الرد على الجهمية الذين أنكروا الصورة الله عز وجل
أهل السنة مشبهة.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قذائف الحق
ثم ياتي شيخ التجسيم ابن عثيمين ويقول عن الوجه :
((ولعلنا بالمناسبة لا ننسى ما مر من قول النبي عليه الصلاة والسلام: "إن الله خلق آدم على صورته ، وذكرنا أن أحد الوجهين الصحيحين في تأويلها أن الله خلق آدم على الصورة التي اختارها واعتنى بها، ولهذا أضافها الله إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم، كإضافة الناقة والبيت إلى الله والمساجد إلى الله. والقول الثاني: أنه على صورته حقيقة ولا يلزم من ذلك التماثل.))
وكما ذكرت ان ابن عثيمين ذكر في العقيدة الواسطية في حديث (خلق ادم علي صورة الرحمن بانها صورة فوتوغرافية لا اختلاف بينها وبين صورة الاصل).
|
أقول: ملخص ما نسخه "قذائف الحق" من منتديات الأحابش والصوفية أنه يستنكر على أهل السنة الذين يسميهم بالوهابية والتجسيم-وقد سبق دحض هذه الأسطورة- إثباتهم الصورة لله تعالى دون تمثيل ولا تكييف والجواب عليه بما يلي:
أولا : لقد بينت في المشاركة السابقة إجماع أهل السنة على أن الصفات تحمل على الحقيقة لا المجاز كما بينت فساد القول بالمجاز بالأدلة التي احتد بها الذهبي وغيره-راجع المشاركة السابقة- وعليه فإن الصورة إذا ثبتت في النصوص فلا يسعنا إلا إثباتها تصديقا منا لله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام
ثانيا:أما دعواك في أن الهاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم(((خلق الله آدم على صورته)) ترجع إلى آدم وليس الله تعالى فهذا مردود عليك بالحديث الآخر ((((ماجاء ما جاء في الصحيحين( أن الله عز وجل يأتي المؤمنين يوم القيامة في غير صورته فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مقامنا حتى يأتي ربنا فيأتيهم على صورته التي يعرفونها). فحتى لو سلمنا بدعواك أن الهاء تعود إلى آدم في الحديث الأول فإن لنا أحاديث الآخرى فيها إثبات الصورة لله تعالى كما في الحديث السابق.
ثالثا: أما دعواك التشبيه والتمثيل وقولك((صورة فوتغرافية)) فهذا ناتجك عن تكفيرك المبني على التشبيه فأنت المشبه أولا لأنك ظننت أن ظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم يفيد التشبيه لهذا هربت من هذا التشبيه الذي صوره الشيطان في عقلك إلى التعطيل والتحريف .
جاء في رسالة إثبات الفوقيةالمنسوبة للجويني: (والذي شرح الله صدري في حالِ هؤلاء الشِّيوخِ الذين أوَّلوا الاستواء بالاستيلاءِ، والنُّزولِ بنُزُولِ الأمر، واليدينِ بالنعمتين والقدرتين هو علمي بأنهم ما فهِموا صِفاتِ الرَّبِ تعالى إلا ما يليقُ بالمخلوقين فما فهِموا عن الله استواءً يليقُ به ولا نُزُولاً يليقُ به، ولا يدَيْنِ تَليقُ بعظمته بلا تكييفٍ ولا تشبيهٍ، فلذلك حرَّفُوا الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ وعَطَّلوا ما وصَفَ الله تعالى نفسَهُ به ونذكُر بيانَ ذلك إن شاء الله تعالى.)).
رابعا: التشبيه هي أن تقول صورة كصورة ويد كيد لا أن تقول لله صورة وللمخلوق صورة فهنا التشبيه في الأسماء لا المسميات وإلا فلكل موجودين وإلا ولهم قدر مشترك فالله عزوجل موجود والعبد موجود لكن لا تماثل بينهما.
وإلا فقد وقعتم في تشبيه الخالق بالمعدوم فمن لا صورة له ولا هو داخل العالم ولا خارج ولا فهو معدوم ولو طلبت منك أن تعرفي المعدوم لقلت نفس الكلام الذي تقولونه في الله فتأملي.
والذي لا ينزل ولا يأتي ولا يتكلم فهو جماد ولو سألتك عن تعريف الجماد لكان وصفك له بما وصفتي به ربك فتأملي كذلك.
وفي الأخير:
أقوال أئمة السنة في إثبات الصورة لله تعالى وبيان قول الجهمية في ذلك:
1-قال الإمام الآجري رحمه الله في كتابه "الشريعة" ص"314".
باب: الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم على صورته بلا كيف، ثم ساق رحمه الله الأحاديث في ذلك ثم قال: "هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان بها ولا يقال فيها كيف؟ ولم؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدّم من أئمة المسلمين".
2- قال الإمام أحمد رحمه الله: "من قال إن الله خلق آدم على صورة آدم فهو جهمي وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه"[1].
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال رجل لأبي: إن فلاناً يقول في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله خلق آدم على صورته" فقال على صورة الرجل قال أبي: كذب هذا، هذا قول الجهمية أي فائدة في هذا"[2].
رد شبهة التشبيه:
أما دعوى التشبيه و المماثلة فقد ردها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بقوله:
((ولكن ليس في هذا الحديث ما يدل على أن صورة آدم عليه السلام مماثلة لصورة الله تعالى ، بل هذا المعنى باطل قطعاً ، ولم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن الله تعالى يقول : ( ليس كمثله شيء ) ولا يلزم من تشبيه شيء بشيء أن يون مثله مطابقاً له من كلِّ وجه ، بل تحصل المشابهة بالاشتراك في بعض الصفات ولا يشترط تطابق كل الصفات وتماثلها .
ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ "رواه البخاري (3327) ومسلم (2834)
فليس معنى هذا الحديث أنهم دخلوا الجنة وصورتهم مطابقة لصورة القمر من كلّ وجه ، وإلا لزم من ذلك أنهم دخلوا الجنة وليس لهم أعين ولا أفواه ، وإن شئنا قلنا : دخلوا وهم أحجار !!
وإنما معنى الحديث أنهم على صورة القمر في الحسن والوضاءة والجمال واستنارة الوجه ، وما أشبه ذلك .
فإذا قلت : ما هي الصورة التي تكون لله عز وجل ويكون آدم عليها ؟
قلنا : إن الله عز وجل له وجه وله عين وله يد وله رجل عز وجل ، لكن لا يلزم من أن تكون هذه الأشياء مماثلة للإنسان فهناك شيء من الشبه ، لكن ليس على سبيل المماثلة ، كما أن الزمرة الأولى من أهل الجنة فيها شبه بالقمر ، لكن بدون مماثلة . وبهذا يصدق ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة ، من أن جميع صفات الله سبحانه وتعالى ليست مماثلة لصفات المخلوقين من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل .))شرح العقيدة الواسطية للشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص/107-110.
وردها كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية بحجج قوية فقال((( في منهاج السنة (ج2/111): "ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يثبتون لله ما أثبته من الصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات يثبتون له صفات الكمال وينفون عنه ضروب الأمثال، ينزهونه عن النقص والتعطيل وعن التشبيه والتمثيل إثبات بلا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ). رد على الممثلة (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ). رد على المعطلة.
ومن جعل صفات الخالق مثل صفات المخلوق فهو المشبه المبطل المذموم. وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات فلا يقال له علم ولا قدرة ولا حياة، لأن العبد موصوف بهذه الصفات فلزمه أن لا يقال له: حي عليم قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك.
وهم يوافقون أهل السنة على أن الله موجود حي عليم قادر والمخلوق يقال له موجود حي عليم قدير ولا يقال هذا تشبيه يجب نفيه. وهذا مما يدل عليه الكتاب والسنة وصريح العقل ولا يمكن أن يخالف فيه عاقل، فإن الله تعالى سمّى نفسه بأسماء وسمّى بعض عباده بأسماء، وكذلك سمى صفاته بأسماء وسمى بعضها صفات خلقه.
وليس المسمى كالمسمي، فسمى نفسه حياً، عليماً، قديراً، رؤوفاً، رحيماً، عزيزاً، حكيماً، سميعاً، بصيراً، ملكاً، مؤمناً، جباراً، متكبراً كقوله: (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ). [سورة البقرة: 255]. وقوله: (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ). [سورة الشورى: 50]. وقال: (وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ). [سورة البقرة: 225]. وقال: (وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ). [سورة البقرة: 228، 240]. وقال: (إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ). [سورة الحج: 65]. وقال: (إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً). [سورة النساء: 58]. وقال: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ).[سورة الحشر: 23].
وقد سمى بعض عباده حياً فقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ). [سورة الروم: 19]. وبعضهم عليماً بقوله: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ). [سورة الذاريات: 28]. وبعضهم حليماً بقوله: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ). [سورة الصافات: 101]. وبعضهم رؤوفاً رحيماً بقوله: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ). [سورة التوبة: 128]. وبعضهم سميعاً بصيراً بقوله: (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً). [سورة الإنسان: 2]. وبعضهم عزيزاً بقوله: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ). [سورة يوسف: 51]. وبعضهم ملكاً بقوله: (وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً). [سورة الكهف: 79]. وبعضهم مؤمناً بقوله: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً). [سورة السجدة: 18]. وبعضهم جباراً متكبراً بقوله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ). [سورة غافر: 35].
ومعلوم أنه لا يماثل الحيُّ الحيَّ ولا العليمُ العليمَ ولا العزيزُ العزيزَ ولا الرؤوفُ الرؤوفَ ولا الرحيمُ الرحيمَ ولا الملكُ الملكَ ولا الجبارُ الجبارَ ولا المتكبرُ المتكبرَ.
----------------
(1) انظر ابطال التأويلات لأبي يعلى ج1/88
(2)المصدر السابق