السّلامُ عليكم؛
شكراً لك أخي جوقلوس؛ سأشرحها شرحاً كأنّها تقصُّ علينا حالة الشّاعر يومها؛
انتخى من النّخوة؛ وهي العظمة؛ لا المذلّة والهوان؛ فعقل المحبّ مُسجّى؛ لذا قيل " الحبّ أعمى "؛ فإن صحا من غفلته " انتخى " بمعنى افتخر؛ فكأنّهُ يفتخر على من أحبّ وقد أذلّتهُ؛ فالحبيبُ للحبيب يذلُّ؛
سلوتُ عن الهوى؛ نعم قد نسيتُ ذكركِ؛ فسلوتُ ليس من السّؤال وإنّما من النّسيان الإرادي أوغير الإرادي؛ وهو ههنا إراديّ؛ فالشّاعر يقول " وقد قلتُ إنِّي قد سلوتُ عَن الهوى* **ومَنْ كان مثلي لا يقولُ ويكْذبُ " فقد ههنا للتّحقيق؛ وهو يقرّر أنّه نسيَها بقوله " ومَنْ كان مثلي لا يقولُ ويكْذبُ "؛ غير أنّهُ جاء بعد الغضب؛ فشتّان بين أن تنسى المحبوب مع الوقت وبين أن تفرضه على قلبك؛
اعلم أخي أنّ الشّاعرلازال يُحبُّها؛ ولعلّ ما يُرجِّحُ ذالك قوله فيما بعد " هَجرتك فامضي حيثُ شئتِ وجرِّبي* **من الناس غيري فاللبيب يجرِّبُ "؛ فكأنّهُ يقولُ جرّبي وستأتيني مُرغمةً؛ فقد كان أشجع العرب وأحلمهم وأشعرهم؛ وكانت إذ ذاك صفات الرّجولة؛
جائلاً؛ أن تذهب وتجيئ في المعمعة؛ فكانت شُغل الرّجال يومها؛ أمّا اليوم فالعمل و الدّراسة و غيرها ممِّا يشغل الرّجال؛ وقد ذلّ منذ أكثر من 14 قرنا إلى أن يرث للهُ الأرض ومن عليها؛ من بقي حتّى المساء " أي أمسى " عند من أعارت قلبه؛ وقد ذلّ من أصبح جائلاً على مسكن من يُحبّ؛ يبكي على أطلالها؛ قال الشّاعر " لقدْ ذلَّ منْ أمسى على رَبْعِ منْزلٍ* **ينوحُ على رسمِ الدَّيار ويندبُ؛ وقدْ فاز منْ في الحرْب أصبح جائلا* **يُطاعن قِرناً والغبارُ مطنبُ "
نديمي؛ فهو للّذي يشرب معك الشّراب؛ كالسّامر الجماعة المتحدِّثة في اللّيل؛ والمُسامرُ كذالك؛ فالمُصاحب لك أي الصّاحب؛ تتغيّر أحواله؛
المُدام هي الخمر؛
أرجوا أنّني قد وفّقت أخي في الشّرح وإن قلّ؛ فهنالك الكثير من الكلام؛ كلماته تتدافعُ بشوقٍ إلى المنفعة حتّى يبزغ الفجر؛ لكنّها رضت بالقليل أعلاه.
السّلامُ عليكم.