اقتباس:
شهر أسماء الجامية
وأمّا أسماءهم التي عُرفوا بها فمنها : الجاميّة ُ ، وهذا نسبة ً إلى مؤسّس ِ الطائفةِ ، محمّد أمان الجامي الهرري الحبشي ،
|
وهذا من أبطل الباطل ، فإن الشيخ محمد أمان الجامي - عليه رحمة الله - فردٌ من أفرادها ، وعالم من علمائها ، ولم يجئ بما ينفرد به عن غيره من الأئمة الأجلاّء كالشيخ عبدالعزيز بن باز والألباني والوادعي - عليهم رحمة الله تعالى - ، وهم في الطريقة والمنهج سواء ، ومن أثبت خلاف ذلك فعليه بالدليل المثبت لهذا الاختلاف ، ودونه ودون ذلك تقبيل المرفقين !! .
فلماذا تخصص النسبة إليه ، من دون هؤلاء ، وهم في العقيدة والطريقة سواء ، أليس التفريق بين المتفقات من محض الافتراء والهراء ؟! .
ولا أجد سبباً لتصنيفهم للشيخ محمد أمان الجامي بهذا التصنيف الجديد إلاّ لأنه تكلم في قاداتهم ، كسفر الحوالي ومن على شاكلته .
وهذه أحوال أهل الضلالة مع المتقدمين والمتأخرين من أهل السنة ، فقالوا عن أتباع شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله – : ( أنتم
تيميون !! )
ثم لمّا جاء شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله تعالى – بدعوة التوحيد ، أراد خصوم دعوته كابن جرجيس وعلوي الحداد وغيرهم فصله عن شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله تعالى - ، ونقلوا من كلام ابن تيمية ما يوهم بأنه يوافقهم ، وأن الشيخ محمد
يخالفه فيه !! ، وقالوا عنه بأنه مؤسس لطريقة جديدة ، وسموا أتباعه بـ ( الوهابية !! ) .
والشيخ محمد لم يخالف شيخ الإسلام بن تيمية في مسألة واحدة من مسائل الاعتقاد ، وغالب مسائل الفروع ، بل يصرّح دائما بفضله عليه ، وأنه نشأ وتتلمذ على كتبه ، فلماذا يقال عنهم بأنهم ( وهابية !! ) ولم يقولوا : ( تيمية !! ) ، وهكذا : لماذا لم يقولوا عن الشيخ محمد أمان الجامي بأنه : ( وهابي !! ) أو ( تيمي !! ) ، فهو من أكثر أهل العلم عناية بكتب أولئك الأئمة وتأثراً بما فيها !! .
وهكذا هي عادتهم مع المتأخرين ، ففي اليمن عندما تكلم الوادعي في عبدالمجيد الزنداني والريمي وغيرهم ، جعلوه وطلابه أدعياء للسلفية ، ونسبوهم إليه وأعلنوا عليه النكير ، وقالوا عن طريقته بأنها : ( سلفية جديدة !! ) ، وقالوا : ( أنتم وادعيّون !! ) .
وفي الشام عندما تكلّم الشيخ الألباني في حسن السقاف وقادات فرقة الإخوان هناك ، ذمّوه ، وجعلوه دعياً للسلفية !! ، ونسبوا طلابه إليه !! ، وقالوا : ( هذه سلفية جديدة ) وقالوا عنهم : ( أنتم ألبانيّون !! ) .
وهكذا لم يسلم من الطعن في الخفاء والتلميح بذلك شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله تعالى - ولولا ما جعل له من المهابة والإجلال في قلوب العامة قبل الخاصة لصرخوا بذلك في كلّ محفل أمام كلّ أحد ، وقد قيل عنّي مرة بأنني : ( بازي !! ) .
فغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الاستعانة بالأمريكان في حرب الخليج !! .
وغمزوا فيه عندما أفتى بجواز الصلح مع اليهود !! .
وغمزوا فيه عندما أمر بإيقاف ( دعاة صحوتهم ) قبل سنوات !! .
وغير ذلك من المغامز التي يتكلمون بها في ( نواديهم !! ) و ( مراكزهم !! ) و ( ومخيماتهم !! ) ، وقالوا عنه وعن علماء الحديث والفقه : ( علماء حيض ونفاس ) وقالوا : ( لا يفقهون الواقع ) ، وأنهم : ( لا يعدون مرجعية علمية صحيحة للناس !! ) ( 1 ) .
فما هو سبب تخصيص الشيخ محمد أمان الجامي بهذه النسبة إذن ؟!!
اقتباس:
اقتباس:
والمداخلة ُ ، نسبة ً إلى ربيع بن هادي المدخلي شريك الجامي في تأسيس ِ الطائفةِ
|
العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي -حفظه الله-
رجل من الجهابذة والمجاهدين ،كيف لا يكون مجاهدا وهو تصدى لمن أراد هتك عرى هذا الدين وإلصاق ما ليس منه فيه،قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم( وجاهدهم به جهادا كبيرا ) أي جاهدهم بالقرآن. قيل للإمام أحمد -رحمه الله-"الرجل يصوم ويقوم اليل خير ؟أم من يتكلم في أهل البدع ؟"قال "إذا صام وصلى فلنفسه ،وإذا رد على أهل البدع فهو للمسلمين هذا خير"وقال شيخ الإسلام إبن تيمية -رحمه الله-"والرد على أهل البدع من جنس الجهاد في سبيل الله".
دعوة إصلاحية لا إقصائية ،ومنهج معتدل لا منعوج ،لا يخاف في الله لومة لائم ،لو أخطأ الشيخ إبن باز أعز شيوخه لرد عليه -وهذا ما قاله الشيخ إبن باز بنفسه للشيخ ربيع-.
سلفي العقيدة سليم المنهج ،شهد له أكابر أهل العلم بالعلم والفضل،زاهد عابد ومن جالسه يعرف ذلك ،
لا يتكلم إلا بالحق -والعصمة لله- يشم رائحة المبتدع -كما قال الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله -، العجلة عنده مفقودة والـاني سلاحه الذي يحسد فيه.
ناصح ، لا يفتر أبدا أن يظهر الحق مهما كان قائله.
لكن كما هي عادة أهل الشر إسقاط أهل العم قال الرافضي اليهودي المنافق عبد الله بن سبأ إبن السوداء لعنه الله- في فتنة مقتل عثمان -رضي الله عنه- "أقيموا هذا الأمر بالطعن في علمائهم وأمرائهم".
لم يسلم منهم ومن ألسنتهم وأقلامهم ،لماذا ؟
لأنه هتك ستر أهل البدع ودك معاقل التكفير وفضح مخططات الحزبية وأسقط رموز التبليغية وشرذ دعاة التميع.
وقد أثنى عليه جمع غفير من أهل العلم فلا يضر السحاب نبح الكلاب
الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-
قال -رحمه الله-:(بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، وقد توفي الدكتور محمد أمان في ليلة الخميس الموافقة سبع وعشرين شعبان من هذا العام رحمه الله، فأوصي بالإستفادة من كتبهما، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يغفر للفقيد الشيخ محمد أمان وأن يوفق جميع المسلمين لما في رضاه وصلاح أمر عباده إنه هو السميع قريب
الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-(قال -رحمه الله- :
"وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط"
معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
سئل -حفظه الله-:هل من نصيحة لشباب يطعنون في بعض أئمة الدعوة السلفية كالشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع المدخلي؟
فأجاب بقوله: ((دعونا من الأفراد والقيل والقال ، المشايخ إن شاء الله فيهم خير ، وفيهم بركة للدعوة السلفية ، وتعليم الناس ، فلو ما أرضو بعض الناس فالرسول ما أرضى كل الناس ، هناك ساخطين على الرسول صلى الله عليه وسلم ، مسألة النفسانيات والأهواء هذه لا اعتبار بها ، المشايخ نحسن بهم الظن ، وما علمنا عليهم إلا الخير إن شاء الله ، وندعو لهم بالتوفيق.
الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي -حفظه الله-
فقد سئل حفظه الله ما نصّه: بعض الناس يتهم من تمسك بالمنهج السلفي بأنّه جامي، ويحذر من الشيخ ربيع والشيخ النجمي والشيخ زيد بن محمد هادي المدخلي وغيرهم من أهل العلم؟
فأجاب بقوله:" الألقاب لا تغيّر، النبز بالألقاب لا يصلح، المهم ثقل الشخص، المشايخ نعرف أن معتقدهم سليم، ومن أهل السنة والجماعة، الشيخ ربيع والشيخ أحمد والشيخ زيد لا غبار عليهم".
وسئل –أيضاً-: ما رأيكم في كتب وأشرطة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله، هل تنصحون بقراءة كتبه واستماع أشرطته؟
فقال: "نعم، لا بأس بها، كتبه وأشرطته ما رأينا فيها ما ينتقد، ما انتقدت فيها شيئاً، أشرطته جيّدة، وكتبه جيدة ومفيدة"
الله الله.
أين من يطعنون في علماء أهل السنة والجماعة ؟
ألا يفقهون ألا يتقون الله ألا يخافون الله في لحوم العلماء ؟
اقتباس:
اقتباس:
وتارة ً يسمّونَ بالخلوفِ ، وقد أطلقَ هذا الاسمَ عليهم العلاّمة ُ عبدالعزيز قارئ ، وتارة ً يسمّونَ أهلَ المدينةِ ، نسبة َ إلى نشأةِ مذهبهم فيها ، وأنا أرى أن يُسمّوا موارقَ الجاميّةِ ، وذلكَ لمروقهم عن طائفةِ المُسلمينَ العامّةِ ، ونكوصهم عن منهج ِ السلفِ ، وتبنّيهم لفكر ٍ دخيل ٍ مبتدع ٍ منحطٍ ، لا يعرفُ التأريخُ لهُ نظيراً أبداً .
|
أقول جرت عادة أهل البدع تسمية أهل السنة بنقيض ما يعتقدون !!! ، وهذا الذي ( مات قاعداً !! ) جرى على خطاهم ، فخذ في ذلك :
قول أبي حاتم وأبي زرعة في معتقد أهل السنة والجماعة فيما رواه عنهم اللالكائي في " السنة " : ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ، وعلامة الزنادقة تسميتهم أهل الأثر حشوية ، يريدون إبطال الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .وعلامة الجهمية تسميتهم أهل السنة : مشبهة ونابتة ، وعلامة القدرية تسميتهم أهل السنة : مجبرة ، وعلامة المرجئة تسميتهم أهل السنة : مخالفة ونقصانية ، وعلامة الرافضة تسميتهم أهل السنة : ناصبة ) .
قال الإمام إسماعيل الصابوني في كتاب " السنة " له : ( وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم وتسميتهم إيّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ..) .
وهذه عادة أهل البدع وأهل الكفر والنفاق مع كل مسلم صاحب سنة !! .
أقول : إن مما عرف عن الشيخ – محمد أمان الجامي رحمه الله – من خلال تدريسه في المسجد النبوي ، والجامعة الإسلامية ، هو موقفه الصلب ضد أكبر المنكرات من الشركيات والبدع المضلّة وسائر المنكرات من تحكيم غير شرع الله ، والدعوة إلى تحرير المرأة ، وله من نقد الأديان المنحرفة و الفرق الضالة ، اليد الطولى ومن قرأ ما سجّله الشيخ – رحمه الله تعالى – في مجموع رسائله من بحوث ، يجد فيها موقفه الثابت من هذه المسائل .
وإليك من كلام من تزعم أنه ( المؤسس ) لهذه الفرقة ( الجامية !! ) ، ما يوضح وقوفه ضد سائر المنكرات فإن كان له أتباع فهم على معتقده : فيقول في ردّه على الشطي الكويتي : ( إن السلفيين حريصون على تصحيح مفاهيم كثيرة للعوام ، وأشباه العوام ، في باب العقيدة والعبادة وغيرهما ، و يدخرون وسعاً في ذلك ، نصحاً منهم لعباد الله ، والنصح واجب لأن من عرف الله حق المعرفة وسلمت عقيدته من التعلّق بغير الله ، وآمن بأسمائه الحسنى وصفاته العليا دون إلحاد أو تحريف فحقق العبودية لله تعالى ، سهل عليه القيام بالواجبات والفرائض الأخرى في الإسلام ، لأنه وضع حجر الأساس لسيره إلى الله ومن لا فلا ) .
إن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم صدقاً ، وهم الذين يأخذون بهديه ويقتدون بسنته ، يأخذون الدين بجميع جوانبه ، استجابة لقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين } .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون } .
وقوله : { وما كان لؤمنٍ ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا } .
فمن المستبعد من الداعية إلى الله أن يعتني بأصول الدين تقريرا ، وبأكبر الذنوب تحذيراً ، ويهمل ما دون ذلك من شرائع الدين المأمور بها ، ومن المنهيات الشرعية المنهي عنها !! .
ولهذا عرف من أنصار الدعوة السلفية الموقف الصلب ضد كل المنكرات كبيرها وصغيرها ، ولعل من أكبر من يشاد بذكرهم في في هذه العصور المتأخرة ، أئمة الدعوة السلفية في نجد وغيرها ، فلينظر في جميع كتبهم ومراسلاتهم ، وليراجع كتاب : " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " ، وكتاب : " المسائل والرسائل النجدية " ، و " مجموعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب " ، و " مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ، والشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين – رحمهم الله - ، كما لا تنكر مواقف هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، منذ تأسيسها ، إلى هذا الزمان ، ومجموع فتاوى الهيئة توضح موقفهم هذا أتم إيضاح ، ومجابهتهم كل ما يسخط الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويخالف دين الإسلام ، من كبير الأمور وصغيرها .
وتتنوع جهودهم ، ومواقفهم المشرفة بحسب الموقف ، فتارة يقفون ضد الملاحدة ، وتارة ضلال أهل الموالاة لليهود والنصارى ، ودعاة التقريب إليهم ، وتارة ضد الفرق الضالة المنتسبة للإسلام ، وتارة إلى المنكرات الظاهرة والخفية من أكل الربا وفشو الزنى وانتشار آلات اللهو ونحو ذلك .
فكلّ هذه المنكرات سجلت عنهم مواقف طيبة تجاهها ، بالطريقة الشرعية المتقررة عند أهل العلم ، لا بالحماس المفرط ، والعاطفة المندفعة !! ، فأين هم عن مثل ذلك ؟! .
وهذه الشمولية في الدين هي الفارق بين أهل السنة وأهل البدع ، فأصل ضلال الطوائف هو تركهم للشمولية في العمل بشرائع الإسلام ، وأخذ ما ينصر حزبهم ، ويؤيده في الظاهر .
ولهذا جمد الخوارج من بين أحكام دين الله تعالى ومسائل الشرع على مسألة الحكم بما أنزل الله ، مستندين بآيتين من كتاب الله عز
وجلّ ، يفتنون بها الجهال أتباع كل ناعق ، وهما قول الله تعالى : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } .
وقوله تعالى : { إن الحكم إلاّ لله أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ذلك الدين القيم ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون } .
فوقفوا من دين الإسلام على هذا الجانب ، يتورعون من أكل عنبة !! ، وذبح خنزير مجوسي !! ، ولم يتورّعوا من قتل الصحابة وأبناء الصحابة .
وكذلك الجهمية والنفاة المعطلة بنوا دينهم على دعوى التنزيه من التمثيل ، فوقعوا في التعطيل أو التأويل !! .
فأخذوا من نصوص الشريعة ما فيها التنزيه عن المثيل ، وأغفلوا الآيات التي فيها إثبات الصفات ، وإن كان التنزيه والإثبات قد وردا في مقام واحد ، ولكنهم أهل أهواء يأخذون ما يشتهون ، كما في قوله تعالى : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير } .
وقوله تعالى : { رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا } .
وقوله تعالى في سورة الإخلاص : { قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد } .
ففي تلك المواطن ، وغيرها كثير ، اجتمع إثبات الصفات مع نفي المثيل والسمي والكفؤ ، فأخذوا من تلك النصوص الشرعية مطلق النفي ، وأعرضوا عن إثبات الصفات ، التي أثبتها لنفسه سبحانه !! .
وكذلك القدرية بنوا دينهم على محبة العدل وتنزيه الله تعالى من الظلم فوقعوا في نفي القدر ، وقالوا بأن العبد يخلق فعله !! .
والله تعالى قد أخبر بأنه خالق أعمال العباد ، وما يجري منهم من خير وشرّ ، وأنه ليس للمخلوق مشيئة نافذة خارجة عن مشيئة الله عز وجلّ ، وهم قد أخذوا النصوص التي فيها وصف الله تعالى نفسه بالعدل ، والتي فيها نسبة جريرة الذنوب إلى أصحابها لا إلى تقدير الله !! ، فغرروا بها الجهال ، فاستخفوا بعقول أقوام فاتبعوهم !! .
ومن تلك الأدلة التي تمسكوا بها وأعرضوا عن غيرها ، قوله تعالى : { ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلامٍ للعبيد } ، وقوله : { وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم } ، ونحوها .
وأغفلوا أن الله تعالى يقول : { والله خلقكم وما تعملون } .
ويقول : { وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله رب العالمين } .
وأن نسبة الأعمال لأصحابها هي نسبة كسبٍ بمشيئة الله ، لا نسبة خلق وإيجاد .
وقس على تلك الطوائف المتقدمة ، الفرق المنحرفة المعاصرة ، فمن الفرق من جعل الدين هو السياسة و الحاكمية ، وأغفلوا بقية أصول الدين وفروعه ! ، حتى فسروا كلمة التوحيد ( لا إله إلاّ الله ) بـ ( لا حاكم إلاّ الله !! ) .
ومن الطوائف الضالة من جعلوا الدين هو جمع الناس على فضائل الأعمال ، وانتشالهم من المنكرات المفسّقة ، وإن كانت عقيدتهم فاسدة !! ، وسعوا إلى تهذيب الروح ، وتطهير القلوب بزعمهم ، وتعطيل الأعمال ، حتى فسرّوا لا إله إلاّ الله بـ ( إخراج اليقين
الفاسد من القلب وإدخال اليقين الصالح على ذات الله !! ) وهذا محض معتقد أهل الحلول والاتحاد !!.
ومن الطوائف من جعلت الدين كلّه الجهاد ، والدعوة إليه ، وكأنه هو أساس الدين وقاعدته ، وأهملوا بقية شرائع الله والحقوق الواجبة على الفرد .
ولهذا ما من طائفة خرجت في الإسلام إلاّ ولها مسألة تجعلها ديناً توالي عليه وتعادي عليه ، إلاّ أهل السنة فكل شريعة محمد صلى الله عليه وسلم دينها الذي توالي عليه وتعادي عليه بحسب المقام ، ولهذا فإن أهل البدع كلهم مفترقون فيما بينهم متفقون على نصب العداء لأهل السنة .
وكل من تلك الطوائف لهم أدلة و نقولات يستندون إليها ، ولكن كما تقدم هي جزء من أدلة المسألة ، وتصورها ، والحكم على الشي فرع عن تصوره ، ولا يجوز الأخذ بحكمٍ شرعي في مسألة ما حتى يجمع كلّ ما في المعنى .
والله تعالى يقول : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فم جزاء من يفعل ذلك منكم إلاّ خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافلٍ عمّا تعملون } .
ثم أتريد أن أخبرك من الذي يأمر بالسكوت عن المنكرات !! .
هم من هم على شاكلة حسن البنا ، وأتباعه من أهل التحزب من القطبيين والسروريين ، الذي بنى قاعدته على القاعدة المنحرفة : ( نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) .
وأي شناعة عن الأمر بالسكوت عن إنكار الشرك الأكبر ، وعظائم البدع من التجهم والرفض والتصوف !!! .
وأي منكر يسعى قادات الإخوان لإنكاره ومؤسس حزبهم يقول : ( فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القران حض على مصافاتهم ومصادقتهم ، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية ) ، من كتاب " الإخوان المسلمون : أحداث صنعت التاريخ " ( 1/ 409 ) .
ويقول أيضاً : ( إن الإسلام الحنيف لا يخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة ) ، من كتاب " حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية " (صحيفة : 163 ) .
لماذا هذا الكيل بمكيالين جائرين !! .
ترى القذاة في عين خصمك !! ، وتغفل عن الأعواد والأقذار في إناءك الوضر !!.
أين قادات الإخوان المسلمين والقطبيين وأشباههم عن إنكار المنكرات في حزبهم من :
مخالطة للمردان ، وسماع الأناشيد الصوفية الساقطة ، وتماثيل بدعية كاذبة ، وتصوير ، ومنهم الحليق ، ومنهم المتشبه بالإفرنج ، ويدخلون البرلمانات ، وغلاة في تكفير الحكام ومن لا يريدون ، ومرجئة مع أخطاء دعاتهم وأنصار حزبهم مهما يفعلون !! .
أمّا أهل السنة ، وأتباع السلف ، هم خير من يقوم بدين الله اليوم ، وأقرب مثال على هذه الدولة السعودية ، وإن حصل فيها تقصير ، إلاّ أنها تتقبل الطيب ، وتنفي الخبث ، وتنصر السنة وتقمع البدعة ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، كل ذلك بالطريقة الشرعية المعروفة .
قال تعالى : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور } .
وهاهم أدعياء البحث عن قيام دولة الإسلام ، لم ترفع لهم راية منصورة في بلدانهم ، وإن تطاولت بهم السنون !! ، فماذا بعد ذلك منهم يكون ؟!! .