اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *( أبجَدِيَّاآت )*
* الخَياَل الذيِّ عَبَر..
..كاَنَ اللَّيلُ وردَةً سَوداَءَ باَرِدَة، وَكَانَ يَرنُّ في وَجهِهاَ نَشيجٌ مَكتُوم ،
وَ يَملأُ عَينَيْهاَ صَمتٌ عَميق.. وَ دَمعٌ هُو أبداً في جُحر بُؤبُؤِهاَ الأسوَد ..
.. تَسلَّلَت مَناَر اِلى الخاَرج ، تَذرَعُ الحُقُولَ بخُطاً قَصيرَةٍ مُهتاَجَة..
تُنصِتُ اِلىَ مُوسيقىَ سِحريَّةٍ تَنتَحبُ وَ تتَفجَّرُ ثَجَّاجَةً في أعَماَقِهاَ.. مِثلَ يُنبوُعٍ تحوَّل مَطرًا
هاطلاً فوقَ زُجاجٍ طَريّ .. ثُمَّ توقَّفَت، وَ ألقَتْ بِجسَدِهاَ بَينَ كَفَّي الحَقل ، مُسلمةً رَأسَهاَ
لِلعُشبِ الأخضَر.. مُصغيَةً اِلىَ الصَّوتِ الملائِكيِّ المُتَهدِّج ، يُناَدِي بِكثِيرٍ مِنَ الحَناَن..
يَتَوسَّلُ وَ يهتِف.. ( لَيتَ الجرح لاَ يَئِن ) ...
.. عضَّتْ مناَر شَفتَيهاَ الياَبِسَتَينْ.. وَ رَفعَتْ عَينَيهاَ الدَّامِعَتَينِ نَحوَ السَّماَء..
فلَم يَتَجسَّد في مُخيِّلَتِهاَ غيرَ أرصفةٍ مُمتَدَّةٍ مِن الاِنتِظاَرِ الطَّويل.. وَ قَلبٌ يَطرُقُ أبواباً
مُوصَدَة.. وَ مَوْتٌ مُتنكِّرٌ في ثِياَبِ مَلَكٍ أبيَض، يَبحَثُ عَنْ جُثَّةِ عَاشِقٍ بَائِسٍ يَحتَضِنُهاَ بِرَأفَة..
وَ نُجُومٌ باهِتَةٌ تَرسُمُ مَا ظَلَّ مِن ذِكرىَ في خَدِّ السَّماَء..
لِيذرِفَهاَ الليَّلُ معَ آخِرِ صَباَحٍ تَتَنَفَّسُهُ أيَّامُ الرَّبِيع الجَميلَة.. كَماَ لَو كاَنَت
رَسائِلَ حُبٍّ مَنسيَّة.. طُوِيَت مَعَ آخِرِ قُبلَة..
.. زَفَرَ الفَضاَءُ نسمَةً باَرِدَةً اِرتَجَفَ لهاَ ثَوبُ مَناَر ..
وَ خَفَقَ لإثرِهاَ زَهرُ الياَسَمين الطَّيِّب.. مِثلَ أغنِيَةِ شَوقٍ لاَ تَستَوعِبُ إيقاعَ الرِّياَح..
وَفي غمرَةِ رَتاَبَةِ الدَّهشَة، مَدَّت الفَتاَةُ يَدَهاَ لِتَقتَطِفَ أمنيَةً مِن سِجِلاَّتِ الأفُق..
ثُمَّ أطبَقَتْ جَفنَيهاَ، وَ اِستَسلَمَت لِسُباَتٍ عَميق.. مُتوَسِّدَةً كَفَّهاَ.. وَ بَقاَياَ حُلمٍ عَذبَة..
.. اِنجلىَ الصُّبحُ عَن بُرقُعِ الظَّلاَم..
وَ اِستَيقَظَت مَناَر علىَ وَقع هَدِيلٍ ضاَرعْ.. كأنَّماَ يُناَشِدُ مَخلُوقاً ماَ بِالعَودَة..
لِتَجِدَ مِنديلاً حَريرِيًّا مُخبَّأ ً بِصدرِهاَ..
وَ سرًّا في القَلبِ غير مُستَباَح..
..
( حقوق الدمع...محفوظة.
* أبجدياَّت..ماَلحَة..
|
مـنار والقلم المدرار
وخيالٌ عابِرٌ كالطّيفِ يقطِف الثّمار
ثمار انعتاقٍ واندثار
لقلبٍ أنطق نبضه أرقّ الكلمات وأرقى الأفكار
غاليتي، للخيال حكايا
ولحكاياهُ سبُلٌ وزوايا
والهمسُ فيه وله دون دراية
في رِحابِ انسِجامٍ كالسِّحرِ يُفاجئنا بِأحلى الهدايا..
هي قراءتي الخياليّة
لِحروفٍ سطعت نجومُها لتَسترِقَ إعجابنا بكلِّ انسيابيّة.
حفِظ الله هذا القلَم وصاحبته