منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأئمة إما فاشلون أو متواطئون
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-10, 10:54   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
لا أدري
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

رجال الدين عندنا و منذ ان تراجع تيار العلوم العقلية و انتصر اهل الحديث راح يتحول تدريجيا إلى كهنوت متحالف مع السلطة السياسية , فالمتحررون نفسيا و عقليا لا يخدمون السلطة الفاسدة في كل زمان , لذا عبر القرون الطويلة قرب الملوك و السلاطين فئة معينة من رجال الدين و حاربوا خصومهم و ذلك لكسب الشرعية و كسب تأيد العامة ممن ينجرفون تجاه الخطاب الشعبوي الديماغوجي و العاطفي لرجال الدين .

و ليحافظ هؤلاء على سلطتهم المعرفية استخدموا الدين و تهم التكفير لمحاربة كل من خالفهم و تماما كما كانت تفعل الكنيسة اعتبروا انفسم المتحدث الرسمي باسم الرب و أقصوا بعنف غيرهم .

و المشكلة هي ان رجل الدين لا يقبل النقد , و نادرا ما يعترف بخطاه و يتراجع عنه , و هذه العقلية بسبب أن أغلبهم يتصورون أنفسهم أوصياء على الدين و لاننا نحن الذين نمنحهم تلك المكانة . و أنا لا ادعو لعدم الاحترام و لكن الإمام و المتخصص في العلوم الشرعية هو مجرد شخص عادي يمككنا و يحق لنا مناقشة و عدم قبول كل أراءه و أقواله ,

المشكلة الاخرى و هي مشكلة كل كهنوت هي أن رجال الدين يحاولون إقحام الدين في كل تفاصيل الحياة حتى يحكموا السيطرة على المجتمع و يخلقوا طلبا غير ضروري عليهم . و هم بهذا يحافظون على مكاسبهم الاجتماعية و الإقتصادية, فاعترافهم بأن الكثير من مسائل الدنيا ليس من اختصاص الدين يفقدهم زبائنهم . و الزبون هنا ليس بمعنى المشتري بل الشخص الذي يلجأ إليك و يحدد موقعك في شبكة العلاقات الاجتماعية .

و ليس هذا طعنا في كل منتسب لحقل العلوم الدينية ,فالكثير من الناس يتبنون مواقف و أراء تتناسب مع مصالحهم و حسب البيئة التي يعيشون فيها دون أن يشعروا بذلك , لذلك نحن لا نفترض سوء النية في كل رجل دين و لكن لابد من النظر إلى الصورة الاكبر , أي رجال الدين كطبقة أو فئة ضمن شبكة العلاقات الإجتماعية و علاقتها بالسلطة , و المؤسف ان غالبية هؤلاء هم كما تقول , إما فاشلون أو جبناء أو متواطؤون , لان رجل الدين الحر و الشجاع و النزيه هو الذي يواجه الحقائق و يعترف بالإخطاء و يقبل النقد و يطور من خطابه و يتزيد من مختلف العلوم و لا يجعل نفسه وصيا على الناس بل واحدا منهم و لا يهاب السلطة الفاسدة و يملك الجرأة ليضع النقاط على الحروف و يضع الأصبع على الجرح . لكن للأسف كل من يفعل ذلك سيعتبره زملاءه منحرفا و يشوهون صورته و سوف تحاربه السلطة .

لابد من تحطيم كل الاصنام , السياسية و الدينية , لهذا دور المثقف الشجاع هو نقد رجال الدين و رجال السياسة و تقليم أظفارهم حتى لا تتشكل أسس الاستبداد , لان سبب الاستبداد هو الإستئثار بالسلطة سواء كانت معرفية أو سياسية و منع الغير من المشاركة أو ان تكون لهم كلمة . مما يحول المواطنين من شركاء إلى رعايا و قطيع يساق حسب مصلحة صاحب السلطة و حلفاءه










رد مع اقتباس