منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - علم النفس الاجتماعي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-02, 18:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فارس الجزائري
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية فارس الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المركز الثالث في مسابقة التميز في رمضان وسام مسابقة منتدى الأسرة و المجتمع وسام القلم المميّز 
إحصائية العضو










Hourse تابع - علم النفس الاجتماعي

نظريات السلوك الاجتماعي .
تنقسم النظريات في علم النفس الاجتماعي إلى نوعين رئيسيين :
1. النظريات التي تؤكد على الفرد . وهي تبدأ بالفرد ومكوناته العضوية والنفسية ، وما يرتبط بها من إشباع وسمات وخصائص نظرية و موروثة . هكذا تدرس هذه الجوانب من الفرد متجاوزين بذلك المواقف الاجتماعية و الظروف التي يوجد فيها الفرد .
2. نظريات وبحوث تؤكد على الجانب المجتمعي أي على المواقف وما يوجد فيها من متطلبات على الفرد وتوقعات من طرف الآخرين . فيقوم العالم بالتعرف على هذه
المطالب الاجتماعية ويدرس أفرادا عديدين في مواقف متشابهة لمعرفة كيفية استجاباتهم لها ، وتفاعلهم معها .
ويوجد في علم النفس الاجتماعي نظريتين محددتين احداهما تؤكد على الفرد و الأخرى على المواقف الاجتماعية . الأولى صاحبها هومان و الثانية نظرية فيستنجر .
1. نظرية هومان : سميت بنظرية التبادل الاجتماعي يمكن تلخيص هذه النظرية كالتالي :
· إذا كوفئ الفرد على فعل ما ، ففي الغالب انه سينجز هذا الفعل ثانية .
· إذا ترافق حدوث منبه أو مجموعة من المنبهات في الماضي مع فعل ما حصل الفرد على مكافأة ما ، فان التشابه القائم بين المنبهات الحاضرة و الماضية ، يدفع الشخص إلى القيام بفعل مشابه للفعل الماضي .
· كلما كانت المكافأة المرتبطة بالفعل بالنسبة لشخص ما ، ذات قيمة اكبر، كلما كان الشخص أكثر ميلا إلى القيام بالفعل أو بفعل آخر يشبهه.
هذا عرض مختصر لنظرية هومان ، والتي يلاحظ فيها تأكيده على كيفية استجابة الفرد للمنبهات التي تنطوي على مكافآت ، فضلا عن المنبهات التي تنطوي على عقوبات و التي تدفع الفرد إلى تجنب الأفعال المرتبطة بها .
2. نظرية فيستنجر : وهي نظرية المواقف الاجتماعية . تشتمل على ثلاث افكار هامة:
· تتغير أراء الفرد بواسطة المنبهات آلاتية من المحيط ، بقدر الضغط الذي يتعرض له من اجل التماثل مع أراء الجماعة .
· كلما كانت القوة الدافعة للفرد كي يبقى داخل الجماعة ، مرتفعة ، كلما كان أكثر ميلا إلى تغيير أرائه حسب اتجاه الجماعة .
· ينقص مقدار التغيير في الآراء الناتج من بعض المنبهات الخاصة بموضوع ما، كلما ارتفعت درجة الترابط بين الآراء و الاتجاهات ذات العلاقة بالموضوعية مع العضوية في مجموعات أخرى .
لقد جرت محاولا ت لربط النظريتين عن طريق ما أطلق عليه تحديد الموقف من طرف الشخص . فالموقف الاجتماعي الذي يكون الشخص فيه و الذي يستجيب له ، يفهم ويدرك بصورة ذاتية خاصة بذلك الشخص . إن الضغط الاجتماعي الذي يتعرض له الشخص في الموقف ، يدررك بناء على خبرات الفرد الماضية من جهة ، وبناء على خصائص الموقف
المواجه من جهة أخرى . أي توجد فروق بين الأفراد لدى استجاباتهم إلى المواقف التي يتعرضون فيها إلى المنبهات ( الضغوط ) الاجتماعية من اجل التماثل مع أراء الجماعة .
كيف يتم تحديد المواقف من طرف الشخص ؟
توجد ثلاث أساليب لتحديد المواقف أي للكيفية التي يدرك بها الشخص الموقف الاجتماعي الذي يكون فيه :
1. بالتوجه نحو البناء الاجتماعي ، أي المطالب التي تمليها علينا الأدوار التي يجب علينا القيام بها لكوننا أعضاء في الجماعة فضلا عن المكانة الاجتماعية التي نرى أننا نريد أن نكون فيها . فكون المرء طالبا مثلا ، يفرض عليه (كما يرى ذلك بنفسه) أن يستجيب للمواقف التي يواجهها كما يمليه عليه هذا الدور .
2. بالتأثر بالحالة النفسية التي يكون فيها المرء ، مثل حالة التوتر النفسي ، أو أن يكون في وضع تنافسي مع الآخرين . فالغالب قد يتصرف في موقف تفاعلي طبقا لحالة الغضب التي يكون فيها ، و المناقش يريد ربح المناقشة .
3. باعتبار المحيط العام للسلوك وهذا يعني بعدي الزمن و المكان وما يتضمنان من أنواع معينة من التفاعل يستجيب الفرد لها .
هكذا يبدو الموقف بالنسبة للشخص . ولاشك ثمة فروق فردية تتضمن اختلافا في الاستجابات فالبعض يؤكد على دوره الاجتماعي في استجاباته وآخرون يتأثرون بحالتهم النفسية أو بالمكان و الزمان اللذين يكونون فيه . بعبارة أخرى ، إن التصور للمواقف يكون ذاتيا .
هناك نظريتين مختلفتين في التفسير الذي ترتكز عليه أفعال الإنسان ، هما : النظرية السلوكية و النظرية الادراكية .
1. النظرية السلوكية : تؤكد النظرية السلوكية على أن التغير في السلوك يتبع حتما وبصورة نظامية التغير في المنبهات المحيطية ، الاجتماعية منها وغيرها ، أصحاب هذه النظرية لا يهتمون بما يجري في داخل الشخص حيث يرفض سكينر وأتباعه مفهوم الذهن و الحياة الشعورية عامة ، والتي يمكن دراستها بالاستنباط . بعبارة أخرى ، النظرية السلوكية ، تعتبر الإنسان كآلة اليكترونية ، تغذى ببرنامج للسلوك من الخارج ، فيصدر عنها السلوك المتوافق مع السلوك الذي ادخل إليها عن طريق المنبهات والاستجابات .
2. النظرية الادراكية : بالنسبة للنظرية الادراكية (المعرفية) فعلى العكس . تؤكد على العمليات الفكرية الداخلية التي تجري في خضم الجانب الشعوري من النفس. الفرد يعي نفسه إلى حد كبير ، ويعي مجرياتها الداخلية ، هكذا تكون أفعاله السلوكية تعبيرا . عما يجري في داخله . فالأشخاص هنا لا يكونون مجرد أدوات تحركها المنبهات و الاستجابات الاجتماعية ، بل هم أنفسهم يكونون مصادر أفعالهم.
عندما نقارن بين النظريتين نجد أن النظرية الادراكية (المعرفية) أكثر قبولا ، ذلك لان الإنسان يتصرف بحسب مكوناته الداخلية التي قد تكون رموزا اجتماعية تبناها ، مثل الشعور بالمسؤولية ، والحرية ، والكرامة ... الخ ، والتي تميزه عن الآلة التي جرت تغذيتها بالمعلومات الالكترونية ، هذا لا يعني أن الشخص لا يستجيب للتعزيزات الخارجية (المكافئة و العقاب) ، لكنه يقوم بعملية الاختيار والانتقاء لدى تفاعله مع هذه التعزيزات .
لكن تبني النظرية الادراكية (المعرفية) وحدها لا يكفي فهناك الجانب الاشعوري من الفعل الإنساني ، فالعناصر الشعورية و اللاشعورية تتفاعل وتتداخل مع بعضها البعض في أي فعل إنساني ، ففي الكثير من الأحيان مثلا يقوم الفرد بفعل ما مندفعا ، ثم بعد مدة ، يلوم نفسه على اندفاعه ويعتذر حاسبا أخطاءه ، تتضمن عناصر لا شعورية وقع تحت تأثيرها .
على العموم يمكن القول أن الاتجاه الأقوى في البحث النفسي الاجتماعي هو نحو الدراسة العمليات الواعية واتخاذ القرارات التي تحدد السلوك البشري .
في هذا المضمار تقدم هايدر بنظرية الانتساب .
· نظرية ها يدر : العنصر الأساسي في هذه النظرية هو الكيفية التي بها ندرك الآخرين وأفعالهم . فعندما نلاحظ شخصا ما يقوم بعمل ، نقوم بعملية انتساب (نوع من التفسير) لما يتضمنه هذا الفعل من عوامل تؤدي إليه . وقد تكون هذه العوامل موضوعية أو ذاتية لدى الشخص الذي يقوم بالفعل تتعلق بمقاصده . فنحن نفسر الفعل أي ننسبه إلى : ماذا يقصد فلان بذلك ؟ ، وفي الغالب ما يهمل الناس العوامل الموضوعية ، وينسبون أسباب الأفعال إلى مقاصد الفاعلين ، موضوعيا أو ذاتيا .
· نظرية فيستنجر الادراكية : هذا وتوجد نظرية أخرى تدخل في إطار النظريات الادراكية قدمها فيستنجر واسمها : نظرية التنافر الادراكي وهي تربط بين الاتجاه و السلوك . إن الفكرة الأساسية في هذه النظرية هي انه في حالة ما إذا كان الشخص يملك عناصر ادراكية (معرفية) متنافرة مع بعضها ، يقوم عندئذ بمحاولة لجعلهم منسجمين . فإذا كان الشخص يعتقد بقيمة الحياة الطويلة و الصحة الجيدة ، وإذا كان مدخنا ، ثم جاء من يخبره بما يفعله التدخين من أضرار ، عندئذ يقوم الشخص بعملية تغير في السلوك بشكل يحل الانسجام محل التنافر أي يتوقف عن التدخين . لكن من الممكن أن يصدر سلوك آخر ، حيث ينفي المدخن صحة المعلومات المتعلقة بمخاطر الدخان ويستمر في التدخين . بعبارة أخرى ، إذا عرف شخص انه يتصرف بطريقة تتنافر مع اتجاه له أهمية بالنسبة إليه ، فهذه النظرية تقرران سلوك أو الاتجاه لهذا الشخص لابد أن يتغير حتى يحدث الانسجام . هكذا فهذه النظرية تفترض وجود قدر من الوعي من طرف شخص يجعله يتجه نحو التخلص من التنافر.
فوائد علم النفس الاجتماعي .
إن علم النفس الاجتماعي كباقي العلوم الإنسانية ، تكمن فائدته في الكشف عن العوامل التي تقرر سلوك الإنسان ، ويمكن تلخيص فوائده الخاصة كالتالي :
· إن فهم سلوك الاجتماعي للأفراد يساهم في تحسين العلاقات بين الناس وتحقيق الوئام و التفاهم ، و التخفيف من التوترات بينهم .
· باعتبار علم النفس الاجتماعي حقلا بين خصائص علم الاجتماع وعلم النفس ، فهو يساعدنا على فهم الظاهرة الاجتماعية كما تظهر في السلوك اليومي للأفراد .
هكذا نستطيع أن نؤثر على الظاهرة الاجتماعية من خلال الفرد وسلوكه ، ونؤثر على الفرد من خلال الظاهرة الاجتماعية .
· علم النفس الاجتماعي لا غنى عنه لكل من يتعامل مع الأفراد في مواقف اجتماعية ، كالمعلمين ، والمحامين ، والسياسيين ، والإداريين . فيما انه يسهل عملية فهم الآخرين ، يساعد هؤلاء على القيام بواجباتهم بشكل أفضل .
ــــــــــــــ
قائمة المراجع .
1. د .باسا غانا ، مبادئ في علم النفس الاجتماعي ، ت ، د . بوعبد الله غلام الله (الجزائر : ديوان المطبوعات الجزائرية 1983 م ) .
2. د . مصطفى سويف،مقدمة في لعلم النفس الاجتماعي القاهرة:مكتبة الانجلو1978 م).
3. د.عبد السلام عبد الغفار ، مقدمة في علم النفس العام ، (ط2 ؛ بيروت : دار النهضة)
4. د. خير الله عصار ، مبادئ في علم النفس الاجتماعي ، (الجزائر : ديوان المطبوعات الجامعية 1984 م ).