منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أرملة وابنها (قصيدة مبكية) لمرهف الإحساس
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-14, 15:03   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
قَاسِمٌ.قَاسِم
عضو فضي
 
الصورة الرمزية قَاسِمٌ.قَاسِم
 

 

 
الأوسمة
وسام الوفاء المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الثالثة الموضوع المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترانيم الفجر مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أستاذنا ... دائما متميز في طرحك ...
وللشاعر أيضا قصيدة في نفس الاتجاه ، ولكنه يصف فيها حال أرملة وابنتها فيقول:
لـقيتها لـيتني مـا كـنت القاها *** تـمشي وقـد أثقل الأملاق ممشاها
أثـوابـها رثّـةٌ والـرجل حـافية *** والـدمع تـذرفه فـي الخدّ عيناها
بـكت مـن الفقر فاحمرّت مدامعها *** واصـفرّ كالورس من جوع محيّاها
مـات الذي كان يحميها ويسعدها *** فـالدهر مـن بـعده بالفقر أشقاها
الـموت أفـجعها والـفقر أوجعها *** والـهمّ أنـحلها والـغمّ أضـناها
فـمنظر الـحزن مـشهود بمنظرها *** والـبؤس مـرآه مـقرون بـمرآها
كـرّ الـجديدين قـد ابلى عباءتها *** فـانشقّ أسـفلها وانـشق أعلاها
ومـزّق الـدهر ويل الدهر مئزرها *** حـتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تـمشي بـأطمارها والـبرد يلسعها *** كـأنه عـقرب شـالت زبـاناها
حـتى غـدا جسمها بالبرد مرتجفا *** كالغصن في الريح واصطكّت ثناياها
تـمشي وتـحمل بـاليسرى وليدتها *** حـملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
قــد قـمّطتها بـأهدام مـمزّقة *** فـي الـعين مـنثرها سمبحٌ ومطواها
مـا أنـس لا أنس أنيّ كنت أسمعها *** تـشكو إلـى ربّها أوصاب دنياها
تـقول يـا ربّ لا تـترك بلا لبن *** هـذي الـرضيعة وارحـمني وإياها
مـا تـصنع الأم في تربيب طفلتها *** أن مـسّها الـضرّ حتى جفّ ثدياها
يـا ربّ مـا حيلتي فيها وقد ذبلت *** كـزهرة الروض فقد الغيث أظماها
مـا بـالها وهـي طول الليل باكية *** والأم سـاهـرة تـبكي لـمبكاها
يـكاد يـنقدّ قـلبي حـين أنظرها *** تـبكي وتـفتح لي من جوعها فاها
ويـلـمّها طـفلة بـاتت مـروّعةً *** وبـتّ مـن حولها في الليل ارعاها
تـبكي لـتشكوَ مـن داءٍ ألـم بها *** ولـست أفـهم منها كنه شكواها
قـد فـاتها النطق كالعجماء أرحمها *** ولـست أعـلم أيّ الـسقم آذاها
ويـح ابـنتي أن ريب الدهر روّعها *** بـالفقر والـيتم آهـا مـنهما آها
كـانت مـصيبتها بـالفقر واحدة *** ومـوت والـدها بـاليتم ثـنّاها
هـذا الـذي في طريقي كنت أسمعه *** مـنها فـأثرّ فـي نفسي وأشجاها
حـتى دنَـوت إلـيها وهي ماشية *** وادمـعي أوسـعت في الخد مجراها
وقـلت يـا أخت مهلاً أنني رجل *** أشـارك الـناس طـرّاً في بلا ياها
سـمعت يا أخت شكوىً تهمسين بها *** فـي قـالة أوجـعت قلبي بفحواها
هـل تسمح الأخت لي أني أشاطرها *** مـا في يدي الآن استرضي به اللها
ثـم اجـتذبت لها من جيب ملحفتي *** دراهـماً كـنت اسـتبقي بـقاياها
وقـلت يا أخت أرجو منك تكرِمتي *** بـأخذها دون مـا مـنٍّ تـغشاها
فـأرسلت نـظرةً رعـشاءَ راجفةً *** تـرمي الـسهام وقلبي من رماياها
وأخـرجت زفـرات مـن جوانحها *** كـالنار تـصعد من أعماق أحشاها
وأجـشهت ثـم قالت وهي باكية *** واهـاً لـمثلك مـن ذي رقة واها
لو عمّ في الناس حسَنٌ مثل حسّك لي *** مـاتاه فـي فـلوات الفقر من تاها
أو كـان في الناس انصاف ومرحمة *** لـم تـشك أرمـلة ضنكاً بدنياها
هـذي حـكاية حال جئت أذكرها *** ولـيس يـخفي على الأحرار مغزاها
أولـى الأنـام بـعطف الناس أرملةٌ *** وأشـرف الناس من في المال واساها
سبحان الله
تشابه كبير بين القصيدتين
بارك الله فيك ترانيم على الإضافة الحسنة









رد مع اقتباس