبوه من دعاة الإسماعيلية، كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم بالآخر [45].

ابن الهيثم - محمد بن الحسن بن الهيثم - [ت: 430 هـ]:

من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علماً وسفهاً وإلحاداً وضلالاً، كان في دولة العبيديين الزنادقة، كان كأمثاله من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات [46].

ابن النديم - محمد بن اسحاق - [ت: 438 هـ]:

رافضي، معتزلي، غير موثوق به.

قال ابن حجر: (ومصنفه "فهرست العلماء" ينادي على مَنْ صنفه بالاعتزال والزيع، نسأل الله السلامة) [47] اهـ.

المعرّي - أبو العلاء أحمد بن عبد الله - [ت: 449 هـ]:

المشهور بالزّندقة على طريقة البراهمة الفلاسفة، وفي أشعاره ما يدل على زندقته وانحلاله من الدين.

ذكر ابن الجوزي أنه رأى له كتاباً سماه "الفصول والغايات في معارضة الصور والآيات"، على حروف المعجم، وقبائحه كثيرة.

ابن باجه - أبو بكر بن الصائغ، محمد بن يحيى - [ت: 533 هـ]:

فيلسوف كأقرانه، له إلحاديات، يعتبر من أقران الفارابي وابن سينا في الأندلس، من تلاميذه ابن رشد، وبسبب عقيدته حاربه المسلمون هو وتلميذه ابن رشد [49].

الأدريسي - محمد بن محمد - [ت: 560 هـ]:

كان خادماً لملك النّصارى في صقليه بعد أن أخرجوا المسلمين منها، وكفى لؤماً وضلالاً.

وفي الحديث: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين).

ابن طفيل - محمد بن عبد الملك - [ت: 581 هـ]:

من ملاحدة الفلاسفة والصّوفية، له الرّسالة المشهُورة "حي ابن يقظان"، يقول بقدم العالم وغير ذلك من أقوال الملاحدة [50].

ابن رشد الحفيد - محمد بن أحمد بن محمد [51] - [ت: 595 هـ]:

فيلسوف، ضال، ملحد، يقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع، ويقول بقدم العالم وينكر البعث، وحاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو في كتابيه "فصل المقال" و "مناهج الملة"، وهو في موافقته لأرسطو وتعظيمه له ولشيعته؛ أعظم من موافقة ابن سينا وتعظيمه له، وقد انتصر للفلاسفة الملاحدة في "تهافت التهافت"، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، والحادياته مشهورة، نسأل الله السلامة [52].

ابن جبير - محمد بن أحمد - [ت: 614 هـ]:

صاحب الرّحلة المعروفة بـ "رحلة ابن جبير"، ويظهر من رحلته تلك تقديسه للقبور والمشاهد الشّركية، وتعظيمه للصّخور والأحجار، واعتقاده بالبدع والخرافات وغيرها كثير [53].

الطوسي - نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن - [ت: 672 هـ]:

نصير الكفر والشّرك والإلحاد، فيلسوف، ملحد، ضال مضل، كان وزيراً لهولاكو وهو الذي أشار عليه بقتل الخليفة والمسلمين واستبقاء الفلاسفة والملحدين، حاول أن يجعل كتاب "الإشارات" لابن سينا بدلاً من القرآن، وفتح مدارس للتّنجيم والفلسفة، وإلحاده عظيم، نسأل الله العافية.

ابن البناء - أحمد بن محمد - [ت: 721 هـ]:

شيخ المغرب في الفلسفة والتّنجيم والسّحر والسّيمياء [55].

ابن بطوطة - محمد بن عبد الله - [ت: 779 هـ]:

الصّوفي، القبوري، الخرافي، الكذّاب، كان جل اهتماماته في رحلته المشهورة؛ زيارة القبور والمبيت في الأضرحة، وذكر الخرافات التي يسمونها "كرامات" وزيارة مشاهد الشرك والوثنية، ودعائه أصحاب القبور وحضور السماعات ومجالس اللهو، وذكر الأحاديث الموضوعة في فضائل بعض البقاع، وتقديسه للأشخاص، والافتراء على العلماء الأعلام، وغير ذلك [56].

فان كان جميعهم زنادقة
فأين علماء الحضارة الاسلامية؟
لماذا لا نجد مسلما عقيدته سليمة عالما في الرياضيات أو الفيزياء؟
لماذا كلّ علماء الرياضيات والفيزياء والفلسفة والطب ملاحدة وزنادقة؟
أم أن من زعم أن هؤلاء العلماء زنادقة مخطئ في زعمه؟

الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما كنا من المهتدين أما بعد :
موضوعك أخي الحبيب "الطالب المجتهد "_سواء كنت أنت صاحبه أو غيرك _منقول بحذافيره من كتاب مشؤوم عنوانه((حقيقة الحضارة الإسلامية)) لصاحبه ناصر الفهد ,ولن أتعرض لنية المؤلف في هذا بل سأحسن الظن به وأقول : لعله أراد أن يرد على من يشيد بالحضارة الغربية ويدندن حول العلوم الدنيوية فتصدى له المؤلف إلا أنه لم يصب في رده هذا بدليل أنني وجدت هذا الكتاب مما يتداوله اللادنيون في منتدياتهم وينقلون منه فهو للأسف الشديد قدم خدمة جليلة للعلمانيين واللبراليين الذي يتربصون بنا الدوائر فالكتاب قابل منكرا بمنكر وضلال بضلال ,وصاحبه الشيخ ناصر الفهد لم يٌعْرَف عنه أنه تكلم أو ألف في علوم الحضارة ,ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب فهذا ما أتى به المؤلف.
وقبل التعليق على الموضوع والإجابة على أسئلتك ارتأيت أن أتعرض لبعض النقاط المهمة مستعينا بالله تعالى في ذلك :

أولا :
إن من ذكرهم المؤلف من العلماء الذين برعوا في الطب والهندسة والكيمياء والتاريخ وغيرها من العلوم الدنيوية ليسوا كلهم زنادقة كما هو من العنوان بل بعضهم مسلم لكنه تلبس ببعض البدع وبعضهم اختلف في حكمه وعلى سبيل المثال العالم ابن رشد فبعض الكتب منسوبة إليه لا تثبت عنه وقد اختلف الباحثون في عقيدته لكن لم أسمع لأحد قال بتكفيره أو نسبته للزندقة فإن قلنا أنه مبتدع فهذا لا يعني أنه زنديق فليس كل مبتدع زنديق فهو مسلم لكنه تلبس ببعض البدع وهو أقرب لأهل السنة من بين من ذكرتهم أنت خاصة في الإلهيات وإثبات وجود الله فهو قد أثبت ذلك بالأدلة السنية فقال(((
"إن الأدلة على وجود الله الصانع تنحصر في هذين الجنسين:

2 – دلالة الاختراع. 1 – دلالة العناية.

)) وكذلك في طريقة إثباته للوحدانية أما الصفات فهو يثبتها في موضع وينفيها في موضع آخر مما جعل العلماء يحتارون في الحكم عليه فقد يكون تراجع لكن تبقى مشكلة تحديد نوع التراجع لأنه لا يوجد ترتيب زمني لكتبه حتى نعرفه عقيدته السابقة والأخيرة لكنه يثبت بعض الصفات على طريقة أهل السنة أما عن قدم العالم فهو أراد أن يقول بحل وسط لكنه أبعد النجعة ..وعلى كل حال لن أطيل في هذا وسأكتفي بإحالتك إلى بحث مهم في هذا الباب :
العقل والنقل عند ابن رشد
بقلم فضيلة الشيخ محمد أمان بن علي الجامي
عميد كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية
https://www.alnasiha.net/cms/node/779

_أما ابن المقفع فقد اختلط على بعض المؤرخين تشابه الأسماء فهناك ابن المقفع الخراساني الذي ادعى الربوبية وأوتي العمر واسمه عطاء، وقد قتل نفسه بالسم في سنة 163 وهذا غير ابن المقفع الذي تتكلم عنه أنت المتوفي سنة 154 هجرية فكثيرا ما يخلط المؤرخين بينهما .
قال ابن خلكان في رده على من أخلط بينهما :
وهذا لا ينتظم فإن ابن المقفع كان قبل الحلاج بدهر في أيام السفاح والمنصور، ومات سنة خمس وأربعين ومائين أو قبلها.
ولعل إمام الحرمين أراد ابن المقفع الخراساني الذي ادعى الربوبية وأوتي العمر واسمه عطاء، وقد قتل نفسه بالسم في سنة ثلاث وستين ومائة، ولا يمكن اجتماعه مع الحلاج أيضا، وإن أردنا تصحيح كلام إمام الحرمين فنذكر ثلاثة قد اجتمعوا في وقت واحد على إضلال الناس وإفساد العقائد
)))
فهناك ثلاثة إسمهم ابن المقفع وعاشوا تقريبا في وقت واحد وهذا ما أدى للخلط بينهم فوقع الخلاف في الحكم عليه أما ما قاله المهدي فهذا مروي عنه بصيغة التمريض (رُوِي) كما في السير للذهبي فلا يحتج به بل يجب الرجوع إلى كتب ابن المقفع نفسه لنرى صدق هذه الرواية من عدمها .

فانظر مثلا ماذا قال ابن المقفع في كتابه الأدب الصغير": "أما بعد، فإن لكل مخلوقٍ ‏حاجةً، ولكل حاجةٍ غايةً، ولكل غاية سبيلا. والله وقّت للأمُور ‏أقدارها، وهيّأ إلى الغايات سبلها، وسبَّب الحاجات ببلاغها. فغايةُ ‏الناسِ وحاجاتهم صلاحُ المعاشِ والمعاد"، "وعلى العاقل أن يذكر الموتَ ‏في كل يومٍ وليلةٍ مرارا، ذكرا يباشر به القلوبَ ويقدعُ الطماح، فإن في كثرةِ ‏ذكر الموتِ عصمةً من الأَشَرِ، وأمانا بإذن الله من الهلعِ. وعلى العاقل أن ‏يحصي على نفسه مساويها في الدين وفي الأخلاق وفي الآدابِ، فيجمع ‏ذلك كله في صدرهِ أو في كتابٍ ثم يُكْثِر عَرْضَه على نفسه ويكلفها ‏إصلاحه، ويوظف ذلك عليها توظيفا من إصلاح الخلةِ والخلتينِ والخلالِ ‏في اليومِ أو الجمعةِ أو الشهرِ"، "وعلى العاقل، ما لم يكن مغلوبا على ‏نفسه، ألا يشغلهُ شغلٌ عن أربعِ ساعاتٍ: ساعةٍ يرفعُ فيها حاجتهُ إلى ‏ربهِ، وساعةٍ يحاسبُ فيها نفسهُ، وساعةٍ يُفْضِي فيها إلى إخوانهِ وثقاته ‏الذين يصدقونه عن غيوبهِ ويصونونه في أمرهِ، وساعةٍ يُخَلِّي فيها بين نفسهِ ‏وبين لذتها مما يحلّ ويجمل، فإن هذه الساعةَ عونٌ على الساعات الأُخَرِ، ‏وإنّ استجمام القلوبِ وتوديعها زيادةُ قوةٍ لها وفضلُ بُلْغَةٍ. وعلى العاقلِ ‏ألا يكونَ راغبا إلا في إحدى ثلاثٍ: تزوُّدٍ لمعادٍ، أو مرمّةٍ لمعاشٍ، أو لذةٍ ‏في غير محرَّمٍ"، "كان يُقال: إنّ الله تعالى قد يأمرُ بالشيء ويبتلي بثقلهِ، ‏وينهى عن الشيء ويبتلي بشهوته. فإذا كنتَ لا تعملُ من الخير إلا ما ‏اشتهيته، ولا تتركُ من الشر إلا ما كرهته، فقد أطلعتَ الشيطان على ‏عورتك، وأمكنتهُ من رمتك، فأوشك أن يقتحم عليك فيما تُحِبّ من ‏الخير فيكرّهه إليك، وفيما تكره من الشر فيحبّبه إليك. ولكن ينبغي لك ‏في حبّ ما تحب من الخير التحاملُ على ما يُسْتَثْقَل منه، وينبغي لكَ في ‏كراهةِ ما تكرهُ من الشر التجنبُ لما يُحَبّ منهُ"، "قد بلغ فضل الله على ‏الناس من السعة وبلغت نعمتهُ عليهم من السبوغ ما لو أن أخسَّهم حظا ‏وأقلهم منه نصيبا وأضعفهم علما وأعجزهم عملا وأعياهم لسانا بلغ من ‏الشكر له والثناء عليه بما خلص إليه من فضله، ووصل إليه من نعمته، ‏ما بلغ له منه أعظمهم حظا وأوفرهم نصيبا وأفضلهم علما وأقواهم عملا ‏وأبسطهم لسانا، لكان عما استوجب الله عليه مقصِّرا وعن بلوغِ غايةِ ‏الشكر بعيدا. ومن أخذ بحظه من شكر الله وحمده ومعرفة نعمه ‏والثناء عليه والتحميد له، فقد استوجب بذلك من أدائه إلى الله القربة ‏عنده والوسيلة إليه والمزيد فيما شكره عليه من خير الدنيا، وحسن ‏ثوابِ الآخرة....)) وكلامه طويل سقت طرفا منه فقط حتى لا أخل بالموضوع.
أما تهمة القتل لزندقته فهذه لا تعدوا كونها إحتمالا فقط مقابل إحتمالات كثيرة فلا تصح دليلا ولا حجة.
قال الدكتور إبراهيم العوض
((ومع هذا فمن الدارسين المحدثين من اكتفى بالإشارة إلى ما قيل ‏قديما عن زندقة ابن المقفع دون أن يتخذ موقفا من الموضوع فيؤكد أو ‏ينفى تلك الزندقة. فمثلا نرى الدكتور عمر فروخ، عند ترجمته للرجل ‏فى الجزء الثانى من كتابه: "تاريخ الأدب العربى"، يقول إنه لم يعمَّر طويلا ‏فى الإسلام لأن المنصور قد أمر بقتله بعد ذلك بأعوام قليلة. وهنا يقدّم ‏الأستاذ الدكتور الاحتمالات التالية: أنه قُتِل جَرَّاءَ الزندقة، أو بسبب ‏صيغة الأمان التى كتبها ابن المقفع لعم الخليفة الذى كان قد خرج عليه ‏وانهزم، ولم يشأ أن يسلم نفسه إليه إلا بعد أخذ ضمانٍ مؤكَّدٍ منه بألا ‏يقتله، وهو الضمان الذى صاغه ابن المقفع صياغة رآها المنصورة مسيئة ‏أشد الإساءة، إذ تخرجه فى حالة نقضه للعهد من الملة وتخلعه من ‏دست الحكم وتنفيه عن بنى العباس وتستتبع طلاق زوجاته وعتق ‏عبيده (وغير ذلك مما ذكره الجهشيارى فى "الورزاء والكتاب"، وهو ‏أشد إساءة للخليفة بما لا يقاس، وإن لم يتطرق الدكتور فروخ إليه)، أو ‏أنه قد قصد انتقاد الخليفة والزراية على سياسته بكتابه: "كليلة ‏ودمنة". وبهذا يكون د. فروخ قد خرج من العهدة فأدَّى الاحتمالات ‏المختلفة دون أن يقطع بشىء منها.‏)
)) من مشاركة كتبها الدكتور إبراهيم العوض في ملتقى أهل التفسير وقد رد على الشبه المثارة على ابن المقفع :
https://www.tafsir.net/vb/tafsir15307/

_أما الجاحظ فقد كان معتزليا مبتدعا لكنه لم يكن زنديقا كافرا .

قال ابن حجر في الجاحظ : سبحان من أضله على علم.
وقال عنه الذهبي:وكان من أئمة البدع...
والجاحظ هو إمام المعتزلة ، والمعتزلة فرقة إسلامية داخلة في عداد المسلمين
فالإنصاف الإنصاف.
ولست أدافع عن هؤلاء بل أنصفهم خاصة وأننا في مقام ترجمة ولسنا في مقام نقد فخلافنا معهم ليس مانعا لإنصافهم .
ومع هذا لا ننكر أن الكثير ممن اشتهروا بعلوم الحضارة اتهموا بالزندقة وثبت عنهم ذلك كابن سينا والفرابي وغيرهم فهؤلاء الذي يفتخر بهم أخونا الكوثري تعصبا لهم وإن برعوا في العلوم الدنيوية إلا أنهم أساؤوا للدين إساءة عظيمة ويصدق على مثل هؤلاء قوله تعالى((يعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)) وقوله سبحانه((( فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ) [ النجم : 29 ] .

ثانيا :


نحن كمسلمين اليوم علينا أن نعتبر من التاريخ لا أن نطعن في حضارتنا فما وجدنا فيه من مزايا –وما أكثرها- حاولنا استرجاعها وتطوريها والإفتخار بها وما وجدناه فيها من مصائب فعلينا الاعتبار بها حتى لا نكرر نفس الأخطاء السابقة فلا ينبغي الاستدلال بالخطأ لإقامة خطأ آخر .
فمن الأخطاء التي وقعت في عصور الرقي الإسلامي أنه بعد أن فتح الله تعالى للمسلمين الكثير من البلدان وقعوا على كتب يونانية فلسفية فيها الكثير من فوائد علوم الدنيا والكثير من ضلالات علوم ما وراء الطبيعة-كما يسمونه الفلاسفة- فأخذ بعض المسلمين يترجمون هذه الكتب فبدلا من أن يقتصروا على المفيد أخذوا المفيد وتأثروا بالضار وهذا ما يفسر وقوع الكثير ممن ذكرت في الزندقة والضلال لهذا نحن علينا اليوم أن لا نكرر نفس الأخطاء وأن نعتبر بما سبق فعلى من يدرس في الخارج و في الجامعات الأجنبية كالجامعة الأمريكية أو الكندية أو البريطانية أو غيرها عليهم جميعا أن يتسلحوا أولا بالعقيدة الصافية والعلم الشرعي حتى لا يكونوا عرضة للشبهات هناك وأن يكونوا على اتصال دائم مع علماء السنة حتى يحصل التكامل-والكمال لله وحده- عند هؤلاء فيوفقوا بين جمع علوم الدنيا وبين الثبات على العقيدة الصحيحة.

ثالثا :

إننا حين نشيد ونفتخر بحضارتنا الإسلامية فإننا لا نقصد بذلك الافتخار بأسماء من ذكرت. لا أبدا بل نفتخر بتلك البيئة الإسلامية والحكم الإسلامي الذي مكن لهؤلاء بل وغيرهم من النصارى واليهود من التبحر في مثل هذه العلوم لأن الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي رفع تلك الأغلال والقيود التي كانت موجودة عند النصارى واليهود والتي كانت تمنع من البحث العلمي بحجة أنها حرام وأنها هرطقة وأنها مخالفة لتعاليم الكنيسة و......
فالعلماء المسلمين(سنة كانوا أو مبتدعة)) إنما استندوا في علومهم إلى نصوص شرعية صحيحة في همتهم لطلب علم الدنيا كالفيزياء والرياضيات والطب لكن بعضهم لم يوفق في العقيدة لتأثرهم بتلك الكتب الفلسفية اليونانية .
رابعا :
إن الإسلام لا يحرم علينا أخذ العلم الدنيوي أو الحكمة التي لا تخالف الإسلام من أي احد كافرا كان أو مسلما,ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الشيطان(صدقك وهو كذوب) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما معناه (إن الله ينصر هذا الدين ولو بالرجل الكافر)). فليس بعيب أن نأخذ عن غيرنا ما يفيدينا و ما يأخذ بنا إلى الرقي والازدهار.

خامسا:
أراك يا أخي الفاضل اقتصرت فقط على العلوم التجريبية متناسيا العلوم الإنسانية والإجتماعية و الأخلاقية والعسكرية والسياسية التي برع فيها الصحابة رضوان الله عليهم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون ثم التابعين لهم بإحسان وكأنك لا تدري أن هذه العلوم هي التي سمحت للعلوم الأخرى بالإنتشار !
سادسا:

هناك الكثير من علماء الحضارة الإسلامية لم يسعفنا التاريخ بذكر أسماءه وذلك بسبب تقصير المسلمين من جهة وبسبب المستعمر(المستدمر) الصليبي من جهة أخرى فأول شيء بدأ به الصليبيون والتتار وغيرهم حينما احتلوا بعض بلاد الإسلام كالأندلس هو حرق الكتب العلمية وطمسها والأمثلة في هذا كثيرة لا يتسع لها المقام فمثلا عندما دخل التتار إلى العراق ألقوا كل الكتب التي وجدها على نهر الدجلة وبنوا بها جسرا بالطين !

يتبع إن شاء الله فأرجوا عدم المقاطعة حتى أكمل......