أتذكر و أنا في السادسة من عمري , كنت جالسا أشاهد التلفاز أنتظر الرسوم المتحركة و كانت اليتيمة تعرض شريطا بمناسبة اليوم الوطني لإحدى دول الخليج ... و في الشريط رأيت عمارات من زجاج و طرق سريعة و منشئات جميلة ... انبهرت بما رأيت و شعرت بالإثارة و كعادتي رحت أسال أبي بحماس شديد من صنعها , أجابني أن الأمريكان صنعوها , سألته هل توجد في الجزائر مثلها , قال لي أبي أننا لا نملك مثلها ... شعرت بمرارة عميقة تتصاعد في داخلي من هذا الجواب الذي صدمني , ثم لم تجلب لي بقية الأسئلة سوى الخيبة و بدأت أتساءل ... ما الفرق بيننا و بين هؤلاء و ما الفرق بيننا و بين الأمريكان ... سألت أبي و الدموع تفيض من عيناي لماذا لا يمكننا بناء مثلها ... راح أبي يهدئني و قال انه سيأتي يوم و سنبني مثلها ... و لازلت انتظر ذلك اليوم .